عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #146  
قديم 10-04-2018, 09:19 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله
أسعدَ الله أوقاتكِ بكل خير
كيفك وأخبارك? بتمنى تكوني في تمام العافية
تدري ماصدقت الفصل نزل من شدة له وحشة والحماقة مني أني قريته ونسيت أرد 😂
اعذريني على ذلك

لؤي الغبي الأحمق الأناني تدري كم أنا غاضبة منه! 😠
بقرأ في الفصل وفي بالي أشبعه ضرب 😡
شو فاكر نفسه!
يعني ماتقبل مساعدة جواد له ويشوفه الغلطان كمان والغلط كله منه! !
مغفل أهبل! !
بدي أأدبه هالزلمة 😒
وماعاد بدي يرجع مع جواد متل أول لأنه حقود وينسى الخبز والملح لأتفه سبب وهو سبب السبب

المهم حيرني شلون وقع جواد في حب حسناء وبعدها يغير رأيه !
أظن أن مشاعره ماكانت صادقة مجرد قرب لها وقت محنتها خلاه يتوهم هيك أم ان لأريج دور! !
وحسناء ببساطة نست لؤي وقبلت بجواد 😂
معها حق لأنه استفزها كتيير بديك البنات الي بتسكع معهن
هو بالأساس كان مفترض يحترم مشاعرها مش يجرحها هيك 😒

الي مضحكني جداً أنه رجعو لبعض 😂
في نهاية لؤي لحسناء وحسناء للؤي
شلون حصلت فهمينا 😂
والمعلق جواد المسكين الله يعوضه😂

- شو توقعاتكم للفصل الجاي
م أدري لكن أكيد رهيب

ـ نهاية تشوق للفصل القادم عرفتي فين تعلقينا

- اي اكتر مقطع عجبكم
وصفك لحسناء وعيونها المتورمة لحظة لؤي مع بنت مجنونة م ندري من نين جابها 😂
فرطني ضحك

- تصرفات لؤي وحسناء وجواد تنم عن الواقع او مبينة مش طبيعية؟ يعني اشيا ما بتصير الا بالقصص 😅

والقصص أساساً مبنية من الواقع حتى لو كانت خيالية
يعني في هيك أمور بتحدث

الفصل بصفة عامة جمييل وعجبني
تسلمي غلا

في أمان الله
__________________






سُبحان الله العظيم
سُبحان الله وبحمدِه
  #147  
قديم 10-06-2018, 12:02 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبعُ الأنوار مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله
أسعدَ الله أوقاتكِ بكل خير
كيفك وأخبارك? بتمنى تكوني في تمام العافيةوعليكم السلام
الحمد لله كلو تمام


تدري ماصدقت الفصل نزل من شدة له وحشة والحماقة مني أني قريته ونسيت أرد 😂
اعذريني على ذلك

يسيطة ما صاؤ شي

لؤي الغبي الأحمق الأناني تدري كم أنا غاضبة منه! 😠
بقرأ في الفصل وفي بالي أشبعه ضرب 😡
شو فاكر نفسه!
معشوق الجماهير 😅

يعني ماتقبل مساعدة جواد له ويشوفه الغلطان كمان والغلط كله منه! !
لا هو جواد خربله مخططه المستقبلي 😅

مغفل أهبل! !
بدي أأدبه هالزلمة 😒
وماعاد بدي يرجع مع جواد متل أول لأنه حقود وينسى الخبز والملح لأتفه سبب وهو سبب السبب
يعني في ناس هيك انانيين

المهم حيرني شلون وقع جواد في حب حسناء وبعدها يغير رأيه !
أظن أن مشاعره ماكانت صادقة مجرد قرب لها وقت محنتها خلاه يتوهم هيك أم ان لأريج دور! !
لا مشاعره تجاه حسناء كانت حقيقية 😅
بالفصل الاول مبلشة بعد ما انفصل عن حسناء ومبين اديش تعذبت بالانفصال
بس اكيد كان لاريج دور لينسى حسناء
اذا ملاحظة كاتبة بعالجزء كيف كانت علاقتهم من 7 سنين
لا هي كانت تخبو ولا هو كان يحبها
الفصل الاول كلو هو كان يحب خطيبتو وهي كانت تحبه ولد من صفها حب صديقتها
اي صح هو نفسه ايمن 😂
نسيت اني كتبت عنه هنا

وحسناء ببساطة نست لؤي وقبلت بجواد 😂
اكيد لا
هي بتقرر تنسى لؤي لان هيك عم يعمل
وبقية الجواب في الفصل القادم

معها حق لأنه استفزها كتيير بديك البنات الي بتسكع معهن
هو بالأساس كان مفترض يحترم مشاعرها مش يجرحها هيك 😒
هو غبي
اعتبر اهو هي وجواد جرحو مشاعرو بحب يرجعلهم المقلب
فانقلب السحر على الساحر


الي مضحكني جداً أنه رجعو لبعض 😂
في نهاية لؤي لحسناء وحسناء للؤي
شلون حصلت فهمينا 😂
اي لان كانو بعدهم بيحبو بعض
صارت شوية خلافات كيعت فيها حسناء لؤي
وبالاخر رجعو تصالحو 😅

والمعلق جواد المسكين الله يعوضه😂
يلا بكرا بيلقى تعويضه

- شو توقعاتكم للفصل الجاي
م أدري لكن أكيد رهيب
يعني هو خلو بس ما اظن لدرجة الرهيب 😂

ـ نهاية تشوق للفصل القادم عرفتي فين تعلقينا
اجمل مطرح لقطع الاحداث

- اي اكتر مقطع عجبكم
وصفك لحسناء وعيونها المتورمة لحظة لؤي مع بنت مجنونة م ندري من نين جابها 😂
فرطني ضحك
تشمتي بالبنت المسكينة

- تصرفات لؤي وحسناء وجواد تنم عن الواقع او مبينة مش طبيعية؟ يعني اشيا ما بتصير الا بالقصص 😅

والقصص أساساً مبنية من الواقع حتى لو كانت خيالية
يعني في هيك أمور بتحدث
اي اكيد
الاحداث يمكن تحصل
بس قصدي لو كانو بشر طبيعيين
بيتصرفو هيك؟
او لازم يكونو مثلا بشر حالات استثنائية
مش عارفة اذا فهمتي علي
قصدي الشخصيات عارفين يمثلو الواقع
او تصرفاتهم مش طبيعية؟
مش عارفة هلاء اءا اختلف السؤال


الفصل بصفة عامة جمييل وعجبني
تسلمي غلا

في أمان الله
من ذوقك ^^وشكرا لك على المتابعة
في حفظ الله
__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية


  #148  
قديم 10-26-2018, 02:25 PM
 


تذكير باخر الاحداث
__________________


وجه جواد نظرة لحسناء ثم عاد لينظر الى لؤي قائلا:

- سأسألك للمرة الاخيرة، هل حقا لم تعد تريدها ولا يهمك ان ارتبطت من غيرك

تفكر لؤي بالموضوع مليا ثم قال:

- لما تسأل؟... هل هناك شخص معيين؟

- لا اظن ان الامر سيفرق كثيرا بالنسبة اليك ان كنت حقا لم تعد مهتما

- ليس جديا... لم اعد مهتما

- اذا لن تعتبر خيانة لصداقتنا ان طلبت منها الارتباط بي



***بداية الفصل 29c***



فنجر لؤي عيناه لسماع كلامه، رمش عدة مرات محللا كلامه حتى اخيرا اظهر ابتسامة استهزائية ليقول:

- فهمت ما ترمي اليه... انه مقلب جديد لجعلي اعترف بحبي لتلك لغبية، لن اقع في الفخ مرتان... في هذه الحالة اذهب وتزوج منها ايضا

- لست امزح معك وليس الامر مقلبا... انا احببت حسناء، لم افاتحها بالامر بعد لكنني سأفعل ان كنت انت حقا لم تعد تريدها

- هه... يا لك من صديق مخلص... فاذا اذهب واخبرها بمشاعرك فلم اعد مهتما بها

- هل انت متأكد؟

هز كتفيه ليعيد السيجارة الى فمه ويعود الى صديقته ليملئا ضحكاتهما الحي كله، تراجع ليعود الى حيث كان شاردا فاقبلت اليه حسناء مسرعة:

- ما الذي جرى؟ بما تحدثتما؟

نظر اليها جواد متفكرا ثم ابتسم بالالم ليربت على رأسها قائلا:

- انسي الامر، لا شيء يسرك بالموضوع

- لما؟ لا اظنه سيقول شيئا جديدا

- لقد كان يكذب عليك مسبقا... لكنه كان صادقا معي... يبدو انه فقد ثقته بي حتى بعد ذلك المقلب فحتى انا يكذب علي الان...

تابع في سره " اخشى ان يكذب على نفسه قريبا ويقتنع اقتناعا تاما بانه لا يحبك" عاد ليقول لها:

- اسف لكن بعد الان لا يمكنك الاعتماد علي في اصلاح علاقتك بلؤي

عادت لتدمع عينيها فابعد وجهه عنها بانزعاج، نظرا لهذه الدموع فحتى لو اعترف لها بمشاعره هي لن تقبل به، انه مجرد حلم، هي تحب لؤي وهو بالنسبة اليها مجرد صديق عزيز

اعتذر لها لتشجيعها ذلك اليوم على المقلب ونصحها بالتوجه من الان فصاعدا الى ليلى لانه لن يستطيع ان يفيدها باي شيء، رفعت نظرها اليه بتعاسة لتخبره ان ليلى رحلت للقرية ولن تعود قبل شهر

نظر اليها شاردا فعاد واعتذر منها لعجزه عن مساعدتها وتابع طريقه الى منزله تاركا اياها تبكي وحدها

---

بعد منتصف الليل نزل جواد ليجلس وسط ظلام ساحة الحي ويحتسي سكينته، جلس في كرسي ليسند ظهره رافعا رأسه مراقبا النجوم حتى لاحظ وميض سيجارة تقترب الى ان توقفت قربه، نظر اليه صاحبها متفحصا وسط الظلام ليقول مستغربا:

- جواد!... ماذا تفعل في هذا الوقت من الليل في الشارع؟

ابعد جواد نظره عنه بانزعاج ليقول بملل:

- نفس السؤال موجه اليك

ضحك بخفة ليجلس بقربه، اخذ نفسا من السيجارة ليطلقه في الهواء ثم قال:

- اذا الى اين وصلت بمقلبك مع حسناء؟

نظر اليه بانزعاج ليقول:

- اخبرتك انه ليس مقلبا، لقد كنت جادا

- حسنا حسنا... واين وصلت بجديتك مع حسناء؟

- اففف... انسى الامر، تعلم انها تحبك

- ههه بالطبع

وجه اليه السيجارة ليقول:

- انها تنسي الهموم، اتحب ان تجرب؟

ابعد يده بضيق ليقول:

- ابعد تلك الرائحة المزعجة عني

- كنت اظنك تحبها

- ان كنت تذكر كانت اصل خلافك مع حسناء

- لم يكن السيجارة بل تلك الحمقاء الغبية

- وما شأن تلك الحمقاء الغبية بخلافك مع حسناء

- بسببها اصبحت مدمن تدخين

- والان اصبحت مدمنا!

رفع لؤي السيجارة لينظر الى شعلتها وسط الظلام بينما يتصاعد منها الدخان ثم قال:

- انها رائعة...

- هه... انت مجرد احمق

- بربك جربها ثم احكم علي

- لست مضطرا

- وليست ممنوعة عليك؟ ام ان حسناء منعتك؟

نظر اليه بطرف عينه ثم عاد ليبعد نظره، اعادها لؤي الى فمه وصمتا ينظران الى النجوم حتى اخيرا سحب جواد السيجارة من يد صديقه واخذ نفسا

سرعان ما بدأ يسعل ففرط لؤي ضحك، رمى جواد السيجارة في وجه لؤي قائلا:

- انت بالفعل احمق... وبكل ثقة يقول جربها واحكم علي

عاد ليضحك لؤي مجددا ثم قال:

- فقط البداية تكون هكذا، لكن ان اعتدت عليها سيكون الامر مختلفا

نهض لؤي ليذهب، اخرج من جيبه علبة سكائر ورماها لجواد قائلا:

- خذها وجرب الى ان تعتاد عليها، سأخذ ثمنها منك فيما بعد

انصرف قبل ان يسمع اعتراض الاخر، اخذها جواد وتأملها ليقرأ على العلبة: "التدخين يؤدي الى امراض خطيرة ومميتة"

ضحك ساخرا ليقول:

"بالطبع... فكثيرا ما نرى اناس يدخنون يموتون بسبب الدخان، في الواقع لم اسمع للان بواحد منهم، اما ان يموتو بحادث سير او انتحار اوشي من هذا القبيل، العمر اقصر من ان يقضي عليك الموت بسبب التدخين"

تنهد ليضع العلبة في جيبه وعاد ليشرد في النجوم


---


بينما كان الجيران مجتمعين عصرا في ساحة الحي يضحكون ويتسامرون كان جواد جالسا متوترا، تارة ينظر الى حسناء مبتسما وترا ينزع نظره عنها منزعجا، حتى اخيرا اكلها رفسة قوية صاح على اثرها وهو ينظر الى حسناء منزعجا ليراها تنظر بغيظ باتجاه معين

لم يكن مضطرا لينظر الى حيث تنظر ليكتشف سبب غيظها فسند ظهره على كرسييه مقطبا حاجبيه عاقدا ذراعيه يسك على اسنانه بغضب عادت حسناء لتتمسك بذراعه من هول المشهد بينما تسب لؤي والفتاة التي معه بصوت منخفض

اما جواد فمجرد ان لمسته اغمض عيناه تأثرا ثم ما لبث ان تحول تأثره الى غضب ليبعد يدها عنه بعنف صارخا:

- تبا ابعدي يدك عني

نظرت اليه مصدومة غير مستوعبة ردة فعله بينما لاحظ جواد ان الكل ينظر اليهما مستغربون فنهض من كرسيه مبتعدا عن الجميع، نظرت حسناء ايضا للجميع لتراهم يراقبونه فنهضت مسرعة لتتبع جواد، اما شيماء فتتبعتهما بنظراتها كأنها بدأت تعي ما يحدث مع اخيها وبدأت تجهز لائحة بالاسئلة التي ستوجهها له بعد عودتها للبيت

امسكت حسناء بجواد لتوقفه فالتفت ينظر اليها ببرود، قالت بحيرة:

- ما الذي يحدث معك؟... لقد تغيرت كثيرا مؤخرا

صمت يفكر بما ستكون ردة فعلها لو اخبرها عن تغيير مشاعره تجاهها لكنه لم يتوقع خيرا لذا فضل ان يحتفظ بمشاعره لنفسه فقال:

- اسف حسناء... لكن صداقتنا تنتهي هنا

فغرت فاهها وتوسعت عيناها من الصدمة، رمشت عيناها عدة مرات محاولة الاستيعاب ثم قالت:

- لكن لماذا؟ هل اخطأت معك بشيء؟

ابعد وجهه عنها متنهدا بانزعاج ليقول:

- ليس الامر هكذا

فصاحت بتنفعال:

- اذا لماذا؟ لا يمكنني ان افهم...

نظرت اليه تتفحصه حتى عادت لتفغر فاهها ثم قالت:

- اظنني فهمت

نظر اليها عند سماع كلامها ليرى ما سيكون ردها على الموضوع فقالت:

- لؤي منعك من ان تبقى الى جانبي... هذا ما حدث اليس كذلك؟

فنجر جواد عيناه من استنتاجها الاحمق، ثم من ردها بدا واضحا انه مهزوم في هذه المعركة حيث لؤي يسكن كل خلية من خلاية عقلها وقلبها فلا فرصة له ابدا، قال بسخرية:

- لا شأن للؤي بالامر، لا عن قريب ولا عن بعيد

استدار مبتعدا عنها بينما هي تبعته مستفسرة:

- اذا لماذا؟

اكمل سيره محاولا تجاهل اسئلتها الكثيرة التي لا جواب لهم الا واحدا فضل اخفاؤه حفاظا على كبرياءه لكن اصرارها جعله يلتفت ويرمي بعقله وكرامته جانبا ليصرخ لها:

- لانني احببتك

بدا على وجهها السخرية لتقول:

- وهل يعامل من يحب صديقته بهذه الطريقة

صمت لوهلة ليقول:

- انت لا تبادلينني المشاعر ولن تفعلي ابدا

- كيف لا؟... هل ابديت يوما كرهي لك او شي من هذا القبيل؟

ضرب جواد جبينه ليقول:

- تبا انت لم تفهمي قصدي... اقصد انني احبك اي انني مغرم بك... اي انني اريد ان اخطبك

صدمت حسناء لذلك الاعتراف الذي لم تكن تتوقعه ابدا بينما انتظر جواد جوابها فلم يلقى منها الا صدمتها العنيفة تلك فتركها في صدمتها ليبحث عن مكان يبتعد عنها قدر الامكان ولم يكن ليجد مكان افضل من الانضمام الى لؤي مع صديقته

جلس بقربهما منزعجا فنظر اليه لؤي ساخرا ليقول له:

- نصيحة مني ابتعد عن النساء فلن يسببو لك الا وجع الرأس

وجهت صديقته اليه ضربة محترمة فنظر اليها لؤي ضاحكا ليقول:

- انت شابة استثنائية تنسين الناس همومهم

ضحكت ضحكة هازئة لتقول:

- صدقتك، مثل على غيري، فانا اعرفكم انتم معشر الرجال كلكم صنف واحد، تنكرون اهميتنا في المجتمع وتنسون ان الذي انجبكم الى هذه الدنيا كانت امراة

- لا يا فتاة، من قال اني انكر اهمية المراة في المجتمع، لا حياة للرجل دون نساء ولكن ان كنا نحتقرها فتتعال علينا، فما ستفعل لو اعلينا من شأنها، بالطبع ستدوس علينا بكعبها العالي، وانت تعلمين كم يؤلم ذلك

- هزت كتفاها لا مبالية وهي تنفث دخان سيجارتها ثم قالت:

- لا اذكر انني جربت ذلك الشعور، ولكن مهما كان مؤلما فانتم تستحقون ذلك

نظر اليهما جواد مستغربا، لو ان حسناء تستمع الان الى حديثهم لانتحرت بسبب الغيرة التي افرطتها بسبب لا شيء، ان بينهما عداوة اكثر من صداقة

مد لؤي سيجارته لجواد قائلا:

- دخن يا صاح، لن يفهم رأسك غيره...

نظر جواد الى السيجارة ثم الى لؤي فحثه لؤي ليأخذها، ففعل وما ان اخذ نفسا منها حتى بدأ يسعل كالمرة السابقة، فرط كل من لؤي وصديقته ضحكا بينما انزعج منهما جواد فرمى السيجارة ارضا وابتعد عنهما، لكن لؤي امسكه ليعيده ضاحكا وهو يقول:

- لا تيأس بهذه السرعة يا عزيزي، ان الامر يستحق واكثر، اليس كذلك دينا؟

رفعت دينا ابهامها مختصرا الايجاب ثم اقتربت منه لتعطيه بعض نصائح من خبرتها وهكذا دخل جواد عالم المدخنين

---


طرقت شيماء ليلا باب غرفة جواد تستسمحه للدخول، سرعان ما اطفئ سيجارته وحاول ان يخرج رائحة الدخان بدفعه بيديه تجاه النافذة حتى دخلت اخته

نظرت حولها مستغربة وهي تشم الرائحة لتقول:

- هل هذه رائحة سجائر؟

نظر حوله باحثا عن فكرة تخلصه من الورطة حتى خطرت له فكرة، سحب كنزته تجاه انفه ليمثل النفور من الرائحة ثم قال:

- لقد كنت مع لؤي وصديقته وكانا طوال الوقت يدخنان

عبست لتقول:

- تعلم انه لا يجب عليك التواجد بين اناس يدخنون، ذلك يضر بصحتك فانت مصاب بالربو

اخفض راسه يشعر بالذنب فاردفت شيماء:

- كما ان لؤي بحد ذاته لم يعد يعجبني، اشعر انه اصبح شخصا اخر مؤخرا، افضل لو تبتعد عنه

نظر اليها مليا ثم قال:

- اظن ان الفكرة وصلت، لا داعي لمزيد من الشرح، الان اريد ان انام

- اولا بدل ملابسك ذات الرائحة النتنة ثم...

نظرت اليه بحرج وقالت:

- اتيت لاكلمك بموضوع اخر

عبس محاولا ان يدرك ما هو النوضوع فتقدمت وجلست على سريره قائلة:

- لما عاملت حسناء اليوم هكذا؟

تنهد بانزعاج ليقول:

- انسي الامر شيماء... اخرجي الان اريد النوم

- هل تحبها؟

احمر وجهه لا يدري أحياءا ام غيظا، هل الامر واضح الى تلك الدرجة؟ قال بانزعاج ناكرا:

- لا لست احبها، بعد ان حصلت على الجواب، هل بامكانك ان تتركيني وشأني لاستريح

تنهدت بيأس لتقول:

- لا تنسى انها حبيبة صديقك

- ظننتك منذ قليل قلت ان صحبتي له لم تعد تعجبك

- اجل لا احب صحبتك له لكن لا يعني ذلك ان تحول الجيرة الى عداوة، لقد تحدث الحي بأجمعه عن شجارك ذلك اليوم مع لؤي بسبب حسناء

سك جواد على اسنانه محاولا ضبط اعصابه ثم قال:

- لا بأس... اعلم جيدا انه يحبها كما اعلم اكثر انها متيمة به ولن تفكر بغيره

زفرت شيماء بقلة حيلة ثم قالت:

- اتمنى فقط ان تبقي تلك الفكرة برأسك ولا تفعل ما تندم عليه

نهضت من السرير وخرجت من الغرفة ليغلق جواد الباب بعنف ثم يلقي بنفسه على السرير، ان اخر ما كان ينقصه الان هو نصيحة اخته وتذكيره بهمه، ولكن، هل حبه لها واضح الى ذلك الحد؟

قالت ان الجميع تحدث عن شجاره مع لؤي، هل تحدثوا عنه كصديق يهتم بصديقته ام كعاشق اعمته الغيرة، تبا لما على الناس التدخل دائما بما لا يعنيهم،

على كل حال هو انسان وله مشاعر كأي انسان اخر، والبقاء طوال الوقت قرب فتاة محاولا مواساتها لا بد من ان يحرك ذلك مشاعره، لكن... تبا

رمى بأفكاره جانبا ليأخذ علبة السيكارة ويسحب منها واحدة واشعلها ليأخذ نفسا عميقا ثم القى بكل ما يزعجه مع الدخان الخارج من فمه، لم يمر وقتا طويلا حتى بدأ يشعر بالضيق، اطفئ سيجارته ليأخذ بخاخة الربو ويأخذ نفسا منه

رفع كل من السيجارة في يد والبخاخ في اليد الاخرى متفكرا "احدهما يشفي المشاكل الجسدية والاخر يشفى المشاكل الروحية، كلاهما لا يمكن التخلي عنه والحياة بدونهما موت"

ابتسم باستهزاء ليشعل السيجارة في يده ويكمل جولة التدخين المسائية

---

بعد اسبوع لم تستطع حسناء ان تحتمل وحدتها، تجلس مع الجيران في الحي، تتحدث الى الفتيات من جيلها، لكنها اعتادت على وجود لؤي وجواد في حياتها، واختفيا كلاهما فجأة، جلست في سريرها بيأس ثم نظرت الى سماعة الهاتف، امسكتها واتصلت بليلى:

- الو...

- ايتها الغبية، ان تذهبي الى الضيعة لا يعني ان تنسينني كليا

- اوه... اشعر ان هناك شيئا خاطئا حصل

- اجل... هذا ما حدث

- اذا هل خطب لؤي

- لا اظنه سيخطب يوما فهو لا يستقر على فتاة معينة

- هذا جيد، فليمت عانسا

- كفي عن ذلك ليلى... انك قاسية جدا، تعلمين انني احبه

- انسى احلام الطفولة وابدئي حياة جديدة

- لقد اصبحت باردة جدا

- حسنا، هذا ما يتطلبه الحياة

- اففف على كل حال ليس لهذا السبب اتصلت بك

- اذا هناك خبر اخر؟

- اجل، وقد صدعني منذ اسبوع

- من؟

- الخبر الاخر... اففف ظهر ان جواد مغرم بي

- وما الجديد؟ لقد اخبرتك بذلك سابقا

- لا حينها لم يكن يحبني، لقد كنا حينها كأخوة رائعين، لكن مؤخرا بدأ ينفر مني، ومنذ اسبوع اخبرني ان صداقتنا انتهت لانه يحبني

- لقد كان يحبك قبلا، لكنه لم يكن يدرك ذلك

- يا اللهي، وماذا افعل انا الان؟ انني وحيدة منذ اسبوع

- ولما لا ترتبطين به؟

- هل تمزحين معي؟ لا اراه اكثر من صديق، ثم اني مازلت احب لؤي

- لا بأس فانا خطبت ايضا وما زلت احب صالح

فغرت حسناء فاههة لتقول:

- خطبت؟ بهذه السرعة ولم تخبريني حتى؟ ثم كيف يمكنك ان ترتبطي باحدهم وانت تخبين اخر

- لا بأس، سأنساه مع الوقت

- اففف... ليت ارادتي قوية مثلك... كم اتمنى لو يمكتني نسيان لؤي

- شئت ام ابيت هذا ما عليك فعله، وانا انصحك بالارتباط بجواد فانا اعرفه جيدا، بعض النظر عن عصبيته المفرطة فهو انسان خلوق مرح ووفي ولن يخذلك ابدا، لو انه احبني لما تنازلت عنه ابدا، فخسارته كصديق او كحبيب تعتبر خسارة كبيرة، على الاقل هو مازال صديقا لي... ولكن انت... على كل حال افعلي ما ترينه مناسبا، اسفة لكن علي ان اجهز نفسي لاستقبال خطيبي فسيأت قريبا

- حسنا الى اللقاء

- الى اللقاء

اغلقت الخط لتنظر من النافذة فتجد كل من جواد ولؤي يجلسان في زاوية مخفية يدخنان سوية، فغرت فاهها مصدومة واسرعت بالنزول اليهما، وصلت اليهما لتسحب السيجارة من يد جواد وهي تعاتبه خوفا على صحته ثم توجهت الى لؤي لتكمل عتابها لانه شجعه على ذلك

ابتسم لؤي بشماتة ليقول:

- اذا اخيرا تنازلت الاميرة واقبلت الينا لتشرفنا بلقائها

نظرت اليه نظرة احتقار فبادلها النظرة بينما مل جواد من تلك النظرات المتبادلة بصمت فأخذ السيجارة من يد لؤي قائلا:

- حينما تملون من ذلك التصنم اخبراني

نظر اليه كلاهما بانزعاج ثم قالت حسناء:

- جواد لا يمكنك التدخين، تعلم ان ذلك سيضر صحتك

- امنعيني ان استطعت

صمتت وهي تنظر الى نظراته الباردة وكادت ان تدمع عيناها حين لاحظت انها بالفعل خسرت اعز شخصين اليها، وكادت الدموعها ان تلين جواد لكن جملتها نفرته مجددا حين قالت:

- سأخبر والدك انك تدخن ان لم تتوقف

فنجر جواد عيناه لسماع تهديدها وهاجمها مهددا:

- ان فعلت ذلك ستلقين مني ما لا يعحبك

رفعت رأسها بشموخ لتقول:

- مثل ماذا؟ لا اظنك ستضربني، ام ستقطع صداقتنا، لقد فعلت ذلك حتما

هز لؤي كتفيه بلا مبالاة ليقول:

- ان كنت متحمسة جدا لمعرفة ذلك يمكنك ان تذهبي وتخبري ابيه

نظر كلاهما بانزعاج الى لؤي، وحين لاحظت انها لن تنجح باقناع جواد فضلت ان تهرب فالبقاء هناك يؤلمها كثيرا، نظر جواد للؤي بلؤم ليقول:

- وتشجعها على اخبار ابي!...

- واين المشكلة؟... انا ايضا اردت ان اعلم ما الذي ستفعله

نظر جواد للؤي بحقد ثم عاد ليدخن سيجارته، صمت كلاهما لفترة حتى قال لؤي بجدية:

- لماذا قطعت صداقتك بحسناء؟

سك جواد على اسنانه حينما تذكر تلك اللحظة، لم يجبه وظل يدخن سيجارته فنظر لؤي اليه متفحصا ثم قال:

- لماذا؟

تفكر جواد عن سبب مقنع يخبر به صديقه دون ان يخبره بالحقيقة فقال متذمرا:

- انها لا تكف عن الشكوى عنك... لقد صدعتني من كثرة شكوتها

- اهذا سبب كاف؟

- انت صديق طفولتها وتركتها

- انا لم اتركها... هي من تركتني

- هذا غير صحيح... لولا خروجك المستمر مع الفتيات لما حدث ذلك

- بل لولا تدخلك يومها لما حدث ذلك

نظر اليه جواد بضيق ثم قال:

- اذا انا المذنب الوحيد هنا... حسنا فليكن... انني اصل الفساد في العالم دون علمي

اعاد السيجارة الى فمه بينما لؤي مازال يراقبه حتى قال اخيرا:

- تبدو مدمرا... ما الذي يحدث معك

- انس الامر ولا تذكرني

- ولما وجد الاصدقاء...

نظر اليه جواد ليبتسم ابتسامة استهزائية تعكس ما خطر بباله: "رينا ليغضروا ببعضهم... ما سيكون ردة فعل صديقه لو اخبره انه اعترف لتلك الغبية بمشاعره؟ وكم ستكون شماتته كبيرة لو علم مقدار الصدمة التي اجتاحتها ورفضها للفكرة، فليبقى الامر سرا لتبقى الامور هادئة افضل..."

قطع افكاره تنهد لؤي ثم تذمره:

- يا اللهي، غدا تجتمع العائلة عند ناكرة الجميل، كم اتمنى لو يمكنني ان احذف هذا اليوم من الاسبوع

نظر اليه جواد مستغربا:

- ناكرة الجميل؟ هل هذه قريبة لك جديدة؟

- بل هي نفسها ابنة عمي التي حجزت لصالح

- الم تكن الحمقاء الغبية

- حسنا غيرت لقبها

- ان اردت يمكنني مرافقتك لاسليك

- اتمزح معي؟ انه اجتماع عائلي، يعني فقط للعائلة

- حسنا ان اردت اتنكر ليظنوني انت واذهب بدلا عنك

ضحك لؤي وهو يقول:

- انها فكرة جيدة، فقط لو انها تنجح، لا اظن ان احدهم سيخدع بذلك

شرد جواد بكيف قد تكون تلك الحمقاء الغبية الناكرة للجميل وبعد ان وضع لها بعد الصور والاحتمالات وعجز خياله عن الوصول الى صورة معينة هز كتفيه قائلا:

- للاسف الخيال اسهل من الواقع

هز لؤي رأسه يوافقه على الخطة الخيالية دون ان يفهم قصد جواد بما كان يفكر به


---


عاد بعد ساعات الى البيت واستلقى في سريره ولم يلبث دقائق حتى دق الباب ثم رأى شيماء تستند على الباب تنظر اليه بحذر ثم قالت:

- هناك من يريد ان يكلمك

نظر اليها مستغربا ثم نهض ليتوجه الى غرفة الضيوف فيجد حسناء جالسة متوترة، اتسعت عيناه لرؤيتها، نظر حوله ليرى شيماء ترمقه بنظرات متشككة، اسرع ليجلس بقربها وقال بهمس محذرا:

- انت لم تأت الى هنا لتخبري اهلي بشأن التدخين، اليس كذلك؟

نظرت اليه متفكرة ثم قالت:

- بل جئت لاحدثك انت

- ان كان عن التدخين فانسي الامر، وخاصة هنا في بيتي

- لما تفعل ذلك؟

- اني مرتاح هكذا

- لكنك تضر نفسك

- هذه مشكلتي

- اففف... على كل حال لم ات لاجل هذا الموضوع

ابتعد عنها ليجلس في اريكة مقابلة لها وقبل ان تفتح فمها دخلت شيماء لتجلس معهما، سلمت على حسناء وبدأت تسألها عن احوالها وحسناء تجاوب حتى انتهت الاسئلة الاعتيادية وحل الصمت بالمكان، فقال جواد:

- اذا؟... لما اتيت؟

جالت حسناء بنظرها بين جواد وشيماء ثم صمتت، نظر جواد الى تصرف حسناء ثم نظر الى شيماء قائلا:

- ربما لم يخطر ببالك ان الفتاة تريد ان تتحدث عن شيء خاص؟...

رمشت شيماء متفاجئة ثم قالت:

- اوه اسفة... حسنا سأذهب لاعد بعض العصير لكما

نهضت شيماء من مقعدها لتقترب من جواد وتهمس له:

- اياك ان ترتكب حماقة

نظر اليها باستخفاف ليقول:

- وهل تريني احمقا؟

- بل اراك مدللا اكثر مما يجب

خرجت من غرفة الضيوف ليعيد جواد نظره الى حسناء قائلا:

- اذا؟

تنهدت حسناء ثم قالت:

- بشأن صداقتنا

- انسي امرها

زمت شفتاها بضيق ثم اخذت نفسا عميقا وقالت:

- حسنا على الاقل فلنكن جيرانا طبيعيين كما كل الجيران، ليس من الضروري ان تهرب من كل مكان اتواجد فيه كانني مرض مميت

- اسف... لا استطيع

- لا يمكنك ان تتركني هكذا

- اسف... لا خيار امامي

- جواد

- ان لم يكن لديك موضوع اخر فانتهى حديثنا

- لكن..

نهض جواد مناديا شيماء قائلا:

- لقد انتهى حديثنا ان اردت ان تنضمي الى حسناء

انصرف الى غرفته بينما اقبلت شيماء باسمة الى حسناء لتراها واضعة وجهها بين كفيها، انمحت الابتسامة من وجه شيماء لتقترب من حسناء مستفسرة:

- هل انت بخير؟ ما الذي حدث؟

رفعت حسناء وجهها الى شيماء لتبدو مصفرة اللون قد خطف من وجهها الحياة، اقتربت منها شيماء بقلق لتطمئن عليها، نظرت حسناء لشيماء بيأس ثم قالت:

- يبدو انها ستكون زيارتي الاخيرة لكم

خرجت تجر اذيال الخيبة بينما شيماء تحاول ان تفهم ما ترمي اليه حسناء، نهضت بعد ان خرجت حسناء وتوجهت الى جواد، فتحت الباب لتجده مرتميا على سريره وعلى صوت انفتاح الباب اجفل وابدى ارتباكا

نظرت اليه بريب ثم تقدمت اليه فنهض يراقبها ليقف قرب النافذة ويده خلف ظهره، ترقبته مستغربة حتى بدأ وجهه يحمر وفجأة نفث الدخان من رئتيه ليأخذ نفسا عميقا دلال على انه كان يقطع نفسه منذ ان دخلت،

فغرت فاهها بصدمة فاسرع ليغلق الباب كي لا تخرج وتخبر كل من في المنزل وتفضحه، عاتبته على فعلته صارخة فمد يده ليغلق فمها مشيرا لها باليد الاخرى ان تسكت

ابعدت يدها عنه بغضب وقالت:

- كيف تريدني ان اسكت بعد ان رأيت ما رأيت... اننا نمنعك من مجالسة المدخنين لاجل صحتك فاراك تدخن انت بنفسك

مسح وجهه بكفه ثم رفع يداه بقلة حيلة قائلا:

- وما عساي ان افعل... لقد كان الحل الوحيد امامي

- لما؟... هل وضع احدهم المسدس على رأسك ليجبرك على ذلك؟

- ليس الامر هكذا لكن...

صمت متفكرا ثم توجه الى سريره ليجلس بحزن ثم قال:

- لقد كانت الطريقة الوحيدة لكي ابعد حسناء عن تفكيري

نظرت اليه بتحد ثم قالت:

- اذا انت تحبها حقا

- للاسف هذا صحيح

اطلقت زفرة استياء ثم قالت:

- ولم تجد طريقة لنسيانها الا بقتل نفسك؟

- بالله عليك شيماء، انا لم اقتل نفسي...

- ان كل انواع التدخين يضرك... وهذا الذي كان بيدك منذ قليل واحد منهم، الا تفهم !

- اذا ماذا تقترحين؟ الديك حل افضل للنسيان؟

- افعل كما يفعل اي انسان متعقل، دع الزمن يتكفل بالامر

- بالطبع، الامر بتلك السهولة وخاصة حين اراها يوميا وهي تلاحقني طوال الوقت خصوصا بعد ان ذهبت ليلى للضيعة وتركتها وحيدة

تنهدت شيماء متفكرة ثم اقبلت لتجلس قرب جواد، قالت:

- انت ستسافر لدراسة الجامعة في فرنسا، اليس كذلك؟ انها سنة فقط، تحملها ثم تبتعد عنها

- وهل تظنين ان السنة وقت يسير؟ انني احاول الابتعاد عنها منذ اسبوع واكاد اصاب بالجنون

- حسنا هل اخبرتها بمشاعرك؟

ابعد وجهه عنها باستياء حين تذكر ردة فعل حسناء حين اخبرها، قالت شيماء:

- بما انها متعلقة بك الى تلك الدرجة ربما هي تحبك دون ان تدري، انها تلاحقك اكثر مما تلاحق لؤي بحد ذاته

- ذلك لانها فقدت الامل منه ولا يمكنها مسامحته

- حسنا ان كانت فقدت الامل منه ربما قد يساعد ذلك على نسيانه او تحبك انت او شي من هذا القبيل

- لا اظن ذلك، قالت يوما ان حب 10 سنوات يستحيل ان ينسى بتلك السهولة

- وما ادراك بامور النساء يا عزيزي، حقد لحظة ينسي حب 100 سنة

نظر اليها محاولا تطبيق تلك القاعدة على حسناء، وجد صعوبة في الامر اذ انها يوميا كانت تراقبه وتشتكي من تصرفاته، هز رأسه بانزعاج ليقول:..

- لا اظن ذلك

- حسنا كما تشاء

نهضت لتخرج فناداها جواد، التفتت اليه فقال راجيا:

- انت لن تخبري احدا بامر التدخين، اليس كذلك؟

قلبت عينيها باستياء ثم قالت:

- ان استمريت بالتدخين لن اخبر احدا بل سأقتلك بنفسي

ابتسم بحزن فخرجت هي من الغرفة، اخرج من جيبه علبة الدخان لينظر اليها بحسرة ثم اعاده قائلا:

- اسف اختي ولكن يبدو انني سأخذلك فحتما لا حل اخر امامي...

---

مر اسبوعان وجواد وحسناء ينظران لبعضهما عن بعد بحزن ولكن لا يقتربان من بعضهما، في يوم اختفى لؤي عن الحي مع بعض الاصحاب الجدد، قرر جواد الانضمام الى الجيران حيث لم يجالسهم منذ فترة

بقيت حسناء حينها متوترة، تنظر الى جواد تارة وتبعد وجهها عنه بانزعاج تارة اخرى لا تجرؤ ان تكلمه حتى اخيرا انسحبت، بدا جليا حزن جواد على انسحابها وراح يراقبها وهي تبتعد حتى لكشه احدهم قائلا:

- اتريد بعض المساعدة؟ انه اختصاصي

نظر جواد مستغربا الى الدخيل ثم قال:

- ومن انت!

مد الدخيل يده معرفا عن نفسه

- انا سامر قدمت منذ عدة ايام من فرنسا، فجأة قرر اهلي الاستقرار هنا لكن ما لم يخبروني به هناك اننا سنعاني من مشكلة انقطاع الكهرباء المستمر

نظر اليه جواد بريب ثم مد يده مصافحا يساله:

- ولما لا تمدون اشتراك؟

- سنفعل قريبا ان شاء الله، اذا هل تحتاج مساعدة؟ لقد جمعت بين كل اصدقائي والفتيات الاتي احبوهم

نظر اليه جواد مترقبا ليقول:

- لم افهم قصدك

رفع الاخر حاجبيه مستهجنا ثم اشار الى حسناء قائلا:

- اقصد عنكما، انت وهي، تحبان بعضكما لكن لم تقوما بعد بالخطوة الرئيسية

نظر اليه جواد باستهزاء ثم قال:

- ان كنت لا تستطيع تحديد وضعنا الحتمي حتى فلا تحاول التدخل

رفع سامر حاجبا بتحدي ثم نهض وانطلق الى حسناء، اوقفها ليحدثها بينما جواد يراقبه متوترا لا يعرف حتى عما يتحدثان لكنه تمنى من كل قلبه الا يكون ما في يفكر به صحيح

عاد اليه سامر مبتسما بفخر ليجلس بقربه مجددا ويقول:

- لقد احرزنا تقدما، قالت انها ستفكر بالامر

- اي امر!

- الارتباط بك طبعا، اخبرتها بحبك لها وبالتأكيد اضفت الى ذلك بعض البهارات عن كم انت متيم بها ولا تفارق خيالك وتلك الاشيا التي تحدث مع العشاق، حجة التفكير بالامر مجرد حجة تقولها الفتيات عادة لكن...

صمت سامر حين لاحظ صدمة جواد لسماع كلامه فقال له:

- هل انت بخير؟

القى جواد نظرة الى حسناء ليراها شاردة حزينة، نهض غاضبة ليقول:

- علي ان اصلح ما انت خربته، إن تجرأت وتدخلت مجددا في اموري الخاصة دون اذني فلن تكون سعيدا

رفع الاخر كفيه مستفسرا:

- ما الذي فعلته الان؟ انا فقط قدمت المساعدة

تجاهل جواد كلامه ليتوجه مباشرة الى حسناء، وقف امامها محتارا بكيفية تفسير غلطة صديقه، نظرت اليه حسناء واعلنت:

- حسنا انا موافقة

نظر اليها مصدوما ليقول:

- موافقة!... على ما؟

- الم ترسل منذ قليل صديقك السري المفاجئ؟

رمش جواد مستغربا كلامها فقالت:

- على كل حال، لقد اخبرتني مسبقا انك تحبني

- اجل لقد فعلت، لكن كلانا يعلم انك تحبين لؤي

اخفضت رأسها بحزن لتقول:

- حسنا احبه انت محق، لكنه كما يبدو فضل الابتعاد ونسياني... وانا لن ابقى على حبه لمدى الحياة، لن اعنس بسببه... وانت... كما يبدو لن توافق على ان نبقى سوية الا بهذه الطريقة

- اي طريقة!

- اقصد الارتباط... اما خطيبين اما لا شيء، وانا لست مستعدة للتنازل عنك، احتاجك إلى جانبي، سأعتاد الفكرة يوما ما وسأنسى لؤي

- وان لم تفعلي؟

- ولما لا افعل! لست اول من نسيت حبها الاول وخطبت اخر واحبته بعدها، ها ليلى فعلت مثلي فلما لا افعل؟

- هل خطبت ليلى!؟

- اجل منذ عدة ايام

- ولم تدعني لخطبتها!

- ان لم تدعني انا ولم تخبرني بذلك حتى، فلما تظن انها قد تفضلك علي؟

- لاني اعرفها قبلك

ابتسمت بشقاوة لتقول:

- لكني مقربة اليها اكثر منك

ابتسم ليقول:

- في هذه الحالة ربما انت محقة، فقد استمررت بالهرب من اي مكان تواجدت فيه ليلى منذ سنوات

- هل كانت تلاحقك؟

- لا، لكني لم احب تواجدها، اشعر ان عقليتها لا تناسب عقليتي، لولا اختفائك من الحي في تلك الفترة واستقرارك عندها لما ذهبت لزيارتها يوميا

تفكرت حسناء بالامر وقارنته بكلام ليلى ثم سالت بحرج:

- منذ متى تحبني؟

تفكر بسؤالها قليلا ثم قال:

- لقد اعجبت بك منذ اول لقاء لنا، لكني تناسيتك مذ وجدت كفك مشبوكة بكف لؤي

احمرت خداها لتقول:

- لقد كنت مزعجا حينها ووقحا

فرط جواد من الضحك ثم قال:

- لم اشعر اني كذلك حينها... حسنا... اما منذ متى احببتك... لست ادري بالضبط، لكن تأكدت من الامر يوم خرجنا مع لؤي وصديقته لتناول الغداء معا

هزت رأسها متفهمة وعلى حين غرة عانقهما مزعجا وقال:

- اذا مبارك لكما، اصبحتما حبيبين رسميين، والاهم، الحي كله اصبح يعلم بذلك، لا داعي للشكر، انه واجبي

فغرت حسناء فاهها بصدمة بينما نظر اليه جواد بغضب ليقول:

- ما الذي اخبرتك عنه منذ قليل عن التدخل باموري دون اذني

اصفر لون سامر ثم قال مدافعا عن نفسه:

- لقد كنتما تضحكان وتبتسمان بحنان

شمر جواد عن زنديه وهو ينظر لسامر مهددا فهرب الاخر قبل ان يصبح ضحية غضب جواد، ضحكت حسناء من ردة فعل سامر فضحك جواد بدوره لضحكتها

عاد لينظر الى سامر الذي انضم الى البقية وبدأ يحدثهم كأنه ينقل اليهم اخر المستجدات فقال مبتسما:

- من يصدق ان وضعي كان ليصلح على يد مغفل مثله؟

ضحكت حسناء وتابعت:

- ومن اين تعرفت على ذلك الصديق السري المفاجئ الغريب؟

نظر اليها مستغربا ليقول:

- من اين اتيت بفكرة انه صديقي السري؟

هزت كتفيها لتقول:

- هو من اخبرني

تفكر جواد بالامر قليلا، لا يستطيع ان يتصور عدد الكذبات التي اطلقها في تلك الفترة القصيرة فقال لها:

- ايمكنك ان تخبريني بكل ما اخبرك ايضا؟

ابتسمت وقد احمرت خداها ثم قالت بحرج:

- لا تقصد كل ما اخبرني بالحذافير الصغيرة اليس كذلك؟

فغر جواد فاهه مصدوما، اذ ما الذي اخبرها به حتى احمرت هكذا وامتنعت عن الكلام...

- انسي الامر... اذا؟... لا اظنك ستمانعين لو خرجنا بموعد

نظرت اليه مصدومة ثم قالت:

- ربما نؤجلها بعض الوقت، على الاقل لأعتاد على الفكرة


---


دخل جواد بنايته فرأى لؤي جالسا على الدرج ما ان رآه حتى نهض يبتسم باستهزاء ثم قال:

- اذا اعلنتما ارتباطكما اخيرا... متى ستكون الخطوة التالية؟...

تفحص جواد ملامحه الهازئة محاولا التوصل لما يدور في رأس صديقه، لا يفترض ان يكون سعيدا بارتباط حبيبته بصديقه فقال لؤي:

- استغربت انني لم انزعج، اليس كذلك؟ اسف لكن لا اقع في الفخ نفسه مرتين، سبق واخبرتك، فعلى كل حال انا واثق من حب حسناء لي

فهم جواد مقصده اخيرا، صديقه لم يصدق الخبر اصلا ظن انه مقلب جديد، قال وهو يحاول ان يتنحى ليجتازه ويكمل طريقه لمنزله:

- هذا جيد... ابقى مع فتياتك واترك لي المجال لاعمق علاقتي مع حسناء

صمت لؤي لوهلة اذ لاحظ الجدية في كلام جواد، وتهربه منه ومحاولة عدم مواجهته، كل ذلك له معنى واحد، الارتباط حقيقي وجواد خجل منه

التفت لؤي الى جواد ليقول له:

- جواد!... إن كنت حقا تحبها فيفضل ان تبتعد عنها لانها تحبني... وان تركتك يوما لاجلي فلا تلوم الا نفسك فقد اعذر من انذر

عاد اليه جواد ليجيبه بحقد:

- اسف لؤي لكن القطار فاتك حقا... الفتاة قررت نسيانك مهما بلغ حبها لك، ستنساك مهما كلفها الامر فلا تتعنى للامر

بابتسامة باردة انتظر لؤي المزيد من جواد وحين لاحظ ان كلامه انتهى هز كتفيه لا مباليا وقال:

- حسنا، فلنترك الامر معلقا حاليا وسنرى النتيجة يوم اقرر استعادتها، لكني انصحك بالانسحاب قبل ذلك الحين لانك لست مثلي، انت حساس وتركها لك سيحطمك

خرج من البناية بينما حاول جواد ان يتمالك اعصابه قبل ان يحطم وجه ذلك الكريه، صعد للمنزل مسرعا ودخل غاضبا لتستقبله اخته بعناق حار:

- ما هذه الاخبار، سمعت انك ارتبطت اخيرا بحسناء

ابعدها عنه بانزعاج قائلا:

- ابتعدي ستخنقينني، لهل تظنين ان حسناء ستحب فكرة ان تترمل قبل زواجها

- يا اللهي، ابدأتم تخططون للزواج، ما زلت في السادسة عشر من العمر وهي في الخامسة عشر

- لم نبدا بالتخطيط وقد لا نفعل ان قرر لؤي التدخل فجاة واستعادة حسناء، فهي مازالت تحبه

عقدت شيماء حاجبيها بانزعاج لتقول:

- لا اظنه سيفعل ذلك... فقد تركها منذ زمن

- حسنا... يبدو انه غير رأيه فقد التقيته للتو واخبرني انه سيسرقها مني ذات يوم

بدي الضيق على ملامحها ثم قالت باستياء:

- تبا، ايمكنني ان افهم ما الذي ينويه ذلك الاحمق بالضبط؟ ان كان يريدها فلما يتخلى عنها من الاصل؟...

- عقد ذراعيه مبديا انزعاجه ليقول:

- هو لا يعتبر نفسه تخلى عنها لانه لم يكن مرتبطا بها رسميا، لقد كان يريد ان يؤجل الامر سنة، وهو وحسناء الان يعتبرانني من افسد كل شيء لاني حاولت الجمع بينهما...

فغرت فاهها ثم قالت:

- يا لهما ن ناكران للجميل

نظر اليها جواد بحزن ليسألها:

- اتظنين انه لو عرض عليها الارتباط ستسامحه وتتركني؟

صمتت شيماء تفكر بالموضوع وفضلت ان تقول انها لا تعلم فكل الاحتمالات واردة


---


كانت حسناء جالسة في زاوية من زواية الحي وحدها تفكر بالخطوة المستعجلة التي اتخذتها، اكانت صائبة فيما فعلت او انها حقا استعجلت،

لؤي لا يبدو مهتما ابدا، وهي لا تريد خسارة جواد... اذا هذا كان الخيار الافضل، رفعت رأسها مبتسمة محاولة طمئنة نفسها ان الامور ستسير على ما يرام لكنها وجدت لؤي يمشي امامها، توقف لينظر اليها متأملا ثم توجه صوبها

اسرعت دقات قلبها لرؤيته يقترب، اخر مرة اقترب منها من تلقاء نفسه كان منذ قرابة الشهر، هل يا ترى سمع بالخبر؟

جلس بالقرب منها بهدوء مطأطئ الرأس، قال بشيء من الحزن:

- لقد سمعت بخبرك انت وجواد

ظلت ساكتة لا تدري ما تقول

- لكننا كنا... حسنا... لقد كنا دائما منسجمين وظننت اننا يوما ما... كما تعلمين

قالت بغضب:

- يصعب عليك قولها اليس كذلك؟

- لم ارى يوما انه حان وقتها...

- لا اظن ان وقتها سيحين يوما

نظر اليها بأسى ليلفظ اسمها متوسلا:

- حسناء... يا اللهي ما الذي فعلته؟

اخفضت رأسها بحزن لتقول:

- لقد كنت المسؤول عما حدث، لقد ابتعدت عني ورحت تدور من فتاة لاخرى

- حسنا لقد كنت اتألم بدوري، بقيت لفترة اظهر لك اهتمامي ولم تكوني تبالين، فجاة اصبح قلبك كالحجر

- ذلك لانك كنت قد جرحتني سابقا ولم يكن امر مسامحتك امرا واردا

- انا جرحتك؟!

- نعم لقد فعلت، حين قلت امام الجيران كلهم انني احبك اتوهم انك تحبني

- اه... ذلك اليوم... ومع ذلك كنت الملامة حيث اتفقت مع جواد علي على مخطط سخيف، كل ذلك بسبب جواد... لو لم يتدخل بيننا لما حدث اي شرخ في علاقتنا

نظرت اليه بحقد لتقول:

- بل كان هناك، لقد كنت دائما انزعج من نكرانك لذلك الشيء المميز الذي بيننا، اراد جواد المساعدة لكنك... عقلك مركب بعكس عقلية البشر بحيث يصبح التعامل معك شي مستحيل

تنهد لؤي مطلقا اثقال قلبه ثم قال:

- انا اسف لكل ما بدر مني...

نظرت اليه وقد كادت تبكي لرؤيته منكسرا هكذا، اقترب منها ليخلل اصابعه في شعرها بابتسامة قائلا:

- لطالما اعجبني شعرك، كذبت عليك ذاك اليوم انتقاما لما فعلت، لكنه اعجبني دائما، على عكس جواد، فكرة تشبيهه بسيفة الجلي الصدئة كانت فكرته...

ضحك ثم قال:

- انا فقط استعرت منه تلك العبارة لازعاجك

مسح دمعة من عينه قبل ان تخرج ليقول:

- انظري كيف اضحى الوضع بيننا... لقد اضحينا اسوأ من غريبين


اخفضت رأسها باسى لتدمع عينيها فاقترب منها ليرفع رأسها ينظر اليها بعينين راجيتين ثم قال:

- حسناء... انا احبك

احمرت خداها وازدادت نبضات قلبها لسماعها تلك الكلمة وتساقطت دموعها فتابع:

- الا يمكنك التراجع؟

اخفضت رأسها وابتعدت عنه فعاد ليديرها اليه قائلا:

- حسناء... لقد اضحى الوضع بينا خراب اكثر مما ينبغي... اعرض عليك الاصلاح، اعرض عليك حبي لنعود كما كنا... ارجوك حسناء

- اخبرتك انني ارتبط به، لقد تأخرت

- لم اتوقع منك ان تكوني مجنونة هكذا

- انا مجنونة!...

- انسي الامر، فقط دعينا نعود كما كنا، حسناء انا احبك ولن اسلمك لغيري مهما حدث، انت تحبيني ايضا، لا يمكنك النكران، لما ترتبطين بمن لا تحبين حين يمكنك الارتباط بمن تحبين!...

غطت وجهها بكآبة ثم عادت لتنظر اليه بانكسار لتقول:

- وماذا عن جواد؟

- سأحدثه بنفسي، سأشرح له الامر وسيفرح لاجلنا، الم يكن هو من يحاول جمعنا منذ البداية؟

- لست ادري... اشعر انه سيحزن كثيرا

- لكنني سأحزن ايضا ان تركتني، انا الاولى بالزواج منك فنحن نحب بعضنا منذ سنين

نظرت اليه حائرة فقال:

- لا بأس... سيكون كل شي على ما يرام، انت فقط قولي انك تحبينني

نظرت اليه بعد ان غسل الدموع وجهها ثم ابتسما وقالت:

- انا احبك

اخذ يمسح دموعها بابتسامة حنونة وهو يقول:

- ارأيتي يا عزيزتي... هكذا تكون الامور دائما... يستحيل ان ترتبطي بغيري لانك تحبينني، وخاصة جواد فمشاعرك تجاهه لا تزيد عن الاخوة، اعلم من ابنة عمي وصالح ان الاخوة لا يمكن ان تتحول الى حب يوما ما فهي مازالت ترفضه وستبقى هكذا للابد، اتمنى لو يفهم ذلك اخي ويذهب ليبحث عن حياته، لكن على كل حال... جواد سيكون اخر من ستفكرين بالارتباط به، وذلك الارتباط كان فقط لاثارة غيرتي بما ان ذلك قد نجح مسبقا، وانا اعلم انك رهن اشارتي متى اردت

نظرت اليه مصدومة بالكاد تصدق ما تسمع، هذه ثان مرة يخدعها بتلك الطريقة... وبعدها ماذا؟ الى متى؟ قالت بعنجهية:

- ليكن بعلمك ان ارتباطي بجواد لم يكن خدعة ولا مقلبا ولا شيء من ذلك القبيل، بل ارتباطنا كان حقيقة

نظر اليها ساخرا ثم قال:

- لكنك سرعان ما تراجعت عن هذا الارتباط بمجرد سماع كلمة حب مني

اخفضت راسها بقهر ثم عادت لترفعه قائلة بحقد:

- لقد وثقت بك، لكن كما يبدو انك لم تكن تستحق تلك الثقة...

- بالضبط كما انك لم تستحقي ثقة جواد لو صح ان ارتباطكما كان حقيقيا...

عضت شفتها السلفى حيث فكرت بما فعلته توا، لقد تخلت عنه بكل بساطة ولاجل من!... رفعت رأسها بتحد لتقول:

- كانت لحظة غباء مني واعدك لن تتكرر، فثقتي بك خسرتها الى الابد...

نظر اليها مستهزئا ليقول:

- اذا القاك بعد شهر بين احضاني

فغرت فاهها ثم اطلقت عليه سباب بينما انسحب هو ضاحكا، عادت لتجلس حيث كانت قبل ان يأت لؤي واجهشت بالبكاء

---


في اليوم التالي نزل جواد لساحة الحي باحثا عن حسناء، لكنه لم يجدها وهكذا ظل ثلاثة ايام، اتحاول تجنبه؟ ايعقل ان يكون لؤي قد نفذ تهديده؟ الى متى ستختفي عن الانظار؟ على الاقل فليكن لها الشجاعة لتخبره بذلك بدلا من تركه معلقا...

نظر الى امها التي كانت تتحدث مع الجيران فقاطعها وسألها عن حسناء، نظرت اليه متفكرة ثم اخبرته انها في المنزل، نهض من فوره وتوجه اليها، طرق الباب لتفتح فصدمت لرؤيته، سرعان ما اخفضت رأسها خجلة منه لما بدر منها، قطع الاجواء المشحونة بقوله:

- ايمكنك الدخول؟

افصحت له الطريق فدخل لغرفة الجلوس، تبعته لتجلس بعيدة عنه نسبيا متوترة، نظر اليها متفكرا ثم سألها:

- هل انت نادمة على موافقتك الاتبارط بي؟

نظرت اليه متفكرة "لما يسأل هذا السؤال؟ هل اخبره لؤي بما حدث ذلك اليوم؟"

تنهد جواد ثم قال:

- ان كنت نادمة وتشعرين انك لا تريدين الاستمرار فقط اخبريني... سأتفهم الامر، لا داعي لان تختفي عن الانظار فقط لاجل ذلك

زفرت ثم اخفضت رأسها تفكر، ما لبثت ان دمعت عيناها حين تذكرت تصرف لؤي معها، كيف لها ان تفضل لؤي بعد ما رأت منه، عادت لتنظر الى جواد لتقول له:

- لو قلبت الكون كله بحثا عن رجل طيب لا اظنني سأجد افضل منك

رمش جواد عدة مرات ثم ابتسم محرجا لكنها تابعت:

- اخشى انني لا استحق طيبتك

ابتسم ثم نهض ليجلس بالقرب منها، وضع كفها بين كفيه ليقول:

- لن تستحقي طيبتي فقط بل حبي واخلاصي لمدى الحياة...

نظرت اليه بعيون متلألئة تأثرا لكن قطع تلك اللحظة الرومنسية بقوله:

- هل تظنين انه يمكنك ان تبادليني الاخصلاص رغم حبك للؤي؟ ان خطر له يوما ان يتدخل بيننا... الن تضعفي امام حبك له؟

تذكرت ما حدث امسا فكادت ان تتساقط دموعها لكنها تماسكت وقالت:

- مستحيل ان يحدث ذلك، البارحة ربما، لكن بعد اليوم مستحيل

نظر اليها مستغربا اذ، لما البارحة ربما واليوم مستحيل؟ ربما قصدها انها البارحة لم تكن مرتبطة لكن الان اضحت اضحت كذلك فلن تفعل ما يضر بالارتباط

ابتسم فرحا وقال:

- حسنا ما رأيك ان نخرج في نزهة؟ ان لم تريديه موعدا ولست مستعدة نفسيا او لم تتقبلي الفكرة فليكن مجرد نزهة للتسلية

- بل فليكن موعدا

قالتها مبتسمة فأضاءت عينا جواد بالسعادة، قال:

- حسنا اذا هيا دعينا نخرج

فغرت فاهها لتنظر الى ملابسها ثم قالت:

- هكذا؟ بهذه الملابس وهذا الشعر؟

نظر اليها متفكرا ثم قال: "الحلو حلو ولو بعدو فايق من النوم" دفعته مبتسمة ثم قالت:

- انت لا تفهم مدى اهتمام النساء بالملابس والتجميل وان كن لا يحتجن اليهما

هز كتفيه وقال:

- حسنا خذي راحتك، كم تحتاجين من الوقت لتجهزي؟

تفكرت قليلا وهي تحسب ثم قالت:

- تعال بعد ثلاث ساعات

فغر فاهه مصدوما فدفعته للخارج قائلة:

- هيا اخرج احتاج الى نفضة كاملة ولن افعل ذلك بوجودك هنا وحدنا

امسك يدها التي تدفعه بها وقبلها مبتسما ثم قال:

- القاك اذا بعد ثلاث ساعات

ابتسمت له ثم اغلقت الباب، نظرت بحزن الى موضع قبلته في يدها متفكرة:

- لو كنت ابادله الحب لكان الامر رائعا

شردت قليلا ثم هزت كتفيها لتقول:

- لا بأس... ساعتاد على الفكرة واحبه مع مرور الوقت...

وذهبت بسعادة وامل لتجهز نفسها

---


انتهت نزهتهما في مطعم بسيط يتناولان العشاء، اخيرا وضعت الشوكة والسكين من يدها لتستند على ظهر الكرسي باستسلام عفوي تضحك قائلة:

- اخيرا شبعت، لقد كان نهارنا حافلا وكدت اموت جوعا

ابتسم جواد لها لكنه ظل ساكتا، نظرت اليه مستغربة، سالته:

- ما بك؟

اطبق شفتيه مبتسما ليخرج من جيبه علبة صغيرة مخملية حمراء ووضعها امامها، نظرت بريب الى العلبة لتقول:

- الا تظن انك تستعجل قليلا؟ مازال هذا اول موعد لنا

اتسعت ابتسامته ثم قال:

- افتحيها

سحبتها لتفتحها فتجد نصف قلب من الفضى معلق بسلسلة فضية، نظرت اليه فأخرج سلسلته من تحت كنزته ليريها النصف الاخر للقلب الذي في حوزتها وقال:

- اردت ان اقدم لك هدية كتذكار لموعدنا الاول، فاستغليت هذه الثلاث ساعات التي احتجتها لتجهيز لنفسك وذهبت لابحث عن شي جميل

نظرت للقلب بحرج وقالت:

- لكنني لم احضر لك شيئا

ضحك ثم قال:

- لا بأس فقد اخذت عنك هذه المهمة

قالها وهو يهز السلسلة المعلقة في رقبته فضحكت، اخرجت السلسلة من علبتها لترتديها لكنه نهض سريعا ليأخذها منها ويلبسها اياها بنفسه

نظر اليها مبتسما وقال:

- تبدو رائعة عليك

ابتسمت بخجل فقال:

- حسنا اظن انتهى عملنا هنا، دعينا نعود الى المنزل قبل ان يخيم الظلام وتقتلني والدتك

فرطت ضحك ثم نهضت، دفع الحساب وخرجا وبينما هما يدخلان حييهما التقيا بلؤي، سرعان ما تجهمت حسناء اما لؤي فنزع نظره عنهما سريعا غير عابئ لهما،

شعر جواد بضيق حسناء واراد ان يشعرها بوجوده الى جانبها فقربها اليه ليقبل رأسها، نظرت اليه حسناء مبتسمة محاولة تناسي لؤي فلم تلحظ وجه لؤي الذي استدار لذلك المنظر 180 درجة مصدوما

---

بعد سنة:


اخذ جواد يجول مسرورا مع حسناء بين الجيران ليدعوهم الى خطبتهما، وعندما انتهوا من دعوة الجميع جلسا قي ساحة الحي ليستريحا ويتناقشا في امور الخطبة حتى لاحظا وقوف احد الى جانبهما، نظرا اليه ليروه لؤي، جلس فجاة بينهما ثم قال:

- اذا... قررتما الخطوبة

اخفض جواد راسه بانزعاج اذ كانت هذه اللحظة التي يخشى مواجهتها منذ ان قرر موعد خطبتهما، اما حسناء فنظرت اليه مبتسمة وقالت بحماس:

- ستحضر لخطبتنا، اليس كذلك؟ لا يمكن لصديق الطفولة ان يخذلني في يوم مهم كهذا

نظر اليهما بازدراء ثم قال:

- كم تمرنت على هذه الكلمات قبل ان تلقيها علي

صمتت بانزعاج فقال لؤي:

- وانا الذي كنت اظنكما تمثلان تمثيلية طويلة لحثي على الارتباط بحسناء!

قال جواد باندفاع:

- لقد اخبرتك مسبقا واكثر من مرة ان الامر جدي وان حبي لحسناء حقيقي

- ظننتك تكذب، فمن يكذب مرة يكذب مرتين... ام انك كنت تمزح حقا واحببتها اثناء تمثيليتك، ولانك تعلم اني كنت انوي ان ابوح لها بمشاعري عند دخولي للجامعة، ولم يبقى لدخولي للجامعة الا شهر فاستعجلت لتخطبها قبل ان استردها

- جواد: لا تكن سخيفا... لقد اخبرتك بالحقيقة منذ البداية وليس ذنبي ان لم تصدقني

- بل هو ذنبك لانك كذبت علي سابقا، فما ادراني انك هذه المرة كنت جادا

نظرا لبعضهما بتحد فتدخلت حسناء قائلة:

- لؤي احفظ كرماتك وانصرف، فحتى لو بحت لي بمشاعرك ما كنت لاقبلها، فانت لم تعد ذلك الشخص الطيب الذي عرفته يوما، لم تعد صديق طفولتي نفسه لؤي

نظر اليها ساخرا ليقول:

- لطالما كنت متيمة بي طيبا كنت ام لئيما

- لقد كان ذلك في الماضي، ماتت مشاعري تجاهك منذ سنة

نظر اليها متوعدا بحقد ثم قال:

- هذا غير صحيح وانت تعلمين ذلك

ابتسمت بسخرية لتقول:

- وما ادراك انت... لقد عشت مع جواد من راحة الباب والطمأنينة ما لم اعرفه يوما معك

نظر اليها بحقد ثم قلب ملامحه سخرية ليقول:

- انت محقة فالحب لا يخلف لا راحة بال ولا طمأنينة، بل هو يشغل البال والقلب على الدوام، وان كان جواد لم يترك بك ذلك الاثر فانت لم تحبيه يوما

رفعت رأسها بتكبر قائلة:

- ان كان ذلك هو الحب بنظرك فاني اتنازل لك عنه، ابحث عنه مع اخرى بل مع اخريات لا اهتم، فانا سعيدة مع جواد وهذا يكفيني

نظر لؤي الى كل منهما ثم قال بتحد:

- هذه الخطبة لن تتم... لا اصدق انك فعلتها عمدا قبل بدء الجامعة بشهر

قالت حسناء:

- حسنا كان ذلك من حسن حظك... الا ان كنت من النوع الذي يحب ان ترفضه فتاة

- ما كنتي لترفضينني

عقدت ذراعاها بثقة لتقول:

- حسنا تفضل... بح بما تريد من مشاعرك، لأثبت لك اني سأردها في وجهك دون مبالاة... اخبرتك يوما انك فقدت ثقتي بك للابد... فلا تحلم باستعادتها ما حييت

نظر اليها بحقد قاتل ثم عاد ليوجه نظراته تلك الى جواد، اغمض عيناه محاولا ضبط اعصابه ثم فتحهما مبتسما وقال بسعادة واضح انها تمثيل:

- ان كنتما متأكدان لتلك الدرجة... فهنيئا لكما.. اتمنى لكما التوفيق

نظر لجواد ساخرا ليقول:

- ظننت يوما انني سأسمع هذه الجملة منك حين نزف لك خبر خطبتنا

قالت حسناء ساخرة:

- وبما ان خبر خطبتي لك منخفضة بنسبة واحد من مليون، فنحن سعيدين لسماع تلك الجملة منك

نظر اليها ببرود ثم انسحب حين هزم تلك الهزيمة الساحقة، فلم يتصور يوما ان حسناء قد تغيير من مشاعرها تجاهه لتلك الدرجة

---


تمت الخطبة على خير وعافية وبعد اسابيع ودع جواد اهله وحسناء وسافر ليتخصص في فرنسا، كانت اول ايام سفره يتصل جواد كثيرا بحسناء او يحدثها على الفيسبوك، لكن مع الايام انشغل كل منهما بالدراسة، فقد كانت حسناء اخر سنة ثانوية فقررت ان تركز جيدا على درسها

وانتهت السنة الدراسية بنجاح كل منهما وعاد جواد لوطنه ليحتفلا بالنجاح سوية واسترجعا ايامهما الحلوة مجددا حتى بدأت السنة الثانية للجامعة عند جواد فسافر بينما بدات حسناء الجامعة في الوطن...


كانت ايامهما كما السنة السابقة، اولها يتواصلان كثيرا ومع الايام ينشغلان بدراستهما

جلست حسناء مع مجموعة من اصدائقها في حديقة الجامعة يضحكون حتى اقبل احدهم من خلف ديانا احدى صديقاتها واغلق عيناها، سرعان ما فتحت فمها حماسا صارخة:

- لؤي

استادرت وعانقته ومن حماسها اسقطته على ظهره لتسقط معه، نهضا عن الارض يضحكان بينما الاصدقاء ينظرون اليهما ويبتسمون، وقفت بحماس لتعرف اصدقائها بحبيبها:

- هذا حبيبي الذي اخبركم دائما عنه

التفتت الى لؤي الذي كان ينظر اليها مبتسما وقالت:

- هؤلاء اصدقائي ستحبهم كثيرا عندما تتعرف عليهم ونقضي اوقات سعيدة في الجامعة، انهم يحولون الحياة الجامعية المملة الى حياة صاخبة

رفع لؤي يده يسلم عليهم بينما يجول بنظره بينهم نظرة سريعة حتى توقف نظره على حسناء شاردا، سرعان ما عاد لوعيه ليبتسم ملقيا التحية:

- مرحبا حسناء، لم اكن اعلم انك تسجلت في جامعتي...

رفعت كتفاها كمن لا خيار اخر لديها لتقول بابتسامة متوترة:

- ومن لنا غير الجامعة الوطنية، باقي الجامعات تكلخنا باسعارها

اظهر تفهما فقاطعت ديانا حوارهما:

- اتعرفان بعضكما؟

- لؤي: لقد كنا جيران

- ديانا: كنتما؟... اه لا بد ان لديكما الكثير لتتحدثا عنه، منذ متى لم تلتقيا؟

نظر لؤي الى حسناء متجهما فقالت حسناء:

- في الواقع نحن مازلنا جيرانا، لكن مؤخرا لم ن نرى بعضنا بسبب كثرة انشغالاتنا

فغرت فمها قائلة:

- اوووه... لقد فهمت... الحياة الجامعية حقا مقرفة... ان كان خطيبك بالكاد تتواصلين معه مؤخرا بسبب الجامعة فلن استغرب ان قاطعت بقية الناس

حدجتها حسناء نظرة لئيمة بينما نظر اليها لؤي ببرود فقفز سعيد احد الاصدقاء:

- في الواقع لو كنت مكان خاطبك ما كنت لادع يوما يمر دون ان اتصل بك خوفا من ان يسرقك احد مني

- حسناء ساخرة: لو كنت مكان خاطبي وفعلت ذلك لاغلقت الخط في وجهك كلما اتصلت، لدي من الدروس ما يغنيني عن الاهتمام بمزعج مثلك

- سعيد: لكن لديك وقت لتضييعه مع اصدقائك يوميا...

- حسناء: انها نصف ساعة فقط

- صديقة اخرى: ولما لا تحدثينه في هذه النصف ساعة؟ اظنه اولى منا بذلك، خصوصا انه مسافر، بالتأكيد سيشتاق للتحدث اليك

- لكنه مشغول ايضا بدراسته

- سعيد ساخرا: يا لكما من عصفوري حب عمليان

ضحك الجميع بينما نظر اليها لؤي بشفقة لكنه سرعان ما بدل نظراته تلك الى الفرح وعاد ليتغزل بفتاته، راحت حسناء تنظر اليهما واشتاقت الى ايام الصيف

حيث تقضيهم بهدوء مع جواد بدلا من ايام الشتاء القاسية التي تلاحق الوقت على الدوام وبالكاد تنتهي مما عليها

ابعدت نظرها عنهما قبل ان يظن انها مازالت تحبه وتغار عليه من ديانا وظلت مكتئبة حتى اخيرا انتهت تلك النصف ساعة وعاد كل واحد منهم الى محاضرته

لم تصدق كيف انتهى دوام الجامعة اخيرا وخرجت سعيدة لتعود الى البيت لترتاح من ازعاجات اصدقائها والحاحهم عليها بسبب خطبتها، لا يستطيعون ان يفهموا انها وهو هكذا مرتاحان

وفي طريق العودة وجدت ديانا تصر على لؤي ليخرج معها في نزهة كالعادة لكنه كان يرفض، حاولت المرور امامهما دون ان تلفت النظر لكن عجزت عينا لؤي عن رؤية كرة الشعر الحمراء تلك تمر من امامه دون ان ينتبه اليها فناداها، التفتت اليه مستفسرة فقال:

- بما اننا لم نلتقي منذ زمن، لما لا نعود سوية الى المنزل طالما نعيش في نفس الحي... اريد سماع اخبارك، ولا بد انك بدورك تريدين سماع اخباري ايضا

- اسفة ولكن يبدو ان ديانا متحمسة جدا للخروج معك، لا اريد ان اكون سبب انعدام فرحتها

نظر لؤي الى ديانا ليقول:

- في الواقع كنا نتناقش بالامر واخبرتها انني متعب اليوم ولا جلد لي للخروج

- اذا لا اريد ان اتعبك المزيد ايضا

- لا تكوني سخيفة... اننا سنذهب من الطريق نفسه لذا الامر سيان اذهبت معي ام لا، لكن قد تؤنسيني

نظرت ديانا الى تصرف كلاهما وشكت بان علاقتهما كانت مجرد جيران، تمسكت بذراعه وقالت:

- هيا لؤي، لا تبدو متحمسة للامر بينما انا بلى، تعال معي...

ابعد يده عنها باستياء ليقول:

- تبا انك لا تفهمين بالكلام، اخبرتك اني متعب

انضم الى حسناء قائلا بانزعاج:

- وانت ان لم تريدي ان تزيدي من تعبي فكفي عن معارضتي وسيري معي

سبقها للبيت لتنظر نظرة اخيرة الى ديانا التي كانت تنظر اليهما بحقد فهربت منها الى لؤي، سارا بهدوء دون كلام حتى اخيرا قطع لؤي الهدوء بقوله:

- اخر مرة تحدثنا كانت من سنة ونيف... حديثنا لم يكن وديا

ظلت حسناء تمشي مصطنعة الهدوء فسأل:

- اذا كيف تسير الخطبة؟

- انها على خير ما يرام

- حقا؟... ليس هذا ما فهمته من اصدقائك

- نظرتهم للامور تختلف عن نظرتي اليها

- اعلم... كما كانت نظرتك للحب مجرد طمينينا وراحة بال

نظرت اليه بحقد وقالت:

- ان كنت ستسيء الي مجددا فساتركك واذهب

نظر اليها باستياء ثم ابعد نظره عنها وابتسم قائلا:

- حسنا كما تشائين... اذا؟ كيف وجدت الجامعة؟

- بالتاكيد مزعجة... تأخذ من وقتي اكثر مما ينبغي... لكنها سنوات عدة وتنتهي

- وماذا تفعلين بعدها؟

- حينها سيكون جواد قد تخرج ايضا من الجامعة وسيعود ليعمل هنا ونتزوج

زم شفتيه وتمنى لو انه لم يسأل اخر سؤال فقالت:

- وماذا عنك؟ الا تنوي الارتباط؟ يبدو انك مازالت تقفز من فتاة الى اخرى، ويبدو ان نهاية قصتك مع ديانا اضحت قريبة

- وما ذنبي؟... لا اجد فتاة تناسبني

- اتمنى ان لا تعتبرني ديانا الملامة في تخليك عنها، لا انوي كسب الاعداء بسببك فقد كانت متيمة بك

نظر اليها متفكرا ثم قال:

- اكنت تعرفين انني حبيبها قبلا

- ومن اين لي ان اعرف؟

- لا بد انها ذكرت اسمي مرات عدة

- من يسمعك يظن ان اسمك حصري لك

- اليس كذلك؟

- بربك لؤي

- يبدو انني بدات افقد تميزي

- بدأت؟... اظنك فقدته منذ زمن

- ولذلك قررت الابتعاد عني

نظرت ايه بانزعاج لتقول:

- اقطع هذا الموضوع من اصله فلا اطيق التحدث به

وقف امامها ليجربها على التوقف وقال بجدية وهو ينظر اليها:

- حسناء... هل انت حقا مسرورة بخطبتك من جواد؟ الا مجال للتراجع ابدا؟

شعرت كأنه يحاول ان يوصل اليها فكرة معينة، كأنه يخبرها انه مستعد للذهاب لبيتها مباشرة وطلبها من ابيها، لكن صورته ذلك اليوم ما زالت محفورة في

عقلها، يوم اقنعها ان تتخلى عن جواد لاجله، ومجرد موافقتها تخلى عنها هو... قسمت حينها على الا تثق به مجددا، قالت وهي تهز راسها نفيا:

- اننا في منتهى السعادة بخطبتنا ولا اريد اي تدخلات خارجية

نكس رأسه بحزن بينما تجاوزته لتكمل طريقها دونه لكنه سرعان ما استجمع شتاته وتبعها حتى اصبح بمحاذاتها قائلا:

- حسنا... هذا رائع... اتمنى لكما السعادة الابدية

حافظت على تقطيبتها وردت عليه بتحقظ:

- شكرا لك... اتمنى لك المثل بعد ان تجد فتاتك التي تناسبك

- هه... لا اظن ان ذلك سيحصل... فالفتاة التي لطالما شعرت انها المثالية لتكون زوجتي، تستمر برفضي

- اوه... لا بد ان ذلك كان جارحا لكرامتك

- لم يكن الجرح في الكرامة بقدر الجرح في المشاعر...

- اه... اذا انت احببتها... ظننتك بلا مشاعر

- لا تكوني سخيفة... بالطبع احببتها، وانت تعلمين ذلك... رغم اني كابرت ورفضت الاعتراف في البداية... الا ان الجميع كانوا يعلمون بحبي لها، وهي كانت تعلم بذلك رغم ادعائها الجهل

لسبب ما احست حسناء انها المقصودة بكلامه، لكنها لم تشأ ان تصدق فلا تريد المزيد من خيبات الامل، ضحكت قائلة:

- فاذا لا بد انها هي التي خسرت برفضتك

- اتمنى لو تدرك ذلك يوما قبل فوات الاوان

- الا ان كانت قد وجدت من هو افضل منك

قالتها وهي تنظر اليه بشماتة فحدجها بلؤم ففرطت ضحك ثم قالت مواسية:

- انسى امرها ستجد افضل منها

- لكني لا اريد غيرها

- حسنا في هذه الحالة يمكنك ان تدعو لتغيير رايها فلا نريد لصديق الطفولة العزيز ان يعنس... اريد لاولادي ان يلعبو مع اولادك ويكونو ايضا اصدقاء طفولة

نظر اليها بحقد، فلم يتصور يوما ان يكون اولاد حسناء غير اولاده هو ابدا، لنظرته قالت:

- ماذا؟ اتمانع من ان يكون اولادنا اصدقاء؟

- انسي

قالها باستياء ليسبقها كي لا تزيد من ازعاجه لكن المسألة اعجبتها فتبعته لتزيد من ازعاجه

---


دخلت منزلها مبتسمة، اخرجت كراسا من محفظتها وبدأت تذاكر، لكنها وجدت نفسها تشرد مبتسمة باخر مستجداتها مع لؤي، كان في البداية مزعجا بكثرة الحاحه بالكلام عن الايام الخوالي، لكن بعد ان ازعجتها بجملتها تلك قرر ان لا يتكلم عن ذلك الموضوع مجددا

وبدآ يتحدثان عن مواضيع مختلفة حتى اخيرا عادا يضحكان كما حين كانا صغارا وهكذا قررا ان يعودا اصدقاء من جديد بما انهما في الجامعة نفسها

ولم تكد تبدأ الدراسة الا وصلتها رسالة من لؤي على الواتساب، اخذتها بحماس وبدأت تحدثه ودون ان تشعر لاحظت انه خيم عليها الليل

شهقت بفزغ وكتبت له انه عليها ان توقف الكلام معه لانه عليها ان تدرس، تمنى لها التوفيق وتركها لتدرس بروية

التقت به اليوم التالي في الجامعة واخبرته عن معاناتها مع الدراسة فعرض عليها ان يعلمها فوافقت دون تفكير

وتوالت الايام هكذا حتى اتت ذات يوم شيماء لزيارتها ورأت لؤي عندها، سلمت عليه مصدومة ثم جلسوا وعم التوتر بين الفتاتين بينما راح لؤي يتحدث بطلاقة، اذ لطالما رآها كأخت كبيرة له،

نهضت حسناء لتعد الضيافة فنهضت شيماء معها وعندما اصبحتا لوحدهما اخذت حسناء تبعد نظراتها عن شيماء حتى اخيرا تكلمت شيماء:

- منذ متى يأت لزيارتك؟

- ليس منذ فترة طويلة

- ولما؟

- انه يساعدني في الدراسة

- اتظنين ان جواد سيقبل بذلك؟

- اننا مجرد صديقين فاين المشكلة؟

- حسنا قد تعتبرينه كذلك، لكني لست متأكدة بالنسبة اليه... حتى لو كنتما كذلك فعلا... فلا اظن ان جواد سيعجبه الامر، كل من في الحي يعلم بقصتكما القديمة وستثار الشائعات

قالت حسناء باستياء:

- الشائعات عبارة عن كذبات، ان كان جواد يثق بي حقا فلن يهتم بتلك الشائعات

- حقا؟... انك تقضين وقتك مع شاب احبك يوما واحببته وتريدين ان يتجاهل ذلك لاجل ثقته بك، اكنت ستكونين بذلك البرود لو ان جواد احب فتاة سابقا ويقضي معها الان طوال وقته معها في فرنسا

قطبت حاجبيها باستياء فقالت شيماء:

- ربما ندع جواد يقرر بنفسه. الى اللقاء.

خرجت من بيتها غاضبة بينما فغرت حسناء فاهها مصدومة، دخل لؤي للمطبخ مستغربا يتسائل عن سبب مغادرة شيماء غاضبة هكذا، زفرت حسناء لتنظر اليه بتعب ثم سألت:

- اتظن ان تقاربنا لهذه الدرجة فكرة خاطئة؟

تفكر لؤي بالموضوع ليجيبها:

- بصراحة؟... لو كنت خطيبتي لكرهت تواجد جواد قربك كل ذلك الوقت، وخاصة لو كنتي تهمليني لتلك الدرجة، فلا اذكر اني اتيت لزيارتك يوما ورأيتك تحدثين جواد...

انخفضت كتفاها ببؤس لتقول:

- في هذه الحالة ربما تعلم ما عليك فعله

نظر اليها بحزن ثم قال:

- اسف ان تسببت لك بالمشاكل

ما ان خرج من منزلها حتى دخلت غرفتها وبدات تبكي في سريرها، ليس الامر انها تحب لؤي ولكنها معتادة عليه وتحب صحبته، او ربما ذا مجرد انذار بالخطأ

مسحت دموعها وقد قررت ان تكمل حياتها كما كانت، ربما لو كلمت جواد اكثر قد يعوض عن فقدان لؤي المفاجئ، اخذت هاتفها والقت التحية على الواتساب لكن جواد لم يفتح رسالتها، لم تنتظر مرور دقيقة حتى اتصلت به فرد عليها احد اصدقائه، طلبت اليه ان ينادي جواد، سمعت صوته من الهاتف قلقا:

- ماذا هناك؟ هل حدث امر ما؟

- وهل يجب ان يحدث امر ما لتتصل بك خطيبتك

- هه... طبعا لا... لكن من عاداتنا ان نتحدث ايام الاحد فقط

- حسنا اشتقت اليك... اتمانع؟

- هه... بالطبع لا... وانا اشتقت اليك ايضا

- حسنا كيف الحياة في فرنسا

- كالعادة... باردة جدا ومملة... لا شيء جديد

- ممم

- هل هناك شيء ما؟!...

- لا لما تسأل؟

- حسنا... كنت اخوض في دراستي لامتحان صعب وقد قطعت علي حبل افكاري

- اوه... اسفة

- حسنا ان لم تمانعي سأذهب لاكمل دراستي

- حسنا

- الى اللقاء

- الى اللقاء

- نتكلم يوم الاحد

-...

اعادت السماعة الى الهاتف وعادت لتكتئب في غرفتها


---

للاسف ما خلصو احداث الماضي بهالفصل
ان شاء الله الفصل الجاي بيخلصو
بس رح تكون احداث الماضي القريب
يعني بعد ما تعرف جواد على اريج وبعد ما تتركو خطيبتو



***الاسئلة***

نسيت شو كنت كاتبة بالفصل

حسنا
- شو رايكم بالفصل بشكل عام؟
- شو توقعاتكم
- شو رايكم باول مرة شاف جواد اريج بالبرية
- شو بتظنو رح يعمل لؤي بالمستقبل؟ حيرضى بالخطبة ويسكت او رح يخاول يخرب
ما الي خلق اخترع بعد اسئلة 😅
اتمنى يمون عجبكم الفصل وان شاء الله الفصل القادم اخر فصل من الماضي
__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية


  #149  
قديم 10-28-2018, 10:53 AM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكِ بكلـ خيـر
كيـفك وكيف أمورك?
إن شاء الله تمام التمام

وأخيراً فصل جديد هالمرة طولتِ عن حق
لكن بالنظر لظروفك معك حق
الله يوفقك غلا ♥

يلا ندور ع الفصل
تدري نسيت أريج بالأساس وأفتكرت البطولة لحسناء وجواد 😂
الماضي فعلا طول لكن وضح بعد الأمور وعقد البعض الآخر! !

لؤي لساته أحمق وغبي مصر يخرب كل شي
بالنظر لكل المجريات أجده السبب الوحيد لكل هالتعاسة
وكمان صديق ضال مضل كونه الي شجع جواد ع التدخين 😒

استغربت في التغير علاقة جواد وحسناء! !
غريب ولا تحيلات البعض هي الي خلتها غريبة !
بالنسبة لي شايفتها معقولة وهما مجدان ع الدراسة 😌

أكتر لي صدمني هو أعمارهم 😲
حوالي 15 و 16
فكرتهم أكبر شوي 😂
ماعلينا
بالضبط أعمارهم كم في الحاضر 😖


- شو رايكم بالفصل بشكل عام؟
جمييل كالعادة ولاخلو من الفكاهة 😌

- شو توقعاتكم
صعبـ أتوقع لكن خاصة معرفتي أن حسناء تضل تلاحق جواد وترفض لؤي 😰


- شو رايكم باول مرة شاف جواد اريج بالبرية
للصراحة فين هالمشهد 😨
لسا ما مر علي ليكون حذف 😲


- شو بتظنو رح يعمل لؤي بالمستقبل؟ حيرضى بالخطبة ويسكت اورح يخاول يخرب

بالتأكيد م يرضى ويضل ينقص لجواد عيشته هو وأريج

الى الآن أعتبر سبب ترك جواد لحسناء هو أريج أم في سبب آخر!


يب ع قولتك إن شاء الله الفصل القادم يكون خلص الماضي
لأني بالفعل اشتقت للحاضر ومتشوقة لليصير بعدها

بالتوفيق غلا ♥
دمتِ في حفظ الله
__________________






سُبحان الله العظيم
سُبحان الله وبحمدِه
  #150  
قديم 10-29-2018, 01:50 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبعُ الأنوار مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكِ بكلـ خيـر
كيـفك وكيف أمورك?
إن شاء الله تمام التمام
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله ماشي الحال


وأخيراً فصل جديد هالمرة طولتِ عن حق
لكن بالنظر لظروفك معك حق
الله يوفقك غلا ♥
اي والله
الله بيعين
انت كمان يوفقك


يلا ندور ع الفصل
تدري نسيت أريج بالأساس وأفتكرت البطولة لحسناء وجواد 😂
البطولة هالفصل لحسناء جواد ولؤي 😅
بالماضي يعني
اريج ظهورها قليل

الماضي فعلا طول لكن وضح بعد الأمور وعقد البعض الآخر! !
هلاء وضح فهمنا بس ليش عقد ؟

لؤي لساته أحمق وغبي مصر يخرب كل شي
بالنظر لكل المجريات أجده السبب الوحيد لكل هالتعاسة
وكمان صديق ضال مضل كونه الي شجع جواد ع التدخين 😒
يب
كان شرير بفترة من خياته
بس جواد كمان مش قليل الي عمله
لو كنت محل لؤي كنت عملت مثله
انو شز يعني قبل الحامعة بشهر قرر يخكب وهو عارف قرار التاني
كان اما خطب قبل سنة او بعد سنة 😅
بس قال بيزمط فيها قبل ما يتدخل لؤي من جديد


استغربت في التغير علاقة جواد وحسناء! !
غريب ولا تحيلات البعض هي الي خلتها غريبة !
بالنسبة لي شايفتها معقولة وهما مجدان ع الدراسة 😌
هني رفثاتها الي خلوها تتغير هني الي خربو كل شي😅
لولاهم الحياة كانت بعدها حلوة


أكتر لي صدمني هو أعمارهم 😲
حوالي 15 و 16
فكرتهم أكبر شوي 😂
ماعلينا
بالضبط أعمارهم كم في الحاضر 😖
هم اول احداث الناضي كانو بعد اصغر
كانو شي 14 15
يس بلشنة نمشي سنة سنة لصارو هلائد
وحاليا بعد شي سنتين صار عمرها هي شي 19 وجواد 20 او 21
اما بالخاضر بما ان بعد سبع سنين
يعني جواد عمره شي 27 تقريبا
حسناء 26
شيماء اكبر من جواد بسنتين يعني 29
شيماء اصغر مني بكم سنة


- شو رايكم بالفصل بشكل عام؟
جمييل كالعادة ولاخلو من الفكاهة 😌


- شو توقعاتكم
صعبـ أتوقع لكن خاصة معرفتي أن حسناء تضل تلاحق جواد وترفض لؤي 😰
فكري بسبب للشغلة 😅


- شو رايكم باول مرة شاف جواد اريج بالبرية
للصراحة فين هالمشهد 😨
شكلي اجلته للفصل الجاي
فاذا توقعي هالسؤال بالفصل الجاي كمان

لسا ما مر علي ليكون حذف 😲


- شو بتظنو رح يعمل لؤي بالمستقبل؟ حيرضى بالخطبة ويسكت او رح يخاول يخرب

بالتأكيد م يرضى ويضل ينقص لجواد عيشته هو وأريج
قصدك هو وحسناء

الى الآن أعتبر سبب ترك جواد لحسناء هو أريج أم في سبب آخر!
جواد ما ترك حسناء 😕هو مان بيحبها وقاتل حالو كرمالها
بس هي تركتو لما رفقاتها لعبو بعقلها 😅
ولما صارت بدها ترجعلو هو رفض



يب ع قولتك إن شاء الله الفصل القادم يكون خلص الماضي
لأني بالفعل اشتقت للحاضر ومتشوقة لليصير بعدها

بالتوفيق غلا ♥
دمتِ في حفظ الله
شكرا لك
في امان الله ^^
__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية


 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ذهبية :: شتاء الحياة... ربيع حياتي... Ladybug روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 45 04-24-2018 05:15 PM
شتاء الحياة... ربيع حياتي... Ladybug أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 08-13-2015 04:06 PM
ربيع ,صيف,خريف و شتاء, انمي من كل فصول السنة izayoi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 04-09-2015 12:37 AM
ربيع ,صيف,خريف و شتاء, انمي من كل فصول السنة .~(مشاركتي في مسابقة عشرة لعشرة^^)~ izayoi صور أنمي 11 04-23-2013 08:07 PM
كان يا ما كان .. خريف وراء خريف ~ بقلمي برو@ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 08-27-2011 03:26 PM


الساعة الآن 04:45 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011