عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree82Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 05-06-2018, 11:15 PM
 
حجز
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-08-2018, 09:14 PM
 













الفصل الثاني : the girl in the secret

×[ 18 ديسمبر- 10:30 صباحًا ]×

-" أسيكونُ بخير ؟." نَطقَها إدوارد يُحدِقُ بديميان بنظراتٍ فاضت قَلقًا تَلتمعُ رُجًا بإجابةٍ تَشفي خَوفهُ.

بَينما انشَغَلَ الأخيرُ بإغلاقِ أزرارِ قَميصِ شَقيقهِ المستلقي على السريرِ وما إن فَتحَ فَمه استعدادًا للإجابةِ قاطعهُ لويس " أجب بصدقٍ ديم.."

ديميان كانَ على وشكِ وضعِ ابتسامةٍ زائفةٍ يُطمئنُ بِها الشابانِ وبالأخصِ لويس ناطقًا بعضَ الكلماتِ عَن كونهِ بخير، لكنَ الأخيرَ تنبأ بذلكَ مُسبقًا ووضعَ لهُ حَدًا قَبلَ أن يبدأ

فما كانَ مِن الأشقرِ سوى الإجابة " لا خطرَ حقيقي يهددُ حياتكَ، لكنك لستَ بخيرٍ لو، فلتسترح جيدًا وإياكَ والقيام بأمورٍ تُسببُ لكَ الإرهاق ! بجديةٍ بقاءُ قلبكَ سليمًا معجزة !"

أرخى المعنيُ جَفناهُ ليغطي زرقاوتاهُ بساعدهِ فهمسَ " ماذا عَنها ؟"

حَدقَ ديميان بالمستلقية على الأريكة المقابلةِ لسريرِ لويس، الشابةُ ذات الشعر الأبيض والبشرة الشاحبة التي تنامُ بتعابيرَ وجهٍ بريئة فابتسمَ قائلًا بمرح " تنفسها طبيعي وجسدها سليم هيَ لاتعاني مِن أي مشكلةٍ عَلى عكسكَ، هيَ فقط تنامُ بعمقٍ غير آبهةٍ بالعالم !"

تمتمَ لويس بهدوء " هكذا إذًا، هذا جيد."

نهضَ ديميان يَسحبُ معهُ إدوارد خارجَ الغرفةِ ليشيرَ بسبابتهِ نحوَ لويس مُحذرًا، ورغمَ نبرتهِ الحازمة كانَ مُبتسمًا " لويس وِستاليا ! اسمعني جيدًا ! إن خطوتَ خطوةً خارجَ سَريركَ هذا سَتندم ! لاحركةَ لكَ حَتى أقولَ أنا عَكسَ ذلكَ مفهوم !!"

تململَ المعنيُ يَلفُ جسدهُ نحوَ الجانب الآخر معطيًا ظهرهُ لشقيقه " لا أعلمُ أيهما أسوأ، أن أتلقى توبيخًا مِن حظرتكَ وأنا مريض أم ابتسامتكَ البلهاء العريضة هذه أثناء توبيخكَ لي ! وعليه اذهب إلى الجحيم ولتدعني أنام !"

ضحكةٌ خفيفةٌ أطلقها ديميان " رُغم أنكَ أفقتَ توًا !"

ثُمّ أغلقَ البابَ خلفهُ مُحدقًا بهِ لينتشلهُ إدوارد مِن شروده " تبدو سعيدًا ؟ رُغمَ أن لو يعاني مِن نوبةٍ حاليًا.. في العادة أنتَ كُنت ستتحولُ إلى جدةٍ موسوسة تخافُ على حفيدها مِن نسمةِ ريح !"

التفتَ ديميان نَحوَ إدوارد يعقدُ يديهِ إلى صدرهِ رافعًا أحدَ حاجبيهِ باستنكار " وتجرؤوك على قولها أمامي ؟ أنتَ لاتصدقُ إد !"

أجابَ إدوارد " أليسَ هذا أفضلُ مِن أن أقولها خلفَ ظهركَ ؟ يقولون الصراحة راحة بعد كل شيء !"

ابتسمَ ديميان بلطفٍ ليردَ على السؤال الذي بدأت منهُ المحادثة " حَسنًا هوَ جاءَ ليلةَ أمسٍ يحملُ فتاةً ما رُغمَ كونهِ يعاني مِن ألمٍ في قلبهِ، والآن هوَ يسالُ إن كانت بخيرٍ أم لا.. بعبارة اخرى يتصرف بغرابة ! ويهتمُ بشأن أحدٍ ما لأولِ مرةٍ مُنذُ اثنا عشرَ عامًا ! وفوق كل ذلكَ هي إمرأة !!"

غَيرَ الموضوعَ مُردفًا " والآن إلى المطبخ ! يجبُ إعدادُ الفطور !!"

أما في غُرفةِ لويس، استلقى على ظهرهِ فوقَ السرير يحدقُ بالسقفِ بشرود وآلاف الأفكار تعصفُ في رأسه.. التفت زرقاوتاهُ تُحدقانِ بالشابة المستلقية على الأريكةِ قَريبًا منه.. هيَ تُذكرهُ بشخصٍ ما.. النظرُ إليها يَبعثُ على الحنين بشكلٍ أو بآخر.. لكنهُ عاجزٌ عَن تَذكُرِ ذلكَ الشخص.

جفناهُ أخذا يُغمضانِ تلقائيًا وهوَ يجاهدُ لفتحهما، وبعدَ حينِ تشوشت رؤيتهُ لينتهي بهِ الأمرُ نائمًا هوَ الآخر.

لايعلمُ كَم مِن الوقتِ مرَّ عليهِ وهوَ نائم، لكنهُ استيقظَ فجأة لتلتقيَ عيناهُ بعينانِ مُلونتانِ مُشعتانِ فَهمس شاردًا " هَل أنا أحلمُ أم أنني أنظرُ إلى سَديمِ ؟"

استدركَ نفسهُ حينَ طَرفت جفناها ليتضحَ لهُ ماكانَ ينظرُ إليه، الشابةُ شَهباء الشعرِ قَد أفاقت وهيَ تحدقُ بهِ بفضولٍ مُنذُ مدة.

سألها بترددٍ بعدَ أن بللَ شفاهُ " مَن أنتِ ؟."

" لا أعلم." هيَ أجابت باختصارٍ شديد.

ليفتحَ ديميان بابَ الغرفةِ حاملًا الفطورَ معهُ فابتسمَ فورَ رؤيتهِ للشابةِ أمامه " واو لقد أفقتِ سَريعًا ! في هذهِ الحالة لِمَ لا تنضمينَ إلينا عَلى الفطور ؟"

أمالت الشابة رأسها إلى الجانب متسائلة " فطور ؟"

أومأ ديميان ليسحبها بَينما ينبهُ لويس عَلى النهوض ببطء وحذر مِما دفعَ بالأصغر للتمتمةِ مُتذمرًا.

جَلسَ الأربعةُ على طاولةِ غُرفةِ لويس وقَد ساعدهُ شقيقهُ وإدوارد على تركِ سريرهِ وسطَ تذمراتهِ بكونهِ بخيرٍ وأنهما يبالغانِ كثيرًا، لكن يصعبُ الجزمُ بذلكَ.

وكزت الشهباء بيضتها المسلوقة بضعَ مرةٍ تتفحصها بالشوكةِ تارة وتنظرُ لَهم بينما يأكلونَ تارة ليسأل إدوارد قاصدًا لويس " إذًا ؟ مَن هيَ ؟"

فأجابهُ المعنيُ مُختصرًا الحديث " تقولُ أنها لا تدري."

همهم أسود الشعر للحظاتٍ ليجفلَ هاتفًا " مَهلًا هذا يعني انكَ لا تعرفها ؟!!"

ليتلقى رَدًا باردًا مِن لويس " انهارت أمامي فجأة."

-" وتقولها بكُلِّ بساطة !!"

رسمَ ديميان ابتسامةً لَطيفةٍ يُحدثُ الشابة " إذًا فأنتِ لاتذكرينَ اسمكِ حَتى .."

أومأت إيجابًا " لاشيء على الإطلاق ..."

هتفَ بهِ إدوارد " مهلًا ألا بأسَ معكَ بهذا حقًا ديم ؟"

-" و لِمَ لا ؟ هي لاتبدو سيئة... إذًا عزيزتي، ما رأيكِ لَو أطلقَ عَليكِ لويس اسمًا مؤقتًا ؟ هوَ مَن وجدكِ عَلى كُلِّ حال."

أومأت إيجابًا بَينما اختنقَ لويس بالطعامِ ليبتلعهُ بصعوبةٍ وسطَ هلعٍ إدوارد وديميان ونظرات الشهباء الغريبةِ لهم.

قالَ مُنزعجًا " أيجبُ عليَّ ذلكَ فعلًا ؟"

أومأ الشابانِ إيجابًا فزفرَ لويس مُنزعجًا " إذًا.." نظرَ نحوَ الشابةِ ليردفَ سريعًا " فّيوليت."

تذمرَ ديميان " بسيطٌ جِدًا ! أنتَ شريرٌ لو !"

أشارَ لويس بإصبعهِ نحوَ الشابةِ " يبدو وكأنهُ راقَ لها."

همست الشهباء بصوتٍ مسموع " فيوليت، زهرة بالنفسج... اسمي.."

حَكَ إدوارد هامةَ رأسهِ ينظرُ نحوَ الفتاةِ فقال " حسنًا هو لَيس بهذا السوء.. أعني أنهُ يُناسبها..."

وقَبلَ أن يُدركَ أحد، انحرفَ مسار الحديث كَثيرًا عَن الموضوع الأساسي وأمسى الثلاثةُ يتكلمونَ حَول أمورٍ عَشوائية.

في ذلكَ الوقت، داخل آميسّا موندو، تحديدًا في الطوابق العُليا حَيثُ كِبارُ الباحثين كانَ الجميع في حالةِ هَلعٍ غَيرَ مُدركينَ لِحَلٍ واحدٍ يُمكنُ أن يُخرجهم مِن هذهِ المصيبة.

وفي النهاية تَمّ تقرير عَقد اجتماعٍ فَوريٍ يتداركونَ الوضع مِن خلالهِ.

وبالطبع وبصفةِ ديميان حاملًا للدبوس الألماسي الأسود كانَ جُزءً مِنهُ، فما كانَ مِنهُ سِوى تَرك فّيوليت مَعَ لويس وإدوارد مؤجلًا أمر البحث عَن أقارب الشابة لوقتٍ آخر.

مَررَ جهازه التعريفي الذي كانَ على هيئةِ سوارٍ أبيضَ عَلى الماسح الضوئي ليُفتح لهُ بابُ غُرفة الاجتماعات آليًا.

كانَت غُرفةً مُظلمة، تتوسطها طاولة حلقية الشكل، مُدورةٌ جوفاء عِند المنتصف وفي الوسطِ كُرةٌ متوهجةٌ بلونٍ أزرقَ سماويٍ كانت وضيفتها عَرضُ صورٍ ضوئيةٍ عَلى الجالسينَ حول الطاولة بانتظار بدء الاجتماع الذي لا يعلمُ أحدٌ سَببَ عقدهِ حَتى الآن .

فبما أنَّ أمرَ الشابةِ كانَ سِرًا إلا عَن قِلةٍ مُختارةٍ بعناية، حَتى مُعظم كبار الباحثين لَم يكونوا على درايةٍ بأمرها.

اتخذَ ديميان مَقعدهُ وفورًا أقبلَ الأربعيني بُني الشعر وأخضر العينين، لورِنزو يأخذُ مكانهُ عَلى الطاولة.

قالَ " بِما أن الرئيسَ مُتغيب سأحل محله في تولي شَرح الوضع الحالي هذه المرة."

سَكتَ وسكتَ معهُ الحضور، يترقبونَ مِنهُ أولى كلماتهِ في سبيلِ تبريرِ ما يحدث.

وخلال تلك الثوانِي القليلة، استرجعَ لورِنزو ذكرياته القليلة عَن فجر اليوم.

إذ كانَ هوَ وتيم في غُرفةٍ مُغلقةٍ بإنارةٍ بيضاء والأخيرُ كانَ يضعُ تعابيرًا جادة نادرًا ما ترتسمُ عَلى وجههِ.

اتكأ عَلى الجِدارِ وكتفَ ذراعيهِ قَريبًا مِن المقعد الذي يجلسُ عليهِ لورِنزو مُطأطأ رأسهُ يسند جسده إلى مرفقيه

قالَ أسودُ الشعرِ موجها سؤالهُ نَحوَ البُنيِ قُربهُ " إذًا ؟ ما الذي سنفعلهُ الآن ؟"

كان الصمتُ جوابَ لورِنزو، والذي دفعَ بتيم لشحذِ صوتهِ أكثر

-" لورِنزو ! أتعي حجم الورطة التي نحن فيها ؟ أمرُ مِلكي كانَ سِرًا ! وهيَ الآن لَم تهرب فقط بَل أثبتت أنها سلاحُ دمارٍ شاملٍ أثناء هروبها ! إنهُ إخفاق تام ! لقد انتهى أمرُنا !!"

هتفَ لورِنزو فجأةً مُتسببًا بإجفالِ الداكن قُربه " أعلمُ هذا !!"

صمتٌ خَيمَ للحظاتٍ عَليهما فحطمهُ بهمسهِ مُردفًا " لكنهُ لَيسَ إخفاقًا تامًا ! الرئيس مايزالُ غيرُ موجود، وبصفتي الأعلى مرتبةً هُنا يُمكنني تدارك الوضع حاليًا.. كَما أنَ مِلكي أثبتت أمرًا آخر، هيَ تملكُ غرائزًا بشرية.. حاولت الحصول على حريتها ! هذا بحد ذاتهِ إنجازٌ عظيم ! لقد أثبتت أن تضحياتيَ لَم تذهب هباءً !"

-" ما الذي تنوي فعله ؟" سألَ تيم ببرودٍ شديدٍ بَعدَ أن أظلمت عَينيه فنهضَ لورِنزو يربتُ عَلى كتفِ رفيقه.

-" لاتقلق تيم، مهما كان ما سيحدث، أنا من يتولى المسؤولية كاملة !"

ودون تركِ أي فُرصةٍ لمقابلهِ للحديث خَرجَ لورِنزو مُعلنًا عَن إجتماع اليوم.

وها هوَ ذا يقفُ أمامَ زُملائهِ عَلى وشكِ إفشاءِ جُزءٍ مِن سرهِ، عَلى وشكِ أن يخطو أولى خطواتهِ نحوَ حَبل المشنقه.

وبعدَ عشراتِ الثواني مِن الصمت... أخيرًا خَرجت الجوهرة " ليلة أمس... أحدُ أخطرِ أبحاثنا تَمت سَرقتُه."

استغربَ الحاضرونَ قليلًا ليسألَ أحدهم " أسيتسببُ لِصٌ بِكُلِّ تِلك الفوضى وحده ؟"

وضحَ لورِنزو مُستمرًا بالكذبِ تحت أنظارِ رفيقه المصدومة " لَم أقُل قَطعًا أنهُ واحد.. كَما أنهُم كُشِفوا لِذا افتعلوا كُلَّ تِلك المجازر."

وقبلَ أن يسألَ أيّ شخصٍ أيّ سؤالٍ آخرَ شَغلَ الكُرة المضيئة مُنتصف الطاولة لتظهرَ سِتُ شاشاتٍ مُرتبةٌ بشكلِ مُكعبٍ تَعرضُ صورةَ شابةٍ شهباءَ وعدةَ معلوماتٍ سَطحيةٍ عَنها.

أشارَ " هيَ تُدعى مِلكي وَي.. كما تَرونَ فهيَ بشعرٍ أشهبَ طويل، قامتها 160 سانتيمترًا، ووزنها 38 كيلوغرامًا.. هذه المرأة مُميزةٌ بالفعل، إن وقعت في الأيادي الخاطئة ستكونُ كارثةً بالفعل."

ديميان فغرَ فاههُ بَينما يُحدقُ بتلكَ الشاشة شاردًا لوهلة، التهمَ شفتاهُ مُرطبًا إياها وقَد بدأ يتوترُ فِعلًا لا يعلمُ أحظهُ عاثرٌ لأنهُ أواها أم أنهُ جيدٌ لأنهُ لَم يبدأ بالبحث عَن ذويها كَما خططَ بعد !

ولكن وبكل حالٍ ابتلعَ توترهُ كاملًا وأنهى الاجتماعَ بَينما يحترقُ للخروجِ وإبلاغ شقيقهِ وابن عَمتهِ بالأمرِ سَريعًا.

رُغم ذلكَ، ولكي لا يُثير الشبهات حَرصَ عَلى ألا يكون أول الخارجين ولا آخرهم، يعلم أن لورِنزو فطن وسيلاحظ أي تصرفٍ غريبٍ يصدرُ مِن أيِّ شخصٍ حَولهُ حَتى وإن كانا غَريبين.

وفِعلًا استوقفهُ لورِنزو بنبرتهِ الباردة " مَهلًا وِستاليا !"

التفتَ إليهِ ديميان عابسًا يجيبهُ متذمرًا " الرحمة لورِنزو ! لويس مُنهارٌ في المنزل وأنا ضيعت من الوقت ما يكفي لأصاحبَ مهزلتكم هذه !"

تجاهلَ البُنيُ تعليقَ الأشقر وسألَ عَلى كُلِّ حال " كان من المفترض أن تُلقيَ المحاظرة على طُلاب السنة الأولى بدلًا مِن بِرنارد، لِمَ لَم تأتي ؟ ليس مِن عادتكَ التغيب ؟"

زفرَ ديميان يكررُ بملل " كَما أخبرتك، لويس لَيس بخير، لن أتركهُ في المنزلِ وحيدًا، ولا معَ إدوارد أو عَمتي أوليفيا !"

ابتسمَ لورِنزو عِندما لاحظَ ذِكرَ الأشقرِ امامهُ لهذين الاسمين فقد تنبأ مسبقًا كونهُ سينفي عذره متحججًا بإمكانية ترك هذين الاثنين قريبًا مِن شقيقه.

-" ولِمَ لا ؟"

أخذَ ديميان نفسًا عميقًا يستعد لمجاراةِ هذا اللحوح " أنا شقيقهُ الأكبر، عائلتهُ الوحيدة، يستحيل أن أتركه وهوَ مريض."

رفعَ لورِنزو أحدَ حاجبيهِ يجيب بسخرية " أوه حَقًا !"

-" أجل، والآن اتركني وشأني." بعثرَ ديميان جملتهُ في الهواء بَينما يبتعد عَن لورِنزو خارجًا ليقتربَ تيم مِن رفيقهِ سريعًا

-" أتشكُ بهِ ؟" سألَ مُستغربًا فأجابَ البُني " لَيست المرة الأولى لهُ للتغيبِ بسببِ شقيقه... لكن لايمكن استبعاده مِن دائرة الاشتباه."

تعمقَ في كلامهِ فجأة " أعني لِمَ قد يمرضُ شقيقهُ في هذا التوقيت فجأة ؟ هذا غيرُ منطقي البتة !!"

زفرَ تيم يائسًا ليبرر بملل " لورِنزو، بالعكس أعتقد أن هذا وارد، شقيقه مريض القلب، بالطبع سينتكس أثناء أحداث الأمس--"

قضم جملتهُ حينَ تذكرَ ماكانَ يُريدُ قَولهُ فهتفَ فجأة " مهلًا بحقِ الإلهِ لورِنزو كَيفَ ستخرجُ نفسكَ مِن هذه الكذبة الآن !!"

ردَّ المعني ببساطة " ليس هُناك داعٍ لإخراج نفسي منها.. مِلكي قَد اكتملت... كُلّ ما علينا فعلهُ هوَ استرجاعُها واستخدام قوتها في صالحنا.. وبعدها لَن يكون هُناكَ مَن يعترض طريقنا."

ابتسمَ " سُلطةٌ كُلية، معرفةٌ غَير محدودة.. ومعجزاتٌ نَعبث بها كَما نَشاء ! هذهِ هيَ مِلكي وَي !"

أما في مَنزلِ وِستاليا صُفعَ بابُ المنزلِ بِقوةٍ ليهتفَ ديميان قَلقًا " لو ! إد ! أينَ أنتما !!"

وحينَ لَم يتلقى أيَّ إجابةٍ تملكهُ الفزعُ ليسرعَ نحوَ غُرفةِ المعيشة فيصدمُ بِها فارغة.

أخذَ يَبحثُ بفزعٍ في أرجاءِ المنزلِ حَتى لَم يتبقى سِوى غُرفة لويس.

شَقَّ طريقهُ نَحوها بَينما مُعدل القلق يرتفعُ لديهِ معَ كُلِّ خُطوةٍ أقرب إليها والأفكار السوداوية تحوم في ذهنه... - ماذا لَو لَم يَكونوا هُناكَ ؟ -

مجرد التفكير بهذا الاحتمال يُضعف ساقيهِ بشدة.

وأخيرًا هوَ فَتحَ البابَ ليُحدقَ بالغُرفةِ بتعابيرَ مَرعوبة.

رفعَ لويس الذي يجلسُ في سريرهِ نَظرهُ نحوَ شقيقهِ المُتجمدِ عِند عتبة الباب فرفعَ حاجبهُ يسألُ باستنكار " مِن الأرض إلى ديميان، أرأيتَ شبحًا أخي العزيز ؟"

استدركَ ديميان نفسهُ يأخذُ نَفسًا عَميقا يزفرهُ بقوةٍ مُتقدمًا إلى الداخل.

جالَ بنظرهِ أرجاءَ الغُرفةِ ليَرصُدَ فّيوليت تعبثُ بمكتبةِ لويس بطفولية.

جلسَ أرضًا فجأة ليسألَ إدوارد مُستغربًا مظهرَ الأشقر " مَهلًا ديم، أسنبدأ بالبحث عَن أقارب فَيوليت فَورًا ؟"

استغربَ الشاب سؤالهُ ليلتفتَ مُجيبًا بإنفعال " لا !" وحين تداركَ نفسهُ تلعثمَ " أ- أعني لِمَ تَظُنُ ذلكَ ؟"

أشارَ إدوارد بسبابتهِ لينظرَ ديميان حيثُ يُشيرُ فأجابَ الأول " لازلتَ ترتدي حذائكَ ديم..."

اتخذَ الأكبر مِن الإجابةِ صَمتًا، بَينما أغلقَ شقيقهُ الكتابَ بَين يديهِ يستفسر " إذًا ؟ ما هو الأمر ؟"

تَحَمحَمَ زُمرديُ العينينِ يُحذرُهُما " اسمعا أنتما الاثنان، أمرُ فّيوليت يجبُ ألا يعلمَ أحدٌ بشأنهِ وإلا ستحدثُ أمورٌ لاتُحمدُ عُقباها !"

لَم يُفكر ديميان ولو لثانيةٍ بإخفاءِ الحقيقة، فقد رَوى ما حدثَ خِلالَ اجتماعِ اليوم.

وأولَ مَن عَلق كانَ إدوارد الذي تمتمَ بصوتٍ هادئ " إذًا بعبارةٍ أُخرى.. إن تمّ إيجادُ فّيوليت مَعنا فسيكون الأمر وكأننا مَن اختطفها."

التفتَ ديميان إلى فّيوليت يسألها بلطف " إذًا فّيوليت ؟ ألَم تتذكري شيئًا عَن مَن تَكونين ؟"

أخفضت الشابةُ رأسها تومئ نافيةً ببطء ليزفرَ ديميان بقلةِ حيلةٍ والقليل من الخيبة.

أما لويس فقد دافعَ عَنها قائلًا " لا داعٍ لتستعجلاها، إن كانت في المنزل فلا أحدَ سيكتشف.."

-" ماذا عَن احتمال وجود جهاز تعقبٍ عَليها ؟" كانَ هذا إدوارد مُشككًا في الموضوع فنفى ديميان مِن فورهِ " لَو كانَ هذا صَحيحًا لَما كانَ هُناكَ داعٍ لاجتماعٍ اليوم.. لَقد طُلبَ مِن الشُرطة البحث عَنها فَلو كانَ لديهم جهازُ تعقب لَما أتعبوا نفسهم في البحث !"

طَرحَ لويس إحتمالًا آخر " أو أنّ الجهاز المثبت عَليها تَحطم أثناء فوضى الأمس... في حال كُنت سترفض فكرة عدم وجود واحد عَلى شخصٍ مُهمٍ مِثلها."

بالصدفة، وقع نَظرُ ديميان عَلى الساعة يُعاينُ الوقتَ فَنهضَ يأمرُ مُبتسمًا " لقد تأخرَ الوقت، عَمتي ستغضب إن لَم أقلكَ للمنزلِ سَريعًا إدوارد جَهز نفسكَ، لو لا تترك سَريرك ولا تُبعد ناظريكَ عَن فّيوليت."

أومأ لويس إيجابًا مُتجاهلًا التعليق بشأن كيفية عدم تركه للسرير إن كان سيراقب الفتاة وفقط سايرَ شقيقه، أما إدوارد فقد نطقَ بلطف

-" سأعودُ فَور تنتهاء مُحاظراتي لو ! أراكَ غَدًا."

أومأ لويس مُجددًا ليتمتمَ بَينما يقرأ كتابه " انتبها لنفسيكما."

هذا لَم يَكُن نادرًا مِنه، وإن لَم يَكُن يَهتم بالناسِ مِن حَوله، هذان الاثنان يُعتبرانِ استثناءً بالنسبةِ لهُ فلَن يكونَ مِن الغريب لَو فضلهما عَلى نفسهِ عشرات المرات.

وما إن غادرا المَنزلَ حَتى أصبحَ الهدوءُ يَطِنُ في أذنِ الأشقرِ لوهلةٍ تركتهُ يَغرقُ بَين ثَنايا اللاشعور.

وفجأة صَدمهُ صَوت انهيار الكُتُب ليرفعَ رأسهُ تلقائيًا فوجدَ فّيوليت تجلسُ هُناكَ بَين الفوضى.

حَدقا في بعضيهما قَليلًا لتقتربَ الشابةُ فجلست أرضًا قُرب سريرِ لويس تسأل " أخبرني لويس... ما هو السديم ؟"

استغربَ لويس سؤالها " ما الأمرُ فجأة ؟"

أجابت " لقد وصفتَ عَينايَ بالسديمِ صَباحًا... انتابني الفضول.. ما هوَ السديم ؟"

ابتسمَ لَها لويس بخفة يُشيرُ إلى أحد الكتبِ بَين تلك التي نثرتها فَيوليت أرضًا.

-" اجلبيه.. سأخبركِ ما هو السديم."

لَم تَتفانَ الفتاةُ في تلبيةِ طَلبه، ولَم تُفكر للحظةٍ واحدة إلا وقد وجدت نَفسها تُسلمهُ الكتاب.

أما هوَ فقد فَتحهُ يَروي " السديمُ هو عِبارةٌ عَن سحابةٍ مِن الغبار النجمي المضيء كَما تتجمعُ فيهِ النجوم... لِكُلِّ سَديمٍ شَكلٌ وَلونٌ مُختلف."

قَلَّب صَفحات الكتابِ يصلُ إلى صورٍ مًلونة فأردف

-" مَثلًا سَديمُ السرطان، هوَ يتلونُ بالأحمر، ثُمَ البرتقالي والأصفر ؛ الأخضر ومُنتصفهُ باللون الأزرق."

أحنت رأسها جانبًا تسأل " لِمَ فيهِ ألوانٌ عِدة ؟"

أجابَ " ألوانُ النجومِ تختلفُ باختلافِ حَرارتها، كُلما كانَ النجمُ أبرد اقترب إلى الأحمر، وكُلما أصبحَ أكثرَ سخونةٍ اقتربَ مِن البنفسجي وبالترتيبِ يكونُ أحمر، بُرتقالي، أصفر، أخضر، أزرق، بنفسجي.."

أردف " ولأن السديم عبارة عَن تجمع للنجوم والغبار النجمي يصبحُ أبرد كُلما اقترب مِن الحافة وأدفأ كُلما اقتربتِ مِن المركز."

-" رُغم ذلكَ أنا لا أفهم ... لِمَ وصفتَ عَينايَّ بالسديم ؟"

قَلبَ الصفحاتِ سَريعًا ثُمَ أراها صورةً لسديمٍ معين.

-" هذا هوَ سَديم الحجاب، هوَ سديمٌ ساخنٌ كَما تَرين، فهوَ يجمع بين البنفسجي والأزرق... تَمامًا كَعينيكِ..."

التمست الصورةَ تهمسُ بلطف " هوَ جَميل... أُريدُ رؤيتهُ مِن خِلال عَيني..."

وافقها بنبرةٍ شاردة " وأنا كذلك..."

رفعت رأسها نحوهُ تهتفُ بحماس " إذًا فلنذهب لرؤيتهِ معًا !!"

حينَ أدركَ نفسهُ كانَ قَد أجفلَ ليجيبها مُستغربًا " هذا مُستحيل ! السُدمُ توجدُ في الفضاء ! لايُمكننا رؤيتُها عَن قُرب !"

التزمت الصمت وقد بَدت الخيبةُ عَلى وجهها ليُردفَ لويس " لكن، إن ذهبنا إلى القُبة السماوية سنستطيعُ رؤية النجوم عَبرَ المقراب لذا.. ليس وكأنهُ مُستحيل !"

التمعت عَيناها حَماسًا تؤكدُ عَلى كَلامه " حَقًا ؟ إذًا يُمكنُني أن أرى سَديمَ الحِجابِ إن ذهبتُ هُناكَ ؟"

أجابَ بتلعثم " إ- إن كُنتِ تَملكينَ نَظرًا جَيدًا فقد تَتمكنينَ مِن ذلكَ.."

هوَ اختلقَ كِذبةً توًا، فلا طائل مِن عَينيها إن تحدثنا عَن الفضاء، لكنه فكرَ أنّ هذا سيكونُ جَيدًا لرفعِ معنوياتها حاليًا.

هتفت " لويس ! أخبرني المزيد عَن الفضاء !"

أغلقَ الكتابَ ومعهُ عَيناهُ قائلًا " اقتربَ مُنتصف الليل، اذهبي للنوم وسأخبرك المزيد غَدًا."

حينَ تجهت فّيوليت إلى الأريكة، استدرك الأشقر الموقف ليتركَ سريرهُ قائلًا " لابأس ألا تنامي على الأريكة اليوم.. تعالَي... ستنامينَ في مكانٍ آخر."

وكالعادة كان الصمتُ إجابةَ الشهباء لتتبعهُ بهدوء ونظراتٍ واسعةٍ مُستغربة.

أما هوَ فقد دَخلَ غُرفةً فيها سريرٌ لشخصان، قالَ دون النظر إلى الشابةِ خَلفه " هذهِ كانت غُرفةَ والِداي.. مُتأكدٌ أنَ ديم لَن يُمانعَ إن استخدمتِها اليوم.. ليلة سعيـ--"

ابتلعَ حُرُفهُ حينَ تَوارى لهُ كلامُ شقيقهِ عَن عَدمِ تَركِ فّيوليت وَحدها مِما دفعهُ للتنهدِ بقوة.

وحين أخرجَ هاتفهُ مِن جَيبهِ ليتصلَ بأخيه استمعَ إلى صوت الباب الرئيسي يُفتح بالمفتاح.

للوهلة الأولى هو ارتاحَ لعودةِ شقيقه، لكن وحين أعاد تقييم الوضع الحالي غَيرَ رأيهُ سَريعًا ليسحبَ فّيوليت مِن مِعصمها واضعًا إياها في خزانةِ والديهِ فهمسَ لَها

-" فّيوليت، مهما حدث لا تخرجي مِن هُنا حَتى أخبركِ أنا عَكس ذلكَ ! إن فَعلتِ فلَن أُعلمكِ عَن الفلك بَعد الآن !!"

رُبما يكونُ المكان الذي اختارهُ ليخبأها ساذجًا بعض الشيء، لكن بوضع الموقف الحالي بعين الاعتبار كانَ هذا أسرعَ مكانٍ يُمكن أن يُفكر فيه.

أغلقَ بابَ غُرفةِ والديهِ بهدوءٍ شديدٍ و خطا ببطء نحوَ السلالم بَينما يشعرُ بقلبهِ يخفقُ مُتسارعًا وأنفاسهُ تضيق.

حاولَ أن يُهدأ مِن روعهِ فَقد بدأ صَدرهُ يلسعُ بالفعل التقطَ سكين البرتقال في غرفتهِ والتي تركها شقيقهُ هُناكَ قُرب سلة الفواكهِ لينزلَ السلم ببطء شديد.

وفي المنتصف التقطت عَيناهُ هيئةَ مَن كانَ يتسلقُ صعودًا وإذ بهِ شقيقهُ فقط.

زَفرَ لويس بقوةٍ بَينما يُغلقُ عَينيهِ مُتذمرًا " ماذا... لقد كانَ أنتَ فحسب..."

حَدقَ ديميان بالأصغرِ ببلاهةِ لوهلةٍ ثُمَ التقطت عَيناهُ سِكينَ البُرتُقالِ " ما الأمر مَع هذه ؟ ولِمَ تركتَ سريرك ؟"

جلسَ لويس عَلى إحدى الدرجاتِ مُقطبًا حاجباه " يا إلهي لو كُنتَ أتيتَ اهتف بذلكَ عندما تدخل ! بالنظر للوضع الحالي لن يكونَ غَريبًا لَو اقتُحِمَ مَنزِلُنا مِن قِبَلِ رِجالِ ذلكَ الشخص !!"

رفعَ ديميان حاجبيهِ معًا ينتقدُ شقيقه " أظن أن حملكَ للسكين هكذا أمامهم سيثبتُ وجودها معنا !"

-" اخرس." نطقها لويس بحدةٍ لكِن بخفوت مِما دفعَ ديميان لسؤالهِ عَن تَركِ سَريرهِ مُجددًا فأجاب " كُنت سأترك فّيوليت لتنامَ في غُرفةِ والدينا.. أنتَ لَن تُمانعَ صحيح ؟ أعني لا يُمكنها النوم على الأريكة طوال الوقت..."

بعثرَ الأكبرُ خُصلاتِ شقيقهِ الذهبية حينَ استشعرَ الربكةَ في نظراته يجيبُ مُبتسمًا " لا لَستُ أُمانع... بالحديث عَنها أينَ هيَ ؟"

سكتَ لويس يتجهُ نَحو غُرفةِ والديهِ فخزانتهما يَفتحها لتظهرَ فّيوليت بَينما تجلس القرفصاء هُناكَ فسألت" أيمكنني الخروج الآن لويس ؟"

-" واو، لَم اتوقع أن تكونَ مُطيعةً هكذا !" كان هذا لويس المتفاجئ أما ديميان فقد حاولَ كَتمَ ضحكتهِ لكنهُ أفلتها ليقهقهَ بصخبٍ مُعلقًا عَلى الموقف

-" لَم أتوقع أن لَدى شقيقي جانبًا طفوليًا كهذا ! الاختباء في الخزانة ؟"

قطبَ لويس حاجباهُ داعسًا عَلى قَدمِ ديميان فحدثَ الشهباء " ما الذي تنتظرينه، هيا."

-" لويس، أنت أخبرتني ألا أخرجَ حَتى تقولَ اخرجي.. لَم تقل هذا بعد..."

سكتَ لويس قَليلًا ليسحبَ مِعصمها فقال " حَسنًا أنتِ فتاة جيدة والآن اخرجي..."

أومأت فّيوليت بهدوءٍ لتخرجَ مِن الخِزانةِ مُتوجهةً نَحو السَريرِ بَعدَ أن أخبرها لويس بذلكَ، ليقومَ الأخيرُ بِسَحبِ شَقيقهِ خارجَ غُرفةِ والديهما التي أصبحت مَنامًا للشابةِ حاليًا فذَهبَ كُلٌّ إلى سَريرهِ مُسدلينَ السِتارَ عَلى يَومٍ كانَ حافلًا غَيرَ مُعتاد.

تاركينَ قَلقَ الغَدِ لِلغَدِ يَنعمونَ بِنومٍ هادئ أو هَكذا خططوا.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-13-2018, 08:44 PM
 






مسكتك
يب يب بدأت رواية جديدة
أوه البداية سو قوية
خيال علمي
بووووووش فجأة انفجار دماغي
هالتصنيف صعب جدا الكتابة فيه ﻷنو يحتاج مخيلة من نوع خاص
كمية الغموض رهيبة كل شخص بيحوم حوله شكوك ﻷمور مختلفة
أحس أن لويس بيكون له علاقة بشي في الفضاء ويكون هاد الشي السبب في ان ملكي تكون هيك
أما ملكي فأحس انها بتملك نوع من القوة المتعلقة بشي بالمجرة
ﻷن اسمها هو اسم المجرة
يمكن يكون لويس ورث طاقة نجم وهي الطاقة هي أساس ملكي
أما ادوارد فأشك انه أول شخص ظهر بالرواية
وأنه بيكون له علاقة بالطاقة الخاصة بلويس وبيحاول يحصل عليها أو شي متل هيك<ألفت الرواية من جديد
أما أخو لويس فأكيد له دور مهم يعني ما بتحتاج ذكاء
لكن بعرف ان كل شي بتوقعه غلط ﻷن بقرية الزهور توقعت أحداث والنهاية جت ما تخطر ع بالي
المهم بدي أحداث مميزة وزود في اﻷكشن شوي وياريت شوية غموض وذكاء وحرب نفسية وما بمانع رومانسية بس تكون قليلة<خلصت الطلبية xd
يب بس من البداية أحداث مرة حماسية وحبس أنفاس وتشويق
وكمان طريقة وصفك كأني بشوف أنمي بالضبط
ملكييييييي يا الله شو كيوتة بدي آكلها
يا ولد عندك مخيلة رهيبة وموهبة تطير العقل اعطيني شوي منهم^^
في أمان الله^^
Crystãl likes this.
__________________




ما دام الغيب بيد الله ... فتصوره جميلا

للجمال والطيبة أشخاص وأميرتي من بينهم اﻷساس
شكرا عزيزتي^^

مدونتي





رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-15-2018, 06:26 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Positive_Energy* مشاهدة المشاركة
مسكتك
يب يب بدأت رواية جديدة
- يمثل الصدمة بكل درامية لانها مسكته -
يب يب كالعادة رواية جديدة رهيبة من ابداع انا العظيم 8)

اقتباس:
أوه البداية سو قوية
خيال علمي
بووووووش فجأة انفجار دماغي
هالتصنيف صعب جدا الكتابة فيه ﻷنو يحتاج مخيلة من نوع خاص
كالعادة لازم اخلي البداية فيها جرعة من الحماس عشان محد يسحب على الرواية
+ اتتففقق بقوهه ما كنت متخيل يوما ما اكتب في هالمجال لانه يحتاج تركيز مرة قوي وافكار مميزة جدًا
و مافي كثير روايات أو أعمال تحت هذا التصنيف من ما يجعل فكرة الكتابة فيه اصعب لعدم وجود شيء ملهم
لكن الفجكرة ذي جتني فجأة وشفتها مقبولة نوعا ما عشان تكون في ذا المجال

اقتباس:
كمية الغموض رهيبة كل شخص بيحوم حوله شكوك ﻷمور مختلفة
كما هو متوقع من رواياتي الغموض عنصر مهم 8)

اقتباس:
أحس أن لويس بيكون له علاقة بشي في الفضاء ويكون هاد الشي السبب في ان ملكي تكون هيك
أما ملكي فأحس انها بتملك نوع من القوة المتعلقة بشي بالمجرة
ﻷن اسمها هو اسم المجرة
يمكن يكون لويس ورث طاقة نجم وهي الطاقة هي أساس ملكي
أما ادوارد فأشك انه أول شخص ظهر بالرواية
وأنه بيكون له علاقة بالطاقة الخاصة بلويس وبيحاول يحصل عليها أو شي متل هيك<ألفت الرواية من جديد
أما أخو لويس فأكيد له دور مهم يعني ما بتحتاج ذكاء
واو واو واو بشويش علينا اختاه طلعتي سيناريو ما بيخلص الا مع 50 شابتر والرواية حدها 6 شابترات ترا
الامور اقل تعقيدا من كل هذا xDDD
بداية، بشان لويس وديميان وفّيوليت أو مِلكي وَي سوف اقول من يعلم ~ واترك فضولك يشتعل حتى النهاية
أما بشأن ادوارد فهو شخص مسالم جدا جدا جدا وهو شخصية ثانوية يعني ماله داعي
والي طلع في اول الرواية مع ميلكي ف هو يكون نفسه لورِنزو ذكرت في البداية أن عيونه زمردية وشعره ما كان مبين لونه في الظلام لانه بني والبني في الظلام يبين اسود
وعشان افرق بينه وبين ادوارد الي شكله يشبه نوعا ما
+ قلت تقاسيم وجهه العتيقة والعتق من القدم والقدم من كبر العمر والشيخوخة وكذا xD #لما اتحمس xD

اقتباس:
لكن بعرف ان كل شي بتوقعه غلط ﻷن بقرية الزهور توقعت أحداث والنهاية جت ما تخطر ع بالي
المهم بدي أحداث مميزة وزود في اﻷكشن شوي وياريت شوية غموض وذكاء وحرب نفسية وما بمانع رومانسية بس تكون قليلة<خلصت الطلبية xd
كما قلت ممكن توقعاتك تطلع صح وممكن غلط لكن لسا فيه شخصيات بتطلع في الشابتر الجاي وبتكون مهمة برضو
+ عن الغموض والحركات، الشابتر الجاي متأكد انه سيفوق توقعاتك لان التورات الي فيه مفاجئة جدًا وما تخطر على البال ~
والرومنسية اصلا مافي داعتي توصي لاني شخص فاشل جدا في هذا المجال و ما احب اكتب فيه
اشوفه شيء يقرأ لكن كتابته محرجة xDD

اقتباس:
يب بس من البداية أحداث مرة حماسية وحبس أنفاس وتشويق
وكمان طريقة وصفك كأني بشوف أنمي بالضبط
ملكييييييي يا الله شو كيوتة بدي آكلها
يا ولد عندك مخيلة رهيبة وموهبة تطير العقل اعطيني شوي منهم^^
في أمان الله^^
ي اخي والله تسعدوني لما تقولون ان وصفي يشبه مشاهدة الانمي والافلام.
أحس أني شيء ما
و لما احس اني شيء ما اقوم أشكك في الاسلوب لما اراجع الي كتبته و ما يعجبني العجب xD
خذيهم كلهم لك عندي فائض افكار والوقت ما يسعفني اكتبهم كلهم.
تخيلي فكرت في 12 فكرة ل 12 رواية و كلهم اكتبهم للنص وارجع اكمل غيرهم
+ جانا ~~
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-15-2018, 07:07 PM
 














الفصل الثالث : The girl in the complication

في تلكَ الليلة، توارت بعض الرؤى إلى ذهنِ لويس..

ذِكرى مُبهمةٌ حَيثُ تُحيطُ بِهِ ألسِنَةُ النيرانِ في مكانٍ مُغلقٍ لَم تَعُد مَعالِمهُ واضِحة لِعيناه سَماويتا اللونِ.

تِلكَ العَينانِ اللاتي كانَتا تَبرُقانِ صَفاءً حَتى قَبلَ حين، أصبحتا داكِنتانِ واهنتانِ تَخلوانِ مِن وَمضةِ ضَوءٍ، أو شَرارةِ أمل.

جَسدُهُ بُقِعَ سُخامًا أسودَ داكِن، فَحتى خُصَيلاتهُ لَم تَسلم مِن تِلكَ القاذوراتِ العالقةِ سَويًا مَعَ الغُبارِ والحصى.

و لعلَ رئتاهُ كانَتا المُتضررَ الأكبر، إذ أنَّ الرمادَ المُتطايرَ في الجَوِ ما يَلبثُ المُرورَ أمامَ الطِفلِ حَتى يُمسي مُتكدسًا في قُصيباتهِ وصولا إلى تِلكَ الرئة الصغيرة التي بَلغت حَدها سَلفًا.

×[ 19 ديسمبر - الساعة 10:30 دقيقة. ]×

شَعرَ بِرعشةِ قُشعريرةٍ تَلتَفُ بَينَ عِظامهِ و تُهاجِمُ جِلدهُ دَفعت بِقَلبهِ للخفقانِ وجفونهُ للافتراقِ مُدركًا بقُزحيتاهُ المُرتجفتانِ رَهبة ضوء النهارِ.

تَرددت نَبضاتُ قَلبِهِ في مَصغاهُ تَضربُ بِقوةٍ أضلاعَ صَدرهِ كأنما تبتغي كَسرها.

وأحسّ ببضعِ لَسعةٍ تستقرُ فؤادهُ و تتَفشى مَيسرةَ جَسده كافة، و مَصدَرُ الألمِ كانَ حَيثُ تطايرت بِضعُ شرارةٍ زرقاء.

أخذَ نَفسًا عَميقًا يقبضُ مكانَ الألم وأغمضَ عَيناهُ بشدةٍ يحجبهما بساعدهِ الآخر.

تَمتَمَ " مؤلم."

و تَهشمَ الهدوءُ مِن حَولهِ مَرشوقًا بصوتِ ديميان الذي قالَ قَلقًا " أيؤلمكَ لو ؟"

كان هذا حينَ أدركَ لويس ما الذي هَمسَ بهِ بالفعلِ ليُحدِقَ بشقيقهِ صامِتًا، أجابَ بعد أن رَتبَ كَلماتَهُ جَيدًا.

-" لَيسَ هذا ما كُنت أعنيهِ... أقصد--"

ابتلعَ لويس حُروفهُ حينَ شَعرَ بكَفِّ الأكبرِ تُداعبُ شعرهُ، وحينَ كانَ ديميان على وشكِ الحديث دَخلت فّيوليت تُمسكُ بيدها كِتابًا لتقتربَ مِنهما قائلة

-" لويس.. وَعدُنا !"

ابتسمَ لها المَعنيُ مُمتنًا في داخلهِ كَونها أنقذتهُ مِن مَوقفٍ لَن يَودُ يَومًا أن يَكونَ فيهِ.

إن أفصحَ عَن حَقيقةِ ما رآه في مَنامهِ قَبلَ لحظةٍ سيزرعُ قَلقًا غَيرَ ضَروريٍ في قَلبِ شَقيقهِ مِن وجهةِ نَظرهِ.

و إن اعترفَ بلسعاتِ الألمِ في صَدرهِ لَن تتغَيرَ النتيجةُ كَثيرًا فأجابَ فّيوليت مُتذمرًا ليتفادى الحَديث.

-" نحنُ لَم نفطُر بَعد، سأقرأ لكِ بَعد أن نأكُل."

هَزت الشابةُ رأسها نافيةً بقوةٍ بَينما تُغلقُ عَينيها ليتبعثر شَعرُها المُلونُ أرجاءَ ملامحِها وثيابِها.

-" أنت وعدتني ! وأنا أريدُ أن نقرأ الآن !"

نَظرَ لويس في عَينَي شَقيقهِ مُتسائِلًا عَن رأيهِ، وزُمرُدي العَينينِ ابتسمَ لَهُ " إذًا سأذهب لإعداد الفطور.. استمتعا."

نهضَ الأكبرُ تارِكًا مَوضعهُ عَلى السَريرِ ليتجهَ نَحوَ البابِ فوَجَّهَ جُملةً إلى المستلقي في سَريرهِ يَقول " سَنُكمِلُ حَديثنا لاحِقًا، لو."

أما فّيوليت فقد حَلت مَحلَ ديميان تَجلسُ حَيثُ كانَ هوَ لتبدأ بالحديثِ معَ لويس بحماسٍ بَينما حاولَ الشابُ النُهوضَ مُعطيًا الأوامرَ لأصابعِهِ بالانقباض صُدمَ مُتفاجئًا يَكتمُ في سِرهِ

-" هيَ.. لا تتحرك !"

-" ما الأمر لويس ؟ أنتَ تقبضُ عَلى كَفيكَ بِشدة..." جُملة فّيوليت هذهِ أعادت الأشقرَ إلى الواقعِ ليعاودَ النظرَ نَحوَ يديه المقبوضة بقوة.

فما كانَ مِنهُ إلا التَشَكُكَ مُزدَرِدًا ريقَهُ ليُتَمتِمَ " أكانَ خيالي ؟"

بَعيدًا عَن هُنا، رُفعَ فِنجانٌ أبيضُ فاخر يتأرجحُ داخلهُ شايٌ يلتمعُ بلونِ العسلِ عاكسًا عَليهِ صورةَ عَيناها السماويتانِ.

أطبقت شفتاها المتلونتانِ أحمرَ فاقع على حافتهِ تَحتسي مِنهُ البعض فتركتهُ عَلى الطاولة الزجاجية الصغيرة قُربها.

كانت امرأة في أواخرِ عِشريناتِها، بِشعرٍ بُنيٍ غامق انسدلَ طَويلًا عَلى ظهرها.

وعَلى مَيمنتها وقفَ رجلٌ عَلى أبوابِ الثلاثين باستقامةٍ يَرسمُ عَلى وجههِ تَعابيرًا صُلبةً ثابتة.

هوَ امتلكَ شعرًا فضيًا وعَينانِ بِلونِ الفضةِ كذلكَ يَرتدي ثيابَ الخَدم.

و كِلاهُما كانَ عَلى مَشارفِ نافذةٍ ملأت جِدارًا بأكملهِ تُطلُ عَلى مساحاتٍ خَضراءَ مِن الشجرِ الكثيف.

في غُرفةٍ حَليبية الجُدران ذَهبية الأرضية افتُرشت بِسجادٍ أحمرَ فاخر.

هَمست بصوتٍ هادئٍ حَملَ فيهِ نبرةً مِن الوقارِ والرِضى

-" لَذيذ.. شُكرًا، آستولفو."

انحنى الرجلُ بِخفةٍ يشيرُ بكفهِ الأيمن ناحيةَ قَلبهِ ليجيبَ باحترام

-" يُسعدُني هذا أكثرَ مِن أيِّ شيءٍ آخر... آنستي."

أغمضت عَيناها فأومأت بالإيجاب " نَعم." ثُمَ فَتحتهُما تَلتفتَ إلى النافذةِ مُحدقةً نحو الخارج.

كانت إطلالةً عَلى بَعض الغابات، ثُم تَليها فلورإستريّا التي تظهر بوضوحٍ في الأسفل .

و المكانُ هوَ قَصرٌ أبيضٌ يَمتدُ عَلى نِطاقٍ مَساحاتٍ شاسعةٍ فَوقَ تَلةٍ تَعومُ في الهواءِ مُستريحة عَلى قاعدةٍ مُستديرةٍ مُضادةٍ للجاذبية.

تِلك التلة سُميت آتينياس إسترومينا، والذي يَعني فَلكَ آثينا، أما سَببُ دَعوتها بهذا المُسمى فقد كانَ نِسبة إلى دورانها حَول العاصمة، و تحديها لقوانين الجاذبية رُغم كُتلتها الضخمة هذه.

و حَيثُ كَبيرُ الخَدمِ وآنسته، قُرع الباب عِدة قَرعاتٍ مُتتاليةٍ ليستأذن الأول مُتجهًا نحوَ الباب.

لَم تمضِ بِضعُ ثانيةٍ إلا وَعادَ و معهُ جِهازٌ لَوحيٌ قَدمهُ إلى بُنيةِ الشعرِ قائلًا

-" آنسة جوليكا.. أعتذر عَلى مُقاطعتكِ في وَقت الشاي، لكن لَقد أصروا عَلى كَونهِ أمرًا مُهمًا."

استلمتهُ مِنهُ لِتُعلقَ " لا بأس.. أخبرهم أنني سأنظر فيهِ حالًا."

حينَ استلمَ آستولفو موافقتها هوَ أومأ في مكانهِ للخادمة التي تنتظرُ خارجَ عَتبة الباب لِتُغادر.

و عِندما التفتَ الرجلُ إلى آنستهِ وَجدها تزفرُ بحدةٍ بَينما تقطبُ حاجبيها عابسة لتقول " العالمُ مليءٌ بالحمقى فِعلًا."

فاستغربَ آستولفو يسأل " اعذري وقاحتي آنستي، لكن هَل لي أن أسألَ عَن مَغزى كَلماتكِ ؟"

أجابت " آستولفو، سنترك القصر لفترة.. يبدو أن عَلينا التحرك بالفعل."

سَكتت وسادَ الصَمتُ في تلك الغُرفة الهادئة لقَليلِ لحظةٍ فأردفت " مِلكي قَد سُرقت."

استكملت حينَ بَرُقت عَيناها الزرقاوتانِ الفياضتانِ كِبرياءً وترفع بِحدةٍ كَشفراتٍ حادةٍ تقطعُ كُلَ ما يَعترضُها دونَ تَمييز " و الفاعل.. عَلى الأرجح هوَ ذلكَ الشخص."

أما داخِلَ آميسّا موندو، القلعة الزجاجية و بالتحديد بَين أروقتها كانَ تيم يَمشي بخطواتٍ مُتسارعةٍ ؛ قَبضاتٍ مَصمومةٍ وحاجِبانِ مُقطبانِ بقوة.

في رأسهِ تَعصفُ آلاف الأفكار، و كُلها تقتصرُ عَلى أوضاع سَوداويةٍ و مُستقبلٍ مُظلمٍ بانتظارهِ ورفيقهِ لورِنزو الذي يتجهُ إلى مَكتبهِ الآن.

و بسببِ قِلةِ تَركيزهِ ارتطمَ كَتِفُهُ بِكَتِفِ المارِ قُربهُ ليعتَذِرَ بَينما يُكمل طَريقَهُ غَيرَ مُنتبهٍ لِكَونهِ ديميان حَتى.

و حينَ بَلغَ وِجهتهُ، وَقفَ أمامَ البابِ الآلي لِغُرفةِ المَكتبِ بَينما يَصفعُ الأرضيةَ بقدمهِ مِرارًا وتِكرارًا مُفرغًا ولو جزءًا صغيرًا مِن توترهِ فيها.

مَررَ جِهازَ تعريفهِ عَلى اللوحِ قُربَ البابِ ليُفتحَ بَعدَ حين، إذ أنَّ الرجلَ عَلى الجهةِ الأخرى مِن الجِدارِ تَلقى إشعارًا بطلبِ دخولٍ مُصاحبٍ لهويةِ مَن ينتظر عَلى أحر من الجمر خارجًا.

مَكتبهُ كانَ مُستَعمرًا مِن قِبَلِ الدُجى كالعادة، ومِصباحُه المَكتبيُ كانَ كالقمرِ يَسطُعُ بضياءِه عَلى قُصاصاتِ الورقِ المُتناثِرةِ بفوضويةٍ تَزدادُ لا تَنقُص.

و الجوُ العامُ كانَ راكدًا ساكِنًا لا يشوبهُ سِوى صَوت خَربشةِ قَلمٍ عَلى وَرقة.

وحينَ دَخلَ تيم عَلى عَجلٍ كانَ كَما لَو هَبت ريحٌ هَوجاءٌ تَعصفُ بدَمثِ المَحلِ مُهشمًا هُمودَ المكانِ تَهشيمًا

إذ قالَ مُنفعلًا " إذًا ؟!"

فَتلقى رَدًا وَقورْ خَرجَ مِن فاهِ رفيقهِ البُني " إذًا ؟" مِما جعلهُ يَنفعلُ أكثر صادِحًا " جِهاز التعقب ! ماذا بشأنه !!"

أشارَ المَعنيُ إلى زاويةِ مَكتبهِ ليلتفتَ إليها أسودُ الشعرِ أمامهُ.

حَدقَ الأخيرُ بذلكَ السِوار بدهشةٍ ليُجيبَ الأولُ عَن تساؤلهِ " وجدناهُ مَرميًا أرضًا قُرب القطاع الرابع... يبدو و كأنها أزالتهُ بِنفسِها."

ابتسمَ يستكملُ بنبرةٍ فخورة " بغض النَظَرِ عَن مَدى صُعوبةِ إيجادها خِلالَ الوضعِ الراهنِ.. هذا نجاحٌ باهرٌ آخر.. مُعظمُ البشرِ لَن يُلاحظوا وجودَ جِهازِ تَعقبٍ عَلى أجسادهم فما بالكَ بآلة !"

استنكرَ تيم مُعترضًا " لورِنزو ! كَيف تستطيعُ بحق الإلهِ مُناداتها بالآلة !!"

رفعَ زُمرديُ العينينِ حاجِباهُ إلى الأعلى مُستغربًا " كَونُها مِن لحمٍ ودَمٍ لا يشترطُ عَليها أن تَكونَ بَشرًا، وإن لَم تَحمل تُروسًا معدنية لا يعني أنها لَيست بآلة !"

نهضَ عَن كُرسيهِ يُكمل " هيَ شيءٌ صَنَعتُهُ بيدَي هاتَين، لَيست طَبيعية، إنها آلة ! لا أكثر، ولا أقل."

-" لورِنزو !!" هَتفَ تيم اسمهُ بنبرةٍ تَحملُ فيها بَعض الرجاء، لَم يَعهد صَديقهُ قاسيًا حَتى هذهِ الدرجة يَومًا، إذًا ما بالهُ الآن ؟

خَطا البُنيُ خُطواته مُتجاوزًا أسودَ الشعرِ بَينما يُبعثر كَلماتهِ في الهواء " لا تفزع تيم، مادامَ الرئيسُ و أولئكَ الأشخاصُ لَم يَتدخلوا بعد فنحنُ ما زِلنا بأمان.. عُد إلى مَنزلكَ و انعَم بقسطٍ مِن الراحة."

و مرَّ الوقتُ و حَلَّ الليلُ حَيثُ كانَ تيم يستلقي عَلى ظهرهِ فَوقَ الأريكةِ يتعمقُ بتفكيرهِ حَولَ حالةِ البُني اليوم.. والذي لَم يَكُن طَبيعيًا البتة.

و بَينما هوَ يَغطِسُ في مُحيطِ أفكارهِ أعمقَ وأعمق فاجأ مَصغاهُ صَوتُ رَناتِ الهاتفِ المَنزلي تَصدحُ في صَمتِ الغُرفةِ دافعةً بهِ إلى النهوضِ مُنتفضًا ليُجيبُ عَليهِ بنبرةٍ مَلولةٍ صاحبتها زَفرةٌ في بدايتها.

-" مَرحبًا هذا مَنزل آل سمِث." اتسعت حَدقتا عَينيهِ الزرقاوتينِ ليحدقَ بالفراغِ لقَليلِ وَهلةٍ.

بَينما تتسارعُ نبضاتُ قَلبهِ معَ كُلِّ كَلِمةٍ تَصلُ مسامعهُ مِن الجانبِ الآخر مِن السماعةِ، آثِرًا الصمتَ عَلى الكلام.

حَتى ارتخت جَفناهُ يُجيبُ بهدوءٍ شَديد " أجل.. لَقد فهمت.. قادمٌ حالًا."

أنزلَ السماعةَ عَن اُذنهِ دونَ إطباقها عَلى الهاتفِ مُرخيًا ذراعهُ إلى الأسفل، تترددُ صَفارتهُ في أذنهِ مُتعاليةً دلالةً عَلى إغلاق الجانب الآخر ، رَنةٌ بَعدَ رَنةٍ كأنما تأخذُ روحه مَعها إلى دَواماتٍ حالكةِ السوادِ.

يَلتفُ داخِلها ويَستمرُ بالالتفافِ حَتى يَختفي مُضمحلًا إلى دُجى يَمتزجُ معَ ما يَغمرُ دُنياهُ مِن ظلمات.

أجل، عَتمة، هكذا أمسى العالمُ في عَينيهِ.

أما هوَ في واقعهِ، فقد بقيَ واقفًا هَكذا بِلا حَراكٍ، لا يُحاولُ استيعاب ما سَمِعه، إنما فقط شاردٌ في فَراغٍ كَهاويةٍ دَمساء.

لقد أدرك، أنهُ واقفٌ عَلى حافةِ ثقبٍ أسودٍ ولَن يَطولَ الأمرُ بِهِ إلا وقَد ابتُلِعَ و استحالَ عَدمًا.

و أخيرًا هوَ قَررَ تَركَ مَكانهِ ليغيرَ ثيابهُ مُتوجها إلى القلعة مُجددًا.

هُناكَ حَيثُ تَوجهَ إلى غُرفةِ رئيس الباحثين، بروس دونالد.

وقفَ أمامَ البابِ يُمررُ جهازهُ التعريفي عَليه، و لَم يَطُل الأمرُ كَثيرًا حَتى تلقى الإذن بالدخول وفُتحَ لهُ البابُ آليًا.

وعلى الجانبِ الآخرِ مِنهُ كانت غُرفةً فَسيحةً بَيضاءً بالكاملِ، أثاثُها باللونِ العَسليِ والبُني، أريكتانِ لشخصٍ واحدٍ عَلى جانبَي المكتب الكبير تنتصفهما طاولةٌ قَصيرة، وخلفهُ أعلامُ اتحادِ العلوم ؛ الولاية ؛ والدولة.

تَليها نافذةٌ تَبعدُ عَن الأرضيةِ مِترًا وتطالُ السقفَ والجُدران.

خلف المكتبِ وَقفت امرأة بشعرٍ بُنيٍ داكنٍ انسدلَ عَلى طولِ ظَهرها ولامسَ مُنتصَفَ فَخِذاها.

كانت تَرتدي زيًا رَسميًا بالأبيضِ والأسودِ، سُترةٌ وتنورةٌ قَصيرةٌ باللونِ الداكن وقميصٌ باللون الفاتح تَتَكأ أنامِلها عَلى سَطحِ المكتبِ بَينما تُحدقُ بالنافذة.

صَمتٌ طاغٍ، وصَدى عَقاربُ الساعةِ يَشوبهُ خالقًا جَوًا راكدًا مِن التوتر، تَمامًا كَما هدوءِ ما بَعدَ العاصِفة.

و أولُ مَن بدأ بالحِوارِ كانَ بُنية الشعرِ قائلة

-" أظنُ أنهم أخبروكَ عَلى الهاتفِ لَكن سأقولُها مرةً أخرى..." سَكتت لتردف " لروِنزو وَنشِستر تَم الإمساكُ بِهِ مُتِلبسًا بَعد أن قَتلَ الرئيس دونالد."

أجابَ تيم بهدوء مُنتقدًا " لا أظن أن هذا سببًا كافٍ يَدفعُكِ للقدومِ إلى هُنا."

وقبل أن يَترُكَ لها المجالَ للحَديثِ أكملَ " كَما أن الوقتَ لَن يُسعفكِ بالمجيءِ في هذهِ المُدةِ القصيرةِ مِن فَلكِ آثينا و إلى هُنا... جوليكا كيه.آثينا."

ابتسمَت جوليكا حينَ سَمِعَت حَديثهُ " أبدًا... بصراحة لَستُ أهتمُ إن ماتَ هذا الشخص أم حَيى.. صادفَ أنني كُنتُ في زيارةٍ للقلعةِ حينَ وَجدتُ الرَجُلَ مَقتولًا و لورِنزو واقِفٌ أمامه."

-" و ؟" كانَ هذا تيم الذي سألَ ساخِرًا لتُجيبَهُ جوليكا بسُخريةٍ " حسنًا فلنترك اللف والدوران.. سأخبركَ الحقيقةَ سمِث، أتيتُ إلى هُنا لاستعادةِ مِلكي وَي، ألديكَ أدنى فِكرةٍ عَن مكانِها ؟"

ابتسمَ تيم بجانبيةٍ يَرفعُ كِلا حاجبيهِ " لِمَ تَظُنين أنني أعلم ؟"

تَركت مَوقِعَها خَلفَ المكتب تتقدمُ نَحوَ أسودِ الشعرِ " لورِنزو وَنشِستر عَقدَ إجتماعًا و قالَ أنها سُرقت.. و عَليه، إليكَ نَظريَتي.. السارِقُ هوَ وَنشِستر بحدِ ذاتهِ، و أنتَ صديقهُ المُقرب... إذًا لا بُدَ أنكَ تَملكُ فِكرةً وَلَو صغيرةً عَن مَكانِها ؟"

بنبرةٍ ساخرةٍ استنكرَ تيم عاقِدًا حاجبيهِ -" و ما الذي يدفعُ لورِنزو لسرقةِ بَحثهِ الخاص ؟"

أجابت " مِلكي وَي مَدعومٌ ماليًا مِن قِبلِ آثينا، وهذا يجعلنا شُركاءً في البَحث، هوَ يَعمل و نحنُ نُزودهُ بالمال اللازم لعمله... لا أحدَ سِواكَ أنتَ وهوَ يَعلمُ الحقيقةَ بشأنِها وإن كُنتَ لا تَعلَمُها كاملة.. لِذا قُلتُ لِنفسي رُبما تكونُ عَلى درايةٍ بمكانِها مَثلًا ؟"

نَظرت لهُ بِتعالٍ تستفزهُ بتهديدٍ مُبطن " أم أنكَ سَتقولُ أنها هَربت ؟ أتعلمُ ماذا ستكونُ عُقوبةُ سَهوِكُم عَن شيءٍ بِهذهِ الخطورة ؟ لَن يَمضيَ الأمرُ بمُجردِ إعدامِ كلاكُما، إنما سيتورطُ عُمالُ القِسمِ مِن رؤسائهِ و حَتى عُمال النظافةِ الأقلِ شأنًا."

احتدَت نَظراتهُ تتَطايرُ شَرارًا فقالَ بنبرةٍ مَشحوذةٍ يُشددُ عَل حُروفهِ " هذهِ قَذارة."

أغمَضَت عَينيها تستريحُ عَلى أحد الكراسي الجانبيةِ للمكتب تَضعُ قَدمًا فوق الأخرى ليَسكُبَ لَها آستولفو الشايَ بِصَمت

-" فَلتُسَمِها ما شئت.. الأمر المهم هوَ أنني أريدُ مِلكي وَي في مكانها قَبلَ أن يَنجلي هذا الأسبوع."

نَظرت نَحوهُ بابتسامةٍ كُلُها كِبرياء " بدءً مِن اليوم أنتَ ستكونُ رئيس القسم بدلًا مِن لورِنزو.. طابَت لَيلتكَ سمِث.. يُمكنُكَ الانصراف."

رصّ تيم عَلى أسنانهِ كَما شَددَ عَلى قَبضتهِ ليلتفتَ خارجًا، و حالما خَرجَ حَتى سألَ آستولفو

-" أحقًا لا بأسَ بذلكَ آنستي ؟"

احتست جوليكا قَدرًا صَغيرًا مِن شايِها لتُجيب " أجل.. أعلمُ أنَّ لورِنزو وَنشِستر لَم يسرقها، و أعلم أن مسألة سَرقتها كانت كِذبة قَد لَفقها بنفسهِ..."

أعادت فِنجانها فوقَ الطاولةِ تُكمل " لكن هذه المسألة ومسألةُ قَتله لبروس دونالد شيئان مُختلفان.. لا أعلم بأيِّ دافعٍ قَتلهُ."

أردفت تتأملُ فِنجانها " إلا أنَهُ و معَ دخولِ وَنشِستر للسجنِ، و إشغالُ سمِث قَليلًا.. سيتسنى ليَ الوقتُ لإيجادِها بنفسي."

سَكتَ آستولفو للحظةٍ ثُمَ أجاب " بالطبع.. إجراءات آنستي مِثالية.. ما كُنتُ أقصِدُهُ هوَ شُربُكِ للشايِ في هذهِ الساعة المتأخرة من الليل.. لَن تستطيعي النومَ جَيدًا هكذا."

-" شُكرًا عَلى قَلقكَ، لا بأسَ مَعي بِذلكَ."

في ذلكَ الوقت، داخِلَ رِواقٍ بُنيَ مِن المَعدِنِ، أُنيرَ بكرستالاتٍ مُشعةٍ صَغيرةٍ عُلقت عَلى الجُدران بالكادِ تَدفعُ بجُزءٍ يَسيرٍ مِما غَلفها مِن دَيجورٍ عَميق.

كانَت الحُجرُ تَصطفُ عَلى مَيمنتهِ مُزودةً بجُدرانٍ إلكترونيةٍ، و جَميعُها راكِدةٌ فاتِرةٌ دونَ تَمييز، و عَلى ذِكرِ الفُتور، داخلِ إحدى تلك الحُجر جَلسَ رَجلٌ بمعطفهِ الأبيضِ عَلى سَريرٍ لشخصٍ واحد يُسنِدُ ظَهرهُ إلى الجِدارِ و يثني إحدى قَدميهِ إلى الأعلى مُتكأ بساعدهِ عَليها.

يَنفثُ أنفاسًا ثقيلةً باردةً تَستحيلُ ضَبابًا مُتشتتًا إلى لاشيء.

عَيناهُ الزُمرديتانِ حَدقتا بالفراغِ أمامهُ و العَتمةُ تَرسُمُ لهُ سَرابَ دَواماتٍ سَوداءَ تَبدو لَهُ كَما لَو كانت تَبتلعهُ شيئًا فشيئًا.

أما تَفكيرُهُ فارتحلَ إلى ما قَبلَ بِضعِ ساعاتٍ مِن الآنِ.

يَندُبُ حَظهُ العاثر الذي أوصلهُ إلى هذا المكانِ بطُرقٍ غَيرِ مُتوقعةٍ، تَحتَ سيناريو لَم يَكُن ليتخيلهُ يَومًا

×[ قَبلَ أربعِ ساعات - آميسّا موندو. ]×

مَضت فَترةٌ مُنذُ افترقَ تيم عَن لورِنزو الذي بَقيَ يَعملُ عَلى بَقيةِ أبحاثهِ حَتى هذه الساعة.

غُرفةُ مَكتبهِ مُعتمةٌ كالعادة وضوءُ مكتبهِ مُسلطٌ عَلى الأوراقِ فَقط.

يَدهُ تُمسكُ بالقَلمِ بَينَ أنامِلها تَخطُ حُروفًا عَلى صَفحاتٍ كانت بَيضاءَ فارِغة.

و بينَ تارةٍ وأخرى، يتوقفُ قَلمهُ عَن الخَربشةِ ليتنهدَ بحدةٍ مُدلكًا عظمةَ أنفهِ بَينَ عَينيهِ.

بعدَ عِدةِ حالاتٍ مُماثلة.... تركَ قَلمهُ أخيرًا يَشبكُ أصابعهُ مُتكأ عَليها.

مُستذكرًا أحداثَ اليومينِ الماضيينِ... لايُنكرُ قَلقهُ مِن الوضع الحالي.. و أكثر ما يوترهُ هوَ تَوريطهُ لتيم الذي عَرفَ عَن الشابةِ بالصدفة، فلا يدَ لهُ بالبحثِ لا مِن قَريبٍ و لا مِن بعيد.

معَ ذلكَ لا يُمكنهُ أن يُريَ ضَعفهُ للآخرين، لَيس لتيم بالذات ! يَضغطُ عَلى نَفسهِ للبقاءِ هادئًا.

غَيرَ مُدركٍ أنَ هدوءهُ هذا سيتسببُ لَهُ بالمصائبِ لاحقًا، سيقلبُ حياتهُ، وحياةَ رَفيقِهِ رأسًا عَلى عَقب، أكثرَ مِما قُلِبَت حَتى الآن .

اتكأ عَلى كُرسيهِ ينظرُ إلى السقفِ بشرودٍ مُنغمسًا بأفكارهِ أكثر، مَتى سَتتدخلُ تِلكَ المرأة ؟ أستصدقُ تلك الكذبة المُرتَجلة التي ابتدعها أمس ؟ قَطعًا لا !

انتشلَ وَرقةً بَينَ كَومةِ أوراقهِ يَخطُ عَليها بَعض الحروف.. ثُمَّ طَواها عِدةَ مَراتٍ ليَدُسَها في دُرجهِ الأول بَينَ أحدِ الكُتب.

أقفلَ دُرجهُ بالمفتاحِ ثُمَ خبأ المفتاحَ بِدَورهِ، ذلكَ كانَ حينَ تَلقى إشعارًا يستدعيهِ إلى مَكتبِ الرئيس دونالد فنهضَ مُتوجها نَحو الخارج.

ارتدى مِعطفهُ الأبيض الذي كانَ مَرميًا عَلى أحدِ الكراسي الدوارة لتقعَ زُمرديتاهُ عَلى عيارٍ ناريٍ قَديم، ذلكَ الذي يستخدم الرصاص الحي بدلًا مِن الشحنات الكهربائية.

و لَعلَ تَصرفهُ هذا نَمَّ عَن إحساسهِ بالخطر المُحدقِ حَولهُ في هذهِ اللحظة والذي أعمى تَفكيرهُ السليمَ وَقتها، غَيرَ مُدركٍ للعواقب التي يُمكن أن تترَتبَ عَن فِعلتهِ هذهِ.

خَرجَ مِن مَكتبهِ يَسيرُ بَينَ الأروقة التي كانت فارغةً نِسبيًا، كأي يومٍ عاديٍ في هذهِ الساعة.

انعطفَ يَسارًا إلى الرواق الذي يَنتهي بغرفةِ بروس دونالد ليُفاجأ بالبابِ مَفتوحًا عَلى مِصراعيهِ.

هذا الرجلُ شَديدُ الحذر مُحِبٌ لِلخصوصية، لَطالما أقفلَ بابهُ، ورفضَ مُعظمَ الزياراتِ الغيرِ مَسبوقةٍ بموعد، و ها هوَ ذا يَتركُ بابَ مَكتبهِ مَفتوحًا بضوءٍ مطفأ.

ازدردَ ريقهُ و بللَ شفتيهِ يُبعدُ شيئًا مِن التوترِ عَنهُ ليتقدمَ بخطواتٍ حَذِرةٍ إلى الداخل، وقبلَ أن يَولجَ إليهِ دَسَّ كَفهُ في جَيبِ مِعطفهِ يتَشبثُ بمُسدسهِ بقوة.

و حينَ خَطا أولى خُطواتهِ مُتفحصًا المكتبَ بِعَينيهِ وجدَ كُرسيِ الرئيسِ مُلتفًا نحوَ النافذةِ خَلفهُ.

تَملكهُ شعورٌ سيءٌ في البداية، لَكن حينَ صدحَ في أذنهِ صَوتُ دونالد يَحثهُ عَلى الاِقترابِ هوَ زَفرَ مُبددًا شُكوكه، ورغمَ ذلكَ لَم يترُك سِلاحهُ و لو للحظة.

اقتربَ كَما أمرهُ رئيسهُ، وبقيَ واقِفًا أمامَ المكتبِ بِضعَ دَقيقةٍ دونَ وصولِ صَوتِ مُقابلهِ إلى مصغاهُ.

قَلبُهُ بدأ يَدقُ سَريعًا، و صَوتُ نَبضاتهِ بدأ يتعالى في أذنهِ شيئًا فشيئًا ؛ أعلى فأعلى.

أخيرًا قَررَ التَحَرُك، دَفعَ بِقدمهِ للاقترابِ مِن بروس دونالد ليخطو خطواتهُ بثقلٍ وبطء، يَرتفعُ تَوترهُ معَ كُلِ قَرعةٍ تَقرعُها قَدماهُ الأرضَ تَحتها.

كُلُّ شيءٍ أصبحَ ساكِنًا حَولهُ، حَتى طَنينُ أذنيهِ بَدا وكأنهُ تَوقف، أنفاسهُ تَثاقلت وتباعدت، كأنَّ الجَوَ حَولهُ فَرُغَ مِن الهواءِ تَمامًا.

حينَ امتدت كَفهُ تَلفُّ الكُرسيَ جانِبًا... اتضحت لَهُ هَيئةُ ذلكَ المَشيبِ ضَخمِ البُنيةِ و قَد هَمُدَ جَسدهُ جُثةً مُضرجةً بالدِماءِ.

تراجعَ خُطوةً واسعةِ دافِعًا بجسدهِ إلى الخلف، موسِعًا حَدقَتَيهِ فاغِرًا بِفاهِ شيئًا قَليل.

و تَزامُنا معَ رَفعهِ لكَفهِ التي تَحملُ مُسدسًا سقطَ سِلاحهُ عَلى الأرض بَعدما لَم تقوى أصابعهُ عَلى تَشديدِ قَبضَتِها حَولهُ.

وفي لحظةٍ امتلأت الغُرفةُ أصداءَ وقعِ أقدامٍ بدت لَهُ كجيوشٍ مِن الرجال... تَهُزُ أرضَهُ زَلازلًا تُضحي واقِعَهُ حُطامًا مُنهارًا.

و صَوتُ امرأةٌ حازِمةٌ تَهتفُ " مَكانكَ !"

حينَ التفتَ لَها، أبصَرَ بُنية الشَعرِ و رِجالِها الأربعةِ بالإضافةِ إلى ذلكَ الذي يَرتدي زيَ الخَدم.

و مِن جانِبِها اتضحت لَها هيأتهُ ؛ المسدسُ قُربَ قَدمهُ والجُثةُ أمامهُ لتقولَ مَصدومة " بحق الإله ما الذي حصلَ هُنا !"

وُجِهت أسلحةُ رجالها نَحوَ رأسِ لورِنزو سَريعًا ليرفعَ الأخيرُ يديهِ في الهواءِ بلا مُقاومة.

أما آستولفو فقد تقدمَ يتفحص الجثة بعد أن أشارت لهُ سيدتهُ بذلكَ.

و لم يكن فعلا بحاجة إلى التحقق من علامات الموت الثلاث، إذ أنَّ كمية الدماء وحدها، والثقوب الثلاث في قلبه كفيلةٌ بشرحِ الوضعِ وأكثر.

الرجل مات من الرصاصة الأولى ، ومع ذلك لحقتها اثنتان، وحشية شديدة.

التفتَ الرجلُ إلى جوليكا يهزُ رأسهُ نافيًا لترصَ الشابةُ أسنانها بقوةٍ مُحدقةً بلورِنزو بغضب.

عَيناها الزَرقاوتانِ كانتا قَد تخليتا عَن كبريائهما لمرةٍ مُنذُ زَمنٍ بَعيد، تحملانِ بَريقًا حادًا يتضحُ فيهِما الغضب مُتأججًا.

نطقت بحدةٍ ؛ مُنخفضةِ الصوتِ مَبحوحةِ النبرة " لَم أتوقع أن قذارتكَ يُمكن أن تصلَ إلى هذهِ الدرجة."

-" و ما الذي دَفعَ بجوليكا كيه.آثينا العظيمة لزيارة آميسا موندو ؟" نطقَ لورِنزو بسحرية.

اقتربت مِنهُ بِخطواتٍ ثابتة يصدحُ صَوتُ كَعبِها العالي في أرجاءِ الغُرفةِ لتقولَ بنبرةٍ باردةٍ صُلبة " لَيسَ مِن شأنِكَ !"

وَقفت تُقابِلهُ تَمامًا لتُردفَ " فَسِر وَنشِستر ! بَرِر مَوقفكَ أو سيتم جَركَ إلى غرفة الإعدام حالًا !"

-" أنا لَم أقتله !" دافعَ لورِنزو عَن نفسهِ بهدوء فرفعت جوليكا أحدَ حاجبَيها تستفسرُ ساخِرة " و ما الذي يَدفعني لتَصديقكَ ؟"

فَردت يَديها تَهِتفُ بحدةٍ " رَجلٌ يَسبَحُ بدِمائِهِ و آخرٌ يقفُ أمامَهُ حامِلًا مَعهُ عيارًا ناريًا قَديمَ الطرازِ، و بالصدفةِ يَكونُ مِن نَفسِ النَوعِ غَيرِ الليزري الّذي قُتِلَت بِهِ الضَحية والذي بالكادِ يَستَعمِلُهُ أيُ أحدٍ ! هذا مَنطقيٌ تمامًا ! مِن الواضِحِ أنَكَ لَم تَفعَلها !"

ابتسمَ لورِنزو ساخِرًا بَعدَ أن فَهِمَ وَضعهُ أخيرًا، هذهِ المرأة تَعبث مَعه، ترغبُ بالاستفادة من الوضع الحالي بالكامل لسرقةِ مِلكي وَي لنفسها، و أولى خُطواتِها نَحوَ ذلكَ هيَ إبعادهُ عَن طَريقها.

هذا كانَ أولَ ما خَطرَ في بالِ بُنيِ الشَعرِ ليُقررَ التزامَ الصَمتِ بَعدها.

بعدَ وهلةِ وقتٍ نطقَ هادئًا " إن كُنتِ ستلصقينَ بي التُهمة عَمدًا فقولي هذا بصراحةٍ و مِن البدايةِ آثينا."

بادلتهُ جوليكا الابتسامةَ نَفسها " لَستُ مَن أخبركَ أن تحملَ مُسدسًا وَنشِستر."

حروفها وملامحها كانت مشوشةً في عَينيهِ الزُمردية، كأنما غشاءٌ أحاطَ مرآهُ ومَصغاهُ يخولهُ استنتاجَ المشهدِ بنفسهِ، وحينَ اتضحت حواسهُ مُجددًا وجدَ يدها تَمتدُ نَحوَ دُبوسهِ المَجري الذي يُعلقهُ بَينَ أزاريرِ قَميصهِ لتقتلعهُ بِعُنفٍ و تهتفَ ساخطة " إعتقلوه !"

×[ في الوقت الحاضر ]×

فَتحَ لورِنزو عَينيهِ الزُمرديتينِ بخمولٍ يَرمقُ الأرضَ بنَظَراتٍ واهية.

قَرارٌ خاطئٌ واحدٌ تسببَ في تَدهورِ أوضاعهِ سَحِبًا إياها للإنتكاسِ حَدَ التلاشي.

أغمضَ عَينيهِ يَغرقُ في دَيجورٍ أشدَ عَتمةً مِن تلكَ التي تُغلفُ جَسده، غارقًا في مُحيطٍ عَميقٍ مِن اللاشعور والضغطُ يَشتدُ عَلى جَسدهِ.

وهكذا، انتهى يومٌ حافلٌ بطفوفٍ ابتلعت هدوءَ حياته، تَجرفهُ مَعها إلى مَوتٍ قَريب، إلى غَدٍ يَجهلُ عُقباه.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحرب بين(مشجعي البرشاVsمشجعي الريال)الحرب الاولى ILOVE YOU WENOO نكت و ضحك و خنبقة 315 03-05-2013 04:52 PM
الحرب الاعلاميه ام الحرب العسكريه اخطر على الاسلام smart 1 حوارات و نقاشات جاده 6 03-02-2010 06:52 PM
*** المثنى المتلازم *** سنيورة أمواج ختامه مسك 6 06-13-2006 09:26 PM


الساعة الآن 03:04 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011