|
روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#16
| ||
| ||
في مكان ما ، بين غشاوة الصقيع و الثلج المتساقط ، كانت هاناكو تسير إلى جانب ذلك العملاق الصقيعي ! بدأ المساء في الحلول ، كل شيء ملون بالأبيض ، الظلام يستفحل ، هاناكو تحدق في ذلك الشاب ، تسير بخطوات متثاقلة ، غارقة في تفكيرٍ طويلٍ . . . - ما بالك تحدقين بي بهذه النظرات البلهاء ؟ - أنا . . . ما غايتك ؟ - ما الذي تعنينه ؟ أي غاية تتحدثين عنها ؟ تقبض كلتا يديها ، تشدد قبضتيها و هي متوقفة عن السير ، تسير بضع خطوات سريعة لتتقدم ، تتصدى لهـ بكلتا يديها - ما هدفك من مرافقة فتاة غريبة و انت تعلم انها جهنمية ، فتاة تمثل خطرا على حياة من حولها ! ما غايتك من الذي تفعله هيا قل ؟! - هاه ! اسمعيني ايتها الفتاة المجنونة ! - بدون مراوغة في الحديث ! اجب بوضوح !! ما هدفك من مرافقتي ؟ - اسمعي اذا كانت مرافقتي لك تزعجك اخبريني بهذا و سأغادر ، هل تفهمين هذا ؟ - سألتك سؤالا و لم تجبني ! بل انك تستمر في التهرب كالجبان أيها الجليدي ! أنا حتى لا اعرفاسمك انت حتى لم تعرف نفسك حتّـــى ! - أهذا كل ما يزعجك ؟ تبحثين عن اسمي !! يبتسم ابتسامة ماكرة ، ابتسامة أشعلت غضب هاناكو لتتوهج عيناها غضبا !! - أيها الوغد ! سحقا لك !! - ما الذي تلفظت به أيتها الجهنمية ؟ هيا اعتذري ! - أعتذر ؟ هه ! لما؟ ماذا تراني كي أعتذر لشاب مثلك ؟ - قلت اعتذري ! - قلت أجب عن أسئلتي ! - قبل قليل كان سؤالا و الآن تقولين أسئلة ؟ - من أنت ؟ و ماذا تكون بالضبط ؟ و ما غايتك من مرافقتي ؟ فجأة أمسك يدها و جذبها نحوه بسرعة و أغلق فمها بيده الباردة و حملها مسرعا يختبئ خلف صخرة جليدٍ كبيرة . . . " مشرد ، مطارد ، جائع ، خائف ، أكاد أتجمد بردًا ، ضائع ! سحقا لك أيتها الحياة اللعينة ! " هذا ما قاله شاب تحت مراقبة نظرات هاناكو و مرافقها الذي بلا اسم إلى حد السّـــاعة ! يمضي ذلك الشاب قدما ، يحفزه العناد الأخرق ، لم تستطع عيني هاناكو الإبتعاد عنه ، تحاولان الهروب بلا جدوى ، تتساءل : " لماذا يستمر بالمضي قدما رغم ان في هذه الاوقات من المغري الاستسلام ، و هذا ما يفعله الكثيرون حتما ، يسمحون للحياة اليومية العادية ان تطمرهم بالثلوح الى ان يلتصقوا بمكانهم ، يتوقفون ببساطة ، يدعون الثلوج تطمرهم على أمل أنه في وقت ما ستتوقف الثلوج و ستعود السماء الصافية من جديدٍ ! " نعم ! هذا ما قالته محادثةً ذاتها الضائعة في مكان ما بين غياهب ظلام عالمها الثاني !! يبتعد ذلك الشاب عنها خطوة فخطوة ، إلى أن تلاشى في الأفق البعيد ، أو ربما هذا ما ظنتهـ هاناكو ، فثلوج كهذه تقضي عن الإتجاهات ، تواري الارض و الجبال الشاهقة ، الجبال نفسها التي تسلبنا زرقة السماء حتى في أجمل أيام الربيع ، حتى و الشمس ساطعة و العصافير مغرّدةٌ !! آثار أقدام ذلك الشاب لاتزال مطبوعة ! - " اسمع ! فلنتبع خطاه !! لربما وصلنا إلى مكان ما ! " - " لا تتصرفي ببلاهة ، الم تسمعي ما قاله عن نفسه بنفسه و لنفسه ! " - " ما ! ؟ " -" مشرد و ضائع و مطارد ! و نحن كالحمقى نتبعه ! " - " أنا اخترت اتباعه و سافعل قبل ان تختفي اثار اقدامه و تدس تحت ندف الثلج ، ان اردت المجيء مرحبا بك و ان لم ترد فاذهب اينما شئت ان الطرق امامك !! " - " اي طرق ؟ اترين اي طريق امامك ايتها ؟ ! " - " ماذا ؟ أيتها الـ ماذا ؟ " - " اصمتي احدهم قادم ! " و بينما هما يتجادلان ، يقطع حديثهما السخيف ذاك ظهور حصان أسود ، تركبه امرأة تتوهج نارًا ! تشعل غضب الثلوج ، لتذيبها قهرًا ! يحدق ذلك الأخرق بتلك السيدة ببلاهة ، بينما نبضات هاناكو تتسابق ، حدقتا عينيها تتسعان ، تتنفس بصعوبة ، تبحث عن كلمات لتنطق بها ، و لكن لسانها يخونها ، فالكلمات فرت شوقا أم رعبا ؟ لا أعلم كل ما اعلمه انها لم تجد ما تنطق به ، يا للمسكينة !! تلك السيدة تغادر ، تتوارى امام عينيها ، و ذلك الاخرق يحاول استفهام ما يجري و لكن بلا جدوى ، فوعي هاناكو غادر مع مغادرة السيدة ، تحاول هاناكو الإمساك بظل السيدة ، بسرابها ، بالذرات التي لامستها ، بـ . . . بـ . . . بـ اللاشيء ! نعم فهي أمسكت بـ اللاشيء ! -" هاناكو ! هاناكو ! هاناكو ! " و يزجر ذلك العملاق الأبله بـهاناكو : " استفيقي ! " ليقشعر بدن هاناكو من أعلى رأسها إلى أسفل أصابع قدمها و تصرخ بدهشة : " ماذا ؟ " لتضيف و الحزن يطغو على ملامح وجهها : -" لا . . . لا شيء !! " لم يشأ ذلك الأبله الإثقال عليها بأسئلتها السخيفه ، - " تبدين متعبة " - " أجل ، نوعا ما ! " - " سأحملك على ظهري ، و لنبحث عن مكان نرتاح فيه ! " -" تحملني على ظهرك ؟ أتراني طفلة صغيرة ؟ " - " اصمتي و اصعدي هيا ! " - " لكي تهزأ مني ! و تذكرني بهذا المعروف طول العمر ؟ مستحيل ! " - " حسنًــا ! " قالها بثقة كبيرة ، أشعرت هاناكو أن في كلامهـ خدعةً ما ! و فجأة ، و هاناكو شاردةٌ في مكانٍ بعيد تهوم بلا خريطةٍ ، شعرت أنها تطير و تطفو عاليًــا ، لتستفيق من كوتبيس يقظتها و تجد نفسها محمولة على ظهر العملاق الأبله . . . تصرخ بدهشة : -" ما الذي تفعله هيا أنزلني أيها الأبله ! " -" أعطني سببا واحدا يجعلني أنزلك ، و أعطني سببا واحدا يجعلك تنادينني بـ الابله ؟ " - " اممم حسنا لا املك سببا يجعلك تنزلني غير اني منزعجة من هذا الفعل ، اما بالنسبة للسؤال الثاني فانا لا اعرف اسمك ايها الابله ! " -" انزعاجك لن يضرني و لن ينفعني لذلك التزمي الصمت ، و لا تناديني بـ الابله ثانية هل فهمتي ؟ " -" و ما الذي سأناديك به غير الابله ايها الابله ؟ هل سأناديك بالعملاق الابله مثلا ؟ " -" يوشيرو ! " > يوشيرو ؟ أخبرني ذلك الشاب باسمه أخيرا ! لطالما رفض و تهرب من الإجابة عن سؤالي عن اسمه ! < -" حسنا يوشيرو ! هل هذا هو اسمك ؟ " - " لا بل هذا عمري ! " قالها ببلاهة و برود يغزو نبرته !! -" حسنا حسنا يوشيرو ! على أية حال اسمك جميل !! " -" هه ، كجمال عينيك ؟ " -" كف عن ازعاجي ! ثم انني لست بمزاج يسمح لي بالتطاول مع عنادك و سخافاتك يا أبله ! " -" ما الذي قلته توا ؟! " -" هيهي يوشيرو يوشيرو ! هااه اسمع انا لا اهابك ، انا لا اهاب احدا هل فهمتني ، لكني تعبة ! تعبة ! و اكبر همومي الآن هو الراحة ! " -" حسنا ! حسنا " لكن صوتك اخنرق طبلتي اذني و ربما سبب ثقبا فيهما ! " -" لا شأن لي فيما يحدث لطبلتي أذنيك ، فطبلة قلبي تكاد تتوقف عن الدق يا فاهم ! " - " انظري ! ما ذاك الشيء البني الذي يلوح في الافق ؟ " - " هااه !! يبدو كَــكُــوخ ! اتجه نحوه !! هيا اسرع اسرع !! " -" رويدك يا هاناكو رويدك !! كفي عن ضربي بكلتا قدميك !! " -" اعتذر ! و لكن طلبي للراحة ملح ! هيا اسرع بالتوجه نحوه !! " -" اصبري قليلا فانا احمل قاروروة غاز على ظهري و الثلج يغطي قدمي ! " -" ماذا تقصد بقارورة غاز ؟ هل تصفني بقارورة غاز ؟ أبله ! انا لست بذلك الثقل ثم انك من اراد حملي !! " -" و ان اردت إلقاءك أُلقيك فلا تستفزيني !! " -" هااه انه امامنا ، هو كوخ بالفعل ! انزلني انزلني ! " -" ماكرة !! " يدخل كليهما الكوخ !! ليرتاحا قليلا من مشقة السير الطويل !! -" حمدا لله ! هيه ألن تقوم بإشعال تلك المدفأة ؟ " -" ألا تجدين الامر مثيرا للريبة ؟ المدفأة يبدو أنها أطفأت بوقت ليس بطويل !! " -" لا يهمني ! هيا أوقد نيرانها !! " -" حسنا حسنا !! " تستلقي هاناكو أمام المدفأة ، زفرت أنفاسها ، سكنت بين طنينها الحاد بلا حراك كفراشة تم دهسها بقدم طفل صغير ! و عاد الحزن يعلو وجهها ، يرسم تكشيرة على ثغرها ، نفس التكشيرة التي قابلت بها يوشيرو لأول مرة و لكن أهدا و أبأس من تلك التكشيرة الغاضبة المتأججة !! ذلك الوجه الحزين ، تلك الملامح ، يراها يوشيرو لأول كرة ترتسم بتلك الرقة ، بتلك الكآبة ، على وجه تلك الجهنمية ، شرد يوشيرو ، بعد أنح حدق في الظلام طويلاً ، و . . . و جلس يحدث أحدهم ، ربما الزمن اللعين ، ربما الحياة البائسة ، ربما الواقع الأليم ، و ربما . . . و ربما حبات الثلج ! تتوسع حدقتا عيني هاناكو فجأة و تقفز هرعة نحو يوشيرو ،، -" انت! انت ! انت ناديتني باسمي مرات عديدة ، و ام انتبه إلى الآن ، من تكون و كيف تعرف اسمي ؟ " تأفف و أخذ نفسًــا عميقًــا ليجيب : " أنا . . . " يتحرك باب الكوخ مندفعا إلى الداخل معلنا أن أحدهم على وشك الدخول ، ترتبك هاناكو و تحاول استجماع قطع ذاتها الداخلية المتناثرة ، تشد قبضة يدها اليمنى ، تفتحها برقة ، تتوهج عينيها لتشتعل جهنميَّـةً ، تقف بكل ثقة و عزم ، تجمع طاقتها الداخلية لتكون بها كرة لهيب حارقة ، استعدادا للدفاع عن نفسها ، يفتح الباب ، ليدخل رجل عجوزٌ هرم الكوخ بخطواتٍ متباطئة ، يجول بانظاره في الارجاء ، يلمح هاناكو و كرة اللهيبة التي تطفو اعلى يدها ،يرى يوشيرو واقفا الى جنبها ، يبتسم ابتسامة غريبة اربكت كليهما ، ليقول : " اهدآ ، لن أؤذي أحدًا " تهدأ نيران هاناكو المتأججة و لكن ملامحها لازالت تُقرأ على أنها غير مرتاحة لما يجري هنا ، نفس الشيء بالنسبة لـيوشيرو -" هل هذا كوخك يا جدي ! " <يوشيرو> -" اجل يا بني ! " -" اسفون على الدخول بلا علمك يا جد ! و لكننا تعبنا من السير المتواصل ، و البرد الذي ألم بأجسادنا !! " -" أجل ، نعتذر " - " لا عليكما ! الكوخ كبيتكما فلا تخجلا ! " -" أتعيش هنا وحيدا يا جد ؟ " <هاناكو> -" أجل ، أعيش وحيدًا هنا ! " -"منذ متى ؟ " <يوشيرو> -" قد لا تصدقانني إن أجبتكما ! " -" هيه ! و لما قد لا نصدقك " <يوشيرو ببلاهة> -" حسنا ! اعيش هنا منذ آلاف السنين ! او ربما عشرات آلاف السنين ! انا هنا منذ مدة طويله للغايه حتى اني لا اعرف عمري ! " تتمتم هاناكو و هي تحدق في الفراغ -" ما هذا المزاح السخيف ! " -" انا لا امزح يا ابنتي ! " -" هااه !! اعتذر يا جد !! اعتذر !! " تكلم نفسها قائلة : كيف استاطع سماع تمتمتي ؟ -" املك حاسة سمع قوية يا ابنتي لذا استطعت سماعك !! " -" يِــي ! " أصواتــ : -" امم ! امم " -" ما هذا الصوت ؟ " <يوشيرو> -" اي صوت ؟ " <الجد> -" لم اسمع شيئا ! " <هاناكو> تضيف بتعجب : -" ما ذلك الصندوق الكبير هناك ؟ " تشير باصبع يدها الى صندوق كبير يلوح خلف بياض الثلج قرب باب الكوخ خارجا !! -" ذلك ! ذلك لا شيء ، لا تهتمي لهـ ! " أصواتــ : -" امم !! امممممممممم !! " -" ذلك الصوت مجددا ! "<يوشيرو> -" اجل سمعتهـ ! " <هاناكو> يتجه كل من هاناكو و يوشيرو الى الصندوق قصد تفقده و التحقق من مصدر الصوت . . . -"إياكما و الاقتراب من الصندوق ! " يكتسح ضباب كثيف الكوخ فجأة ليعيق نظر هاناكو و يوشيرو -" آآآآآآآآه " <؟> { نلتقــي في الفصل القادم } ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |