التكمله الاخيره
كانت مستلقية بغرفتها فوق سريرها الزهرى تنظر للسقف بصمت حين طرق الباب برفق لتتمتم هى بعد ان اعتدلت:تفضل خالد...
ففتح الباب ودخل ثم اغلقه خلفه ليقول وهى ينظر اليها:الى متى ستظلين هكذا منذ امس وانت تحبسين نفسك بهذه الطريقة"ثم اردف متصنعا الجهل"الن ترحبى بريان ماذا جرا لك لقد تغيرت
فتمتمت هى بهدوء:هو من تغير لا انا...لقد تجاهلنى تماما ونظر الى بستصغار..
فجلس خالد بجوارها وقال بهدوء:لقد كبر لا تتوقعى منه لطف الصغر ...يصبح الرجال جفاة قليلا وليس كالفتيات..
فنظرت شذى للنافذة بضجر لتتمتم:امل ذالك فحسب...
خرج خالد وبقيت شذى لوحدها تفكر بكلامه وبعد مشاورة عقلها خرجت من غرفتها لتذهب لحديقة القصر الخلفية وتبدأ بمشاهدة الزهور الجميلة بمختلف الوانها واشكالها... وما هى الا دقائق ولمحت من كان سبب اختبائها بغرفتها
كان يجلس على احد الكراسى ينظر اليها بإستفزاز مع ابتسامة جانبية
هذا جعلها ترتبك وتتضايق لتسير من جواره متجاهلة له ولتصرفاته الغريبة...ولكن صوته اوقفها:لم العجلة ايتها الاميرة.....
تسمرت بمكانها من اثر كلامه فمنذ متى يناديها بالاميره...فتنهدت بضجر لتتمتم بهدوء:وفيم يهمك الامر...
فبتسم ليقول بسعادة:كيف لا اهتم باميرتنا...اوليس هذ حقها...
فعضت على اسنانها بغيظ لتكمل طريقها غير مكترثة به...
********
طرقات...
هذا ما جعلها تتوجه للباب بضيق لتفتحه وهى تجيب:خيرا....
لكن وجه من رأته جعلها تتسمر بمكانها لينبض قلبها خوفا من هذا القادم ليدفعها هو من طريقه عابرا لغرفتها بصمت...
كانت هى تنظر له بتعحب ليغلق هو الباب ويتوجه لسريرها ويجلس فوقه وهو يقول:امم..غرفتك جميله ولا تليق بك...
فتنهدت هى لتقول بضجر:اى مصيبة ستحل هذه المره....
فقطب حاجباه ليقول بغضب: التزمى حدودك بوجود ملك هذه البلاد.."ثم زفر ليكمل"اليوم سأقيم حفلة كبيرة بشرف عودة ريان للقصر ...
فوضعت يدها بخصرها لتقول بضيق:نعم..وما المطلوب منى...
فعض على اسنانه ليقول بإنفعال:ستحضرين هذه الحفلة شئت ام ابيت اهذا مفهوم ...
فقالت هى بإنفعال اكبر:لن افعل ولا يمكنك اجبارى ....احتفل انت وابنك كما تشائان اما انا فلا دخل لى سواء تحتفلون ام تحزنون هذا لا يعنينى..
فوقف ليدفعها للحائط بقوة وهو يصرخ:انت واحدة من العائلة وغيابك سيبعث الشكوك بنفوس الحضور"ثم اعقب بخبث"ثم كيف لاميرتهم الا تحضر...
فدفعته هى عنها لتقول بكره:انا اكرهك انت وابنك وسمعتكما لا تهمتى .. ولن احضر هذه الحفلة مهما حاولت..
فبتسم هو ليصفق بسخرية ثم يقول:اوو كم هذا مأثر بالطبع لانه نابع من قلبك النقى ...ولكن لدى طريقتى الخاصة لاجعلك تحضرين...
فنظرت له بعجب ليقول هو بخبث:مسكين لقد اشفق عليه والدك وانتشله من التشرد ...امم ولكنه لا يروق لى
حينها اتسعت عينا شذى ليكمل هو بثقة:انوى تعين" مازن"بدلا عنه وطرده تماما من القصر...
فصرخت شذى برعب:مستحيل انت لن تفعل.. هو لا يملك مكانا اخر ...
فبتسم هو بخبث لقول وهو يتوجه للباب:هذا مرهون بك "ثم فتح الباب ليخرج ويستدير لينظر لها بحزم ثم يكمل" سيصلك الفستان بعد قليل لذا كونى جاهزة لتتواجدى حين استدعيك...
اغلق الباب ليترك شذى بحالتها المزرية لترتمى على سريرها وتبدأ بالبكاء كعادتها......
************
كانت تقف خلف تلك الستائر الذهبية وهى تنظر لتلك الشرفة المتصلة بالقاعة الكبيرة المخصصة للحفل،واصوات الحضور تطرب مسامعها ليرتجف قلبها وهى تتمنى حصول معجزة تنقذها مما هى فيه...
وفجأة انقطعت اصوات الحضور ليعلو صوت ذالك القائل:لقد وصل الامير ريان والاميرة شذى...
فإتسعت عيناها ليشير لها ذالك الحارس بالتقدم للشرفة فبتلعت ريقها لتتقدم بخطوات مضطربة لتصدم بذالك الكم الهائل من الحضور لتتوقف خطاها امام ذالك الدرج المتوسط الحجم
بينما تركت اعين الناس مكان ريان القابع بطرف القاعة بتلك الشرفة المقابلة لشرفة شذ لتتوجه لشذى بذهول واضح كانو يتأملون ذالك الجمال الغير طبيعى بذالك الشعر الاسود المنثور على كتفيها وذالك الوجه شديد البياض وما ذاد كل ذالك هو ذاك الفستان الزهرى الطويل بزخارفه ونقوشه الخلابه
كل تلك الاعين جعلت شذى فى حالة اضطراب شديد وهى تقلب نظرها بينهم ولكن ما شد انتباهها هو ان اغلب المتواجدين من الشاب بنوعيهما....
وحينها قال ذالك القائل سابقا:فليتقدم اميرينا لتشريفتا بخضورهم...
فبتلعت شذى ريقها لترفع قدمها وتبدأ بنزول تلك الدرجات بحذر مخافة ان تذل قدمها جاعلة منها اضحوكة الجميع..
وفى غضون ثوان مضت عليها كالدهر بسبب اعين الشباب الذين بدأو بالالتفاف حول نهاية الدرج ليتسابقو بشرف مقابلتها كانت قد وصلت لنهاية الدرج فهاهى ذى تقف على الدرجة ما قبل الاخيره ..وحينها اسرع كل الشبان بالترحيب بها فمنهم من يقول:مرحبا بك اميرتى..
والثانى يقول:شرفينى بمرافقتى ...
والاخر يقول:كم انت جميلة...
كان فى دوامة من افكارها بسبب الاجواء المحيطة بها ليحمر خداها من نظرات الاعجاب الصادرة منهم ...وفجأة تقدم احد الشبان ليقف امامها مباشرة وهو يمد يده قائلا:هلا منحتنى شرف مرافقتك اميرتى الجميلة..
وسامته لباقته واناقته كلها جذبت انتباه شذى لترتبك من مدة يده تلك ..فما كان منها سوى ان مدت يدها بالمثل ليمسك هو بها لتنزل اخر درجة ثم تتوجه حيث ارشدها ...
كان جميع الشبان يتهامسون عن جمال شذى وعن حظ ذالك الاشقر بينما نظرات الفتيات تحسدها على كل شىء....
اما ريان فقد كان يقف بين الحضور وحوله الكثير من الفتيات ولكن لسبب ماه ابتعدن فجأة ولم يتبق سوى بعض الشبان ومنهم باسل ...
كان ينظر لذالك الشاب الذى يجلس مقابلا لشذى على تلك الطاولة الكبيرة ويحادثها بسعادة بينما هى تكتفى بإبتسامة عذبة ذادت جمالها اضعافا مضاعفة...
بدأ الجميع بتناول شتى اصناف الطعام والحلوى الموضوعة فوق تلك الطاولات اما شذى فقد كانت تكتفى بالايماء براسها وقول انها ستجرب عندما يعرض عليها "زياد" تذوق الاطعمه...وبعد دقائق امسكت بالشوكة وبدأت بتذوق اصناف الحلوى بخجل تحت نظرات زياد المعجبه.....
وبعد الانتهاء من الطعام بدأت الموسيقى الهادءة ليبدأ كل ثنائى بالرقص..فأخذ زياد يحاول اقناع شذى بالرقص معه ولكنها رفضت ذالك بحجة انها تشعر ببعض التوعك...
ثم ظلت تراقب ريان وهو يقف بعيدا عنها ينظر لرقص الحضور كما لم تهمل نظراته الخاطفة لها... فتعمدت التحدث مع زياد بلين والضحك معه وكأنها اندمجت معه
وبعد انتهاء الحفلة ودع ظياد شذى قائلا:انتظرينى اميرتى سوف اعود لاجلك..لن اتأخر ..
وبعد ان رحل الحضور توجهت شذى لغرفتها واثناء سيرها فى الممر صادفته ولاحظت ملامحة المنزعجة التى يحاول اخفائها ليتابع كل منهما طريقه بصمت.....
وفى اليوم التالى كانت شذى تقف خلف نافذة غرفتها تنظر له يبارز صديق طفولتهما وهو على غير عادته مما ادى الى سقوط باسل ارضا اثر ضرباته العنيفة فقال باسل بغضب:ماذا بك اليوم ريان ان كنت منزعج فلا تبارزنى لكى لاتصب جام غضبك علي..لست مستغنيا عن نفسى كما ان "امل" تستحقنى ...
فقال ريان وهى يمسك بيده لمساعدته على النهوض:انا اسف ...كما اننى لم اقتلك لكى تقول انها تستحقك ايها المغرم فلتذهب لها ايها الواهم...
فبتسم باسل وهو ينفض ثيابه ليقول بسعادة:لست بواهم سنتزوج عما قريب وسأدعوك للحفلة ايها الاعزب...
****
وبعد عدة ايام حل ضيف على القصر ليتم استدعاء شذى رغما عنها وعندما ارتدت ثوبها الذى فرض عليها توجهت حيث تم اخبارها...
وعندما دخلت القاعة رأت ذالك الوسيم بشعره الاشقر الطويل الذى يصل لاخر رقبته وعيناه شديدتا الصفار وملابسه المتناسقه فبتسمت بهدوء ليتقدم قائلا:اوه كم اشتقت لكٍ اميرتى ..كيف حالكٍ..
فقالت بهدوء:بخير ..كيف حالك أنت...
ثم ظلا يتحدثان ويتحدثان حتى ملت شذى ..هى تعلم ان عمها يفرض عليها ذالك لانه يخطط لشىء اكبر تعلم جيدا ماهيته..
وحينها نظرت للخارج لتر ذالك الشخص الذى مر صدفة من امام القاعة لتتسع عينيه وهو ينظر لهما بصدمة ليكمل بعدها طريقه مباشرة..
انهت شذى لقائها لتتجه لغرفتها وتنظر من نافذتها بملل...كانت الاجواء باردة وقد تناثرت بعض الثلوج هنا وهناك منذرة بالمزيد منها..
ففركت يديها ونفختهما لتشعر بقليل من الدفئ ثم نظرت لذالك القصر البعيد الذى يترائى للناظرين على انه منزل نمل...
اخدت تحاول تبين تفاصيله وهى تفكر بمدى صحة تلك الاسطورة التى تروى عنه ...
يقولون انه منبع الثلوج وانه هو من يجلب ذالك الكم الهائل منها ففى كل عام تخرج الثلوج منه مصدرة صوتا مرعبا كالانين ويقال ان سبب ذالك يرجع الى التعاسة التى كان يعيشها سكانه ...
فقد كانت تعيش هناك اميرة شابة تحب شخص من العامة ولكن والدها منعها منه وقرر اجبارها على الزواج من امير المملكة المجاوره فحزنت اشد الحزن وظلت حبيسة غرفتها وبعد بضعة ايام ماتت بسبب حسرتها ومنذ تلك السنة لعن القصر وصار منبعا للثلوج فهجره كل من فيه"
كانت هذه قصة القصر التى سمعتها شذى من "العمة روان " مالكة المزرعة ..هى لا تعلم ان كان ذالك صحيحا ام لا ..ولكن فى كل شتاء حين تتراكم الثلوج تنبع لديها رغبة بالذهاب لذالك القصر والتأكد من الشائعة ولكنها تخاف من الامر فكما يقال كل من يدخل اليه شتاءً يتجمد ويموت.....
فزفرت بضيق لتغلق النافذة وتخلد لنوم عميق
*******
وبعد بضعة ايام مرت بملل عاد زياد ليتقابل هو وشذى بتلك القاعة الكبيرة الخاصة بالحفلات ليعلن لها شىء صعقها ...
لفد اخبرها بأن عمها وافق على زواجهما وانه سيكون فى القريب العاجل ...وهنا تأكدت من ظنونها فهى كانت تشك بذالك منذ ان اجبرها على حضورالحفله
كانت تقف بشرود ليبتسم زياد ابتسامة عريضه ثم يتمتم بسعادة :شذى لنرقص سويا ....
فبتلعت ريقها وهى تخفى غضبها لتتعذر كالمرة السابقه ولكنه كان ملحا بطلبه حيث اصر على ذالك بشكل كبير ..
وفجأة احاط خصرها بذراعه وامسك بيدها ليجزبها للرقص معه رغما عنها ...كانت فى قمة ضيقها ولكنها اخفت ذالك بسبب نظرات ذالك المختفى خلف ستار الشرفة ينظر لهما وما هى الا ثوان ورمى الستارة ليغادر بصمت
وحينها ابعدت نفسها عن زياد وتعذرت بأنها تشعر بالدوار كلما رقصت ....
******
وبعد بضعة ايام دخل عليها خالد غاضبا ليقول وهو يحاول ابعاد الغطاء عنها بقوة:توقفى عن هذا عليك القيام بشىء بدل نومك المستمر هذا...
فتمتمت وهى تتشبث بغطائها:دعنى خالد انا اشعر بالبرد..
فقال بغضب:هذا لانك نائمة منذ خمسة ايام هيا قومى وانظرى للثلج الا تحببن ذالك لقد صار كثيفا كما تعشقيه
فرمت الغطاء بضجر لتقول بغيظ:انه يبارز صديقه وكأن شىء لم يكن ويتصرف ايضا بطبيعية مفرطة وكأن الامر لا يعنيه.."ثم تأففت لتكمل بإنفعال"لقد سئمت كل هذا واعرف كيف انهييه...
فقال خالد بتعجب:كيف..!!
فنظرت له بغرابة وكأنها تناست وجوده لتكمل وهى ترسم على وجهها ابتسامة بلهاء:لا اعلم لم افكر بعد...
فزفر خالد بيأس ليخرج تاركا لها تنفض غطائها...
ثم فتحت النافذة لتلهفها لسعة البرد تلك مسببة لها قشعريرة سرت بجسدها كله فنظرت لذالك الكم الهائل من الثلوج لتبتسم بسعادة مقررة مزاولة خطتها ....
خرجت من القصر لتخوض بتلك الثلوج التى غطت اقدامها لتقف وهى تنظر لبياضه الناصع الذى يشرح النفوس..
فزفرت برتياح ليأتيها صوت من خلفها:لقد ازدادت كميته هذا العام ...
فتمتمت بهدوء غريب:برودة الناس هى من تسببت بزيادته
فرفع حاجبيه متعجبا من كلامها لتلتفت هى له بنظرات شديدة البرود ليضهر الارتباك جليا على وجهه ثم يقول بعدها:ماذا تقصدين ببرودة الناس...
فتقدمت قليلا بسبب قربه الشديد منها لتقول بغرابة:اميرة الثلوج غاضبة من برودة الناس لذا قررت معاقبتهم ..هه سأتكرم بزيارتها لاشاركها قدرها..
كانت كلماتها مبهمة له ليقول بتعجب:ايه اميرة واى قدر !!
فتمتمت ببرود:ولم انت مهتمً اليوم...ماذا حصل..
فوضع يده على رأسه بخجل ليتمتم بهدوء:انا اسف...لقد افرطت بجفائى..
فهمهمت لتسير مبتعدة عنه قاصدة اسطبل الخيول..دخلته واخذت تلاعب جوادها الذى لم تمتطيه منذ وفاة والداها....
وبعد بعض الوقت عاد ريان للقصرة فستغلت هى الفرصة وامتطت جوادها وانطلقت لوجهتها المنشوده....
دخل ريان القصر ليقف بساحته يتأفف بضجر فوقف شخص خلفه ليضع يده على كتفه قائلا:ان كنت تحبها فعلا فأخبرها بمشاعرك قبل فوات الاوان...
ان بقيت تخفى مشاعرك فلن تكسبها ابدا..الفتياة رقيقات ويحتجن منك اظهار مشاعرك لهن لكى يفهمنك...
فتأفف ريان ليقول بهمس:انا متردد لقد اخطأت بحقها حين تجاهلتها لاجل ابى ... انا متأكد من انها صارت تكرهنى الان...
فبتسم باسل ليقول بسعادة:انا اعرف شذى جيدا انها تنتظر ان تبدى انت مشاعرك اولا..هكذا الفتيات...والان انطلق قبل مجىء ذالك الغبى مجددا
فبتسم ريان ليقول بسخرية:وماذا عن ابى ههه سيفقد عقله..لقد ظن اننى صرت اكرهها...
فقال باسل بهمس:والدك لا دخل له بالامر كل شىء بيدكما...لقد بلغت الثامنة عشر "ثم غمز بعينه بخفة"
قبتسم ريان ليقول وهو يعاود الخروج من القصر:فى اصطبل الخيل لا اصدق...
فضحك باسل بخفة ليقول بصوت مرتفع:بالتوفيق صديقى...
****
اخذ ريان يبحث عنها بالخارج..فى اصطبل الخيل،وفى مزرعة الابقار ،وفى الضواحى القريبه...ولكن دون فائدة فعاد للقصر بخيبة ليقف بالساحة وهو ينظر للثلج بيأس
وفجاة ظهر امامه خالد ليتمتم قائلا:أتبحث عنها ..هه لقد فات الاوان..
فرفع ريان راسه لينظر له بتعجب ثم يقول بغرابة:م..ماذا تقصد بكلامك هذا...
فقال خالد بحزن:لقد رحلت..
فصرخ ريان بفزغ:رحلت ...الى اين.؟!
فقال خالد بهدوء:لقد ذهبت لقصر الجليد..
فإتسعت عينا ريان ليقول بتلعثم: ق..ق..قصر..الجليد ..أأنت تمزح اليس كذالك..
فقال خالد بجدية:لقد اخذت جوادها وغادرت....
فنظر ريان للارض بشرود يفكر بما قالته له وبذهابها بعد ذالك للاصطبل
ليركض مبتعدا ناحية الاصطبل بسرعة..وعندما وصله اخرج جواده وامتطاه مبتعدا...
قطع الطريق بسرعة كبيرة حتى وصل لذالك القصر البارد وعندما رأه عن قرب شعر بالخوف الذى كان يستشعره اهالى المملكة فقد كانت جدرانه مجمدة بالكامل ماعدا فتحة الباب التى تخرج منها اصوات مرعبة ووابل من البرودة القاتله...
كان يتأمل القصر بعجب ليتفاجأ بجواد شذى واقفا على مقربة من الباب فركض اليه يتفحصه لتتسع عيناه وهو يستشعر برودة التى تدل على الفترة الكبيرة التى تركته من حينها شذى...
فتقدم من الباب ببطئ لينظر للداخل بحيرة تحت سماعه لتلك الاصولت المرعبه التى تصدر منه ويتعجب من مصدرها
ضم يديه بأصرار ليتقدم ويخترق تلك البرودة متفحصا المكان بعينين قلقتين ....
كان هناك دوامة من البرودة تشكل اعصارا قويا بمنتصف تلك القاعة الرئيسيه ليضم يده محاولا استشعار قليل من الدفئ وهو ينظر لذالك الاعصار بذهول وفجأة اتسعت عينيه عندما لاحظ ذالك الشخص الجاثى بقلب الاعصار....فصرخ بفزع ليتقدم محاولا اختراقه والوصول لتلك الجالسة مخفضة راسها بأسا والبرودة تلفحها من كل مكان حتى بدأت اطرافها بالتجمد ...فأخذ يصرخ وهو يتقدم منها بصعوبة شديدة:شذى شذى أأنت بخير ...شذى ردى على...
ولكنه لم يتلق اى رد لا لفظى ولا جسدى فرتجف قلبه وذاد من قوته فى اختراق الاعصار...
وبعد جهد من المحاولة وصل اليها ليجلس خلفها بسرعة ويضمها لصدرة بقوة وهو ينظر لوجهها الذابل بفزع :شذى شذى لم فعلت هذا...
ولكنه لم يتلق اى رد منها فذاد من احتضانها ليقول والدموع تتسرب من عينيه:لا تتركينى شذى ارجوك.. انا اسف على ما بدر منى ..لم اكن اقصد هذا كنت فقط ارغب بإزعاجك فحسب ..صدقينى شذى انا عدت من اجلك فحسب لولا وجودك لما عدت ابدا ..ارجوك شذى افتحى عينيك...
انهى كلامه بعد ان بللت دموعه تلك الارضية ليتفاجأ بسكون المكان من حوله واختفاء ذالك الكم الهائل من الثلوج ..فأخذ يجوب بعينيه المكان انها ساحة قصر عادى وبها بعض الدروع الحربية واللوحات المعلقه ولكن ما يميزها هى تلك الجثث التى اختفى الثلج عنها ليظهر ملامح الرعب والخوف المرتسمة على وجوهها
"ريان"نطقتها شذى بصعوبة مما جعله يلتفت اليها بدهشة لترتسم السعادة على وجهه بنطقها لاسمة بتلك الحنيه ليخرج مافى قلبه قائلا:الحمد الله على سلامتك ..لا تفعلى بى هذا مجددا شذى..
فنظرت حولها قائلة بدهشة:أ..أين اختفى الاعصار ..وماذا حل بالثلج ...
فبتسم ليقول بهدوء:هناك شبح ماه اخفاه عند دخولى
فعتدلت لتقول بتعجب:ولم انت هنا...
فوضع يده خلف راسه ليقول بخجل:جئت لاستعيد قلبك المتجمد..
فقطبت حاجباها لتقول بضجر:انت من جمدة ببرودتك...
فبتسم بخفة ثم قال:هذا لن يتكرر مجددا عزيزتى وذالك الغبى لن يدخل القصر مجددا .." ثم احتضنها ليكمل بحنان"شذى انتٍ لى وحدى. ..
فدمعت عينا شذى لتقول بسعادة:لا اصدق ريان لقد ظننتك تكرهنى..
فقال ريان:شذى قلبى لا يستطيع كرهك مهما حصل....
وحينها سمعا اصوات ضجيج من خارج القصر فوقفا ليمسك بشذى جيدا كى لا تسقط وتوجها للخارج...
وعندها صدما بتجمع الجنود امام القصر وبمقدمتهم والد ريان ..وعندما رأوهم اصفرت وجوههم لينزل هو ويركض ناحية ابنه وهو يقول:لقد ظننتك قتلك ريان"ثم توقف على مقربة منه ليقول بعجب عندنا رأه يحتضن شذى بين ذراعيه" م...ما..الذى يحصل هنا..ولم لم تمت هذه بعد...
فزاد ريان من تشبسه بشذى ليقول بغضب:هى لم تمت..وهى ايضا لى ولن اسمح لك بتنفيذ مخططاتك ابدا..
فتسعت اعين والده ليقول بفزع:ما الذى تهزى به ...يبدو ان لعنة هذا القصر قد اثرت على عقلك...
فقال ريان بسخرية:عن اى لعنة تتحدث لقد اختفى كل شىء بمجرد دخولى...
فقترب الجنود وهم يتمتمون بغرابة:كيف اختفت اللعنة ايها الامير!!
فقال ريان :انا لا اعلم!!
فتقدم باسل منهما ليقول بتعجب:كيف فعلت ذالك ريان..
فقال ريان بحماس:لا اعلم لقد كان هناك اعصار قوى يحيط بشذى وعندما اخترقته ووصلت اليها اختفى كل شىء
فقال باسل ببتسامة غذبة وهو ينظر لشذى المتعبة بين يدى ريان:لقد كان ملعونا ومشاعركما ازالت تلك اللعنة التى توارثتها الاجيال ..كان القصر ينتظر شخصين مثلكما ليحرراه من لعنة تلك الاميرة..
فقالت شذى بخوف وهى تنظر لريان:لقد كانت بالقصر قبل مجيئك لقد اخبرتنى ان قلبى بارد كقلبها واننى سأشاركها قدرها فى لعنة القصر وقتل كل من يدخله عدا المحبين..
فقال باسل بسرعة:وانتما تحبان بعضكما لذالك ازيلة اللعنة بلقائكما.. ..
فحمرت وجنتا شذى لينتزعها عمها من بين يدى ريان على غفلة ويحزبها وهو يقول بغضب:انتٍ عار على المملكة لم خرجت من القصر ايتها اللعينه ..لقد قررت ان يكون زفافك اليوم لن تبقى اكثر من هذا بقصرى..
فصرخ ريان وهو يجزبها ناحيته:هذا لن يحدث ان كان زفافها اليوم فلن يكون الا منى..
فصرخ والده:أنت مجنون ابتعد والا ستندم...
فقطب ريان حاجباه وقال بغضب:وكيف سأندم ها..ان لم تتوقف فأنت من سيندم والان اترك يدها حالا..
فجزبت شذى يدها منه ووقفت خلف ريان خوفا من نظراته القاتله
فأشهر سيفه ليقول:تنح جانبا والا...
فقال ريان بإنفعال:والا ماذا...ابى لا تجعلنى اتصرف بتهور....
فصرخ بغضب:تتصرف بتهور وكيف ذالك.. ارنى ايها العاق...
فستل ريان سيفه واشهره فى وجهه ثم قال :هى بلغت الثامنة عشر وبأمكاننا الزواج الان وايضا عليك تسليم حقها..
فصرخ بفزع:هل فقدت عقلك لقد سحرتك هذا ما كانت تخطط له من البدايه هى لن تسلبنى حقى ابدا هذا محال...
فقال ريان بغضب:اذن فلتسلمه لى اليس حقى لقد بلغت السن المحدد لاستلام السلطه ..ام انك تود الاحتفاظ بها لنفسك...
فتراجع للخلف برعب ليقول باسل من خلفه وهو يقف امام الجنود:سيدى الشعب بدأ يتذمر لعلمة ببلوغ الاميرين السن القانونيه البعض يريد تنصيب شذى والبعض يريد ريان ..وان لم تسلم السلطة لاحدهما فسيثورون عليك ...لذا من الافضل تجنب ذالك...
فنظر للجنود بفزع بعد سماعه لكلام باسل الصائب ليتراجع بخوف فهو يعلم اخلاصهم لباسل وريان وان العناد لن يصب بمصلحته...
فأخفض راسه ليقول بتلعثم:ح...حسنا...سأعطيك السلطة ...ولكن بشرط ...عليك تزويج تلك الفتاة بعيدا فهى لن تحظى بالبقاء بقصرى اكثر من ذالك ...
فقال ريان بإنفعال:لا ...هى ستتزوجنى انا شأت ام ابيت...
فعض على اسنانه ليقول بغضب:لا مستحيل انا اكرهها...
فقال ريان بثقة:وانا احبها ..وسأظل احبها رغما عنك ..
فضم يديه بغصب مستسلما لانه يعلم جيدا شدة عناد ابنه
************
عاد الجميع للقصر ليُعلن عن زفاف شذى وريان المصحوب بتتويج ريان ملكا على البلاد ...
وبعد ذالك اجتمع ريان وشذى بقاعة الحفلات ليعلن كل منهما للاخر عما بقلبه ثم رقصا غلى انغام الموسيقى لتتحرر قلوبهما من مشاكلها ...
وبعد ان حل الغد وكانا يقفان امام الحشود على انهما عروسان بأذيائهما المعتادة؛فستان شذى الابيض وبذلة ريان السوداء
تم تنصيب ريان واعلن زفافهما ..فوقف ريان امام الحشود ليعلن شيئا غير متوقع..
..لقد سلم السلطة لشذا بعتبارها المستحقة الاصلية لها مما ازهل العض وصعق البعض الاخر ولكن شذى صعقت الجميع بأعلانها الاحق لاعلان ريان..
فقد سلمت السلطة لريان بإعتباره زوجها ..لينعما بعدها بحياة مليئة بالمحبة والوفاء بعد ان استسلم عمها واقر بالامر وهو الان ينتظر ولى العهد الذى سيصل قريبا على احر من الجمر....