نبذة عن الرواية : تقاتل الجمع على القوة والشهرة والمال ، يلهث الطامعون للحصول عَلىٰ كل شيء ، أستعبد الفقير ، وأستذل الضعيف ..

صراع أبدي إستمر بين الأجناس الثلاثة ، عوالم دمرت وممالك أسقطت من أجل ذلكَ ..

الساحر المُختار هو الأسطورة التي ينتظرها الجَميع لتحقيق العدل والغاية الأسمى للحفاظ على التوازن بين جميع العوالم والأجناس ..


الفصل الأول :

المُعلم إلياس - الجزء الأول -

ظَهر ضوء أبيض ناصع سَد مساحة كَبيرة من أطراف القَرية ، ثوانٍ حتى إختفى هذا الضوء ، ليظهر رجلاً بشعر أبيض ولحية بيضاء كثة ، بينما يرتدي رداء أبيض اللون أطرافهُ قد نقش عليها حُروف رونية عَتيقة . .

أمال برأسه على الجانبين ثم أفرجت شفتيه عن إبتسامة هادئة بينما يُكلم نَفسهُ " إلياس ، هذه القَرية التي يَسكن بِها المَنشود " .. .

تَقدم بعد أن خَتم كلامهُ لنفسه وأخذ يمشي نحو القَرية بمشية عَادية .. الطَريق الذي يسير عليه كان معبد وعلى جانبيه أراضي سهلية بأعشاب خضراء قصيرة .. والرياح كانت تتحرك بخفة ، لتعمل على تحريك أطراف ثيابهِ ..

همم المُعلم إلياس وهو يَضع تَعبير الرضى ثم أردف " تَبدو أن هذه القَرية غَنية بالطاقة السِحرية ، أيعقل أن لهذا عِلاقة بالمَنشود ؟ .. لم أَتمكن من سؤال جَلالتهُ ! للأسف " ..


" سَيدي .. تنحىٰ عن الطَريق عن إذنكَ ! " جاءهُ الصوت من الخلف ليميل برأسه نحو مصدر هذا الصَوت ، كان فتاً يرتدي سروال لنصف ساقهِ مع سترة بيضاء .. عينان زرقاء .. شعراً فضي يصل إلى أسفل رقبتهِ .. هذهِ المَلامح والهيئة إنهُ المَنشود .. كان يدفع عربة صغيرة ..

أفرجَ إلياس عن إبتسامتهِ وأدار جسده نحوهُ بينما إقترب منه " هل تُريد مساعدة أيها الصَغير ؟ " سأل وهو ما زال يقترب منهُ ..

" وكَيفَ سيتَمكن عجوز مثلكَ من مساعدتي ؟ " أجابهُ الفتى بإنزعاج وهو يشيح ببصره عنهُ منزعجاً ..

" هوهوهو ! ، أيها الصَغير هَل سَمعتَ عن السَحرة ؟ " قال المعلم إلياس بينما تفاجئ حينما شاهد إتساع حدقتي الفتىٰ وهو يحاول أَن يتهرب منهُ ويغادر المَكان ، توترهُ وحبات العرق التي ظهرت على جبينهِ أعطتهُ إستنتاجاً وحيداً بأن الصغير يعاني مِن محاولة تَكتيم !!

" ما بكَ أيها الصغير ؟ " سأل إلياس بقلق وما زال واقفاً مكانهُ بثبات ليردف بعد أن كَتف يَديه " هَل أنتَ تبغض السحرة ؟ " سأل بقلق فإن يكون المنشود مبغضاً للسحر لهي كارثة بحد ذاتها ، ستهدد أمن وتوازن العوالم ! ..

نفى الفتى برأسهِ ليضيف بنبرة حزينة " ليس الأَمر كذلكَ .. والدتي تأمرني بأن لا أكون مع السحرة ولا أقرأ عن السِحر .. ولا أعلم لماذا ؟ .. " .

" الآن عن إذنكَ ! " قال الفتى وهو يميل بعربته متخطياً العجوز الذي كان يضع إمارات الغموض والهدوء ..

" تَوقف .. أفهم من كَلامكَ أنكَ تود تعلم السِحر ، إن كنت مستعد سأنتظركَ عند الجبال الحَلزونية غداً بنفس المَوعد .. القَرار بِيَدكَ ! " قال إلياس بينما يتحرك صوب الأراضي السهلية الخَضراء ، بينما تَركَ خلفه الفتىٰ في حالة مِن الذهول والشُرود ..

****

ركن العربة بجوار منزلهِ الصغير ، ثم تحرك وهو ينفض عن جبينه العَرق ، فتح الباب ودلف إلى الداخل بينما ينادي بصوتهِ المتعب " لَقد عُدت " ..

ثم أتاهُ صوت والدتهِ من المبطخ " أَهلاً بعودتكَ بني .. كيف كان العَمل اليوم ؟ " ..

توجه نحو والدته التي تقف بجوار الموقد وهي تعمل على تدوير الحساء بالملعقة الكبيرة بينما أجابها وهو يتوجه ليجلس على منضدة من الحديد صغيرة مخصصة للجلوس عليها " جيد لا بأس بهِ .. " ..

مالت نحوه براسها لتجده يضع يديه بين خصلات شعره الفضي وهو مغمض العينين بتعب وثقل ! " ماذا جرىٰ لكَ ثيودور ؟ .. هل أنتَ بخير ؟ " ..

" لا لستُ بخير .. " أجاب وهو يهم بالخروج ، " ماذا جرى لكَ يا ولد ؟ " قاطعتهُ والدتهِ بنبرة غاضبة ! ليبتسم بسخرية ثم أضاف " أمي .. ارجوكِ دعي اليوم يمر بسلام .. أنا لستُ بخير .. " وهم مغادراً لتعبس أمهُ ثم تابعت العمل بوجه يحمل ملامح غير مفهومة ..

***

" جلالتكَ ، ثَلات مقاطعات أعلنت التَمرد على العائلة الإمبراطورية بقيادة جنرالات المقاطعة " قالها الجنرال فينس الذي يرتدي درعاً فضياً مع خوذة فضية ، وهو يجثو على ركبتيه أمام العرش الذي يجلس عليهِ الإمبراطور غيلادس فيرو ، يرتدي رداء ذهبي فاخر ، بينما التاج المرصع بالزمرد والياقوت يستعلي رأسهِ ، في عقده الخامس ، يمتلك شعراً أشيب مع بعض التجاعيد على جانبي عينيه ..

كان يستند بيده على ذراع العرش الذهبي ليعبس بوجه بغضب حالما تلقى الاخبار من لسان الجنرال فينس الذي يجب أن يكون هو المسئول عن قيادة جيش الإمبراطورية بفرعيه العام والخاص ..

" كَيف حدث ذلكَ بهذه السرعة ؟ .. لابد أن هناك دعم خارجي ! " قال الإمبراطور غيلادس بنبرة شديدة الغضب ، بينما الجنرال فينس قد شعر بأن الهواء حوله أصبح يزداد سخونة والضغط بدأ يثقل شيئاً فشيئاً ..

أحنى برأسه اكثر ثم أضاف " جلالتكَ ، الأمير الزوج يجري تحقيقات حول ذلكَ ، وأصابع الإتهام تتوجه إلى إمبراطورية السيف الوهاج بدعمها لهذا التمرد ضد العائلة الإمبراطورية .. " ..

قبض الإمبراطور غيلادس على ذراع عرشهِ بينما يضغط على اسنانه ليهمس بقهر " تباً ، لو لم يتم إختفاء عائلة الشعلة الثلجية ، لما حدث ما حدث ؟ " ..

إستقام بجلسته وهو يضع يداً على ذراع العرش واليد الأخرى يضعها في راحة حضنهِ ليضيف بأمر " أعلن حالة الطوارئ في عموم الإمبراطورية مع غَلق الحدود " ..

" حاضر جلالتكَ " قال الجنرال فينس بحماس ، ثم نهض وهو يضع يده على غمد سيفه وتراجع للخلف بضع خطوات ثم إستدار مغادراً ..

***

كان يضع يديه تحت رأسه وهو يستلقي على سريرهِ في غرفته بينما ينظر في السقف بشرود ، يتذكر الرجل العجوز وكيف عرض عليهِ أن سيشرف على تعلميهِ ..

هو أراد تعلم السحر منذ صغره ، قرأ عن السحر الكثير ولكنهُ لم يشبع أبداً يريد المزيد ، يريد أن يتخيل العالم كلهِ بنظرة بروفسور ساحر ، وبعقلية ساحر لا عقلية فتى عامي ! بسيط لا يفهم من العلم الا بعض من المعلومات اليسيرة ..

ضغط على اسنانه بينما ينهض مستعدلاً بجلستهِ وهو يقبض على يده بقوة ليجعلها مكورة ليردف " لقد حسمتُ أمري .. سأذهب غداً لتعلم على يد الرجل العجوز " ..


******

ماهي آرائكم وإنتقادتكم ..

الرواية ستكون بوتيرة بطيئة في تسلسل الأحداث والفصول ..

مشكور جدا على الموضوع الشيق والرائع