صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على طاعة الله
لم يقتصر صبره صلى الله عليه وسلم على الأذى والابتلاء والكرب، بل شمل صبره الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى حين أمره ربُّه بذلك فقال: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) [الأحقاف: 35] وقال: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)
[طه: 132] فكان صلى الله عليه وسلم يجتهد في العبادة والطاعة حتى تتفطّر قدماه من طول القيام، ولا ينفك عن القيام بطاعة أو قربة لله عز وجل، شعاره في ذلك كله: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟» (متفق عليه).
لماذا حُفَّت الجنة بالمكاره وحُفَّت النار بالشهوات ..؟ وما الحكمة من ذلك.
صبر النبي صلى الله عليه وسلم على المصائب
مات عمه أبو طالب، وتوفيت زوجته خديجة، وتوفي أولاده كلهم في حياته إلا فاطمة، وقتل عمه حمزة، فصلوات ربي وسلامه عليه، بل إن آخر أولاده (إبراهيم) مات بين يديه وعمرُه سنتان، فكان ينظرُ إلى ابنِه الحبيبِ القريبِ من القلبِ، ودموعُه صلى الله عليه وسلم الحارةُ تتساقط على خدِّه وهو من أصبرِ الناس ويقول: «إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلا نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرضى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ، يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» (رواه البخاري).
ماتت خديجة زوجته العاقلة الرشيدة، الحازمة والتي كانت تؤيده وتنصره، ماتت وقت الأزمات، ماتت في العصرِ المكي يوم تألَّبت عليه الجاهلية، وقد كانت رضي اللهُ عنها ساعِدَه الأيمن.