عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-28-2019, 05:50 AM
 
قصة غزوة احد

غزوة أحد
«3»
ولما أصاب قريشا ما أصابها ببدر، وأغلقت في وجوههم طرق التجارة، اجتمع من بقي من أشرافهم إلى أبي سفيان رئيس تلك العير التي جلبت عليهم المصائب- وكانت موقوفة بدار الندوة، ولم تكن سلّمت لأصحابها بعد- فقالوا:

إن محمّدا قد وترنا «4» وقتل خيارنا، وإنا رضينا أن نترك ربح أموالنا فيها استعدادا لحرب محمّد وأصحابه، وقد رضي بذلك كلّ من له فيها نصيب، وكان ربحها نحوا من خمسين ألف دينار، فجمعوا لذلك الرجال، فاجتمع من قريش ثلاثة الاف رجل ومعهم الأحابيش وهم حلفاؤهم من بني المصطلق وبني الهون بن خزيمة ومعهم أبو عامر الراهب الأوسي، وكان قد فارق المدينة كراهية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومعه عدد ممّن هم على شاكلته، وخرج معهم جماعات من أعراب كنانة

__________

(1) موضع بناحية الفرع وهذا موضع من أضخم أعراض المدينة- (المؤلف) (بحران: بضم الباء وفتحها) .

(2) تسمى سرية زيد بن حارثة إلى القرده.

(3) كانت هذه الغزوة في شوال سنة ثلاث. قاله الزهري وقتادة وموسى بن عقبة ومحمد بن اسحاق ومالك، وقال ابن اسحاق: للنصف من شوال، وقال قتادة: يوم السبت الحادي عشر منه. قال مالك: وكانت الواقعة في أول النهار وهي على المشهور. وسميت غزوة أحد لقربها من جبل أحد (سمي أحد لتواحده من بين تلك الجبال) وهو جبل العرب بقرب المدينة من جهة الشام.

(4) الذي قتل له قتيل فلم يدرك دمه.

وتهامة، وقال صفوان بن أمية لأبي عزّة الشاعر الذي لا ينسى القارىء أن الرسول منّ عليه ببدر، وأطلقه من غير فداء: إنك رجل شاعر، فأعنّا بلسانك، فقال: إني عاهدت محمّدا ألاأعين عليه، وأخاف أن وقعت في يده مرة ثانية ألّا أنجو، فلم يزل به صفوان حتى أطاعه، وذهب يستنفر الناس لحرب المسلمين، ودعا جبير بن مطعم غلاما حبشيا له اسمه وحشي، وكان راميا قلّما يخطىء. فقال له:

اخرج مع الناس، فإن أنت قتلت حمزة بعمّي طعيمة فأنت حرّ. ثم خرج الجيش، ومعهم القيان والدفوف والمعازف والخمور، واصطحب الأشراف منهم نساءهم كيلا ينهزموا، ولم يزالوا سائرين حتى نزلوا مقابل المدينة بذي الحليفة.

أما رسول الله عليه الصلاة والسلام فكان قد بلغه الخبر من كتاب بعث به إليه عمه العباس بن عبد المطلب الذي لم يخرج مع المشركين في هذه الحرب محتجّا بما أصابه يوم بدر. ولمّا وصلت الأخبار باقتراب المشركين، جمع عليه الصلاة والسلام أصحابه وأخبرهم الخبر. وقال: إن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا فإن هم أقاموا أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم، فكان مع رأيه شيوخ المهاجرين والأنصار، ورأى ذلك أيضا عبد الله بن أبي، أما الأحداث وخصوصا من لم يشهد بدرا منهم فأشاروا عليه بالخروج، وكان مع رأيهم حمزة بن عبد المطلب، وما زال هؤلاء بالرسول حتى تبع رأيهم، لأنهم الأكثرون عددا والأقوون جلدا، فصلى الجمعة بالناس في يومها لعشر خلون من شوال وحضّهم في خطبتها على الثبات والصبر وقال لهم: «لكم النصر ما صبرتم» ثم دخل حجرته ولبس عدّته فظاهر بين درعين «1» ، وتقلّد السيف، وألقى الترس وراء ظهره. ولما رأى ذوو الرأي من الأنصار أنّ الأحداث استكرهوا الرسول على الخروج لاموهم، وقالوا ردوا الأمر لرسول الله، فما أمر ائتمرنا، فلمّا خرج عليه الصلاة والسلام قالوا: يا رسول الله نتّبع رأيك فقال: ما كان لنبي لبس سلاحه أن يضعه حتى يحكم الله بينه وبين أعدائه، ثم عقد الألوية فأعطى لواء المهاجرين لمصعب بن عمير، ولواء الخزرج للحباب بن المنذر، ولواء الأوس لأسيد بن الحضير، وخرج من المدينة بألف رجل. فلمّا وصلوا رأس الثنية نظر عليه الصلاة والسلام إلى كتيبة كبيرة، فسأل عنها فقيل هؤلاء حلفاء عبد الله بن

__________

(1) أي لبس درعا فوق درع وهما ذات الفضول وفضة التي أصابها من قينقاع (المؤلف) .

أبي من اليهود، فقال: إنا لا نستعين بكافر على مشرك، وأمر بردهم لأنه لا يأمن جانبهم من حيث لهم اليد الطولى في الخيانة. ثم استعرض الجيش فرد من استصغر «1» وكان فيمن ردّ رافع بن خديج «2» وسمرة بن جندب «3» ثم أجاز رافعا لما قيل له أنه رام فبكى سمرة، وقال لزوج أمه: أجاز رسول الله رافعا وردّني مع أني أصرعه، فبلغ رسول الله الخبر، فأمرهما بالمصارعة فكان الغالب سمرة فأجازه، ثم بات عليه الصلاة والسلام محله ليلة السبت، واستعمل على حرس الجيش محمّد بن مسلمة، وعلى حرسه الخاص ذكوان بن عبد قيس «4» . وفي السّحر سار الجيش حتى إذا كان بالشوط- وهو بستان بين أحد والمدينة- رجع عبد الله بن أبي بثلاثمائة من أصحابه وقال: عصاني وأطاع الولدان فعلام نقتل أنفسنا؟ فتبعهم عبد الله بن عمرو والد جابر، وقال: يا قوم أذكّركم الله ألا تخذلوا قومكم ونبيكم: قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ «5» فقال لهم: أبعدكم الله فسيغني الله عنكم نبيّه. ولمّا فعل ذلك عبد الله بن أبي، همّت طائفتان من المؤمنين أن تفشلا: بنو حارثة من الخزرج، وبنو سلمة من الأوس، فيعصمهما الله وقد افترق المسلمون فرقتين فيما يفعلون بالمنخذلين، فقوم يقولون نقاتلهم، وقوم يقولون نتركهم، فأنزل الله في سورة النساء فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا «6» ، ثم سار الجيش حتى نزل الشعب من أحد «7» ، وجعل ظهره للجبل، ووجهه للمدينة، أما المشركون فنزلوا ببطن الوادي من قبل أحد، وكان على ميمنتهم خالد بن الوليد «1» ، وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل «2» . وعلى المشاة صفوان بن أمية، فجعل عليه الصلاة والسلام الزبير بن العوام بازاء خالد، وجعل اخرين أمام الباقين، واستحضر الرماة وكانوا خمسين رجلا يرأسهم عبد الله بن جبير «3» الأنصاري فوقفهم خلف الجيش على ظهر الجبل وقال: «لا تبرحوا: إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تبرحوا «4» » ثم عدّل عليه الصلاة والسلام الصفوف، وخطب المسلمين، وكان فيما قال: «ألقى في قلبي الروح الأمين أنه لن تموت نفس حتى تستوفي أقصى رزقها لا ينقص منه شيء وأن أبطأ عنها فاتّقوا ربكم وأجملوا في طلب الرزق، لا يحملنكم استبطاؤه أن تطلبوه بمعصية الله. والمؤمن من المؤمن كالرأس من الجسد إذا اشتكى تداعى له سائر جسده» ثم. ابتدأ القتال بالمبارزة، فخرج رجل «5» من صفوف المشركين فبرز له الزبير فقتله، ثم حمل اللواء طلحة بن أبي طلحة فقتله عليّ، فحمل اللواء أخوه عثمان فقتله حمزة، فحمله أخ لهما اسمه أبو سعيد فرماه سعد بن أبي وقاص بسهم قضى عليه، فتناوب اللواء بعده أربعة من أولاد طلحة بن أبي طلحة، وكلهم يقتلون، وخرج من صفوف المشركين عبد الرحمن بن أبي بكر «6» يطلب البراز فأراد أبوه أن يبرز له، فقال عليه الصلاة والسلام: متعنا بنفسك يا أبا بكر، ثم حملت خيّالة المشركين على المسلمين ثلاث مرّات وفي كلّها ينضحهم المسلمون بالنبل فيتقهقرون. ولما التقت الصفوف، وحميت الحرب ابتدأ نساء المشركين يضربن بالدفوف، وينشدن الأشعار تهييجا لعواطف الرجال، وكان عليه الصلاة والسلام كلما سمع نشيد النساء يقول: «اللهم بك أحول وبك أصول وفيك أقاتل «1» ، حسبي الله ونعم الوكيل» . وفي هذه المعمة قتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله سيّد الشهداء، غافله وحشي «2» وهو يجول في الصفوف وضربه بحربة لم تخطىء ثنايا بطنه.
هذا، ولما قتل حملة اللواء من المشركين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غزوة ودان (الأبواء ) .. أول غزوة لرسول الله مملكة الاسلام نور الإسلام - 0 10-28-2019 04:49 AM
غزوة نجد مملكة الاسلام نور الإسلام - 0 10-28-2019 04:43 AM
غزوة فتح مكة مملكة الاسلام نور الإسلام - 0 10-28-2019 04:41 AM
غزوة ذي امر مملكة الاسلام نور الإسلام - 0 10-28-2019 04:24 AM
غزوة أحد LAKHDAR02 نور الإسلام - 0 01-31-2013 05:51 PM


الساعة الآن 05:24 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011