10-28-2019, 05:58 AM
|
|
قصة وفاة الرسول
وفى منتصف يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من هذه السنة تُوفِّي الحبيب المصطفى -صلوات ربي وسلامه عليه- بعد أن بلَّغ رسالة ربه، وأدى الأمانة التي احتملها في عنقه.
يروي لنا أنس بن مالك عن يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: «بَيْنَمَا الْمُسْلِمُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ؛ فَتَبَسَّمَ يَضْحَكُ وَنَكَصَ [رجع] أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ لَهُ الصَّفَّ، فَظَنَّ أَنَّهُ يُرِيدُ الْخُرُوجَ، وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلَاتِهِمْ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ، فَأَرْخَى السِّتْرَ وَتُوُفِّيَ» (رواه البخاري).
لقد كانت إطلالته صلى الله عليه وسلم على المسلمين في صلاة الصبح، وتبسمه -صلوات ربي وسلامه عليه- لهم، إشارة توديع منه لأصحابه، ورضاه عنهم -رضي الله عنهم- بعد أن اطمأن عليهم وهم متراصون كالبنيان المرصوص بين يدي الله في الصلاة، فقد ربَّى رجالا يحملون من بعده رسالة الإسلام، وينشرونها في ربوع الأرض من أقصاها إلى أقصاها، فحري به صلى الله عليه وسلم أن يبتسم ويهنأ وينام قرير العين، صلوات ربي وسلامه عليه.
|