قال صلى الله عليه وسلم «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» (رواه الترمذي وابن ماجه)
ضربَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أروع نموذج في المعاشرة الزوجية، فكان بحقٍّ نِعم الزوج لزوجه، وخير الناس لأهله، ولم لا وقد جعل صلى الله عليه وسلم معيار خيرية الرجال في حُسن عشرة الزوجات فقال صلى الله عليه وسلم ،: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» (رواه الترمذي وابن ماجه)، فكان صلى الله عليه وسلم جميل العشرة معهن دائم البِشْر، يداعبهن ويتلطف بهن، ويعاملهن بكل سُموٍّ خُلقي؛ من محبة وعدل ورحمة ووفاء، وغير ذلك مما تقتضيه الحياة الزوجية في جميع أحوالها ؛ وفيما يلي بعض مظاهر حسن عشرته صلى الله عليه وسلم مع زوجاته:
محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا: النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» (رواه النسائي). وقد سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه قائلًا: «أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ -فأجابه بكل صراحة ووضوح- قائلاً: «عَائِشَةُ» فقال: وَمِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَبُوهَا» (متفق عليه).
رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم بزوجاته
ومن رفقه وحسن عشرته أنه صلى الله عليه وسلم كان أحيانًا يغتسل مع زوجته من إناء واحد، حتى تقول له: «دَعْ لي»، ويقول لها: «دَعِي لي»(رواه مسلم)
وعنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ غُلَامٌ يَحْدُو بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ، سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ»
(متفق عليه). قال الإمام النووي: «ومعناه: الأمر بالرفق بهن...»، أي: ارفق في سوقك بالقوارير. قال العلماء: سمَّى النساءَ قواريرَ؛ لضعف عزائمهن، تشبيهًا بقارورة الزجاج لضعفها، وإسراع الانكسار إليها» [شرح النووي على مسلم].
تقول أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا دَخَلَ يَنْقَمِعْنَ - أَيْ يَتَغَيَّبْنَ مِنْهُ- فيُسرِّبُهُنَّ إليَّ؛ فَيَلْعَبْنَ مَعِي» (رواه البخاري).