11-19-2019, 02:03 PM
|
|
قصيدة عالم الغيوم ؟ قصيدة عالم الغيوم
وانهمرت من عيني بعض الدموع
في ليلة افتقدت فيها بريق الشموع
وازداد ظلام قلبي وصمتت السموع
فكأن الزمان انقلب ضدي
فهاهو ذا يعاتبني بجنون
وكأن القلب من الحزن
تمرد وعصى الشجون
وكأن الأفراح تبتعد عني
وتملئ قلبي ظنون
وكأن غيوم السماء
تشتكي من هموم قلبي المحزون
كالمطر ينهمر علي منذ سنين
يجرف أيامي كالسيل
مختفي وراء غيم الحنين
كأن قلبي بين أضلعي سجين
ومشاعر الوجدان حزين
كأن الأزهار مع النجوم
تغني في شوق وأنين
ومع أمواج البحر تموت
كأن البدر قد اطل من بعيد
فأشرقت نفسي من جديد
واكتسبت شيء مجيد
فاليوم يوم حزن الزهور
كأن المدى على صدري يضيق
والروح تكتوي بالنيران
والدموع تملئ العيون
كأن جفني يحترق من كثرة الشجون
فأصبح يسير في الدرب مترنحا
من ألام وجــــــــــــروح
كأن القصيدة تريد بعض السطور
لتلتئم جراح قلبي الذي على المدى يدور
كأن الدرب يمضي إلى مدن الشجون
كأن ناي الأفراح في انكسار وذبول
ونفسي غارقة في المحن و الشجن بذهول
كان مرايا القدر تعاندني
ولا تسمح لي بالهروب
كلما ركضت في الدروب
وجدتها في الانتظار
فكلما رفعت راسي إلى السماء العالية
رأيت الغيوم البيضاء كلها مجتمعة
إلا غيمة شاردة تصغي لما يقال
وقلبها يحترق من أحزان وشجون
كأنها تخفي سرا من أسرار الطبيعة الفاتنة بجنون
فناديتها والقلب مشتاق للحديث
وبعض الفضول يعتري نفسي الثائرة
عجبا يا غيمة الفضاء
لما أنت وحيدة كالقمر؟
جالسة في كبد السماء كالأسيرة
فأجابتني بدمع فياض كسير
فقالت لي : ليس لي حظ مع غيوم السنا كثير
وتركتني منجليه عني مختفية وراء ضباب كثيف
فاستدرت عنها ناضرة إلى الغيوم الأخرى
فرايتهن يسرن مجتمعات
فقلت لهن : عجبا عجبا
ما الذي تخططن له يا ترى
فتوترن وتلعثمن وتوارن عن أنظاري هاربات
فازداد فضولي والتهبت أحاسيس بالي
فتعجبت منهن ورجوتهن أخباري
لكنهن أبين إلا واحدة
ردت علي وانفها الى السحاب
مرفوع بغطرسة وغرور
بمطر انهمر وبلل ملابسي
من أنتي حتى أخبرك بأسرارنا
واكشف لكي خفايا قلوبنا
وذهبت مبتعدة عني راحلة منظمة إلى البقية
تفاجأت من تعجرفها وكبريائها
فضحكت وقلت : عجبا لك يا غيمة
أيتها المغرورة أتظنين نفسك ملكة الفضاء
فعادت إلي ونظرت الي بغضب دفين
ثم رشتني ببعض مياه المطر الغزير
فعرفت إنها تبكي في أسى شديد
حزنها قد لامس مشاعر قلبي الكسير
فرفعت راسي إليها ورايتها تعزف النشيد
وتزف إلي بخبر حزين
عن وفاة شخص على قلبي عزيز
ثم رأيت من بعيد شعاع نور شديد
وجنيات بعيون مضيئة تمدني بسر عجيب
عن بلاد القمر البعيد
أيكون موطن أحلامي يا ترى
أم تراه عالم غيمي الغريب
من تأليف مجدولين | |