كيف تحتفل بيوتنا بمولد رسول الله؟
يعيش جموع المسلمين في 12 ربيع الأول من كل عام أجواء احتفالية إيمانية بمناسبة مولد خاتم الرسل والهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم ونتساءل كل عام: كيف نحتفي بذكرى مولد حبيب الله، وما الذي يدخل بنطاق الاحتفال المشروع وما الذي يعد مخالفا؟ وكيف نزرع ببيوتنا بذور السنة النبوية لتطرح خيرا وبركة تعم حياتنا؟ ..
ودعونا نتطرق سريعا وأولا للجدل المعروف بين العلماء، حول مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي، ونؤكد أننا نتحدث عن الاحتفال كعادة حسنة وليس عبادة نبتدعها. وعلي حين يستدل بعض
العلماء المعارضين للاحتفال بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله" (البخاري)، ويؤكد هؤلاء أن الاحتفال بالرسول صلى الله عليه وسلم يكون في كل وقت وحين ولا يجب أن نبتدع احتفالا بيوم مولده صلى الله عليه وسلم بغير سند. يحتج الطرف المؤيد للاحتفال بما عُهد عنه صلى الله عليه وسلم أنه يصوم يوم الاثنين، فسُئل عن ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "هذا يوم ولدت فيه"، مؤكدين أن الاحتفال فرصة لإعلان محبته صلى الله عليه وسلم وإزكاء سنته بحياتنا.
لكن ما لا خلاف عليه بين الفريقين، أن الاحتفال الحقيقي بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتأتى إلا باتباع سنته مصداقا لقوله عز وجل
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ (آل عمران: 31). وعن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك". فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي. فقال صلى الله عليه وسلم: "الآن يا عمر" (البخاري.(
ومن هذا المدخل يمكننا الولوج لكيفية الاحتفال بالمولد النبوي، بشكل دائم مستمر بحياتنا، غير مقتصر على يوم بعينه، وإن كان عند قطاع واسع من العلماء لا غضاضة من حسن الاحتفال به يوم مولده.