يطلق تعبير ((نطاق البيئة المعتدلة)) على الرقعة الممتدة بين درجتي العرض 30-60 في نصفي الكرة الأرضية,وتبعاً لهذا الامتداد غالباً ما يسمى بنطاق العروض الوسطى Midlatitude.

وتتسم أهم خصائص البيئة المعتدلة بأنها ذات أحوال حرارية وسطى ما بين النطاق الحار الذي يجاوره جهة الاستواء والنطاق البارد الذي يجاورهجهة القطبين.
ومع ذلك فالاعتدال الحراري لا يتحقق في جميع أرجاء هذا النطاق,ولربما في وسطه فقط,حيث تسود ظروف حرارية حارة في تخوم هذا النطاق جهة الاستواء (30-40 درجة عرض) فيطلق عليه هنا نطاق المناخ المعتدل الدافىء,وأخرى باردة فوق تخوم هذا النطاق جهة القطبين (50-60 درجة عرض) ويطلق عليه هنا نطاق المناخ المعتدل البارد.

تعين حدود هذا النطاق من الناحية الفلكية بخطي العرض 30-65 شمالاً وجنوباً,إن فكرة الحدود الثابتة غير مقبولة في علم المناخ لأن جميع الأنظمة وما يتبعها تتعرض لزحزحة فصلية حسب حركة الشمس الظاهرية بين 7-10 درجات عرض.

عرف البعض هذا النطاق وحدوده بالمناطق التي تشغلها الرياح الغربية في أي وقت من العام,وتبعاً لذلك فهو يمتد بين محوري حركات الانفراج الريحي في الضغوط المرتفعة شبه المدارية وحركات التقابل الريحي المشكلة لنظام الضغوط المنخفضة شبه القطبية في أواسط طبقة التروبوسفير.

لا يوجد فوق العروض الوسطى مظهر جوي مميز ووحيد يمكن القول إنه يهيمن على مناخ هذه العروض بالشكل الذي رأيناه فوق العروض المدارية.

يلاحظ في العروض المدارية أن طبوغرافية السطح تسهم بتعديل النمط الرئيسي السائد,بينما يلاحظ في العروض الوسطى أن هناك عوامل عديدة تتداخل بالتأثير على مسببات الأحوال الجوية السائدة,فإذا عدت أمواج روسبي على أنها المظهر الرئيسي الأكثر أهمية الذي يتحكم بمناخ هذه العروض,يلاحظ بوضوح أن هذه الأمواج محكومة إلى حد ما ليس بطبوغرافية السطح فقط,كما في العروض المدارية,بل بدرجة القارية,وامتداد الغطاء الجليدي,والكتل الهوائية,والمنخفضات الجوية,وعلى مايبدو,لايوجد هنا تفسير بسيط يمكن أن يعزى إليه تشكل النماذج المناخية المختلفة في نطاق المناخ المعتدل بالشكل الذي رأيناه في نطاق المناخ المداري.

وبغية تبسيط دراسة المناخ السائد فوق العروض المعتدلة يعتبر بشكل مؤقت,أن أمواج روسبي,والتيارات النفاثة بمثابة آليات توجيه,والتركيزعلى مظاهر الطقس الذي تحدثه المنخفضات والمرتفعات الجوية بالإضافة للكتل الهوائية,وهذا بدوره يقود إلى أن النماذج المناخية في العروض الوسطى يبدو أنها تعزز الرأي القائل بأن المناخ هنا عبارة عن سلسلة من الحوادث الطقسية.