05-04-2008, 12:59 PM
|
|
يوم رائع جدا هذه القصة بقلم الأخ راشد ضمها للمسابقة يوم رائع جداً في هذا اليوم الرائع واجهتني مشكلة ، فقد تم ترقيتي إلى منصب جديد ، فرحت ، ولكني حزنت في نفس الوقت ، لأن المسؤلية ستزداد ، وستكون المهام كثيرة والاجتماعات كثيرة والمعاملات كثيرة ، وسيزداد عدد المراجعين أيضاً ، ولكن ؟، ألا تعتقد بأن هناك وليمة يجب أن تحدث بسبب هذه الترقية ، نعم وليمة ، سأدعوا كل الأهل والأصدقاء ، حتى الأعداء سيكونون من ضمن المدعوين ، حتى لا يتشمتوا بي ، دعوتهم إلى منزلي المتواضع الذي سأبدلة بواحدٍ آخر ، وبعد ساعة من الكلام والضحك المتواصل ، فرشنا المائدة ، ووضعنا الصواني ، وصففنا حولها كل المطلوب ثم دعوتهم لتناول العشاء ، وأثناء الأكل ، لم يكف أحد عن محادثتي ، حتى وأنا واقف أخدمهم ، كنت سيد المكان دون منازع ، طبعاً هذه نتيجة الترقية ، قالو لي من قبل ( لو ترقيت ستحصل على ما تمنيت ) كنت منبوذ الحظ والآن أصبحت وافر الحظ ، وسأحصل على ما أريد ، ( يمتلك الناس من يمتلك المال والمنصب ) مقوله قالها كهل قد فارق الحياة منذ ثلاث سنوات ، وقد أقمت العزاء من أجله في ذلك الوقت ، ولم يتبقى لدي سوى عجوز مزعجة ، ثقيلة الخطوات ، كثيرة الشجار والطلبات ، وياما حاولت أن أُلبي طلباتها ، ولكن المعاش لا يكفي وهي تعلم بذلك ، ولكن ماذا أفعل لها ، لا أريد أن أغضبها ، أما الآن فسيزداد المعاش ، سأحقق لها كل ما تريد ، وسأشتري منزلاً كبيراً لها بدل الصغير هذا ، وسأضع لأمي خادمة خاصة ، وسيكون الأثاث متواضع في البداية وسيتغير فيما بعد ، أما السيارة ، فسأستبدلها بواحدة جديده ، هل آخذ الدايو أم الكورولا ؟ سأخذ الدايو ، رخيصة وعملية في نفس الوقت ، وماذا بعد وماذا بعد ، ياه ، نسيت التحلية للموظفين في العمل ، ماكنتش أفضل شيء ومعروف عند الكل ، و .. ، دخل عليّ إسماعيل ووجهه ممتلئ بابتسامة ساحرة ، وبارك لي على الترقية ، وأعطاني ورقه لكي أوقع عليها ، شيء ما قال لي أقرأها ولكني تجاهلت ، ووقعت على الورقة ، ضحك إسماعيل بشكلٍ غريب ، فانتابني شعور غريب ، جعلني أسحبت الورقة منه قبل أن يضعها في الملف ، وقرأتها ، وإذ بها معاملة تحتاج لأجرائات ، أنهيت إجرائاتها ، ثم أخذت نسخة من المعاملة لحفظها في الملف وأعدت الأصل إلى إسماعيل وسبحت بعدها بأفكاري إلى أبعد الحدود ، أفكر في بقية الأشياء التي سأفعلها بعد الترقية . صحوت في الصباح على صراخ تلك العجوز التي لم يتبقى لي في الدنيا سواها ، فطرقاتها الشديدة على الباب تصحي بها الجيران ، صحوت ولم أجادلها مثل كل مرة ، لأنها حنّاااانه ، كثيرة الكلام عند كل صباح ،وتردد تلك الإسطوانة دائماً : ( شباب اليوم كسالى ، إتكاليين ) .. والكثير من الكلام الذي لا يتسع له الوقت للحديث عنه ، والذي يعجبني فيها إنها ترفض أن تُحضر الخادمة الفطور لي ، وهذا ما جعلني أفكر بأن أريحها من هذا العناء ، وأُحضر لها خادمة أخرى لكي تساعدها في المنزل ، وما يعجبني فيها أكثر أنها على كبر سنها تتحرك كَآلة في المنزل ، تفعل كل شيئ ، لا تترك مجالاً للخادمة سوى غسل الأواني والملابس ، أما باقي الأشياء فهي التي تنجزها ، خرجت بعد أن طبعت قبلة على رأسها وركبت سيارتي ذاهباً إلى عملي في الوزارة . في طريقي إلى الوزارة ، كنت أفكر في ذلك الحلم ، وتمنيت أن يصبح حقية ، فعلاً ، فأنا أحتاج إلى تلك الترقية ، لكي أنتشل نفسي والعجوز معي من وحل الهموم ، ووحل الديون التي تراكمت عليّ من بعد وفات والدي ، وما زلت أسددها ، دخلت إلى مكتبي في مخازن الوزارة ، فوجدت إسماعيل ينتظرني ، وبارك لي على الترقية الجديدة وهو يبتسم تلك الإبتسامة الساحرة ، إبتسمت ، وضننت بأني مازلت أحلم ، أخذت الورقة منه وإذ بها تعميم قد صدر ، ويقول التعميم ( تم تكليف السيد .... بأن يكون مسؤول العمال بالوكالة ، نظراً لسفر مسؤول العمال ) . إنشاء الله تعجبكم ؟؟؟؟؟ |