وعادةً ما يشهد الأردن مع حلول الصيف في كل عام أزمة نقل عام ملموسة، حيث يتدفق على المملكة ما يُقدر بمليون شخص، غالبيتهم من الأردنيين المغتربين أو السياح العرب والخليجيين، وهو ما يتسبب في أزمة نقل فضلاً عن أزمات المرور التي تتضاعف في غالبية الشوارع الرئيسة بالعاصمة.


إضافة جديدة

ويُشكل مشروع "التاكسي المميز" إضافة جديدة لقطاع النقل، حيث يُفترض أن يتم فيه طرح أعداد كبيرة من السيارات ذات المواصفات والإضافات الخاصة، والتي سيتم توزيعها على كافة مناطق العاصمة الأردنية بالتساوي، بما يضمن وصول الخدمات إلى كافة السكان وبنفس النوعية.


وهذه المرة الأولى التي يشهد فيها الأردن طرحاً منظماً لسيارات النقل العام (التاكسي)، وفي إطار شركة بهذا الحجم والضخامة، حيث لا يزال قطاع النقل في الأردن يعتمد على استثمارات متناهية الصغر عبر سيارات صغيرة يملكها سائقوها، ويتحكمون فيها بمعرفتهم وبما لا يتجاوز حدود القانون.


ومن المقرر أن تبدأ شركة النور الأردنية الكويتية بتشغيل سيارات "التاكسي المميز" قبل نهاية أغسطس/آب المقبل، إلا أنها ستطرح 260 سيارة فقط من أصل 400 سيارة من المقرر أن يتم طرحها بالكامل قبل نهاية العام، وذلك وفقاً لما قال المدير العام للشركة إياد رشاد في حديث خاص ل"الأسواق.نت".


وأضاف رشاد أن "الخدمة التي ستقدمها الشركة ستكون مميزة ومختلفة عن غيرها، وتُطرح لأول مرة في الأردن"، موضحاً أن "استدعاء السيارات سيكون عبر الهاتف، وسيكون في كل سيارة تاكسي خريطة للاستدلال على المناطق، وأجهزة اتصال، وشاشات تلفزيونية، وتكييف صيفي وتدفئة شتوية، كما ستضمن الشركة وصوله إلى كل من يطلبه خلال 7 دقائق فقط من تسجيل الطلب عبر الهاتف".


وبحسب رشاد فإن هذه السيارات سيكون متاحاً فيها الدفع النقدي أو عبر بطاقات الائتمان، أو بطاقات الدفع البنكية، وسيتم فرض زي خاص على السائقين وإلزامهم بتعليمات محددة "تضمن تقديم الخدمة المميزة للزبائن"، وفقاً لرشاد.


وكشف رشاد ل"الأسواق.نت" أن إجمالي الاستثمار في التاكسي المميز يبلغ 10 ملايين دولار (14 مليون دولار)، لكنه ليس الاستثمار الوحيد للشركة، حيث تمتلك شركة النور ما نسبته 10% من شركة الاتصالات الأردنية، ولديها العديد من الاستثمارات الأخرى في الأردن.


ولا يرى رشاد أن ارتفاع أسعار الوقود، أو تحرير قطاع المحروقات الذي تم مؤخراً في الأردن، سيشكل عائقاً أمام نجاح المشروع، إذ إن مثل هذه الظروف ستعزز من الاعتماد على النقل العام بدل السيارات الخاصة، فضلاً عن أن النقل أصبح سلعة أساسية يحتاجها الناس بغض النظر عن ارتفاع الأسعار، وفقاً للمدير العام إياد رشاد.

ويؤكد رشاد أن السوق الأردنية لا تزال بيئة جاذبة جداً للاستثمار ومشجعة، وأن شركته عازمة على المضي في استثماراتها في المملكة، بل وتوسيعها أيضاً.


خدمة كانت مفقودة


وترى نقابة العاملين في النقل البري (نقابة السواقين) أن هذا المشروع سيشكل "إضافة نوعية لقطاع النقل العام في الأردن، حيث سيوفر خدمة افتقدها الأردن لسنواتٍ طويلة"، وفقاً لما قال الناطق الإعلامي في النقابة محمود الدباس.


وأضاف الدباس متحدثاً ل"الأسواق.نت" عبر الهاتف أن "التاكسي المميز قد يتحول إلى فكرة ويتم تعميمها على الآخرين بما يدفع سيارات التاكسي التقليدية إلى تحسين خدماتها، فضلاً عن أن انتشار فكرة الطلب عبر الهاتف سيخفف من أزمات المرور، وفاتورة الوقود والتلوث في آنٍ واحد".


وقال "إن تحسين خدمات النقل العام ستؤدي إلى تحسين القطاع السياحي وتحسين الخدمات التي يتلقاها زوار الأردن، فضلاً عن أنها ستشكل حافزاً للأردنيين للاعتماد بصورة أكبر على النقل العام، والتخلي عن السيارات الخصوصية، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الوقود".


وكان مختصون قد تحدثوا سابقاً ل"الأسواق.نت" عن ارتفاع في الطلب على وسائل النقل العام والمواصلات الجماعية، في إطار البحث عن بدائل للسيارات الخاصة التي تحولت إلى عبء على أصحابها، بعد الارتفاع الكبير الذي طرأ على أسعار المحروقات في الأردن منذ تحريرها، ورفع الدعم الحكومي عنها في فبراير/شباط الماضي.


منقوووووووووول