عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-27-2008, 10:59 AM
 
Post وتوبوا الى الله

الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذيالطول، لا إله إلا هو إليه المصير، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمةللعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن من أعظم نعم الله عزوجل أن فتح باب التوبة،وجعله فجرأ تبدأ معه رحلة العودة بقلوب منكسرة،ودموعمنسكبة، وجباه خاضعة.
يقول الله جل وعلا : { نبئ عباديأني أنا الغفور الرحيم} [الحجر:49]ويقول الله عز وجل : { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} [ البقرة : 222 ]
ويقول تعالى حاثا على التوبة والرجوع والأوبة : { وتوبواإلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [ النور : 31 ].
وصحعنه كما روى ذلك الإمام مسلم أنه قال: «إن الله يبسط يده بالليل ليتوبمسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها»
وهذا نبي الرحمةوقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول: «يا أيها الناس توبوا إلى اللهواستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة» [رواه مسلم].
وانظر وتأمل أخي الكريم في فضلالله عز وجل على التائب العائد، فقد قال رسول الله : «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» [رواه ابن ماجةوالطبراني].
أخي المسلم، لا يأخذك الهوى وملهيات النفس فإن الرسول يقول: «كل أمتييدخلون الجنة إلا من أبى !
قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟!
قال: من أطاعنيدخل الجنة ومن عصاني فقد أبى»[رواه البخاري].
وهذا الحديث بشارة لجميعالمسلمين بالجنة، إلا صنفا منهم لا يريدون دخولها، لا زهدا فيها، ولكن جهلا بالطريقالموصلة إليها، وتراخيا وتكاسلا عن دخولها، وتفضيلا لهذه المتع الدنيوية الزائلةعلى تلك النعم الخالدة في الجنة.
فجد في التوبة وسارع إليها فليس للعبدمستراح إلا تحت شجرة طوبى، ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد فسارع إلى التوبة، وهب منالغفلة، واعلم أن خير أيامك يوم العودة إلى الله عز وجل، فاصدق في ذلك السيروليهنئك حديث رسول الله : «لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرضفلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقدأيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدةالفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح» [رواه مسلم].

أخي المسلم، قال يحي بن معاذ رضيالله عنه: ( من أعظم الاغترار عندي: التمادي في الذنوب مع رجاء العفو من غير ندامة،وتوقع القرب من الله تعالى بغير طاعة، وانتظار زرع الجنة ببذر النار، وطلب دارالمطيعين بالمعاصي، وانتظار الجزاء بغير عمل، والتمني على الله عز وجل مع الإفراط. ومن أحب الجنة انقطع عن الشهوات، ومن خاف النار انصرف عن السيئات)
وقالالحسن البصري: ( إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة، يقولأحدهم: إني أحسن الظن بربي، وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل)
وقال رحمهالله : ( إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يومالقيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قومأخذوا هذا الأمر من غير محاسبة، إن المؤمن يفجؤ الشيء بعجبه فيقول: والله إنيلأشتهيك، وإنك لمن حاجتي ولكن والله ما من صلة إليك، هيهات، هيهات، حيل بيني وبينك،ويفرط منه الشيءفيرجع إلى نفسه فيقول: ما أردت إلى هذا، مالي ولهذا!
واللهلا أعود لهذا أبدأ إن شاء الله، إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن، وحال بينهم وبينهلكتهم، إن المؤمن أسير في الدنيا، يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئا حتى يلقى اللهعز وجل، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وبصره ولسانه وجوارحه )
أيها السائر فيطريق الحياة.. جهاد النفس جهاد طويل وطريق محفوف بالمكاره، مذاقه مر وملمسه خشن،فعليك بالسير في ركاب التائبين حتى تحط رحالك في جنات عدن.
قال حاتم الأصم :
من خلا قلبه من ذكر أربعة أخطار فهو مغتر لا يأمن الشقاء:
الأول : خطر يوم الميثاق حين قال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي،فلا يعلم أي الفريقين كان.
الثاني : حين خلق في ظلمات ثلاث، فنادى الملكبالشقاوة والسعادة، ولا يدري أمن الأشقياء هو أم من السعداء؟
الثالث : ذكر هولالمطالع، فلا يدري أيبشر برضا الله أم بسخطه؟
الرابع : يوم يصدر الناس أشتاتا،فلا يدري أي الطريقين يسلك به؟
وقال الحسن: ( ابن آدم.. إنك تموت وحدك،وتدخل القبر وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك)
فينبغي لكل ذي لب وفطنة أنيحذر عواقب المعاصي، فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم، وإنما هوقائم بالقسط، حاكم بالعدل، وإن كان حلمه يسع الذنوب، وإن شاء أخذ وأخذ باليسير،فالحذر الحذر .
أخي المسلم: كلنا أصحاب ذنوب وخطايا وليس منا من هو معصوم عنالزلل والخطأ، ولكن خيرنا من يسارع إلى التوبة ويبادر إلى العودة: تحثه الخطى،وتسرع به الدمعة، ويعينه أهل الخير رفقاء الدنيا والآخرة، فإن من واجب الأخوة فيالله عدم ترك العاصي يستمر في معصيته بل يحاط بإخوانه ويذكر وينبه، ولا يهمل ويتركفيضل ويشقى. أرأيت إن نزل به مرض أو شأن من أمور الدنيا كيف نقف معه ونعينه؟فالآخرة أولى وأبقى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( الذي يضر صاحبه هو ما لميحصل منه توبة، فأما ما حصل منه توبة فقد يكون صاحبه بعد التوبة أفضل منه قبلالخطيئة).
ولا تظن أيها المسلم الصائم أن التوبة في ترك المنكرات والمعاصيفحسب، بل احرص على التوبة من ترك النوافل والمداومة على الخير، فتب عن تفريطك فيالسنن الرواتب، وتب عن إضاعتك للتراويح والقيام، وتب من بخلك وشحك، وتب إلى الله منغفلتك وإضاعة وقتك الثمين.

وشروط التوبة أربعة:


1 - الإقلاع عنالذنب.
2 - الندم على ما فات.
3 - العزم على أن لا يعود.
4 - إرجاع الحقوقإلى أهلها من مال أو غيره.

وحالنا في هذه الدنيا بين مسوف ومفرط، حتىيفاجئنا الموت على حين غفلة، وتأمل في حال البعض ممن يؤثر الظل على الشمس، ثم لايؤثر الجنة على النار.


جعلني الله وإياكم ممن إذا زل تاب وناب، ورزقناتوبة نصوحا قبل الممات، وتجاوز عن تقصيرنا وآثامنا، وغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا،وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

__________________
أنا جروح في صورة انسان

أنا ذكرى منسية

أنا دموع واحزان

بأختصار أنا قصة

طويلة ما يحفظها كتاب
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-27-2008, 01:41 PM
 
رد: وتوبوا الى الله


وبارك الله فيكم على الموضوع والفوائد والتنبيهات والتذكرة القيّمة
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-28-2008, 05:56 PM
 
رد: وتوبوا الى الله

جزاك الله خيرا
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-30-2008, 08:21 PM
 
رد: وتوبوا الى الله

بارك الله فيكم على المرور الطيب
__________________
أنا جروح في صورة انسان

أنا ذكرى منسية

أنا دموع واحزان

بأختصار أنا قصة

طويلة ما يحفظها كتاب
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:58 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011