عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام - > أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016

أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 أرشيف مغلق للأستفادة من مواضيعه

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-28-2008, 09:55 AM
 
التمهيد لدخول رمضان

"اركب معنا"


بعض مقاطع من محاضرة للشيخ محمد حسين يعقوب




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمدَ لله أحمدُه تعالى, وأستعينه, وأستغفره, وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
اللهم صلِ على محمد وعلى آلِ محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد, اللهم بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمد, كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } آل عمران- آية:102.
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } النساء- آية:1.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } الأحزاب.


أما بعد،
فإن أصدقَ الحديث كلامُ الله تعالى, وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة, وكل بدعةٍ ضلالة, وكل ضلالةٍ في النار.
ثم أما بعد,
فإخوتي في الله..
إخوتي المسلمون في أنحاء العالم... إخوتي المسلمون.. أخواتي المسلمات..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

هنا موقع الربانية, ومن مدرسة الربانية في موقع الربانية, دوراتٌ تدريبية.

أخوتي

أنا أحبكم في الله

لعله هذه أول مرة نلتقي فيها مباشرةً حياً, على هذا الموقع أسأل الله أن يجعله مباركاً.

"اللهم أجعل عملنا كله صالحًا, واجعله لوجهك خالصاً, ولا تجعل فيه لأحدٍ غيرك شيئًا"

في أول خميسٍ من شهر رجب في عام 1428ه , وفي أول ساعات الصباح الأولى من هذا الخميس, وفي بدايةٍ جديدةٍ لهذا البث, هذا حداءً ونداء

"اركب معنا"

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحبُ السفر صُبح الخميس, وهذا سفر. سفرنا إلى الدار الآخرة, ويحتاج إلى سفينة؛ تواجه هذه الطوفانات في زماننا. إذا كان نوح علية السلام نادى ابنه في طوفانٍ يُغرق فتَهلِك بسببه الأجساد. ها أنا ذا إخوتاه أناديكم من وسط طوفانات الفتن, اركب معنا.

اركب معنا... ولا تكن من الهالكين.

اركب معنا... ولا تكن من الخاسرين.

اركب معنا... ولا تكن من المذنبين.

اركب ... اركب معنا

كثيرًا قال سلفُنا: السُنّة سفينة نوح, والطوفانات متعددة (طوفان الذنوب, وطوفان العيوب, وطوفان الغفلة, وطوفان الهموم, وطوفان الشهوات, وطوفان المشاكل, وطوفان المشاغل,... موجاتٌ متتابعات).

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "ستكون فتنٌ كموج البحر, يتبع بعضها بعضًا, تأتي فتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي, ثم تنكشف. ثم تأتي فتنة فيقول المؤمن هذه ..هذه". أخرجه مسلم.

"اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن."

في هذه الأيام, أيام البحر..., أيام المصايف..., أيام الرحلات البحرية..., أيام النزهات النهرية..., أيام سيارات البحر, ودراجات البحر..., أيام الغرقان في اليم.

أحببتُ أن أجهزكم لرحلة في هذه الأمواج,

إن كنت من عشّاق النجاة... فاركب معنا.

إن كنت من هواة الوصول... اركب معنا.

إن كنت تبحث عن جنةِ الأرض... فاركب معنا.

إن شقّ عليك في هذه الأيام حرّ الصيف, وعرقُه... اركب معنا.

إن كنت تبحث عن الأمان... اركب معنا.

هيا... اركب معنا.

إنه نداء أوجهه إلى كل العالمين .... اركب معنا.


في بداية شهر رجب الأصم, شهر التخلية, قال ربنا جل جلاله: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } التوبة- آية:36.
"اللهم إنا نعوذ بك من الظلم وأهله, اللهم نجنا من ظلمات النفوس, ونجنا من ظلماتِ القلوب, ونجنا من ظلماتِ الفتن, ونجنا من ظلماتِ الجهل, ونجنا من ظلماتِ الأذى, ونجنا من ظلماتِ الباطل, ونجنا من ظلماتِ الفتن, ونجنا من ظلماتِ الباطل, ونجنا من ظلماتِ القبور, ونجنا من ظلمات القيامة, ونجنا من ظلمات الصراط , اللهم هب لنا نوراً من نورك يا نور السماوات والأرض".

إخوتي..

هيا, ننطلقُ في هذه الرحلة.

آلا يا غافلاً يحصى عليه من العمل الصغيرةُ والكبيرة, يُصاح به وينذَر كل يومٍ وقد أنسته غفلته مصيره, تأهب للرحيل.. فقد تدانى , وأنذَرك الرحيل أخٌ وجيرة, وأنت رخي بالٍ في غرورٍ كأن لم تقترف فيها صغيرة, وكم ذنبًا أتيت على بصيرة, وعيناك بالذي تأتي قريرة, تُحاذر أن تراك هناك عينٌ وإنَّ عليك للعينَ البصيرة, وكم حاولت من أمرٍ عظيمٍ, مُنعت برحمةٍ منه وخيرة, وكم من مَدخلٍ لو مِت فيه لكُنت بهِ نكالاً في العشيرة, وقيت السوء والمكروه فيه ورُحتَ بنعمةٍ فيه ستيره, وكم من نعمة لله تمسي وتصبح لست تعرفها... كثيرة.


إخوتي..

هيا ننطلق, لنسير في هذه الرحلة, وتعالوا نفتتحها ببركات كلمة الله, قال جلّ جلاله:
{ وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) } هود.
هنا... وقفة.

الأمان ليس في الجبال, العِصمَة ليست بيدي البشر.


{ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ } هود- آية:43.

عندما نتأمل هذه الآيات, في البداية نداء سيدنا نوح لابنه:{ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا} هود- آية:42.

يا أخوة ...

الرسم العثماني للمصحف, الكتابة نفسها, الخط نفسه, كتابة الكلمة نفسها, الكلمة, لها أسرار. سبحان الملك!, هذه أقدار, وأحكام التجويد فيها أسرار, { ارْكَمَّعَنَا } إدغام الباء في الميم كأنها تقول التصق فينا, لنصبح شيء واحد.

{ ارْكَمَّعَنَا } إشارة إلى السرعة؛ حذف حرف.

{ ارْكَمَّعَنَا } إلحق نفسك.

{ ارْكَمَّعَنَا } أصبحت الركوب ونحن شيء واحد.

{ ارْكَمَّعَنَا } أسرار..., وهذا هو نداءُنا, اركب .. اركب معنا.

وانظر إلى النداء { وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ }, الولد كان منعزل وسبحان الملك, أن تمر السفينة والأمواج ترفعها, وهي تجري بهم في موج كالجبال, أنها تمر على هذا المعزل. ممكن شخص ممن يقلب في صفحات الإنترنت الآن هو معنا من غير أن يقصد, ربنا أكرمه وكان في معزل , ومررنا به نقول له "اركب معنا" الآن, ممكن إنسان يتصفح وظهرت له صفحتنا بشكل خطأ, أو أرسلت له دعوة, فنقول له: "اركب معنا" , هيا , وأدرك نفسك.

الأمان ليس في الجبال التي يتوهمها الناس.. ,جبال الأموال.. , ولا جبال المعارف.., ولا جبال القوة والصحة... , ولا جبال الأولاد والعشيرة..., ولا جبال السلطة... , ولا جبال أي شيء. الأمان كل الأمان في التوحيد { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } الأنعام- آية:81
سبحان الله العظيم, ربنا أثنى على سيدنا إبراهيم في هذه المناظرة بالعلم. سبحان الله العظيم, { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } الأنعام- آية:83, هذا دليل رفع ربنا له الدرجات. الشاهد أن سيدنا إبراهيم يقول لهم "هذه الجملة أريدك أن تحفظها , لا تنساها أبدًا": { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا } الأنعام- آية:81.

سبحان الله العظيم, كيف أخاف الذي أنتم تشركون فيه, وأنتم لا تخافون أنكم أشركتم بالله العظيم, { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } الأنعام- آية:81.


أحبتي في الله...

أيها السائرون إلى الله... , أيها الكادحون...

إني أكلم في هذا الصباح أناسًا أصبحوا أول ما أصبحوا يومهم, وميكائيل يكتب الأرزاق, بأن رزقوا هذه الموعظة, درسًا بعد الفجر.

حبيبي في الله...

تعال لندخل الموضوع, وهو التمهيد لدخول رمضان.

كم رمضان مرَّ عليك وأنت ملتزم؟؟, وأنت متدين؟؟

وأنت ملتحي؟؟ وأنتِ منتقبة؟؟,

وأنتَ تائب؟؟ وأنتِ تائبة؟؟

كم رمضان؟؟.

كيف كان ذلك الشهر في كل تلك الأعوام؟؟,

بل ...كيف كان أثر هذا الشهر بعد إنقضائة كل عام؟؟

أريد أن أسألك :

هل أعتقت رقبتك من النار؟!

ستقول: والله لست أدري. وأنا أقول لك أني أعرف الإجابة, لم تعتق رقبتك من النار بعد.

ستقول: كيف ذلك يا عم الشيخ؟!!, فأقول لك: أن حالك هذا لا يدل على أنّ هذا حال شخص أُعتِقَت رقبته من النار, أي أنه أصبح من أهل الجنة يقيناً.

ستقول: وهل هذا ممكن في الدنيا ؟! أن يصبح أحد من أهل الجنة وهو حي؟! .

أقول لك: نعم, أليس العشرة المبشرين بالجنة, الرسول بشرهم وكانوا أحياء, وبقوا على قيد الحياة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم, وهم يعلمون أنهم من أهل الجنة. لذلك قال سيدنا رسول الله: "ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم" أخرجه أحمد.

ولذلك قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم :" لعل الله اطلع على أهل بدر, فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" أخرجه البخاري. ولذلك قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: " المرأة السوداء هذه من أهل الجنة, تمشي على الأرض".

فمن الممكن أن يكون هناك ناس تسير على الأرض, وهم يعلمون أنهم من أهل الجنة, والموضوع منتهى. لكن... لن تجده أبدًا في ذنب من الذنوب أبدًا, ولا في غفلة من الغفلات أبدًا, ولا خير أبدًا يفوته إلا تجده مشارك فيه.
نريد أن نسأل سؤال ثاني.

وأنت ملتزم منذ سنة.., سنتين.. , ست شهور .., خمس شهور... , سبعة عشر شهر.., ثمانية سنين.., عشر سنين..., عشرين سنة.

كانت فرص الفوز بالعتق من النار ,في أي رمضان منهم أكثر؟؟

في أول التزامك؟؟ ولا في أخر التزامك ؟؟

يعني السنة التي مضت كانت أحسن من خمس سنين مضوا؟؟

ولا الموضوع من خمس سنين كان أحسن؟؟

لا شك أن أوقات البدايات لها بركات, والكلام لا يَعُم, ولا نستطيع أن نعمم الكلام. لا نستطيع أن نقول أنّ كل الناس في نقصان ( في النازل), ولا نستطيع أن نقول أنّ كل الناس في زيادة( في الطالع).


لكن... من خبرة الواقع, أن الأعم والأغلب في بداية التزامه, وحماسه, وحبه للدين, وتطلعه وتشوفه لمراتب الصديقين, في البداية كان أحسن, وبعد ذلك بدأ يفتر ويفتن, وينزل حتى أصبح الحال لا يسر حبيب, وإنما يسر العدو.

أخوتي ..

نحن في دورةٍ مركزة.

تعالوا باستخدام الترمومتر الرمضاني نتساءل,

لماذا ضاع من ضاع؟؟

ولماذا وصلَ مَن وصل؟؟

لِمَ أُعتِقَت رقاب قوم, وأُرغِمَت أنوف آخرين؟!


تعالوا..

لننظر إلى رمضان بنظرة إيمانية, بنظارة الإسلام.

إذا قلنا أركب معنا في سفينة النجاة, فإن رمضان يشبه البحر, وخطورة البحر. كثير من الناس (على ألسنتهم) يكررون أن البحر غدّار.., البحر ليس غدّار, لكن... طبيعة البحر هكذا والذين يركبوا البحر يعلمون ذلك.

اسمع.. يقول سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: " بمحلوف رسول الله, ما مرّ على المؤمنين شهرٌ خيرٌ لهم منه, وما مر على المنافقين شهرٌ شرٌ لهم منه". في حديث رسول الله: "قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك"

ونحن على الانترنت وهناك من يتقصى صحة الحديث ,أقول لهم الحديث هذا ليس ضعيف, هو ضعيف مرفوعًا إلى رسول الله, لكن حسن _إسناده جيد_موقوفًا على أبي هريرة رضي الله عنه.

البحر وسفينة النجاة , رمضان.... بحر, والبحر سماء وماء, أمّا السماء فنجوم وكواكب, وشهب وصواعق.
نجوم رمضان.... ملائكة تنزل بالرحمات والبركات،
الصواعق والشهب... والعذابات مسلسلة؛ قال رسول الله صلى الله علية وسلم: "إذا كانت أول ليلة من رمضان, فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النيران ,وسلسلت الشياطين" بأول ليلة من رمضان, بأول موجة.

اركب معنا... الموجة التي ترفع السفينة لأعلى, إلى أن تصل السماء, هي نفسها الموجة التي تغرق الذين هم خارج السفينة, اركب معنا.

البحر... سماء وماء, الماء وإن كانت مالح إلا أن في البحر لحم طري, و لؤلؤ ومرجان.
لحم طري ..عبادات سهلة, بسيطة ,جميلة ,وموصلة.

أميَز شيء في رمضان دون غيره من باقي الشهور جماعية الطاعة, الأمة كلها صائمة, الأمة كلها تصلي تراويح وتقوم الليل, الأمة كلها تفطر في وقت واحد, الأمة كلها مستيقظة في وقت السحر تأكل وتدعي وتصلي الصبح, جماعية الطاعة... هذا هو رمضان, وبركات رمضان, وألطاف رمضان, ونفحات رمضان.

البحر, سماء ,ونجوم, وكواكب, وأقمار, وشموس, ومياه, ولحم طري, ولؤلؤ ومرجان.
لؤلؤ والمرجان... فللصائم دعوة مستجابة, ولله كل ليلة عتقاء من النار, إطعام مسكين, إفطار صائم لك مثل أجره.
سبحان الملك , لؤلؤ ومرجان, وأيضًا خذ إشارة...كم وصَّّل البحر محبًا لحبيبه.., وكم وَصلَ المحبون برمضان إلى التقوى والرضوان.

ولكن... كما ذكرت أن الفرح ليس فقط بإدراك رمضان, وإنما هناك في رمضان هلكى ," ما مر بالمنافقين شهرٌ شرٌ لهم منه".

إننا بحاجة إلى أن نكون من الفائزين, ولذلك قال صلى الله علية وسلم: "رغم أنف من أدركه رمضان فلم يغفر له " رواه الترمذي، والحاكم. لدعاء جبريل و أمّن عليه الرسول

ولذلك. .

كم في البحر من غرقى ؟؟

كم في البحر من محرومين من اللؤلؤ والمرجان؟؟ من كنوز البحر؟؟؟.

أنشق البحر لموسى ومن معه, والتئم البحر على فرعون ومن معه,

كذلك رمضان ....نجاةٌ لقوم, وشقاءٌ لآخرين.





إخوتي..

كيف نبدأ؟؟

من هنا نبدأ .. اركب معنا .. هيا لننطلق ..

نحن هنا في موقعِ الربانية, في مدرسةِ الربانية, في دورات تدريبية.

هذه الدورة.. في رجب للتخلية... ,لنتطهر..., لنستعد..., لتكون في شعبان للتحلية.

{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } البقرة- آية:256.

لكي نصل إلى رمضان بإعداد رباني, أريد أن تُعتَق رقبتنا في أول ليلة من رمضان.

ولذالك بإذن الله تعالى سأعتبر هذه هي الافتتاحية, اليوم البداية, فقط ..نسمي بالله, { ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} هود- آية:41. اليوم وضعنا أرجلنا, وأبدأ من اللقاء القادم سُبُل التخلية..تطهير النفس .. وإخلاء النفس .. أسس العلاج .. سبل العلاج.. الثبات على الصلاح.

ألقاكم به في اللقاء القادم, وأنا أحبكم في الله , جزاكم الله خيرًا.


  #2  
قديم 07-28-2008, 11:50 PM
 
رد: التمهيد لدخول رمضان


وبارك الله فيكم على الموضوع والفوائد والتذكرة القيّمة
وحفظ الله الشيخ الجليل
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
  #3  
قديم 07-29-2008, 01:05 PM
 
رد: التمهيد لدخول رمضان

شكرا لمروركم الكريم
  #4  
قديم 08-25-2009, 03:38 PM
 
رد: التمهيد لدخول رمضان

 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هكذا كان صلى الله عليه وسلم في رمضان سيف الإسلام نور الإسلام - 21 08-29-2009 11:29 PM
أى رمضان رمضانك !!؟ (رائع لا يفوتك) fares alsunna أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 6 09-30-2007 12:17 AM
الثبات بعد رمضان عيون الطفولة أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 14 10-21-2006 02:31 PM
الموضوع: عشر وسائل لاستقبال رمضان وعشر المشتاق لله أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 8 09-23-2006 10:05 PM
مسجات بمناسبة حلول الشهر الفضيل رمضان سنيورة أمواج أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 6 09-20-2006 02:46 PM


الساعة الآن 01:49 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011