|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
خطبة المسجد الحرام 7 - 8 - 1429ﻫ للشيخ سعود الشريم لَا تَعْجَلْ إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 -71]. إن البواعث التي تسوق المرء إلى عمل ما، وتدفعه إلى خوض غمار الحياة بظروفها الواقعة - لهي كثيرةٌ متباينةٌ، يبين لتباينها مواقف أهل الاحتكاك بها، فتكون نفوسهم إحدى نَفْسَيْن: إما نفسٌ عَجِلَةٌ، تثير الفوضى في المنظوم المحكَم، وإما نفسٌ متأنِّيةٌ متَّأدةٌ، يُشرق نُبْلُها من داخلها؛ فتُحسن التصرُّف وسط الأعاصير. وإن من المقرَّرات التي لا ينبغي أن تُجهل أو يُتجاهل عنها: أن تكرار المواقف واستحكامها وترادف الضوائق وتعقُّد حبالها - ليس لها إلا التأنِّي وحده بعد الله سبحانه؛ إذ هو عاصمٌ بأمر الله من التخبُّط، وواقٍ من القنوط في الوقت نفسه. ولابدَّ للمرء في حياته أن يبني أعماله وآماله على ذلك، وإلا كان هازلاً، تاركًا حظوظ العجلة أن تصنع له شيئًا ما، أو تُبقي له من التدبير ما قصَّر هو في تدبيره لنفسه! فإن هناك أقوامًا يجعلون من اللجوء إلى العجلة ستارًا، يواري تفريطهم المعيب، وضيق عقمهم الذَّميم. وهذا في الحقيقة التواءٌ يعلِّق القلب بالرِّيب، ويطيش العقول عند الكرب، فلا يجلب لهم إلا المعرَّة وإلا العودة بالألم فيما طلبوا منه السلامة، وبالنَّصَب والأرق فيما رجوا منه الراحة، وذلك كله ممَّا كرهه لنا الدِّين الحنيف. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق، ويعطي على الرِّفق ما لا يُعطي على العنف، وما لا يُعطي على ما لا سواه)). وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ يُحرم الرِّفق يُحرم الخير كلَّه))؛ رواهما مسلمٌ في "صحيحه". العَجَلَة - عباد الله - هي داء المجتمعات في القديم والحديث، كما أنها ثغرةٌ ضخمةٌ في إنسانية المرء، وهي بالتالي إذا تبدَّت فيه كانت ثُلْمَةً في إيمانه وحسن تدبيره. العَجَلَة - أيها الناس - هي فعل الشيء قبل أوانه اللائق به، وهي بذلك تكون من مقتضيات الشهوة البغيضة؛ لخروجها عن إطارها المشروع لها؛ يقول - جلَّ وعلا -: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11]، ويقول - جلَّ شأنه -: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ... } [الأنبياء: 37]، ويقول سبحانه: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} [طه: 114]، وقال - جلَّ وعلا -: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16]. لقد جاء لفظ العجلة في القرآن متصرِّفًا في سبعة وثلاثين موضعًا، كلها على سبيل الذمِّ، إلا موضعًا واحدًا، وهو قوله – جلَّ وعلا -: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 203]. أيها الناس: إننا لنجد أن هذه العجلة المذمومة باديةٌ في كثير من أعمالنا وتصرفاتنا؛ نجدها في الحكم على الأشخاص قبل البحث والتحرِّي، وفي سوء الظن قبل التثبُّت واليقين، وفي الغضب والاستجابة لثورة النفس المؤدية إلى الوقوع في المحظور، فيستحمق المرء على عجل، ويكون لسانه وفعله قبل قلبه وعقله، فلا يَزُمُّ نفسه ولا يتريث، بل يهذي بكلام ويسقط في أفعال يحتاج بعدها إلى اعتلال وتلفيق لافت، فيقع فيما نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((ولا تَكَلَّمْ بكلامٍ تعتذرُ منه غدًا))؛ رواه أحمد وابن ماجه. ونقل أبو حاتم البُسْتي - رحمه الله -: أن أعرابيًّا شهد شهادةً عند أحد السَّلف، فقال: كذبتَ؛ فقال الأعرابيُّ: إن الكاذب لَلَمُتَزَمِّلُ في ثيابكَ، فقال الرجل: هذا جزاء مَنْ أعجل!. ولربما لم تفلح المعاذير ولم ترقَّع الفتوق، كل ذلك لِعَجَلَة لحظةٍ كانت كبرق، وبخاصةٍ ما يثير الخصومة ويعجِّل الطلاق، حتى عُد يمينًا عند الرعاع وضربًا من اللغو ينقض به كثيرٌ من عُرى الزوجية، فيقع الندم - ولات ساعةَ مَنْدَم - ويسبق السيف العَزل، ولكل شيءٍ الحياة وقته، وغاية المستعجلين فَوْتُه، والقاعدة المشهورة: "مَنْ تعجَّل شيئًا قبل أوانه؛ عُوقِبَ بحرمانه". العَجَلَة - عباد الله - قد تكون في أداء الواجب دون إحكامٍ أو إتقان، حتى لقد بدت بعض الأعمال المؤدَّاة وكأنها في صورة آلية، لا يتلبَّث أهلها ليجيدوا، ولا يتأنَّون ليتقنوا، وكأنهم بداخل أغلالٍ أو أطواق يحاولون في سرعة بالغة وعجلة مقيتة أن ينطلقوا منها! بل تعدَّى الأمر إلى أبعد من ذلكم؛ حتى إلى علاقة المرء بخالقه ومولاه في جوانب العبادة والمسألة، فترى المرء المسلم يعجل في وضوئه فلا يسبغه، ولربما بدا من عَقِبِه أو نحوه ما لم يصل إليه الماء؛ فيقع في وعيد النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((ويلٌ للأعقاب من النار))؛ متفقٌ على صحَّته. كما أنكم - عباد الله - قد ترون المرء يعجل في صلاته؛ فلا يطمئنُّ في ركوعه ولا سجوده، يسرع في الحركات ولا يتلبَّث، وكأنه أَفْلَتٌ في أرض هَشّ! ويغيب عن وعيه قول أبي هريرة - رضي الله عنه –: "نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ثلاث... "، وذكر منها: "عن نقرةٍ كنقرة الدِّيك"؛ أي: في صلاته؛ رواه أحمد. ولربما طغت العَجَلَة على المرء حتى في اللحظات الحرجة التي يناجي فيها ربَّه ويدعوه متضرِّعًا إليه، فيفقد بسبب ذلك الاستجابة التي دعا الله من أجلها، جرَّاء ما استعجل، غير آبهٍ بقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((يُستجاب لأحدكُم ما لم يَعْجَلْ؛ يقولُ: دَعَوْتُ فلم يُسْتَجَبْ لي))؛ رواه البخاري ومسلم. أَلا فليتنبَّه لهذا الأمر أهل الضوائق والبلاء والحوائج والأمراض، الذين يتعجَّلون الله في أدعيتهم أو رُقاهم أو نحوها؛ فإن الاستجابة مُوكَلَةٌ بالأناة والصبر، التي ينسلخ المرء بها من الضَّجَر والتبرُّم، ويقف في أرض الله أوَّابًا، يرجو رحمته ويخاف عذابه، فلا يضيره ما فقد، ولا يحزنه ما قدَّم. إن المرء المسلم عندما يكون يقظ الفكر على هبوب الأخطار والمخاوف، وعندما يظلُّ رابط الجأش، يقلِّب وجوهَ الرأي هنا وهناك ابتغاء مَخْلَصٍٍ مما تراه - فإن النجاح لن يُخْلِفَهُ - بإذن الله تعالى - ولذلك قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الصبر عند الصدمة الأولى))؛ رواه البخاريُّ ومسلم. فالواجب على العاقل - عباد الله - أن يلزم التأنِّيَ في الأمور كلها، والاعتدال في الحالات المتضاربة، وترك العَجَلَة والخفَّة فيها؛ لأن الزيادة على المقدار في المُبْتَغى عيبٌ، كما أن النُّقصان فيما يجب من المَطْلَب عَجْزٌ، وما لم تصلحه الأناة لن تصلحه العَجَلَة، ففي ترك الأناة يكون الخُرْق، وفي لزوم الخُرْق تُخاف الهَلَكَة، وبالتثبُّت حاله من حمدٍ إلى ظَفَر، فمَنْ يركب الأناة لا يستحبب الزَّلل، ولو سار ألفُ مدجَّجٍ في حاجةٍ لم يطوها إلا الذي يتأنَّى؛ فالمتأنِّي الحَذِق لا يكاد يُسبق، كما أن العَجِل النَّزِق لا يكاد يَلْحَق. وما أحسن ما قيل في الصديق - رضي الله تعالى عنه -: مَنْ لي بِمِثْلِ مَشْيِكَ المُدَلَّلْ تَمْشِي رُويْدًا وتَجي في الأَوَّلْ! وخِلالُ العَجِل - عباد الله -:أنه يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يجرِّب، ويذمُّ بعدما يحمد! يعزم قبل أن يفكِّر، ويمضي قبل أن يعزم! العَجِل تصحبه النَّدامة، وتخذله السَّلامة، ولقد كانت العرب في القديم تكنِّي العجلة أمَّ الندامات، والمثل السَّائد: "في التأنِّي السلامة، وفي العجلة النَّدامة"؛ فقد يُدرك المتأنِّي جُلَّ حاجته، وقد يكون مع المستعجل الزَلَل. قال المهلَّب بن أبي صُفْرَة - رضي الله عنه -: "أناةٌ في عواقبها دَرْكٌ، خيرٌ من عجلةٍ في عواقبها فَوْت". إن التأنِّي مع الصبر سببٌ في التحصيل المتكامل في شتَّى شغل الحياة، بَدْءًا من العلم والتعلُّم، وانتقالاً إلى التربية والتكوين، والكسب والتكسُّب فيما أحل الله وأباح. فليس المرء يولَد عالمًا غنيًّا حليمًا؛ وإنما العلم بالتعلُّم، والحلم بالتحلُّم، والغنى بالتكسُّب، وإن القليل بالقليل يَكْثُر، كذا الصفاء بالقَذى لَيَكْدُر. ألا وإن بروز العجلة في هذا الميدان لهو المؤذِن بالفشل الذريع، وكثرة الفتوق والقنوط من التكامل. فاتقوا الله - معاشر المسلمين - وعليكم بالتُّؤَدَة والتأنِّي تُفلحوا، وإياكم والعَجَلَة؛ فليست من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا هي من شأنه. فما علينا إلا الأناة والانضباط في الأعمال، وعدم النظرة إلى الثمرة فقد تطول؛ لأن المؤمِّل غيبٌ، وليس لنا إلا الساعة التي نحن فيها، وإن غدًا لناظره قريب. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم. قد قلتُ ما قلتُ، إن صوابا فمن الله، وإن خطأً فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله إنه كان غفارًا. الخطبة الثانية أما بعد: فاتقوا الله معاشر المسلمين، ثم اعلموا أن من الناس مَنْ لا يُحسن التُّؤَدَة والأناة، كما أنه بعيد الإتقان لمواطن العَجَلَة المحمودة؛ فلا هو من أهل الأناة فيُحمد، ولا أحسن مواضع العَجَلَة فيُشكر! حيث يبلغ في البطء غايته، ويصل في العجلة مذلَّتها. وأمثال هذا كثير؛ ممَّن يسيرون في أعمالهم على عادات قبيحة، يقول أصحابها: "لا تؤخِّر إلى الغد ما تستطيع أن تفعله بعد غد". والدين الإسلامي - عباد الله - دينٌ وسطٌ، لا يرضى بالإفراط ولا التفريط، ولا المغالاة ولا المجافاة، والنظرة الشرعية للعَجَلَة هي نظرةٌ عادلة؛ كرهها الإسلام في مواضع، وندب إليها في مواضع أخرى، كما أن التأنِّي مندوبٌ إليه في ظروفٍ تليق به، فإن ظروفًا أخرى تليق هي بالعَجَلَة، والعَجَلَة لا تليق إلا بها، وربما فات قوم جلَّ مطلبهم من التأنِّي، وكان الأمر لو عجلوا!! وليس معنى تنفير الإسلام من العَجَلَة أنه يريد أن يعلِّم أتباعه البطء في الحركة، أو الضعف في الإنتاج، أو التماوت في العمل، أو الكسل في أداء الواجبات، كيف ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((بادِرُوا بالأعمال سَبْعاً، هل تنتظرون إلاَّ فقرًا مُنسِيًا، أو غنىً مُطغِيًا، أو مرضًا مُفسِدًا، أو هَرَمًا مُفْندًا، أو موتًا مُجْهِزًا، أو الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غائبٍ يُنتظر، أو السَّاعة؛ فالسَّاعةُ أدهى وأَمَرُّ))؛ رواه التِّرمذي. ويقول - صلى الله عليه وسلم -: ((ما حقُّ امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يريد أن يُوصيَ فيه - يبيت ليلتَيْن إلاَّ ووَصيَّتُه مكتوبةٌ عنده))؛ رواه البخاري ومسلم. ومن هذا المنطلَق - عباد الله - كان ثَمَّ أمور ومواقف تتطلَّب من التصرُّف الحازم والعمل السريع ما لا يناسبه التأجيل والتسويف؛ مثل العَجَلَة في اغتنام الأوقات، وترك التَّسويف فيها، وكذا التعجيل بالفطور للصائم، وتعجُّل المسافر إلى أهله إذا قضى نهمته، وكذا سد الشرِّ الظاهر، وإغاثة الملهوف، والنصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامَّتهم، وعدم تأخير البيان عن وقت حاجته فيما للمسلمين فيه حاجة؛ كبيان حقٍّ وإبطال باطل، وأمرٍ بمعروف ونهيٍ عن منكر. وكذا الواجبات الموقوتة بوقتٍ محدود؛ يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((التُّؤَدَةُ في كلِّ شيءٍ؛ إلاَّ في عمل الآخرة))؛ رواه أبو داود. ويتأكَّد أمرُ العجلة بشدَّة في وجوب الأخذ بالحقِّ إذا ظهر، وعدم التَّواني في قَبوله، وترك التَّسويف المؤدِّي إلى تركه ومجانبته، والبُعْد كل البُعْد عن التعليلات أو التبريرات التي يدَّعى أنها مسوِّغٌ لتركه أو تأجيله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36]. والتعاليل التي يقدِّمها المرءُ في تأجيل الحقِّ أو رده مهما بلغت - ما هي إلا أوهام وخيوط، هي في الحقيقة أَوْهى من نَسْجِ العنكبوت. هذا وصلوا - رحمكم الله - على خير البَرِيَّة، وأزكى البشريَّة؛ محمد بن عبدالله، صاحب الحوض والشَّفاعة؛ فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المسبِّحة بقدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون؛ فقال - جلَّ وعلا -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر صحابة نبيِّك محمد - صلى الله عليه وسلم - وعن التَّابعين ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُلِ الشِّرك والمشركين، اللهم انصر دينك وكتابك، وسنة نبيِّك وعبادك المؤمنين. اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّث كرب المكروبين، واقضِ الدَّيْن عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمَنْ خافك واتَّقاك واتَّبع رضاك يا ربَّ العالمين. اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام. {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]. سبحان ربنا رب العزَّة عمَّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين. |
#2
| ||
| ||
رد: خطبة المسجد الحرام 7 - 8 - 1429ﻫ للشيخ سعود الشريم
__________________ أنا جروح في صورة انسان أنا ذكرى منسية أنا دموع واحزان بأختصار أنا قصة طويلة ما يحفظها كتاب |
#3
| ||
| ||
رد: خطبة المسجد الحرام 7 - 8 - 1429ﻫ للشيخ سعود الشريم وبارك الله فيكم على الموضوع والفوائد القيّمة أخوكم في الله فارس السنّة
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المسجد الحرام | omar92 | شخصيات عربية و شخصيات عالمية | 4 | 03-11-2012 12:38 AM |
كيف اخترع – بولس – المسيحية ، وهدم النصرانية | fares alsunna | نور الإسلام - | 10 | 03-27-2009 01:23 AM |
خطبة المسجد النبوي 7 - 8 - 1429ﻫ للشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم | أبومسلم المصرى | نور الإسلام - | 2 | 08-13-2008 02:06 AM |
أئمة الحرم المكي: ( علي الحذيفي) حفظه الله | عثمان أبو الوليد | نور الإسلام - | 3 | 06-10-2007 12:55 AM |