|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
| ||
| ||
تحصين الاطفال من الجن يعاني بعض الأطفال من البكاء والخوف والفزع خصوصاً في الليل وأثناء النوم وإذا ما حاول الأب أو الأم تهدئة الطفل يشتد فزعا وخوفا وصراخا وبكاء ، ويظل على هذا الحال لفترة من الوقت ، أو يسمع الطفل يتحدث مع شخص لا يرونه أو يبكي فجأة ويذكر لهم أن رجل في الغرفة قد ضربه ، والسبب في ذلك أن كثيرا من بيوت المسلمين في هذه الأيام لا تدخلها الملائكة ، بيوت لا تسمع فيها قرآن يتلى لا صلاة لا دعاء ، بيوت قد عشعشت فيها الشياطين بسبب كثرة المنكرات من غناء وصور وكلاب وتماثيل . يترك الأطفال يلعبون ويعبثون في كل وقت دون تحصين ولا تعويذ ولا تعليم لأذكار الصباح والمساء ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ الشرح:حديث ابن عباس في التعويذ بكلمات الله التامة. قوله: (إن أباكما) يريد إبراهيم عليه السلام وسماه أبا لكونه جدا على. قوله: (بكلمات الله) قيل المراد بها كلامه على الإطلاق، وقيل أقضيته، وقيل ما وعد به كما قال تعالى (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل) والمراد بها قوله تعالى (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) المراد بالتامة الكاملة وقيل النافعة وقيل الشافية وقيل المباركة وقيل القاضية التي تمضي وتستمر ولا يردها شيء ولا يدخلها نقص ولا عيب، قال الخطابي: كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق. قوله: (من كل شيطان) يدخل تحته شياطين الإنس والجن. قوله: (وهامة) بالتشديد واحدة الهوام ذوات السموم، وقيل كل ما له سم يقتل فأما ما لا يقتل سمه فيقال له السوام، وقيل المراد كل نسمة تهم بسوء. قوله: (ومن كل عين لامة) قال الخطابي: المراد به كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل. وقال أبو عبيد: أصله من ألممت إلماما، وإنما قال " لامة " لأنه أراد أنها ذات لمم. انظر فتح الباري، شرح صحيح البخاري ، للإمام ابن حجر العسقلاني . وفي بابُ ما يُعَوَّذُ به الصِّبْيَانُ وغيرُهم في الأذْكَارُ النَّوَويَّة: روينا في صحيح البخاري رحمه اللّه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: "كان رسولُ اللَّه صلى اللّه عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين: أُعِيذُكُما بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ وَهامَّةِ، وَمِنْ كُلّ عَيْنٍ لامَّةٍ ويقول: إنَّ أباكُما كان يُعَوِّذُ بِها إسْماعِيلَ وَإسْحاقَ" صلى اللّه عليهم أجمعين وسلم. قلتُ: قال العلماء: الهامَّة بتشديد الميم: وهي كلّ ذات سمّ يقتل كالحيّة وغيرها، والجمع الهوامّ، قالوا: وقد يقع الهوامّ على ما يدبّ من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات. ومنه حديث كعب بن عجرة رضي اللّه عنه "أيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رأسِكَ؟" أي القمل. وأما العين اللامّة بتشديد الميم: وهي التي تُصيب ما نظرت إليه بسوء. (342) البخاري (3371) ، ورواه النسائي في "اليوم والليلة" (1006) ، وابن ماجه (3525) وغيرهم. وفي سنن أبي داود والترمذي وابن السني وغيرها، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات: "أعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبهِ وَشَرِّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضُرُونِ" قال: وكان عبد اللّه بن عمرو يعلمهنّ مَنْ عقل من بنيه، ومَنْ لم يعقل كتبه فعلقه عليه. قال الترمذي: حديث حسن. وفي رواية ابن السني: جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فشكا أنه يفزعُ في منامه، فقالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِماتِ اللّه التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَمنْ شَرّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضرُونِ" فقالها، فذهب عنه. (259) أبو داود (3893) ، والترمذي (3519) ، وابن السني (753) ، ومسند أحمد 2/181، والحاكم في المستدرك 1/548، وهو حديث حسن بشواهده. وان من أسباب أذى الشياطين للأطفال ، ترك الأطفال يلعبون ويعبثون ويصرخون ويتراجمون بالحجارة وغيرها عند غروب الشمس ، حيث أنه وقت تنتشر فيه الشياطين ، يقول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة : - إذا كان جنح الليل ، فكفوا صبيانكم ، فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهبت ساعة من العشاء فخلوهم. - إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم ، فإنها ساعة ينتشر فيها الشياطين. - كفوا صبيانكم حتى تذهب فحمة أو فورة العشاء ، ساعة تهب الشياطين. - احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين . - لا ترسلوا فواشيكم ( وصبيانكم) إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء ، فإن الشياطين تعبث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء. - كفوا صبيانكم عند العشاء ، فإن للجن انتشارا و خطفه. - إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم، واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم، واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليه شيئاً، وأطفؤا مصابيحكم . - خمروا الآنية ، و أوكئوا الأسقية ، و أجيفوا الأبواب ، و اكفتوا صبيانكم عند المساء ؛ فإن للجن انتشار وخطفة ، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد ، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة ، فأحرقت أهل البيت. فينبغي حبس الأطفال عند غروب الشمس وعدم تعريضهم لتفلت الشياطين وتعليم من يعقل من الأبناء قراءة آية الكرسي والمعوذتين " قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس " وأما الأطفال الذين لا يعقلون فيضع المسلم يده على رأس الطفل أو صدره ويعوذه بما كان يعوذ إبراهيم عليه السلام بنيه وكذلك آية الكرسي والمعوذتين . وإذا ما استمر الطفل في البكاء ولم يكن مصاباً بمرض عضوي فعلاجه يكون بالرقية والتحصين لأنه قد يكون مصاباً بالعين ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ صَوْتَ صَبِيٍّ يَبْكِي فَقَالَ مَا لِصَبِيِّكُمْ هَذَا يَبْكِي فَهَلا اسْتَرْقَيْتُمْ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ. وفي رواية مالك في موطئه عن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ يَبْكِي فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ بِهِ الْعَيْنَ قَالَ عُرْوَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ ، وإذا ما تكررت الخوف والفزع فينبغي رقية والد الطفل وأمه لأنه قد يكون الأب أو الأم مصابة بالمس فيتعدى على الطفل .
__________________ (انا ساحرة الليالي لن اقبل بأي طلب صداقه اذا كان من شاب فرجاء عدم المراسله لا با الخاص ولا با الزوار لاني مراح ارد وبتصرف كأني ماشفت الطلب او الرساله -------------------------------------------- |
#7
| ||
| ||
اعتداء الجن على مساكن الانس العرب تسمي الجن التي تسكن في مساكن الإنس العمار وكثيراً من البيوت مسكونة من صالحي الجن أو من شياطينهم ، ففي الأثر عن يزيد بن جابر قال : (ما من أهل بيت من المسلمين إلا وفي سقف بيتهم من الجن من المسلمين ، إذا وضع غدائهم نزلوا فتغدوا معهم ، وإذا وضعوا عشاءهم نزلوا فتعشوا معهم ، يدفع الله بهم عنهم ). جاء في صحيح مسلم عن أَبي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي بَيْتِهِ قَالَ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَقْضِيَ صَلاتَهُ فَسَمِعْتُ تَحْرِيكًا فِي عَرَاجِينَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا حَيَّةٌ فَوَثَبْتُ لأَقْتُلَهَا فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي الدَّارِ فَقَالَ أَتَرَى هَذَا الْبَيْتَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ كَانَ فِيهِ فَتًى مِنَّا حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ قَالَ فَخَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ e إِلَى الْخَنْدَقِ فَكَانَ ذَلِكَ الْفَتَى يَسْتَأْذِنُ رَسُولَ اللَّهِ e بِأَنْصَافِ النَّهَارِ فَيَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ فَاسْتَأْذَنَهُ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ e خُذْ عَلَيْكَ سِلاحَكَ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ قُرَيْظَةَ فَأَخَذَ الرَّجُلُ سِلاحَهُ ثُمَّ رَجَعَ فَإِذَا امْرَأَتُهُ بَيْنَ الْبَابَيْنِ قَائِمَةً فَأَهْوَى إِلَيْهَا الرُّمْحَ لِيَطْعُنَهَا بِهِ وَأَصَابَتْهُ غَيْرَةٌ فَقَالَتْ لَهُ اكْفُفْ عَلَيْكَ رُمْحَكَ وَادْخُلِ الْبَيْتَ حَتَّى تَنْظُرَ مَا الَّذِي أَخْرَجَنِي فَدَخلَ فَإِذَا بِحَيَّةٍ عَظِيمَةٍ مُنْطَوِيَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ فَأَهْوَى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَانْتَظَمَهَا بِهِ ثُمَّ خَرَجَ فَرَكَزَهُ فِي الدَّارِ فَاضْطَرَبَتْ عَلَيْهِ فَمَا يُدْرَى أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الْحَيَّةُ أَمِ الْفَتَى قَالَ فَجِئْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ e فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ وَقُلْنَا ادْعُ اللَّهَ يُحْيِيهِ لَنَا فَقَالَ اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا فَآذِنُوهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ وفي روايةِ أن رَسُولُ اللَّهِ e قال إِنَّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوَامِرَ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْهَا فَحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلاثًا فَإِنْ ذَهَبَ وإلا فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ وَقَالَ لَهُمُ اذْهَبُوا فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ وفي رواية عند أبي داود عَنْ أَبِي السَّائِبِ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدُهُ سَمِعْتُ تَحْتَ سَرِيرِهِ تَحْرِيكَ شَيْءٍ فَنَظَرْتُ فَإِذَا حَيَّةٌ فَقُمْتُ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ مَا لَكَ قُلْتُ حَيَّةٌ هَاهُنَا قَالَ فَتُرِيدُ مَاذَا ؟، قُلْتُ: أَقْتُلُهَا ،فَأَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي دَارِهِ تِلْقَاءَ بَيْتِهِ فَقَالَ إِنَّ ابْنَ عَمٍّ لِي كَانَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الأحزابِ اسْتَأْذَنَ إِلَى أَهْلِهِ وَكَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ e وَأَمَرَهُ أَنْ يَذْهَبَ بِسِلاحِهِ فَأَتَى دَارَهُ فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ قَائِمَةً عَلَى بَابِ الْبَيْتِ فَأَشَارَ إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَقَالَتْ لا تَعْجَلْ حَتَّى تَنْظُرَ مَا أَخْرَجَنِي فَدَخَلَ الْبَيْتَ فَإِذَا حَيَّةٌ مُنْكَرَةٌ فَطَعَنَهَا بِالرُّمْحِ ثُمَّ خَرَجَ بِهَا فِي الرُّمْحِ تَرْتَكِضُ قَالَ فَلا أَدْرِي أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الرَّجُلُ أَوِ الْحَيَّةُ فَأَتَى قَوْمُهُ رَسُولَ اللَّهِ e فَقَالُوا ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّ صَاحِبَنَا فَقَالَ اسْتَغْفرُوا لِصَاحِبِكُمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ أَسْلَمُوا بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَحَذِّرُوهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ إِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدُ أَنْ تَقْتُلُوهُ فَاقْتُلُوهُ بَعْدَ الثّلاث، وفي رواية فليؤذنه ثلاثا فإن بدا له بعد فليقتله فإنه شيطان ، وفي روايةفآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان . وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّه سَمِعَ النَّبِيَّ e يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالابْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ وَيَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَلَ قَالَ عَبْدُاللَّهِ فَبَيْنَما أَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً لأَقْتُلَهَا فَنَادَانِي أَبُو لُبَابَةَ لا تَقْتُلْهَا فَقُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ eقَدْ أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ قَالَ إِنَّهُ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ وَهِيَ الْعَوَامِرُ ( رواه البخاري في صحيحه ). وفي رواية عند مسلم " نهى رَسُولَ اللَّهِ e عَنْ قَتْلِ الْجِنَّانِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ إلا الابْتَرَ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ فَإِنَّهُمَا اللَّذَانِ يَخْطِفَانِ الْبَصَرَ وَيَتَتَبَّعَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاء. الابتر : قصير الذنب . ذا الطفيتين : الخطان الأبيضان على ظهر الحية . وعند أبي داود عن أَبَي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ eإِنَّ الْهَوَامَّ مِنَ الْجِنِّ فَمَنْ رَأَى فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فَلْيُحَرِّجْ عَلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَإِنْ عَادَ فَلْيَقْتُلْهُ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ. مؤشرات تدل على وجود الشياطين في مساكن الإنس : في بعض الأحيان يتعدى عدوان الجن على الإنس إلى مساكنهم وممتلكاتهم والعبث بها وإثارة الرعب في أهلها ، ولهذا العدوان علامات وظواهر بينة وأخرى خفيه ، ومن هذه الظواهر:1. العبث في الإنارة وباقي الاجهزه الكهربائية. 2.تحريك الممتلكات من أماكنها. 3.رمي وتكسير الأطباق والأواني المنزلية. 4.قذف بالحجارة بصوره متتابعة. 5.تصفيق الأبواب المفتوحة. عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلابِ وَنُهَاقَ الْحَمِيرِ مِنَ اللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا تَرَى مَا لا تَرَوْنَ وَأَقِلُّوا الْخُرُوجَ إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبُثُّ فِي لَيْلِهِ مِنْ خَلْقِهِ مَا شَاءَ وَأَجِيفُوا الابْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَفْتَحُ بَابًا أُجِيفَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَأَوْكِئُوا الاسْقِيَةَ وَغَطُّوا الْجِرَارَ وَأَكْفِئُوا الانِيَةَ قَالَ يَزِيدُ وَأَوْكِئُوا الْقِرَبَ . رواه احمد في مسنده 6.سرقة بعض الممتلكات التي لم يذكر اسم الله عليها . 7.إشعال النار وحرق الممتلكات بصوره متتابعة بسبب أو وبدون سبب ، وغالباً ما يكون الحريق في الأماكن المغلقة مثل الدواليب والغرف المغلقة الأبواب ، وغالباً ما يكون الحريق في نطاق ضيق مثل حرق ستارة أو سجاد أو ملابس في دولاب …الخ ، وكذلك لا يحصل الحريق في الغالب الا عند وجود أحد سكان المنزل من الأنس . 8.إصدار أصوات مرعبه : ( بكاء ، صراخ ، أنين ، ضحك). 9.سماع صوت أحد أصحاب المنزل ينادي ، كأن يسمع الزج زوجته تناديه . 10.يُسمع حفيفا كحفيف الأشجار وما أشبه ذلك مما يستوحش منه . 11.إحداث ريح شديدة يتأرجح بفعلها كل ما في المكان . 12.يُسمع وقعا لخطوات ثقيلة تسير فوق السقف أو في الغرف المجاورة . 13.التشكل على هيئة ثعابين وقطط وحيوانات مختلفة . 14.التشكل على هيئة نصف إنسان ونصف حيوان. 15.الظهور على هيئة دخانٌ أبيض ينساب شيئا فشيئا ويتحول إلى شكل من الأشكال وربما يحصل العكس فيتبدد . 16.التشكل على هيئة أشباح سوداء أو رمادية أو بيضاء شفافة تتراوح كثافتها بين الضباب وبخار الماء ، وهذه الأشباح قد تتحول تدريجيا وتتجسد في صورة رجل أو في صورة امرأة أو أي شكل آخر ، وغالبا ما يكون وجه الشبح غير واضح المعالم. إنسيةٌ بدت في مثال الجن تحسبها شمسا بدت بين تشريق وتغميم 1.يشعر أهل المسكن بانقباض وضيق شديد ونفور من المسكن. 2.الشعور بوجود شخص يلازم الإنسان في ذلك المسكن ، وربما يشعر كأن أحداً يسير خلفه وحين يلتفت لا يجد شيئا ! . 3.يكثر في أهل المسكن الأحلام المزعجة والكوابيس والفزع عند النوم . 4.عندما يمر الإنسان في المكان الذي يتواجد به الجن ، يشعر بخفقان مفاجئ في قلبه ، أو قشعريرة في عامة جسده أو تقشعر جلدة رأسه ، أو يشعر بحفيف كحفيف الشجر ، أو يشم رائحة كبريتية ، أو يشعر المار بمجال مغناطيس يعم كافة جسمه ويكون شديداً في بعض الأماكن ويقل أو ينعدم في أماكن أخرى. 5.التشكل للأطفال وتخويفهم بل وضربهم أحيانا . ولذلك تجد بعض الأباء والأمهات يتعجبون من تصرفات أطفالهم ، وذلك عندما يسمعون الطفل يتحدث مع شخص لا يرونه أو عندما يبكي الطفل ويذكر لهم أن رجل في الغرفة قد ضربه أو أن الطفل قد شاهد رجلا متعلقا في السقف بشكل مخيف. أسباب اعتداء الجن على مساكن الإنس: في الغالب لا يتعدى الجن على مساكن الإنس ، ولكن أحيانا يحصل التحرش من الجن بسبب من الأسباب التالية: 1.ظلم الإنس للجن مثل ما ذكر في باب الاقتران.2.ظلم الجن للإنس بدون سبب (نادرا ما تعتدي الجن على مساكن الإنس دون سبب). 3.بسبب السحر ، يقول الله تعالى في سورة طه: } قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَمُوسَىَ{ طه آية 57. 4.كثرة المعاصي من غناء ومجون في ذلك المنزل. 5.عدم ذكر الله وهجر قراءة القرآن في البيت. 6.التحدث عن الجن والاستهزاء بهم بدون داعي. 7.عدم تحصين البيت وقت السكن فيه ، يقول رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "مَنْ نَزَلَ مَنْزِلا ثُمَّ قَالَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ. رواه مسلم في صحيحه. 8.وجود كلب أو تصاليب وتماثيل وصور ذوات الارواح في البيت: روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ حَشَوْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وِسَادَةً فِيهَا تَمَاثيلُ كَأَنَّهَا نُمْرُقَةٌ فَجَاءَ فَقَامَ بَيْنَ الْبَابَيْنِ وَجَعَلَ يَتَغَيَّرُ وَجْهُهُ فَقُلْتُ مَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا بَالُ هَذِهِ الْوِسَادَةِ قَالَتْ وِسَادَةٌ جَعَلْتُهَا لَكَ لِتَضْطَجِعَ عَلَيْهَا قَالَ أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَأَنَّ مَنْ صَنَعَ الصُّورَةَ يُعَذَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يقُولُ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ .وفي سنن النسائي وابن ماجة ومسند أحمد عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:َ الْمَلائِكَةُ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلا كَلْبٌ وَلا جُنُبٌ . وكلما كثر وجود الصور والتماثيل والمنكرات في البيت فإن الشياطين تزداد قوة وسيطرة على أهله . طرد شياطين الجن من مساكن الإنس : 1.تخرج ما في البيت من محرمات مثل التماثيل وصور ذوات الأرواح.2.تقرأ سورة البقرة بيقين وحضور قلب ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ . رواه مسلم وفي رواية عن أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ قَالَ مُعَاوِيَةُ بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ . رواه مسلم . 3.تقرأ سورة البقرة في كل يوم مرة أو على الأقل كل يوم مرة لمدة ثلاثة أيام متتالية لا يقرب بيتك شيطان بإذن الله تعالى ، عَنِ النُّعْمَانِ ابْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَلا يُقْرَأَانِ فِي دَارٍ ثَلاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ قَرَأَ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ،رواه الترمذي ؛ ومن ثم يحافظ على قراءة سورة البقرة على الأقل مرة كل ثلاثة أيام ، أخرجأبويعلىوابنحبانوالطبرانيوالبيهقيفيالشعبعنسهلبنسعدالساعديقال "قالرسولاللهصلىاللهعليهوسلمإنلكلشيءسناما،وسنامالقرآنسورةالبقرة ،منقرأهافيبيتهنهاراًلميدخلهالشيطانثلاثليال". 4.الإكثار من قراءة القران في المنزل ، يقول تعالى: }وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ حِجَاباً مّسْتُوراً * وَجَعَلْنَا عَلَىَ قُلُوبِهِمْ أَكِنّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيَ آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلّوْاْ عَلَىَ أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً { [ الإسراء :45 ، 46 ] 5.وفي كتاب الوابل الصيب لابن القيم هذه الطريقة ، تحضر ماء في إناء وتقراء فيه هذا الكلام: بسم الله ، أمسينا ( أصبحنا ) بالله الذي ليس منه شيء ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب وبأسمائه الحسنى كلها عائذين من الأبالسة ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ما خلق وذرأ وبرا ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، أعوذ بما استعاذ به موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفى ، من شر ما خلق وذرا ومن شر إبليس وجنوده ومن شر ما يبغي. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ثم تتبع بهذا الماء زوايا الدار فترشه في أركان الغرف وفي كل جانب من جوانب الدار أ.ه. وينبغي أن يخاطب الجان الصائل المعتدي على مساكن الإنس بصوت مسموع بعد حمد الله والثناء عليه، بأنه ليس له حق التصرف في هذه الدار وأن لصاحب البيت التصرف المطلق في بيته ، وليس للجن أن يمكثوا في بيوت الإنس إلا بإذنهم ، ولو قال الجان أنه يسكن هذه الدار قبلهم ، فيبين له أنه ليس له فيما يملكه الإنس من حق ، وللجن ما شرع لهم من المساكن كالخراب والبراري والوديان ، اختصم الجن المسلمون والجن المشركون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسألوه أن يسكنهم فأسكن المسلمين "الجلس" وهو كل مرتفع من الأرض ، وأسكن المشركين "الغور" وهو ما انخفض من الأرض . وأن تبين لهم أن فعلهم هذا حرام وظلم واعتداء ، واقرأ عليهم قول الله َتَعَالَى : ( وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوَاْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ* )[ البقرة:193]، وأخبره بقوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي " يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلا تَظَالَمُوا ". وأخبره بأنه ليس لهم حق التصرف في هذا البيت وأخبره بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " لا يأخذ أحد شبرا من الأرض بغير حقه إلا طوقه الله إلى سبع أرضين يوم القيامة". وقل لهم بأن فعلهم هذا ظلم لا يرضاه الله تعالى وإنهم على عمل باطل وكبيرة من الكبائر يقول النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تُقَادَ الشَّاةُ الْجَلْحَاءُ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ " ويقول رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَاضِينَ" ،،،، وان قال لك انه من المسلمين فقل له يقوله صلى الله عليه وسلم : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى اللَّه عنه" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ، فتوبوا إلى الله فلا تظهروا لنا ولا تؤذوننا وليكن ذلك منكم طاعة لله ورسوله . قد يفعل الإنسان كل ما سبق ولكن دون جدوى والسبب في ذلك والله أعلم وجود سحر أو وجود إنسان من أهل المنزل به مس من الجان أو تضرر الجن من الإنس بسبب أو آخر، والحل في مثل هذه الحالة ؛ متابعة القراءة في المنزل ، والتحريج على الجن والتحدث إليهم بالترغيب والترهيب ، وكذلك رش الماء والملح خصوصا عند عتب الأبواب والزوايا ، والقراءة على أهل ذلك البيت حتى تتوقف الشياطين عن الأذى ولو طالت المدة فسوف يقهرون ويخرجون بإذن الله تعالى . يسأل كثير من المرضى عن جدوى تشغيل سورة البقرة أو غيرها من سور القران عن طريق المسجل في البيت المسكون أو حتى من باب التحصين وطرد الشياطين من البيت ، إذا كانت أصوات الموسيقى والأغاني سبباً من أسباب جلب وقوة سلطان الشياطين فإن تشغيل القران والاستماع إليه عن طريق المسجل له تأثير على إضعاف وطرد الشياطين التي في البيت بل وعلى المصاب بالمس والسحر ، ولكن تأثير المسجل لا يقارن بتأثير من يقرأ بنية وحضور قلب ، كما أن لنفس القارئ المصاحب لكلام الله تعالى تأثيراً والله أعلم .
__________________ (انا ساحرة الليالي لن اقبل بأي طلب صداقه اذا كان من شاب فرجاء عدم المراسله لا با الخاص ولا با الزوار لاني مراح ارد وبتصرف كأني ماشفت الطلب او الرساله -------------------------------------------- |
#8
| ||
| ||
رد: تحصين الاطفال من الجن
__________________ موقعي على الgoogle pages عضو في شلة الرغايين "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" إذا كنت تريد مغفرة جميع ذنوبك خلال دقيقتين أدخل هنا |
#9
| ||
| ||
معلومات عن الجن تعريف هذا العالم : يختلف عالم الجن اختلافا كليا عن عالم الملائكة و الانسان، فكل له مادته التي خلق منها ، وصفاته التي يختلف بها عن الأخر، الا أن عالم الجن يرتبط مع عالم الانس من حيث صفة الادراك وصفة العقل والقدرة على اختيار طريق الخير والشر. وأبو الجن هو ابليس كما أن أبو الانسان آدم عليه السلام . أما طبيعة خلقتهم فقد أخبرنا الله عز وجل عنهم أنه خلقهم من نار، كما قال تعالى (والجان خلقناههم من قبل من نار السموم ) وقوله عز وجل ( وخلق الجان من ما رج من نار) . وقد فسر أهل العلم من السلف الصالح قوله ( مارج من نار) هو طرف اللهب ومنهم ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، والحسن وغيره ، وقال النووي " المارج اللهب المختلط بسواد النار " . أما الانسان فقد خلق من طين كما أخبرنا عز وجل بقوله ( قال ما منعك ألا تسجد اذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) وفي قوله سبحانه (فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا انا خلقناهم من طين لازب ) وكذلك كما ورد في الحديث الذي أخرجه مسلم عن عائشة ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق أدم مما وصف لكم ". وقد خلق الجان قبل الانسان وسكن الأرض قبله ، بدليل قول الله عز وجل( ولقد خلقنا الانسان من حمأ مسنون *والجان خلقناه من قبل من نار السموم * ) . أنواع الجن و أصنافهم : وينقسم الجن الى ثلاثة أصناف كما صنفهم لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : "الجن ثلاثة أصناف ، فصنف يطير في الهواء ، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويضعنون " رواه الطبراني ، والحاكم ، والبيهقي باسناد صحيح. وقد أمرت الجن وكلفت كما كلف الانسان ، فهم مأمورون بالتوحيد و الأيمان والطاعة والعبادة ، وعدم المعصية والبعد عن الظلم وعدم تعي حدود الله ، فمسلمهم مسلم، ومؤمنهم مؤمن، وكافرهم كافر ، والمطيع منهم لله ورسوله، يدخل الجنة ومن أبى دخل النار سواء بسواء، مثلهم مثل الانسان والدليل من قوله عزوجل( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ). اذا هم خلق من خلق الله ومن ينكرهم فانه يكفر للأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة . وقد وجد من ينكرهم قديما وحديثا . ولا يضيرنا ذلك منهم . والذي يهمنا أنهم حقيقة لاشك فيها ولا مرية لما سيترتب على ما سوف نسرد من أخبارهم وأحوالهم، وربنا وربهم الله . هل الجن يأكلون ويشربون : و حيث أن مثل هذه الأمور الغيبية في أحوال الجن الذين لا نراهم، توجب علينا كأمة مسلمة تؤمن بالغيب، أن نؤمن بكل المغيبات التي وردت في الجن وذلك لما يتصف به المؤمنون من الايمان بالغيب كما قال عز وجل وعلا شأنه ( آلم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك و بالأخرة هم يوقنون * ) . وموضوع الجن أمدنا فيه رسول الله بالخبر اليقين ، فاليك أخي المسلم المؤمن هذه الأدلة الصادقة من عند الذي لا ينطق عن الهوى . ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم أمره أن يأتيه بأحجار يستجمر بها ، وقال له: " ولا تأتيني بعظم ولا بروثة" ولما سأل أبو هريرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد ذلك عن سر نهيه عن العظم و الروثة ، قال:"هما من طعام الجن ، وانه أتاني وفد نصيبين ، ونعم الجن ،فسألوني الزاد ، فدعوت الله لهم : ألا يمروا بعظم و لا روثة الا وجدوا عليها طعاما" . وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال " أتاني داعي الجن فذهبت معه ، فقرأت عليهم القرآن ، قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم ، فسألوه الزاد فقال : " لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم لحما، و كل بعرة علف لدوابكم" فقال النبي صلى الله عليه و سلم :" فلا تستنجوا بهما فانهما زاد اخوانكم " . و في سنن الترمذي باسناد صحيح : " لا تستنجوا بالروث ، ولا بالعظام ، فانه زاد اخوانكم من الجن" و قد أخبرنا الرسول صلى الله عليه و سلم ، أن الشيطان يأكل بشماله و أمرنا بمخالفته في ذلك . وقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" اذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، و اذا شرب فليشرب بيمينه، فان الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله". و في مسند الامام أحمد " من أكل بشماله أكل معه الشيطان، و من شرب بشماله شرب معه الشيطان" . وكما أن الأنسان المسلم منهي عن أكل اللحم الذي لم يسمى عليه أسم الله ، فان الجن المسلم أيضا منهي عن أن يأكل لحم الميتتة لانه لم يذكر اسم الله عليها. لذا فقد ترك اللحم الذي لم يذكر اسم الله عليه يأكله المشركون ، و الذين يذبحون لغير الله و الشيطان على شاكلتهم. لذا نستنتج أن الميتتة أكل الشيطان. و قد استنبط ابن القيم رحمه الله من قوله تعالى( انما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان) أن المسكر من شراب الشيطان، فهو يشرب من الشراب الذي عمله أولياؤه بأمره ، وشاركهم في عمله ، فيشاركهم في شربه ، و اثمه و عقوبته. أين يعيش الجن وأين يسكن : كما أسلفنا فان الجن هي أمة من الأمم ، وطالما أن الله عز وجل هو خالقهم فانه عز وجل لم يخلق عباده عبثا، ولم يتركهم هملا، تماما ككل المخلوقات في السماء أو في الأرض أو في جوف البحر، فان لكل نظامه وحياته، فالسمك يعيش في الماء ولو أخرج منه لمات، و الانسان والطير وكثير من الحيوان الذي يعيش فوق الأرض لو أدخل في البحر لماتوا جميعا، لأن الخالق سبحانه جعل لكل نظام وغذاء و حياة تختلف عن الأخر. والجن لهم حياتهم ومعاشهم و أكلهم وشربهم ،ولهم أماكن يسكنون فيها أو مختصة بهم، وقد يشاركوننا في بعض الأماكن . فهم يسكنون في الأحراش والخرابات وبيوت الخلاء ، وفي مواضع النجاسات والمقابر. وكما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية ، (يأوي الى كثير من هذه الأماكن التي هي مأوى الشياطين، الشيوخ الذين تقترن بهم الشياطين، ويتواجدون في أماكن اللهو وفي الأسواق حيث يكثر تواجدهم لاضلال الناس وافسادهم،و قد أوصى الرسول صلي الله عليه وسلم أحد أصحابه قائلا :"لا تكونن ان استطعت أول من تدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها ، فأنها معركة الشيطان ، وبها ينصب رايته " رواه مسلم في صحيحه ). فالجن أيضا تعيش في منازلنا ومعنا ولكن لا نراهم، وقد يأكلون معنا ويشربون معنا من حيث لا نراهم لاستتارهم عنا، لقوله عز وجل ( انه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم) . الا انه قد يتشكل في بعض الأحيان، وهذا ما سنتطرق اليه في حينه في قصته مع أبي هريرة رضي الله تعالي عنه، وكي لا يشكل هذا الأمر على البعض فأحيانا نذكر الجن و أحيانا أخرى نذكر الشيطان فما هي العلاقة بينهما ؟ هل الشيطان أصله من الجن : كما تقدم فقد ذكرنا أن الشيطان أبو الجن كما أن آدم أبو الانس ، والظاهر من سياق القرآن أن الشيطان من الجن كما في قول الله عز وجل( و اذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الآ ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أ فتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) . فهذا دليل واضح جلي بأن الشيطان أو ابليس كان من الجن ، ففسقه وعدم تنفيذ أوامر الله وغروره، كان سببا في أبلسة الله له، كما أن شيطنته أبعدته من رحمة الله، فأختلف الناس في ذلك فمنهم من قال بهذا ومنهم من قال بغيره . وذكر شيخ الاسلام ابن تيمية ، في مجموع الفتاوى ج/4 23546 (انه يذهب بالقول بأن الشيطان أصل الجن كما أن آدم أبو الانس) . تشكل الجن أو الشيطان : ان من رحمة الله سبحانه و تعالى بخلقه من الانس ، أن جعل الشيطان و حزبه من المردة و العفاريت و غيرهم فيما يدخل في مضمون الجن ،غير مرئيين لهم، لأنه سبحانه و تعالى يعلم بأن أشكالهم قبيحة ، و قد تكون أعين البشر و عقولهم لا تستوعب البشاعة التي خلق عليها الشياطين . و قد ذكر الله لنا ذلك في محكم التنزيل واصفا قبح الشيطان بأن شبه لنا شجرة الزقوم التي تنبت من أصل الجحيم برؤوس الشياطين لما علم من قبح صورهم و أشكالهم ، فقال عز و جل( انها شجرة تخرج في أصل الجحيم* طلعها كأنه رؤوس الشياطين *) .و قد ذكر لنا النبي صلى الله عليه و سلم " أن للشيطان قرون و أن الشمس تخرج بين قرني شيطان " و في البخاري و مسلم قوله صلى الله عليه و سلم "اذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ، و لا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس و لاغروبها، فانها تطلع بين قرني شيطان ". ومن هذا كله يتبين لنا أن منظر الشيطان أو الجن أو ابليس بشع لنا كبشر للنظر اليه، و لا يستطيع انسان كائن من كان من دون الرسل و الانبياء ، أن يرى الشيطان على حقيقة خلقته التي خلقه الله عليها كما يدعي البعض من الناس الجهلة و ذلك لقوله عز وجل (انه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم ) .أما الانبياء و الرسل فالله يريهم ما يريد و ما يشاء . و لكن الشيطان أو الجن يستطيع أن يتحول من خاصيته التي خلقه الله عليها الى خاصية أخرى كأن يكون في صورة كلب أو حية أو عقرب أو صورة انسان أو ما الى ذلك . كما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، اذ رأى الشيطان في أكثر من موضع و بصور لاشخاص معروفين و اشخاص غير معروفين و قد حدث ان كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث أصحابه فيدخل عليهم رجل غريب ، نتن الريحة ، قبيح المنظر، مقطع الثياب فيخبرهم النبي صلى الله عليه و سلم انه الشيطان جاء يشككهم في أمر دينهم . و اليك أخي القارىء هذه القصة الطريفة التي جرت مع ابي هريرة رضي الله عنه و رواها البخاري ، قال أبو هريرة رضي الله عنه : وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحث من الطعام ، فأخذته ، و قلت : و الله لأرفعنك الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال: أني محتاج، و علي عيال ، و لي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه ، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه و سلم" يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك البارحة ؟" قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة و عيالا ، فرحمته، فخليت سبيله، قال " اما انه كذبك و سيعود "، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سيعود ، فرصدته ، فجاء يحثو من الطعام فأخذته ، فقلت :لأرفعنك الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال: دعني فاني محتاج ،و علي عيال ، لا اعود ، فرحمته ، فخليت سبيله، فأصبحت ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك؟" قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة و عيالا فرحمته . فخليت سبيله قال:" اما انه كذبك و سيعود" ، فرصدته الثالثة ، فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنك الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ، ثم تعود ! قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت ما هو؟ قال: اذا أويت الى فراشك فاقرأ آية الكرسي (الله لا اله الا هو الحي القيوم) حتى تختم الآية ، فانك لن يزال عليك من الله حافظ ، و لا يقربك شيطان حتى تصبح ، فخليت سبيله، فأصبحت ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ما فعل أسيرك البارحة ؟" قلت : يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله ، قال:" ما هي ؟ " قلت: قال لي : اذا أويت الى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم ( الله لا اله الا هو الحي القيوم )، و قال لي : لن يزال عليك من الله حافظ ، و لا يقربك شيطان حتى تصبح، و كانوا أحرص شيئا على الخير ، قال النبي:" أما انه صدقك و هو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليالي يا ابا هريرة ؟ " قال: لا ، قال: " ذاك شيطان " . هل حقا دخول الجن في جسد الانسان : بدأت العداوة بين الشيطان والانسان منذ اللحظة التي خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام، بل من قبل ذلك عندما كان آدم عبارة عن جسد، وقبل أن تنفخ فيه الروح، فقد كان جثة هامدة من طين أتى اليه الشيطان فرآه أجوفا ، فكان يدخل من فمه ويخرج من دبره ويدخل من أنفه ويخرج من أذنه وهو أجوف. و الشيء اذا كان أجوفا فانه يكون غير متماسكا لذا كان يقول له: ان لك لشأنا ولئن أمرت بك لأعصين ، ولئن سلطت عليك لأهلكنك. وقد ورد في صحيح مسلم عن أنس أن رسول الله عليه وسلم قال:" لما صور الله آدم في الجنة، تركه ما شاء الله أن يتركه ، فجعل ابليس يطيف به ،ينظر ما هو ،فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتماسك " . وعندما نفخ الله الروح في آدم وأسجد الملائكة له ، أبي واستكبر وفضل نفسه على آدم وهو الذي كان من أعبدهم لله ، فغرته نفسه فكيف يسجد لهذا الذي خلق من طين فتعالى على الله ولم ينفذ الأمر الذي صدر من الله له وللملائكة ، فاستجابت الملائكة وعاند هو ورفض ذلك و استحق أن يطرد من رحمة الله وأن يخرجه الله من الجنة لأنها لا يكون فيها متكبر متعال من خلق الله .فاذا علمنا هذا، علينا أن نعلم أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ،فحسب بل تعداه الى ما هو أبعد من ذلك،وهو توعده لآدم وذريته بالاغواء والاضلال و الاحتناك ، وانه سوف يأمرهم بتغيير خلق الله ، وقد أمهله الله عز وجل الي يوم البعث . ولله حكمة بالغة في ذلك ، و الا فان الله قادر على أن يهلكه في تلك اللحظة .لذا ذكر لنا الله سبحانه هذا التفصيل في قوله عز وجل( قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لان أخرتن الى يوم القيامة لأحتنكن ذريته الا قليلا) . وفي قوله( و لأضلنهم و لأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ) . والآيات في هذا كثيرة جدا، فالعداوة حاصلة وستستمر ببقاء الدنيا لأن الشيطان يعتقد أن سبب خروجه من الجنة وطرده من رحمة الله انما كانت بسبب آدم وليس باستكباره واستعلاءه . فلذلك سوف يستمر بالانتقام من ذرية آدم بعد أن كان هو سببا في خروج أبينا من الجنة. ولو نظرنا نظرة متأمل لوجدنا أن الله ابتلى آدم بالشيطان وابتلى الشيطان بآدم حتى تملأ الجنة بعباد الله المتقين وتملأ النار بالكفرة والمشركين والمنافقين والعاصين . فلله في خلقه شؤون , وله الحكمة البالغة . ولذلك نجد أن أول مسة يمس الشيطان فيها الانسان ساعة ولادته وهذا ثابت بالدليل ففي البخاري ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه باصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ، ذهب يطعن، فطعن في الحجاب". وفي البخاري أيضا " ما من بني آدم مولود الا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهل ارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها". والسبب في حماية مريم وعيسى أن الله استجاب دعوة أم مريم( و اني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) . فهذا أول ايذاء للشيطان لأي مولود يولد من ذرية آدم. فكل هذه المقدمة والاستدلالات من الآيات الواضحات والأحاديث النبوية الثابتات انما تمهيد للموضوع الرئيس في هذا الباب وهو تلبس الشيطان في جسد الانسان وهو ما يسمى بالصرع. وقد تكلم فيه الكثيرون من العلماء خلفا عن سلف . وقبل الدخول في أقوال أهل العلم والتفصيل فيها نود أن نعرج الى قائد المعلمين صلى الله عليه وسلم ونري هل حدث شيء من هذا في عهده ؟ فهو قدوة الناس أجمعين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم . فما ثبت في عهده فهو الحق المسلم به وما لم يثبت فليس بصحيح . نعم لقد حصل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في اكثر من مرة ودليل من حفظ أقوى على من لم يحفظ . ففي سنن أبى داود ومسند أحمد ( عن أم أبان بنت الوازع بن زارع بن عامر العبدى ، عن أبيها ، أن جدها الزارع انطلق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فانطلق معه بابن له مجنون ، أو ابن أخت له مجنون ، قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : ان معي ابنا لي أو ابن أخت مجنون ، أتيتك به تدعو الله له ، قال " أئتني به "، قال: فانطلقت به اليه وهو في الركاب فأطلقت عنه ، وألقيت عنه ثياب السفر ، وألبسته ثوبين حسنين، و اخذت بيده حتى انتهيت به الى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : " أدنوه مني ، اجعل ظهره مما يليني " قال بمجامع ثوبه من أعلاه و أسفله ، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض ابطيه، و يقول : " اخرج عدو الله ،اخرج عدو الله" ، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول . ثم أقعده رسول الله ، صلى الله عليه و سلم، بين يديه ، فدعا له بماء فمسح وجهه و دعا له فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله- صلى الله عليه وسلم – يفضل عليه . و في مسند الأمام احمد أيضا عن يعلى بن مرة قال: رأيت من رسول الله ، صلى الله عليه و سلم، ثلاث ما رآها أحد قبلي ، و لا يراها أحد بعدى لقد خرجت معه في سفر حتى اذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها ، فقالت يا رسول الله : هذا الصبي أصابه بلاء و أصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة ، قال : " ناوليني " فرفعته اليه ، فجعله بينه و بين واسطة الرحل ثم فغر، فاه ، فنفث فيه ثلاثا، و قال : " بسم الله ، انا عبد الله ، اخسأ عدو الله " ، ثم ناولها اياه فقال: " القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل"، قال فذهبنا و رجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها ثلاث شياه ، فقال : " ما فعل صبيك ؟ " فقالت: و الذي بعثك بالحق ما أحسسنا منه شيء حتى الساعة ، فاجترر هذه الغنم ، قال : " أنزل خذ منها واحدة و رد البقية " . وبهذا الذي تقدم من حديث المصطفى صلى الله عليه و سلم و كفى بهما حديثين جليين عظيمين ترد على كل متأول أفاك كاذب لا يؤمن بدخول الجن في داخل جسد الأنسي. أما ما حدث من سلفنا الصالح و التابعين فهو كثير جدا، و نؤخذ منه مثلا من امام أهل السنة و الجماعة الأمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه و رحمه الله.( روي أن الامام أحمد كان جالسا في مسجده اذ جاءه صاحب له من قبل الخليفة المتوكل ، فقال : ان في بيت أمير المؤمنين جارية بها صرع ، و قد أرسلني اليك ، لتدعو الله لها بالعافية، فأعطاه الأمام نعلين من الخشب( أي قبقابين) و قال : اذهب الى دار أمير المؤمنين واجلس عند رأس الجارية و قل للجني : قال لك أحمد : أيما أحب اليك : تخرج من هذه الجارية ن او تصفع بهذا النعل سبعين ؟ فذهب الرجل و معه النعل الى الجارية و جلس عند رأسها ، و قال كما قال له الامام أحمد، فقال المارد على لسان الجارية : السمع و الطاعة لأحمد ، لو أمرنا أن نخرج من العراق لخرجنا منه ، انه أطاع الله و من أطاع الله أطاعه كل شيء . ثم خرج من الجارية فهدأت ، و رزقت أولادا . فلما مات الامام عاد لها المارد ، فاستدعى لها الأمير صاحبا من أصحاب احمد ، فحضر ، و معه ذلك النعل ، و قال للمارد : اخرج و الا ضربتك بهذه النعل. فقال المارد : لا أطيعك و لا أخرج ، أما أحمد بن حنبل فقد أطاع الله فأمرنا بطاعته ). وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ، أن صرع الجن للانس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للانس مع الانس . وهذا تلميذ شيخ الاسلام ابن القيم في كتابه القيم " الطب النبوي " يذكر لنا حديث ويفصل في موضوع الصرع وتلبس الجن، فيقول: ( أخرجا في الصحيحين ،من حديث عطاء بن أبي رباح ، قال : قال ابن عباس : " ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت بلى. قال:هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلي الله عليه وسلم ، فقالت : اني أصرع ، وانى أتكشف ، فادع الله لى. فقال : ان شئت صبرت ولك الجنة ، وان شئت دعوت الله لك أن يعافيك ، فقالت : أصبر . قالت : فانى أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف . فدعا لها" ). هذا ما كان من المرأة السوداء ، قال ابن القيم ( الصرع صرعان : صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية ، وصرع من الأخلاط الرديئة . والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه . وأما صرع الأرواح: فأئمتهم وعقلائهم يعترفون به ، ولا يدفعونه . ويعترفون : بأن علاجه مقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية ، لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة ، فتدفع آثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها . وقد نص على ذلك أبقراط في بعض كتبه ، فذكر بعض علاج الصرع ، وقال :هذا انما ينتفع في الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة وأما الصرع الذي يكون من الأرواح ، فلا ينفع فيه هذا العلاج . أما جهلة الأطباء و سقطهم و سفلتهم ، ومن يعتقد بالزندقة فضيلة، فأولئك ينكرون صرع الأرواح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع . وليس معهم الا الجهل ). ونكتفي الي هنا بما ذكر ابن القيم ومن أراد الرجوع الى الموضوع مفصلا فهو في الطب النبوي،ص 51 أما الواقع الذي نعيشه وعاشه غيرنا من المعالجين لهو اكبر وأكثر من أن يحصى عددا وكما، ولكن ليس كل الحالات التي يعالجها المعالجون هي تلبس وجن. فما نسمعه هذه الأيام من لغط حول ارجاع كل مرض الى الجن و المس و السحر و العين فما هو الا سفه وقلة علم وجهل مركب. فكثير من هذه الحالات تعود الى مشاكل وأمراض قد تكون عقلية وقد تكون عضوية وقد تكون نفسية سببها مشاكل اجتماعية والهروب من مواجهتها، فيلجأ الى المعالجين ظنا من هؤلاء أن الأمر قد يكون عينا أو سحرا أو تلبسا بالجن. ونسأل الله العافية من كل سوء لنا و لاخواننا المسلمين والمسلمات. آمين
__________________ (انا ساحرة الليالي لن اقبل بأي طلب صداقه اذا كان من شاب فرجاء عدم المراسله لا با الخاص ولا با الزوار لاني مراح ارد وبتصرف كأني ماشفت الطلب او الرساله -------------------------------------------- |
#10
| ||
| ||
مساكن الجن مساكن الجن (قال أبو محمد) عبدالله بن محمد بن جعفر بن حبان الأصبهاني المعروف بابي الشيخ في الجزء الثاني عشرمن كتاب " العظمة" وذكر بابا في الجن وخلقهم حدثنا محمد بن أحمد بن معدان حدثنا ابراهيم الجوهري حدثنا عبدالله بن كثير حدثنا كثير ابن عبدالله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عن بلال بن الحارث قال" نزلنا مع رسول الله عليه السلام في بعض اسفاره فخرج لحاجته وكان إذا خرج لحاجته يبعد فأتيته بأداوة من ماء فانطلق فسمعت عنده خصومة رجال ولغطاماسمعت أحدمن ألسنتهم قال اختصم الجن المسلمون والجن المشركون فسألوني أن أسكنهم فاسكنت المسلمين الجلس وأسكنت الجن المشركين الغور قال الراوي عبدالله ابن كثير قلت لكثير مالجلس وما الغور قال الجلس القرى والجبال , والغور مابين الجبال والبحار وهي يقال لها الجنوب , قال كثيرومارأيت أحدأصيب بالجلس إلا اسلم ولا أصيب بالغور الا لم يكد يسلم. ورواه الحافظ أبونعيم عن ابي محمد بن حبان عن محمد بن أحمد بن معدان وعن سليمان بن أحمد ثنا خالد بن النضر عن ابراهيم بن سعد الجوهري عن عبدالله بن كثير فذكره. وقال الزمخشري في ربيع الأبرار تقول الأعراب ربما نزلنا بجمع كثير ورأينا خياما وناسا ثم فقدناهم من ساعتنا يعتقدون انهم الجن وأن تلك خيامهم وقبابهم وروى مالك في الموطأ إنه بلغه أن عمر بن الخطاب أراد الخروج إلى العراق فقال له كعب الأحبار لاتخرج يا أمير المؤمنين فإن بهاتسعة أعشار السحراوالشر وفيها فسقة الجن وبها الداء العضال . وقال أبو بكر بن عبيد في مكايد الشيطان حدثنا القاسم بن هشام بن عمار ثنا عبدالعزيز بن الوليد بن أبي الثائب القرشي عن أبيه عن يزيد بن جابر قال مامن أهل بيت من المسلمين إلا وفي سقف بيتهم من الجن المسلمين إذا وضع غدائهم نزلوفتغدوا معهم وإذا وضعوا عشائهم نزلوا فتعشوا معهم يدفع الله بهم عنهم. وقال ابن ابي داود حدثنا أبو عبدالرحمنالأزمي حدثنا هشام عن المغيرة عن ابراهيم قال: لاتبل في فم البالوعة لأنه إن عرض منه شئ كان أشد لعلاجه حدثنا أحمد بن مالك ثنا عبدالوهاب عن سعيد عن قتاده عن سعيد بن أبي الحسن قال لا أرى بأسا ان يبول عند مثعبة . وعن زيد بن أرقم عن رسول الله عليه السلام أنه قال( إنه هذه الحشوش محضره , فإذا أتى احدكم الخلاء فليقل اللهم إني اعوذ بك من الخبث والخبائث ) ولفظة ان هذه الحشوش محضرةفاذا أراد أحدكم أن يدخل فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث . وروى ابن السني من حديث أنس عن رسول الله عليه السلام قال "هذه محضرة فاذا دخل احدكم الخلاء فليقل بسم الله وروى عبدالرازق في جامعة من حديث أنس أن رسول الله عليه السلام قال" إن هذه الحشوش محضرة فإذا دخلها أحدكم فليقل اللهم إني اعوذ بك من الخبث والخبائث" وقوله محضرة يعني يحضرها الجن فإذا قال المخلي هذا الدعاء احتجب عن أبصارهم فلا يرون عورته. فصل يدل على اطلاع الجن على عورات الناس عند إتيان الخلاء ما رواه الترمذي من حديث على بن ابي طالب أن رسول الله قال " ستر مابين أعين الجن وعورات أمتي اذا دخل أحدكم الخلاء أن يقول بسم الله " . قال الترمذي هذا غريب لانعرفة إلا من هذا الوجه وأسناده ليس بالقوي . وفي الصحيحين من حديث أنس كان رسول الله عليه السلام اذادخل الخلاء قال اللهم إني اعوذ بك من الخبث والخبائث . ورواه سعيد بن منصور في سننه فقال كان يقول بسم اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. فصل وغالب مايوجد في مواضع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والقمامين والشيوخ الذين تقرن بهم الشياطين وتكون احوالهم شيطانية لا رحمانية , يأوون كثيرا إلى هذه الاماكن التي هي مأوى الشياطين وقد جاءت الآثار بالنهي عن الصلاة فيها لأنها مأوى الشياطين. والفقهاء منهم من علل النهي بكونها مظنة النجاسة ومنهم من قال إنه تعبد لا يعقل معناه , والصحيح أن العلة في الحمام وأعطان الابل ونحو ذلك انها مأوى الشياطين , وفي المقبرة إن ذلك ذريعة إلى الشرك , مع أن المقابر تكون أيضا مأوى الشياطين. والمقصود أن أهل الضلال والبدع الذين فيهم زهدواعبادة على غيرالوجه الشرعي ولهم أحيانا مكاشفات ولهم تأثيرات ياوون كثيراإلى مواضع الشياطين التي نهي عن الصلاةفيها , لأن الشياطين تتنزل عليهم فيها وتخاطبهم ببعض الأموركما تخاطب الكهان وكما كانت تدخل في الاصنام وتكلم عابدي الأصنام وتفتنهم في بعض المطالب كما تفتن السحرة وكما يفتن عباد الأصنام وعباد الشمس والقمروالكواكب إذا عبدوها بالعبادات التي يظنون أنها تناسبها من تسبيح لها ولباس وبخور وغير ذلك فإنه قد تنزل عليهم شياطين يسمونها روحانية الكواكب وقد تقضي بعض حوائجهم , إما قتل بعضهم أو إمراضه وإماجلب بعض من يهوونه , أو إحضار بعض المال , ولكن الضررالذي يحصل لهم بذلك أعظم من النفع بل قد يكون أضعاف أضعاف النفع والله تعالى اعلم بالصواب.
__________________ (انا ساحرة الليالي لن اقبل بأي طلب صداقه اذا كان من شاب فرجاء عدم المراسله لا با الخاص ولا با الزوار لاني مراح ارد وبتصرف كأني ماشفت الطلب او الرساله -------------------------------------------- |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العلو الإيماني والمكر الشيطاني .... [حسين بن محمود] 14 ربيع الأول 1428ه | algdz | نور الإسلام - | 2 | 04-05-2007 09:03 PM |