عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2008, 10:10 PM
 
الصدقة تجلب النصر، وتقود للنجاح (الرجاء الاطلاع والتثبيت للأهمية)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم على سيد الأولين والآخرين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد...
فإن الله حين خلق هذا الكون المعجز، أودع فيه سننا وقوانين ثابتة، ومن هذه السنن التي اقتضتها حكمة الله، أن "الصدقة تجلب النصر وتزيد في الرزق"، وأن الإمساك يورث الذل والهوان، وهو ما سنبينه -إن شاء الله- من كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في السطور القليلة التالية، والله المستعان.
أولا: عَن جابر بْن عَبْد اللّه أنه قَالَ: خطبنا رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ فقال "أيها الناس! توبوا إلى اللَّه قبل ان تموتوا. وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وكثرة الصدقة في السر والعلانية، ترزقوا وتنصروا وتجبروا". رواه ابن ماجة.
ثانيا: عن أبي الدَّرداءِ قال: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم يقول: "ابغُوني في ضعفائِكُمْ، فإنَّما ترزقُونَ وتُنصرونَ بضعفائِكُم". رواه الحاكم والترمذي وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
معنى الحديث:"أن تحري المستضعفين في المجتمع والعالم، لنصرتهم والانفاق عليهم وإعانتهم في محنهم وشدائدهم، إنما هو مدعاة لنصر الله ورزقه" وهو للأسف ما غفل عنه المسلمون، وسبقهم في هذا المجال غيرهم من أهل الديانات الأخرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

عقوبة الامساك والبخل:

ثالثا: قال تعالى: (وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُحْسِنِين" (
البقرة 195).
(ليس المقصود بالنفقة هنا فقط - كما يتوهم البعض- النفقة على التسلح والحروب، فقد جاء في تفسير ابن كثير : عن ابن عباس, في قوله تعالى: "وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة،قال: ليس ذلك في القتال،إنما هو في النفقة أن تمسك بيدك عن النفقة في سبيل الله ولا تلق بيدك إلى التهلكة،قال حماد بن سلمة: كانت الأنصار يتصدقون وينفقون من أموالهم،فأصابتهم سنة فأمسكوا عن النفقة في سبيل الله،فنزلت: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة،وقال الحسن البصري: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة،قال: هو البخل.وجاء في تفسير الطبري: أن الأنصار كان احتبس عليهم بعض الرزق، وكانوا قد أنفقوا نفقات، قال: فساء ظنهم وأمسكوا. قال: فأنزل الله: وأنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلا تُلْقُوا بِأيْدِيكُمْ إلى التّهْلُكَةِ قال: وكانت التهلكة سوء ظنهم وإمساكهم. وعن مجاهد في قول الله: وَلا تُلْقُوا بأيْدِيكُمْ إلى التّهْلُكَة قال: تمنعكم نفقةً في حقَ خيفةُ العَيْلة. وعن عكرمة في قوله: وَلا تُلْقُوا بأيْدِيكُمْ إلى التّهْلُكَة قال: لما أمر الله بالنفقة فكانوا أو بعضهم يقولون: ننفق فيذهب مالنا ولا يبقى لنا شيء، قال: فقال أنفقوا ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، قال: أنفقوا وأنا أرزقكم. وعن الحسن في التهلكة, قال: أمرهم الله بالنفقة في سبيل الله،وأخبرهم أن ترك النفقة في سبيل الله التهلكة).

رابعاً:


قال تعالى: "هَا أَنتُمْ هََؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَمِنكُم مّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنّمَا يَبْخَلُ عَن نّفْسِهِ وَاللّهُ الْغَنِيّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمّ لاَ يَكُونُوَاْ أَمْثَالَكُم". (سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلمالآية(38).
فالإمساك سبب لاستبدال الفرد والأمة عن مكتسباتها، - وهو ما يعاني منه معظمنا هذه الأيام - وخصوصا الأمة العربية، وذلك يرجع - وفقا لنص الآية الكريمة - لتولينا وامساكنا، فالفرد حين يمسك عن النفقة، إن كان مستخلفا على نعمة دنيوية أو أخروية نزعها الله منه وأعطاها لآخرين أكثر إنفاقا منه (حتى وإن كانوا غير مسلمين)، وهو ما نتجرع مرارته في كثير من لمواقف اليومية، سواء على الصعيد الفردي أو الدولي، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

خامساً: "المنفق ميسر للوصول في كل ما يسعى له، والمقتر معسر عليه جميع أمره، ولا ينفعه ماله إذا تردى وهوى. قال تعالى:
"إِنّ سَعْيَكُمْ لَشَتّىَ * فَأَمّا مَنْ أَعْطَىَ وَاتّقَىَ * وَصَدّقَ بِالْحُسْنَىَ * فَسَنُيَسّرُهُ لِلْيُسْرَىَ * وَأَمّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىَ * وَكَذّبَ بِالْحُسْنَىَ * فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرَىَ * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدّىَ" (الليل).

سادساً:عن علي ابن أبي طالب (رض( قال: يا سبحان الله ما أزهد كثيرا من الناس في خير ، عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة ، فلا يرى نفسه للخير أهلا ، فلو كان لا يرجو ثوابا ولا يخشى عقابا لكان ينبغي له أن يسارع في مكارم الأخلاق ، فإنها تدل على سبيل النجاح، فقام إليه رجل وقال: فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم". رواه البيهقي.

النصر والرزق بالمفهوم الموسع: "جدير بالذكر أن مفهوم النصر لا يقتصر على خطوط القتال مع العدو، بل إنه يمتد ليشمل الكثير من المواقف التي تواجهنا كل يوم، في الحي والمدرسة والجامعة والسوق إلخ، فالنصر ما هو إلا الوصول إلى المراد، والتغلب على الخصوم والمنافسين. وبالمثل، فإن الرزق لا يقتصر على الحصول على المال، بل هو يشمل كل ميزة يسعد بها الإنسان كالزوجة والذرية الصالحة، والمسكن الواسع المريح، والمركب وغير ذلك مما يتمنى المرء من متاع الدنيا، وهو أيضا يمتد ليشمل الميزات الدينية، كأن يدعو أحدنا بأن يرزقه الله الحج أو الشهادة أو الذكر أوقيام الليل ونحو ذلك."

(ملاحظة: للاستفاضة في مسألة "الصدقة تجلب النصر وتزيد في الرزق"، الرجاء قراءة المقال الأصل " القواعد الإلهية للنصر والرزق" في مدونة " لحياة أكثر سعادة"، ففيها لمن أراد الاستزادة مزيد من التفصيل إن شاء الله، والله الموفق)

إخواني... أخواتي:

تبين لنا من السطور السابقة أن الإنفاق حاجة لنا كمنفقين، أكثر من حاجة من ننفق عليهم، فهو يدلنا على النجاح، وينصرنا على من عادانا وظلمنا، كما أنه يزيد في رزقنا، وهذه المقاصد يبحث عنها معظمنا،

ونحن في هذه الأيام بصدد موسم عظيم من مواسم الخير، وعلى أبواب شهر تضاعف فيه الأعمال والحسنات، وقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان (عليه وعلى آله الصلاة والسلام)، أجود بالخير في رمضان من الريح المرسلة.


فلنتذكر إخواننا في العراق والقرن الإفريقي ودارفور وغزة، وغيرها من المناطق المنكوبة، فهم في أمس الحاجة لتبرعاتنا هذه الأيام، فلنمد لهم يد المعونة ما استطعنا، بالتبرع للجمعيات الخيرية، أو - وهذا أضعف الإيمان - بالابتهال والتضرع لله أن يفرج همهم أو بالاستغفار لهم، فالاستغفار سبب لنزول الغيث، والمدد بالمال وتفريج الهموم، قال تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا


{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا {11}وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {12} نوح، والاستغفار أيضا سبب لتفريج الشدائد، فالشدائد ما هي إلا ذنوب ارتكبناها، وبالاستغفار تزول وتنجلي قال تعالى: "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {30} صدق الله العظيم.

وأخيرا، لا تنس أخي أن تقوم بواجبك بالتذكير بهذه المسألة في كل مناسبة وبكل الوسائل المتاحة لك، فذلك أدعى لأن يرحمك الله ويسعدك في الدنيا والآخرة، فقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) "إنما يرحم الله من عباده الرحماء"، و"من لا يرحم لا يرحم" رواها البخاري.
واعلم أخي أنك إن توانيت أو استهترت بهذه الوظيفة، فإنك تقع في محذور عظيم استخف به الكثير من المسلمين، هو: "التخلف عن الحض على طعام المسكين"
فقد قال تعالى: " أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ


{1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ {2} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {3} الماعون.
وقال أيضا: "خُذُوهُ فَغُلُّوهُ {30} ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ {31} ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ {32} إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ {33} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {34} فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ {35} وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ {36} الحاقة، وقال أيضا : "فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ {15} وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ {16} كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ {17} وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {18} وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا {19} وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا {20} كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا {21} وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا {22} وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى {23} يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي {24} فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ {25} وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ {26} (الفجر)
صدق الله العظيم، وبلغ رسوله الكريم، ونحن على ذلك إن شاء الله من المهتدين.


رحم الله من أعان على نشرها
"


فواللهِ لأنْ يَهدِيَ اللهُ بكَ رجُلاً خَيرٌ لكَ من أن يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَم"

صدق صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

مدونة (لحياة أكثر سعادة)

تم حذف الرابط بواسطة المُراقب
حيث يُمنع وضع روابط لمنتديات أخرى

التعديل الأخير تم بواسطة fares alsunna ; 09-05-2008 الساعة 11:18 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-05-2008, 11:19 PM
 
رد: الصدقة تجلب النصر، وتقود للنجاح (الرجاء الاطلاع والتثبيت للأهمية)


وبارك الله فيكم على الموضوع والفوائد والنصائح والتوجيهات القيّمة
وندعوا الله سُبحانه وتعالى بأن يتقبل منّا ومنكم ومن سائر أمّة محمد صلى الله عليه وعلى أل بيته الأطهار وأصحابه الأبرار الصيام والقيام والعتق من النار
والرحمة والمغفرة
للمسلمين والمُسلمات
الأحياء منهم والأموات
اللهم أمين...اللهم أمين...اللهم أمين
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-06-2008, 09:34 AM
 
رد: الصدقة تجلب النصر، وتقود للنجاح (الرجاء الاطلاع والتثبيت للأهمية)

__________________
أنا جروح في صورة انسان

أنا ذكرى منسية

أنا دموع واحزان

بأختصار أنا قصة

طويلة ما يحفظها كتاب
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسج خطير يمس المسلمين ..الرجاء الاطلاع عليه εïз][šнєяy مواضيع عامة 27 08-07-2008 11:56 PM
الرجاء الدخول للأهمية hearty smile أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 06-19-2008 01:32 AM
لكل أعضاء المنتدى..الرجاء الدخول للأهمية ayat helmy أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 46 10-17-2007 12:54 AM
الرجال والرمانسية سنيورة أمواج الحياة الأسرية 1 03-16-2007 11:18 PM


الساعة الآن 06:22 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011