عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2008, 07:38 PM
 
Post تفكر ساع،،،ة...موزون

تفكر ساعة

موزون



دكتور عماد عطا البياتي


الحمد لله رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المخلوقات، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وأصحابه وأتباعه خير الهداة والدعاة. أما بعد…
إن الإنسان لا يعيش وحده على هذا الكوكب، فلقد توصل العلماء حتى الآن إلى حصر ما يقدر بحوالي مليوني نوع من الكائنات الحية، هذا غير ما انقرض واندثر. وهذه الملايين من الكائنات الحية وبضمنها الإنسان تكون فيما بينها روابط معقدة غاية التعقيد، ولا بد لهذه الروابط أو العلاقات من نواميس مضبوطة غاية الانضباط حتى يمكن أن تسري الحياة كطوفان دافق دون خلل أو فوضى. هذا ما بينته مؤخراً العلوم الطبيعية، وما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى،

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ)(الحجر: 19)
(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)(القمر:49)
( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)(الفرقان: 2)




يعنى هذا أن الإنسان ليس مفصولاً عن غيره من الكائنات، رغم أنه سيد المخلوقات، لكن القانون الإلهي الكوني يضعها جميعاً تحت سيطرته، فإذا طغت ذرية نوع على نوع آخر، فإن ذلك يؤدي على المدى الطويل إلى خلل الموازين الدقيقة التي تحكم المخلوقات.
وتوازن هذه الملايين من الأنواع، يتطلب تنسيقاً على درجة هائلة من التنظيم والإبداع، ولهذا وكما نرى من خلال علومنا الحديثة قامت الحياة على مبادئ موزونة عظيمة جداً تبهر وتدهش من تأملها وتفكر فيها.

الأرانب تجتاح استراليا
عندما نزل المهاجرون الأولون استراليا لم يكن هنالك من الثدييات المشيمية إلا الدنجو وهو كلب بري، ولما كان هؤلاء المهاجرون قد نزحوا من أوربا فقد تذكروا ما كان يهيئه لهم صيد الأرانب من فرصة طيبة لممارسة الصيد والرياضة، وفي محاولة لتحسين الطبيعة في استراليا استورد "توماس اوستيل" نحو اثنى عشر زوجا من الأرانب وأطلقها هنالك، وكان هذا في سنة 1859م، ولم يكن لهذه الأرانب أعداء طبيعيون في استراليا، ولذلك فقد تكاثرت بصورة مذهلة وزاد عددها زيادة كبيرة فوق ما كان ينتظر وكانت النتيجة سيئة للغاية فقد أحدثت الأرانب أضراراً بالغة بتلك البلاد حيث قضت على الحشائش والمراعي التي ترعاها الأغنام، وقد بذلت محاولات عديدة للسيطرة على الأرانب وبنيت أسوار عبر القارة في كوينزلاند بلغ امتدادها (7 ميل) ومع ذلك ثبت عدم فائدتها، فقد استطاعت الأرانب أن تتخطاها، ثم استخدم نوع من الطعم السام ولكن هذه المحاولة بائت هي الأخرى بالفشل، ولم يكن الوصول إلى حل إلا في السنوات الأخيرة وكان ذلك باستخدام فيروس خاص يسبب مرضاً قتالاً لهذه الأرانب هو مرض "الحرض المخاطي" وقد لا يكون هذا هو الحل الأخير فقد أخذنا نسمع أخيراً عن ظهور أرانب حصينة لديها مقاومة كبيرة لهذا المرض في استراليا، ومع ذلك فقد أدى انخفاض عدد الأرانب هنالك إلى منافع جمة وتحولت مناطق البراري القاحلة والجبال المقفرة التي بقيت مجدبة عشرات السنين إلى مروج خضراء يانعة وقد ترتب على ذلك زيادة في الإيراد من صناعة الأغنام.
يقول العالم الذي يروي هذه الحادثة معلقاً: "والأمثلة التي ذكرناها فإنها تشهد بحكمة الخالق وتدبيره، فالتوازن الذي خلقه الله في سائر مظاهر الطبيعة يعتبر من النوع الدقيق، وقد تؤدي أية محاولة للتدخل فيه إلى أضرار بالغة ولذلك ينبغي أن يتريث الناس قبل أن يقدموا على أية محاولة لتعديل موازين الطبيعة فذكاء الإنسان اقل من أن يحيط بحكمة الخالق".

الطيور الجارحة
حدث في إحدى ولايات أمريكا الشمالية أن كانت بعض النسور والحدأة وغيرها من الطيور الجارحة تنحرف إلى حيث يعيش الإنسان، وكانت تسطو على أعداد قليلة من طيوره الداجنة، وتضايق الناس من هذا الهجوم، فصوبوا على الطيور الجارحة رصاص بنادقهم، فانطلق الرصاص بكثرة، وسقطت الطيور الجارحة، ونقصت أعدادها بكثرة، وارتاح الناس من بعض شرورها وأذاها… لكن إلى حين.
فإن ما حدث بعد ذلك كان نتيجة طبيعية إذ لم يشعر الناس بعد سنوات قليلة إلا بهجمات رهيبة تدمر محاصيلهم الزراعية، وكان المدمرون جحافل ضخمة من الأرانب البرية وهم على طول عهدهم بحياتهم هناك لم يروا مثل هذا الوباء من قبل… حدث بسبب الإنسان، فهو الذي أحدث ذلك الخلل جهلاً بموازين الله الكائنة بين مخلوقاته وذلك بقتله للطيور الجارحة التي تحد من تكاثر الأرانب البرية مع غيرها من المخلوقات كالطفيليات والجراثيم والحيوانات المفترسة الأخرى؛ وتوجهت بنادق الناس هذه المرة إلى الأرانب البرية والقوارض الأخرى فأبادت منها أعداد كبيرة وظن الناس انهم قد استراحوا، ولكن لم تمض إلا سنوات أخرى قليلة حتى وجدوا الجو من فوقهم ملغماً بالطيور الجارحة، طيور لم يشهدوا لكثرتها مثيلاً!!. والسبب هو توفر الصيد السهل والذي يتمثل بجثث الأرانب البرية التي أصابتها البنادق فتكاثرت الطيور الجارحة بشكل خطير، وبدأت من جديد بالهجوم على دواجن الناس، وهكذا أصبحت الحرب سجالاً لسنوات طويلة، إلا أن تدخل واحد من علماء الطبيعة وأشار إليهم بعدم التدخل في مثل هذه الموازين الحساسة وإلا لانقلبت عليهم أثقالاً، وعندئذ تختل حياتهم وحياة البيئات الطبيعية المتوازنة التي خلقها الله بقدر معلوم.
وقد كان… فعندما ألقى الناس بنادقهم، عاد التوازن كما كان، وسار كل شيء في حدوده المرسومة وكما قدره الخالق من قديم الزمان.

نبات الصّفير المائي
الصّفير المائي هو نبات معروف يعيش في أمريكا الجنوبية فوق المسطحات المائية مثل البحيرات والأنهار ذات التدفق البطيء، حيث يكوّن على سطحها سجادة منبسطة. وقد أخذ الإنسان اليوم بالعمل على انتشاره عبر المناطق الاستوائية، وقد أدى هذا إلى انتشاره بسرعة كبيرة في الظروف الدافئة. تبين فيما بعد أن لهذا النبات أضرار بالغة جداً حيث يعيق العديد من مجاري المياه عبر المناطق الاستوائية كما يؤدي إلى الإضرار بالكائنات الحية التي تعيش في مياه تلك البحيرات والأنهار.

ميكروبات مفيدة في أمعاء الإنسان
يوجد في أمعاء الإنسان عشرات الأنواع والأجناس من الميكروبات التي تعيش داخل الأمعاء في بيئة متوازنة. ولاحظ الأطباء أن وجود هذه الميكروبات في أمعائنا لازمة من لوازم حياتنا لأنها تأخذ منا الغذاء والحماية، وتعطينا مقابل ذلك فيتامينات هامة جداً لحياتنا، ولو غابت هذه الميكروبات عنا لسرت الفوضى في أبداننا، ولحلت الأمراض والأوجاع، لخلل وقع بين عالمين متوازنين متعاونين… عالم الكائنات الدقيقة المقيم في أمعائنا، وعالم الإنسان الذي يعتمد عليها فيما تقدم من خدمات لا تقدر أجسامنا على تأديتها، وهذا هو عين ما يحدث نتيجة الاستخدام العشوائي غير المدروس للمضادات الحيوية التي يتناولها الإنسان ساعة المرض فتؤدي إلى قتل هذه الكائنات الدقيقة المتعايشة مع الإنسان فيتحول الدواء إلى سم وداء وتحدث المضاعفات والأمراض التي لم تكن لتظهر لولا هذا الاستخدام العشوائي لتلك المضادات الحيوية.

لقد كانت الحياة موزونة بمائها وترابها وهوائها ومخلوقاتها، وسارت على هذا الحال ملايين السنين لكن عندما نشط الإنسان الحديث وبدأ يرسي قواعد صناعاته وينشئ مدنيته ويغير في موازين الأمور دون ضابط أو رابط بدأت الموازين تختل وظهر أثرها في أمور كثيرة لا نكاد نحصيها عدا.
فتلوث الماء والهواء والتراب والغذاء، إنما هو شيء طارئ تسبب فيه الإنسان وقد احدث خللاً في الميزان.
وانقراض أنواع من النبات والحيوان أو تخلخل أعدادها إنما كان بسبب جهل الإنسان ببعض الروابط البيئية والطبيعية والحيوية التي تؤثر في موازين الخلق، وعندما تلاعب فيها حدث الاضطراب وكان الخسران.
ثم إن ظهور بعض أمراض العصر الحديث إنما جاء نتيجة حتمية لخلل في موازين البيئة الحالية، وطبيعي أننا غير مفصولين عنها ولابد أن تؤثر فينا، إن خيراً فخيراً، وإن شراً فشراً… كل هذا يتوقف على تعامل الإنسان مع موازين الله المنصوبة في الكون.

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ)(الحجر: 19)
(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)(القمر:49)
( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)(الفرقان: 2)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-08-2008, 09:26 PM
 
رد: تفكر ساع،،،ة...موزون

يعطيك العافيه على النقل الجميل جدآ مشكور تقبل مروري
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-10-2008, 06:58 PM
 
رد: تفكر ساع،،،ة...موزون

شكراً جزيلاً على المرور
بارك الله فيكم
جزاكم الله خير
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-05-2008, 10:50 PM
 
رد: تفكر ساع،،،ة...موزون

__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-06-2008, 06:32 PM
 
رد: تفكر ساع،،،ة...موزون

شكراً جزيلاً على المرور
بارك الله فيكم
جزاكم الله خير
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:22 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011