|
قناة عيون العرب الإخبارية أخبار يومية, اخبار حصرية, أخبار سرية, اخبار سياسية, أخبار طريفة, أخبار غريبة, أخبار العرب, اخبار العالم |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
الخبر: قصف اسرائيلي لشاطىء البحر في غزة في 9-6- 20 قرات هذا الخبر اليوم والدمع يدرف من عيني ^4444^ صابرة لم أكن أعرف كم كنت أعني لوالدي عندما سماني هدى حتى أصير "هدى غالية"، فهو اصر على تسميتي كذلك مقابل إسم صابرة الذي اختارته امي، وكان يقول لي عندما اصبحت في الرابعة انني هدية وغالية وان اسم صابرة يصيبه بالتشاؤم على عكس امي التي كانت ترى ان اختيارها واقعي اكثر على اساس ان الصبر هو السلاح الوحيد الذي سيفتح لنا ابواب الفرج." صابرة يا مجنوني هدهودي نور عيوني" يصدح صوت والدي يوميا على الغداء "محرقصا" والدتي واخوتي الصبيان الثلاثة الذين يهاجمونه بصوت واحد: "وليش احنا ما قعدناش فحضنك قد ما هدى بتقعد"؟ ويجيبهم:"عجبكن عجبكن ما عجبكمش فيكن تاكلو بالمطبخ"، وأرد له التحية بعشرة اضعافها مسددة الفاتورة مجموعة قبل على وجنتيه. في المقابل كانت امي تصر على مناداتي صابرة قائلة انها ترى نفسها فيني خصوصا عندما اساعدها في تنظيف الاواني المنزلية وترتيب الاسرة. المح حسرتها بقلبي وهي تجدل ضفائري قبل الخروج الى السوق او الزيارة او تحضيرا للمدرسة عندما بلغت السادسة، وتقول لي :"الله يبعتلك عريس زي ابوكي مفش زلمي أرجل منو وأحن على بيتو اكتر منو... بس ما بيمنع تكون جيبتو اسمك شوي". وأرد، وانا التي لا افهم ماذا يعني المال واعتبر الالعاب والحلويات التي يجلبها لي ثروة لا تقدر بثمن، بانني اريد عريسا مثله "وانشالله ميكنش معاه فلوس"... وكانت تعض على شفتيها وتقول:"صابرة وحتضللي صابرة". صرت في السابعة وبدأت اغار من التلفزيون الذي يخطف والدي مني لحظات طويلة خصوصا اذا كان اصدقاء واقرباء في منزلنا ويبدأ كلام الجميع الذي لا افهمه:"والله ابو مازن رجل دولة... لا يا زلمي متآمر عالحكومة... هنية مع الناس اكتر... خصبالك وايش يسوي ابو مازن اكتر من اللي يسويه يا بدنا بلد يا ما بدناش... بكتع (اقطع) ايدي لو ماكانوش جماعتو ورا المشاكل... لا ما تكتعهاش لان البركة بحماس ما خلوش حدا ما بهدلوه... خليها مقاومة اسلامية حتى آخر معاشات (رواتب) بجيوبنا... إي بدهن ديموكراتية ولما نختار حماس بيحاصرونا وبيجوعونا... لا طويلة على رقابهن". وعندما يقترب من سريري على عادته كل ليلة ليأخذ قبلة النوم كنت ارفض وادير وجهي لاعنة التلفزيون والزوار والسياسة واقول له:" خللي ابو مازن وهنية يعطوك بوسة" فيضحك ويرد: "سامحيني سامحيني واذا ما عطيتيني بوسي مش حنام"، فاسامحه قبل ان يكمل كلامه واعطيه عشر قبلات. الجمعة الماضي، طلبت الى ابي ان نذهب الى البحر تكفيرا عن خطف السياسة له، فشد الرحال مع امي واخوتي الثلاثة وانهمكنا في بناء قصر من الرمل قال انه سيكون شبيها ببيت الزوجية عندما اكبر، لعبنا في البحر وكان يدافع عني كلما رشني اخوتي بالماء المالح فيترك الرمل الساخن قافزا فوق الموجة ليحميني ويرد الرذاذ على من اطلقه فيهرب اخوتي الى الرمل ويلحق بهم مطاردا هاتفا:" والله لكسرهم تكسير اذا رشوكي بعد، العبي على كيف كيفك وناديلي... بس ناديلي اذا تغالظوا حتلاقيني جنبك". اغيب في نوبة ضحك وانا أمد لساني للزعران المبلولين من الماء والخوف. قبل ان تجف ضحكتي اسمع صوت انفجارات متلاحقة وارى غيمة من دخان اسود تنطلق من الشاطىء صعودا كأنها اعصار جرف معه الرمل واللحم والدم. انادي ابي وما ناديت في حياتي سواه فلا ارى سوى جموع تتراكض في كل اتجاه احتماء من الاسوأ. عرفت انه تعرض لمصيبة لانه لا يمكن ان يتركني ثانية واحدة في هذا الموقف، اجد نفسي محمولة على اذرع رجال لا اعرفهم، اسأل عن ابي فيأتيني الجواب "طبطبة" على رأسي مرفوقة بآيات قرآنية... يأتيني الجواب. ابي وامي واخوتي الثلاثة قضوا بقصف الجيش الاسرائيلي لشاطىء غزة، أرفض الذهاب الى البيت، أريد ان اراهم. تأخذني جارتي الى المدفن في بيت لاهيا، اركع على قدمي امام جثة ابي وابدأ النحيب: "سامحني، انا اللي اخذتك عالبحر، انا اللي تدلعت عليك قبل ما اعطيك بوسي، يا ريتك ضليت بالبيت قدام التلفزيون، انا هدهوتك رد عليي الله يخليك، حطيت راسي على حضنك كل عمري وهلق كل عمري راح لما حطيت راسك على حضني، ليش ما اخدوني معك؟ لمين تركوني؟". تعينني جارتي على العويل مكملة بالسياسة هذه المرة: "الله ياخدهم، الله يقبرهم، الله لا يوفق اللي يساعدهم، الله يعذب روحك يا شارون الف سنة، الله يفرجيني فيك يوم يا اولمرت ويمحي كل ...". ازحف على قدمي وجارتي تولول الى جثة امي، يزيحون الكفن عن وجهها فاتوقف تماما عن البكاء واقترب من اذنها متمتمة:"معك حق... صابرة ومليون صابرة". *** الخبر: قصف اسرائيلي لشاطىء البحر في غزة في 9-6- 2006 ادى الى مقتل وجرح العشرات بينهم خمسة من افراد عائلة غالية. رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت اعتذر ووعد بفتح تحقيق مؤكدا ان الجيش الاسرائيلي هو اكثر الجيوش "اخلاقية" في العالم. ابو مازن واسماعيل هنية اعلنا انهما سيتبنيان الطفلة هدى بشكل رمزي ويتكفلان بمعيشتها وتعليمها. |
#2
| ||
| ||
رد: الخبر: قصف اسرائيلي لشاطىء البحر في غزة في 9-6- 20
الله يعطيك الف عافية على الموضوع والله ان عيوني دمعت وانا اقرأ الموضوع هذا مع اني عارفة الموضوع من زمان بس احب اصحح لك معلومة ان اللي تكفل بالبنت وتبناها هو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس دبي ونائب رئيس الدولة عندنا واللحين هي بالامارات موجودة ومعروفه قصتها عندنا
|
#3
| ||
| ||
رد: الخبر: قصف اسرائيلي لشاطىء البحر في غزة في 9-6- 20
يعطيك العافية ابوكرم قصة جميلة وشيقة ولو لم تحدد اسم هدى غالية لتاهت القصة بين العشرات والمئات قصص الموت والتشرد المطلق لأطفال فلسطين.... كما لم يكن محمد الدرة حالة وحيدة وكما استغربنا التركيز الذي حظي به استشهاده وكانه لا يتكرر رغم القوائم الطويلة لاسماء الشهداء الاطفال على ثرى الوطن الجريح كذلك ليست هدى غالية حالة وحيده من نوعها ونحن نستغرب هذا التركيز عليها وكانها لا تتكرر -باستمرار- باسماء جديدة ومواقع جديد من الوطن الجريح
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عروس البحر | osha | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 6 | 05-31-2007 02:13 PM |
حورية البحر .. | قطو متهور | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 1 | 08-27-2006 08:39 AM |