عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيــون الأقسام العلمية > تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل

تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل كتب مجانية, كتب عربية للتحميل, كتب ألكترونية, كتب اجنبية, كتب تعليمية, مراجع عربية,كتب للتحميل, كتب للقراءة.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 08-20-2005, 11:41 PM
 
مشاركة: كتاب حوار مع صديقي الملحد (مصطفى محمود)

الفصل التاسع عشر
فزنا بسعادة الدنيا وفزتم بالأوهام

قال صاحبي .. وكانت في نبرته فرحة رجل منتصر :
- مهما اختلفنا ومهما طال بنا الجدل فلا شك أننا خرجنا من معركتنا معكم منتصرين فقد فزنا بسعادة الدنيا وخرجتم أنتم ببضعة أوهام في رؤوسكم .. وماذا يجدي الكلام وقد خرجنا من الدنيا بنصيب الأسد .. فلنا السهرة والسكرة والنساء الباهرات والنعيم الباذخ واللذات التي لا يعكرها خوف الحرام .. ولكم الصيام والصلاة والتسابيح وخوف الحساب .. من الذي ربح ؟

- هذا لو كان ما ربحتموه هو السعادة .. ولكن لو فكرنا معًا في هدوء لما وجدنا هذه الصورة التي وصفتها عن السهرة والسكرة والنساء الباهرات والنعيم الباذخ واللذات التي لا يعكرها خوف الحرام .. لما وجدنا هذه الصورة إلا الشقاء بعينه .

- الشقاء .. وكيف ؟

- لأنها في حقيقتها عبودية لغرائز لا تشبع حتى تجوع، وإذا أتخمتها أصابها الضجر والملال وأصابك أنت البلادة والخمول .. هل تصلح أحضان امرأة لتكون مستقر سعادة، والقلوب تتقلب والهوى لا يستقر على حال والغواني يغرهن الثناء .. وما قرأنا في قصص العشاق إلا التعاسة فإذا تزوجوا كانت التعاسة أكبر وخيبة الأمل أكبر لأن كلا من الطرفين سوف يفتقد في الآخر الكمال المعبود الذي كان يتخيله .. وبعد قضاء الوطر وفتور الشهوة يرى كل واحد عيوب الآخر بعدسة مكبرة .. وهل الثراء الفاحش إلا عبودية إذ يضع الغنى نفسه في خدمة أمواله وفي خدمة تكثيرها وتجميعها وحراستها فيصبح عبدها بعد أن كانت خادمته .. وهل السلطة والجاه إلا مزلق إلى الغرور والكبر والطغيان .. وهل راكب السلطان إلا كراكب الأسد يوما هو راكبه ويوما هو مأكوله .. وهل الخمر والسكر والمخدرات والقمار والعربدة والجنس بعيدًا عن العيون وبعيدًا عن خوف الحرام سعادة .. وهل هي إلا أنواع من الهروب من العقل والضمير وعطش الروح ومسئولية الإنسان بالإغراق في ضرام الشهوة وسعار الرغبات .. وهل هو ارتقاء أم هبوط إلى حياة القرود وتسافد البهائم وتناكح السوائم ..
صدق القرآن إذ يقول عن الكفار .. أنهم :

(( يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ )) محمد – 12.

فهو لم ينكر أنهم يتمتعون ولكن كما تتمتع الأنعام ـ وكما ترعى السوائم .. وهل هذه سعادة ـ وهل حياة الشهوة تلك إلا سلسلة من الشبق والتوترات والجوع الأكال والتخمة الخانقة لا تمت إلى السعادة الحقة بسبب .. وهل تكون السعادة الحقة إلا حالة من السلام والسكينة النفسية والتحرر الروحي من كافة العبوديات .. وهل هي في تعريفها النهائى إلا حالة صلح بين الإنسان ونفسه وبين الإنسان والآخرين وبين الإنسان والله .. وهذه المصالحة والسلام والأمن النفسي لا تتحقق إلا بالعمل .. بأن يضع الإنسان قوته وماله وصحته في خدمة الآخرين وبأن يحيا حياة الخير والبر نية وعملاً وأن تتصل العلاقة بينه وبين الله صلاةً وخشوعًا فيزيده الله سكينة ومددًا ونورا .. وهل هذه السعادة إلا الدين بعينه .. ألم يقل الصوفي لابس الخرقة .. نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف .. والذين عرفوا تلك اللذة .. لذة الصلة بالله والصلح مع النفس .. يعلمون أن كلام الصوفي على حق .

- ألم تكن مثلنا من سنوات تسكر كما نسكر وتلهو كما نلهو وتسعد هذه السعادة الحيوانية التي نسعدها وتكتب الكفر بعينه في كتابك الله والإنسان فتسبق به إلحاد الملاحدة فماذا غيرك من النقيض إلى النقيض ؟

- سبحانه يغير ولا يتغير .

- أعلم أنك تقول أن كل شيء بفضل الله .. ولكن ماذا كان دورك .. وماذا كان سعيك ؟

- نظرت حولى فرأيت أن الموت ثم التراب نكتة وعبثـًا وهزلا ورأيت العالم حولى كله محكمًا دقيقـًا منضبطـًا لا مكان فيه للهزل ولا للعبث .. ولو كانت حياتي عبثا كما تصور العابثون ونهايتها لا شيء .. فلماذا أبكى ولماذا أندم ولما أتحرق وألتهب شوقـًا على الحق والعدل وأفتدى هذه القيم بالدم والحياة .

رأيت النجوم تجرى في أفلاكها بقانون .. ورأيت الحشرات الاجتماعية تتكلم والنباتات ترى وتسمع وتحس .. ورأيت الحيوانات لها أخلاق .. ورأيت المخ البشرى عجيبة العجائب يتألف من عشرة آلاف مليون خط عصبي تعمل كلها في وقت واحد في كمال معجز .. ولو حدث بها عطل هنا أوهناك لجاء في أثره الشلل والعمى والخرس والتخليط والهذيان وهي أمور لا تحدث إلا استثناء .. فما الذي يحفظ لهذه الآلة الهائلة سلامتها ومن الذي زودها بكل تلك الكمالات .

ورأيت الجمال في ورقة الشجر وفي ريشة الطاووس وجناح الفراش وسمعت الموسيقى في صدح البلابل وسقسقة العصافير وحيثما وجهت عينى رأيت رسم رسام وتصميم مصمم وإبداع يد مبدعة .
ورأيت الطبيعة بناءً محكمًا متكاملا تستحيل فيها الصدفة والعشوائية .. بل كل شيء يكاد يصرخ .. دبرنى مدبر .. وخلقنى مبدع قدير .

وقرأت القرآن فكان له في سمعي رنين وإيقاع ليس في مألوف اللغة وكان له في عقليّ انبهار .. فهو يأتى بالكلمة الأخيرة في كل ما يتعرض له من أمور السياسة والأخلاق والتشريع والكون والحياة والنفس والمجتمع رغم تقادم العهد على نزوله أكثر من ألف وثلاثمائة سنة .. وهو يوافق كل ما يستجد من علوم رغم أنه أتى على يد رجل بدوى أميَّ لا يقرأ ولا يكتب في أمة متخلفة بعيدة عن نور الحضارات .. وقرأت سيرة هذا الرجل وما صنع .. فقلت .. بل هو نبي .. ولا يمكن أن يكون إلا نبي .. ولا يمكن لهذا الكون البديع إلا أن يكون صنع الله القدير الذي وصفه القرآن .. ووصف أفعاله .

قال صاحبي ـ بعد أن أصغى باهتمام إلى كل ما قلت .. وراح يتلمس الثغرة الأخيرة :
- فماذا يكون الحال لو أخطأت حساباتك وانتهيت بعد عمر طويل إلى موت وتراب ليس بعده شيء ؟

- لن أكون قد خسرت شيئـًا فقد عشت حياتي كأعرض وأسعد وأحفل ما تكون الحياة .. ولكنكم أنتم سوف تخسرون كثيرًا لو أصابت حساباتى وصدقت توقعاتى .. وإنها لصادقة سوف تكون مفاجئة هائلة يا صاحبي .

ونظرت في عمق عينيه وأنا أتكلم فرأيت لأول مرة بحيرة من الرعب تنداح في كل عين ورأيت أجفانه تطرف وتختلج .
كانت لحظة عابرة من الرعب .. ما لبث أن استعاد بعدها توازنه .. ولكنها كانت لحظة كافية لأدرك أنه بكل غروره وعناده ومكابرته واقف على جرف من الشك والخواء والفراغ وممسك بلا شيء .

قال لي بنبرة حاول أن يشحنها باليقين :

- سوف ترى أن التراب هو كل ما ينتظرك وينتظرنا .

- هل أنت متأكد .

وللمرة الثانية انداحت في عينيه تلك البحيرة من الرعب .
قال وهو يضغط على الحروف وكأنما يخشى أن تخونه نبراته :

- نعم . . .

قلت :

- كذبت .. فهذا أمر لا يمكن أن نتأكد منه أبدًا .

وحينما كنت أعود وحدى تلك الليلة بعد حوارنا الطويل كنت أعلم أنى قد نكأت في نفسه جرحًا .. وحفرت تحت فلسفته المتهاوية حفرة سوف تتسع على الأيام ولن يستطيع منطقه المتهافت أن يردمها .

قلت في نفسي وأنا أدعو له .. لعل هذا الرعب ينجيه .. فمن سد على نفسه كل منافذ الحق بعناده لا يبقى له إلا الرعب منفذًا .

وكنت أعلم أنى لا أملك هدايته .. ألم يقل الله لنبيه ..
((إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء )) القصص- 56.

ولكنى كنت أتمنى له الهداية وأدعو له بها فليس أسوأ من الكفر ذنبًا ولا مصيرا .




~تمـــــــت~
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 08-28-2005, 09:45 PM
 
مشاركة: كتاب حوار مع صديقي الملحد (مصطفى محمود)







جميل جدا ...

لكنه بحاجة للقراءة بتمعن

سلمت يداك

لكن .. !!!

الا تعتقد ان كتابة مثل هذا الموضوع سيكون بمثابة سلاح ذو حدين .. ؟؟

تحيـــــــتي ..

__________________
** ساظل اذكركم أذا جن
الدجى ..
او أشرقت شمس على
الازمان
سأظل أذكر احبة هم في الفؤاد مشاعل الايمان ..
ساظل اذكركم بحجم محبتي ..
فمحبتي فيض من الوجدان **
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 08-29-2005, 07:02 AM
 
مشاركة: كتاب حوار مع صديقي الملحد (مصطفى محمود)

اهلا اختي صديقة القمر

نورتي الموضوع


الكتاب مفيد جداً وبالفعل حساس للغاية ويتحدث عن أمور غيبية كثيرة

ولكن يجب قرائته بتمعن .. واذا واجهتك مشاكل في فهمه فلا تتردد في وضع هذه المشاكل لنقوم بشرحها

تحياتي لك اختي الكريمة

وشكرا لتواجدك

ابوهايل
__________________
°عيون العرب°
°ملتقى العالم العربي°
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 11-08-2005, 06:27 AM
 
مشاركة: كتاب حوار مع صديقي الملحد (مصطفى محمود)

تسلم يداتك يابوهايل

جهد تشكر عليه بالفعل

تحياتي

ابوخالد
__________________
منتديات عيون العرب
( صور حب - صور زهور -تحميل صور - صور كرتون - صور رومانسية متحركة - صور ورود و ازهار - صور ميكي ماوس - كاريكاتيرات روعة روعه - صور نوافير رائعة رائعه - مسجات شوق - صور رومانسية متحركة - صور سيارات جديدة - صور مساجد - برنامج المؤذن - Download Msn Messenger 9.0 - برنامج flv Player for mac - Bmw بي ام دبليو 2008- نغمات Mp3 - العاب للبنات فقط - كلمات رومانسية - صور ازهار - مسجات- تحميل كتب توبيكات ملونة توبيكات توبيكات للماسن توبيكات ملونة اناشيد يوتيوب يو تيوب مركز تحميل صور مقاطع فيديو مركز تحميل الصور تحميل صور صور رومانسية رسائل حب موقع باربي صور عيون منتديات صور بنات تحميل الماسنجر مسجات حب مسجات ثيمات العاب للبنات فقط mobile9 برامج الماسنجر مكياج خلفيات تحميل العاب صور أنمي ترجمة نصوص العاب تلبيس تلبيس باربي العاب ماريو sitemap صور سيارات برامج جوال رسائل الجوال موقع باربي اكواد جافا العاب بنات فساتين صور تلوين اليوتيوب صور نكت 2008 نكت 2009 مقاطع صوتية مقاطع فيديو للتحميل صور حلوه موسوعة الصور دليل مواقع صور قلوب تحميل برامج windows live messenger 9 عيون العاب فلاش برامج برامج جوال وموبايل Drivers برامج صوت وفيديو تحميل العاب جديدة برامج شبكات برامج حماية برامج إدارة النظام برامج تصميم وفوتوشوب نسخ اقراص و DVD برامج كمبيوتر الكمبيوتر كتب عربية تحميل كتب عربية برامج اطفال برامج بورتابل portable برامج عربية ومعربة برنامج هندسة معمارية برنامج ضغط وفك ضغط تعاريف الأجهزة وخدمات أخرى برامج المكتبة برامج منوعة موقع برامج العاب بنات العاب مسجات مرض منتديات صور صدام حسين العاب تلبيس العاب باربي العاب ترتيب غرف العاب طبخ العاب مغامرات العاب اكشن العاب ميك اب العاب مكياج العاب بنات منوعة hguhf hguhf fkhj tr' )
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 02-12-2006, 03:37 PM
 
مشاركة: كتاب حوار مع صديقي الملحد (مصطفى محمود)

العفو اخي ابوخالد وشكرا للمرور
__________________
°عيون العرب°
°ملتقى العالم العربي°
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشعر الصريح في غزل المليح (عبد الله) قصائد منقوله من هنا وهناك 2 05-14-2008 10:18 AM
الفصل الاول من روايت(البطاقة السحريه) أبو أسامة قصص قصيرة 2 10-15-2007 12:58 AM
هل تريدون حفظ كتاب الله... إليكم هذه الفكرة ؟!! tayba06 نور الإسلام - 11 05-22-2007 01:05 PM
صديقي يامن كنت صديقي رام أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 01-01-2007 10:03 PM
من هم الشيعه ( حوار ) .........ارجو الدخول للمعرفة........ فراس الحلو نور الإسلام - 0 07-07-2006 09:32 PM


الساعة الآن 02:40 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011