|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#26
| ||
| ||
رد: قصة رائعة عنوانها الجندي الأبيض ما رايكم بهذه الاجزاء ........... و الله هذه أحلى و اروع و اجمل قصة قرأتها في حياتي .... سأنزل الباقي بعد دقائق
__________________ A friend gives hope when life is low... A friend is a place when you have nowhere to go... A friend is honest... A friend is true... A friend is precious and that my friend is YOU |
#27
| ||
| ||
رد: قصة رائعة عنوانها الجندي الأبيض - لندا ... هل أنت بخير .. لندا .. استيقظي أرجوكِ .. فتحت عيني بتعب ورأيت وجه جاميان ينظر إلي بقلق فأفقت بسرعه وانا أنظر إليه بعدوانيه .. كنت مستلقيه على أريكه .. ولكنني في اللحظة التاليه اكتشفت أنه كان مجرد كابوس مرعب .. وقلت وانا التقط أنفاسي : - لقد كنت أحلم حلما سيئا جدا .. قال جاميان برقه : - كان يبدو ذلك واضحا ،، لذلك أيقظتك .. ثم نظرت إلى الأريكة الأخرى، كانت بعيدة وكان هناك رجلان يقفان على راس جيرودا وقد خلعا عن نصفه العلوي الملابس السوداء والدرع الفضي وظهر جسده المليء بالجراح فقال جاميان : - لقد أحضرت أطباء من أجل جيرودا .. يقولون أن حالته خطيرة جدا .. تساءلت : - كم مر من الوقت .. وأين سبيرسو ؟؟ - عندما عدت وجدتك نائمة على الأرض بجانب أريكة جيرودا وبيدك ضماده مبللة فحملتك إلى هنا وتولى الأطباء علاج جيرودا .. لم تكملي العشر دقائق منذ عودتي ،، وسبيرسو داخل هينوا .. إنه يعدها للرحلة .. كنت مازلت مستاءة من الكابوس فتسائل جاميان : - هل كنت موجودا في الحلم السيء؟؟ نظرت إلى جاميان وحاولت أن ابتسم وقلت : - لماذا تسأل..؟؟ - تنظرين إلي بشك وغضب .. وعندما فتحتي عينيك شعرت أنك تريدين قتلي.. - (ضحكت) .. لا تشغل بالك إنه مجرد حلم غبي لا يمكن أن يكون حقيقيا! - هذا جيد ، المهم أنك لا تبغضينني بسببه! ابتسم جاميان بلطف وبادلت ابتسامته بأخرى ، ثم وقف واتجه ناحيه الأطباء ولكنه توقف في منتصف الطريق وقال بامتنان : - اشكرك على العناية بأخي ... قلت بجديه : - إنه أخي أيضا يا جامي .. أرجو أن لا تنس ذلك أبدا .. ابتسم جاميان وهو يهز رأسه موافقا لكلامي ثم أكمل طريقه،، كانوا يجرون الخياطة للجروح ولم أحب المنظر كثيرا ففضلت الابتعاد ووقفت عند السور الحديدي المطل على المركبة هينوا، كانت مركبة كبيرة ورائعة وقد كتب عليها ه ي ن و ا بحروف كبيرة وبعيدة عن بعضها مما أثارإعجابي .. كنت لا أريد لجاميان أن يحزن ثانية، يكفي أنه فقد والدته بسببي .. ودعوت الله في قلبي أن يحمي جيرودا .. كنت خائفة جدا من أن نفقده .. سيسبب ذلك أزمة كبيرة لجاميان .. ولي أيضا فأنا أقدر ذلك الشاب كثيرا، لكنني غضبت لأنني صفعته في الحلم ! ذلك الحلم اللعين يجعلني مضطربة جدا ولكنه سيزول تأثيره قريبا مثل كل الكوابيس، ونظرت إلى الأريكة فوجدت الكتاب الكبير والقلادة موضوعة إلى جانبه بعناية .. تذكرت والدة جاميان الرائعة .. لقد هربت أنا مثل الحمقاء الجبانه وتركتها تواجه الموت بسببي .. أعتقد أنها لم تسامحني قبل موتها .. اقترب جاميان من خلفي وقال بالهمس: - لقد أوصت بالكتاب لكي .. وهذا معناه أنها تحبك كثيرا ، ذلك الكتاب كان غال على قلبها ... التفت مندهشة وقلت باستغراب : - أنت تعرف ؟؟ كيف .. نظر لي جاميان وقال : - وجهك معبر.. أنا لا أقرأ الأفكار ولكنني أشعر بما تفكرين فيه أحيانا .. تذكرت ما سمعته عنه وعن رهافة الحس وقلت : - أنا حقا معجبة بذلك .. اقترب ووقف إلى جواري ثم قال: - معجبة بماذا .. بي؟؟ - هيا .. كف عن هذا.. لا تحاول سحب الكلام مني أيها المتحاذق ... - هل أنت معجبة بقرآتي لأفكارك .. - أنا التي سمحت لك بقرآتها .. لا تكن مغرورا .. ضحكت و ضحك جاميان أخيرا وصمت للحظة وهو ينظر باتجاه جيرودا الذي كان نائما وتسائلت : - أين ذهب الأطباء ؟؟ - لقد عادوا من حيث أتوا .. إنهم أصدقائي .. وهم لن يخبروا أحدا بذلك .. - هذا جيد .. أتمنى أن تتحسن صحة جيرودا.. تنحنح سبيرسو لينبهنا إلى قدومه ثم تسائل : - كيف هي حالة تالتن الآن ؟؟ هيا جاميان عليك أن تخبرني كيف أصبح تالتن أخوك فجأة .. وكيف تحول اسمه إلى جيرودا؟؟ ابتسم جاميان بلؤم وقال : - كنت أقصد أنه أخي في الدم والوطن .. نظر سبيرسو بشك وقال مازحا وهو يلوح بسبابته مشيرا إلى جاميان : - أعرفك عندما تكذب .. يمكنك أن تخدع الكل عداي .. ابتسمت وشاهدت الموقف بصمت .. اعترف جاميان أن جيرودا هو شقيقه قال لسبيرسو قصة فراقهما بإيجاز ، ظلا يتحدثان لبعض الوقت، بينما توجهت أنا إلى الاريكة التي تحمل جيرودا ونظرت إلى وجهه المتعب ، شعرت أنه فقد بعض الوزن لكن عضلاته كانت مفتوله وأدهشتني لأنها كانت غير واضحة عندما كان يرتدي الزي العسكري .. فجأه شعرت أنه لا يتنفس .. تحسست نبضه .. ---------------------------------------------------------------------------- التقطت انفاسي براحة .. كان يبدو لي نبضه منتظما واسعدني ذلك جدا .. لقد توهمت أنه لا يتنفس فعلا .. وبعد قليل جلست على الأريكة أتصفح وأشاهد خريطة الأرض .. عندما أحسست بجاميان يجلس بقربي نظرلي للحظة ثم نظر في الكتاب وقال : - إنها الأرض .. هذه هي بلدك إنها هنا .. أشار جاميان إلى الموقع الصحيح تماما فابتسمت ثم نظرت إليه وقلت : - أنت تعرف الخريطة جيدا .. نظر لي بلطف وقال : - كان علي ان أحضر أجمل وأروع وأذكى فتاه .. ولكن .. قلت باستغراب : - ماذا ؟ .. ضحك جاميان وهو يقول برومانسية : - لقد أحضرتها بالفعل .. وذلك جعل حياتي مرهونة بها .. نظرت حولي وقلت لكي أغير الموضوع : - صحيح أين سبيرسو؟؟ - أنت مهتمة به وكأنه ولدك التائه .. ولكن لا بأس .. لقد ذهب ليحضر بعض الطعام فنحن لم نأكل شيئا .. أغلقت الكتاب ورجعت للخلف مريحةً ظهري على الأريكة ، بينما وقف جاميان وتوجه أمام بعض الأجهزة يفعل شيئا ما لا أدري كنهه .. وعاد سبيرسو بعد وقت قصير محملا بأكياس الطعام وهو يقول بسرعة فزعا: - يبدو أنهم سيأتون إلى هنا .. أظن أن علينا الرحيل بأسرع وقت ممكن .. قال جاميان باهتمام : - أين سمعت ذلك؟؟ - سمعت بعضهم يتحدث في المتجر عن سرقة ايموكيا ،، الجميع يتهمك بذلك ويتحدثون عن هروب لندا وأن الملك سيرسل جيش بانشيبرا للتفتيش عنكم في منطقة سلاو- هينوا .. قال جاميان باكتئاب : - الجيش ؟؟ لقد أصبح موقفنا صعبا ياصديقي .. هيا سبيرسو عد إلى منزلك، لقد ساعدتنا بما فيه الكفاية إنهم لا يعلمون بأمرك ويمكنني قيادة هينوا .. ثم نظر تجاهي وقال باسما : - سوف تعتني لندا بي وبجيرودا ، أنا أعرف ذلك .. نظر سبيرسو بقلق وقال معترضا : - لا .. لن أذهب إلى أي مكان .. سأذهب معك .. اقترب جاميان ووضع يده على كتف سبيرسو وقال بصرامه : - لا مجال للنقاش ، هل تريد والدتك أن تموت إذا فقدتك .. هيا وخطيبتك أيضا، إنها فتاة طيبة وبحاجة إليك .. فترة صمت وتبادل نظرات ثم قال جاميان بحزم : - سبيرسو .. أنا آمرك بالعودة .. نظر سبيرسو بحزن إلى جاميان ثم قال بعينين دامعتين : - سأشتاق إليك .. يا صديقي .. ثم عانق سبيرسو جاميان بقوة وجاميان يقول : - لن أنساك أبدا ، ولا تنس أن توصل سلامي إلى بيكا ووالدتك .. هز رأسه موافقا ثم توجه ناحية جيرودا ونظر إليه نظرة أخيره حزينه وانصرف بسرعه نازلا السلم الحديدي .. صاح جاميان : - شكرا على الطعام .. ووقف جاميان متأثرا للحظة ولكنه انتبه في اللحظه الأخيره وقال: - هيا علينا أن نسرع بقدر الإمكان .. ثم اتجه فورا ناحية جيرودا وحمله بعد بعض المعاناه لأن الجروح كانت تملأ جسده، واتجه به ناحية المركبة .. وقال بصوت محبوس : - أحضري أكياس الطعام واصعدي خلفي .. بسرعة تحركت وحملت الأكياس ثم أخذت الكتاب والقلاده و صعدت خلف جاميان الذي وضع جيرودا على أقرب سرير وصل إليه .. قام جاميان بربط جيرودا جيدا ببعض الشرائط و الأحزمة الموضوعة في السرير .. وضعت الأكياس على الأرض واقترب جاميان مني ثم قال : - الآن ستتحررين يا مالكة قلبي! نظرت بعيدا لكي أخبيء خجلي .. وقلت وقد احتبست أنفاسي : - شكرا .. لك .. ثم أمسكت بكف جاميان ووضعت فيه قلادة ايموكيا وقلت : - لقد كاد جيرودا أن يضحي بنفسه من أجل ايصالها إليك .. ابتسم جاميان ثم أخذها وعلقها حول رقبتي وقال : - انا سأخبئها هنا ... فهو مكان جميل وآمن .. ابتسمت فأمسك جاميان بيدي وسحبني نحو قمرة القيادة .. ثم أجلسني إلى جانبه وقال : - ستكونين مساعدتي عند الانطلاق .. - نعم .. هذا يشرفني أيها الجندي الأبيض .. قام جاميان بتشغيل المركبة الكبيرة ولكن سرعان ماسمعنا صفاره داخل المركبه، ثم تحولت الإضاءه للون الأحمر ونظر جاميان بقلق إلى عداد موضوع داخل المقود .. اتسعت حدقتا جاميان في رعب وصاح : - لقد وضع أحدهم مفجرا ... كان أمامنا بالفعل عشر دقائق فقط ... وقفت وأنا بغاية الذهول وعاد جاميان وصاح برعب : - أسرعي ليس لدينا متسع من الوقت ! علينا أن نركض ... سوف تنفجر هينوا ... ----------------------------------------------------------------------------- - ركضت أنا وجاميان بسرعه نحو سرير جيرودا وبدأنا بفك الأربطة بتوتر وخوف جعلتنا نتأخر ثوان إضافيه وصاح جاميان وهو يحمل جيرودا بصعوبة : - لا أصدق أن سبيرسو يفعل شيئا كهذا .. لماذا؟؟ لقد خدعني ببساطه بعد ان اعتمدت عليه !! هو الوحيد الذي دخل إلى هينوا .. لقد كان عميلا ... وصلنا في خلال دقيقة إلى بوابة المركبه وحاولت فتحها لكنها كانت مغلقه اوتوماتيكيا .. أجلس جاميان جيرودا وأسند ظهره على الجدار وحاول فتح الباب أو كسره فلم يستطع ضرب الباب بكل قوته ،، كان جاميان حائرا جدا .. وتذكرت أنني لم احضر الكتاب فاندفعت إلى الداخل وصاح جاميان : - إلى أين ؟؟ - الكتاب ... قلت ذلك بسرعه وأنا أركض في الممر الصغير فتعثرت في أكياس الطعام وسقطت رأيت الكتاب أمامي فحملته بسرعه وعدت إلى البوابه فلم أجد جاميان ، كان جيرودا فاقدا لوعيه وركضت بحثا عن جاميان ولكنه عاد ورأيته واقفا ينظر إلى بهدوء .. لم أقل شيئا ونظرت للبوابه الكبيره فقال بخفوت وقد استحال وجهه إلى لون أحمر: - لن يمكنني فتحها أبدا، تفقدت مخرج الطوارئ الوحيد .... لقد قتلونا، وقعنا في فخهم !! ظللت أنظر له بإشفاق كبير وقلت: - لا بأس يا جاميان .. هل أنت خائف من الموت؟ جلس جاميان إلى جوار شقيقه النائم على الأرض وقال بيأس : - لا .. فلقد تمنيت ذلك عند سماع خبر موت أمي ... لكن .. أخفى جاميان وجهه بين ذراعيه واقتربت منه وجلست بقربه فعاد يقول بصوت مبحوح : - لقد خذلتك ... لم أكن قويا كفايه لأحمي الأشخاص الذين أحببتهم فعلا .. لم أحم أبي ولا أمي ... ولم أحم جيرودا ... والآن ، أنت ... ثم رفع رأسه وانحدرت دمعة لؤلؤيه من عينيه وتابع وهو يمسك بكتفي : - أرجوك سامحيني .. لندا .. أنا أحبك كثيرا .. لم أكن أتمنى أن يحصل ذلك .. وضعت يدي على فمه ليسكت وقلت : - لا .. يا جاميان .. أنت بطلي الوحيد وانت لم تخذلني أبدا، يكفي أنك ضحيت بحياتك من أجلي ، لقد فقدت أمك من أجلي وأنا لا أستحق كل هذا .. شعرت بدموعي تذرف رغما عني فمسحها جاميان بيديه وهو يفعل ذلك للمره الثانيه وقال بهمس : - أرجوك لا تبكي ... أريد أن أراك آخر مره وانت تبتسمين .. شعرت بخوف حقيقي لأن االموت كان يقترب مع كل دقيقة تذهب .. ونظر جاميان إلى عنقي وتحولت نظرته اليائسه إلى اندهاش وقال : - ايموكيا .. نظرت إلى القلادة الدائرية في رقبتي وكانت اللؤلؤه الشفافة قد شعت بنور أرزق قوي وجميل ، وسمعنا صوت جيرودا يقول بتعب : - إن ايموكيا تعمل ... مستحيل!! التفت جاميان نحو جيرودا بفرحة وقال : - جيرودا أنت بخير .. إنك تتكلم !! حاول جيرودا الجلوس وساعده جاميان وفجأة توقفت صفارة الإنذار وعاد الضوء الأبيض الطبيعي إلى المركبه .. قلت باندهاش كبير: - لقد توقفت القنبله .. نظر جاميان حوله بسعادة ولكن جيرودا قال بإرهاق وهو يمسكني ويمسك جاميان ويغمض عينيه : - القنبلة لم تتوقف ... بسرعة نظرنا نحو جيرودا مندهشين من كلامه لكننا لم نجد الفرصة للكلام مرة أخرى وسمعت فجأه صوت انفجار رهيب جزء من الثانيه تحطمت الجدران حولي واشتعلت النيران وطار جسدي من قوة الانفجار بعيدا .. لم أر أي شيء ولكنني تأكدت أنها نهايه حياتي ... نيران اندلعت في كل مكان وضاع الكتاب من يدي ثم ارتطمت بالدرج الحديدي الذي كان في المدخل خارج المركبه ,, سقطت بقوة وشاهدت النيران حولي .. حدث ذلك بسرعة الرمش بالعين ... و ...... ظلام تام .. فقد أغمي علي ولم أعد أشعر بأي شيء .. ----------------------------------------------------------------------------- فتحت عيني بصعوبه وأنا متأكده أنني ميته الآن وسوف أحاسب على أعمالي .. وعندها فزعت وانا أرى شخصا يحدق بي .. كانت عيونه غريبه جدا وواسعة وتشبه القطط .. جلست بسرعه وقال ذلك القط شيئا بسرعة وباندهاش بلغة لم أفهمها ثم خرج خارج المكان .. تعجبت كثيرا كان لون شعره أصفر فاتحا جدا،، تشوبه خصلات بنيه ، وكان يشبه الإنسان العادي عدا عينيه .. الغرفة التي كنت فيها كانت غايه في الإبهار .. ألواح من الزجاج في كل مكان، وانا أرى نور الصباح يشق طريقه في كل مكان، كنت ارتدي ثيابا بيضاء حريريه وكان شعري مرتبا ومربوطا خلف رأسي بشريطة بيضاء أيضا .. وقفت وخرجت إلى الخارج وشاهدت شاطئا رائعا تركوازيا .. المدينه بيوتها بيضاء نظيفه وجميله وكان الهواء عليلا جدا .... تساءلت : - أين أنا ؟؟ هذا غريب جدا .. ويرعبني .. ولكنني رأيت أناسا يقتربون من بعيد مع صاحب الشعر الأصفر الفاتح .. كانت هناك فتاه لها شعر وردي وعينان تشبهان القطط يضا .. لقد كان البؤبؤ طويلا وليس دائريا وتكلمت معي .. لم أفهم ولا كلمه ... قلت وانا ألوح بيدي : - أنا لم أفهم شيئا .. تقارب حاجبيها واستدارت تكلم الجماعة القطط الذين جاؤوا معها ونظر لي صاحب الشعر الأصفر الفاتح بتأمل غريب .. عادت الفتاة وأشارت إلى صدرها وقالت : - بيدوريدا ... ثم أشارت نحوي ففهمت أنها تطلب معرفة أسمي فقلت : - لندا .. ابتسمت الفتاة بسعادة بالغة ثم أشارت ناحية الشاب صاحب الشعر الأصفر وقالت : - لوريس .. ابتسمت له وبادلني الابتسامة ملوحا بيده .. كنت مستغربة جدا وانا لا أعرف كيف جئت إلى هنا؟؟ أسئلة كثيرة تدور برأسي .. أين جاميان وجيرودا ؟؟؟ اين قلادتي ؟؟ هل مت؟؟ هل هذا هو العالم الآخر ؟؟ شتتت الفتاه انتباهي وهي تقدم لي شابا آخر له شعر كحلي وتقول : - راي .. ابتسمت فقال صاحب الشعر الكحلي : - أعروف لغتك.... انتا اسمكا لندا؟؟ ضحكت بقوة وقلت : - نعم .. اسمي لندا لكن لهجتك غريبة ولكن لا بأس يمكنني فهمها .. رد صاحب راي بابتسامه: - هدا جيد ... هل يمكنوكا أن تأتي معنا؟؟ قلت : - لحظة يا راي .. يجب أن تجيب على أسألتي أولا .. - موافق .. - أين أنا ؟؟ - ستعرفون ذلك لا هقا .. نظرت وقلت بغضب : - لا ليس لاحقا .. الآن .. سالته الفتاه عن شيء فرد عليها وتكلم مع صاحب الشعر الأصفر المدعو لوريس ثم التفت إلي وقال : - كونتو اترجم لهم .. أنت في عصر أيموكيا .. لم أفهم شيئا وقلت : - كيف جئت إلى هنا؟؟ أرجوك أنا متحيره .. حك راي رأسه وقال مستغربا : - ما المعنى ؟؟ أنا لم يفهم الكلمه الأخيرة .. زفرت بضيق ولم أقل شيئا وتكلمت الفتاه معه مرة ثانيه فقال : - المديرين سيخبرك عن كل شيء ، هو سيتكلم معكا جيدا جدا .. ------------------------------------------------------------------------ - لم يكن لدي خيار آخر .. وتوجهت معهم إلى مكان المديرين الذي قال عنه ذلك الشاب الذي لا يتقن لغتي جيدا .. ركبنا شيئا طائرا يشبه عربات الملاهي الملونه وعندما وصلنا شاهدته ... كان قصرا مهولا ويرتفع عن الأرض .. قلت في نفسي " لا ليس ملكا آخر ,, رجاء!! " تأملت المكان المركبات كانت زجاجية وملونة وتطير في السماء ... تلك المدينه غريبة جدا وتشعرني بأنني في حلم فضائي .. تسائلت في نفسي ... أين جاميان وجيرودا ؟؟ هل أصابهما مكروه ؟ وعندما وصلنا إلى مستوى البوابة امتد جسر زجاجي والتصق ببوابة المركبة نزل راي أولا وتبعته وسار البقية خلفنا وتوقف عند باب القصر ثم قال : - هنا بيت المديرين ... مديرين كل ايموكيا وهو لطيف و غدور جدا ... لم يعطني فرصة لأسأل عن معنى كلمة غدور هذه ؟؟؟ لقد أمسكت نفسي عن الضحك بصعوبة كبيرة .. وسرت خلفه حتى دخلنا في ممر كبير مليء باالأعمده الرخاميه ومفروش أرضيته بفرو أبيض ناعم جدا ورائع ، سرنا على الفرو الأبيض حتى وصلنا إلى بوابه زجاجية كبيرة وعندما فتحها الحراس الذين يشبهون القطط دلفنا إلى الداخل .. وعندها شاهدت القط الكبير ...أقصد شاب يجلس على أريكة فخمه وحوله فتيات وحرس وخدم ... له شعر أحمر وعينان خضراوان طبعا .. تشبه القطط .. توقفت أمامه و تراجع الجميع إلى الخلف فتكلم معه راي لبعض الوقت ثم نظر نحوي الشاب وقال بلغة جيده : - أجلسي هنا .. ثم وضع يده إلى جانبه فتوجهت وجلست إلى جواره فشهقت الفتاه صاحبة الشعر الوردي " بيدوريدا " وخرجت بسرعة .. نظرت لها باستغراب فقال الشاب : - لا بأس .. فأنا لم أدع أحد يجلس إلى جانبي أبدا عدا خطيبتي .. أنا رئيس ايموكيا.. قلت باندهاش : - من فضلك يا سيدي الرئيس .. أنا لا أعرف كيف جئت إلى هنا .. نظر لي وهو يسند ظهره على الأريكة براحة وقال : - أنت لغز أيتها الفتاة فأنت غريبة ... هل أنت ملاك النصر ؟؟ ماذا يقول هذا الغبي .. ملاك ماذا ...؟؟؟ بالطبع لم أجد ما أقوله فتابع حديثه : - لقد سقطت فجأة ووجدك الناس على الشاطيء، وكنت تعلقين حول رقبتك قلادة ايموكيا الأثرية التي سرقها الحارس المناور وكانت معه شياطين الكواكب .. منذ مايقرب ألفي عام مضت .. زادت حيرتي ووشعرت بالدوار وأكمل الرئيس : - وكان معك كتاب مكتوب بلغة سكان ايموكيا ... ويوضح المثلث الجغرافي للكواكب الحية في الكون... قلت : - حقا.. هل كان الكتاب معي ... قال الرئيس شيئا لراي فانطلق الشاب وتابع الرئيس وهو يقف : - تعالي معي سأريك شيئا .. سرت خلفه بصمت ونزلنا سلما زجاجيا حتى وصلنا إلى مكان رخامي وبه أسرة بيضاء مغطاة بالزجاج وبكل الفرحة والدهشة صرخت : - لا ... إنه جاميان ... وو , و .. هذا جيرودا .. نظر الرئيس إلي بشك وقال : - أنت تعرفينهما إذا ..... لم أكن مع الرئيس بتاتا وكنت سعيدة جدا برؤية جاميان وجيرودا .. وقلت : - هل هما بخير ؟؟؟ - نعم .. لكن اعترفي، أنت ملاك النصر أليس كذلك ... ؟ نظرت له باندهاش وقلت : - أنا مجرد فتاة من كوكب الأرض ... ابتسم الرئيس وقال : - وهما .... ارتبكت قليلا ولكنني قلت : - إنهما من كوكب آخر .. الأخضر ... - وكيف التقيتم إذا ؟؟؟ قل باستسلام : - إنها قصة طويلة إذا أردت أن أحكيها لك ... - موافق .. صعدنا مرة ثانية وحكيت لرئيس ايموكيا قصتي ولكن ليس بالتفصيل، وعرفت أن ايموكيا هو كوكب صغير غير معروف يقع وسط مثلث الكواكب الحية .. ثم حكى لي رئيس ايموكيا عن اسطورة غريبة وقال : - في كتبنا القديمة يقول أجدادنا إنه عندما يجتمع ثلاثة رجال أقوياء من كواكب مختلفة على حب فتاة استطاعت تشغيل القلاده فإنها ستصبح عندها ملاك النصر لكوكب ايموكيا وتستطيع أن تدمير عدو ايموكيا الفازع .. لأنهم سيعطونها التذكارات .. وبعدها سيظهر الفنار.. قلت باندهاش وانا لم أفهم نصف الكلام : - هل تقصد أنني تلك الفتاه التي استطاعت تشغيل القلاده ؟؟؟ - بالتأكيد . ابتسمت وأنا أقول بلا مبالاة : - ولكنني .. لم أحقق الشروط .. فلم يجتمع أي شخص على حبي .. حتى وإن حدث ... فالكواكب... قال الرئيس بهدوء : - بلى ... لقد اجتمعت الشروط!! ------------------------------------------------------------------------- لم يرد الرئيس أن يقول المزيد عن تلك الأسطورة وبالطبع لم أقل شيئا فأنا لم أصدقها من الأساس وعدت إلى جاميان وجيرودا اللذان ارتديا زيا ابيض ورافقني الشاب صاحب الشعر الأصفر الفاتح والمدعو لوريس .. كان يرافقني كظلي ، حتى عندما تناولت طعاما جيدا يشبه طعام الأرض كان يقف خلفي .. حاولت فتح الزجاج الذي يغطي جاميان ولكنني لم استطع ونظرت إلى لوريس ففهم ما أريده وقام بفتح الغطاء بطريقة ما .. لم تمر خمس دقائق حتى بدأ جاميان بفتح عينيه وقال لوريس بلغتي : - لتخدير هو كان بالزجاج .. فهمت أن الزجاج وضع لتخدير جاميان وجيرودا واستفاق جاميان ثم نظر إلي وقال : - ما هذا ... لندا ؟؟ هل متنا؟؟ قلت بسعاده : - لا يا عزيزي ، نحن هنا .. لقد ذهبنا إلى أرض أخرى ، نحن بأمان ... قال جاميان بفزع وهو يحاول الجلوس : - كيف ..؟ م ... وجيرودا .. هل حصل له مكروه ؟؟ التفت ونظرت إلى لوريس وقلت : - من فضلك افتح غطاء الشاب الآخر .. ثم أشرت إلى صندوق جيرودا الذي رآه جاميان فقام مسرعا ونظر إليه .. فتح لوريس صندوق جيرودا وقال جاميان وهو ينظر إلي بلطف : - لقد شفيت جروح جيرودا ... منذ متى ونحن في غيبوبة اصطناعية ؟؟ قلت باستغراب : - لا أعلم فقد أفقت بالأمس فقط .. نظرت إلى لوريس وقلت : - منذ متى ونحن هنا؟ نظر لي لوريس وقال : - لست يفهم جملا جديدة ... أنا غير يتكلم للغة .. فهمت قصده وقال جاميان شيئا ما بلغة لا أفهمها فأشرق وجه لوريس وأجاب .. بدأ بينهم حوار طويل وانا أشعر بالغيظ لأنني الوحيدة البلهاء هنا ، ولكنني لا حظت أن جيرودا بدأ يستفيق فقلت بفرح : - جيرودا .. توقف جاميان عن الكلام ونظر إلى جيرودا الذي فتح عينيه باستغراب وقال : - لا أصدق لقد متنا معا .. ضحكت أنا وجاميان وقال جاميان : - مازلت حيا يا ليليان الأحمر لا تخف ... ابتسمت عندما تذكرت أسماءهم يوم التتويج في بانشيبرا ... إنه مكان مختلف تماما عن هنا .. أخبر جاميان جيرودا سبب وجودنا هنا ثم قال : - لقد بقينا هنا مدة شهر كامل .. شهقت باندهاش ونظرت إلى لوريس صاحب الشعر الأشقر وقلت : - غير معقول .. نظر جاميان نحوي ثم عاد يقول : - لقد رعاك الشاب و شقيقته لمدة شهر كامل هكذا أخبرني منذ لحظات ... حدق لوريس بنا بصمت شديد .. كان ذلك الشاب غامضاا جدا ، حتى أثناء حديثه مع جاميان كان متحفظا وبطيئا في ردوده .. تساءلت باستغراب: - لكن جاميان ... كيف استطعتما التفاهم؟؟ قبل أن يرد جاميان دخل احدهم إلى المكان بسرعه .. ففزعت ونزل جيرودا ووقف إلى جوار جاميان .. كان الشاب غريبا جدا له شعر أبيض طويل وعينان قويتان وليست من عائلة القطط وكان طويلا ويلبس ملابس غريبة مليئة بالأحزمه ويمسك رمحا ضخما بيده .. قال بصوت عال : - لوريس أخرج .. نظر لوريس بحدة إلى الشاب وقال شيئا بلغة لا أفهمها فتمتم جاميان : - يا إلهى! لم تمض لحظة من الحوار الغير مفهوم حتى صوب رمحة نحو لوريس واقترب فاستل لوريس سيفه .. قال جاميان شيئا ما .. فالتف الإثنان نحوه والشرر يملأ عينيهما ... قلت لجيرودا : - ماذا قال ؟؟؟ لماذا ينظرون إليه هكذا؟؟ ----------------------------------------------------------------------------- - أمسك جيرودا بيدي وقال وهو يسحبني للخارج : - هيا نحن لا علاقة لنا بهذا الأمر .. صحت وأنا أقاوم جيرودا : - وما علاقة جاميان هو الآخر ؟؟ لقد أفاق منذ لحظات انه لا يعرفهم .. لم يجب جيرودا وظل يسحبني حتى خرجنا وهناك شاهدت رئيس ايموكيا ينظر إلي بسعادة غريبه وقال : - أهلا بملاك النصر ! نظر جيرودا نحوي بذهول واحتبست الكلمات وهو يقول : - هذا مستحيل ... إنها هي بالفعل !! شعرت أن هناك شيئا يعرفه الجميع وأجهله .. ونظرت خلفي فرأيت جاميان يخرج غاضبا وخلفه لوريس والشاب صاحب الشعر الأبيض .. ونظروا لرئيس ايموكيا فتوقفوا .. وقلت : - في الحقيقة أنا لم أفهم شيئا مما حدث .. اقترب الرئيس وأمسك بذراعي ثم سحبني وهو يقول : - لا بأس ، دعي هؤلاء الفتيه المجانين وتعالي معي فقد حان وقت الغداء .. شعرت بالغيظ ولكنني سرت وراء الرئيس .. في غرفتي بدلت ثيابي وارتديت فستانا كحليا له حزام أبيض عريض .. ثم خرجت مع الفتاه القطه بيدوريدا متوجهة إلى ميعاد الرئيس الذي قال فيه أنه سيشرح كل شيء .. وعندما وصلنا إلى هناك كان الرئيس يجلس على أريكته كالعاده فخرجت الفتاه بيدوريدا قبل أن تراني وأنا أجلس إلى جوار الرئيس .. ضحك الرئيس عليها وقال : - إنها فتاة غريبة الأطوار ... اكتفيت بابتسامة وقلت : - إنها رقيقة وخجوله .. كنت انتظر أن يخبرني الرئيس عن أي شيء لكنه ظل صامتا لفتره حتى دخلت فتاة أخرى ... كانت فتاة جميلة جدا لديها شعر أسود ناعم وطويل تركته منسدلا وعينان جميلتان وهي ليست من عائلة القطط واقتربت الفتاة ثم حيت الرئيس بأدب فقال الرئيس بعد أن سمح لها بالجلوس على الأريكة المقابلة : - إنها مخطوبتي الأميرة راما ... وقفت بسرعة وابتعدت من جوار الرئيس وقلت : - علينا إذا أن نبدل أماكن الجلوس ... وقفت الأميرة أيضا وضحك الرئيس ثم قال : - لا تتقلقي بشأن ذلك ، الأميرة راما سوف ترافقك في جوله .. مارأيك ؟؟ قلت بفرحة : - موافقه .. اقتربت الأميره راما وكانت ترتدي فستانا ورديا وابتسمت برقة ثم قالت : - يسعدني مرافقتك يا ملاك النصر ... لم يشرح لي الملك شيئا وانطلقنا بمركبة جميلة لها سائق ودارت بنا في أرجاء المدينة الزجاجية الرقيقة .. كان هناك الكثير من القطط ... أقصد الناس يسيرون في الشوراع النظيفة المرصوفه .. ورأيت الأطفال لأول مره من شهور فأنا لم أر أي واحد منهم في بانشيبرا وتساءلت عن السر؟؟ وابتعدنا خارج المدينه لأرى جبالا بيضاء جميلة جدا وتوقف بنا السائق ونزلنا نركض انا والأميرة في تلك المنطقة الجميلة ... نزل السائق من العربة وخلع قبعته ونظر بعيدا ،، عرفته .. لقد كان نفسه الفتى صاحب الشعر الأبيض والذي كان يحمل رمحا طويلا .. وسار بضع خطوات فقالت الأميرة : - ما رأيك أن أقوم بمداعبة شقيقي أقوى محارب .. سأرى ما يمكنني فعله .. ابتسمت وتركتني الأميرة ثم توجهت نحو الشاب ودفعته بقوة ، ويبدو ان الشاب تفاجأ من الحركة الغريبه فوقف عند أطراف الجبل وكاد يسقط ولكنه نظر إلى شقيقته الأميرة بسرعة موبخا لها ... ضحكت الفتاة بسعادة وابتسمت رغما عني فقد كان الموقف مضحكا ، ولكن حصل أمر غريب فقد بدأت الصخور تحت قدمه تتفتت وبلمح البصر سقط الشاب وصرخت الأميرة بفزع : - رايو ... رايووو ركضت بسرعه ونظرت إلى الأسفل كان رايو القوي متعلقا بالأحجار ولكن القفاز الذي يرتديه لم يساعده على التشبث جيدا فقلت وأنا أمد يدي : - هيا تمسك بيدي .. كنت متوترة جدا وكنت خائفة أن لا أستطيع حمله وركضت الأميرة نحو المركبة وأجرت اتصالا للنجدة .. نظر نحوي بصعوبة وصرخ : - لا أستطيع ترك يدي ... حاولت الوصول إلى يده ولكنه كان بعيدا بعض الشيء .. ماذا علي أن أفعل يا الهي ،، لو سقط من هنا فإنه لن يخرج أبدا ... مددت أصابعي باستماته ... ولكنني انزلقت فجأة وسقطت فوق رايو فأسقطته معي ... سقطت بقوة وطرت وسط الغيوم وشعرت برايو يمسك بي وكأننا نقوم بهبوط مظلات وصاح رايو : - لا تخافي .. --------------------------------------------------------------------------- - فجأة تعلقنا ... كان رايو يمسك بشيء ما سلم متحرك ربما .. نظرت إلى الأعلى فرأيت مركبة تنزل نحونا وأمسك الرجال بالداخل بي أولا وانا ارتجف من هول الصدمة .. ثم صعد وركب رايو بعدي ، وكان قلبي يدق بسرعه مما حصل لي .. وظللت صامته ، كنت بحاجة ماسة لرؤية جاميان فقد أصبحت أعيش في عالم عجيب لا أعلم مايجري فيه ... تساءلت مالذي حدث بعد ما انفجرت هينوا ؟؟ كان لايموكيا علاقة بما حصل وبوجودنا هنا .. قطع صوت رايو سلسلة أفكاري : - شكرا لك لأنك حاولت مساعدتي ... نظرت إلى رايو وقلت : - إنه أقل واجب أقوم به .. ليس عليك شكري .. ثم ضحكت وقلت : - لقد كدت أودي بحياتك ... حاولت مساعدتك فأسقطتك !! اقترب رايو قليلا ثم قال : - لقد كنت تودي بحياتك من أجل انقاذي .. أنا أقدر ذلك فعلا .. ارتبكت قليلا فلم أجبه عن أي شيء ... واكتفيت بابتسامه .. وعندما وصلنا قام رايو بحملي إلى الداخل مع أنني رفضت بشده .. ثم وضعني على الأريكة فوبخته ،، الغريب أنه كان يضحك رغم توبيخي له وصياحي .. ثم ذهب .. كنت بغاية التوتر من تصرف رايو وبعد قليل من الوقت رأيت لوريس صاحب الشعر ال ... أظنكم مللتم من أعادة وصفي للون شعره كل دقيقة ... كان لوريس يحدق بي وعندما اقترب من الأريكة قال بتلكؤ : - الفتى من كوكب بلامنيت يحبوه الجميع ... وأنت تحبينه أيضا .. نظرت بغضب نحو لوريس ولكنني تمالكت أعصابي وتساءلت : - دعك من هذا الهراء وأخبرني أين جاميان .. ألم تشاهده ؟؟؟ قال لوريس بتلكؤ : - ديوفري؟؟ كان مع اخوه و المديرين .. ضحكت على كلمة المديرين وقلت : - اسمه الرئيس وليس مديرين من علمك هذا ؟؟ راي؟؟ لقد سمعت تلك الكلمة منه من قبل .. ابتسم لوريس ثم قال: - راي يعرف الكلام كثيرا أكثر مني .. - نعم ولكن ليس أكثر مني ،، لا بأس فأنت تتعلم بسرعة لكن لا داعي للكلام الذي قلته منذ قليل .. أطرق لوريس للحظة ولم يتكلم ثانية .. ووقفت أنا وعدت إلى غرفتي الجديدة في القصر وبقيت في سريري فترة أفكر ... لماذا يحصل لي كل هذا .... ولماذا تطاردني الكوابيس إلى كل مكان .. دمعت عيناي وانا اتذكر صديقتي ميرندا وهي تقول : " لندا ... أنت لن تذهبين مع عمك أليس كذلك ... لن تتركينا " وها أنا اتركهم ولكن ليس مع عمي مايكل إلى دولة مجاورة وإنما عالم خيالي أسبح فيه ولا أعلم ما مصيري أوماهو دوري فيه !! غفوت قليلا ... ولكنني استيقظت لأرى أنني نمت فترة طويلة وهاهو ضوء النهار .. بدلت ثيابي وعدت إلى التفكير مجددا .. لقد مللت الوضع الذي أصبحت أعيش فيه فعلا ... وأشعر ان هناك اشياء كثيرة بالفعل لا اعرفها .. سمعت طرقا على باب غرفتي فجلست وقلت " ادخل" .. ------------------------------------------------------------------------- وفي الحال رأيت جاميان يفتح الباب وعلى وجهه ابتسامة مذهلة .. ورائعة، لقد قص شعره فأصبح قصيرا ولكنه كان رائعا ويضفي جمالا وسحرا جديدا على وجهه .... ابتسمت أيضا ووقفت متجهة نحوه وقلت : - هيه جاميان أين كنت طوال الوقت ؟؟ همس جاميان برقة : - هل يمكنني اصطحاب أميرتي في جولة قصيرة ؟؟ قلت بابتسامة : - امممم نعم لكن عليك أن تأخذ جزائك أولا ... نظر إلي وقال : - حسنا ... سآخذ جزائي ولكن ماهو ... قبلة ؟؟ قلت ضاحكة : - لا تحلم كثيرا حسابك هو شد الأذنين لأنك لم تسأل عني لفتره طويله .. وضع جاميان يديه على أذنيه بحركة كوميدية وقال : - لا لن آخذ حسابي سأصطحب أميرتي مجانا ... قلت ضاحكة : - ولم لا ؟؟؟ هيا بنا .. ولكن لحظة .. توقف ورفع حاجبيه بتساؤل فقلت مبتسمة : - تعجبني قصة شعرك الجديدة، لقد أصبحت تشبه جيرودا ... خرجنا خارج القصر إلى مكان رائع وتمشينا على الشاطيء لأول مره معا .. خلعت حذائي وركضت على الرمال بسعادة بينما وقف جاميان يضحك على تصرفاتي الطفوليه ... وصحت بسعادة : - جامي .. هيا .. اركض معي أنت لم تعد ترتدي الزي العسكري انس جديتك قليلا ... كان جاميان يرتدي تي شيرت أبيض وبنطالا كحليا وخلع حذاؤه الرياضي ثم قال بمرح : - أتحداك أن تمسكي بي ... لم أستوعب التحدي حتى رأيته يركض بسرعة فاندفعت خلفه مثل الرصاصة وصحت : - إذا أمسكت بك فسوف ترمي نفسك في المياه ... هل انت موافق ؟ صاح وهو يركض بسرعة : - موافق ... ولكنني اقتربت منه بعد مسافة من الركض وقفزت وأمسكت حزام بنطاله فتوقف عن الجري وجلست على الرمال ألتقط أنفاسي وكنا نضحك ... لأول مرة أشعر بسعادة كهذه منذ فترة طويلة ... ارتمى جاميان على الرمال وهو يضحك ولكنني قلت مثل الأطفال : - سوف ترمي نفسك في الماء لا تحاول ... سحبته من ذراعه وهو يصيح ضاحكا: - انتظري أنا لم أسبح في بحر طوال حياتي ، أنا لست برمائيا مثلك ... لم يتم جملته حتى دفعت به في الماء مرغما ... لكنه كان يضحك ... وأمضينا وقتا جميلا جدا ذلك اليوم بعد أن تبللت ملابس جاميان كلها وشعره أمسك بي ودفعني في المياه فتبللت أنا أيضا والتصق شعري بوجهي ثم تبادلنا التراشق بالمياه حتى تعبنا وامتلأت عيوننا بالملح فعدنا إلى القصر منهكين ومبتلين ... لكن سعداء جدا ... كان الهواء قد جفف ثيابنا وسخر جاميان من شعري الذي جف وتجعد بسبب الملح فسخرت من شعره أيضا الذي أصبح مشعثا ... وعندما وصلنا إلى باب القصرالرائع رأينا لوريس بانتظارنا وعلى وجهه نظرة غريبة جدا ... ------------------------------------------------------------------------ & وعندما انتبه إلينا ترك المكان بسرعه ودخل إلى القصر فتساءلت : - لماذا هو غاضب هكذا ؟؟؟ رد جاميان بسخرية وهو يمثل بوجهه حركة غريبة : - ياااااااه ... لقد أخذت ملاك نصرهم بدون أن أستأذن ... ضحكت بشدة فلأول مرة أرى جاميان يسخر من شيء بتلك الطريقة ... ودخلنا على القصر فأقبلت الأميرة راما ونظرت نحوي انا وجاميان بدهشه ولكنها ابتسمت ثم قالت : - ماهذا لقد كنتما في نزهة ... نظر جاميان بعيدا فقلت : - نعم لقد كانت نزهة جميلة جدا ... - لقد بحثت عنك كثيرا ولم أجدك لقد استدعاك الرئيس .. قلت بارتباك : - حسنا .. سأبدل ملابسي وألحق بك .. ثم توجهت إلى غرفتي وتبعني جاميان فقلت : - ماذا ؟؟ لماذا تسير خلفي .. بضحكة قال جاميان : - ماذا ... هل مللت من صحبتي ؟؟ نظرت له بعتاب فقال باسما : - لا بأس كنت أمزح معك انت سريعة الثورة .. سأذهب الآن .. كنت أود قول شيء ولكنني نسيته ،، سأخبرك به عندما اتذكر .. التفت جاميان وعندما ابتعد قليلا فقلت : - شكرا جامي .. لقد كان يوما رائعا بالفعل ، أراك بعد قليل .. بعد أن تنظف ذلك الشعر المشعث .. ضحك جاميان ثم لوح بيده نحو شعري وقال : - لاتنسي أنت أيضا تنظيف تلك ال ... حسنا إذا رأوك هكذا فسيرسلونك بمكوك إلى جحيم كونيراس ... ضحكت من قلبي مع انني لا اعرف اين يقع جحيم كونيراس هذا الذي تحدث عنه .. وأعجبتني طريقة مزاحه التي اكتشفتها فيه حديثا .. تابع سيره حتى نهاية الممر .. ودخلت إلى غرفتي .. بسرعة شديدة اخذت حماما وجففت شعري ثم لبست ثيابي ،، كان كثيرا من الوقت قد ضاع وسمعت طرقا على باب غرفتي ثم صوت راما : - آنسة لندا ... الرئيس ينتظرك أرجو أن تسرعي انه اجتماع مهم .. فتحت الباب قبل أن تكمل الكلمة الأخيرة وقلت : - ستصحبينني معك إذا ... - حسنا ... تبدين رائعة ! - شكرا .. توجهت مع راما نحو قاعة الرئيس التي دخلتها من قبل ،، كان الجميع هناك .. حتى جاميان .. وابتسم رئيس ايموكيا وقال : - لقد تأخر أهم شيء في الاجتماع .. ابتسمت بحرج وقلت : - المعذرة سيدي الرئيس .. وقف الرئيس فوقف الجميع أيضا وقال وهو يشير إلى بوابة كبيرة أخرى : - الآن سنذهب .. لم أفهم الأمر ونظر لي جاميان بقلق ... وعندما دخلنا كانت قاعة مذهلة حقا .. كانت دائرية وبها أرائك معلقة وفي الوسط توجد غرفة زجاجية تشع منها أنوار خفيفة ورائعة .. شعرت بالنعاس فقد كانت مظلمة تعتمد فقط على ذلك الضوء الخفيف الذي يشع من الغرفة الماسية .. وقال الرئيس بهدوء وهو يضع قلادة ايموكيا حول عنقي : - الآن اللحظة التي انتظرتها ايموكيا آلاف السنين .. ليس عليكي إلا أن تخبريني الآن ... شعرت بنعاس وقلت : - أخبرك ماذا ؟؟ - كيف عملت ايموكيا في المرة الأولى .. - لا أدري لقد عملت من تلقاء نفسها .. لا يمكنني تفسير هذا الأمر ... - حسنا .. من كان معك عندما عملت ايموكيا؟؟ نظرت حولي فرأيت في البداية جيرودا الذي كان ينظر لي بإشفاق غريب ،، الجميع يعلمون شيئا لا أعرفه لكن لا داعي للخوف فلو كان ما سأفعله ضار بي لحذرني جاميان .. وقلت بعد فترة قصيرة : - جيرودا وجاميان ... - من أيضا ؟؟ - لا أحد ... فقط نحن الثلاثة ... اقترب رجل عجوز من خلفي يرتدي رداءاً أحمر قاني مثل الدم ووضع يده على رأسي ثم قال : - يا ملاك النصر ... سوف تقومين بحل سر ايموكيا .. ولكن عليكي أن تتحلي بالشجاعة ويقف معك هناك ال .... صمت الرجل العجوز وأبعد يده عن رأسي ثم نظر حوله .. اقترب لوريس في البداية وقال بلهجة متقنة إلى حد ما : - سأعطيك التذكار " لوريس" لكي تضعينه في موقد المدفأه ... ثم ربط شريطة حمراء حول ساعدي الأيسر .. لم أفهم شيئا مما يحدث وتقدم خلفه جاميان ونظر إلي للحظة وعيناه مترقرقتان بالدموع ثم قال بتردد وارتباك : - سأعطيك التذكار " ج .. جاميان" ل ... لكي تضعينه في الفنار .. ثم وضع حول رقبتي بلطف شريطة بيضاء عريضة وتشبه التي وضعها لوريس في ساعدي الأيسر .. نظرت بعدم فهم ولكنني لم أستطع قول أي شيء فقد كان الموقف متوترا والصمت يخيم على المكان .. ابتعد جاميان بصعوبة شعرت بها واقترب رايو ثم قال بلطف : - سأعطيك التذكار " رايو" لكي تضعينه في الكهف ... ثم ربط حول ساعدي الأيمن شريطة سوداء .. وابتعد هو الآخر .. وقف جيرودا بمحاذاتي وقال : - لندا ... سوف تدخلين الآن على تلك الغرفة وعليكي أن تقومي بحل لغز ايموكيا ،، لأنك انت الوحيدة التي تستطيعين ذلك ... هناك مساعدات قدمت إليك من اناس يحبونك جدا ويخافون عليك ولذلك عليك ان تنجحي .. قلت بخوف وانا أنظر للغرفه الزجاجية : - ماذا إذا لم أستطع حلها ... ابتسم جيرودا وقال بطمأنينه : - لا تخافي ... لن يحدث أي شيء فقط سوف نفقد القلادة .. إلى الأبد .. شجعني الجميع بنظراتهم الخائفة وقال الرئيس : - نعتمد عليكي لندا .. فنحن لا نعرف ما سيواجهك .. قلت : - ماذا عن تلك الأماكن .. الكهف و الفنار و المدفأة ؟؟ أجاب الملك بهدوء : - مذكور في الكتاب أن على كل شاب من كوكب مختلف إعطاء الوسيطة تذكارا يمنحه من شعور قلبه الحقيقي حتى يمكنه المساعدة ،، وهذه هي الأماكن المكتوبة في الكتاب .. بالطبع لم أفهم شيئا وهززت رأسي موافقة وتوجهت نحو الغرفة الزجاجية .. عندما اقتربت من الغرفة شعت ماسة ايموكيا الشفافة الضوء الأزرق للمرة الثانية ، ففتح باب الغرفة الزجاجية تلقائيا .. تمتم الجميع باندهاش .. ووضعت رجلي لكي أدخل ... وبالداخل .....
__________________ A friend gives hope when life is low... A friend is a place when you have nowhere to go... A friend is honest... A friend is true... A friend is precious and that my friend is YOU |
#28
| ||
| ||
رد: قصة رائعة عنوانها الجندي الأبيض عندما دخلت إلى داخل الغرفه الزجاجية كان هناك سلم مضيء يتجه إلى الأسفل، نسمة من الهواء هبت من الأسفل مما أثار دهشتي واغلق الباب الزجاجي خلفي .. ولكنني حاولت أن أتشجع ونزلت إلى الأسفل ،، شعرت ان خطواتي مرتعشة .. ولكنني عندما وصلت إلى نهاية الدرج الرائع .. رأيت مشهدا أروع من الخيال ، طريق ممهد على جانبيه أشجار ضخمة جذوعها خضراء داكنة وأوراقها بيضاء وزهورها وردية اللون عجيبة ... رائعة ... لا توصف بمجرد كلمات عادية ...... سرت في الطريق واقتربت من رجل كان يقف بعيدا ،، كان مسناً يرتدي زيا أبيض وله لحية بيضاء ويمسك بيده عصا بيضاء بها أشياء تلمع ... وعندما اقتربت كفاية وقفت أمام الرجل منذهلة فقال بصوت عميق : - إذا كانت سيدة ايموكيا تريد المرور فعليها الإجابة على السؤال السهل أولا .. أصغيت لكي استمع إلى السؤال : - ما معنى كلمة ايموكيا ؟؟؟ شعرت بفشل ذريع فلم أفكر أبدا أن أسأل عن معناها مع انني سمعتها كثيرا ولكنني قلت باسمة : - أرجوك غير السؤال ... قال الرجل المسن بهدوء : - الإجابة عندك ولكنك لم تعرفيها .... نظرت حولي لم تكن هناك سوى الأشجار فقلت : - تعني ... الشجره ؟؟ - سأعطيك فرصة أخرى يا سيدة الايموكيا وأرجو أن لا تكون اجابتك خاطئة لأنك سوف تعطينني القلادة وستعودين ... حدقت بالقلادة لدقائق ورأيت الضوء الأزرق قبل أن أقول بتردد ويأس : - الجوهرة الزرقاء؟؟ اقترب الرجل المسن وأعطاني مفتاحا ثم اختفى في الحال مما أصابني بالدهشة والخوف معاً .. ولكنني علمت أن الله ألهمني الإجابة الصحيحة ... وسرت في الطريق الطويل فرأيت في نهايته مزرعة خضراء رائعة وكوخا كبيرا واصطبل خيول فارغ .. وفنار صغير ( منارة) فوق تلة صخرية مرتفعه... وصلت عند المزرعة كان حولها سياج خشبي عالٍ وكانت بوابتها مغلقة ففتحتها بالمفتاح الذي اعطانيه الرجل المسن ... عندما دخلت إلى المزرعة لم يكن هناك أي شخص ... ووصلت إلى المنزل ووقفت امام البوابة ... كان الجو غريبا وكأنني أحلم .. نعم ، يبدو كحلم عجيب جدا ... قبل أن أطرق الباب فتح ولد صغير له شعر أشقر ناعم وكان الطفل جميلا جدا وقال بلطف ولصوته صدى غريب : - أعطيني عيدان الثقاب ،، فأنا أريد ان أشعل المدفأة لأن الجو بارد .. كان ذلك بمثابة لغز آخر .. فأنا لم احضر أي أدوات معي ... ودخل الولد الصغير مسرعا وتبعته ووقف أمام المدفأة ثم قال : - هل تصبحين أمي ؟؟ ابتسمت ولم أعرف ماذا أقول ولكنني مسحت على شعره فشاهدت شريطة لوريس التذكارية الحمراء .. وتذكرت كلماته " سأعطيك التذكار " لوريس" لكي تضعينه في موقد المدفأه ..." وبسرعه خلعت الشريطة الحمراء من يدي ووضعتها داخل المدفأة .. ولكن شيء لم يحصل .. فقال الطفل الصغير بصوته الغريب : - أنت لا تحبين ذلك الشخص المحبة الكافية لإشعال الموقد ... واختفى الطفل ... أمام عيناي المذهولتين .. نظرت أبحث عنه فلم أجده ، ولم اجد تذكار لوريس أيضا، وشعرت ببعض الخوف .. هل أكون قد أخفقت ؟؟؟ ------------------------------------------------------------------------- - ما هذا العالم الغريب ؟؟ تساءلت وانا أخرج خارج المنزل .. ما الذي علي فعله الآن ؟؟ نظرت نحو الفنار ،، إنه تذكار جاميان ،، لكن ... أنا لم أشعل المدفأه .. نظرت حولي بيأس .. ولكنني تذكرت الذين علقوا آمالا علي وتوجهت نحو التل الصخري .. كان مدخله عباره عن نفق ... وربما هو كهف ... عندما دخلت رأيت رجلا قويا يجلس حول كومة مشتعلة من الأخشاب ، كان يرتدي ثياب رجل رحالة وقبعة ويحمل حقيبة ظهرية ومعه بندقية ويضع قشة في فمه يتسلى بها ... ونظرت إلى النار وقلت : - سيدي هل يمكنك ان تعطيني شعلة من تلك النار ... نظر لي الرجل بطرف عينيه ثم قال : - يجب أن تعطيني شيئا بالمقابل .. كان رجل صاحب مصلحته ولكنني تلمست شريطة رايو وخلعتها ثم قلت : - يمكنني أن أعطيك تذكار الكهف ... إنه تذكار من محارب قوي! ابتسم الرجل وقال : - موافق ... مادام من محارب قوي .. فرحت كثيرا وربطت له الشريطة على ساعده ثم أخذت الشعلة وعدت إلى منزل الصبي الصغير ، دفعت الباب بسرعة ثم وضعت الشعلة على أخشاب المدفأه فاشتعلت وخيم ضوء احمر شاعري على غرفة المعيشة ورأيت الصبي يبتسم لي .. ثم اقترب الصبي الصغير مني ومد يده لي بجرة صغيرة .. أمسكت بها و نظرت بداخلها كانت هناك ذرات لماعه صغيرة زرقاء اللون وكانت تشع نورا خافتا بينما تكلم الطفل قائلا : - استعيدي قلادتك ... بهذا ... نظرت إلى رقبتي فرأيت القلادة مازالت معلقة وحولها شريطة جاميان .. فقلت : - ماذا تقصد ؟؟ عندما نظرت ثانية لم أجد الصبي ... وخرجت عائدة إلى الكهف مرة ثانية ،، بعد أن علقت الجرة في رقبتي مع القلاده، وكان علي الآن الوصول إلى الفنار ، ولم أجد الرحالة في مدخل الجبل وقد خبت نيرانه التي أشعلها ولكنني تابعت السير .. حتى وجدت طريقا صاعدا داخل الكهف المظلم .. آخر ذلك الطريق الصاعد شاهدت نورا فتوجهت نحو مصدر الضوء مباشرة ولكنني فوجئت بثعبان ضخم يلتف على الصخور.. عرفت أنها أصلة عاصرة فهي ضخمة لدرجة مهولة.... أصابني الذعر ووقفت أتأمل المنظر من بعيد ولم أجرؤ على اقتحام المكان بالطبع .. ولم أعرف ماذا أفعل وعدت أدراجي لعلي ألقى أي مساعدة .. سرت نحو المنزل مرة أخرى ووقفت في المزرعة ، في الحقيقة كنت أبحث عن الرجل الرحالة عله يساعدني للوصول إلى الفنار لأنني كنت متأكده من أنه لم يعبر للجهه الأخرى .. مادامت تلك الأصلة الضخمة تعسكر هناك .. من بعيد شاهدت الرجل الرحالة يحمل بندقيته ويسير في الطريق المليء بالأشجار ذات الجذوع الخضراء ...رفعت ثوبي الأنيق وركضت بسرعة محاولة اللحاق به ولكنه كان يبتعد بطريقة غير عادية فقررت استخدام حنجرتي وصحت : - هييييه !! ايه السيد الرحالة ... انتظر ... أرجوك ... أرجوك ... لم يبد انه سمعني ... وتعبت من الصراخ والجري في وقت واحد فتوقفت رغما عني وأنا ألهث ... التقطت أنفاسي بسرعة وعدت للركض حتى آلمتني معدتي وصحت : - ارجوك توقف ... ايها الرحالة انتظرني ... أخيرا سمعني فتوقف الرجل ونظر خلفه باستغراب ركضت حتى وصلت إليه ووقفت أمامه وانا التقط أنفاسي المتقطعه، لم استطع الكلام من شدة التعب وجلست على الأرض بانهاك فقال الرحالة بغرور واضح : - ماذا تريدين من رحالة التاريخ الأول زاك ؟ ماذا لم اسمع باسمه من قبل ؟؟ هل يظن نفسه جيمس كوك ؟! ربما هو ماجلان ولكني لم أنتبه !! زاك؟؟ قلت بصوت متقطع : - الكهف ... - مابه؟ - هناك أصلة كبيرة تقف عند مدخله الآخر ... نظر لي باستغراب وقال ببرود : - وماذا علي أن أصنع لك؟ قلت : - أرجوك ساعدني ... أريد الوصول إلى الفنار... سار الرحالة زاك مكملا طريقه وهو يقول : - لن يمكن لأي شخص التغلب على الأصلة .... إنها هنا من آلاف السنين .. أرعبني كلامه وقلت بتوتر : - ماذا تعني ؟ هل تقصد أنني لن أمر إلى الفنار؟ - يمكنك صعود الجبل ... سيستغرق ذلك ثلاث ساعات فقط ... الجبل؟ لقد كانت لدي تجربة سابقة في التسلق... ولكن .. كان ذلك الجبل الذي يقع خلف المنزل شاهق الارتفاع .. سألت : - وأنت .. إلى أين ستذهب .. توقف الرحالة ونظر إلى من تحت قبعته نظرة ملل وبغض وقال : - أظن أن هذا ليس من شأنك ... كما انني لست متفرغا لمساعدتك يا آنسة .. أنا رجل مشغول ولدي مهمة أقوم بها .. قلت بتوتر: - ربما انا جزء من مهمتك ... فلماذا لا تساعدني ؟؟ هز رأسه نفيا وقال : - أنا أعرف مهمتي جيدا ... وأعرف ما أود القيام به ... إلى اللقاء .. بالفعل كان رجلا صعبا و سيئا .. حتى أن طريقة كلامه كانت غير لبقة أبدا وأخلاقه ليست من أخلاق الرحالة الحقيقيين وتركني وسار بعيدا .. ربما هوعضو فريق كشافة وحسب ... لا بأس .. أنا أيضا معتدة بنفسي .. سأتسلق الجبل ... على الرغم من أن هذا مستحيل بالفستان الذي أرتديه .. ليتهم أعطوني فرصة لارتداء شيء أكثر عمليه .. لقد كنت أظنه اجتماعا عاديا ... قمت بتمزيق الطبقة المزركشة العليا من فستاني ومزقت الذيل الذي يجر على الأرض فقصر فستاني بعض الشيء ،، ثم مزقت طرف كمي الحريري الذي يغطي كفي ... لم أجد شيئا آخر لكي أمزقه .. ما كل هذا القماش هل أظن نفسي سيدة الإيموكيا المريرة !! في هذا المكان يجب ان أكون أكثر عملية لأن المظاهر لن تنفعني .. لكنني أصبحت مريعة .. ورفعت شعري بقماشة ممزقة ثم ركضت عائدة إلى الجبل .. لم أعد بالطبع إلى الكهف .. لأنني مرتعبة من الأصلة الكبيرة .. وتوجهت رأساً إلى الجبل ثم بدأت أتسلقه ... بعد أن صعدت بصعوبة مسافة كبيرة كانت ماتزال نقطة الالتفاف للجهة الأخرى بعيدة جدا وشعرت بالعطش الشديد ولكنني لم أبالي به وواصلت الصعود .. أخيرا وصلت إلى نقطة المرور وبدأت بالنزول بعد أن تأملت الفنار بغيظ لبعض الوقت وتساءلت .. لم جاميان صعب هكذا؟؟ حتى شريطته لن استعملها إلا بعد أن تتقطع أنفاسي أولا ... مر الكثير من الوقت وشعرت بانهاك لا مثيل له .. وأخيرا وصلت للأرض ثم صعدت التلة الصخرية بتعب أكبر .. ومع انها كانت مجرد مرتفع إلا أنها كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ... وارتميت على الأرض وأنا التقط أنفاسي ... وأتخيل أي زجاجة مياه قريبة ... بعد وقت قصير وقفت لأتابع مهمتي .. ولكنني فوجئت بالرجل المسن يقف أمامي مرة ثانية وقال بصوته العميق : - لكي تمري يا سيدة الإيموكيا عليك أن تجيبي على السؤال الصعب .. زفرت بضيق فقال الرجل المسن : - من هو الذي سرق قلادة الايموكيا .. من شعب ايموكيا؟؟ قلت بيأس وانا أحاول تذكر الاسم الذي أخبرني به الرئيس أثناء حديثه : - حدث ذلك قبل آلاف السنوات ... أنا لا أعلم .. نظر الرجل المسن نحوي باستغراب وقال : - لا أصدق أن سيدة ايموكيا لا تعرف ... أنا متأسف جدا ولكنك يجب أن تسلميني القلادة.. يالهذا العجوز الخرف! لماذا لم يقابلني قبل أن يتعكر مزاجي وأصعد الجبل !! شعرت بالضيق وقلت : - يجب ان يكون الفاعل سارقا و********************************ا ولا يستحق أن نعرفه ... ولكن الرجل المسن اقترب ومد يده لكي أعطيه القلاده ... ------------------------------------------------------------------- - عندما جئت لأخلعها رأيت الجرة الصغيرة فخلعتها وأعطيتها للرجل المسن فقال : - حسنا ... سوف تمرين .. ولكن لا امتياز بدون إجابه .. اختفى الرجل المسن ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصرخ من شدة الفرحة وتابعت طريقي بتفاؤل كبير ... ولكنني لم أفهم ما حكاية الامتياز تلك .. وصعدت إلى الجهة العليا حيث رأيت الفنار فوق ربوة ، وأمامها شاطيء أزرق رائع .. قلت في نفسي : " لم يتبق سوى تذكار جاميان... علي إذا أن اتوجه إلى الفنار" وهكذا بسرعة كبيرة ركضت نحو الفنار بتفاؤل كبير ولكنني عندما وصلت إلى بوابتها وجدتها مغلقة ... لم أعرف ماذا أفعل وحاولت فتحها أكثر من مرة فلم أستطع .. جربت كل شيء .. وطرقت الباب أيضا .. مشيت قليلا ثم وقفت عند الشاطيء .. ليست هناك أي سفن وكان الفنار لا يعمل ، تساءلت .. ماذا عن هذا العالم ؟؟؟ هل سيأتي الليل قريبا أم أنه هكذا دائما ..؟ عدت ركضا مره أخرى حتى وصلت إلى الكهف .. نظرت بحذر فقد كنت الآن في جهة الأصلة مباشرة .. نظرت جيدا لكنني لم أشاهد الأصلة ... دخلت عند بداية الكهف ولم أجد الأصلة ، كنت خائفة ولكنني اردت اكتشاف هذا فأنا لا استطيع فتح بوابة الفنار .... شعرت أنني في لعبة الكترونية وهناك شيء مفقود في الحلقة !! علمت أنني لم أجب عن سؤال الرجل العجوز والمفترض أنه كان سيعطيني مفتاح الفنار كما فعل في مفتاح المزرعة ... ظللت أحوم حول المكان بلا فائدة .. والأصلة اختفت حتى أنني عدت إلى المزرعة والمنزل من جديد .. لم يتغير لون السماء مع أنه قد مضى الكثير من الوقت وعدت إلى الكهف ثم إلى الفنار مرة أخرى ... شعرت بغيظ شديد لأنني تكبدت كل هذا العناء لتسلق الجبل في النهاية تختفي سيادة الأصلة بدون مقدمات ... وقفت أمام الفنار بيأس وفكرت في تسلقه لكن ذلك كان مستحيلاً .. نظرت إلى ايموكيا ، كانت ماتزال تشع ذلك الضوء ولم استشف أي حل.. ولذلك ركضت حول الفنار مرتين أو ثلاثة .. وعندما تعبت جلست على الأرض خلف الفنار وتذكرت جاميان ، تذكرتهم جميعا عندما اعتمدوا علي ّ ،، لأن أكثر موقف أكرهه هو الهزيمة ... لعبت في الحشائش بملل فاصطدم بيدي مفتاحا كبيرا ذهبي اللون ، بكل الترقب والسعادة أخذته ونظرت حوله بعناية ربما يوجد شيئا آخر .. لم أجد شيئا وركضت بسرعة نحو بوابة الفنار .. لكن المصيبة أن المفتاح لم يفتح بوابة الفنار ،، لكنه مفتاح شيء ما بالتأكيد .. درت حول الفنار ولكني لم أجد أي مهنة لذلك المفتاح ، ولهذا عدت إلى المنزل مرة أخرى مارة بكهف الأصلة ... التي ذهبت للتنزه بعيدا .. وقفت أمام المنزل ثم دخلت .. المنزل كان بسيطا جدا وكل الأدراج الموجودة فارغة ومفتوحة ولا تحتاج إلى مفتاح .. الطابق الثاني كان عبارة عن سقيفة بها صناديق فارغة وبعض العلب التي يغطيها الغبار .. خرجت خارج المنزل ودخلت إلى أصطبل الخيول الفارغ .. كان يملأه الغبار ولا أحدثكم عن خيوط العنكبوت التي تنتشر في كل ركن وبين كل عمودين خشبيين ،، ولذلك بدا أن المكان عادي جداً وليس هناك شيء يستحق مفتاحا ذهبيا ً .. سمعت صوت شيء ما يدخل خلفي ففزعت وتخيلت الأصلة تزحف خلفي ولكني نظرت فرأيت الرجل الرحالة وهو يدلف إلى المكان ثم قال : - ألم تشاهدي هنا كرة زرقاء ومسحوقا أزرق ... لم أفهم شيئا وقلت : - المكان فارغ ... ابتسم الرجل الرحالة وخلع قبعته ثم حدق في سقف المكان وقال : - أنا أبحث عن المسحوق الأزرق ... نظرت له باحتقار وقلت : - حسنا ... ابحث لوحدك .. سرت متوجهة إلى بوابة الأصطبل فقال : - وأبحث عن مفتاح ذهبي سقط مني .. نظرت إلى المفتاح الذهبي في يدي واستدرت بمواجهته ثم قلت : - حسنا ... المفتاح معي ولكنني يجب أن أدخل إلى الفنار .. فهل معك مفتاح الفنار؟ ابتسم الرجل وعاد ينظر إلى السقف وهو يقول : - ليس للفنار مفتاح .. قلت بغيظ : - أذن تريد مفتاحك الذهبي لترحل وتتركني هنا بلا مساعدة .. نظر الرحالة إلى قلادتي ثم قال : - لديك مساعدة .... نظرت إلى القلادة وقلت : - أنا أحاول مساعدتها ... وهي لا تساعدني فيي شيء ... مد الرجل الرحالة يده وقال : - أعطني المفتاح وسأخلصك من الأصلة التي تسد باب الكهف .. ياله من نذل !! ضحكت بسخرية وقلت : - لا شكرا يمكنني تدبر أمرها .. انا أريد مفتاح الفنار ... - أخبرتك أنه لا يوجد للفنار مفتاح ،، الكرة الزرقاء لحارس الفنار فيسمح لك بالدخول لسكب المسحوق الأزرق في الشق .. كنت أود قتل نفسي وقلت بعصبية : - لا مزيد من الألغاز فأنا لا أفهم شيئا .. تركني الرجل الرحالة وخرج خارج الأصطبل ثم ارتدى قبعته وقال : - الرحالة الأول الرائع زاك يساعدك في العثور على الكرة الزرقاء ولكنك لا تفهمين .. قلت بعصبية : - الرحالة زاك يساعد نفسه في العثور على الكرة الزرقاء ... عاد الرحالة زاك ينظر إلي بفضول ثم قال : - أعطني المفتاح الذهبي وسأعطيك الكرة الزرقاء ... قلت وأنا أضغط على أسناني من الغيظ : - وكيف ستعطيني الكرة الزرقاء وأنت لم تجدها بعد ؟ فتح الرحالة زاك حقيبته وأخرج منها كرة زرقاء عجيبة وكأنها كرة من ماء البحر وقال بغرور : - الرحالة زاك القوي يحتفظ بالكرة الزرقاء ولكن ليس بالمسحوق الأزرق .. أمسكت بالمفتاح جيدا وقلت : - وماذا أفعل بها؟ - ستعطينها لحارس الفنار .. ومن ثم سيسمح لك بالدخول .. - هل تخدعني ؟ - بالتأكيد لا .. - وماحكاية المسحوق الأزرق هذا؟ - مسحوق عجيب ومهم لكنني سأعثر عليه .. لأنه أقوى من الكرة الزرقاء .. لم أفهم شيئا وتبادلت الكرة بالمفتاح .. في كل الأحوال أنا لن أفعل شيئا بالمفتاح وتأملت الكرة للحظة وسألت : - أين أجد حارس الفنار إذا؟ لم أسمع أي شيء ونظرت حولي فلم أر أي أثر للرحالة غريب الأطوار ... تعجبت بأنه اختفى فجأة هكذا .. وحملت الكرة بحرص كانت مثل الهلام ... مررت من الكهف بصعوبة وأنا خائفة أن تسقط الكرة وتنفجر .. كانت متوهجة ولم ألحظ ذلك إلا عندما دخلت الكهف المظلم ... عندما خرجت وقفت أمام الفنار ولم يكن هناك شيء وهبت ريح قوية .. ماذا أفعل الآن!! لا يوجد أي حل آخر ونظرت إلى الشاطيء بحيرة .. ليست هناك أي منازل أخرى ... والجبل صعدته من قبل ولم تكن به أي كهوف .. ربما توجد كهوف في الجهة الأخرى ولكن .. هذا المكان عجيب جدا ... لا يوجد هنك حارس للفنار ... الفنار مهجور .. عدت إلى الكهف ولكنني قبل أن أصل كانت الأصلة المتوحشة تعشش على مدخل الكهف مجددا .. زفرت بيأس وخوف .. متى جائت تلك الأخرى!! نظرت على سطح الكرة ... كان مرسوم عليها أصلة ضخمة وتمتمت : " مستحيل أن تكون الأصلة هي حارسة الفنار " - - - - - - - - - - - - - - - " مستحيل أن تكون الأصلة هي حارسة الفنار " نعم مستحيل ... لقد اختفت لفترة وتركتني أعبر .. كنت أقف على مسافة بعيدة جدا عن الأصلة خلف الصخور وأنا أفكر .. وفوق رأسي شعرت بصوت غريب .. نظر بسرعة ثم صرخت بفزع وأنا أرى الأصلة تقترب من الأعلى وركضت بسرعة ابتعد ولكنني سقطت فوقعت الكرة من يدي وانفجرت وخرج السائل الأزرق بداخلها .. عندما انفجرت الكرة ظهرت رائحة عجيبة ومنفرة تشبه رائحة الكبريت أو ربما مادة كيميائية عجيبة وابتعدت قبل أن ألمس السائل الأزرق وشاهدت الأصلة تبتعد مسرعة عن المكان برمته هربا من الرائحة .. لقد كان الرحالة النذل زاك يعرف أن الأصلة تهرب من رائحة المادة الموجودة داخل الكرة ... انتبهت للسائل الأزرق .. كان هناك مفتاح داخل الكرة وظهر عندما انفجر السائل الموجود بداخلها .. شققت قطعة قماش من فستاني المسكين وحاولت أن أمسك به المفتاح وحملته بعيدا ثم غسلته بماء البحر تحسبا لتلك المادة .. عدت إلى الفنار مجددا ووقفت أمام بوابته .. جربت المفتاح الأزرق .. لم أصدق نفسي وأنا أرى المفتاح يدور داخل البوابة ، وفتحت البوابة ولكن ضوء قويا شع أمام وجهي وشعرت بشيء يخطف القلادة ويقطعها من فوق رقبتي .. حاولت أن أدافع عن القلادة ولكنني لم أكن أرى شيئا أبدا .. وعندما اختفى الضوء شعرت بهزة قوية تحت قدماي ، وكأنه زلزال .. واغلق باب الفنار خلفي ثم توقف الزلزال .. تحسست القلادة في رقبتي فلم أجدها .. شعرت بغضب وألم حقيقيين وصعدت درج الفنار الضيق بسرعة حتى وصلت إلى الأعلى في الحجرة المستديرة .. وعندها تذكرت فجأة أن الملك قال لي أن سارق ايموكيا كان يدعى الحارس المناور وكان معه الشياطين ، يالغبائي !! كيف لم اتذكر! قلت بصوت عال لنفسي : - نعم .. الحارس المناور يالي من غبية كبيرة!!! جلست على الأرض بحزن شديد وانا اعرف أنني فرطت في القلادة ،، وعندها ظهر الرجل المسن أمامي فنظرت إليه بحزن ثم قلت : - كنت أعرف إجابة سؤالك لكنني لم أتذكرها سوى الآن .. ابتسم الرجل المسن وقال بلطف : - كنت أعلم أنك تعلمين ... ولذلك ستستعيدين قلادتك لأنك فتاة متحمسة .. فقط لم يتبقى سوى أن يعمل الفنار مجددا .. لأن ضوءه سوف يغمر كل المناطق المظلمه ... ثم وضع الجرة الصغيرة في يدي مرة ثانية ورأيت الطفل الصغير يقف إلى جواره ويبتسم .. وقفت وقلت بفرح : - سيدي .. شكرا لك .. هز الرجل المسن رأسه موافقا ثم تركني ونزل درج الفنار وخلفه الطفل الصغير .. وتابعتهم بنظراتي حتى اختفيا وتساءلت : " والآن ماذا ؟؟ كيف سأستعيدها ..؟؟ " صعدت إلى كشاف الفنار كان ضخما ولكن كان بمنتصفه شرخ كبير وهذا مايجعله غير قادر على العمل ، ربما .. واقتربت منه بهدوء ثم تفحصته،، لامجال لإصلاحه الآن بالتأكيد .. وعندما نظرت من النافذة الكبيرة شاهدت الشاطيء الجميل يمتد أمامي إلى مالا نهاية .. ويبث في نفسي أملا عجيبا ، وعندما نظرت إلى الطاولة الصغيرة رأيت الكتاب الذي أهدته لي والدة جاميان .. للحظات فقط ثم تلاشى من أمام ناظري ،، تذكرتها فدمعت عيناي .. وقلت في نفسي .. هل كان يجب علي أن أحضر الكتاب معي ؟؟ لقد احترت كثيرا وأصابني الصداع ولكنني أوشكت على النهاية بالفعل ... نظرت إلى الجرة المعلقة ورأيت المسحوق اللماع ... كان أزرق اللون وتساءلت إذا كان هذا هو المسحوق الذي كان يتكلم عنه الرحالة .. واقتربت من المكان الذي رأيت فيه الكتاب ووجدت شقا في الطاولة ... لم أفهم ما السبب .. وراودتني فكرة غريبة .. تذكرت فجأة كلام الرحالة عندما قال : " أخبرتك أنه لا يوجد للفنار مفتاح ،، الكرة الزرقاء لحارس الفنار فيسمح لك بالدخول لسكب المسحوق الأزرق في الشق .. " نظرت داخل الشق بحذر ثم سكبت قليلا من المسحوق اللماع الموجود داخل الجرة وفي الحال رأيت الشق يلتأم وعادت الطاولة كما كانت .. اعجبني الأمر ولكن ؟؟ ماذا بعد ...؟ ماذا افعل الآن ؟؟ درت بعيني في غرفة الفنار الضيقة،، وتذكرت الكشاف الكبير ... هل يجب علي إصلاحه ؟؟؟ نعم ... قال الرجل المسن أن علي ان أجعل الفنار يعمل مجددا .. لم انتظر مزيدا من الوقت وصعدت نحو الكشاف الكبير وأخذت الطاولة وقفت عليها حتى اتمكن من الوصول لمكان الشرخ المرتفع .. كان الكشاف كبيرا جدا ... في بداية الشق سكبت ما تبقى من المسحوق اللماع فجرى المسحوق في الشق الكبير وبدأ الزجاج يلتأم مره ثانية .. كان شكله رائعا بعد أن أصلحته .. ولكن ؟؟؟ ماذا ؟؟ لم يحصل أي شيء ؟؟ هل كان استنتاجي خاطئا ؟؟ في كل الأحوال لقد انتهى المسحوق اللماع ولم يتبق المزيد منه .. نزلت من فوق الطاولة وأعدتها إلى مكانها .. وتأملت الكشاف بغيظ ثم تذكرت فجأة ،، إنه عالم خيالي ولكن .. النار .. لم استطع اشعالها إلا عندما امتلكت نارا حقيقية ولم تشتعل بالتذكار.. والرجل الرحالة .. لم يقبل الشريطة كتذكار إلا عندما علم أنها لمحارب قوي ،، هناك أشياء مرتبة منطقياً .. على الرغم من أن هذا المكان أبعد مكان عن المنطقية .. فكرت ... كذلك ضوء الكشاف الكهربائي الضخم .. يجب أن يكون موصولا بمصدر كهربائي .. بحثت عن وصلات كهربائية حتى وجدتها كانت وصلات ضخمة جدا .. ولكنني لم أعرف أين أضعها ،، بحثت بقلق وبسرعة ،، لكن لا فائدة .. إحباط في كل دقيقة تواجهني ولكن لا بأس ،، سأجد حلا .. نظرت أسفل الطاولة فوجدت وصلة كهربائية متصلة بالجدار ،، أبعدت الطاولة ونظرت إليها ولكنها لم تكن متطابقة مع الوصلة التي كانت معي .. حاولت إدخال وصلة الكشاف في المصدر ولكن ذلك كان مستحيلا .. هناك فتحتان في المصدر والوصلة التي معي لها ثلاثة رؤوس .. كيف أخلع واحدة من هذه ؟؟ ساعدني يا إلهي .. حاولت كسرها بيدي ولكنني لم أفلح وآلمتني أصابعي بلا فائدة .. وبدأت بالبحث مجددا عن أي شيء .. ولكن بلا جدوى فجلست منهكة على الأرض من كثرة التفكير والبحث ومسحت عيني بعنف فقد كانت تؤلمني .. بعد قليل نزلت درج الفنار مرة ثانية ... إن ذلك المكان يشبه كوكب الأرض إلى حد كبير .. نظرت من نافذة السلم ورأيت سلكا كهربائيا غير معزول يمر من فوق الفنار ويأتي من الجبل .. لم أنتبه له من قبل .. حسنا .. هذا السلك الكهربائي هو حل مشاكلي .. نظرت لبوابة الفنار كانت ما تزال مغلقة وصعدت للأعلى مرة ثانية وشددت الأسلاك وبدأت أسحبها وأحرر التشابك بينها .. سحبتها وكانت طويلة كفاية لتصل إلى الأعلى .. وخلعت القابس ثم سحبت العازل من فوق السلكين فأصبح جزء منهما مكشوفا فلويت الجزء المكشوف وشكلته على شكل رأس سنارة الصيد حتى يمكنه التعلق بالسلك الرئيس ، ثم وقفت عند النافذه ومددت السلكين نحو السلك الرئيسي بعد أن ابعدتهما عن بعضهما .. في البداية لم يصلا لأن السلك الرئيس كان بعيدا ،، فصعدت فوق النافذه وكدت أنزلق بسبب ثوبي .. كان ذلك العمل خطيرا جدا ولكن كان علي القيام به .. وبالفعل وصل السلكين إلى السلك الرئيس وتلامست الأسلاك المكشوفه فانبعثت شرارة صغيرة ... أضاء المصباح القوي، و كان يضرب نوره داخل الغرفة العليا المستديرة وذكرني ذلك الضوء بالضوء القوي الذي أعمى عيني في البداية عندما دخلت إلى داخل الفنار وأخذت مني القلادة ايموكيا ،، وببطء توجهت نحوه وبدأت توجيهه بحذر للخارج وأنا أتحاشى لمس الأسلاك .. كان صعبا وكبيرا وبذلت مجهودا كبيرا جدا وآلمني ظهري ولكنني صممت على ذلك .. وبالفعل ... وجهته نحو الشاطيء وشعرت بزلزلة قوية جدا .. سقطت أرضا ووقعت على السلالم إلى الغرفة السفلية وآذيت أنفي ونزلت منها الدماء ثم سقطت الطاولة أيضا فحاولت الجلوس بصعوبة ووضعت يدي على رأسي أتحاشي الأحجار المتساقطة .. ------------------------------------- البقية : - سقطت أرضا ووقعت على السلالم إلى الغرفة السفلية وآذيت أنفي ونزلت منها الدماء ثم سقطت الطاولة أيضا فحاولت الجلوس بصعوبة ووضعت يدي على رأسي أتحاشي الأحجار المتساقطة .. الفنار .. إنه يتهدم فوق رأسي بعنف وقسوة .. ماذا يعني ذلك ؟؟ ولماذا ؟؟ تساءلت بقلق داخلي ماذا كان علي أن أفعل ؟؟ فجأة توقفت الاهتزازات وفتحت عيني بحذر كانت القلادة قد سقطت على رأسي .. أمسكت بها بسرعة .. ولكن الوقت قد أصبح ليلا ولم أر سوى ضوء الكشاف وقد بدأ الكشاف الكبير يتحرك يمينا ويسارا ببطء .. وقفت بصعوبة ونظرت من النافذة الأخرى فشاهدت شاطئا مختلفا ومنازل جميلة .. لقد تغير المكان تماما .. مسحت الدماء عن أنفي بقطعة متسخة من ثوبي .. ونزلت من الفنار بسرعة وأنا أمسك القلادة بيدي ولم أصدق فقد كانت البوابة مفتوحة .. خرجت بسرعة إلى المدينة الجميلة وشاهدت أشخاصا كثيرون قد تجمعوا في المكان وينظرون إلي باندهاش وذهول .. كانت عيونهم تشبه القطط .. هل عدت؟؟ نظرت إلى القلادة في يدي .. هذا يعني أنني لم أفشل بتاتا .. كانت ماسة القلادة قد انطفأ ضوءها الأزرق و أصبحت زرقاء بالفعل ولم تعد شفافة كما في السابق ، ورأيت الصفوف تنشق ليظهر في البداية جاميان الذي ركض نحوي بفرحة .. وهو يصيح : - لندا ... لقد نجحتي ... ولكن جاميان حدق بي للحظة ولثوبي باستياء وقال : - هل أنت بخير؟ ابتسمت ورأيت جيرودا والباقين يركضون نحوي .. التفوا حولي جميعا وأخبروني أنهم فخورين بي جميعا،، ثم رأيت مركبة رئيس ايموكيا تقترب وهو ينظر إلي بامتنان وهتف جاميان بفرحة غير طبيعية بعد أن شاهد شريطته البيضاء ماتزال حول عنقي : - لم ستخدم تذكاري ... لم تستخدمه .. لم أفهم سر سعادته وابتسم لوريس ثم قال : - لكنه اتسخ وأصبح قبيحا .. أمسك جاميان برأس لوريس الذي تكلم جيدا وقال بمزاح : - أنت لا تنطق إلا الأشياء الشريرة .. ضحكنا جميعا عليهما وخلف مركبة الرئيس عدنا إلى القصر ، كان الاحتفاء بي مذهلا هناك وسار حولي كم كبير من الأشخاص .. وجلس الرئيس ثم قال بسعادة : - شكرا لك على مساعدة شعب ايموكيا .. قلت باندهاش : - لكن ... هذا الفنار لم يكن موجودا من قبل ... أليس كذلك .. - هذا صحيح ، إنه شعاع الأمل لشعب إيموكيا ... هناك أشياء كثيرة لا يمكنني شرحها ... يوجد من هذا الفنار ثلاثة آخرون يمكنهم تحقيق الأمنيات .. ثم نظر إلى الشريطة المعلقة على رقبتي وقال باسما : - جاميان فقط هو الذي بقي معك ... أليس كذلك ؟؟ تطلعت إلى الشريطة ثم القيت نظرة على وجه جاميان الذي كان يتكلم مع رايو ولوريس وجيرودا بعيدا عنا .. وقلت : - أنا متعجبة أنني لم أستخدم تذكاره مع أن .. صمتت بخجل فقال الرئيس باسما : - مذكور في كتاب الايموكيا أن الشريطة التي تبقى مع الفتاة في النهاية هي دليل على الشخص الذي تحبه في الحقيقة .. احمر وجهي من خجل فقال الرئيس : - إنه شاب ذكي ولطيف .. أليس كذلك؟ قلت بخجل : - هذا صحيح ... وسألني الرئيس : - الآن أتمنى منك أن تطلبي مني أي شيء تريدينه .. - تساءلت : - هل أستطيع العودة إلى الأرض؟؟ هل يمكنني ذلك .. ابتسم الرئيس وقال: - بالتأكيد على الرغم من أننا سنفتقدك كثيرا هنا .. قلت وأنا انظر نحو جاميان : - وأريده أن ياتي معي .. وكذلك جيرودا .. ثم اعطيت القلادة ايموكيا للرئيس وكانت قد أصبحت جوهرة زرقاء وليست شفافة .. وقال الرئيس : - ستبقين بعض الوقت .. يجب أن نودعك وداعا لائقا بك ، يا .. ملاك نصرنا .. ابتسمت وإيماءة موافقة ... وبعد أن عدت الى غرفتي نمت طويلا وحلمت حلما جميلا لأول مرة منذ وقت طويل، واستيقظت في الصباح .. بدلت ثيابي وتناولت الفطور بصحبة الأميرة راما ، وعندما خرجنا خارج الجناح الذي أقيم فيه لم أصدق ما تراه عيني .. هناك احتفاء كبير بي يصيبني بالخجل والدهشة ، الزينة منتشرة في كل مكان والجميع بانتظاري ، وفي الخارج كان سكان ايموكيا يحملون شعارات مشجعة جدا وقد كتبوا اسمي عليها وكأنني زعيمة مدينة .. ضحكت بسعادة ... وقابلت جاميان وجيرودا اللذان ارتديا زيا رسميا انيقا،، وضحكت لأول مرة أراهما بذلك الإشراق والبهاء .. بلا دروع ولا أسلحة.. تقدم رئيس ايموكيا وأعطاني كتاب والدة جاميان .. دمعت عيناي مرة ثانية ، وضممت الكتاب وكأنه جزء مني ثم اقتربت راما وقالت : - اسمحي لسكان ايموكيا بتقديم هذا التذكار لك .. ثم وضعت قلادة إيموكيا حول عنقي .. نظرت باستغراب ولكن الرئيس قال : - لقد حصل سكان ايموكيا على السر الذي كان مخبأ داخلها وهي الآن ستبقى معك .. سمعت تصفيقا حارا من كل الحضور وتأكدت أن وجهي الآن أصبح أحمرا جدا فانا أعرف نفسي عندما أخجل .. وتمتمت : - هذا شرف كبير لي ... وخرجنا جميعا إلى الشارع وركبنا مركبات رائعة وسط حماس سكان ايموكيا الشديد وجلس جاميان إلى يساري وجيرودا عن يميني وحلقت المركبات بعيدا جدا ، وقال جاميان يخاطب جيرودا : - لوريس ورايو في المركبة التي خلفنا مباشرة .. نظر جيرودا ولوح بيديه .. فقلت باسمة : - لقد كونتما صداقات بسرعة .. ضحك جيرودا وهمس في أذني : - لقد كانوا سيقتلون بعضهم بالأمس .. قلت باندهاش : - لماذا ؟؟ اقترب جاميان وقال لجيرودا ضاحكا : - لقد سمعتك .. ولا اريدك أن تخبرها بالمزيد .. - حتى لا تشقني إلى نصفين أعرف !! قالها جيرودا مقاطعا كلام جاميان وضحكت بشدة بينما نظر جاميان بغيظ نحو جيرودا الذي كان يضحك هو الآخر .. واتجهنا نحو مبنى كبير كان معلقا على قواعد معدنية ضخمة ،، كان منظره مدهشا حقا بلا مبالغة ، انفتحت بوابة كبيرة ودخلت مركبة الرئيس السوداء تبعتها المركبات الأخرى ونحن بالتأكيد .. بعد لحظات داخل نفق كبير توقفت المركبات وهبطت على الأرضية .. وترجلنا جميعا وتوقفت أنظر إلى الأضواء البيضاء الخافتة داخل النفق المعدني وقال جاميان وهو يتطلع نحو جيرودا : - انه يشبه نفق العمليات إكس .. - صحيح ! لم أفهم شيئا بالطبع وشاهدت لوريس وخلفه راي ورايو يقتربون من جاميان وجيرودا وقال رايو : - هيا .. هل ستتأملون طويلا .. الحقوا بنا .. سرنا بصمت خلفهم وهمس جيرودا لي : - الآن سوف تعودين إلى الأرض .. وقفت فجأة ونظرت إلى جيرودا فتوقف جيرودا وأدى إلى توقفهم جميعا وقال : - مالأمر ؟؟ - هل سأذهب بمفردي ؟؟ نظر جاميان نحو جيرودا وقال بعصبية : - هل أخبرتها ؟؟ لم أفهم شيئا ونظر جيرودا نحو جاميان بحدة ثم قال وهو يتابع السير: - أنا لم أخبرها بأي شيء مما يجول في رأسك .. سار الجميع خلف جيرودا الغاضب فقال جاميان وهو يأخذني معه : - لا تخافي سأخبرك بكل شيء .. سرت بصمت خلف جاميان والآخرين حتى وصلنا إلى القاعة .. قاعة كبيرة بها مقاعد وأجهزة وعاملين كثر ورأيت الرئيس يلوح لي فذهبت إليه .. عندما وقفت أمام الرئيس مباشرة قالت الأميرة راما : - آنسة لندا ، أرجو أن تنظري إلى تلك المركبة الصغيرة .. نظرت إلى ما أشارت فشاهدت مركبة مثلثة الشكل تقف وسط القاعة ولها لون فضي وبعض الخطوط الزرقاء .. عندها قال الرئيس : - ستأخذك هذه المركبة إلى هناك .. وطنك ، الأرض لكنك ستذهبين بمفردك أولا قلت بتوتر : - لماذا ... ألا تتسع لنا جميعا ؟؟ - لا .. أنها تتسع لشخص واحد فقط .. - هل تقصد سيادتك أنني سأقودها ؟؟ - أنت لن تفعلي ذلك حقيقة ولكن .. صمت الرئيس لبضعة ثوان وأقبل رجل يرتدي معطفا أخضرا داكنا وقال بصوت ولهجة غريبتين جدا : - اسمحي لي يا أنستي أن أعرفك على النظام الجديد .. سرت خلف الرجل صاحب المعطف وصعدنا إلى المركبة فقال وهو يفتح البوابة: - انظري بالداخل .. ألقيت نظرة صغيرة وشاهدت مقعدا بالداخل ثم أخرجت رأسي وقلت : - هناك متسع لشخص واحد فقط .. نظرت بإحباط واقترب جاميان وقال : - أذهبي لندا ،، وثقي أننا سنلحق بك .. ضحك رايو وقال : - سنلحق بك جميعا ، ولكنني سأجدك قبل جاميان !! نظر جاميان مبتسما وقال : - أتحداك أن تجدها قبلي .. فأنا أعرف عنوان منزلهم !! من بعيد ابتسم لي جيرودا وشعرت ببعض التشجيع وأقبل الرئيس قائلا: - كل ماعليك فعله هو أن تأخذي المنوم وتنامي وبعد ساعات ستكونين في الأرض ،، لا أريدك ان تقلقي أبدا .. قلت بقلق : - ولماذا المنوم ؟؟ - سوف تمرين من خلال ثقب أسود ،، ولهذا فربما تشعرين بالغثيان والارهاق ركبت داخل المركبة وأمسكت جيدا بالحقيبة القماشية التي تحوي الكتاب،، وودعني الجميع بنظراتهم وكلماتهم الجميلة ،، واقترب رجل يرتدي معطفا وبيده ابرة ،، وتطلع جاميان إلي وقال : - لا تخافي إنها حقنة منومة لكي لا تشعري بشيء .. بقليل من الذعر أغمضت عيني وأخذت المنوم ،، ثم بدأت بالفعل أشعر بدوار غريب، دوار يجعلني لا أدرك ما يحصل حولي .. وأظن بعدها انني غفوت ... ---------------------------------------------------------------------------- . سمعت أصواتا كثيرة حولي .... الكثير من الكلام والحديث الذي لا اعرفه .. حاولت فتح عيني ولكنني كنت أشعر بدوار مؤسف فعلا .. ولكنني ابديت جدية حقيقية في فتح عيني ،، نظرت بتعب فوجدت أنني على سرير في مشفى صغير وهناك مرضى آخرون ، كان هناك طبيب أسمر البشرة له شعر أسود ناعم ابتسم وقال يحدث الممرضة بلغة لم أفهمها .. كان الجو المحيط بي يشعرني أنني بالفعل على الأرض لكن الناس هنا ،، يذكرونني ب .. نعم .. تلك الملابس ،، الشعور السوداء والبشرات السمراء ،، تلك النقطة الحمراء التي تضعنها النساء على جبينهن ،، ربما أنا في الهند .. قلت وصوتي لا يكاد يخرج : - أين أنا ؟؟ ابتسم الطبيب وقال : - ماهو اسمك يا آنسة فنحن لم نجد معك أي هوية ؟؟ قلت بتعب : - لندا بروس بيرتون ... - وكيف جئت إلى الهند ..؟؟ شعرت بارتباك شديد ولكنني قلت أخيرا : - لا .. أعلم ،، أظن أنني خطفت .. و .. هز الطبيب رأسه ثم خرج ،، وبعد وقت قصير عاد الطبيب مرة أخرى ،، تطلع الطبيب نحو الباب ثم قال : - بعض رجال الأمن يريدون طرح عليك بعض الأسئلة ،، وأرجو أن لا يكون في ذلك إزعاجا لك ... لم أرد وشاهدت رجال الشرطة الثلاثة وهم يدلفون إلى الحجرة .. بدأ رئيس الجلسة بسؤالي عن صحتي فقلت أنني بخيرثم قال : - في البداية أريد أن أعلم كيف وصلت إلى أدغال الهند .. قلت وأنا اتذكر الكتاب الذي اهدته لي والدة جاميان : - كيف كنت؟ أعني ... كيف وجدتموني ؟؟ - وجدك أهالي أحدى القرى مغشيا عليكي في أحد أحراش الغابات القريبة .. تساءلت في نفسي مالذي حصل بالفعل ؟؟ ولكنني تعجبت وقلت : - لا أعلم ما حصل معي .. لكن ،، لقد .. - ماذا؟؟ - تعرضت للخطف لكنني لا أعرف كيف جئت إلى الهند لأنني فقدت وعيي تماما! نظر لي الضابط باستغراب ثم قال : - سنكتفي بهذا اليوم ... وعندما تتحسن صحتك سنصطحبك إلى سفارة بلدك حتى يمكنها تولي الأمر .. - شكرا لك .. بقيت في سريري على الرغم من أنني لم أكن مريضة جدا ، فقط قليل من الدوار،، وفي المستشفى تعرفت على ممرضة تدعى " بريا " كانت فتاة سمراء البشرة ، رائعة الجمال .. وأخبرتني الكثير عن الهند وآثارها ،، بومباي وكلكتا ونيودلهي التي أنا فيها الآن ،، حكت لي عن مدن كثيرة بالهند مثل بيلاري ومدراس وبوبلا .. أنا لم أحكي لها شيئا عما حصل لي ،، ولكنني حكيت لها عن صديقتاي وجامعتي وكل شيء يتعلق ببلدي .. كان كل ماحصل لي كأنه ذكرى أو حلم تبخر بلا رجعه .. كنا نقضي وقتا رائعا حتى تنتهي ورديتها فهي تعمل من الثانية عشرة ظهرا وحتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل .. وأخيرا جاء اليوم الذي سوف اذهب لمقابلة سفير بلادي شخصيا ،، لقد تحسنت صحتي وشفيت الرضوض والجروح التي اصابتني .. خلعت رداء المستشفى أخيرا وودعت صديقتي الهندية بريا .. قالت بريا : - عديني أنني سأراك قبل أن تعودي إلى إنجلترا .. - أعدك .. بهذه الكلمات افترقت عن بريا اللطيفة،، وركبت في سيارة الأجرة بصحبة مندوب من السفارة حتى وصلت هناك ،، سرنا في الممرات حتى وصلنا إلى مكتب السفير .. سمحت لي السكرتيرة بالدخول وجلست أمام مكتب السفير الذي بدأ الحديث قائلا : - مرحبا آنسة بيرتون ... أنا ممثل بلادك هنا،، وأرجو ان تتكلمي بوضوح وصراحة حتى يمكنني مساعدتك .. - حسنا .. - أريدك أن لاتخافي من أي شيء ، لا أحد يمكنه ملاحقتك هنا .. اتفقنا .. - أجل .. سأخبرك بكل تريد معرفته ... - أخبريني مالذي حدث من البداية ؟؟ بدأت أقص له حكايتي من البداية ،، عندما رسبت صديقتي وقررت زيارتها متأخرا وأنني اختطفت ولم أدر بأي شيء سوى أنني في مستشفى بالهند .. تعجب السفير كثيرا وقال : - لم تكوني تحملين معك أي هوية !! كيف اخرجك الخاطفون من انجلترا وأحضروك هنا .. الهند ؟؟ لم أجب على السؤال ولذلك قرر السفير استخراج جواز سفر لي وهوية جديدة من انجلترا وسوف يتصلون بعمي جوردن .. سألني الكثير من الأسئلة عن أشكال الخاطفين أو كلامهم هل هم انجليز أم ماذا ؟؟ كانت سفارة بلدي متعاونة جدا حتى كأنني الوحيدة التي يمكنهم خدمتها ،، و بقيت في الفندق حتى وصل لي هاتف من السفارة وصوت غريب يقول : - آنسة بيرتون ،، معك عمك جوردن بيرتون على الخط ... من فضلك لحظة واحدة .. دهشت لذلك وأصابني مغص شديد فقد علمت أن عمي سيوبخني ،، لانهم جميعا يتمنون موتي ... - آلو ... - مرحبا .. لندا ؟؟ - نعم ، كيف حالك يا عمي .. - بخير يا عزيزتي ،، لقد أقلقتنا عليك كثيرا .. كان صوت عمي في الهاتف متأثرا جدا فتعجبت وقلت : - أنا آسفة لم يكن الأمر بيدي .. - أعلم يا غاليتي .. سوف تعودين إلى انجلترا قريبا ،، وعمك مايكل في الطريق إلى الهند بأوراقك الخاصة ليعيدك .. - شكرا يا عمي .. - لا تشكريني يا ابنتي فأنا لم أكن أنام الليل بسبب اختفاؤك .. كان عمي متغيرا جدا فهو لم يعد الرجل الارستقراطي الغامض القاسي والذي أخاف منه واتحاشاه بكل السبل ،، كان إنسانا مختلفا هذه المرة .. وكان قلقا علي فعلا .. لقد تخيلت أنني عندما أعود سوف أجدهم قد قاموا بجنازة غياب على روحي ،، وانتهى الأمر كليا بالنسبة لي في شهادة وفاة .. والآن .. عمي الصغير مايكل بيرتون والذي لم يكمل السادسة والعشرين من عمره ،، وأحب الناس على قلبي في عائلتي سوف يأتي لاصطحابي .. دائما شعرت أنه الشخص الوحيد الذي يمكنني الوثوق به ،، فهو يكبرني بسبعة أعوام فقط .. وكان الوحيد الذي كنت أحكي له عن كل مايحصل لي .. ربما لم انتحر كل تلك المدة لأنه كان إلى جانبي!! وأظن أن عمي الكبير جوردن قد أرسله لي لأنه يعلم اننا متفقان تقريبا ومتفاهمان .. وفي الفندق جاء شخص ما لزيارتي لم اتوقع رؤيته حاليا .. ------------------------------------------------------------------ - اندهشت كثيرا عندما رأيت صديقتي الهندية الجميلة " بريا " وهي تدلف إلى مطعم الفندق .. وتلوح لي من بعيد ،، لا أعلم كيف وجدتني ولكن ربما سألت عني ؟ أخيرا رأيتها بملابس عصرية جميلة بعيدة عن ثياب المشفى البيضاء ،، كان شعرها الأسود الناعم مسدلا وهو يصل أسفل ظهرها .. أعجبني منظرها كثيرا فقد كانت رائعة الجمال ،، وعندما اقتربت مني ابتسمت بسرور وقالت : - كيف حالك ؟؟ لقد اشتقت إليك .. صافحتها ثم جلسنا في المطعم ،، أخبرتها بكل ما حصل معي وان عمي مايكل قادم لكي يصطحبني إلى انجلترا .. شعرت بريا بالحزن لأنني سوف أرحل بسرعة وقالت : - هل سأراك ثانية ؟؟ - أتمنى ذلك ،، ربما آتي لزيارة الهند مجددا .. وقمت مع بريا بنزهة في شوراع نيودلهي الجميلة وشاهدنا الأسواق والمباني السكنية، كنت اتطلع في وجوه الناس علي أرى جاميان أو جيرودا .. أنني لا أفهم حتى الآن كيف لم يجد أحدهم المكوك ،، هل قذفني من داخله وعاد ،، قلت لنفسي انني لا يجب ان أنسى أنني كنت مخدرة تماما .. يعني لا أعلم ماحصل .. سرت مع بريا وتساءلت : - ألم يعثر رجال الشرطة على الخاطفين ؟؟ نظرت إلي بريا باستغراب ولكنها قالت : - لا أظن .. إن قصتك غريبة جدا وكأنه حصل أمر ما غير طبيعي فيبدو أن تلك العصابة التي اختطفتك قد زورت لك أوراقا حتى يمكنها تهريبك ؟؟ لكن لا أعلم لماذا تركوك في النهاية ؟؟ ألم يطلبوا فدية من عائلتك؟ تطلعت إلى بريا بإشفاق فهي تبذل مجهودا كبيرا لكي تحل اللغز .. ثم فكرت للحظات وقالت : - ربما .. قطعت حبال أفكارها وأنا أقول : - هيا بريا .. كفي عن هذا سوف تتعبين نفسك ،، علينا التوجه للمطار حتى نستقبل عمي مايكل .. أم انك لن تذهبي معي ؟؟ ابتسمت وقالت : - بالتأكيد سوف أذهب .. ولكن .. - ماذا ؟؟ - ذكريني بشيء أريد اعطاؤه لك قبل رحيلك .. نظرت لها باستغراب ونحن في طريقنا إلى المطار فتابعت : - أهالي بلدتي وجدوا حقيبة تخصك فلم يسلموها للشرطة ، لقد سلموها لجدي لأنه رئيس البلدة أخذها جدي ووجد بها كتابا غريبا يقول أنه لا يفهم منه شيئا.. ولذلك فهو معي وسوف أعيده لك .. شعرت بسعادة غامرة وقلت : - حقا ؟؟ هل هو معك ؟؟ لقد ظننت أنه ضاع مني ،، شكرا لك يا بريا .. قالت بريا بذكاء تحتال علي : - من أعطاك ذلك الكتاب ؟؟ ولماذا لم يأخذه منك الخاطفون ؟؟ ارتبكت فلم أتوقع سؤالها ذلك ولكنني قلت : - لقد كان معي قبل أن يقوم الخاطفون باختطافي .. لذلك .. لا أعلم كيف بقي معي ،، ربما لم يروا له أهمية .. - وربما اختطفوك من اجل أن يحصلوا عليه .. ولكن هناك سر ما متعلق بالخاطفين .. ألا تعتقدين ذلك ؟؟ لم أقل شيئا ولكنني شعرت بالامتنان لاهتمام بريا الشديد بي ... وتوجهنا إلى المطار وبقينا هناك ننتظر من الراكبين الهبوط من الطائرة .. من بعيد شاهدت عمي مايكل يقترب با سما وكان أنيقا جدا ووسيما أيضا ،، دهشت بريا وهمست عندما أشرت لها نحوه : - ظننت أنني سأرى رجلا عجوزا !! ضحكت واقترب عمي ثم ترك حقيبته على الأرض وعانقني بفرحة وهو يقول : - اشتقت لغاليتي الصغيرة كثيرا .. - وأنا أيضا .. كنت سعيدة جدا في الحقيقة .. وعرفته على صديقتي الهندية الجميلة بريا .. ثم توجهنا نحن الثلاثة خارج المطار عائدين إلى الفندق وأوصلتنا بريا ثم تركتنا وعادت إلى منزلها .. جلست في غرفة الفندق مع عمي الذي قال بمرح كالماضي : - تعرفت بسرعة على فتاة هندية ورائعة الجمال .. يبدو أنني سأبقى في الهند مدى الحياة .. ضحكت وقلت وأنا أسخر منه : - لن تقبل شخصا مثلك حتى ولو فعلت المستحيل أنها تريد شابا هنديا وسيما .. وليس انجليزيا أشقرا و بارد الأعصاب .. ضحك عمي مايكل وأمسك برقبتي وهو يقول : - يالك من شقية ،، أنا بارد الأعصاب؟؟ سوف أريك البرود الحقيقي قريبا !! تابعت مزاحي الثقيل معه كالعاده : - لن تتزوج انجليزيا احتل بلدها لقرون طويلة .. ضغط عمي مايكل على رقبتي برفق وقال ضاحكا : - ولماذا تصادق فتاة انجليزية ؟؟ ايتها المحتالة .. ضحكنا معا وترك رقبتي أخيرا .. تناقشنا كثيرا في كل ما حصل أثناء غيابي ،، وأخبرني بأغرب شيء سمعته في حياتي وهو ان عمي جوردن عاودته النوبة القلبية وكاد يموت عندما علم أنني مختطفة وأنه لا أمل في عودتي بعد مرور أيام طويلة على اختفائي .. تعجبت في أنه يحبني رغم أن ذلك لم يظهر عليه ولا مرة مذ ولدت!! قال عمي مايكل فجأة : - لندا أرجوك .. أشعر في عينيك أنك تخفي أمرا ما عني .. أنا أعرفك جيدا ،، هيا أخبريني مالذي حصل لك .. أنت تعلمين أليس كذلك.. انا أعد الأيام الطويلة التي اختفيت فيها وأعلم جيدا أنه من المستحيل أن يصيبك الإغماء كل تلك الفترة .. أليس كذلك ؟؟ لم أرد .. وشعرت أنني أرغب بالبكاء .. وتابع عمي قائلا : - هيا ؟؟ هل آذاك أحدهم؟؟ هل أحببت أحدهم وهربتي معه ؟؟ لا تخافي سوف أحفظ سرك .. نظرت له بغضب وقلت : - ماذا تقصد بانني هربت مع أحدهم ؟؟؟ هل أمثل مسرحية ********************************ة !! انفعلت كثيرا من كلمات عمي الذي قال وهو يمسح على شعري : - لا لا،، أرجوك أنا لم أقصد جرح مشاعرك ... لكنك تخفين عني شيئا .. وأنا اريد أن اعرفه وأعدك بأن يكون الأمر سرا بيننا .. ترددت كثيرا .. هل أخبره ؟؟؟ تساءلت في نفسي عن ذلك .. لقد كان عمي مايكل محط ثقتي منذ كنا أطفالا ،، وعندما كنت في المدرسة الثانوية كنت أخبره عن كل شيء يحصل معي .. هل أخبره ... ولكن ، هل سيصدقني أم سيقول عني أنني جننت .. ---------------------------------------------------------------------------- - ترددت كثيرا ثم قلت : - ما حصل معي أمر غريب ،، وأنت لن تصدقني فلا داعي لإخبارك .. لمعت عينا عمي مايكل لأنه وصل إلى ما أراده تماما وقال مدعما الثقة في نفسي : - سأصدقك أيا كان ذلك الأمر ومهما كان ، حتى لو قلتي أنك رجعت إلى العصر الفرعوني .. هيا قولي .. ترددت مرة أخرى فنظر لي عمي مشجعاً .. بدأت بهدوء أقص له ما حصل معي ،، في أول مرة رأيت فيها جاميان ... وحكيت الحوار الذي دار بيننا لأول مرة رأيته في حياتي ،، كنت اتذكره جيدا مع أني أتخيله بعيدا .. جدا .. " هل تعيش هنا بمفردك في ذلك القصر المهول؟ - حاليا.. نعم .. - ألهذا السبب أنا هنا؟ هل تريدني أن أصبح صديقتك من أجل ذلك؟ - حاليا.. سوف أقول أجل! - ما حكاية "حاليا" هذه ؟ ألا تفكر أبعد من اللحظة التي تعيشها؟ - أنا لا أعيش من أجل نفسي .. أنا مجرد وسيط بينك وبين الذين يريدونك.. - ماذا تقصد؟ هل تقصد أنني مخطوفة؟ - لا.. أنت صديقتي ... حاليا ً .. - ماذا؟؟؟ حاليا مرة أخرى ....؟؟ " تذكرت ذلك فدمعت عيناي ،، حكيت لعمي كل ماعانيته هناك .. أمرجيز الملك ،، لوليانا وراجوي وأوليسي .. جيرودا تالتن ووالدته ،، حكيت له كل شيء .. وكأنني أحكي ذلك لنفسي ،، سبيرسو ، هينوا .. القلادة ايموكيا .. تذكرت القلادة ايموكيا فجأة .. أين هي ؟؟ يبدو أن أحدا ما طمع فيها فأخذها وشعرت بحزن شديد فقد ضاعت مني .. جلست أحكي له حتى ظهرت الشمس ،، العجيب في الأمر ان عمي مايكل صدقني ، كان متشوقا لسماع كل ماجرى وكان يسأل عن تفصيلات الأمور .. حكيت له عن كوكب ايموكيا وعن الكتاب واللغز الذي صادفني .. كنت ابكي احيانا وكنا نضحك ايضا .. لكم احبك يا عمي ! كانت عينا عمي مايكل تمدني بالثقة والصدق في كل لحظة كنت اتكلم فيها ، وحكيت له حتى رؤيته في المطار .. صمتت .. وابتسم عمي ثم قال أخيرا : - إنها مغامرة رائعة ،، لعلني الآن سوف أساعدك لكي تبحثي عن الجندي الأبيض ما اسمه ؟ جاميان؟ ضحكت ولم أقل شيئا،، تساءلت ما إذا كان يصدقني فعلا !! بعد ذلك ذهبنا في نوم عميق ولم نستيقظ إلا عند الخامسة مساء ،، كانت حرارة الشمس قد ذهبت تقريبا وبقي ساعة فقط لكي تؤول للغروب ... قال عمي بعد أن جلسنا نتناول العشاء : - أتعرفين ،، لقد حلمت ببعض الأشياء التي حصلت معك !! ضحكت وأنا أضع الخبز على الطاولة وقلت بعد أن جلست : - علي أن أتصل ب بريا حتى آخذ منها الكتاب ،، يجب أن تراه !! - لا أصدق حتى الآن أنك فرطت في القلادة الكايبا ؟؟ الموكيبيا؟؟ ما اسمها ؟؟ - لم أفعل ذلك قصدا فقد كنت مخدرة .. والقلادة كانت حول رقبتي ،، لا أعرف من أخذها .. ولا يمكنني ابلاغ الشرطة عنها فهي غريبة وسيسألون عنها حتما!! - سنقول أنها ملك لعائلتنا من آلاف السنوات ! - لا اعتقد أنني سأكون مخطوفة وسيترك الخاطفون القلادة حول رقبتي .. يجب أن نكون واقعيين ! - أظن أن معك حق .. لقد نسيت تلك القصة الأخرى !! ابتسمنا وتابعنا تناول العشاء ،، وبعد ذلك خرجنا ... اتصلت على بريا من هاتف الفندق ثم قابلناها في الشارع الرئيسي بعد نصف الساعة تقريبا .. كانت بريا تحمل حقيبة قماشية وقالت بريا بابتسامتها الرائعة : - لقد أحضرت لك الكتاب وطبعا ... قلادتك ! أم انك نسيتيها ؟؟ قلت باندهاش : - ماذا؟؟ القلادة ؟؟ ألم تأخذها العصابة ؟؟ عادت بريا تقول : - ألم أقل لك أن أمرك عجيب جدا .. عانقت بريا بفرح وهتفت بسعادة : - انت صديقة حقيقية،، شكرا لك.. نظر عمي نحونا ثم قال مازحا : - بريا .. ألا تفكرين بزيارة انجلترا؟؟ ابتسمت بريا ثم قالت: - سأفعل ذلك لكي أحضر حفل زفاف لندا عندما تقرر الزواج !! ضحكنا نحن الثلاثة فقال عمي : - ماذا إذا تزوجت انت ؟؟ - ستأتي لندا إلى الهند .. قالتها بريا ضاحكة فعاد عمي يقول مازحا: - هذا أمر بديهي ،، ولكن ماذا إذا تزوجت في انجلترا .. ابتسمت بريا وقالت : - لا اعتقد ان هذا سيحدث .. نظرت إلى عمي شذرا لكي يكف عن المعاكسات وهمست في اذنه : - ماذا ..؟؟ هل تظن نفسك وسيما ؟؟ قال عمي مازحا يحدث بريا بدون أن يعيرني اهتماما : - يمكنني أن أحصل لك على جنسية بريطانية .. ابتسمت بريا وقالت : - أوه .. شكرا لكنني لا اريد تغيير جنسيتي فعلا .. ظل الاثنان يضحكان ويمزحان مع بعضهما طوال الوقت حتى وصلنا إلى حديقة كبيرة وجلسنا نشرب العصير ،، أما أنا فتطلعت إلى وجوه المارة بعناية علني أرى أحد ما .. تساءلت .. أين جاميان الآن؟؟ وجيرودا ؟؟ هل مازالا في إيموكيا ؟؟ أم .. فتحت الحقيبة ونظرت بالداخل .. شاهدت الكتاب القديم صاحب الألف صفحة .. ورأيت القلادة ولؤلؤتها الزرقاء ثم نظرت نحو بريا ،، يالها من مخلصة ،، لم تعرفني وكان بإمكانها أخذ القلادة ولكنها كانت فتاة أمينة جدا .. يبدو عمي معجبا بها كثيرا .. وهذا يسعدني،، لكن بريا لا تبدو أنها ستقبل الارتباط بشاب انجليزي لأنني أظن أن عائلتها متمسكة بمبادئ معينة سترفض بالتأكيد شابا انجليزيا يكون شريكا لحياة ابنتهم مدى الحياة .. وربما قد أكون مخطئة .. عدت و مررت بعيني على المارة مرة أخرى ،، ومن بعيد شاهدت شابا يسير معطينا ظهره له شعر أحمر قصير وبشرة بيضاء .. هل يكون جيرودا ؟ ------------------------------------------------------------------------- ஐღღஐ - تخيلت لوهلة أنه جيرودا وتركت الحقيبة مع عمي ثم قلت مسرعة : - سأشتري بعض الحلوى .. انتظراني .. تركتهما بسرعة وركضت خلف الشاب،، كان علي أن أتأكد .. حاولت اللحاق به بدون أن يشعر ولكنه توقف فجأة ثم نظر خلفه بغضب .. وضعت يدي على صدري من الفزع ونظرت إلى وجهه ،، كان شابا أجنبيا حتما لكنه لم يكن جيرودا أبدا وقلت بتردد : - أنا .. آسفة جدا .. حقا آس .. فة .. لقد ظننتك شخصا آخر .. تغيرت نظرة الغضب عندما رآني وابتسم الشاب ثم قال بلهجة أمريكية : - لا بأس .. أنا أيضا آسف .. تركته وعدت إلى عمي مايكل وبريا ،، كان قلبي مازال يرتجف من الإحراج وجلست إلى جوار بريا فقال عمي ساخرا: - أين الحلوى ؟؟ هل تناولتيها بتلك السرعة؟؟ كنت شاردة الذهن ولكنني قلت بعد ثانية من الصمت : - أي حلوى ؟ ضحك عمي وضحكت بريا فتذكرت وقلت : - آه .. لقد .. لقد ، لم أجد .. لم استطع اللحاق بالبائع! عادا للضحك عليّ مجددا .. بعدها سرنا قليلا حول الحديقة وفضحت عمي مايكل أمام بريا وحكيت لها عما كان يفعله عندما كنا صغارا ،، هو أيضا فضحني ،، لكن مصائبه كانت أكبر دائما من مصائبي وضحكت بريا كثيرا .. ثم افترقنا وعدنا إلى الفندق مرة أخرى .. عندما عدنا ظل عمي يتأمل القلادة باندهاش ويمسك الكتاب بحرص ويقلب صفحاته متعجبا مما يرى ،، بينما فتحت له خريطة بانشيبرا و ذهبت لآخذ حماما ... في الصباح توجه عمي إلى السفارة وقابل السفير هناك ،، ثم حجز لنا على طائرة العودة بعد أن أنهى كل أوراقي .. شعرت بالحزن لأنني سأفترق عن صديقتي بريا وتكلمت معها بالهاتف فقالت أنها ستقابلني في المطار ولذلك ذهبت مع عمي قبل موعد الطائرة بساعة حتى يتسنى لنا البقاء معا لبعض الوقت .. في المطار جلست مع بريا وعمي وتحدثنا ،، وعد عمي بأنه سيأخذني للهند ذات يوم لزيارة بريا .. وعندها نادت رحلتنا .. ودعت صديقتي بريا وتوجهت إلى الطائرة بصحبة عمي مايكل .. وفي الطائرة فكرت كثيرا ... تذكرت إيميلي وميرندا ،، أظن انهما علمتا أنني قادمة .. ربما لا تعرفان بعد .. كنت متشوقة جدا للقائهما .. نام عمي في الطائرة وأسند رأسه على كتفي ،، وعندما وصلنا ظل عمي نائما فقالت المضيفة قبل الهبوط : - أرجو منك يا آنسة أن توقظي صديقك ، فنحن على وشك الوصول .. ابتسمت وضحكت من كل قلبي ،، تقول عن عمي انه صديقي ؟؟ ربما لأنه لا يكبرني كثيرا وقلت بسخرية وانا اوقظه : - هيا يا مايكي ،، هيا يا صديقي لقد اقتربنا على الوصول .. استيقظ .. فتح عمي عينيه بصعوبة وقال : - ماذا ؟؟ هل وصلنا بتلك السرعة ؟؟ قلت بسخرية : - لقد نمت خمس ساعات على الأقل .. هيا يا مايكل.. نظر لي باستغراب لأني قلت له "مايكل" ثم قال : - يعجبني ذلك ... لا أحب كلمة عمي فهي تشعرني بأنني عجوز .. ثم تثاءب وتابع : - وخصوصا من شابة كبيرة مثلك .. لم تمر سوى فترة قصيرة حتى كنا ندلف إلى مطار لندن ، وهناك رأيت عمي جوردن بانتظارنا ومعه زوجته السيدة ديانا .. ركضت نحو عمي الذي احمر وجهه من الفرحة وعانقني بقوة ،، كان عمي جوردن رجلا قويا يغطي الشعر الأبيض معظم رأسه ولديه شارب بني كث وهو طويل القامة ويحب ارتداء الزي الرسمي في المناسبات .. ونظارته الصغيرة بالطبع .. السيدة ديانا سيدة لطيفة جدا ولطالما كانت سر الصلح الذي يجري بيني وبين عمي جوردن عندما يكون غاضبا مني ومن تصرفاتي الغير مسؤولة في نظره .. ركبت في السيارة مع عمي جوردن وعمي مايكل والسيدة ديانا وقام السائق بإعادتنا إلى المنزل .. كانت الساعة تقترب من السادسة مساء وكان الضباب يملأ الجو .. مررت بذلك الشارع الذي شاهدته لآخر مرة منذ وقت طويل .. عندما التقيت بجاميان أول مره ... وقفت امام منزلنا وكأنني لم أره منذ سنوات .. وعندما دخلت كانت هناك مفاجأة رائعة ،، البالونات والشرائط الملونة تزين المكان ، وعندما دخلت رشت علي إيميلي الزهور وقامت ميرندا بإطلاق شرائط لماعة فوق راسي .. فرحت جدا بوجودهما وعانقتهما معا .. بدموع مليئة بالفرحة هتفت إيميلي : - سامحيني يا لندا ،، فأنا كنت السبب في ماحصل لك .. عدت فعانقت ايميلي وميرندا وقلت: - لا تقولي هذا .. انتما أفضل صديقتين .. التفت إلى اعمامي الثلاثة الذين رأيتهم يبتسمون لي ،، عمي ليوناردو ،عمي جيم وعمتي ماري أيضا .. كانوا سعداء جدا بوجودي ورأيت أبناء أعمامي وبناتهم ،، كان الجميع بانتظاري وكانت الحفلة التي اعدوها لي حفلة رائعة أعادتني إلى الجو الأسري الذي فقدته منذ أعوام .. ولكنني لم أنساهم أبدا ... جاميان ،، وجيرودا ... --------------------------------------------------------------------------- - بعض مضي أيام على عودتي بدأت حياتي تعود إلى مجراها الطبيعي ،، كان ميعاد الدوام الجامعي قد اقترب خاصة وان معظم الأجازة قد قضيتها في كوكب آخر .. من سيصدق هذا .. لا احد يعرف ذلك سوى عمي الحبيب مايكي ،، وهو لم يتكلم معي في الأمر بعد ذلك لأنه سافر إلى أميركا مع أصحابه .. عدت إلى الوحدة من جديد فأنا لا أرى ايميلي وميرندا إلا عندما نذهب للتسوق .. وفي ذلك اليوم خرجنا إلى السوق بعدما حصلت على موافقة عمي جوردن الذي صار يلبي لي كل طلباتي بابتسامة وحب على غير العادة ، لكنه أصر على أن يذهب معي ابنه الأكبر البغيض جوش ،، كنت اكره جوش وخاصة انه مغرور ويملي علي ما افعل وهو يحب ان يبقي شعره طويلا حتى يهتز مع الهواء يمنة ويسرة كل دقيقة.. ياله من مغرور !! حاولت أن أجعل عمي يوافق أن اذهب مع ميرندا وايميلي بمفردنا ولكن عمي الارستقراطي أصر "كالعادة" أن يرافقنا جوش المغرور .. سرت مع ميرندا وايميلي وتبعنا جوش في السوق .. وقالت ميرندا بخفوت : - ماهذا ،، نحن لانستطيع الكلام ولا التسوق براحة أبدا .. ضحكت وضحكت ايميلي وصاح جوش من خلفنا : - سمعتك .. رفعت ميرندا حاجبيها في دهشة .. ولم تلتفت إلى الخلف من الاحراج وضحكنا عليها فقال جوش : - حسنا , سأعطيكما فرصة للتسوق بمفردكن .. سأذهب إلى صديقي ثم أعود إليكم في وقت لاحق .. ثم نظر إلى وتابع : - سأتصل بك لندا ،، اياك أن لاتسمعي هاتفك الخليوي أمسكيه بيدك .. - حسنا .. قلت ذلك بهدوء .. وبعد ان ابتعد جوش عن انظارنا صحنا معا من الفرحة وانطلقنا نركض ونشتري ملابس للسنة الجديدة في الجامعة .. في كل مكان كنت أدور بعيني باحثة عن جاميان أو جيرودا .. أين هما ياترى ؟؟ ربما لم يأتيان بعد .. ولكن لماذا ؟ لقد مضى وقت طويل جدا .. وجاميان ، لقد بقي على سطح هذا الكوكب مدة شهرين .. إنه يعرف العنوان جيدا ، اين هو .. لقد اشتقت إليه كثيرا .. - لندا .. مارأيك بذلك الحذاء ،، أظن انه رائع .. - آه إنه يناسبك لندا .. انتبهت فجأة على كلام صديقتاي وقلت بارتباك وانا انظر للحذاء : - آه نعم ، إنه جميل .. بعد ان خرجنا من مركز التسوق ذهبنا إلى المطعم وتناولنا طعام العشاء فقالت ايميلي باستغراب : - لندا ، لقد أصبحتي مختلفه كثيرا بعد ان عدت .. قالت ميرندا وهي تهز شعرها البني القصير : - هذا صحيح ،، أنت تدورين في المكان بعينيك طوال الوقت وكأنك خائفة من شخص ما .. لم أقل شيئا فعادت ايميلي تقول : - لا تخافي يالندا ، لن يستطيع احد اختطافك مجددا مادمنا معا .. أليس ذلك صحيح ميرندا ؟ - بلى ،، كما انت اصبحت هادئة على غير العادة وتفكرين كثيرا قبل الاقدم على شيء ... حتى شراء الاحذية .. أكملت مابقي من كوب العصير وقلت : - أنتن تتخيلن .. أنا لم أتغير أبدا .. ولست خائفة أبدا .. هذا هراء .. وقفت ثم نظرت في ساعة يدي وقلت : - ماهذا .. لقد تأخر جوش .. كيف سنعود إلى المنزل ،، يبدو انه نسينا .. كانت ميرندا مشغولة بشرب العصير ولكن ايميلي قالت : - دعيه ! الوقت مازال مبكرا ،، دعينا نذهب إلى مدينة الألعاب أو نعود للتسوق.. عدت للجلوس حتى انتهت صديقتاي ثم وقفنا معا وخرجنا إلى الخارج .. كان الشارع مزدحما بالمارة وفضلنا أن نأخذ الطريق الآخر المؤدي إلى السوق .. وبينما نسير في الشارع الآخر انحرفت سيارة مسرعة عن الطريق فجأة .. صرخت بفزع وهي تتجه نحونا منزلقة على الطريق .. وبسرعة وبدون أي مقدمات اصطدمت السيارة بالجدار بعد أن كانت ستأخذنا معها .. وقفت انظر الي العربة التي كانت على وشك اقتلاعنا من على الأرض،، كان الموقف قريبا جدا حتى أن ايميلي اغمي عليها .. اعتنت ميرندا المفزوعة بايميلي بينما ركضت بسرعة نحو السيارة وصرخت : - النجدة .. اسعاف .. حاولت النظر بالداخل وخفت أن السائق قد فقد حياته بعد تلك الصدمة العنيفة ،، المارة شاهدوا الموقف واتصل احدهم بالأسعاف ،، في داخل السيارة لم يكن هناك سوى السائق وكان رجلا مغطى بالدماء ،، فتحت الباب المحطم بصعوبة فانكسر ولكنني فتحته و أمسكت بالرجل ،حاولت تحريكه بلا فائدة ولذلك وقفت إلى جوار السيارة المحطمة انتظر قدوم الاسعاف حتى لا اتسبب في مضاعفة حالته .. هذا إذا كان على قيد الحياة .. -------------------------------------------------------------------------- بسرعة كبيرة وصلت سيارة الاسعاف والشرطة ، فابتعدت عن السيارة بينما تمت عملية الانقاذ ،، اسعاف اخرى أخذت ايميلي التي كانت مصابة بانهيار عصبي .. وانتقلنا معها إلى المشفى نفسه،، وبقينا هناك إلى جوارها بعض الوقت ولم تفق فاستأذنت من ميرندا وتوجهت إلى غرفة العمليات حيث كان هناك الرجل المصاب .. تعجبت من المكان فقد كان فارغا .. لم يأت أحد لزيارته ؟؟ اليست لديه عائلة ؟ خرج الطبيب بعد قليل من الوقت فسألت : - من فضلك أيها الطبيب .. كيف هو حال المريض .. نظر لي الطبيب وقال بألم: - إن حالته صعبة ،، ولذلك سينقل للعناية المركزه ،، وهو يحتاج إلى نقل دم عاجل .. هل أنت قريبته ؟؟ هززت رأسي نفيا وقلت : - أنا حتى لا اعرف اسمه .. قبل أن يقول الطبيب شيئا ارتفع رنين هاتفي الخليوي فقلت : - سأتكفل بنفقة المشفى حتى يظهر أقرباؤه .. المعذرة من فضلك سأجيب على الهاتف .. ابتسم الطبيب وتمتم متعجبا : - هذا عجيب .. فتحت هاتفي الخليوي وأجبت .. كان المتحدث هو جوش وقال : - أين انتن .. سأنتظركم عند سنتر بارك .. قلت بغيظ : - نحن في المشفى القريب من السوق ،، تعال بسرعة ايميلي متعبة جدا .. - ماذا ؟ مالذي حصل ؟ - هيا تعال وستعرف .. كان الطبيب قد رحل ورأيت ميرندا تقترب من بعيد وقالت بضيق بعد أن جلست إلى جواري : - لمذا تهتمين بذلك الغريب ؟؟ أليس لديه تأمين صحي ؟؟ - لا اعلم .. لكنه يحتاج إلى نقل دم .. زفرت ميرندا بغيظ وقالت : - لم يتبقى إلى أن تتبرعي له بدمك ،، لقد كان سيأخذ حياتنا ، وأظن أنه كان يقود وهو ثمل فأغلب الحوادث تكون هكذا .. لم أعرف ماذا أقول ومن بعيد شاهدت فتاة تقترب مذعورة وكانت ترتدي زيا غريبا وكأنها تعمل في منجم ،، ونظرت إلى غرفة العمليات ثم نظرت إلي باستغراب لا اعلم لماذا و سألتنا بخوف : - هل هو بخير .. تنهدت ميرندا بارتياح وقلت : - ان حالته صعبة ، ويحتاج إلى نقل دم .. كانت الفتاة رقيقة جدا ويبدو ذلك من كلامها ومظهرها وشهقت غير مصدقة عندما أخبرتها بذلك ثم بدأت بالبكاء .. تساءلت في نفسي .. هل تعمل في محطة القطارات أم ماذا .؟؟ سألتها : - هل هو قريبك ؟ كانت تبكي بحرقة وقالت وهي تمسح أنفها بمنديل : - إنه شقيقي .. - هل كان ثملا عندما كان يقود السيارة .. نظرت لي الفتاة باندهاش وتمتمت ميرندا : - هذا امر لا يعنيك .. هيا بنا الآن ولاتقومي بدور المتحرية كالعادة .. نظرت إلى الفتاة فقالت بحزن : - لقد كان غاضبا جدا وحزينا ،، حصل ذلك بسببي .. عادت الفتاة إلى البكاء وشاهدنا بعض الممرضات يتجهن إلى الغرفة فلحقت بهن الفتاة الرقيقة وعدت أنا وميرندا إلى غرفة ايميلي ولكن قبل أن نصل فوجئنا ب جوش يركض نحونا بخوف وصاح : - ماذا .. لما ملابسك مليئة بالدماء .. نظرت إلى ملابسي ،، فوجئت أنا ايضا فلم ألحظ ذلك مع الانشغال وقلت : - ربما اتسخت عندما حاولت أن اخرج الرجل المصاب .. - أي رجل .. مالذي جرى ؟؟ قالت ميرندا بهدوء: - كان سيحصل لنا حادث ،، ولكن ايميلي اصيبت بانهيار عصبي .. نظر جوش بخوف وقال : - يا الهي سوف أقع في مشكلات كبيرة ،، ليتني لم أترككن .. هذا هو جزاء من لاينفذ الأوامر!! ضحكت على المغرور وتوجهنا معا إلى غرفة إيميلي التي كانت ماتزال غائبة عن الوعي وقالت ميرندا : - علينا أن نخبر والديها .. وفورا .. نظرت نحو ايميلي وقلت بضيق : - سوف يضخم والداها الأمور فهي ابنة عائلة وورثنجتون الرقيقة والتي لم تشك بإبرة منذ ولدت .. - سيعرفان بأي حال .. بالفعل خرجت ميرندا لتتحدث إلى والدي ايميلي .. بقينا لبعض الوقت حتى وصل جيمس شقيق ايميلي في البداية ،، كان مفزوعا وتكلم معه جوش لبعض الوقت حتى وصل والدا ايميلي بكل الخوف والفزع والشفقة وظلا ينظران اليها وكانت امها تبكي .. سلم جيمس علي أنا وميرندا وسألني عن سر الدماء التي تبقع ثوبي ثم ابتسم قائلا : - لا تخافا على ايميلي، إنها هكذا دائما عندما تخاف بشدة .. سوف تكون بخير .. لكن والداي يضخمان مرضها دوما .. قالت ميرندا بقلق : - علينا أن نعود إلى المنزل ،، فقد تأخر الوقت وستقلق علي والدتي .. قال جيمس بابتسامه : - سأوصلكما إذن .. قلت بسرعة: - لا لا .. شكرا جزيلا ،، سيفعل ذلك جوش .. نظرت بعيني أبحث عن جوش ثم رأيته يتكلم مع الطبيب ،، فتوجهت إليه وعندما رآني الطبيب قال : - هل تسمحين يا آنسة بدقيقة .. - بالتأكيد .. ------------------------------------------------------------------ سرت مع الطبيب حتى ابتعدنا عن المكان قليلا فقال : - الشاب الذي حصل معه الحادث،، يبدوأن شقيقته لن تستطيع دفع كل متطلبات العلاج ، فهل ستساعدينهم .. قلت بدون تفكير : - بالطبع .. غدا سأعود ومعي المال ،، لكن من فضلك .. لا تخبرهم أنني من فعل ذلك ، أحب أن يكون الأمر سرا بيننا .. قالت الطبيب مندهشا : - كما تشاءين يا آنسة ... كنت أعلم أن عمي جوردن سيوافق على اعطائي المال فهو يحب تقديم المساعدات دائما .. وعدت إلى المنزل بصحبة جوش بعد أن أوصلنا ميرندا ، وبدون أي كلام آخر عدت إلى غرفتي استرجع أحداث ذلك اليوم ... في اليوم التالي تكلمت مع عمي جوردن الذي وعدني بارسال المال إلى المشفى ، وذلك هدأت نفسي لكنني لم أعرف عن الشاب وشقيقته أي شيء بعد ذلك .. بعد يومين خرجت ايميلي من المشفى وذهبت لزيارتها مع ميرندا وهناك قابلنا آرثر وجيمس اللذان ظلا يمزحان مع ايميلي ويسخران من جبنها طوال الوقت .. عدت على منزلي .. في الحقيقة ، لم أيأس أبدا ولو ليوم واحد أن أرى جاميان .. أو جيرودا.. أين هما طوال ذلك الوقت .. ربما قررا العودة لوطنهم مجددا ومواجهة المصاعب هناك ؟ لا اعلم لماذا أشعر انهم هنا ؟؟ فتحت خزانتي واخذت الكتاب الذي اهدته لي والده جاميان .. أمسكت بالكتاب وجلست في شرفتي .. عدت أسير بأصبعي فوق خريطة بانشيبرا وتيمالاسيا اللتان يفصل بينهما بحر واحد.. يالها من أيام! عدت استرجعها وانا ابتسم ،، كان يعجبني اسلوب جاميان وجيرودا في تعاملهما معا فهما لطيفين ومتفاهمين جدا .. اكتشفت انني احبهما جدا .. واحترمهما ..وافتقدهما بشدة .. لقد ضحيا بالكثير من الأشياء الغالية من أجلي .. أمسكت بالقلادة ايموكيا وعلقتها حول رقبتي ، كانت جميلة .. ظللت في تأملاتي حتى طرقت خادمتنا ميرلا الباب وعندما دخلت قالت : - سوف يأتي عمك مايكل غدا من اميركا .. - حقا ؟؟ أخيرا سيعود .. كنت سعيدة جدا بالخبر ولذلك فقد نمت مبكرا ذلك اليوم وفي اليوم التالي استقبلت عمي مايكي باللكمات والضربات كالعادة .. كما أحضر لي هدية رائعة من اميركا بمناسبة العودة إلى الجامعات .. مضى شهر كامل منذ عودتي إلى لندن تحدثت فيهما مرتين إلى صديقتي الهندية الرائعة ، بريا ،، وها انا الآن اعود إلى الجامعة مع صديقتاي ميرندا وايميلي .. كانت ميرندا معي اما ايميلي فانتم تعرفون القصة .. بدأ العام الدراسي مجددا وعدت إلى الروتين السابق ، الجامعة ،البيت، الدراسة ، الغداء ، العشاء ، النوم .. لكنني رغم مرور الكثير من الوقت ، لم أنس أن ابحث عنهما ،، مللت من انتظار جاميان فقد أصابني غيابه بحالة نفسية .. إنه يعرف العنوان بالتأكيد .. اين هو ؟؟ مرت شهور وانا على حالي حتى دعاني عمي جوردن إلى مكتبه في ذلك اليوم .. توجهت إلى مكتب عمي وانا اتساءل عما يريده عمي جوردن ، فهو لم يدعني يوما إلى مكتبه إلا لأمر ضروري جدا ، وعندما دخلت إلى المكتب وسمح لي عمي بالجلوس قال : - هناك امر مهم أريد أن احدثك به .. - تفضل يا عمي .. نظر لي عمي نظرة تفصيلية غريبة من أسفل نظاراته الصغيرة ثم قال : - هناك شاب جاء لخطبتك .... - حقا ؟؟ قلت ذلك محاولة عدم اظهار أي تعبير .. فأكمل عمي : - كنت اود تأجيل موضوع خطبتك حتى تنتهي دراستك ولكن الشاب مصر على أن اعرض عليك الأمر ... الشاب تعرفينه جيدا .. - من هو ؟؟ - ذلك الشاب مهذب ومن عائلة عريقة ولا يمكنني رفضه ، لكن القرار في النهاية راجع لك .. - من هو يا عمي ارجوك .. - جيمس وورثنجتون .. - ماذا ؟؟ قلت ذلك بذهول وانا اكرر .. جيمس ؟؟ يخطبني أنا .. قلت وانا اهز رأسي بعصبية : - لا .. نظر عمي باندهاش وقال بهدوء كالعادة : - ظننت أنك تستلطفينه ، كنت أظنك ستفرحين بالأمر... فكرت لدقيقة وقلت : - لا ياعمي ،، أنا لا أفكر بالزواج الآن ، ,ولا أفكر ب .. قاطع عمي حديثي قائلا : - لكنه جيمس ... أنه افضل الشبان الذين ستقابلينهم في حياتك ... أرجو منك أن تفكري بينك وبين نفسك بتأنٍ .. واريد ردك النهائي غدا ... انصرفت من مكتب عمي وانا اشعر بالاستغراب ،، لم أكن محتاجة للتفكير فأنا بالتأكيد لا أحب جيمس ولن اتزوجه .. مع أني متعجبة جدا من خطبته لي لأني أظن أن السيدة وورثنجتون لا تستلطفني فهي تظن أن تصرفاتي لا تكفي تماما لكي أكون أميرة انجليزية !! .. لا لن أوافق أبدا .. أنا أحب جاميان .... وجاميان فقط ،، وسانتظره للأبد .. وبينما اسير في الممر بعصبية كانت خادمتي ميرلا تنتظرني وقالت : - آنستي ، عمك السيد مايكل ينتظرك في غرفة الضيوف ويدعوك إلى هناك باسرع وقت .. تساءلت باندهاش : - هل معه أي شخص ... - هناك ضيفان يا آنستي ولكنني لم أعرفهما ...
__________________ A friend gives hope when life is low... A friend is a place when you have nowhere to go... A friend is honest... A friend is true... A friend is precious and that my friend is YOU |
#29
| ||
| ||
رد: قصة رائعة عنوانها الجندي الأبيض عدت إدراجي إلى غرفة الضيوف وطرقت الباب فدعاني عمي مايكي إلى الجلوس ، شاب ظريف يجلس مبتسما وإلى جواره فتاه .. أظن أنني رايت الفتاة من قبل في مكان ما فوجهها يبدو مألوفا بالنسبةلي .. وقف عمي وقال يعرفني : - السيد ونبيرج ، وليام ونبيرج ... - تشرفت بمعرفتك ... - وأنا أيضا ... تابع عمي : - الآنسة ليلي وينبرج .. - مرحبا .. - أهلا بك .. جلست إلى جوار عمي فقال بعد أن جلسوا أيضا : - لقدجاء السيد ونبيرج إلى هنا لكي يراك .. قلت باندهاش : - حقا ؟ ولكنني لمأقابله من قبل .. تساءلت في نفسي إن كان خاطبا آخر ... ابتسموا وتبادلواالنظرات فقالت الآنسة : - ألا تتذكرينني ،، أنا شقيقة الشاب الذي كاد يصدمكم منذشهور .. الحادث ، هل تتذكرين .. آه .. أنها الفتاة الرقيقة التي كانت تبكي فيالمشفى .. ثم قال السيد وينبرج : - كنت اود شكر صنيعك معي ومع اختي،، فقد كنتطيبة جدا .. رمقني عمي باعجاب وقلت بخجل : - لا داعي للشكر ،، لكنني طلبت منالطبيب أن لا يخبركما بالأمر .. كنت خجلة جدا وقال عمي : - السيد وينبرجدعانا لقضاء أجازة منتصف العام القادمة في مزرعته بالريف ،، فما رأيك ؟؟ قلتبامتنان : - شكرا لك يا سيد وينبرج على الدعوة الرائعة ،، سوف نتشرف بتلبية طلبكبالتاكيد .. - هذا ماكنت أتمناه .. بعد وقت قصير ودعنا السيد وينبرجوشقيقته وفوجئت بكم الهدايا الذي احضراه لي ولعمي مايكل .. وقال عمي ونحننعود إلى غرفتي : - لكم أحب الريف!! قلت ساخرة منه : - أنت تحب اميركا .. أمسك عمي براسي وضحك ضحكة كوميدية ثم قال : - أنا احب الهند !! عدنا للضحك مرة أخرى فقلت : - صحيح مايكي ،، ألا تفكر بالزواج أمأنك تنوي أن تصبح عازبا مدى الحياة .. لديك الريف ولديك الهند ،، وبالطبع اميركا .. ضحك عمي وقال ساخرا : - اصمتي أيتها العانس !! ركضت خلفه وأطحت به أرضاثم أنهلت عليه ضربا وركلا .. كان يدافع عن نفسه فأوقعني أرضا وضحكنا طويلا حتىانقطعت أنفاسنا .. نظر لي عمي مايكي بعد أن توقفنا عن الضحك وقال : - مارأيك في جيمس وورثنجتون ؟ ابتسمت ثم قلت بسخرية : - هيا ،، كف عن هذا لقدأخبرني عمي جوردن بالأمر .. ضحك عمي وقال : - حسنا أجيبي عن السؤال ... - أنت تعرف أنني لا أحب سوى جاميان .. نظر عمي باندهاش وقال : - جاميان !؟ أمازلت تفكرين في ذلك الشيء الفضائي ؟ قلت بغضب : - هيا كف عن إغاظتي،، انتتعرف أنني أحبه .. - حسنا أين هو ؟؟ صمتت لوهلة وترقرت عيناي بالدموع فقلت : - لا أعرف ، لكنني أشعر أنني سأراه قريبا .. - لا أريدك ان تعيشي في أحلامخيالية ، أرجوك لندا .. عودي على الواقع .. نظرت لعمي مايكل وقلت بحزن : - لقد كنت أظن أنك الوحيد الذي صدقني .. - أنا أصدقك ... - لماذا تقول إذا أنهاأحلام خياليه .. - لأنني لم أر ذلك الشاب الذي تتكلمين عنه حتى اللحظة ،، أناأنظر في كل العيون أبحث عن عين ارجوانية .. ضحك عمي مرة ثانية ولكنني قلت : - يكفي ،، أنت تتعمد إغاظتي .. - لا .. أقسم لك .. لكن هذا العرض الثانيللزواج بك .. - العرض الثاني ؟؟ - نعم ألم يطلب منك ملك بانشيريا ان تتزوجيه .. - تقصد بانشيبرا ؟ - نعم .. ضحكت وقلت : - حسنا فهمت ،، أنتتتذكر كل شيء بالتفصيل .. ضحك عمي وخرج من الغرفة وتوجهت نحو مكتبي وأعددتمذكراتي حسب جدولي في الجامعة ثم تناولت العشاء مع عائلتي وذهبت للنوم ... فياليوم التالي عدت من الجامعة مرهقة وكانت اختبارات نصف العام قد اقتربت ، ولذلك فقدبدأت بتجهيز نفسي للدراسة بجد فلم يتبق سوى اسابيع .. في تلك الأثناء طلب عميجوردن قراري النهائي على الموضوع فقلت أنني لن أفكر بالزواج الآن وقد أخبرته أننيلا احبه .. عمي جوردن كان غاضبا مني واتهمني بأنني هوائية ولا أفكر في مصلحةنفسي لأنني أرفض شابا رائعا مثل جيمس ، وبسبب شيء تافه في نظره وهو الحب وعدم الحب !! في تلك الأثناء حاولت تجاهل الكل وتفرغت لدراستي فلم يتبق سوى اسبوعانعلى بداية الاختبارات .. --------------------- في الحقيقة كنت لم أيأس بعدمن أن ارى جاميان مرة أخرى ،، كنت اذاكر كثيرا وفي وقت الراحة كنت أفكرفيه رغما عني .. أقسمت أنني سأضربه عندما أراه .. وضحكت على تخيلاتي كثيرا .. ولكن .. يبدوالواقع أنني لن أراه مجددا فعلا كما قال عمي مايكي ...... وبالطبع كانت أيامالاختبارات مملة وكريهة كالعادة ،، ومرت أيام الاختبارات ببطء شديد وكنت اطمئنبالهاتف على صديقتاي ميرندا .. و ايميلي التي تذاكر بجد حتى لاترسبمجددا.. تلقيت بعد الاختبارات مكالمة من صديقتي الحبيبة بريا ،، وكانت سعيدة جدالأن وضعي مستقر .. وأخيرا انتهت الاختبارات وأخبرني عمي مايكي أن علي أن اتجهزلأننا سوف نذهب إلى الريف عند السيد وينبرج الذي عاد للاتصال بعمي مايكي مرة أخرىمؤكدا موعد حضورنا .. ولهذا انطلقنا بعد يومين فقط .. ذهبت مع عمي مايكل فقطوكونا ثانئيا رائعا خلال الطريق فقد كنا نصيح ونلعب طوال الوقت مع انه كان يقودالسيارة إلا انني كنت اجعله يغني رغما عنه واضحك عليه .. وصلنا أخيرا وكانتمشاهد الريف رائعة حقا ،، وبعيدا عن تلوث المدينة وضبابها وزحامها .. من بعيدشاهدت الشاطيء ولكم كان رائعا ... اتصل عمي ب وليم وينبرج ، فقال له وليام أنيتجه نحو الفنار القريب .. ظللنا نبحث عن الفنار حتى قال عمي : - يبدو أنناضللنا الطريق ، أو انك اخذت الفنار الي ايموكيا .. ضحكنا بشدة .. ثم سرنابالسيارة لبعض الوقت حتى رأينا الفنار من بعيد ،، وقلت مندهشة : - إنه يشبهالفنار الذي كان في ايموكيا .. ضحك عمي وقال : - كل فنار يشبه الآخر .. لاتقلقي بهذا الشأن ... وصلنا عند الفنار ونزل عمي ثم اتصل ب وليم مجددا، الذيلحق بنا بعد قليل ثم ابتعدنا عن الفنار قليلا حتى وصلنا إلى مزرعة ريفية جميلة .. كان هناك كلب أبيض صغير يركض هنا وهناك خلف الأوز .. والمنزل كان جميلا جدا،، وكانت الآنسة ليلي ومعها فتاة أخرى في استقبالنا وكان هناك رجل مسن قدم أيضالتحيتنا وعرفنا وليام وينبرج على الرجل المسن أولا : - والدي السيد شون وينبرج .. صافحناه وابتسم بسعادة ثم تعرفنا على الفتاة الأخرى وهي صغيرة في السن تقتربمن الرابعة عشرة من العمر وهي شقيقة ليلي ووليام وتدعى أليس .. بعد ان دخلناحملت أليس حقائبنا وركضت بسعادة .. كانت فتاة ممتلئة بالحيوية وأخذتني بسرعة ومعها ليلي لكي أشاهد الغرفة التي أعدوها لي بالطابق الثاني ،، يالهما من فتاتان رائعتان .. كانت أليس مختلفة عن اختها الرقيقة فهي مشاغبة ولديها شعر أسود وعينانزرقاوان صافيتان .. أما ليلي فقد كان لديها شعر بني فاتح وعينان بنيتان مثل شقيقها الأكبر وليام .. توجهت مع الفتاتان إلى غرفتي التي اعدوها لي فرأيت أنها رائعة وقد زينوها بالزهور ووضعوا ستائر وردية وبيضاء ،، كانت رائعة جدا وقد رسمت أليسصورة طبيعية جميلة وكتبت عليها لندا ثم علقتها فوق النافذة .. سعدت جدا لحفاوتهمبي .. ثم توجهت معهم الى الأسفل ووضعنا طعام العشاء ثم جلسنا ، حكى لنا السيدشون وينبرج عن اليوم الذي حصل فيه الحادث لويليام .. قال السيد شون : - كانويليام في ذلك اليوم غاضبا من اخته ليلي لأنها تشاجرت مع مروض الخيول، ولهذا فقدجاء يشكو لي فأخبرته أن لا يتدخل فيما لا يعنيه فترك البيت وغضب وخرج .. ابتسمويليام وقالت ليلي : - إن ويليام غضبه مفزع جدا وانا اشفق على خطيبته منه ... لااعرف لماذا تحبه وكيف ؟ضحكنا جميعا وقالت أليس بمرح : - عندما دخلت اختيليلي إلى المشفى كانت ترتدي ملابس المخصصة للعناية بالخيول ،، فظن الأطباء أنهامعدمة وطلبوا مساعدتك .. عدنا للضحك فقالت ليلي : - لقد أصبت بإحراج كبيرعندما قال لي الطبيب أن هناك فاعل خير قد تبرع لي بمبلغ كبير من المال ... قالوليام بابتسامة : - لقد أصرينا أن نعرف الشخص صاحب القلب الكبير .. ابتسمتبخجل وقال عمي مازحا: - إنها تحب المساعدة دائما ... ضحك الجميع علي واناابتسم بخجل، ولم استطع قول أي شيء .. تكلمنا كثيرا وحكينا أشياء كثيرة عنعائلاتنا ،، كان السيد شون وينبرج يقص لنا قصصا شائقة كعادة المسنين دائما .. وفي صباح اليوم التالي استيقظت وأنا لست مصدقة أنني في الريف ،، فتحتالنافذة وشاهدت المناظر الرائعة والفنار البعيد الذي يشبه فنار ايموكيا .. كانالهواء منعشا جدا ونزلت بسرعة إلى الأسفل لأدهش أن الجميع كان مستيقظا عداي ... وضحك عمي علي .. وبعد أن تناولنا طعام الأفطار خرجت أركض بصحبة ليلي وأليسفي المزارع القريبة ولعبنا كثيرا قرب الشاطيء الذي كان يبعد عن منزلهم مسافة كبيرة .. استأذنت ليلي لبعض الوقت لكي تحضر بعض الأغراض إلى المنزل بينما تمشيت معالجميلة أليس حتى عدنا إلى المزرعة مجددا .. وقبل أن نصل إلى المزرعة قالت أليسبنبرتها المشاغبة : - آنسة لندا ... مارأيك في ان نذهب إلى حقل الخيول القريب ،،سأريك شيئا رائعا، لكن هذا سر . قلت باستغراب :- سر؟ - نعم ... أعني انكلن تخبري احد أنني أخذتك إلى مروض الخيول غريب الأطوار .. قلت بفضول : - مروضالخيول ؟ ولما نذهب .. سحبتني أليس من يدي وركضنا وهي تقول : - أنت لن تمانعي فسوف يعجبك ركوب الخيل كثيرا .. وبالذات فرسي لورا ،، ستعجبك ...
__________________ A friend gives hope when life is low... A friend is a place when you have nowhere to go... A friend is honest... A friend is true... A friend is precious and that my friend is YOU |
#30
| ||
| ||
رد: قصة رائعة عنوانها الجندي الأبيض ركضنا كثيرا حتى اقتربنا من الفنار ،، كان هناك سياجا حول المزرعة وكوخاكبيرا واصطبل للخيول .. أعدت النظر إلى المكان بدقة ،، شعرت برغبة عارمة فيالبكاء لأن ذلك المكان لم يكن غريبا عني أبدا ... أنا اقسم أن هذا هو المكان الذي قمت فيه بحل لغز الايموكيا.. نعم .. وقفت صامته اتأمل التلة الصخرية ،الفنار،، المنزل والسياج ... كل شيء كما هو لم يتغير منه شيء عدا طريق العودة المليء بالزهور الوردية والموجود في ايموكيا فقط .. تنهدت بقوة ولاحظت أليس انفعاليفقالت : - المكان جميل ... - نعم .. انه جميل فعلا .. دفعت أليسالبوابة الخشبية ودلفنا معا إلى داخل المزرعة ،، كان الجو مشرقا وليس ضبابيا كماكان في لغز ايموكيا .. هناك خيول تركض وقد خلب جمالها لبي وقلبي .. بيضاء وسمراءوبنية .. خيول جميلة في كل مكان .. ركضت خلف أليس إلى اصطبل الخيول وكان هناك شابا يعتني بأحد الخيول ويعطينا ظهره، كان يرتدي قميصا بلا أكمام وسروالا أسودوحذاء العمل في الحقل ،، فتوقفت أليس وقالت بالهمس تحدثني : - إنه مروض الخيول .. ويدعى ... ما رايكم ان أتوقف في هذا الفصل المشوق :77: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هههه سأعود قريبا و أكمل الباقي .... أعدكم ....
__________________ A friend gives hope when life is low... A friend is a place when you have nowhere to go... A friend is honest... A friend is true... A friend is precious and that my friend is YOU |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صور رائعة من الطبيعة لهاوي فلسطيني موهوب | بسمة فوق شفاه ناعمة | موسوعة الصور | 23 | 03-22-2012 01:44 PM |
رسومات رائعة فعلا | بسمة فوق شفاه ناعمة | موسوعة الصور | 12 | 01-22-2011 06:51 PM |
صور رائعة | بسمة فوق شفاه ناعمة | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 17 | 09-03-2009 11:33 PM |
خلفيات رائعة | script | موسوعة الصور | 29 | 12-30-2008 11:54 AM |
مجوهرات رائعة من الذهب الأبيض و الأصفر...... | أشواق وحنين | حواء ~ | 11 | 08-17-2007 06:59 PM |