![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
10-23-2008, 09:29 PM
|
|
لماذانغتاب.....ii إن المتأمل في واقع المسلمين اليوم يجد كم أصبحت الغيبة منتشرة و بشكل كبير بينهم و للأسف ، إلا من رحم ربي ، و ما هذا إلا لضعف التقوى ، و قلة الخشية من الله عز و جل ، و غياب جوانب الرحمة و المحبة بين المسلمين ، مع أن الأصل في الجماعة المسلمة أن يسود بين أفرادها الحب و التعاون و التراحم و الوحدة . قال عليه و آله الصلاة و السلام : " من ذبَّ عن عِرض أخيه الغيبة ، كان حقاً على الله أن يعتقه من النار " [ صحيح ، الألباني – صحيح الجامع : 6240 ] .
و لو أن المسلمين التزموا ما أمرهم به ربهم به من التواصي و التناصح ، لما انتشرت الغيبة بينهم بهذه الصورة المؤذية ، و لكنهم استبدلوا بهذا الأمر الإلهي الغمز و اللمز و السخرية و الاستهزاء ، و لا حول و لا قوة إلا بالله . فهل يستطيع المسلمون و هم على هذه الشاكلة أن تتحد قلوبهم ، و أن يتكاتفوا و يتآزروا و يتواصوا بالصبر على حمل العبء الثقيل في نشر هذا الدين بين الناس أجمعين ؟! . قال تعالى : ﴿ ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذينَ ءامَنوا و تَواصَوْا بالصَّبْرِ و تواصَوْا بالمَرْحَمَةِ ﴾..{ البلد : 17 } ، يقول سيد قطب – يرحمه الله - : (( و الصبر هو العنصر الضروري للإيمان .. و التواصي به يقرر درجة وراء درجة الصبر ذاته ؛ درجة تماسك الجماعة المؤمنة ، و تعاونها على تكاليف الإيمان . فهي أعضاء متجاوبة الحس ، تشعر جميعاً شعوراً واحداً بمشقة الجهاد لتحقيق الإيمان في الأرض و حمل تكاليفه ، فيوصي بعضها بعضاً بالصبر على العبء المشترك ، و يثبت بعضها بعضاً فلا تتخاذل ، و يقوي بعضها بعضاً فلا تنهزم . و هذا أمر غير الصبر الفردي ، و إن يكن قائماً على الصبر الفردي . و هو إيحاء بواجب المؤمن في الجماعة المؤمنة . و هو ألا يكون عنصر تخذيل بل عنصر تثبيت ، و لا يكون داعية هزيمة بل داعية اقتحام ، و لا يكون مثار جزع بل مهبط طمأنينة . و كذلك التواصي بالمرحمة |