|
حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
يحدث في تونس العرب بسم الله الرحمن الرحيم يَعيشالشباب المُتدين في تُونس، لا سيَّما الفتيات المُحجبات، محنةً كبيرةً،تُذكر بمعاناة المؤمنين الأوائل من لدُّن نوح عليه السلام، وحتَّى مُحمدصلى الله عليه وسلم، كما تُذكر بضحايا السلطة المستبدة عَبر العصور، ومعكل ذلك تظل الحالة التُونسية مُتفردة في قَسوتها وفَظاعة مُمَارساتها،فطبقًا للتقارير الواردة من تُونس، سواء الصادرة عن "لجنة الدفاع عنالمحجبات"، أو "منظمة حرية وإنصاف"، أو "الجمعية الدولية لمساندة المساجينالسياسيين"، وهي تقاريرٌ موثقةٌ بالأسماء والتواريخ، فإنَّ مَا يَجري فيتُونس اليوم لم يسبق له مثيل في العصر الحديث.اعتقال المحجبات والنظامفي تُونس دأب على إزاحة كل من يقف في وجه ممارساته اللا إنِّسانية، بحقالمتدينين ولا سيما المحجبات، وبحق كل المعارضين لسياسته الاستبدادية،الَّتي لا مثيل لها في أي بلدٍ عربيٍ، أو حتى غير مسلم، بما يعكس التطرفالعلمَّاني، والوجه الحقيقي للوصاية الكريهة على المجتمع، فكل من يفكرخارج الأطر الموضوعة يُحارب، ومن يتعاطف معه يُوضع معه في نفس الخانة. كمالا تتورع السلطات الأمنيَّة عن استخدام كافةِ أشكال التنكيل بالمحجبات،وهو ما يصل إلى حد الاعتقال، مما دفع لجنة الدفاع عنْ المحجبات لتحذيرالسلطات من "خطورة المنهج الأمني الذي تسلكه في محاربة المحجبات من بناتتُونس ونسائها، في خرقٍ فاضح للقوانين ومبادئ حقوق الإنَّسان". ويروىخالد ساسي أحد المدافعين عن المُحجبات في تُونس، حجم التنكيل الذي تعرَّضله بسبب مواقفه، حيث اعُتقل لمدة 15 يومًا، بعدما تدخل لحماية فتاتينمحجبتين كانت الشرطة بصدد خطفهما؛ فأثناء وجوده في محل تجاري مملوكلشقيقه، إذ بسيارة شرطة توقف فتاتين كانت إحداهما منقبة, أما الثانيةفترتدي خمارًا, وطلبت الشرطة منهما مرافقتها إلى مقر الأمن, فخافتاوأجهشتا بالبكاء, والتف سكان الحي حول السيارة، "فلم أتردد في الاستفسارعن سبب اعتقالهما, فقال لي أحد الضباط: إنَّ هذا الأمر لا يهمك, بعد ذلكحِّلت بين رجال الأمن وبين الفتاتين، وأمرتهما بالفرار فلم تترددا في ذلك, ولُذتُ أنا بدوري بالفرار, وما هي إلا ساعة زمن حتى حُوصرت المنطقة برجالالأمن, الذين داهموا بيتنا واعتقلوا أخي للتحقيق معه, فذهبت من الغد لأسلمنفسي للبوليس". وتابع "ما إن رأوني حتى انهالوا عليَّ ضربًا, ثم أمرونيبنزع ملابسي ليعلقوني، فرفضت فقاموا بنزعها عنوة, وتم تجريدي منهابالكامل, وأخذوا بضربي, وبسكب الماء على جسمي, وهم يسبون الجلالة،ويتلفظون بأبشع الألفاظ". تعسف وحرمان وإذاكانت النساء لا يَأمنْ على أنفُسهِن وأعراضهِن، مما جعل تُونس غابة للخوف،فإن الطالبات الجامعيات والطالبات في المعاهد الثانوية يعانين الأمرين.. ففي الشارع يَتربص بهِن عناصر الشرطة، وفي المؤسسات التعليمية المدراءوالبوليس السياسي والمليشيات التابعة للنظام الحاكم. وتروى الطالبة "آمال بن رحومة" معاناتها ومحنتها التي تعيشها آلاف النساء والفتيات فيتونس، حيث تقول: "إنهم يَعتزمون حرماني من ثمرة جهد بذلته لمدة خمسة عشرعامًا، خلف مقاعد الدراسة، حيث كنت دائمًا أحصل على المراتب الأولي" . "ابنرحومة" طالبة بالسنة النهائية في مرحلة تكوين المهندسين بالمدرسة العليالمهندسي التجهيز الريفي بمجاز الباب, وهي على أبواب تقديم مشروع ختمالدروس، لكن المسئولين رفضوا تسليمها شهادة التخرج بسبب ارتدائها الحجاب, وقال لها أحدهما "إنك مخالفة للقانون بارتدائك لغطاء فوق شعرك، وأني ألتزمبالتعليمات، ولا يمكنني أن أعطيك هذه الشهادة ما لمْ تَكشفي عن شعر رأسك". وما تَتَعرض له "بن رحومة" وغيرها من إجراءات تَعسفية تَمس بالحريةالشخصية للمرأة التونسية في اختيار شكل لباسها, يعكس سياسة مُمنهجة تَهُدفإلي إقصاء المتدينين وتهميشهم, وهو ما دفع لجنة الدفاع عن المحجباتللتحذير من أن هذا السلوك يهدد جديًا استقرار المجتمع التونسي, ودعتالسلطات إلى إعادةِ النظر فيها إذا كانت معنية باستقرار وأمن البلاد. حتَّى الأطفال! ومعأنَّ السلطات في تُونس تَفتخر رياءً بأنها وضعت حقوقًا للطفل، وأكثرمن ذلك الادعاء العريض المُفرغ من معانيه، وهو تدريس حقوق الطفل فيالمدارس، وكذلك حقوق الإنسان، إلا أن حقوق الطفولة تُنتهك بكل الطرق، سواءعند سجن الأب بسبب مواقفه السياسيَّة، وغالبًا ما يكون تدينه تهمة، لاسيَّما إذا كان تدينًا خارج الأطر التي وضعتها السلطة. فالحجاب فضلاًعن النقاب واللحية يُعد قمة التطرف الديني في مفهوم النظام الحاكم فيتُونس اليوم، بل إنَّ الأطفال لمْ يَسلموا من الاضطهاد، فقدْ أقدم مديرمدرسة أساسية بالاعتداء على طفلةٍ بسبب ارتدائها الحجاب، حيث أشارت لجنةالدفاع عن المحجبات إلى أن مدير المدرسة الأساسية بحي المنجي سليم, قامبالاعتداء على الطفلة آمال النعيمي (12 سنة) بالضرب, بعد أن اقتحم عليهاقاعة الدراسة، وخلع حجابها أمام زملائها, وصفعها وهددها إنْ عادت إلى هذااللباس؛ بأنه سيطردها. موقف المدير هذا يُعد امتدادًا لما عُرف عنه منعداء شديد للحجاب والمحجبات، فمنذ التسعينات، وهو لا ينفك عن ممارسةالضغوط على المعلمات المحجبات، اللاتي عبرن عن صمودهن في وجه تهديداته. وفيواقعة مماثلة.. أقدم مدير معهد حسن حسني عبد الوهاب ب "المنيهلة" ولايةأريانة, على طرد جميع التلميذات المحجبات المرشحات لاجتياز امتحان شهادةالبكالوريا, بسبب ارتدائهن الحجاب، بعد أن ساومهن على نزع أغطية رؤوسهنمقابل استئناف دروسهن, فأبينْ الخضوع لهذا الابتزاز المشين. وإزاء هذهالتَجاوزات؛؛ شَددت لجنة الدفاع عن المحجبات على أن وسائل الضغط والإكراهتجاه المحجبات لنْ تنجح في تحقيق أهدافها، وهو ما يُصادق عليه الواقع. واعتبرت اللجنة أن ارتداء الحجاب حقٌ مكتسب لكل من تريد من النساءارتداءه, وأنَّ كل المناشير والقوانين والتصريحات التي تمنع الحجاب فيتُونس ليس لها قيمة, وسيتحمل أصحابها المسئولية عن ممارساتهم المخالفةلدستور البلاد, وحمَّلت السلطات الرسمية كل التداعيات المترتبة على نهجالعنف والإكراه والتمييز التي تمارسه تجاه المحجبات. وضع مأساوي وتَجدرالإشارة إلى أن المرأة التونسية محظورٌ عليها ارتداء الحجاب بحكم القانونرقم (108) الذي صدر في عام 1981، في عهد الرئيس التونسي الراحل الحبيببورقيبة، والذي اعتبر الحجاب "زيًّا طائفيًّا" وليس فريضة دينية، وحظرارتدائه في الجامعات ومعاهد التعليم الثانوي. كما ينص قانون الأحوالالشخصية التونسي الصادر في عام 1956 على المساواة التامة بين المرأةوالرجل، ويمنع تعدد الزوجات، مقررًا عقابًا شديدًا للمخالفين، ويحظرالقانون زواج النساء دون (17) سنة، كما أنه يمنع الطلاق من جانب واحد (الرجل)، وفوَّض البت به للمحاكم المدنية. ووفقًا لعريضة وقَّعها أكثرمن مائة ناشط حقوقي في نوفمبر 2003، فإن "النساء التونسيات المرتدياتللحجاب يتم حرمانهن من العمل، ومن دخول المعاهد والجامعات، كما يَعمد رجالالأمن دون موجب قانوني إلى تَعنيفهن، ونزع الحجاب بالقوة مع الشتم والوصفبشتى النعوت، ولو أمام أزواجهن أو إخوانهن، وإجبارهن على إمضاء التزامبعدم ارتداء الحجاب مستقبلاً". مواسم الاضطهاد ومعكل عام دراسي جديدٍ، أو مع قدوم شهر رمضان المبارك، تصل المضايقاتالحكومية للمحجبات إلى ذروتها، فهناك مرسوم شبه سنوي، يصدره وزير التعليمإلى عمداء ومديري المؤسسات التعليمية ينص على "منع الدخول لهذه المؤسساتعلى كل من يرتدي أزياء ذات إيحاءات طائفية، أو يحمل أية إشارات أخرى منهذا القبيل"، مع أن تُونس ليس فيها طوائف، وهي أكثر البلدان الإسلاميةاندماجًا على الصعيد العقائدي لأن جميع سكانها من السنة المالكية. واستهدافالحجاب والمحجبات في تُونس لا يتوقف فقط عند فرض حظر على ارتدائه، بل امتدالأمر ليشمل مهاجمة الفلسفة الدينية والفكرية الَّتي يقوم عليها، حتَّى إنوزير الشئون الدينية التُونسي اعتبر الحجاب، في تصريحاتٍ صحفية أواخرديسمبر 2005 "ظاهرة دخيلة"، و"نشازًا" و"زيًا طائفيًا" و"ظاهرة غير مقبولةفي تُونس". وإذا كان هذا رأي وزير الشئون الدينية، فإن الأستاذة فيجامعة الزيتونة "منجية السوائحي"، لم تتورع في تصريحات لقناة (إيه إن بي) نهاية ديسمبر 2005، عن اعتبار "الحجاب من الموروثات الإغريقية والرومانية،وليس أمرًا إسلاميًا أصيلاً" |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نبارك للجميع مرور خمس سنوات على إنشاء عيون العرب | RooT | عيون التهاني و الترحيب بالأعضاء المستجدين | 70 | 10-22-2012 03:48 PM |
شرح قصيدة ناقتي ياناقتي ما عليك من الهروج , قصيدة الفراعنة في الحلقه الاخيرة | تئلمت بس تعلمت | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 01-14-2010 02:11 AM |
عظماء كورد في خدمة العرب | asanabdulla | قصص قصيرة | 1 | 06-04-2008 11:01 PM |
الأرجنتين المسافرون العرب | ولـد غرناطة | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 18 | 10-09-2007 08:20 PM |
ترقيات جديدة و أوسمة لأعضاء ومشرفين عيون العرب | © بندر © | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 39 | 04-02-2007 10:24 PM |