|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب إن العمل اليسير الموافق لمرضاة الرب وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أحب إلى الله –تعالى- من العمل الكثير إذا خلا عن ذلك أو عن بعضه، ولهذا قال الله -تعالى-: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك : 2]، وقال: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الكهف : 7]، وقال: {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [هود: 7]. فهو سبحانه وتعالى إنما خلق السموات والأرض والموت والحياة، وزيَّن الأرض بما عليها ليبلو عبادة أيهم أحسن عملًا، لا أكثر عملًا. و"الأحسن" هو: الأخلص والأصوب، وهو الموافق لمرضاته ومحبته، دون الأكثر الخالي من ذلك، فهو سبحانه وتعالى يحب أن يُتعبَّد له بالأرضى له وإن كان قليلًا، دون الأكثر الذي لا يرضيه، والأكثر الذي غيره أرضى له منه. ولهذا يكون العملان في الصورة واحدًا وبينهما في الفضل، بل بين قليل أحدهما وكثير الآخر في الفضل أعظم مما بين السماء والأرض، وهذا الفضل يكون بحسب رضا الرب –سبحانه- بالعمل، وقبوله له، ومحبته له، وفرحه به سبحانه وتعالى، كما يفرح بتوبة التائب أعظم فرح، ولا ريب أن تلك التوبة الصادقة أفضل وأحب إلى الله –تعالى- من أعمال كثير من التطوعات وإن زادت في الكثرة على التوبة. ولهذا كان القبول مختلفًا ومتفاوتًا بحسب رضا الرب سبحانه بالعمل: فقبول يوجب رضا الله سبحانه وتعالى، ومباهاة الملائكة، وتقريب عبده منه. وقبول يترتب عليه كثرة الثواب والعطاء فقط. كمن تصدق بألف دينار من جملة ماله –مثلًا- بحيث لم يكترث بها، والألف لم تنقصه تقصًا يتأثر به، بل هي في بيته بمنزلة حصى لقيه في داره أخرج منها هذا المقدار، إما ليتخلص من همه وحفظه، وإما ليجازى عليه بمثله، أو غير ذلك. وآخر عنده رغيف واحد هو قوته، لا يملك غيره، فآثر به على نفسه من هو أحوج إليه منه، محبة لله، وتقربًا إليه وتوددًا، ورغبة في مرضاته، وإيثارًا على نفسه. فيا لله كم بعد ما بين الصدقتين في الفضل، ومحبة الله وقبوله ورضاه، وقد قَبِل سبحانه هذه وهذه، لكن قبول الرضا والمحبة والاعتداد والمباهاة شيء، وقبول الثواب والجزاء شيء. والأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والمحبة والتعظيم والإجلال، وقصد وجه المعبود وحده دون شيء من الحظوظ سواه؛ حتى تكون صورة العملين واحدة وبينهما في الفضل ما لا يحصيه إلا الله -تعالى-. وتتفاضل أيضًا بتجريد المتابعة، فبين العملين من الفضل بحسب ما يتفاضلان به في المتابعة، فتتفاضل الأعمال بحسب تجريد الإخلاص والمتابعة تفاضلًا لا يحصيه إلا الله –تعالى-، وينضاف هذا إلى كون أحد العملين أحب إلى الله في نفس مثاله: الجهاد وبذل النفس لله –تعالى- هو من أحب الأعمال إلى الله –تعالى-، ويقترن بتجريد الإخلاص والمتابعة، وكذلك الصلاة والعلم وقراءة القرآن، فإذا فَضُل العلم في نفسه، وفَضُل قصد صاحبه وإخلاصه، وتجرَّدت متابعته؛ لم يمتنع أن يكون العمل الواحد أفضل من سبعين، بل وسبعمائة من نوعه. فتأمل هذا فإنه يزيل عنك إشكالات كثيرة، ويطلعك على سر العمل والفضل، وأن الله -سبحانه وتعالى- أحكم الحاكمين، يضع فضله مواضعه، وهو أعلم بالشاكرين. المرجع: المنار المنيف في الصحيح والضعيف للإمام: ابن القيم -رحمه الله- شبكة مسلمات
__________________ |
#2
| ||
| ||
رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب وبارك الله فيكم على الموضوع والفائدة القيّمة ورحم الله الإمام إبن القيّم رحمة واسعة أخوكم في الله فارس السنّة
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |
#3
| ||
| ||
رد: تتفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب جزانا وإياكم شكرا لكم على المرور الكريم
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هكذا تتححطم القلوب | ~gege~ | مواضيع عامة | 1 | 07-09-2008 05:51 PM |
قسوه القلوب اسبابها وعلاجها | sumaiah2006 | أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 | 3 | 10-11-2007 11:15 AM |
لا يجوز العمل بالأحاديث الضعيفة [مطلقًا] ولو في فضائل الأعمال أو الترغيب والترهيب | fares alsunna | نور الإسلام - | 5 | 09-29-2007 02:50 PM |
القلوب الفقيرة | samir albattawi | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 1 | 08-16-2007 02:24 PM |
القلوب و أنواعها | نبيل المجهول | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 4 | 01-23-2007 03:05 PM |