|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
من كتاب الحب بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة كتاب الحب تربية محبة الله عز وجل في القلب ...منبع التضحية والجهاد ...وأساس كل دعوة متأججة ، ومحبة الله تعالى لا تأتي من مجرد الإيمان العقلي به ، فالأمور العقلانية وحدها ما كانت يومًا ما لتؤثر في العواطف والقلوب ، ولو كانت كذلك لكان المستشرقون في مقدمة المؤمنين بالله ورسوله ، ولكانت أفئدتهم من أشد الأفئدة حبًا لله ورسوله ... وإنما الوسيلة إلى محبة الله تعالى – بعد الإيمان به - كثرة التفكر في آلائه ونعَمه ، والتأمل في مدى جلاله وعظمته ، ثم الإكثار من ذكره سبحانه وتعالى بالقلب واللسان ، وإنما يتم ذلك بالعُزلة والخلوة ، والابتعاد عن شواغل الحياة وضوضائها في فترات متقطعة متكررة من الزمن ، فإذا قام المسلم بذلك نبتت له من ذلك في قلبه محبة إلهية عارمة ، تجعله يستصغر كل عظيم ، ويحتقر كل مغرية من المغريات ، ويستهين بكل إيذاء وعذاب ، وذلك لأن الدوافع الوجدانية في القلب ، من خوف ورجاء ومحبة ، تفعل ما لا يفعله الفهم العقلاني المجرد . في تعليقه على تضحية الصحابة – فداءًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم – في موقعة أحد ، يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه فقه السيرة " إنه الإيمان بالله ورسوله أولا ، ثم محبة رسوله صلى الله عليه وسلم ثانيًا ، فهما معًا سبب هذه التضحية الرائعة العجيبة ، والمسلم يحتاج إليهما معًا ، ولا يكفيه أن يدّعي الإيمان بما ينبغي الإيمان به من أمور العقيدة ... حتى يمتلىء قلبه بمحبة الله ورسوله أيضًا ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمِنُ أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين ) متفق عليه . فإذا لم يُشغل القلب بمحبة الله ورسوله والصالحين من عباده ، فسيمتلىء – ولا بد – بمحبة الشهوات والأهواء والمحرمات ، وحينئذٍ هيهات أن يصبح الاعتقاد وحده حاملا لصاحبه على أي عمل من أعمال التضحية والفداء . يقول جان جاك روسّو في كتابه " إيميل " : كم قيل وأُعيد القول عن الرغبة في إقامة الفضيلة على العقل وحده ... وياله من أساس متين !!! ... أي أساس هذا ؟! ... إن الفضيلة كما يقولون هي النظام ، ولكن هل يستطيع الإيمان بالنظام أن يتغلب على مسرّتي الخاصة ؟ إن هذا المبدأ المزعوم ليس إلا لعبًا بالألفاظ ، فالرزيلة هي حب النظام أيضا ولكن بشكل مختلف . ويقول الشاطبي في الموافقات .. الجزء الثاني ص 141 : ( الخوف سوْط سائق ، والرجاء حادٍ قائد ، والمحبة تيّار حامل ، فالخائف يعمل مع وجود المشقة ، غبر أن الخوف مما هو أشد وأشق يحمل على الصبر على ما هو أهون وإن كان شاقّا .. والراجي يعمل مع وجود المشقة أيضًا ، غير أن الرجاء في تمام الراحة يحمل على الصبر على تمام التعب ، والمحب يعمل ببذل المجهود شوقا إلى المحبوب ، فيسهل عليه الصعب ، وتفنى القوى ولا يرى أنه أوفى بعهد المحبة ، ولا قام بشكر النعمة ) يقول البوطي في كتابه سالف الذكر " واتخاذ الوسائل المختلفة لتحقيق هذه الدوافع الوجدانية في القلب ، مما أجمع على ضرورته المسلمون ، وهو ما يسمى بالتصوف عند جمهور العلماء والباحثين ، أو بالإحسان عندهم ، أو بعلم السلوك عند بعض آخر ) . وتكشف لنا الصورة التي استقبلت بها المدينة المنورة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مدى المحبة الشديدة التي كانت تفيض بها أفئدة الأنصار من أهل المدينة رجالا ونساءًا وأطفالا ، لقد كانوا يخرجون كل يوم إلى ظاهر المدينة ينتظرون تحت لفح الشمس وصول رسول الله صلى الله علية وسلم ، حتى إذا هب النهار ليُدبر ، عادوا أدراجهم ليعودوا إلى الانتظار صباح اليوم التالي ، فلما طلع عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم جاشت العواطف في صدورهم ، وانطلقت ألسنتهم تهتف بالقصائد والأهاذيج فرحًا برؤيته صلى الله عليه وسلم ، ولقد بادلهم نفس المحبة ، حتى أنه جعل ينظر إلى ولائد بني النجار من حوله وهن ينشدْنَ ويتغنين بمقدمه قائلا : ( أتحبِبْنني ؟ والله إن قلبي ليُحبكن ) في حديث متفق عليه عند البخاري ومسلم في شأن صلح الحديبية ، وفي هذا الحديث أن عُروة بن مسعود عرض على المشركين أن يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان ناويًا دخول مكة وهو على مشارفها ، فيكلمه في تفصيل ما جاءهم به بديل بن ورقاء ، فقالوا له : دونك فاذهب . : قال : ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي بعينيه ، قال : فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمر ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدّون النظر إليه ..تعظيمًا له ، فرجع عروة إلى أصحابه فقال : أيُّ قوم !! والله لقد وفدتُ على الملوك ، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيتُ ( أي ما رأيت ) ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدِ محمدًا ( صلى الله عليه وسلم ) إنها لصورة بارزة حية ، أوضحها عروة بن مسعود الثقفي لمدى محبة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له ، وإن فيها دلالات هامة يجب أن يقف عليها كل مسلم ، إنها تدل أولا على أنه لا إيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم بدون محبة له ، وليست المحبة له معنًى عقلانيا مجردا ، وإنما هي الأثر الذي يستحوذ على القلب فيطبع صاحبه بمثل الطابع الذي وصف به عروة بن مسعود أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى الساعة ؟ .فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما أعددتَ لها ؟ فقال الرجل : والله ما أعددتُ لها كبير عمل ، إلا أني أحب الله ورسوله .فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أقعد ، أنت مع مَن أحببت . لقد أردتُ أن أصدر هذا الجزء بكلمات لأحد العلماء البارزين في هذا العصر ، لأنها تصحح مفهوما خاطئا عن الحب ساد في هذا العصر، هذا المفهوم عبّر عنه الدكتور البوطي بقوله : [ ولقد ضل قومٌ حسبوا أن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لها معنًى إلا الاتباع والاقتداء ، وفاتهم أن الاقتداء لا يأتي إلا بوازع ودافع ، ولن تجد وازعًا يحمل على الاتباع إلا المحبة القلبية التي تهز المشاعر ، وتستبد بالعواطف ، ولذلك جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقياس الإيمان بالله امتلاء القلب بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بحيث تغدوا متغلبة على محبة الولد والوالد والناس أجمعين ، وهذا يدل على أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من جنس محبة الوالد والولد ، أي أن مصدر كل منهما العاطفة والقلب ، وإلا لم تصح المقارنة والتفضيل بينهما . عزيزي القارىء إذا ساورتك الرغبة في معرفة بعض تطبيقات الحب ( الحب الأعمى والحب البصير ) فيمكنك الضغط على هذا الرابط http://sites.google.com/site/saidaboshalanda/alhb-alamy-walhb-albsyr-fy-mwdt-ahl-byt-alnby-mhmd-sly-allh-lyh-wslm-almqdmt/alhb-alamy-walhb-albsyr-aljz-alawl-wjwb-mhbt-al-albyt |
#2
| ||
| ||
رد: من كتاب الحب وبارك الله فيكم على الموضوع والفوائد القيّمة أخوكم في الله فارس السنّة
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |
#3
| ||
| ||
رد: من كتاب الحب
بارك الله فيك
__________________ أنا جروح في صورة انسان أنا ذكرى منسية أنا دموع واحزان بأختصار أنا قصة طويلة ما يحفظها كتاب |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |