عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > حوارات و نقاشات جاده > ختامه مسك

ختامه مسك هذا القسم يحتفظ بالحوارات والنقاشات التي تم الانتهاء منها بشكل مميز.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-04-2006, 11:50 AM
 
لا احد ينام في غزة

اصدر رئيس الحكومة الاسرائيلية اوامره بمنع النوم. هذا هو هدف امطار الصيف الاسرائيلية التي تهطل علي غزة. الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليت صار مجرد ذريعة. الهدف ليس فقط فك اسر الفتي الاسرائيلي ، ولا تحطيم ما تبقي من السلطة الفلسطينية، بل الوصول الي... النوم. القيادة الاسرائيلية دخلت في الهذيان، وهو هذيان يصاحب الطغاة الذين لا حدود لقوتهم، فينتهي بهم الأمر الي الهلوسة. الم يطلب كاليغولا القمر، في سياق جنونه الاجرامي؟
اولمرت ووزير دفاعه العمالي (الحمائمي) بيرتس ، يطالبان بمنع النوم. وهو نوم لا علاقة له برومانسية الروائي المصري احسان عبد القدوس الساذجة في روايته: لا انام ، علي الرغم من ان الرئيس مبارك لا ينام ويعمل ليلا ونهارا من اجل اطلاق الجندي الاسرائيلي! قد يكون الرئيس المصري متأثرا برواية عبد القدوس، لكن ليس هذا حال الاسرائيليين في اي حال.
اولمرت يعرف ان سياسة الحلول المنفردة فرطت، وان اسرائيل لا تستطيع متابعة لعبة مفاوضة نفسها الي ما لا نهاية. شارون اخترع اللعبة علي خطي الجدار الذي بناه حزب العمل، وحصلت مفاوضات شاقة بين الاسرائيليين انتهت الي قرار الانسحاب من غزة. و اللعبة مستمرة ، او يجب ان تستمر، لذا وجد اولمرت نفسه في الزاوية. وبدلا من محاسبة تقصير الجيش في عملية النفق، قرر معاقبة غزة. اعتقل الوزراء واعضاء المجلس التشريعي المنتخبين، ثم لم يجد سوي منع الناس من النوم عبر قطع الكهرباء والتهجير والقتل والخطف.
وفي النهاية، لا نهاية.
هذه هي المعادلة الاسرائيلية في فلسطين والمنطقة. واولمرت لا يمزح. لم يعد امامه سوي الاعتداء علي النوم، وهو جاد في مشروعه هذا. الرؤية الاسرائيلية لعملية السلام ان لا سلام ، حتي الاستسلام ممنوع. المطلوب من الفلسطينيين القبول بالاقفاص والتمتع بها. حتي باندوستانات جنوب افريقيا ليست واردة. الاقتراح عبارة عن وضع الفلسطينيين في غيتوات مبنية علي شكل اقفاص، وايكال امر امنهم الي مروضين محليين ، وان تعذر ذلك فلا نوم ولا طعام. كأنهم يديرون سيركاً دموياً متواصلا، والعالم يتفرج لا مباليا.
اقول العالم كي لا اقول العرب. فلقد سئمت من هجاء النظام العربي القاعد علي الثروة والذل والمهانة.
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام .
لكنني لم اعد استطيع تحمل الاستعارة. فالشاعر كان يتكلم عن الهوان، وجاء الموت كاستعارة للذل، اما حين يصير الهوان موتا حقيقيا ودما ساخنا، فان الاستعارة تبطل. قد نغفر لهذا النظام العربي كل اخطائه، لكننا لا نستطيع ان نغفر له خطيئة قتل الاستعارة. فحين تموت الاستعارة يموت الخيال، وحين يموت الخيال ندخل في الهلوسة.
قد نفهم الهلوسة العربية في اعتبارها معادلا للعجز. فقد العرب حولهم وحيلتهم، اما لماذا يهلوس الاسرائيليون؟ فهذا هو السؤال.
قد تكون الهلوسة الاسرائيلية ناجمة عن فيض في الاستعارة، وليس تعبيرا عن فقدانها. فالجيش الاسرائيلي يوظف طاقاته الابداعية في اختيار اسماء عملياته العسكرية. من سلامة الجليل ، الي عناقيد الغضب ، الي امطار الصيف ، الي آخره. كأنه يستبدل الاسم بالمسمي. ولا عجب في ذلك، فالمشروع الصهيوني بأسره قائم علي لعبة الاستبدال هذه. عملية الاستبدال الاكبر نجحت، اطلقوا علي فلسطين اسم اسرائيل واستولوا عليها. ومنذ عام 1948، وهم يلعبون اللعبة نفسها، لذا لا حدود لخيال الجريمة المنظمة في الدولة العبرية. يخطفون مواطنين من بيوتهم، وعندما تأسر المقاومة جنديا يسمون الاسر خطفا. يقتلون النساء والاطفال، ومع ذلك يصورون الجندي الاسير طفلا او فتي اعتدي عليه بدون سبب. يلعبون مع ضحاياهم لعبة الضحية، ويتمتعون بانفصامهم الجماعي، ثم يعطون العالم دروسا في الأخلاق؟
العربدة الاخلاقية الاسرائيلية لم تكن ممكنة لولا المصطلحات الكولونيالية الامريكية الجديدة، ولولا الممارسات الوحشية التي بدأت في غوانتانامو وامتدت الي العراق. لكنها لم تكن ممكنة اساسا لولا هذا الحضيض العربي الذي فاق كل حضيض.
المواجهة في غزة مفصلية. ويجب ان لا نخطئ في قراءتها. فشل اسرائيل فيها سوف يعني انهيار المشروع الشاروني برمته، والعودة الي النقطة التي انتهت اليها المفاوضات في طابا. لذا سيتوحش الجيش الاسرائيلي، وسوف يستخدم كل الضغط العربي الذي يملكه من اجل لي ذراع الفلسطينيين ، ثم سيلجأ الي استخدام النار. في الحالين، اي اذا نجح الضغط العربي في اطلاق الأسير او اذا فشل، فان اسرائيل ستلجأ الي القمع الوحشي كي تستعيد المبادرة.
اما فشل الفلسطينيين في تحقيق اي مكسب، ولو علي المستوي الرمزي، فانه سيعني قتل وثيقة الأسري في المهد، وفتح ابواب التفكك علي مصراعيها.
اسرائيل تملك كل اوراق القوة، من الجيش الي سياسة هذا الزمن الامريكي الارعن، اما الفلسطينيون فلا يملكون سوي ارادتهم ووحدتهم الوطنية وصمودهم.
معادلة مرعبة، ومأسوية، لكن الفلسطينيين لا يملكون خيارا آخر. لقد اسقط الاسرائيليون كل الخيارات حين دمروا المقاطعة، وعلي الفلسطينيين ان يواجهوا حقيقة ان قفص غزة يستطيع ان يكسر ابوابه بالصمود والمقاومة والحكمة في آن معا.
هذا هو مطر الصيف الاسرائيلي.
انه مطر القهر الذي يقاومه الفلسطينيون كي يستردوا حقهم في النوم. وكي يقولوا للطــغاة الاسـرائيليين ان كـاليغولا انتـهي مجـنونا.
  #2  
قديم 07-04-2006, 09:31 PM
 
مشاركة: لا احد ينام في غزة

اتمنى من الله تعدي هذه الأزمة وخاصة مشكلة الجندي الأسرائيلي

خاصة وان المعادلة غير عادلة ابدا - للأسف - فجزء صغير من ظفر اي مسلم

يعدل بلد كاملة من الكفار والطغاة

و لا حول ولا قوة الا بالله

,
__________________
* هذا خطي فذكروني ... فلربما يأتي يوم لا تجدوني *

  #3  
قديم 07-13-2006, 12:17 PM
 
مشاركة: لا احد ينام في غزة

مشكورين اخواني على الرد
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اغلى جوال في العالم ثمنه: مليون € فقط !!! قتيبة الهيتي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 07-07-2007 12:07 AM
جوال نوكيا N92 القادم بقوه( معلومات + صور بــو راكـــــان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 15 03-10-2007 12:08 AM
قصيدة: حواء ..بالزجل المغربي ..بقلم احمد الطيب العلج.. اليمامة الزرقاء أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 06-29-2006 03:05 PM
العسل دواء شافى eng.elsayed صحة و صيدلة 8 06-05-2006 06:38 AM


الساعة الآن 06:19 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011