عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-18-2008, 05:36 PM
 
Post الإيمان -4-

الإيمان


- 4-

الاستاذ:
عبد المجيد الزنداني




الحكيم
وإذا تأملت في صور المخلوقات ، وجدت أن كل جنس يحكمه الخالق سبحانه على مثال واحد .
ففي الإنسان : العينان في الوجه، والأنف بينهما، واليدان في الجانبين ، والقدمان من أسفل . ولا تجد أن عيناً ، نبتت لإنسان في ركبته، أو يداً ظهرت في رأسه ، وهذا يشهد أنه من صنع الحكيم ، الذي أحكم خلق الإنسان. وكذلك كل جنس من الحيوان ، أو النبات قد أحكمه ربه ، على صورة ومثال واحد.
فمن أحكم هذه الصورة إلا القائل : ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (آل عمران : 6).
وإذا تأملت في الهواء الذي تتنفسه ، سترى أنك تستهلك الهواء الصالح (الأكسجين) وتحوله إلى هواء فاسد (ثاني أكسيد الكربون) ، ولكن مقدار الهواء الصالح لا ينقص ، لأن الخالق ، جعل النبات ، يعوض الهواء الصالح ، بقدر محكم ، بحيث تبقى نسبة الهواء عند قدر معلوم ، لا تزيد ولا تنقص ، ألا يشهد ذلك: أنه من صنع العليم الحكيم؟!
وإذا نظرت على أنفك ، وجدته قد أحكم ليتناسب مع وظيفته ، فالهواء يدخل من ثقبين بين العينين ، لكن العليم الحكيم غطى هذين الثقبين بالأنف ، وجعل النصف الأعلى من الأنف عظماً ، حتى لا تضغط الرياح على هذا الغطاء، فتسد الثقبين ، فيمتنع التنفس ، كما يشارك عظم الأنف على حماية العينين وفتح الأنف باستمرار لدخول الهواء، إذ لو كان الأنف كله من عظام لما تمكنا من إخراج المخاط . وجعل الخالق جدار الأنف مائلاً لكي يصطدم الهواء بالجدار المائل ، فيرده إلى الحواجز الداخلية ، ليصطدم الهواء بالجدار المائل، فيرده إلى الحواجز الداخلية، ليصطدم بها ، فيلامس الهواء الداخل المحاط المبطن لجدار الأنف، فتلتصق به الجراثيم، والأتربة، فيتصفى الهواء قبل دخوله.. وفي الشتاء تتكاثر الدماء في الأنف ، فتراه محمراً, وذلك لتدفئة الهواء الداخل ، وفي الصيف يقوم الأنف بترطيب وتبريد الهواء الجاف، أو الحار.
ألا يشهد ذلك كله أنه من صنع العليم الحكيم؟!
وهكذا : لو تأملنا في خلق كل شيء في الأرض والسماء، لوجدنا أنه قد خلق في غاية الإحكام.
والإحكام في كل شيء ، يشهد لكل عاقل ، أنه من صنع الحكيم العليم سبحانه، قال تعالى : ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ﴾ (الزخرف: 84) .



الخبير
تأمل إلى طعامك ؛ كيف خرج من تراب ، وماء واحد أنواع مختلفة الثمار، والألوان : ستجد ذلك يشهد لك أنه في غاية الإحكام وتأمل إلى هذا الطعام : كيف يكون منه الخبير سبحانه ، لحماً ، ودماً ، وعظماً ، وشحماً ، ولبناً، وجلداً , وشعراً ، وأصابع ، وأظافر، وأعصاباً ، وسوائل، مختلفة.
وتأمل إلى وجهك ؛ كيف يخرج اللعاب من الفم والمخاط من الأنف ، والدمع من العينين ، والشمع من الأذنين ، وكل هذه الإفرازات من طعام واحد!! فيشهد لك خلقها أنها من صنع الخبير .
وكيف يكون الحال لو خرج اللعاب من الأنف؟ والمخاط من الفم؟ والشمع من العين؟ والدمع من الأذن؟! فمن حدد التركيب؟! ومن حدد المكان؟ أليس هو العليم الخبير الحكيم.
والنطفة التي خلق الإنسان منها ؛ جعلها الخبير العليم الحكيم أعضاء متباينة، وأجهزة محكمة ، متعاونة لخدمة الإنسان .
والسمك في البحر يحتاج إلى الهواء لتنفسه ، فأذاب له الخبير الرحيم الهواء، مع قطرات المطر ، التي تنزل في البحر، وأعد السمك بجهاز خاص (الخياشيم) لتستخلص به ذلك الهواء الذائب في الماء .
وإذا تفكرت وأمعنت النظر وجدت كل شيء في الكون، قد صنع بخبرة بالغة، تشهد لك أنها من صنع الخبير سبحانه.



الرزاق
عندما كان الإنسان حبيساً في ظلمات الرحم، ولا يستطيع بشر أن يمده بشيء، ومن ماء ، أو غذاء، حتى الأب، والأم التي هو في جوفها يتخلق ، لكن رحمة ربه الرزاق ساقت له الرزق ، ناضجاً مهضوماً، من أنبوبة هي حبل السرة، وعندما يخرج الطفل وينقطع حبل السرة ، يخرج الرزاق غذاء ذلك الوليد من ثدي أمه ويلهمه استخراج ذلك الغذاء (اللبن) بمص الثدي ، وهو بعد لا يبصر، ولا يسمع ولا يعقل .
ثم يرزق الله العباد من النباتات ، والأشجار ، التي تصنع الطعام من الماء ، والتراب والهواء ، ويسخر الله الشمس للنبات ، لإتمام صنع الغذاء الذي يحتاجه الإنسان ، والحيوان ، وما كان للغذاء أن يوفر لولا أن الله يسوق الماء العذب ، ويهيئ التربة الصالحة للزراعة، ويوجد الجو ، والظروف المناسبة، لإنتاج الغذاء من النباتات، قال تعالى : ﴿فَلْيَنْظُرْ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ(24)أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا(25)ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا(26)فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا(27)وَعِنَبًا وَقَضْبًا(28)وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا(29)وَحَدَائِقَ غُلْبًا(30)وَفَاكِهَةً وَأَبًّا(31)مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ (عبس:24-32).
فإذا أكل الإنسان ، أو الحيوان الطعام ، وتم هضمه بما خلق الله خلق لكل كائن من أجهزة هضم، ساقه الرزاق إلى كل نقطة في جسم الكائن الحي سواء كانت في وسط المخ ، أو على سطح الجلد، أو مخ العظام.. وصدق الله القائل: ﴿أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا((5)) فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ﴾ (الملك:21).
إن الرزاق سبحانه ، قد تكفل بالأرزاق ، فساق رزق بعض الأسماك إلى أعماق البحار ، وساق رزق بعض الدود ، إلى جوف الصخر ، وساق رزق الأجنة إلى ظلمات الأرحام ، وساق رزق جنين النبات ، إلى جوف البذرة.. قال تعالى : ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ (هود:6) وقال: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ (فاطر:3) . ومن أيقن أن رزقه موهوب له من خالقه، فلن يقدر أحد على سلبه رزقه ولن يخشى على رزقه أحد غير الله .



الهادي
إذا تأملت في أهداب الجفن الأعلى في العين ، وجدتها تنحني إلى أعلى ، وأهداب الجفن الأسفل ، تنحني إلى أسفل ، ولو انعكس الأمر لتشوشت رؤية العين .. فمن هدى ويهدي كل شعرة في كل جفن ، من إنسان أو حيوان، إلا الهادي سبحانه؟!
من الذي يهدي أسنان الفك الأسفل أن تتجه إلى أعلى ، وأسنان الفك الأعلى أن تتجه إلى أسفل؟! . من الذي هدى الإنياب أن تنمو فوق الأنياب؟! . والأسنان فوق الأسنان؟! والأضراس (المطاحن) فوق الأضراس؟
من؟ إلا الهادي ﴿الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى(2)وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾ (الأعلى:2، 3) من يهدي كل عضو في كل جسم ، من نبات ، أو حيوان ، أو إنسان ، إلى أن يأخذ مكانه الصحيح ، بين باقي الأعضاء ، وأن ينمو بالقدر المناسب لباقي الأجزاء؟!
ومن الذي يهدي البذرة (الحبة) وهي تشق التربة عند نموها أن ترسل العروق (الجذور) إلى أسفل ، والساق والأوراق إلى أعلى ؟! ولماذا لم نجد بذرة واحدة ينعكس الأمر فيها؟!
ألا يشهد ذلك كله صاحب عقل : أن ذلك من صنع الهادي سبحانه؟
من الذي يهدي أوراق الشجر إلى التوزع على الساق ، أو على الأغصان، فإذا خرجت الورقة الأولى من جهة ، خرجت الثانية من جهة أخرى؟!
من الذي يهدي الشمس ، والقمر ، والنجوم في حركاتها ، ويهدي الطيور الرحالة إلى بلدانها البعيدة؟!
ألا هو الهادي : ﴿الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى(2)وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾ (الأعلى: 2، 3) والذي يهدي الشعرة ، والبذرة الورقة ، وأكمل هدايته للإنسان فأرسل له الرسل وأبان له الهدى .
ومن أيقن أن الله هو الهادي الحكيم فلن يقبل أي فكرة تعارض هدى الله ، شعاره قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾ (الأنعام: 71) .



الحافظ
إن الذي حفظك من الأخطار وأنت تتخلق في بطن أمك ، هو الذي يحفظ المخ الضعيف بقفص قوي من عظام الجمجمة ، ويحمي العين بعظام الحاجب والأنف والوجنة، ويحمي القلب والرئتين بالقفص الصدري .
إنه الذي لم يكلفك بإدخال الهواء إلى جسمك ، أو إخراجه في نومك أو في يقظتك، ولو كلفك ذلك ، لما تمكنت أن تعمل شيئاً ، غير إدخال الهواء وإخراجه ، فإن غلبك النوم، انقطع عنك الهواء ويأتيك الموت.
إن الحافظ هو الذي يسوق السحب فوق رأسك ، فلا ينزلها سيولاً تصب، فتهلك الحرث والنسل .
إن الحافظ سبحانه هو الذي أحاط الأرض بغلاف من الهواء يمنع من الأشعة الكونية القاتلة القادمة من الشمس والنجوم؛ من أن تهلك الحياة والأحياء، وهو الذي جعل غلاف الهواء درعاً واقياً من تدمير الشهب، والنيازك التي تسقط على الأرض بالملايين ، كل يوم وليلة، وهو الذي ثبت الأرض، من أن تميد تحت أقدامنا بالجبال الراسيات!!
أفلا نشكر للمولى سبحانه : أن حفظنا من داخلنا ، ومن فوقنا ، ومن تحتنا وصدق الله القائل : ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ((6)) مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ (الرعد: 11) .
ومن أيقن أن الله حافظه ، فلا يضره من في السماوات والأرض إلا بما قدر الله له، شعاره قول الله : ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾ (التوبة:51) .



صفات أخرى
وإذا تأملت إلى الطعام الواحد ، تأكله الأسرة ، فيتكون في جسم الرجل رجلاً، وفي جسم المرأة امرأة وفي جسم الطفل طفلاً .. فغذا أكله الهر تحول على جسم هر ، وإن أكله الفأر ، أو الكلب ، كان فأراً أو كلباً ، مع أنه نفس الطعام، فسبحان المصور الذي يصور كيف يشاء .
وإذا تأملت إلى حنان الأم ، ورحمتها بابنها ، سواء كانت امرأة ، أم أنثى حيوان ، وجدت التضحية البالغة تظهر لك ، حتى إن الدجاجة التي تخاف من صوت الطفل تنتفش ، وتهاجم من أراد فراخها بسوء .
إن تلك الرحمة التي تحمى بها صغار المخلوقات تشهد أنها من صنع الرحيم الرحمن.
وإذا تأملت إلى ضخامة المخلوقات : كالنجوم ، التي هي أكبر من أرضنا بملايين ملايين المرات ، وتأملت إلى أدق المخلوقات التي تجتمع الملايين منها في قطرة ماء، وسألت نفسك : كيف خضعت كل هذه المخلوقات ، لسيطرة واحدة، ونظام محكم دقيق؟! عندئذ ستجد الإجابة : بأن هذا من صنع القوي المهيمن سبحانه وتعالى.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-18-2008, 10:05 PM
 
رد: الإيمان -4-

شكرا الشكر الجزيل
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-21-2008, 10:11 AM
 
رد: الإيمان -4-

بارك الله فيك
__________________
أنا جروح في صورة انسان

أنا ذكرى منسية

أنا دموع واحزان

بأختصار أنا قصة

طويلة ما يحفظها كتاب
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-22-2008, 05:33 PM
 
رد: الإيمان -4-

شكراً جزيلاً على المرور
بارك الله فيكم جميعا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-22-2008, 05:34 PM
 
رد: الإيمان -4-

شكراً جزيلاً على المرور
بارك الله فيكم جميعا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإيمان ينبوع السعادة حمزه عمر نور الإسلام - 10 12-23-2008 08:38 AM
الإيمان -2- حقيقة لا خيال نور الإسلام - 2 11-28-2008 08:39 PM
الإيمان -1- متجدد حقيقة لا خيال نور الإسلام - 3 11-17-2008 05:55 PM
نواقض الإيمان @ طباز نور الإسلام - 9 09-27-2008 08:49 AM
الإيمان .. ينبوع السعادة اميرةالحب مواضيع عامة 2 05-21-2008 01:35 AM


الساعة الآن 10:20 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011