عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2006, 06:56 PM
 
قصة إسلام فـتـــاة من روسيــا....

تبدأ قصّتنا في إحدى الدول العربيّة، حين وصل إليها تاجرٌ روسيٌّ مُصطحباً معه مجموعة من الفتيات الروسيِّات. وكان الهدف من هذه الرحلة هو شراء أجهزةٍ كهربائيةٍ ثم إدخالها إلى روسيا كسلعٍ شخصيّةٍ تحملها تلك الفتيات. وهكذا تُعفى تلك السلع من الجمارك والضرائب التي تترتَّب على التجّار. ثم يأخذ التاجر الروسيُّ هذه السلع ويبيعها بسعرٍ مرتفعٍ جدّاً، فيدفع بذلك للفتيات الأجرة المترتبة مقابل عملهن. ومثل هذا النوع من التجارة واسع الانتشار في روسيا.

قام هذا التاجر برحلته مصطحباً معه مجموعة من الفتيات، ولكنه حين وصولهنَّ عرض عليهنَّ خطة عملٍ مختلفة: "لقد حضرتنَّ إلى هنا لكي تربحن الكثير من المال، لأن هذه البلاد غنيَّةٌ جدّاً، وفيها يعيش أُناسٌ يدفعون الكثير من المال. فما ظنُّكن لو قُمتنَّ بـ...".

وهكذا عرض عليهنَّ مزاولة واحد من أقذر الأعمال؛ بيع الجسد والعِرض. وحدَّثهنَّ مُطولاً حتى أقنعهنّ. فالإيمان في قلوبهنَّ مُنعدم، والوازع الأخلاقيُّ الذي تربين عليه لا يمنعهنَّ من القيام بهذا العمل.

لكن وقفت من بينهنَّ فتاةٌ واحدةٌ فقط ورفضت هذا العرض بإصرار، فهدَّدها ذلك الفاجر بأنَّه سيتركها لتضيع في تلك البلاد. فما كان من الفتاة إلا أن انتزعت جواز سفرها من يده واندفعت هاربة إلى الشارع، ولم تأخذ معها شيئاً إلا ما كانت ترتديه من ملابس قليلةٍ تستر بها بعض جسدها. أحسَّت بالضياع ولم تكن تعرف إلى أين تتجه...

يقول زوجها الذي يحدّثنا هذه القصة: "كنت مارّاً بذلك الطريق مع أمي وأختيَّ الاثنتين. ثم فاجأتنا فتاةٌ كانت مسرعة تجاهنا. وما أن عَلِمَتْ أننا نتكلم اللغة الإنجليزية حتى انفرجت أساريرها وقصَّت علينا ما حدث معها. وهكذا قرّرنا أن نُجيرها عندنا. حاولتْ الاتصال بأهلها لكن دون جدوى. أختاي عاملتاها وكأنها أختٌ ثالثة. وبدأتا بشرح الإسلام لها، ولكنها كانت ترفضه بإصرار. وخلال ذلك علمنا أنها من أسرةٍ أرثوذوكسيَّةٍ متعصبة تكره الإسلام والمسلمين. مع ذلك ساعدتُ أختيّ بأن شاركتُ في بعض النِّقاشات. ثم أحضرت لها في أحد الأيام كتاباً عن الإسلام باللغة الإنجليزية".

ويقصُّ علينا المشرف على المكتبة الإسلامية ما كان شاهداً عليه من هذه القصة قائلاً: "في المرة الثانية التي حضر فيها هذا الرجل إلى المكتبة كان برفقته أربع نسوة. ثلاثٌ منهنَّ كنَّ مُحجبَّات، أما الرابعة فكانت حاسرة الرأس، قال الرجل عندئذٍ بأنها روسيّة الأصل وقد بدأت تتقبَّل الإسلام وتريد أن تُعلن إسلامها.

فطلبتُ منها أن تقرأ بعض الكتب، لأنّ السُلُطات في هذه البلد تطلب التقدُّم لامتحانٍ قبل الدُّخول في الإسلام. فقرأتْ ما أعطيته لها ثم حضرت إليّ مع ذلك الرجل ونجحت في الامتحان. وبعد إعلانها الإسلام، أرشدتُ ذلك الأخ إلى نساءٍ ليُعلّمنها القرآن. وبعد مرور زمنٍ قصيرٍ جاء لزيارتي مُصطحباً زوجته. كان سعيداً جدّاً وحمد الله تعالى بأن كل شيءٍ كان على خير ما يرام. والذي فاجأني عندئذٍ هو أن المرأة كانت مُنقّبة تماماً، حتى أكثر من أُمّه وأختيه، فنقابها لم يُظهر منها شيئاً على الإطلاق، فأوضح لي ذلك قائلاً: "ذهبت معها إلى السوق بعد زواجنا لشراء بعض الحاجيّات، وهناك رأتْ امرأةً منقّبةً تماماً بحيث لم يُظهر نقابها منها شيئاً. فسألتْ مُتعجبةً من مظهر تلك المرأة: "لماذا هي مُنقّبةٌ هكذا، هل هو لِعَيْبٍ فيها؟!" فأجبتها بأنّ تلك المرأة تريد بنقابها أن تفوز برضىً أكثر من الله سبحانه وتعالى. فأخبرتني عندئذٍ بأنها تُصاب بالدهشة كلّما دخلت متجراً، لأن العيون كلها لا تنفكُّ تنظر إلى وجهها. وعقّبت قائلةً: "إذن، فإن وجهي يُشكِّل فتنةً ويجب أن يُغطّى هو الآخر، ويجب أن أُبقي على متعة النظر إليه لزوجي فقط، ولن أغادر هذا السوق بلا نقاب!". وتابع زوجها قائلاً: "فكان لزاماً عليَّ أن أشتري لها نقاباً، فلبسته على الفور".

يُكمل المشرف على المكتبة القصة قائلاً: "بعد مرور بضعة أشهرٍ لم نرهما فيها بدأ الناس يتساءلون عن الفلسطينيّ وزوجه الروسيّة: "ماذا تراه حلّ بهما؟!" ولم نسمع عنهما شيئاً إلى أن ظهر الرجل -بعد مرور ستة أو سبعة أشهر- وحدّثنا بما حصل معهما: "انتهت مُدّة صلاحية جواز سفر زوجتي، فكان لزاماً عليها أن تُجدِّده من المدينة التي حصلت عليه منها. وأرادت السفر مُحجّبة فحذَّرتها بأنّ ذلك سيجلب لنا الكثير من المشكلات. فرفضت بشدّةٍ أن تخضع لما يُرضي الكفّار الآثمين الذين سيكونون وقود جهنّم، ولم تُرِد الخضوع إلا لله جل شأنه.

وحين دخلنا الطائرة بدأ الناس كلهم يحدِّقون بنا. ثم قام طاقم الطائرة بتوزيع الطعام ومعه الخمر الذي بدأ تأثيره على الفور. فبدأ الركاب يشيرون إلينا استهزاءً وهم يضحكون بصوتٍ مرتفع، لكنَّ زوجتي كانت تبتسم بلا اكتراثٍ بهم، بل وكانت تترجم لي ما كانوا يقولون عنها! فأحسست وكأنّ سهاماً تنغرس في قلبي. فواستني قائلة: "هذا لا يُعدُّ شيئاً مُقارَنةً بما عاناه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم".

حطّت بنا الطائرة في المدينة التي كنا نقصدها، وظننت بأننا سنواصل على الفور قاصدين منزل أهلها لنمكث عندهم لحين إنهاء ما جئنا لأجله. لكن زوجتي كانت تفكر بطريقةٍ مختلفةٍ، فقالت: "إنّ عائلتي أرثوذكسيَّةٌ متعصّبةٌ جدّاً، ولا أرغب بالذهاب إليهم الآن. سوف نقوم أوّلاً باستئجار غرفةٍ نُقيم فيها، ثم نُنهي عمليّة الحصول على جواز سفرٍ جديد، ثم بعد ذلك نذهب لنزور أهلي". وهذا ما كان.

ذهبنا في اليوم التالي إلى دائرة الجوازات، فطلب منا الموظف المسؤول جواز السفر القديم وصوراً شخصيّة، فقدّمتْ له زوجتي صوراً غير مُلوَّنةٍ تظهر فيها مُرتديةً الحجاب الذي لا يُظهر إلا وجهها. فطلب منها صوراً أخرى تُظهر وجهها ورقبتها وشعرها فرفضت. وهكذا بدأ كلُّ موظفٍ يرسلنا إلى آخر حتى وصلنا إلى مدير الدائرة المسؤول، وكانت امرأة عاملتنا معاملة غايةً في القُبح، وقالت: "لن يستطيع أحدٌ أن يحلّ لكما هذه المشكلة إلا المدير العام في موسكو". فالتفتت إليّ زوجتي على الفور وقالت: "هيا بنا، سنسافر إلى موسكو!" فحاولت أن أُقنعها: "لن يرى صورتك إلا القليل من الموظفين، وما هذا الذي تفعلينه إلا شيئاً زائداً عن الحاجة. ومن ثم فلن يرى هذا الجواز أحدٌ إلا عند انتهائه مرة أخرى؟" فأجابتني قائلةً: "من المستحيل أن أظهر حاسرة في تلك الصورة بعد أن عرفت دين الله جلّ شأنه. وإذا كنت لا تريد السفر معي فإني ربما أسافر وحدي لأستنفذ كلّ ما في الوسع، كما ينصُّ قانون (الضرورات تبيح المحظورات)".

سافرنا إلى موسكو، وهناك تكرَّر معنا الشيء نفسه. فقد كان المدير العام من أسوأ الناس. سأل زوجتي: "من يستطيع أن يُثبت لي أنّ هذه هي صورتك؟!" وطلب منها أن تحسر أمامه عن رأسها. لكنها أصرَّت أنها لن تفعل ذلك إلا أمام إحدى الموظفات، مما جعله يستشيط غضباً. فأغلق على جواز السفر والصور في درج مكتبه قائلاً: "لن تستعيدي جواز سفرك القديم ولن نُصدر لك جديداً إلا إذا أحضرت الصور التي تفي بالغرض!" حاولت إقناعها لكن دون جدوى، ثم قلت لها -مُواصلاً محاولتي لإقناعها- بأن الله تعالى لا يُكلّف نفساً إلا وسعها، فأجابتني من كتاب الله تعالى: (ومَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً . ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسبُ وَمَنْ يَتَوَكّل عَلى اللهِ فَهُوَ حَسْبُه إِنّ اللهَ بَالِغُ أمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدْراً) (الطلاق: 2-3)". فقام المدير بطردنا من مكتبه...

واصلنا نقاشنا حول هذا الموضوع وكلٌّ منا يحاول أن يقنع الآخر بوجهة نظره حتى حلّ الليل. فصلّينا العشاء ثم تناولنا ما كان في المتناول من الطعام، ثم اضطجعتُ لأنام. ولكنها استنهضتني قائلة: "يا زوجي العزيز، نحن في حالةٍ نحتاج فيها أن نتوجَّه إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء، فهيا انهض!" فنهضت وصلّيت ما استطعت، ثم اضطجعت ونمت. ولكنها واصلتْ صلاتها حتى أيقظتني لنصلي الفجر معاً. ثم بعد ذلك هاتفتْ دائرة الجوازات، وبعد أن أنهت المكالمة قالت: "هيا بنا!" فتساءلتُ:" والصور؟!" فأجابت: "هيا بنا لنجرِّب، ولا تقنط من رحمة الله تعالى!" ذهبنا... وما إن دخلنا الدائرة حتى سمعنا الموظف الذي يعمل في أول مكتبٍ ينادينا ويسأل زوجتي أهي فلانة الفلانيّة، فأجابت بالإيجاب، فقال: "هاك جواز سفرك! لقد كان جاهزاً منذ البارحة". وكان كما أرادتْ تماماً. فدفعنا الرسوم واستلمنا الجواز. وفي أثناء خروجنا قالت لي: "ألم أقل لك بأنه من يتق الله يجعل له مخرجاً". فتركَتْ هذه الكلمات أثراً عميقاً في نفسي. فأنا لم أعش مثل هذا الحدث في حياتي، حتى ولا من خلال العلم الذي تعلّمته.

وأخبرنا الموظف بأنّ جواز السفر يجب أن يُوثّق من المدينة التي وُلدت فيها زوجتي. فاعتبرنا أنّ هذه فرصة لزيارة أهلها. عندما وصلنا هناك استأجرنا غرفة، ثم وثّقنا جواز السفر، وبعد ذلك ذهبنا لزيارة أهلها. وعندما فتح أخوها الباب فرح برؤية أخته، مع أنه اندهش لما كانت ترتديه. أما زوجتي فدخلت ضاحكةً مُعانقةً أخاها ودخلتُ وراءها... ثم دخلا معاً إلى غرفةٍ أخرى. كان البيت متواضعاً، وسادت في المكان مظاهر الفقر.

كانوا كلهم في الغرفة الأخرى يتحدَّثون الروسيّة فلم أفهم ما كان يُقال، ولكني لاحظت بأنّ الأصوات آخذةٌ في الارتفاع. ثم سُمِع صراخٌ قويٌ في الغرفة التي كانوا فيها: شبان ثلاثةٌ ومعهم رجلٌ كبير السن. وبدلاً من الترحيب بي كصهرٍ لهم انهالوا عليَّ ضرباً، حتى ظننت بأنّ تلك اللحظات ستكون الأخيرة في حياتي. ولم يكن أمامي إلا خيارٌ واحدٌ... فتحت الباب وهربت إلى الشارع وهم يعدون خلفي، ثم اختلطت بالمارَّة واختفيت عن أنظارهم. ذهبت إلى النُّزل الذي كنا نسكنه والذي لم يكن بعيداً عن منزل أصهاري. كانت آثار اللكمات على جبهتي وأنفي، وكان الدم ما زال يتدفّق من فمي، وملابسي كانت ممزقة. فكرت في نفسي: "لقد نجوت منهم، ولكن ما هو حال زوجتي الآن؟ إنني لا أستطيع العيش بدونها... فأنا أحبها كثيراً. ربما ستنتحر؟ أو أن تتركني؟ أو سترتدُّ عن الإسلام؟". بالتأكيد، كان الشيطان يقوم بالوسوسة في تلك اللحظات خير قيام. فدارت الأفكار في رأسي حتى سلّمت بأن زوجتي ضاعت مني. "ماذا أفعل؟ هل أعود إلى بيتها؟! مستحيل! إن حياة الإنسان في هذه البلاد رخيصة! فمن الممكن أن يستأجروا رجلاً يقتلني مقابل عشرة دولارات. إذن يجب أن أبقى في الغرفة...". وهكذا بقيت غارقاً في الوساوس طيلة تلك الليلة. وفي الصباح بدّلت ملابسي وخرجت لتقصّي ما آل إليه حالها. راقبت ما كان يحدث حول البيت من بعيد. ثم بعد قليل فُتح الباب وخرج من البيت أربعة رجال، إنهم أولئك الذين ضربوني بالأمس؛ الشبان الثلاثة والرجل المسن. ونظرت قبل أن يُغلق الباب مُحاولاً رؤية زوجتي... لكني لم أرها. ثم عاد الرجال إلى البيت بعد وقتٍ قصير. وبقيت أتمشّى في الشارع لساعاتٍ طوالٍ دون جدوى. وكرّرت ذلك لمدّة ثلاثة أيام. ثم فقدت الأمل وفكرت في نفسي: "إما أن زوجتي كرهتني، أو أنها ربما قُتلت. لكنها لو ماتت فإنني كنت سألاحظ حركة في البيت، أو زياراتٍ من الأقارب. إذن هذا يعني أنها ما زالت على قيد الحياة!".

في اليوم الرابع -وبعد أن خرج الرجال إلى أعمالهم- فُتح الباب وظهرت زوجتي باحثةً بنظرها يَمْنةً ويَسرة، وكان وجهها مُحمرّاً تماماً ومُغطّى بالدماء، وعندما اقتربت منها أصابني الهلع لما رأيت، فلم تكن تلبس إلا خرقةً باليةً كانت تُغطي جسمها، وكانت مُكبّلة اليدين والقدمين. نظرت إليها بإشفاقٍ ولم أستطع أن أتمالك نفسي فأخذت أبكي. فقالت لي: "اسمع يا زوجي العزيز، أولاً: لا تقلق لحالي، فأنا ما زلت على إسلامي. ووالله إنّ هذا الذي أعانيه الآن من العذاب لا يساوي قَدْر شعرةٍ مما عاناه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم والمؤمنون من قبلهم. ثانياً: أرجوك يا زوجي العزيز، لا تتدخّل فيما يحدث بيني وبين أهلي. وثالثاً: انتظرني في النُّزل حتى أوافيك هناك إن شاء الله تعالى! وصلِّ لله تعالى وادعه ما استطعت في الثلث الأخير من الليل حين تكون الفرصة أكبر لاستجابة الدعاء".

رجعت إلى غرفتي... ومضى اليوم الأول والثاني، وفي آخر اليوم الثالث طُرق الباب. "من تُراه يكون الطارق؟" ثم اخترق صوت زوجتي السكون قائلة: "هذا أنا... افتح الباب!" وما أن فتحت الباب حتى قالت: "هيا بنا، يجب أن نتحرك على الفور". فلبست جلبابها الاحتياطي الذي كان في حقيبتها، ثم خرجنا وأوقفنا سيارة أجرة، فقلت للسائق: "المطار"، لأني كنت قد تعلمت هذه الكلمة بالروسية. لكنها قالت: "لا! فإن أهلي سيبحثون عني هناك. لذلك يجب علينا التوجُّه عبر إحدى القرى ثم عبر أخرى... وهكذا حتى نعبر خمس قرىً ثم نتوجّه إلى مدينةٍ أخرى يوجد فيها مطار". وهكذا وصلنا إلى المطار واشترينا التذاكر. لكن الإقلاع كان في وقتٍ متأخر، فاستأجرنا غرفةً لنرتاح فيها قليلاً.

نظرت إلى زوجتي باحثاً عن مكانٍ واحدٍ في جسمها لم يكن دامياً فلم أجد، ثم قصَّت عليَّ ما حدث لها:

"في البداية سألني أبي وإخوتي الثلاثة عن ملابسي، فقلت لهم بأنها ملابس إسلاميّة، لأني دخلت الإسلام، وهذا الرجل الذي جاء معي هو زوجي. لم يُصدّقوني في البداية، فقصصت عليهم ما حدث لي بالتفصيل، وكيف أنّ ذلك التاجر أراد أن يُجبرني على العمل في الدعارة. فما كان منهم إلا أن أجابوني: "لو أنك أصبحت مومساً وبعت عرضك لكان أهون علينا من أن تصبحي مسلمة! واعلمي أنك لن تخرجي من هذا البيت إلا كأرثوذوكسية أو ميتة!" ثم قاموا بتكبيلي. وسمعتهم وأنا في تلك الحال كيف كانوا يعتدون عليك بالضرب. ثم بعد ذلك عادوا إليّ وتناوبوا على جلدي بالسّوط حتى حان وقت نومهم. ولم أشعر ببعض الراحة إلا عندما خرجوا في الصباح إلى أعمالهم، وبقيت مع أمي وأختي ابنة الخمسة عشر عاماً. فأنا لم أنم تلك الليلة إلا حين كان يُغمى عليّ. ثم كنت ما ألبث أن أصحو فيعودون لجلدي حتى أغيب عن الوعي مرة أخرى. وعندما كانوا يطلبون مني نبذ الإسلام كنت دائمة الرفض.

ثم جاءتني أختي وسألتني لماذا تركت ديني ودين آبائي وأجدادي. فأجبتها على ذلك وشرحت لها ما استطعت، وعندما بدأت تفهم الإسلام، وبدأت كلّ الأكاذيب التي تؤمن بها تتضح لها شيئاً فشيئاً، قالت لي: "أنت على حق! إن هذا هو الدّين الحقّ! إنّ هذا الدّين هو الذي يجب عليّ إتباعه!" وعَرَضَتْ عليّ المساعدة، فطلبت منها أن تُمكّنني من رؤيتك؛ فقد رأتْكَ في الطريق وأخبرتني بذلك. ففكّتْ وثاقي وفتحت لي الباب لأتحدث إليك...

ولكنها لم تستطع أن تفعل أكثر من ذلك، فالمشكلة التي كانت تُواجهنا أنني كنت مكبلةً بثلاث سلاسل: سلسلةً كبّلوا بها قدميَّ، وأخرى كانت تُكبِّل يديَّ خلف ظهري، والثالثة كانت تكبّلني إلى ساريةٍ في البيت. ولم يكن لدى أختي إلا مفتاح السلسلة الثالثة، وذلك حتى تفكَّ وثاقي حين أريد قضاء الحاجة...

ومن خلال حديثنا في الأيام الثلاثة التالية دخلت أختي الإسلام، وقرّرت أن تُضحّي بنفسها -إن احتاج الأمر- لكي تُمكّنني من الهرب؛ وذلك لأنّ مفتاحيْ السلسلتين الأخريين كانا مع أحد إخوتي. وفي ذلك اليوم حضَّرتْ أختي خمراً قويّاً جلس أبي وإخوتي لاحتسائه، وسرعان ما سيطر عليهم سكرٌ شديدٌ فغابوا عن الوعي، فقامت بإخراج المفاتيح من جيب أخي وفكّت وثاقي، فأسرعت بالهرب إليك. ولكني طلبت من أختي أن لا تُعلن إسلامها، وأن تُخفيه إلى أن نرى ما يمكننا أن نفعله من أجلها".

ويُنهي الزوج هذه القصة قائلاً: "حين عُدنا إلى بلدنا، أسرعت بنقل زوجتي إلى المشفى حيث بقيتْ لفترةٍ طويلةٍ حتى تعافت من آثار التعذيب". وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




المصدر:مجلة الفرقان
العدد السادس و الأربعون: شـــــــوال 1426هـ




2005م










  #2  
قديم 07-09-2006, 07:11 PM
 
مشاركة: قصة إسلام فـتـــاة من روسيــا....

تم نقله لعيون القصص

وشكرا لكاتب الموضوع
__________________
°عيون العرب°
°ملتقى العالم العربي°
  #3  
قديم 10-15-2007, 08:10 PM
 
رد: قصة إسلام فتاة من روسيا....



اخي العزيز
وتقبل مروري
__________________

الوقت يداهمني والعمر يسرقني

لكن لا املك سوى شكر لكل من تقبلني في هذا المنتدى
واتمنى من الله ان يجمعنا في الجنان العليا




اخوكم


سامر البطاوي




موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة إسلام غريبة serina de marruecos أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 01-29-2007 10:10 AM
قصة إسلام الحاخام يوسف خطاب و صور عن جميع عائلته بعد إسلامهم العربية نور الإسلام - 8 11-19-2006 02:54 AM
قصة إسلام غريبة serina de marruecos أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-28-2006 03:14 PM


الساعة الآن 06:10 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011