|
مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
القلب والحجارة والماء القلب والحجارة والماء الدكتور :عماد عطا البياتي اخصائي طب المجتمع أسكن في مدينة صغيرة تعدادها عشرة آلاف نسمة تقريبا وتبعد حوالي 100 كم عن المدينة الكبيرة التي تعتبر مركزا لمقاطعتنا التي تقع في دولة أوربية غربية شمالية. وبين فترة وأخرى نحتاج أن نسافر إلى تلك المدينة الكبيرة للتبضع والتسوق وشراء الاحتياجات الأساسية التي لا تتوفر في مدينتنا الصغيرة. وفي الطريق الذي يمتد بين الغابات الصنوبرية رائعة الجمال باشجارها الضخمة الشامخة نمرّ على مدن صغيرة أخرى يتوقف عندها الباص لنزول أو صعود الركاب. وعند الوصول إلى إحدى المدن الصغيرة التي تقع في منتصف الطريق تقريبا يطل علينا في مدخل المدينة منظر رائع جدا يتمثل في مجموعة صخرية ضخمة ذات صخور كبيرة جدا، ومن بين تلك الصخور توجد صخرة هائلة مشققة يخرج الماء من بين شقوقها في الصيف، وفي الشتاء يتجمد هذا الماء الخارج من الشقوق ليزيد من روعة المنظر وجماليته العالية. والظاهر أن القوم ذواقين جدا فلقد أعطوا تلك الصخور اهتماما مميزا من ناحية الإضاءة وتزيين الأرض حول تلك الصخور فاصبحت كأنها معلما طبيعيا من معالم تلك المدينة. شاهدت هذا المنظر البديع مرات عديدة وفي فصول متنوعة، في الصيف حيث الخضرة والأزهار الجميلة من حوله، وفي الخريف وأوراق الأشجار النفضية تملأ المكان، وفي الشتاء وبياض الثلج يطغى على معظم اللوحة الطبيعية وفي الربيع مع الشجيرات المثمرة الأنيقة، لكن التميّز وقوة التأثير يبقى طبعا ومن غير شك لتلك الصخرة الجميلة المتشققة والماء يخرج من شقوقها!!. أوحت لي تلك الصخرة أفكارا وتأملات متشعبة ومتفرقة كثيرة جدا، لكن جميع الأفكار المتشعبة والتأملات المتفرقة توحدت بقوة وإلحاح حول الآية الكريمة التي سمعتها اليوم من القاريء عذب الصوت والتلاوة، بسم الله الرحمن الرحيم: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون.) (البقرة:74). رحت استخدم القياسات والموازين الربانية المتضمنة في الآية الكريمة حول القلوب القاسية المنتكسة من بعد الهدى وانقداح نور الآيات الإلهية وحقائق الإيمان العظيمة أمامها، وأقيس بها قلبي وحالي في مراحل حياتي المختلفة، خاصة مراحل الانتكاس والنزول من عرش التفكر الإيماني العظيم إلى خرائب الدنيا الدنية والانغماس في خطاياها تافهة القدر والقيمة!. وأصبحت أتسائل: هل أن هذا القلب الذي أمتلكه لين أم قاسي؟ وما درجة قسوته؟ وما هي أسباب ليونته وما هي أسباب قسوته؟ وهل هو أحسن حالا من الحجارة، خاصة وأن هناك نوعا من الأحجار تتفجر منها الأنهار كما شاهدها بني إسرائيل عيانا في وضح النهار، وإن منها لما يهبط ويخشع من خشية الله كما شاهدها سيدنا موسى عليه السلام، وثالث يشقق فيخرج منه الماء كما أرى وأشاهد أمام عيني وناظري كلما أقبلت على تلك المدينة الصغيرة الواقعة على الطريق؟. أسئلة واختلاجات يصعب إجابتها، ولكن الجواب الأولي البديهي الذي يخطر في بالي وأنا أعالج تلك الأفكار، أن حال قلبي وهو يتربع على عرش التفكر الإيماني العظيم لا أستطيع أن أصفه أو أقيسه أو أزنه لعلوّه ورفعته، ولكنه عند الانتكاس كحال تلك الصخرة المتشققة، فهو صلب وقاسي لذهوله عن المعاني الإيمانية اللينة الرقيقة العذبة والماء الجاري من بين الشقوق هو تلك المعاني والخواطر الإيمانية التي أتفكر بها وأدونها بين الحين والآخر فهي تجري وتسيل قدما بكل قوة وأناقة وجمال، كذلك الماء العذب الجميل، ولا يصدها صلابة الصخر المتحجر بالمعاصي الدنيوية الدنية لغلبته وسيادته وعزته باعتبار نسبته إلى خالق الكون والقلب والحجارة والماء الملك العلام. |
#2
| ||
| ||
رد: القلب والحجارة والماء كل المناظر الحلوة توحي لنا بأفكار جميلة ...تدعونا للتأمل في خلق الله البديع....تأملات غريبة..بل فريدة.... سبحان الله... |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحمى الروماتزمية .. وتأثيرها على القلب .. | ag-007 | صحة و صيدلة | 6 | 07-30-2015 01:54 PM |
صمامات القلب .. صغيرة الحجم .. عظيمة الدور .. ما هي مشاكلها ؟؟ | ag-007 | صحة و صيدلة | 8 | 11-02-2011 11:00 PM |
جراحات القلب المفتوح فى مصر | الداعية | صحة و صيدلة | 3 | 10-15-2007 12:15 PM |
الطب النبوي | ABUMOHANAD | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 09-02-2007 11:24 AM |
الطب النبوي | ABUMOHANAD | نور الإسلام - | 7 | 08-19-2007 03:30 PM |