عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2009, 05:35 PM
 
Post قصص للفتيان والفتيات -6-

قصص للفتيان والفتيات
عبد الكريم عبد الله رفعت



-6-



الحصان الطائر



منذ أيام أقيم السيرك (مدينة الألعاب المتجولة) في قريتنا ، وبدأ الكل يتحدثون عنه ويصفون ما فيه من ألعاب مسلية ، وبالأخص ذلك "الحصان الطائر" الذي بالغوا في وصفه ومتعته .
لم أر السيرك في حياتي قط ولم أركب مثل هذه اللعب حتى إنني لم أبتعد عن القرية طوال حياتي إلا مرة واحدة ، وذلك عندما أخذني فيها والدي إلى المدينة ليقلع سني - التي كانت تؤلمني - عند الطبيب ، ومن فرط الألم لم أستطع أن أرى شيئاً من جمال المدن ومظاهر الحضارة التي كانوا يتكلمون عنها .




كانت رغبتي في دخول السيرك وركوب الحصان الطائر لا توصف . حتى أنني كثيرا ما أسرح وأتخيل أنني راكب الحصان ، ولكنه سرعان ما يسكن عندما أفيق وأعرف أنه مجرد خيال وليس حقيقة .
كان علي أن لا أدع هذه الفرصة تفوتني دون أن أغتنمها وأحظى بزيارة السيرك وركوب ألعابه !
لذلك أسرعت إلى أمي ووصفت لها شوقي ورغبتي في دخول السيرك .
سكتت والدتي قليلاً ثم قالت لي - وعلامات الحزن تبدو واضحة في عينيها - : - اسأل أباك عن ذلك يا ابني .
سكت و أنتظرت والدي على أحر من الجمر - وما أقسى الإنتظار - وأخيرا جاء المساء وجاء معه والدي .
ترددت في الكلام .. ولكن شوقي في ركوب الحصان الطائر أنطقني رغماً عني .
قلت له بعد أن أخذ قسطاً من راحته :
- والدي العزيز ، لقد أقيم في قريتنا سيرك و ....
أجاب والدي مقاطعا:
- وما شأننا نحن .؟! ومن أين لنا .. وهل ما نحصل عليه يكفينا ؟ إنها ملهى الأغنياء ، فهم وحدهم الذين يستطيعون الذهاب إلى هذه الأماكن.
لم ينبس لي بنت شفة ولذت بالصمت ، لأنني أعلم إن والدي على حق ، فهو عامل بناء يعمل حينا ويبقى أحيانا دون عمل ، ومن هنا فما يحصل عليه من أجر يكاد لا يسد رمقنا .
سكت ولكني لم أنس السيرك ، وظل الحصان الطائر يلازم خيالي طوال الليل .
وفي الصباح جاءني صديقي "محمد" وعليه بدلة أنيقة وقال :
- هيا يا "علي" لنذهب إلى السيرك .
قلت : معذرة لا أستطيع الذهاب .
- ولكن لماذا ؟ فليس هناك أمتع من ركوب الحصان الطائر .
- اعرف ذلك ، لكني الآن مشغول ، اذهب أنت وربما سألحق بك بعد حين.
كانت والدتي تسمعنا وترانا ، وكانت تعرف أنني أتحرق شوقاً إلى للذهاب إلى هناك .




نظرت إلي وكانت تحبس الدموع في عينيها ، أرادت أن تقول لي شيئاً ولكن يبدو أن الكلمات لم تسعفها فانهمرت الدموع تسيل من عينيها وتحررت من سجنها لتوميء إلي ما كانت أمي تنوي قولها "آه يا أمي العزيزة ، كم تفكر فيّ ، لكن ماذا عساها أن تفعل ، فليس بيدها حيلة" .


ذهب "محمد" وجاء "عثمان" من بعده ، سألني في الذهاب فأجبته بأنني لا أرغب في ذلك . وكان هو الآخر يلبس أجمل ما لديه من الثياب .
أدخل يده في جيبه وأخرج ما فيه من النقود وكانت ملء كفه ، مدها إلى وجهي وكأنه يريد إدخاله في عيني وقال :
- أنا ذاهب إلى السيرك ، ألا تأتي معي ؟!
كنت أعرف "عثمان" منذ مدة ولكنني لا أرغب في مصاحبته ، فهو ولد مغرور لكونه ابن أحد الأثرياء فضلا عن ذلك ، فهو بليد وسفيه ، لذا صرخت في وجهه بلهجة جافة :
- كلا .
- البارحة كنت هناك ، وركبت الحصان الطائر ، وسأركبه اليوم أيضاً ، أنظر لقد أعطاني والدي كل هذه النقاد ، سأصرفها كلها هناك .
- وما شأني أنا بذلك - افعل ما تشاء - فلن تغيظني .
و أخيرا ذهب .. آه .. الحمد لله ، لقد أرتحت من ثرثرته .. ساعدت أمي حتى الظهر ، جلبت لها الماء من البئر ، و أحضرت لها الحطب ، وبعد الظهر خرجت إلى الزقاق ، من حيث لا أشعر قادتني رجلاي إلى المكان الذي أقيم فيه السيرك .
وهناك كانت الخيام الكبيرة قد نصبت وزينت بألوان من الأعلام ، وأمام باب الدخول ، وقف مهرج وفي يده مكبرة صوت يصيح فيها بأعلى صوته :
- هلموا .. هلموا أيها الصغار فلا تفوتكم الفرصة ، أدخلوا وانظروا ما فيه: الحصان الطائر ..الأسود الأفريقية المتوحشة .. القرود الهندية .. لاعب الاوكروبات .. المهرجون ، وأشياء أخرى كثيرة .. فلا تفوتكم الفرصة .
- آه .. كم أنا مشتاق لرؤية ما في هذه الخيام الكبيرة ...!
وقفت أمام السيرك دون حراك ، كان كل شئ يدعوني إلى الدخول: قلبي .. نفسي .. شوقي .. إلا جيبي لم يوافق .
وعندما رآني المهرج شعر برغبتي فقرب مكبرة الصوت من فمه ، ونظر إلي وصاح :
- هيا أيها الصبي . ادخل ، فلن يكلفك ذلك أكثر من خمسين فلساً ، أجل بخمسين فلس فقط تدخل السيرك .
بعدت عنه وكلي خجل اذ لم يكن في جيبي فلس واحد ، بدأت أدور حول السيرك .. فرأيت محفظة جلدية ملقاة على قارعة الطريق .. أسرعت بالتقاطها دون أن يراني أحد ، وفتحتها ، ونظرت إلى ما فيها فإذا هي مليئة بالأوراق النقدية .



-الآن أستطيع الذهاب إلى السيرك فأنا صاحب كل هذه النقود ، سأتمتع بها كيفما طاب لي .
وفي الحال هتف بي هاتف وهو - صوت الضمير- وقال : " كلا .. أنها ليست لك . ستعيد المحفظة إلى صاحبها " .
وقفت حوالي نصف ساعة أنتظر نتيجة الصراع القائم بين" نفسي الأمارة وضميري" .. وفي أثنائها عددت النقود فكانت خمسمئة دينار . إنها تكفي لإعاشة عائلتي الفقيرة لمدة سنة كاملة .
وأخيراً انتصر الضمير على النفس.
أخذت المحفظة وأسرعت بها إلى مخفر الشرطة ، وأخبرتهم بالأمر .
وبعد حوالي عشر دقائق ، دخل رجل مضطرب الأنفاس عرف نفسه وكان صاحب السيرك وأخبر مسؤول المخفر عن فقدان محفظته ووصف ما فيها بكل دقة سلمت له المحفظة .
فشكروني كثيراً وقال وهو يربت على كتفي :
- بارك الله فيك ، لقد أعجبتني إستقامتك ، وأريد أن أرد لك جميلك بمكافأة ، فاطلب ما تشاء .
قلت له :
- لا أريد شيئا سوى ركوب الحصان الطائر.
فابتسم لي وقال :
- تستطيع أن تدخل السيرك متى شئت ، وتركب الحصان وتتجول في أقسام السيرك متى أحببت .
وبعدها أصبحت أركب الحصان الطائر يومياً طوال أقامة السيرك في قريتنا.



  #2  
قديم 01-01-2009, 09:54 PM
 
رد: قصص للفتيان والفتيات -6-

جزاك الله خير
  #3  
قديم 07-17-2009, 09:39 PM
 
رد: قصص للفتيان والفتيات -6-

بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
  #4  
قديم 07-18-2009, 01:44 PM
 
رد: قصص للفتيان والفتيات -6-

مشكور على القصة
__________________
|| أنــــــــــــآ كــدآ !! لــآ ضـــآقــت بي "الدنـــــــــــــيآآآ "
تجــــــيني حــــآألــة إستهـــبأأل ! ||
:lolz:
  #5  
قديم 07-18-2009, 09:32 PM
 
رد: قصص للفتيان والفتيات -6-

شكرا القصة مميزة
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصص للفتيان والفتيات - 3 - حقيقة لا خيال أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 07-17-2009 07:57 PM
قصص للفتيان والفتيات -5- حقيقة لا خيال قصص قصيرة 3 01-27-2009 11:11 PM
قصص للفتيان والفتيات - 4 - حقيقة لا خيال قصص قصيرة 1 01-27-2009 11:06 PM
قصص للفتيان والفتيات -2- حقيقة لا خيال قصص قصيرة 3 01-01-2009 05:04 AM
قصص للفتيان والفتيات -1- حقيقة لا خيال قصص قصيرة 4 12-21-2008 04:46 PM


الساعة الآن 03:02 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011