|
قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
قصص للفتيان والفتيات -6- قصص للفتيان والفتيات عبد الكريم عبد الله رفعت -6- الحصان الطائر منذ أيام أقيم السيرك (مدينة الألعاب المتجولة) في قريتنا ، وبدأ الكل يتحدثون عنه ويصفون ما فيه من ألعاب مسلية ، وبالأخص ذلك "الحصان الطائر" الذي بالغوا في وصفه ومتعته . لم أر السيرك في حياتي قط ولم أركب مثل هذه اللعب حتى إنني لم أبتعد عن القرية طوال حياتي إلا مرة واحدة ، وذلك عندما أخذني فيها والدي إلى المدينة ليقلع سني - التي كانت تؤلمني - عند الطبيب ، ومن فرط الألم لم أستطع أن أرى شيئاً من جمال المدن ومظاهر الحضارة التي كانوا يتكلمون عنها . كانت رغبتي في دخول السيرك وركوب الحصان الطائر لا توصف . حتى أنني كثيرا ما أسرح وأتخيل أنني راكب الحصان ، ولكنه سرعان ما يسكن عندما أفيق وأعرف أنه مجرد خيال وليس حقيقة . كان علي أن لا أدع هذه الفرصة تفوتني دون أن أغتنمها وأحظى بزيارة السيرك وركوب ألعابه ! لذلك أسرعت إلى أمي ووصفت لها شوقي ورغبتي في دخول السيرك . سكتت والدتي قليلاً ثم قالت لي - وعلامات الحزن تبدو واضحة في عينيها - : - اسأل أباك عن ذلك يا ابني . سكت و أنتظرت والدي على أحر من الجمر - وما أقسى الإنتظار - وأخيرا جاء المساء وجاء معه والدي . ترددت في الكلام .. ولكن شوقي في ركوب الحصان الطائر أنطقني رغماً عني . قلت له بعد أن أخذ قسطاً من راحته : - والدي العزيز ، لقد أقيم في قريتنا سيرك و .... أجاب والدي مقاطعا: - وما شأننا نحن .؟! ومن أين لنا .. وهل ما نحصل عليه يكفينا ؟ إنها ملهى الأغنياء ، فهم وحدهم الذين يستطيعون الذهاب إلى هذه الأماكن. لم ينبس لي بنت شفة ولذت بالصمت ، لأنني أعلم إن والدي على حق ، فهو عامل بناء يعمل حينا ويبقى أحيانا دون عمل ، ومن هنا فما يحصل عليه من أجر يكاد لا يسد رمقنا . سكت ولكني لم أنس السيرك ، وظل الحصان الطائر يلازم خيالي طوال الليل . وفي الصباح جاءني صديقي "محمد" وعليه بدلة أنيقة وقال : - هيا يا "علي" لنذهب إلى السيرك . قلت : معذرة لا أستطيع الذهاب . - ولكن لماذا ؟ فليس هناك أمتع من ركوب الحصان الطائر . - اعرف ذلك ، لكني الآن مشغول ، اذهب أنت وربما سألحق بك بعد حين. كانت والدتي تسمعنا وترانا ، وكانت تعرف أنني أتحرق شوقاً إلى للذهاب إلى هناك . نظرت إلي وكانت تحبس الدموع في عينيها ، أرادت أن تقول لي شيئاً ولكن يبدو أن الكلمات لم تسعفها فانهمرت الدموع تسيل من عينيها وتحررت من سجنها لتوميء إلي ما كانت أمي تنوي قولها "آه يا أمي العزيزة ، كم تفكر فيّ ، لكن ماذا عساها أن تفعل ، فليس بيدها حيلة" . ذهب "محمد" وجاء "عثمان" من بعده ، سألني في الذهاب فأجبته بأنني لا أرغب في ذلك . وكان هو الآخر يلبس أجمل ما لديه من الثياب . أدخل يده في جيبه وأخرج ما فيه من النقود وكانت ملء كفه ، مدها إلى وجهي وكأنه يريد إدخاله في عيني وقال : - أنا ذاهب إلى السيرك ، ألا تأتي معي ؟! كنت أعرف "عثمان" منذ مدة ولكنني لا أرغب في مصاحبته ، فهو ولد مغرور لكونه ابن أحد الأثرياء فضلا عن ذلك ، فهو بليد وسفيه ، لذا صرخت في وجهه بلهجة جافة : - كلا . - البارحة كنت هناك ، وركبت الحصان الطائر ، وسأركبه اليوم أيضاً ، أنظر لقد أعطاني والدي كل هذه النقاد ، سأصرفها كلها هناك . - وما شأني أنا بذلك - افعل ما تشاء - فلن تغيظني . و أخيرا ذهب .. آه .. الحمد لله ، لقد أرتحت من ثرثرته .. ساعدت أمي حتى الظهر ، جلبت لها الماء من البئر ، و أحضرت لها الحطب ، وبعد الظهر خرجت إلى الزقاق ، من حيث لا أشعر قادتني رجلاي إلى المكان الذي أقيم فيه السيرك . وهناك كانت الخيام الكبيرة قد نصبت وزينت بألوان من الأعلام ، وأمام باب الدخول ، وقف مهرج وفي يده مكبرة صوت يصيح فيها بأعلى صوته : - هلموا .. هلموا أيها الصغار فلا تفوتكم الفرصة ، أدخلوا وانظروا ما فيه: الحصان الطائر ..الأسود الأفريقية المتوحشة .. القرود الهندية .. لاعب الاوكروبات .. المهرجون ، وأشياء أخرى كثيرة .. فلا تفوتكم الفرصة . - آه .. كم أنا مشتاق لرؤية ما في هذه الخيام الكبيرة ...! وقفت أمام السيرك دون حراك ، كان كل شئ يدعوني إلى الدخول: قلبي .. نفسي .. شوقي .. إلا جيبي لم يوافق . وعندما رآني المهرج شعر برغبتي فقرب مكبرة الصوت من فمه ، ونظر إلي وصاح : - هيا أيها الصبي . ادخل ، فلن يكلفك ذلك أكثر من خمسين فلساً ، أجل بخمسين فلس فقط تدخل السيرك . بعدت عنه وكلي خجل اذ لم يكن في جيبي فلس واحد ، بدأت أدور حول السيرك .. فرأيت محفظة جلدية ملقاة على قارعة الطريق .. أسرعت بالتقاطها دون أن يراني أحد ، وفتحتها ، ونظرت إلى ما فيها فإذا هي مليئة بالأوراق النقدية . -الآن أستطيع الذهاب إلى السيرك فأنا صاحب كل هذه النقود ، سأتمتع بها كيفما طاب لي . وفي الحال هتف بي هاتف وهو - صوت الضمير- وقال : " كلا .. أنها ليست لك . ستعيد المحفظة إلى صاحبها " . وقفت حوالي نصف ساعة أنتظر نتيجة الصراع القائم بين" نفسي الأمارة وضميري" .. وفي أثنائها عددت النقود فكانت خمسمئة دينار . إنها تكفي لإعاشة عائلتي الفقيرة لمدة سنة كاملة . وأخيراً انتصر الضمير على النفس. أخذت المحفظة وأسرعت بها إلى مخفر الشرطة ، وأخبرتهم بالأمر . وبعد حوالي عشر دقائق ، دخل رجل مضطرب الأنفاس عرف نفسه وكان صاحب السيرك وأخبر مسؤول المخفر عن فقدان محفظته ووصف ما فيها بكل دقة سلمت له المحفظة . فشكروني كثيراً وقال وهو يربت على كتفي : - بارك الله فيك ، لقد أعجبتني إستقامتك ، وأريد أن أرد لك جميلك بمكافأة ، فاطلب ما تشاء . قلت له : - لا أريد شيئا سوى ركوب الحصان الطائر. فابتسم لي وقال : - تستطيع أن تدخل السيرك متى شئت ، وتركب الحصان وتتجول في أقسام السيرك متى أحببت . وبعدها أصبحت أركب الحصان الطائر يومياً طوال أقامة السيرك في قريتنا. |
#2
| ||
| ||
رد: قصص للفتيان والفتيات -6-
جزاك الله خير
|
#3
| ||
| ||
رد: قصص للفتيان والفتيات -6- بارك الله فيك وجزاك الله خيرا |
#4
| ||
| ||
رد: قصص للفتيان والفتيات -6- مشكور على القصة
__________________ || أنــــــــــــآ كــدآ !! لــآ ضـــآقــت بي "الدنـــــــــــــيآآآ " تجــــــيني حــــآألــة إستهـــبأأل ! || :lolz: |
#5
| ||
| ||
رد: قصص للفتيان والفتيات -6-
شكرا القصة مميزة
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصص للفتيان والفتيات - 3 - | حقيقة لا خيال | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 07-17-2009 07:57 PM |
قصص للفتيان والفتيات -5- | حقيقة لا خيال | قصص قصيرة | 3 | 01-27-2009 11:11 PM |
قصص للفتيان والفتيات - 4 - | حقيقة لا خيال | قصص قصيرة | 1 | 01-27-2009 11:06 PM |
قصص للفتيان والفتيات -2- | حقيقة لا خيال | قصص قصيرة | 3 | 01-01-2009 05:04 AM |
قصص للفتيان والفتيات -1- | حقيقة لا خيال | قصص قصيرة | 4 | 12-21-2008 04:46 PM |