01-12-2009, 01:19 AM
|
|
عبد الله محرر القدس
من بين صمت الخوف تعالى صوت ابو عبد الله فى زوجته واولاده التسعه ان يحتموا من نيران القصف الهمجى الذى اندفع بصوت الموت من كل جانب احتموا جميعا فى ركن احدى الغرف وبعد مرور دقائق كالدهر اصابت احدى القذائف مسكنهم ليحتضن الركام جثث الموتى والاحياء ليستشهد ابو عبد الله وثلاث من اولاده . تخرج زوجته حامله رضيعها التى احتضنته وباقى اولادها الخمسه وترحل مع من رحلوا من اماكن القصف وبعد فتره قررت ان تذهب باولادها بعيدا عن فلسطين بعيدا عن اماكن القصف والدمار بعيدا عن الموت وذهبت هناك فى احدى الدول الاوربيه ومرت السنين وكبر الرضيع واخواته الخمسه .كان قلبها يتمزق على مواطنها الذى اصبح ساحه لسقوط رجالها بافظع المجازر ومع كل مجزره كان العالم يخرج ليتظاهر ويشجب ويندد وكانت تاخذ اولادها لتتظاهر معهم وفى احدى الايام حدثت حادثه مروعه توفى على اثرها الابن الاكبر وجلست الام المكلومه تبكى وتتذكر استشهاد زوجها واولادها الثلاثه وبعد صراع مع النفس تاكدت انه لامهرب من الموت وان التظاهر ليس حلا وان قضيه الامان التى كانت تنشده لن يكون الا فى موطنها فقررت الرجوع الى فلسطين وعادت مره اخرى الى فلسطين وهناك حيث لا امان ولا حياه كانت تحيا وبداخلها امل واحد هو تحرير الوطن مهما كانت التضحيه شجعت اولادها الاربعه الباقين على الانتقام والسعى وراء تحرير الارض وكان عبدالله مازال طفلا .تفرق الاخوه الاربعه فى ربوع فلسطنين المنكسره واندمج كل واحد فى فصيل وكل فصيل له سياسته الخاصه من يريد التفاوض ومن يسعى للمقاومه ومن ينشد الشهاده بتفجير نفسه وبرغم الاختلاف كان الهدف واحد ومع مرور الوقت كانت تستقبل خبر استشهاد احدهم او اعتقال الاخر حتى استشهدوا جميعا جلست ام عبد الله ونظرت الى عبد الله واخذت تحادث نفسها بصوتها الداخلى وتتسال هل الدور عليك يا عبد الله هل سيكون مصيرك مثل ابوك واخواتك الثمانيه واخذت تناجى ربها يارب ماذا عسى ان افعل ولماذا رغم كل هذا مازال العدو جاثما على قلوبنا .تذكرت حياتها منذ البدايه تذكرت عندما كانت وزجها لايعطيان القضيه بالا متمسكين بالعيش فى سلام فجاءهم الموت حيث يقيمون تذكرت عندما هربت وحاولت ان تنصر قضيتها بالمظاهرت فما ازداد العدو الا قوه وجبروت وزاد عن هذا ان الموت لم يفارقهم تذكرت استشهاد كل واحد من ابنها الاربعه وتالمت برغم اختلاف اسلوب كل واحد حسب الفصيل الذى يتبعه وزاد من الامها ان استشهادهم لم يحررها من الخوف بل ذاد العدو من جبروته وطغيانه اخذت تفكر فى ما هو الخطاء فى كل هذا لا العيش فى سلام يحل القضيه ولا المظاهرات والبكاء والعويل يحل القضيه ولا حتى المقاومه لمجرد المقاومه ولا حتى المفاوضات تحلها جلست وفى احدى اركان غرفتها رات عنكبوت صغير يبنى بيته شاهدته وسرح خيالها فيما يفعله وعن اتقانه فى نسج خيوط بيته الذى يحميه ويدوى صوت المذياع ليرتفع صوت شيخ بأيات من كتاب الله الحكيم( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) فلمع فى عينها الامل ومرت السنين عليها كالدهر وهى تربى وتعلم عبدالله كانت تدعوه دائما بانه هو الذى سيحرر القدس كانت تسقيه علوم الدين وعلوم الحياه حتى يتمكن من التفوق حتى اصبح عبدالله رجلا يعلم حقوق الله فلا يترك صلاه جماعه وخاصه صلاه الفجر او اى عمل يقربه الى الله الا وفعله اصبحت القضيه عنده ليست مجرد وطن بل اصبحت قضيه نصره الله تفوق فى تعليمه الجامعى الذى سخره لخدمه قضيته. نظر الى تفوق عدوه فى التسلح باقوى واشد الاسلحه بحث وتعلم حتى استطاع ان يخترع سلاح رادع للسلاح الذى يمتلكه عدوه بل تفوق على نفسه واختراع سلاح لا يقوى عليه عدوه ومرت السنين بطيئه وهو يدعو غيره الى نفس طريقه حتى اجتمع حوله من يتمنى الفوز باحدى الحسنيين .لا لمجرد الشهاده بل العكس كان كلا منهم يسعى للنصر اولا لان ذلك نصر لله عز وجل وبعد صدام وحرب شرسه تكبد العدو الصهيونى مراره الهزيمه. تفرقوا فى انحاء الارض وخلف كل واحد منهم جندى من جنود الله يسعى كانوا يختبئون خلف الاشجار فكان الشجر ينطق . حتى جمعوهم جميعا فى خيام الايواء ومن ثم تم ترحيلهم على اوطنهم التى اتوا منها بلا رجعه
|