|
الحياة الأسرية القسم يهتم بشؤون الأسرة المسلمة والعلاقات الاسرية والزوجية وطرح الافكار الناجحة لحياة أجمل |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
هل هو الطريق الأمثل لتأديب الأطفال؟ بسم الله الرحمن الرحيم خوله مناصرة - عندما يسيء الطفل التصرف، او يظهر التحدي، او يتصرف بطريقة غير لائقة، وخطرة، يكون رد فعل الوالدين بالامتعاض وإظهار عدم الرضى عن هذا التصرف، والرغبة بتغييره، ويعتقد الأهل خطأً ان الضرب طريقة مباشرة وفعالة لذلك، إلا أن للضرب في واقع الأمر انعكاسات سلبية خطيرة أهمها:العقاب البدني.. هل هو الطريق الأمثل لتأديب الأطفال؟ 1- الخوف، فالضرب يعلم الطفل الخوف من والديه، وليس الاستماع إليهما او احترامهما، ويجعله يحس بالاستياء والإهانة، ويدفعه للسلبية وعدم التعاون، مما ينتج عنه فقدان الوالدين القدرة على التواصل مع الطفل بشكل فعال. 2- العنف، يعلم الضرب الطفل أن العنف أسلوب مقبول لحل المشاكل، فليس من المفاجئ أن تخلص بعض الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للضرب يتصرفون بعنف ويضربون الأطفال الآخرين، ويصبحون بالغين عنيفين. 3- انعدام الثقة، يتعلم الطفل انه عندما يخطىء فسيقوم الأهل بمعاقبته بدلا من إعطائه التوجيهات والتعاطف معه، مما يؤدي إلى تآكل الثقة ويعطل الروابط بين الوالدين والطفل، في مرحلة يكون الطفل فيها أحوج ما يكون لوالديه لبناء ثقته بنفسه. 4- سوء تقدير الذات، أظهرت العديد من الدراسات أن ضرب الطفل لا يسبب له الأذى الجسدي فقط، بل يمكن أن يجرح إحساسه، فيتملكه الإحساس بالذنب، وتبرير ضربه من قبل الأهل لكونه سيئا ويستحق ذلك، وبمرور الوقت سيصبح إحساسه بأنه سيء جزءاً من شخصيته وهويته، وقد أثبتت الدراسات بأنه بغض النظر عن طريقة الرعاية الأسرية فإن الضرب يؤدي دائما إلى سوء تقدير الذات. 5- خطر التعرض للإصابات، يمكن أن يشكل ضرب الطفل خطرا جسديا عليه، خاصة في حالة التهور وضرب الطفل بشكل أقسى مما هو متوقع، يمكن أن يتسبب الضرب بكدمات للطفل، او جروح، او يؤذي الأنسجة الرقيقة، وأحيانا قد يصل الأمر إلى دخول الطفل المستشفى بسبب الضرب المبرح. هناك سؤال طبيعي، يتبادر إلى أذهان الكثير من الآباء؛ فحوالي 82% من الأشخاص تعرضوا للضرب في مرحلة الطفولة، ولم يتحولوا إلى أشخاص سيئين، بل ويؤمنون بأن أهلهم كانوا آباء رائعين، لأنهم أحبوهم، فلماذا لا يتم التعامل بنفس الطريقة (القسوة مقرونة بالحب)؟ إلا أننا الآن نعرف أكثر عن العواقب السلبية للضرب أكثر مما سبق، فالأبحاث تشير إلى ان الأطفال الذين عوقبوا جسديا من قبل أهلهم يميلون إلى السلوك العدواني، الشيء الذي سيؤذي أفراد المجتمع ككل على المدى البعيد. فإلى زمن قريب، اعتقد خبراء التربية أن الضرب طريقة مقبولة لتأديب الأطفال، إلا أن خبراء التربية ومنظمات صحة الطفل تعارض استخدام العقوبة الجسدية ضد الطفل. ففي دراسة ظهرت عام 2002، أجراها احد علماء النفس، قام فيها بتحليل دراسة للعقوبة البدنية لمدة ستة عقود (60 سنة) وجد ت أن العقوبة البدنية تعرض الطفل للأذى على المدى البعيد يفوق مزايا الطاعة المؤقتة التي تتحقق بسبب العقوبة. وأظهرت دراسات أخرى استغرقت خمس سنوات لتحليل 88 دراسة على العقوبات البدنية، وجود علاقات بين الضرب والسلوك العدواني، او السلوك المعادي للمجتمع، ومشاكل الصحة العقلية. كما وجدت دراسة تابعت 800 طفل بين عمر 5-9 سنوات، أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب حصلوا على علامات اقل في امتحانات لقياس قدرتهم على التعلم، ويفسر القائمون على الدراسة النتائج بأن الآباء الذين لا يضربون أطفالهم يقضون وقتا أطول في التحدث وتفسير الأمور لأطفالهم. فكلما قل استخدام العقوبة البدنية كلما زاد تحفيز الوالدين لأطفالهم، كما ان ضرب الطفل يمكن أن يمنعه من سوء التصرف على المدى القريب، إلا انه سيتصرف بشكل سيء على المدى البعيد. وكلما زاد تعرض الأطفال للضرب كلما زاد تورطهم في الشجار، والسرقة، والقيام بالعديد من السلوكيات المعادية للمجتمع. فكلما عوقب الطفل (الذكر) بقسوة، كلما زاد التأثير التحويلي عنده بتحوله إلى شخص عدواني. كما تميل الإناث إلى المعاناة من الاكتئاب. فالمعاناة الجسدية والعقلية الناتجة عن العقوبة البدنية تخيف الأطفال، إلا أن الخوف يتلاشى بمرور الوقت ولا يبقى سوى الغضب والعدوانية. كما وجدت دراسة على 4900 راشد، أن الأشخاص الذين تعرضوا للضرب أحيانا في طفولتهم، معرضون لخطر إدمان الكحول والمخدرات، او السلوك المضاد للمجتمع، او لخلل التوتر والقلق. وتوصلت دراسة حول الأطفال الذين تعرضوا للإهانة الكلامية (العنف اللفظي) أنهم معرضون للإصابة بالاكتئاب او عدم القدرة على إدارة الغضب عندما يكبرون، اضافة الى التهجم على أزواجهم او أطفالهم او زملاء العمل والمحيطين بهم. ويجد الكثير من الآباء أنهم بمجرد البدء بضرب أطفالهم، فإنه لا بد من الضرب أكثر وأقسى للحصول على استجابة الطفل واهتمامه. وضرب الطفل أثناء الصراخ هذه هي الطريقة الوحيدة للسيطرة عليك هي فعل يجعل هذا القول يتحول إلى حقيقة. وفي واقع الأمر، إن ضرب طفل في عمر كبير دليل على فشل العقوبة البدنية كأسلوب تربوي فعّال على المدى البعيد. فيجب أن يتبع الوالدان أسلوب التواصل والتفاهم لضبط سلوك المراهق، وليس بضربه. كما وجد الخبراء التربويون انه بمرور الوقت يتحول الطفل بسبب الضرب إلى شخص غاضب، مستاء، واقل رغبة بعمل ما يطلب منه، وان الأطفال الذين تعرضوا للضرب نادرا ما يتذكرون سبب معاقبتهم، كل ما يتذكرونه أن الآباء قد يضربونهم عندما يغضبون. كيف يمكن تجنب معاقبة الطفل جسدياً؟ يغضب كل الآباء من أبنائهم، وواجبهم أن يضعوا لأنفسهم قاعدة غير قابلة للخرق يجب أن لا أضرب طفلي وهذا سوف يحمي الأسرة والطفل من عواقب الضرب السلبية، وتجنب القلق من حصول نتائج خطيرة. وليتذكر الآباء أن الأطفال عندما يدخلوا المدرسة، فمن المفروض أن يديروا شؤونهم في عالم أكثر إلحاحاً وتنافساً وحرجاً أكثر مما اعتادوا في السابق، فالأطفال في مرحلة المدرسة يطلب منهم أن يتصرفوا كراشدين تحت التدريب، ويعتبروا مسؤولين عن أخطائهم وعثراتهم، حيث يحكم عليهم في كل شيء ابتداء من التحصيل الأكاديمي إلى النشاط الرياضي، ويقارنون بالأطفال الآخرين من حيث الذكاء وخفة الدم واللباقة، وهذه المراحل مرهقة وأحيانا قد تكون مهينة، هذا الضغط النفسي يمكن أن يقود الطفل للتعبير عن قلقه ومخاوفه، غضبه وإحباطه، وقد يثور على السلطات التي تتحكم به، ومهما كان الآباء مراعين لمشاعر الطفل، فلا بد أن يغضبوا او يحبطوا في وقت من الأوقات، فهذا أمر لا مفر منه، ولكن يجب الحرص على تطوير الذات للمحافظة على الالتزام بقرار عدم الضرب، وذلك بمساعدة العائلة والأصدقاء المقربين، والحصول على وقت مستقطع عند الشعور بالغضب والتوتر لدرجة فقد الاتزان. وفيما يلي مجموعة من الأفكار التربوية البناءة للمساعدة على تأديب الأطفال دون اللجوء إلى العقوبة البدنية: @ توجيه الطفل بأوامر ايجابية بدلا من الأوامر السلبية، فمثلا استعمال كلمة افعل تعطي مردودا أفضل من لا تفعل لذلك يجب تجنب أفعال النهي في إعطاء القواعد الهامة، ومن ثم ضرورة الثبات عليها، فمثلا: لا تركب دراجتك في الشارع بدون مرافق راشد قاعدة هامة، يجب أن لا تكسر حتى لو كانت هناك حاجة لإرسال الطفل في مأمورية ضرورية. @ تحديد المطلوب عند إخبار الطفل بالمطلوب منه، مثلا: تأدب عندما نذهب لزيارة عمتك كلمة غامضة، يفضل إعطاء الطفل تصورا عما هو متوقع منه أن يفعله في بيت عمته. وتفسير السبب، مع التأكد من فهمه للمطلوب، لأنه إذا فهم فسيمتثل على الأغلب، أما مقولة لأنني قلت ذلك فهي لا تعلم الطفل شيئا عن طريقة التصرف السليم، وفي الحالات الطارئة يجب الإصرار على أن يطيع الطفل الأوامر، ثم يتم الشرح لاحقا. @ يترك للطفل حرية التعبير عن مشاعره كالغضب والحزن او خيبة الأمل، ويجب التعاطف معه، وسؤاله عن رأيه في كيفية التصرف لتحسين الأمور، وفي نفس الوقت، وضع حدود للسلوك غير المناسب، مثلا: اذا قام أخوه بتحطيم لعبته، فيمكن مبادرته بالقول: اعلم انك غاضب لان أخاك حطم لعبتك، لكن هذا لا يعني أن تضربه، او تطلق عليه صفات سيئة ومهينة . @ خلق حوافز ايجابية للطفل، فهذا أدعى أن يفعل ما يطلب إليه أن يفعله، بمحاولة منحه ردود فعل ايجابية أكثر من السلبية. @ المرونة في التعامل، فلا ضير من تقبل احتياجات الطفل ورغباته، إلا إذا تعلق الأمر بالقواعد الهامة، وخاصة الأمور التي تتعلق بالسلامة. @ عندما يفعل الطفل شيئا يجب أن لا يفعله، فعدم الموافقة عقاب كاف، أما إذا كان لا بد من فرض عقوبة اكبر، فيجب أن يتناسب حجم العقوبة بشكل منطقي مع حجم الخطأ، فمثلا إذا قام الطفل بإحداث فوضى على ارض الغرفة، فالعقوبة تكون بأن يقوم بالتنظيف، وإذا لم يكن هذا كافيا، فيمكن إيجاد مهمة أخرى ليقوم بها. @ في حال أساء الطفل التصرف، ورفض الاستجابة إلى طلب الوالدين بالتوقف، فان فرض وقت مستقطع قد يكون مناسباً، فالفكرة من الوقت المستقطع هي إبعاد الطفل عن مكان ممتع يقوم فيه بتصرف سيء، إلى مكان هادئ ومحايد حتى يهدأ ويفكر فيما ارتكبه، وليتم السيطرة عليه، (الحافز هنا إعادته إلى المكان الممتع الذي كان فيه) ويتم استعمال هذا الأسلوب من وقت لآخر حتى لا يفقد أهميته. @ الطلب إلى المربية في الحضانة، او معلمة المدرسة، والأقارب، والأصدقاء الالتزام بالأسلوب المتبع لتأديب وتربية الطفل، ليتصرفوا بطريقة تتناسب مع قرارات الوالدين. ويجب معرفة سياسة المدرسة او الحضانة، والجو المحيط بالطفل أثناء وجوده فيها. @ من الهام جدا أن يكون الوالدان نموذجا ومثالا يحتذى به، بالقيام بالتصرف الصحيح، وعدم التردد في الاعتراف بالخطأ والاعتذار عند القيام بسلوك خاطئ. |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فى رمضان ... لا تبدأ من منتصف الطريق !!!!! | fares alsunna | نور الإسلام - | 7 | 07-22-2008 11:16 PM |
الطريق إلى الله | حمزه عمر | نور الإسلام - | 13 | 05-13-2008 07:23 AM |
اعط الطريق حقه | الفيومى | نور الإسلام - | 1 | 05-11-2007 11:55 PM |
لماذا عبرت الدجاجه الطريق..؟(ادخل وشوف رأي بوش) | *m.d* | حوارات و نقاشات جاده | 54 | 05-04-2007 09:30 AM |
لماذا عبرت الدجاجة الطريق ؟ | أبو تمام | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 4 | 02-03-2007 01:27 PM |