عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الصحية والإجتماعية > الحياة الأسرية

الحياة الأسرية القسم يهتم بشؤون الأسرة المسلمة والعلاقات الاسرية والزوجية وطرح الافكار الناجحة لحياة أجمل

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-26-2009, 11:45 AM
 
التربية الذكية للطفل

"التربية الذكية للطفل".. لأطفال أكثر إبداعا..

"سئل ثلاثة عمال بناء عما يفعلونه فقال أولهم بأن يقوم بلصق الأحجار بواسطة الاسمنت, فيما أجاب الثاني أنه يبني حائطا لمنزل, أما الثالث فقال: أنا أبني صرحا للبشرية"!
بهذه الكلمات ابتدأت السيدة سوسن حكيم محاضرتها "التربية الذكية للطفل" والتي أقيمت برعاية جمعية الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة في المركز الثقافي في اللاذقية مساء الثالث من أيار.
وجمعية الأمل مؤسسة غير ربحية تأسست عام 2005 لمساعدة أطفال الشلل ومتلازمة الداون عبر التدخل المبكر والدمج الاجتماعي والتعليمي, وهي تعتمد على المساعدات من المؤسسات والأفراد, من أجل بناء جيل المستقبل ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة, لتنشئة أطفال سعداء أسوياء متوازنين وناجحين, وفي هذا الإطار جاءت هذه المحاضرة للسيدة سوسن حكيم مديرة معهد حكيم لعلوم التفوق والإبداع وعضو هيئة البورد الأمريكي للبرمجة اللغوية العصبية, وذلك ضمن جملة محاضرات وأنشطة تقيمها الجمعية.

وقد أشارت السيدة سوسن حكيم في مستهل محاضرتها الى أن الباحث هودينغ أشار الى أننا يجب أن نمنح الطفل هبتين هما الأجنحة والجذور, الجذور كي يكون قويا ومتوازنا ومرتبطا بعائلته ومجتمعه, والأجنحة كي يستطيع التحليق في فضاءات العلم والثقافة, كما أن عدم تأمين احتياجات الطفل سيجعله يشعر بالوحدة والضياع وأنه غير مرغوب به, وبالتالي فإنه سيسلك سلوك سلبي للفت الانتباه وتركيز الاهتمام.

كما عرضت لهرم الحاجات الإنسانية الذي يتكون في قاعدته من الأمان, ثم صعودا الحب والانتماء, الاحترام, الاستقلال, تحقيق الذات, ثم تجاوز الذات.
فالأمان حاجة أساسية جدا للطفل, فهو يحتاج الى أربع ضمّات للمعيشة, وثماني ضمّات للعناية و واثنتا عشرة ضمّة للنمو, كما أنه من الضروري التواجد فعليا في حياة الطفل من قبل الأم بشكل خاص مدة تتراوح بين ساعتين إلى خمس ساعات لتلبية حاجاته العاطفية وتعزيز شعوره بالأمان.

كذلك يشكل الحب حاجة ملحة بالنسبة للطفل, إذ ان التواصل مع الطفل صغيرا سيجعله يتواصل معنا كبيرا, كما الانتماء, إذ يجب أن يشعر الطفل بانتمائه الى أسرة تحبه وترعاه.
والأطفال في مجتمعنا محرومون من الاحترام والتقدير, يسمع الطفل خمسين الى مائة وخمسين ألف كلمة سلبية, بين سخرية وهجوم وكلام عنيف, مقابل أربعمائة إلى خمسمائة كلمة إيجابية, , فالطفل ذكي ومبدع, وكل ما نحتاجه لنكون مبدعين هو أن نعود أطفالا للبحث عن المعرفة, دون أفكار وقناعات مسبقة, نفكر بشكل حر.
الأم والأب هما من يعطيان الطفل معلوماته عن نفسه, وإن تقديم أحد الأبوين للطفل بطريقة إيجابية سيجعله يبحث عن أدلة تثبت هذا الكلام.
وبنمو الطفل ووصوله إلى مرحلة المراهقة فإنه يتحول من ترديد عبارات "قالت أمي" و"قال أبي", إلى "قال رفيقي في المدرسة", ثم يبدأ الطفل بالتمرد للبحث عن استقلاليته فيخالف أهله حتى وهو يعلم بأنهم محقّون, لكنه في النهاية يقلّدهم, وفي هذه المرحلة فإن التوجيه القسري المستمر للطفل و وانتقاده بشكل دائم يحدث ردة فعل سلبية جدا لديه, كما أن الأهل يكونون قد تعوّدوا على التحكم والسيطرة في سلوكهم مع الطفل, ويصعب عليهم بالتالي منحه استقلاليته و وفي النهاية فإنه لابد من توجيه الطفل ولكن بلطف.
وبعد حصول الطفل على استقلال كيانه فإن يبحث عن كل الطرق الممكنة لتحقيق ذاته ويكون عندها قد وصل الى مرحلة الشباب, ثم يبدأ بالتخطيط لتجاوز ذاته, أي للإضافة الى ما أنجزه من خلال تطوير قدراته وملكاته أكثر فأكثر.

و أكدت السيدة سوسن على وجود الكثير من المفاهيم الخاطئة في تربية الطفل, منها المفهوم الذي يدعي متبنوه ان الطفل لا يفهم, فقد أثبتت الدراسات أن الطفل هو أفضل متعلم, حيث انه يتعلم كل شيء دون التمييز بين الصواب والخطأ والنافع والضار والحقيقة والخيال, وهو أيضا حساس جدا للغة غير المحكية والمتمثلة بتعابير الوجه واليدين وسواهما.
كما أن الكثير من الآباء يعتقدون أن طفلهم صغير ليوضع في قائمة الأولويات, ولكن قانون المزرعة يقول بأن ما تزرعه في الوقت المناسب لابد ون يحصد, والطفل الذي نتعامل معه بشكل صحيح منذ لحظة ولادته, بل وما قبل, فإنه سيغدو بالتأكيد إنسانا ذا شأن نفخر به, ومن أفضل طرق التربية في هذا العمر هو اللعب, وهو وسيلة لتقويم سلوكه عبر توجيه رسائل إيجابية أو تقديم نماذج إيجابية له, كما تشكل الحكايات بشكل خاص وسيلة ناجعة في توجيه السلوك وتعليم التفكير السليم للطفل وإيجاد البدائل, وخصوصا عندما تروى قبل النوم وبصوت هادئ ومقنع, ومشحون بالمحبة.
كما بينت المحاضرة أنه يجب ألا نعتقد مطلقا ان الطفل غير قادر على حل مشاكله, فهو وعبر تشجيعنا إياه وتعليمه شيئا فشيئا عدم التصرف السريع حيال أي مشكلة وتوجيهه لتعلم التفكير والتخطيط لحل المشكلة, عبر تحديدها وطرح حلول ثم اختيار أفضلها, فإنه سيفاجئنا في قدرته على تجاوز الصعاب.

ونبهت من ثقافة تدليل الطفل التي تنطوي على المبالغة في حمايته, كما على التفهم الزائد لأخطائه وغير المبرر, فالطفل ذكي جدا, ويستغل ذلك, ويجب ألا نعتقد مطلقا أننا أذكى من أطفالنا, فهم مبدعون ونحن نمطيون, وإذا أراد البالغ أن يكون مبدعا فلا بد له ان يعود طفلا, ولكن بالمقابل فإن توقع الكثير قبل أوانه من الطفل يكون خاطئا جدا, فيجب أن نتيح له الوقت ليتعلم من تجاربه, فمن حق الطفل أن يخطئ.

في كل مفاصل المحاضرة كان هنالك نقاش تفاعلي مع الحاضرين, الذين كانوا كثر, كان معظمهم نساء وفتيات ولكن سجل حضور أيضا لرجال مهتمين بتربية الطفل كما لأطفال صغار.
الإضافة التي قدمتها المحاضرة بشكل لافت هو الإضاءة على أخطاء التربية المطبقة في الغالب مع الأطفال كما لاحتياجاتهم العاطفية بشكل خاص, تاركة الباب مفتوحا لنقاش البدائل في ظل هدف واحد هو الوصول إلى جيل أفضل لافتة إلى أننا نقدم للبشرية خدمة جليلة حين نعي ماذا تعني التربية وأي إبداع يعدنا به الأطفال.

هنادي زحلوط, ("التربية الذكية للطفل".. لأطفال أكثر إبداعا..)- نساء سوريا

منتديات حكيم لعلوم التفوق والابداع
www.hakimnote.com
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خمس كلمات لا يجب أن تقال للطفل ؟ زهرة الرمال الحياة الأسرية 11 04-22-2007 01:54 PM
دليل المراة الذكية لحل الخلافات الزوجية بين دهوكى الحياة الأسرية 0 03-22-2007 12:18 PM


الساعة الآن 02:56 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011