|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
نكبة الامة بالمنافقيين 2 بسم الله الرحمن الرحيم نخطئ كثيراً عندما نظن أن النفاق الذي أفاض القرآن في الحديث عنه ، وأسهب في التحذير منه ، كان يمثل مرحلة تاريخية انقضت بدخول الناس في دين الله أفواجاً ؛ فالعصر الذهبي للبشرية الذي شهدته الأرض أيام الرسالة الخاتمة لم يخل من ظلم النفاق وظلماته ؛ فهل تُعصم من ذلك العصور التالية ؟ ! قد يُقال إن النفاق وقتها كان مقموعاً ممنوعاً فلهذا كان يستتر من الدين بالدين ، وهو اليوم ليس في حاجة إلى ذلك ؛ فاليوم مؤمن وكافر ، أو مسلم ومرتد ... أقول : إن القرآن الذي أمر النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأتباعَه بجهاد المنافقين والكافرين سيظل يُتلى إلى يوم الدين . بقول الله تعالى : [ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ ] ( التوبة : 73 ) والآية تدل على أن النفاق سيظل موجوداً وسيظل محسوساً ملموساً من أشخاص تُرى فيهم آيات النفاق . والنفاق المقصود في الآية ليس قاصراً على النفاق ذي المرامي السياسية والأهداف التسلطية ، بل هو النفاق بكافة أشكاله وصوره عندما يكون موجهاً إلى ضرر الدين وأصحاب الدين ، سواء كان صادراً من أهل السياسة أو من أهل الثقافة أو أهل الفن والقلم أو حتى بعض المنسوبين للعلم والفتوى في بعض البلدان . نحن هنا لا نجادل في أن النفاق درجات أو دركات ، وأن خطره يتفاوت بتفاوت كبره أو صغره ؛ إذ من النفاق ما هو أكبر مخرج عن الملة : ومنه ما هو أصغر لا يخرج عن الملة ، وفي كلا الحالين فنحن مأمورون بمجاهدة النفاق ولو كان ساكناً بين أضلعنا أو مختبئاً بين جوانحنا ، ومن ذا الذي يأمن النفاق على نفسه وقد خافه على نفسه الفاروق عمر رضي الله عنه ؟ ! ومن ذا الذي يضمن السلامة منه وقد علَّم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه التعوذ منه ؟ ! غير أني لا أقصد هنا إلى التأصيل والتفصيل في مسائل الإيمان المتعلقة بما يخرج أو لا يخرج منه من أعمال الكفر والنفاق ، ولا إلى بسط الكلام في أحوال الأعيان من حيث ثبوت أو عدم ثبوت ما يتعلق بهم في ذلك من الأحكام ؛ فالأمر الأول يقصر عنه علمي ، والآخر يثنيني عنه تقصيري وظلمي ، وأسأل الله العفو والعافية لي وللمسلمين ، ولكن المقصود التماس نوع من القربى في جهاد صنف من أعداء الدين ، طالما غفل أو تغافل عن جهادهم الكثيرون من أصحاب الدين ، إما لذهن شارد أو ورع بارد ، وهذا وذاك لا يعفيان من مسؤولية الذود عن الدين ضد شؤم النفاق ولؤم المنافقين . فتقصيرنا في جهادهم لا ينفي حقيقة أن جهادهم من فرائض الدين ، بل من أجلّ فرائض الدين التي لا تقل شأناً عن فريضة الجهاد ضد الكافرين . بين فريضتين : وصف الإمام الفقيه المفسر ( أبو بكر ابن العربي ) واجب الجهاد باللسان ضد المنافقين بأنه فريضة دائمة [1] ، وقد تأملت في هذا الوصف ، فألفيته وصفاً دقيقاً يحكي فروقاً كثيرةً بين فريضتي جهاد الكفار وجهاد المنافقين من أوجه متعددة : منها أن جهاد الكفار يجيء ويذهب باختلاف الأزمنة والأمكنة ، وبحسب وجود دواعيه ومسبباته من مداهمة الكفار لبلدان المسلمين ، أو فتح المسلمين لمعاقل الكفار الصادين عن سبيل الله ، أما المنافقون فجهادهم قائم ودائم في السلم والحرب ؛ لأن أذاهم للدين موصول في السلم والحرب . ومنها أن عداء المنافقين في الغالب مستتر خفي ، وعداء الكفار معلن جليّ ، ولا شك أن المستعلن بالعداء يعطي من يعاديهم فرصة للتحفز والاستعداد وأخذ الحذر ، بخلاف من يتآمر في الخفاء ، ويموه العداء . ومنها أن خطر المنافقين ينطلق من الداخل بين صفوف المسلمين ، بينما يجيء خطر الكفار الظاهرين في أكثر الأحيان من الخارج ، وخطر الخارج لا يستفحل دائماً إلا بمساندة من الداخل . ومنها أن عداوة المنافقين شاملة لا تقتصر على جانب دون جانب ، فهي تبدأ من الكلمة همزاً ولمزاً وسخرية وغمزاً وتنتهي إلى الخيانة العظمى بالقتال في صف الكفار وتحت راياتهم والتآمر معهم على المسلمين وكشف أسرارهم . ومنها أن جهاد الكفار قد يكون عينياً أو يكون كفائياً ، وقد يسقط بالأعذار أو الإعذار ، أما جهاد المنافقين فهو غير قابل للسقوط إذا وجدت مسوغاته ، فهو واجب على كل مكلف بحسبه ، ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وسلم قال : « ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسننه ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون ما لا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل » [2] . لهذا فإن جهاد المنافقين المأمور به في قوله تعالى : [ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ ] ( التوبة : 73 ) ، يبدأ بالقلب حتى ينتهي إلى السيف . هم العدو : المتأمل في قوله تعالى عن المنافقين : [ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ] ( المنافقون : 4 ) يرجع بمعنىً مهم ، وهو أنه إذا كان المشرك الوثني عدواً ، والكافر الكتابي عدواً ، والمرتد المنقلب على عقبيه عدواً ؛ فإن المنافق المتزندق هو العدو ، وحزبه الممالئين له في النفاق الأكبر ( هم العدو ) قال المفسر ابن عاشور رحمه الله في تفسير تلك الآية : « والتعريف في ( العدو ) تعريف الجنس الدال على معين ، لكمال حقيقة العدو فيهم ، لأن أعدى الأعادي : العدو المتظاهر بالموالاة وهو مدَّاح ، وتحت ضلوعه الداء الدوي ، وعلى هذا المعنى رُتب عليه الأمر بالحذر منهم [3] ، ولم يجاف ابن عاشور الحقيقة عندما أرجع وصف القرآن للمنافقين ب ( العدو ) إلى » كمال حقيقة العدو فيهم « ، وكيف لا تكمل حقيقة العداء في هؤلاء ، وهم كما قال ابن الجوزي رحمه الله : » عيون الأعداء على المسلمين « [4] ، لا بل إن هؤلاء ليسوا فقط عيون الأعداء بل قلوبهم وألسنتهم ، كما ذكر الإمام الطبري في تفسير ( هم العدو ) حيث قال : » هم العدو يا محمد فاحذرهم ؛ فإن ألسنتهم إذا لقوكم معكم وقلوبهم عليكم مع أعدائكم ، فهم أعين لأعدائكم عليكم « [5] . لقد أفاضت نصوص الوحي كتاباً وسنة في تحذير المؤمنين من النفاق وأهله ، بعد إسهاب طويل في كشف خباياهم وفضح نواياهم وهتك أسرارهم وطواياهم ، حتى إن آيات الكتاب قد صرحت بذكر النفاق والمنافقين في نحو سبع وثلاثين آية ، وفصَّلت وفرَّعت في الكلام عنهم في أضعاف ذلك من الآيات موزعة على إحدى عشرة سورة ، هذا في الحديث عن المنافقين باسمهم ووصفهم الصريح ( النفاق ) . يضاف إلى هذا حديث آخر مطول عمن وُصفوا في القرآن ب [ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ] ( المائدة : 52 ) وهم الرديف والمدد ، والمخزون الطويل الأمد لمعلومي المنافقين ؛ فقد ذكر القرآن مرضى القلوب في اثنتي عشرة آية ضمن اثنتي عشرة سورة ، وكل آية ذكر فيها ذلك تتعلق بها آيات أخر . والمتأمل في حديث القرآن عن مرضى القلوب يمكنه أن يستنتج أن هؤلاء لديهم الاستعداد لأن يكونوا منافقين معلومي النفاق بما لديهم من أمراض الشهوة أو الشبهة ؛ فهم قوم ضعاف الإيمان إلى أدنى حد ، حتى إن أحوالهم تكاد تتقلب أو تنقلب إلى معسكر النفاق الصريح ، لفرط قنوطهم وقلة يقينهم ، ولشدة تعلقهم بالدنيا وحرصهم على الجاه ، أو لمزيد شحّهم الخالع وجبنهم الهالع الذي يجعلهم كلما خُيِّروا بين الانتصار للدين والقيم أو الانتصار للناس أو النفس ما ترددوا في الانحياز إلى ما يخدم مصالحهم العجلى فقط ؛ ولذلك قرن الله مرض القلوب بالمنافقين في أكثر مواضع القرآن . إن مرضى القلوب يمارسون لوناً صارخاً من التطرف ذي الاتجاهين ؛ فهم يتطرفون في بُغض أهل الدين وإساءة الظن بهم ، ويبالغون إلى حد التطرف أيضاً في الدفاع عن الكفار وحسن الظن بهم ، وهذا هو جوهر مرض القلوب : التطرف وعدم الاعتدال ، يقول الراغب الأصفهاني عن ذلك الداء : » هو الخروج عن الاعتدال الخاص بالإنسان « [6] وقال بعد أن قسم المرض إلى قسمين : أحدهما مرض الجسم ، والثاني مرض القلب : » والثاني عبارة عن الرذائل كالجهل والجُبن والبخل والنفاق وغيرها من الرذائل الخُلقية « . وإذا أُطلق مرض القلب في نصوص الوحي فهو يعني في الغالب النفاق الأكبر عياذاً بالله وذلك حينما يستحكم ويستعصي علاجه ، وهي حالة الكفر نفسها التي تموت فيها القلوب إلا أن يحييها الله تعالى بهداية من عنده . قال الأصفهاني : » ويشبه النفاق والكفر ونحوهما من الرذائل بالمرض لكونها مانعة عن إدراك الفضائل ، كالمرض المانع للبدن من التصرف الكامل ، وإما لكونها مانعة عن تحصيل الحياة الأخروية ، وإما الميل النفسي بها إلى الاعتقادات الرديئة « [7] . إن المنافقين ومرضى النفوس لا يتيسر علاج أدوائهم من داخل أنفسهم في غالب الأحيان لفقدان الوازع وغياب الضمير ، ولكن لما كانت عللهم متعدية في الضرر إلى غيرهم ، لزم توجيه علاجهم من خارج ذواتهم لا طلباً لبرئهم هم بقدر ما هو لأجل حفظ الناس من شرور أمراضهم ، وهذا والله أعلم السر في إيجاب مجاهدتهم والإغلاظ عليهم في قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : [ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ ] ( التوبة : 73 ) . فكما أن الغلظة على الكافرين مطلوبة ، فكذلك الغلظة على المنافقين ، ولهذا قال القاسمي : [ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ] ( التوبة : 73 ) : » أي على كلا الفريقين بالقول والفعل « [8] ، وهذا لا يمنع من مواجهة شُبه المنافقين وطعونهم بالدلائل والبراهين و » بإلزامهم الحجج وإزالة الشبه « ، وكذلك » بإقامة الحدود عليهم إذا صدر منهم موجبها « [9] ؛ فهم أكثر الناس وقوعاً فيما يوجب الحد لعدم ورعهم وقلة ارتداعهم . ولهذا قال الحسن في تفسير الآية : » جهاد المنافقين بإقامة الحدود عليهم « ، وقال قتادة بقوله ، ووجَّها قولهما بأن المنافقين أكثر من يصيب الحدود [10] . ولكن ابن العربي في تفسيره لم يرتض هذا القول ولا توجيهه ، ووصف ذلك القول بأنه » دعوى لا برهان عليها ، وليس العاصي بمنافق ، إنما المنافق بما يكون في قلبه من النفاق كامناً ، لا بما تلتبس به الجوارح ظاهراً ، وأخبار المحدودين يشهد سياقها أنهم لم يكونوا منافقين « [11] لكني أرى أن اعتراض ابن العربي لا يسلم له ؛ لأن القائلين بأن المنافقين يجاهَدون بإقامة الحدود لم يقصدوا أن كل من تقام عليهم الحدود هم من المنافقين ، ولكنهم قصدوا أن المنافقين هم أكثر الناس إصابة للذنوب التي تستوجب إقامة الحدود ، وهذا صحيح ؛ لأن هؤلاء لا يمنعهم من اقتراف الذنوب وإظهارها في دار الإسلام إلا عز الإسلام وإقامة الحدود ، ولهذا فإن المنافقين يكونون في صراع مع أنفسهم لكيلا يقعوا في موجبات إقامة الحدود عليهم . فجهاد المنافقين بإقامة الحدود هو نوع من جهادهم باليد ؛ لأن جهادهم يشمل الجهاد بالقلب واللسان واليد كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير[ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ ] ( التوبة : 73 ) : » بيده ؛ فإن لم يستطع فبلسانه ؛ فإن لم يستطع فبقلبه ؛ فإن لم يستطع فليكفهر في وجهه « [12] . ولكن المشكلة هنا أن المنافقين اليوم هم أول من ضيَّع إقامة الحدود وعطل الحكم بها والتحاكم إليها . وقد حكى الطبري أقوالاً أخرى في معنى الآية تدور حول الاقتصار في جهاد المنافقين على اللسان ، ثم اتجه كعادته إلى الترجيح بين الأقوال واختيار ما يراه أولى بالصواب فقال : » وأولى الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصواب ما قال ابن مسعود من أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم من جهاد المنافقين بنحو الذي أمره من جهاد المشركين ، فإن قال قائل : فكيف تركهم صلى الله عليه وسلم مقيمين بين أظهر أصحابه مع علمه بهم ؟ قيل : إن الله تعالى ذِكره إنما أمر بقتال من أظهر منهم كلمة الكفر ، ثم أقام على إظهاره ما أظهر من ذلك ، وأما من إذا اطُّلع عليه منهم أنه تكلم بكلمة الكفر وأُخذ بها أنكرها ورجع عنها وقال إني مسلم ؛ فإن حكم الله في كل من أظهر الإسلام بلسانه أنه يحقن بذلك دمه وماله وإن كان معتقداً غير ذلك « [13] . فجهاد المنافقين إذن إذا أظهروا الكفر الجلي بقول أو فعل أن يجاهدوا مثل جهاد الكفار . قال ابن كثير رحمه الله : ( روي عن علي رضي الله عنه أنه قال : » بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف : سيف للمشركين : [ فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ ] ( التوبة : 5 ) ، وسيف لكفار أهل الكتاب : [ قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ ] ( التوبة : 29 ) ، وسيف للمنافقين : [ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ] ( التوبة : 73 ) ، وسيف للبغاة [ َقَاتِلُوا الَتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ] ( الحجرات : 9 ) « ، ثم قال ابن كثير : ( وهذا يقتضي أن يجاهدوا بالسيوف إذا أظهروا النفاق ، وهو اختيار ابن جرير ) [14] . وهنا نقول : إذا كان واقع المسلمين اليوم في أكثر الأحوال لا يسمح بجهاد المنافقين بإقامة الحدود أو الإغلاظ عليهم لكف شرهم فلا أقل من تعويض ذلك بجهادهم باللسان وما يقوم مقامه من كل وسيلة ترد ما يستطاع من كيدهم للدين وإلا فإن ذلك النفاق سيظل يتوحش ويطغى حتى يهدد بهدم معالم الإيمان والدين في كل بلاد المسلمين ، والجهاد المطلوب يشترط فيه أن يكون وفق الضوابط الشرعية والموازنة بين المصالح والمفاسد ، المهم ألا ينسحب الترك العام لجهاد الكفار إلى ترك عام لجهاد المنافقين . إن فقهاء الإسلام وعلماءه ، عندما تحدثوا عن أحكام جهاد المنافقين ، لم يفترضوا واقعاً خيالياً ، بل تحدثوا عن واقع عاشته الأمة الإسلامية معهم منذ أن وُضعت لبنات مجتمعها الأول في المدينة المنورة ، وصفحات السيرة والتاريخ تقطر بمواقف مخزية لحزب المنافقين الذي ظهر أول ما ظهر في مجتمع الطهارة والنقاء الأول في عهد الرسالة ، ولم يستح ذلك الصنف من الناس أن يكون له حزبه وجنده في أطهر مكان وأفضل زمان في تاريخ الإنسان ؛ ففي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أطلت ظاهرة النفاق برأسها لتعلن أن خطرها لن يستثني زماناً دون زمان ولا مكاناً دون مكان بل ولا إنساناً دون إنسان ، ولو كان هذا الإنسان هو خير البشر وسيد الرسل صلى الله عليه وسلم ؛ ففي أخطر لحظات الدعوة الإسلامية وأدق المراحل التي واجهت فيها أعداءها الخارجيين ؛ كان حزب النفاق بالمرصاد لهذه الدعوة في صف أعدائها ، وقد أفاض القرآن في عرض مواقف المنافقين في تلك المراحل ، ونحن بحاجة إلى جمع أبرزها في موضع واحد ، ليتجسد معنا معنى قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء : [ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ] ( المنافقون : 4 ) ولنعلم أنه إذا كان هذا هو خطر النفاق في مجتمع النبوة ، فكيف يكون شأنه في غيره ؟ المنافقون وخذلان المسلمين : |
#2
| ||
| ||
رد: نكبة الامة بالمنافقيين 2
__________________ أنا جروح في صورة انسان أنا ذكرى منسية أنا دموع واحزان بأختصار أنا قصة طويلة ما يحفظها كتاب |
#3
| ||
| ||
رد: نكبة الامة بالمنافقيين 2 |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أيهما أجدر بقيادة هذه الامة....؟ | كحل العين | حوارات و نقاشات جاده | 2 | 12-31-2008 03:02 PM |
نصرة رسول الامة الاسلامية | رضا من االلة | نور الإسلام - | 1 | 07-28-2008 01:46 PM |
الراقصون على جراح الامة | بنت الرمادي | نور الإسلام - | 27 | 12-07-2007 11:22 AM |
العين تبكي بفراق شهيد الامة ..وقلبي ملىء بالفرح عندما طلب الدفن في مدينتي... الرمادي | مروان الدراجي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 9 | 01-07-2007 11:23 AM |