ظاهرتان .. شعب الله المختار وشعب الجبارين

أوفد الرئيس الجديد باراك أوباما السيناتور القديم جورج ميتشل إلى المنطقة الأكثر اضطراباً ليتقصّى الحقائق.
مطلوب من ميتشل أن يستمع إلى الجميع باستثناء الشعب الفلسطيني. مطلوب منه أن يزور القاهرة والقدس المحتلة ورام الله وعمان والرياض، لكن محظور عليه زيارة غزة.
بيل كلينتون طلب إليه عشية انتهاء ولايته الثانية قبل نحو عشر سنوات أن يذهب إلى المنطقة إياها ليستمع إلى الجميع. لم يحظّر عليه زيارة رام الله حيث كان مقر ياسر عرفات، القائد الأكثر صلابة وتصلباً في ذلك الزمن العصيب.
باراك أوباما طلب إليه غداة ابتداء ولايته الأولى أن يذهب الى المنطقة ليستمع إلى الجميع باستثناء خالد مشعل، القائد الأكثر صلابة وتصلباً في هذا الزمن الرديء.
إذا كان ميتشل حريصا فعلاً على تقصي الحقائق، كل الحقائق، فإنه لن يعدم وسيلة لمعرفة ماذا يريد الشعب الفلسطيني في غزة وفي كل مكان، وإذا قيّض له أن يذهب إلى غزة أو أن يستمع إلى من هو محيط بما واجهته وعانته طيلة 22 يوماً من حرب الجنون لاكتشف أنه ليس في جولة لتقصي الحقائق بل في مهمة لتقصّي الخوارق. ففي غزة أثبت الشعب الفلسطيني للجميع أنه حقاً شعب الجبارين، وأن الخوارق غير المسبوقة التي أبدعها ويبدعها ظللت وتظلل الحقائق المشينة التي يزعم صهاينة علمانيون ومتدينون أن الله اختار شعباً ليرتكبها.
لن يطول الوقت بميتشل حتى يكتشف أنه ورئيسه الداعي الى التغيير أصبحا أمام ظاهرة فريدة: صراع تاريخي بين شعب الله المختار وشعب الجبارين.
ميتشل يعرف من نتائج استطلاعات الرأي أن أكثر من ثلاثة أرباع شعب الله المختار من اليهود الإسرائيليين اختار تأييد حرب أولمرت وليفني وباراك الوحشية على الشعب الفلسطيني في غزة. كما يدرك ميتشل أن حرب هؤلاء لم تحقق أهدافها، وأنهم في صدد تكرار فصل من فصولها لئلا يخسرون إدعاءهم بأنهم استعادوا بها هيبة ردعية لجيشهم كان فقدها عند اندحاره صيف سنة 2006 أمام صلابة المقاومة اللبنانية الإسلامية والوطنية.
كما يدرك من تحقيقات وسائل الإعلام وممن يصدقونه القول في كواليس العواصم التي زارها أن صلابة قوى المقاومة وبطولة شعب الجبارين في غزة كفيلتان بدحر الهجمة الصهيونية المحتملة قبل الانتخابات التشريعية لكيان العدو في 10/2/2009.
ما عساه يفعل ميتشل أمام ظاهرة صدام الشعبين الفريدين
لعله محكوم عليه، عاجلاً أو آجلاً، بأن يتقصّى الحقائق والخوارق جميعاً. هذا يستوجب ذهابه إلى غزة والاجتماع الى قادة حماس ومنظمات المقاومة المتحالفة معها ومعاينة الفظائع والجرائم التي ارتكبها قادة شعب الله المختار بحق حاضرة شعب الجبارين، الشهيدة الحية غزة هاشم
إذا فعل فإن حقيقة ساطعة ستفرض نفسها في تقريره المزمع رفعه الى رئيسه.
إنها أمن الشعب الفلسطيني.
أجل، أمن الشعب الفلسطيني الذي ينساه أو يتناساه قادة دول الغرب الأطلسي، هؤلاء لا يتحدثون إلا عن أمن إسرائيل. أي أمن هذا الذي يهجس به الصهاينة ويردده من بعدهم ببغائية مضحكة مبكية قادة الغرب المتواطئون معهم
إسرائيل تملك أكثر من 200 رأس نووي وصواريخ عابرة للقارات، فهل تهدد أمنها حقاً حركاتُ مقاومةٍ فلسطينية تملك صواريخ مصنوعة من أنابيب محلية الصنع وقصيرة المدى
إسرائيل تملك جيشاً هو أقوى سادس جيش في العالم، فهل يهدد أمنها مقاومون فلسطينيون لا يملكون إلا إيماناً صلباً بقضيتهم وحقوقهم
ثم، هل أمن إسرائيل يشمل أمن مستوطناتها المبنية اغتصاباً على أرضٍ منتزعة من مالكيها الفلسطينيين
إسرائيل دولة من دون حدود رسمية مرسومة، فهل توسعها المنهجي على حساب جيرانها مشمول بحراسة دول الغرب الأطلسي لأمنها المهدد من الشعوب التي اغتصبت أراضيها
أين أمن الشعب الفلسطيني من يسأل عنه
أخيراً شهد شاهد من أهل إسرائيل. ها هو الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر يقول في مقابلة مع شبكة إن بي سي التلفزيونية الأمريكية: إن حماس تعتبر في نظر البعض منظمة إرهابية، إلا أنها لم تنتهك عهداً قطعته. ففي العام السابق للهدنة التي ساعدت على التوصل إليها في 19 يونيو/ حزيران من العام الماضي، قتل إسرائيلي واحد بصواريخ حماس فيما كانت إسرائيل تقتل 49 فلسطينياً كل شهر.
لنفترض جدلاً أن ضمير ميتشل استيقظ وقرر إدراج كل الحقائق والخوارق التي تتكلم وتتألم في تقريره المرفوع إلى أوباما، فما عساه يفعل هذا الأخير
إن أمن إسرائيل يحدد طبيعته ومداه أكثر قادتها تطرفاً لدرجة أن أحدهم، زعيم حزب إسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان، دعا أخيراً إلى استعمال سلاح نووي في وجه حماس والدول العربية والإسلامية التي تساندها!
ما دام أمن إسرائيل مفهوماً مطاطاً مفتوحاً على كل الاحتمالات والحساسيات والتفسيرات، وقادة الغرب الأطلسي يتبنونه بعجره وبجره دونما تحفظ، فإن أقصى ما يمكن أن يدعو أوباما الى تغييره هو وقف جعل المفاوضات أداة لتمكين إسرائيل من شراء مزيد من الوقت من أجل استيطان مزيد من أراضي الفلسطينيين. كل ذلك من أجل إقناع الفلسطينيين بأن أقصى ما يمكنهم الحصول عليه جمهورية موزٍ هزيلة تضم أقل من 22 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية، وأن حزب السلطة بات الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وأنه بالتالي السلطة المؤهلة لتوقيع معاهدة الصلح المطلوبة مع الكيان الصهيوني.
هذا هو سقف المرحلة في ظل أوباما ومبادرة السلام العربية. فهل هناك من يجرؤ على الاعتراض نعم، شعب الجبارين بقيادة المقاومة يعترض. هو يعرف أن حزب السلطة سيوافق على الصفقة في نهاية المطاف، وأن المطلوب هو رأس المقاومة صوناً لأمن... إسرائيل. فهل سيوافق شعب الله المختار
سيتظاهر بعض قادة الصهاينة بأنهم وافقوا باسمه على الصفقة بانتظار فرصة تسنح ليعاودوا مسيرة قضم وهضم أراضي العرب وحقوقهم على مرأى من أعارب أموات وغرب بلا ضمير.
لا شعب الله المختار سيختار السلام، ولا شعب الجبارين سيقبل الاستسلام.
الصراع مستمر.

__________________
http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/59/18/1.png

__________________
http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/59/18/1.png

بارك الله فيك على المشاركة وجزاك كل خير
المشكلة اخي أننا نعرف امريكا واسرائيل وماذا تريدان
ولكن العرب ماذا يريدون منا ؟؟ هؤلاء همهم امن الصهاينة ونحن لا قيمة لنا

__________________

بارك الله فيك عبير

__________________
http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/59/18/1.png