|
مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
أردوغان قلب الطاولة بسم الله الرحمن الرحيم إحدى «فضائل» المذبحة الإسرائيلية في غزة إذا كان للمذبحة فضائل أنها أعادت وبقوة تركيا إلى أحضان الضمير العربي، بقدر ما إنها كشفت بعض عورات الأنظمة العربية على نحو صدمنا وأغرقنا في بحر من الخجل، إذ منذ بدأ العدوان الذي أفضى إلى المذبحة، كان للحكومة التركية موقفها الشريف، الذي لم يعبر فقط عن مشاعر الشعب التركي الحقيقية، وإنما كان معبراً أيضا عن غضب الشعب العربي، الأمر الذي استدعى مفارقة جديرة بالملاحظة، هى أنه في حين اتسعت الفجوة بين أغلب الأنظمة العربية وبين شعوبها بسبب العدوان، حتى بدا وكأن الشعوب العربية في واد، بينما حكوماتها في واد آخر، فإن المشهد التركى بدا معاكساً تماماً، حيث أصبحت الحكومة أكثر التصاقاً بشعبها، ولم يكن لهذه المفارقة من تفسير سوى أن حكومتهم جاء بها الشعب التركي في انتخابات حرة، في حين أن حكومتنا جاء بها الحزب الوطني في انتخابات كانت وزارة الداخلية هى الجهة الوحيدة التي مارست «حريتها» فيها. إنالاستقبال الحاشد الذى انتظر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إثرانسحابه من مؤتمر دافوس غضبا لفلسطين وعودته إلى إسطنبول، شهادة أخرى تثبتصدق الرجل في التعبير عن ضمير شعبه، إذ ما كان لألوف الأتراك أن يخرجوالاستقباله عند الفجر، في ظل طقس إسطنبول الثلجى، إلا لأنهم أدركوا أنالرجل تحسس نبضهم وقال كلمتهم. القصة أفاضت فيها الصحف خلال اليومين الماضيين، وخلاصتها أن السيد أردوغان استفزه دفاع شمعون بيريز عن مذبحة غزة واستغرب تصفيق الحاضرين له، فذكَّر الرئيس الإسرائيلى بجرائم جيش بلاده وقتله أطفال غزة في العدوان الأخير، ولم يتردد في انتقاد من صفقوا لحديثه عن عملية أدت إلى قتل أعداد كبيرة من البشر. وإذ فوجئ رئيس الجلسة برد أردوغان، فإنه منعه من إكمال كلامه الذى استغرق نصف دقيقة، في حين أن بيريز تحدث لمدة 25 دقيقة، فما كان من رئيس الوزراء التركى إلا أن نهض من مقعده وانسحب من الجلسة معلنا أنه لن يعود إلى دافوس مرة أخرى، وبتصرفه هذا، فإنه قلب الطاولة على بيريز،وفضح الجريمة الإسرائيلية أمام المحفل الدولي، وأحرج إدارة المؤتمر التي كان تحيزها واضحاً إلى جانب الدولة العبرية. الموضوع ليس سهلا بالنسبة لأردوغان، وستكون له تداعياته علىالصعيدين السياسي والاقتصادي. ذلك أن إسرائيل لها حلفاء أقوياء في تركياالتي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية معها منذ ستين عاما، وهؤلاء الحلفاء يتوزعونبين الجماعات اليهودية وبعض غلاة العلمانيين والعسكر، غير نفر من رجالالأعمال ارتبطت مصالحهم بالإسرائيليين. وهناك صحف ومحطات تليفزيونية تعبرعن هؤلاء وهؤلاء، إضافة إلى ذلك، فالسياحة الإسرائيلية أغلبها في تركيا (650 ألف إسرائيلى يزورونها سنويا)، وحجم التبادل التجاري بين البلدين وصلفي العام الماضي إلى 4.3 بليون دولار، وهذه المصالح لابد أن تتأثربالتجاذب الحاصل بين أنقرة وتل أبيب. آية ذلك أن شركات السياحة التركيةأعلنت أن النشاط السياحي الإسرائيلي تراجع بنسبة 70% خلال الأسابيعالأخيرة، ولم تتضح الآثار الاقتصادية الأخرى لهذا التجاذب، علما بأنالصادرات العسكرية الإسرائيلية لتركيا مهمة، كذلك فإن الأتراك يصدرونكميات كبيرة من الصناعات النسجية والسيارات إلى إسرائيل، وعلى الرغم من أىخسائر محتملة على هذا الصعيد، فإن أهم ما حققه أردوغان في مواقفه التىعبر عنها أنه ظل وفيا لشعبه، فاختار أن يقف في صفه غير عابئ بالثمنالذى سيدفعه. لم أفاجأ بموقف السيد أردوغان حين غضب واحتج وانسحب من الجلسة في دافوس، لكن ما فاجأنى ولا يزال يحيرنى حقا هو: لماذا لم يتضامن معه السيد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذى كان جالسا على المنصة، فانسحب بدوره وخرج معه، الأمر الذي كان يمكن أن يكون له دويه وإحراجه للرئيس الإسرائيلي، لم أجد تفسيرا مقنعا لذلك الموقف المستغرب، ولا أريد أن أصدق ما يشاع حول الرجل الآن من أنه أصبح جزءا من محور «الاعتدال» العربى!. المصدر: الشرق |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الطيب أردوغان .. الذي انتصر بالحب | عبير القدس | شخصيات عربية و شخصيات عالمية | 22 | 03-24-2011 07:00 PM |
أخشى عليك يا أردوغان | حمزه عمر | مواضيع عامة | 4 | 01-13-2009 10:37 AM |