|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
أن نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات 4 بسم الله الرحمن الرحيم المنافقون والتحالف مع الأحزاب : لما أجلى الرسول صلى الله عليه وسلم بني قينقاع ثم بني النضير جزاء خيانتهم ونقضهم للعهود ، اجتمع بقايا من اليهود الساكنين في خيبر شمال المدينة المنورة ، وتآمروا مع يهود بني قريظة لتهييج المشركين من العرب في أنحاء الجزيرة على أهل الإيمان ، ليكون الجميع يهوداً وعرباً ضد المسلمين ، وقد أسفرت جهود التآمر تلك عن تكوين تحالف من عدة أحزاب للهجوم على المدينة من الخارج ، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر ، واستقر الرأي على ما أشار به سلمان الفارسي رضي الله عنه بأن يظل المسلمون في المدينة متحصنين بها بعد أن يحفروا خندقاً حولها من الجهة المكشوفة التي يمكن للأعداء أن يداهموا المسلمين منها . وبدأ الحفر ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه يبث الأمل ويشارك في العمل ، وبدأ بعض المنافقين يتسللون بالرجوع بعد إظهار التثاقل والسآمة ، وشكك بعضهم في فكرة الخندق نفسها ، وأطلق آخرون عبارات التثبيط وإشارات الوهن لترويج الشائعات وبث الفرقة ، وتجاسر أحدهم فقال والناس يسمعون بعد أن بدأت طلائع الأحزاب في القدوم حول المدينة : » كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر ، وأحدنا اليوم لا يقدر أن يذهب إلى الغائط « ! وجاء آخرون ليقولوا لأهل المدينة الصابرين الصامدين تحت الحصار : [ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ] ( الأحزاب : 13 ) ويتبجح آخرون بضرورة الرجوع حمية للحرمات [ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً ] ( الأحزاب : 13 ) . أما أشدهم خسة وأبلغهم وضاعة ، فأقوام لم يكتفوا بجبنهم وتشكيكهم في شجاعة الشرفاء ، بل ندبوا أنفسهم إلى جر من يستطيعون إلى صفوف القاعدين وهؤلاء من [ الْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ البَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً ] ( الأحزاب : 18 ) كل هذا قبل أن يأتي الخوف الحقيقي ، فلما جاء [ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ المَوْتِ ] ( الأحزاب : 19 ) . لقد بدأت تظهر أبعاد المؤامرة ، وتبين أن قوى التحالف المعادي للإسلام قد قذفت إلى حدود المدينة بنحو أربعة آلاف من أشداء قريش ومن عاونها من قبائل العرب ، ونحو ستة آلاف من قبائل غطفان ، إضافة إلى جموع من اليهود الذي حزبوا تلك الأحزاب ودبروا الغارة وأوقدوا الفتنة ، لقد استغل الجميع الفرصة وأحاطوا المدينة من جوانبها ، وحاصروا المسلمين وراء الخندق الذي لم يقدروا على اختراقه ، وطال الحصار قريباً من الشهر ، حتى نزل بالمسلمين الخوف والجوع ، والبرد والبلاء ، وصوَّر القرآن هذه المشاهد في تلك اللحظات الرهيبة الرعيبة .. [ إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً ] ( الأحزاب : 10-11 ) . كان المتصور من جميع الرعاديد الساكنين مع المسلمين أن يتماسكوا أو يتظاهروا بالتماسك في تلك اللحظات المصيرية ، ولكنهم مضوا يخذلون ويحذرون ويشككون في كل شيء ، حتى في الوعد الصادق من الله ورسوله[ وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً ] ( الأحزاب :12 ) آيات وعظات في السورة التي تحكي واقعة الأحزاب ، لم تكن ليتنزل بشأنها وحي ويُتلى في أمرها قرآن ؛ لولا أنها تحكي أحوال نفسيات وشخصيات قبل أن تقص أحداث لحظات وساعات ، إنها شخصية ونفسية المنافقين في كل زمان ومكان [18] ! خيانة وتآمر ، ووضاعة وتخاذل وشك فيما وعد الله به ، ونقض لما عاهدوا الله عليه [ وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً ] ( الأحزاب : 15 ) ولكن هذا الجبن المستحكم سرعان ما يتحول إلى شجاعة مصطنعة وجسارة جبارة تقذف بالسموم من كل نوع على الصادقين العاملين الذين لا يرجون إلا رضا الله ، ولا يكون ذلك الهجوم من المنافقين إلا بعد أن يولي الخطر وينقشع الغبار [ فَإِذَا ذَهَبَ الخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً ] ( الأحزاب : 19 ) . المنافقون ومصانعة النصارى : في ظرف من أدق وأشق الظروف التي مرت على الدعوة الإسلامية في عهد الرسالة نما إلى مسامع المسلمين في المدينة في أواخر عمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أكبر قوة في الأرض آنذاك تعد لسحق المسلمين في دارهم وطي صفحة الإسلام من التاريخ بتخريب مدنه واجتياح أرضه وتقتيل أهله وتشريدهم ، لقد تواردت الأنباء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نصارى الروم على وشك القدوم ؛ فقرر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يباغت القوم بالحرب قبل أن يكملوا الاستعداد ، وفي وقت نضج فيه الثمر وطاب فيه المقام ، مع شدة حر نافست شدة الخوف من الحرب ، ندب الرسول صلى الله عليه وسلم الناس للنفير دفاعاً عن الإسلام المستهدف من أعتى عدو في العالم آنذاك ، فاستجاب الصادقون خفافاً وثقالاً رغم المكاره ، وأطاعوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في تقديرٍ شجاع لخطورة الموقف ، وتحملٍ نادر لجسامة المسئولية ؛ فمن المسلمين من سارع فجهَّز نفسه وغيره ، ومنهم من لم يجد إلا تجهيز نفسه فقط ، ومنهم من لم يجد ما يجهز به نفسه ولا ما يجهزه به غيره ؛ فما كان منهم إلا أن [ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ ] ( التوبة : 92 ) غير أن هناك من وجد النفقة وتكاليف الجهاز للحرب ، إلا أنه لم يجد الرغبة في الالتحاق بالجيش المحارب ، انسياقاً مع أماني النفس في الأمان والراحة ، والسلامة والدعة . وهم مع ذلك لم يكونوا من الخائنين ولا الكاذبين رغم قعودهم ، في حين أن غيرهم خرجوا كاذبين خائنين ، التمسوا في الخروج مع الجيش ساعة تربص بالمسلمين ، أو توهين لعزائمهم وحط من علو نفوسهم [19] . كان النفاق يتوق إلى يوم تتهاوى فيه قلعة الإسلام وتسقط راياته ، ودلت أحداث الغزوة أن ذلك الأمل اليائس لم يفارق دخيلة القوم ، القاعدين منهم والخارجين ، حيث لم يقلَّ شر الخارجين عن شر القاعدين ، فأما القاعدون وعلى رأسهم رأس النفاق ابن سلول ، فبدلاً من أن يشدوا أزر المجاهدين المستجيبين لله وللرسول صلى الله عليه وسلم أو يسكتوا على الأقل ، إذا بهم يُدخلون عليهم الغموم والهموم بمواقف التحزين وكلمات التخذيل وسوء الظنون . وهذه ومضات مظلمة من بعض مواقف المنافقين في ذلك الظرف القاهر الحرج : * تحادث قوم من القاعدين بغير عذر في المدينة متهكمين على المسلمين ، فقال أحدهم : » يغزو محمد بني الأصفر ( أي الروم ) والله ! لكأني أنظر إلى أصحابه مقرنين في الحبال « [20] . * لما ترك النبي صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه في المدينة ليخلفه في أهله قال المنافقون : » ما خلَّفه إلا استثقالاً له وتخففاً منه « . ليشيعوا الفرقة والفتنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة أصحابه وأهل بيته ، وقد أحزن ذلك علياً وأدخل الغم على نفسه لما بلغه ذلك [21] . * ضلت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق أثناء السير إلى تبوك ، فأرسل بعض أصحابه في طلبها ، فقال أحد المنافقين : » هذا محمد يخبركم أنه نبي ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته « ! [22] . * أشار جمع من المنافقين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك فقال بعضهم ساخراً : » أتحسبون جِلادَ بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضاً ؟ والله لكأنكم تأتون غداً مقرَّنين « [23] . ولما بلغت مقولتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : [ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ] ( التوبة : 65 ) فأنزل الله تعالى خبيئتهم وأظهر فضيحتهم فقال : [ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ] ( التوبة : 65-66 ) . * بينما كان حذيفة رضي الله عنه آخذاً بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم و عمار بن ياسر يسوقها ، إذا باثني عشر رجلاً يعترضون الناقة برواحلهم ، مزاحمين الرسول صلى الله عليه وسلم رغبة في إسقاطه عن راحلته ليتخلصوا منه ، فصاح فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانبهتوا وتفرقوا ، فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : » أتدرون من هؤلاء ؟ فقالوا : لا ، يارسول الله ، قد كانوا ملثمين « فقال : » هؤلاء المنافقون يوم القيامة ، وهل تدرون ما أرادوا ؟ « قالوا : » لا « فقال : » أرادوا أن يزحموا رسول الله في العقبة فيلقوه فيها « فقال الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم : » أو لا نبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم ؟ « قال : » لا ، أكره أن يتحدث العرب أن محمداً قاتل بقومه ، حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم « ، وهم الذين أنزل الله تعالى فيهم : [ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ] ( التوبة : 74 ) [24] . * وتجيء قصة مسجد الضرار [25] لتبين أن النفاق لابد أن يتخذ له أوكاراً تضمن له أن يرصد منها ويدبر فيها كل ما تحتاجه حملات وجولات العداوة للدين وأهله [ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ المُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ] ( التوبة : 107 ) لقد حفلت سورة التوبة التي تسمى أيضاً ب ( الفاضحة ، والبحوث ، والمبعثرة ) [26] ، بأخبار النفاق وسلوك المنافقين ، لترسخ في أفهام المسلمين أهمية أن يتفقدوا صفوفهم ، ويختبروا بطانتهم حاملين قبس القرآن ليكشف لهم بإيضاح وجلاء ماهية ونوعية وسجية المنافقين والكافرين حتى يكونوا منهم على حذر ، ويكونوا لجهادهم والتصدي لهم على أهبة واستعداد . فلا جهاد للمنافقين والكافرين أجدى ولا أكبر من جهادهم بالقرآن وفي ضوء القرآن [ فَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ] ( الفرقان : 52 ) . __________ |
#2
| ||
| ||
رد: أن نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات 4 |
#3
| ||
| ||
رد: أن نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات 4 |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات 3 | حمزه عمر | نور الإسلام - | 2 | 02-03-2009 08:29 AM |
نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات | حمزه عمر | نور الإسلام - | 0 | 01-28-2009 12:16 PM |
قراقوش وتشويه التاريخ لعظماء الأمة | الحجاج بن يوسف | مواضيع عامة | 3 | 01-15-2009 02:26 AM |
رفسنجاني والقرضاوي يدعوان الأمة للوحدة ونبذ الاقتتال | المشتاق لله | نور الإسلام - | 17 | 10-13-2007 11:09 AM |
الأمة الاسلامية بين خيانة حكامها وخنوع علمائها | بيبرس سيف الدين | نور الإسلام - | 2 | 03-09-2007 01:52 AM |