|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
...:: الحجابُ ،،، بين براثِنِ العادَةِ و حَلاوَةِ العِبادَةِ ::... الحجابُ ،، بين براثِنِ العادَةِ و حَلاوَةِ العِبادَةِ نطقتِ الحضارةُ فاسمعُوا وأمرَ التمدُّنُ فأطيعُوا كلُّ شيءٍ لحقهُ التطوّر كلُّ شيءٍ يسيرُ نحو التغيُّر حتّى صرنا مجردَ نسخةٍ باهتةٍ لمجتمعٍ غربّي لا يمتُ لنا بصلةٍ انظري في خزانةِ ملابسكِ وأجيبيني باللهِ عليكِ ما وجهُ التشابه بينها وبين خزانةِ أمكِ أو جدتكِ أعلمُ الإجابةَ مسبقاً فلا داعي لتكرارهَا ، ربما تتساءلونَ عن المرادِ من هذا الحديثِ ولماذا هذه الهجمة على التحضرِ والحداثةِ و قبل أَنْ تأخذكُمُ الأفكارُ إلَى مَاوراءِ زُحَل أريد أن أقولَ لكم أني لستُ ضد الحضارةِ والتغييرِ ما لم يمسَا بأصولنا ومبادئنا ولكني أيضاً لستُ مع التقليد إن لم يكن عن عقيدة وعلمٍ وحتى تفهموا قصدي أدعوكم أن تقرأُوا معي هذهِ القصة : "فِي طفولتِي دائمًا ما كنتُ أنظرُ إلَى مَا ترتدِيهِ أمِّي وكنتُ أشعرُ بِتلك النَّشوةِ الرَّائعةِ إذَا مَا تسنَّى لِي ارتداؤهُ وهذا ما حدث مع الحجاب كلبسٍ تقليديٍّ أرى نساءَ بلدي يرتدينَهُ عمومًا و والدتِي بِالأخصِّ فما إنْ حان وقتُ ارتدائِي للحجاب حتَّى كدتُ أَطيرُ فرحًا فَهو يشعرنِي بِأنَّنِي كبِرتُ وأصبحتُ كأُمِّي [ لقَد كبُرتِ وعليكِ ارتداءُ الحجاب ] مع الوقتِ اعتدتُهَ وأصبحتُ لا أستطيعُ الخروجَ دونه رغم صغرِ سِنِّي " قصةٌ جميلةٌ أليسَ كذلكَ كلنا نحبُ أن نقلّد آباءنا وأمهاتنا في سنينِ عمرنا الأولى وكلنا يحبُ أن يرى ابناءهُ الصغارَ يقلّودنهُ لأنه دليل على الحبِ والترابطِ ولكن مهلاً فالقصةُ لم تنتهي بعد فتابعوا معنا: " هكذا كان يجرِي الأَمرُ دائمًا ، ولم يطْرق أذنيَّ يومًا قولُ اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى (( وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ )) وَلاَ قوْلهُ تَعَالَى (( يأَيهَا النبِيُّ قُل لأزوَاجِكَ وَبَناَتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدنَى أَنْ يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ )) بل لم يكن يقالُ لِي أبدًا أنَّنِي أرتدِيهِ إرضاءًا للهِ جلَّ وعلا وَامتثالاً لأمْرِه وجاءتِ المرحلةُ الثانَوِيَّةُ بِكلِّ مغرِياتِهَا ومعها بدأت فصولُ الصراعِ بينَ الواقعِ الذي أراهُ والعادةِ التي اعتدتُ عليهَا وكبر معهما التمرد في نَفسي خاصةً عندما أرى قَرِيناتي في دولٍ أخرى، تتوالى السُّنُونُ على الصَّغيرةِ منهنّ حتى تبدَأ مراحلُ أخرَى منْ حياتهَا دونَ هذا "الحجاب" وكمْ كنتُ أرى أنَّهنّ "مَحْظُوظَاتٍ" بذلك !! ولعبتْ رفيقَاتِي دورهنَّ الرائدَ عندما بدأنَ يُخبرننِي بِأحدثِ خطوطِ الموضةِ في العباءات أشكالهَا وأسمائهَا .. وكلُّ مايتعلقُ بِهَا ومع كلّ ما يحدثُ حولي بدأتْ تتزعزعُ صورةَ الحجاب القديمةُ أمام عيني، وبدأ صوتُ عقلي الباطنِ يرتفع : مَا البأسُ في تغيِيِرِ شكلِ عباءتِي وحجابِي ؟؟ فهي لباسٌ ككُلِّ الألبِسةِ التِي أغيِّرهَا دومًا بِأخرى أحدثَ صرعَة ً وأجملَ شكلاً لقدْ تطَوَّرَ العالمُ ، فلِمَ لا أتطَوَّرُ معه ، واللهُ جميلٌ يُحبُّ الجمالَ في كلِّ شيء وبادرتنِي أصواتُ صديقاتِي .. ماذَا ستشترِينَ منهُ؟؟؟ ماذَا سترتدِينَ في المناسبةِ الفلانيَّة ؟؟ والعيدُ ماذا ستختارِينَ له .. أيَّ نَوْع ؟؟؟ أمامَ ضغطِ الصديقاتِ وإغراءِ المُوضةِ الجديدَة سقطَتْ من عينيّ هيبةُ العادةِ التي اعتدت ، وعباءَة الرَّأسِ المُحتشمَةُ التِي أحببتُ وتسامقتْ بِالمقابل في نظري حلاوة وجمالُ عباءة الكتفِ والمُخصَّرةِ والفراشةِ و غيرِهَا الكثير كنتُ ككلِّ الفتياتِ أبحثُ عن المظهرِ العصرِيّ والظهورِ بِأجملِ شَكْلٍ هُرُوبًا من وطْأةِ سخريةِ الصديقاتِ أنَّنِي رجعيَّةٌ ودقَةٌ قدِيمَةٌ كما يقالُ تارةً ، واستجابةً لنداءِ رغبتِي في تغيِيِرِ تلكَ العادةِ التِي مافعلتُهَا ك "عبادةٍ" يومًا مَا هكذا إنتهتِ القصةُ التي تتكررُ في مناطقَ عدةٍ مع إختلافِ المسمياتِ بين بلدٍ وآخرَ وهكذا تحولَ الحجابُ من صورتهِ الجميلةِ الساترةِ إلى مجردُ زيُّ تقليديّ تحكمهُ العادةَ لا أقلَ ولا أكثر تجدُ الفتاةَ نفسها محرومةً من تذوقِ حلاوةِ الحجابَ الذي ورثتهُ دون أن ترثَ معهُ معناهُ وغايتهُ ومع الختامِ سُؤالٌ كم نتمنَّى لو سأَلتهُ كلُّ فتاةٍ لنفسِهَا بعد أن صار قرارُ حجابهَا بيدهَا - هلْ أنَا أرتدِي حجابِي هَذا إرضاءًا لربِّي أمِ استجابةً لعادةِ قومِي ؟؟ على منطِق ِ : ولدتُ وكبرتُ وأنا أرى َأمِّي وقَريبَاتِي يرتدينَ الحجاب فَأنَا أقَلِّدُهُنّ وَحَسْب!! أمْ أنَّ الأمرَ شَرعٌ من ربِّي يجبُ عليّ التزامُه ..؟؟ صرخةُ غَيرةٍ عليكِ يا فتاة الطهرِ لأنكِ غاليَة صرخةٌ تقولُ لكِ يا شامخَة : لا .. وألفُ لا .. يامؤمنة مَاهَذا الحجاب الذي ترتدِينَ إلاَّ عبادةً غايتهَا السِّترُ والإحتشامُ ، وليستْ موضة تتغيَّرُ بِمرورِ الأعوام حتَّى تغدُو فستانًا تُضيفينَ عليهِ ما تشائين !! دُونكِ كتابُ ربِّكِ فاستنطقِيهِ ، و سُنَّةُ حبِيبكِ ورسُولكِ عليهِ السلامُ فتفيَّئِي ظِلالهَا انتَصِري على نفسِكِ على شيطَانِكِ وَعَلَى حجاب العادةِ الذِي قَتلَ في نفسكِ عبادةَ مولاكِ ، ، ، هديتُنَا إليكُم (أيَا دُرّةَ الطُّهرِ ) |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |