عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-21-2009, 01:52 PM
 
موضوع خاص بفتاوى الجنائز

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم


الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، خير ناصراً وخير أملاً ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث للعالمين بشيراً ونذيراً ، صلوات ربي وسلامه عليه صلاة وسلاماً متلازمين أبداً ، وعلى آله وأصحابه أهل الخير والتُقى ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يلقونه غداً ، " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون " ، " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا " " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً " … أماّ بعد :

فيا أيها المسلمون : إن الله جل وعلا بحكمته البالغة ، وعلمه الذي وسع كل شيء ، خلق العباد لعبادة رب العباد ، " وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون " ، فمن رحمة الله تعالى بخلقه أن هداهم سبل النجاة ، وميزهم بالحكمة والعقل لاختيار الطريق الأمثل ، الذي يؤدي إلى جنة الخلد وملك لا يبلى . فالكل مفطور على عبادة ربه سبحانه وتعالى إلاّ من زاغ واتبع غير سبيل المؤمنين فذاك يوليه الله ما تولّى ويصليه جهنم وساءت مصيراً . الإنسان منذ أن كان تراباً ثم نطفةً ثم علقةً ثم مضغةً ثم تخلق هذه المضغة فتكون جنيناً ثم يتبين خلق هذا الجنين ثم يخرج طفلاً ، في ذلك كله وبعده فهو مفطور على عبادة الله تعالى وحده لا شريك له ، وبعد أن يُتم الحولين ، ثم ينشأ بين أهله وأقرانه وأقاربه فيكون شاباً يافعاً ، ثم يكون رجلاً ، ثم يكون كهلاً ، ثم يرد إلى ربه تعالى ، فيأتيه ملك الموت ، ذلك الزائر الذي لا يتوارى منه أحد ، ولا يهرب منه مطلوب ، ولا تقف له الحواجز ولا الجنود ، فإذا حل الموت بساحة الإنسان ، فهو أشد من ضرب بالسيوف ، ونشر بالمناشير ، وقرض بالمقاريض ، لأنه يهجم على الإنسان ويستغرق جميع أجزائه من كل عرق من العروق ، وكل عصب من الأعصاب ، وكل جزء من الأجزاء ، وكل مفصل من المفاصل ، حتى يستل الروح من الجسد .

فلا تسأل عن كربه وآلامه ، ولذلك لا يقدر المحتضر على الكلام لشدة الألم ، وزيادة الكرب من المفرق إلى القدم ، فالموت يقهر كل قوة ، ويُضعف كل جارحة ، حتى لم يبق للميت قوة الاستغاثة ، فإن بقيت فيه قوة سمعت له عند نزع الروح وجذبها خواراً من حلقه وغرغرة ، وأزيزاً من صدره وحشرجة ، ثم ينتشر الألم في كل مكان ، حتى ترتفع الحدقتان ، وتتقلص الشفتان ، ويضعف اللسان ، ثم يموت كل عضو من أعضائه تدريجياً ، فتبرد القدمان ثم الساقان فالفخذان ، ولكل عضو سكرة بعد سكرة ، وكربة بعد كربة ، حتى يبلغ بها ملك الموت إلى الحلقوم . فعند ذلك ينقطع عن الدنيا وأهلها ، وتعظم حسرة المفرط ، ويندم حيث لا ينفعه الندم . " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلاً متاع الغرور " ، وقال صلى الله عليه وسلم " القبر إماّ روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حُفر النار " .
دع عنك ما قد كان في زمن الصبا *** وأذكر ذنوبك وأبكها يا مذنبُ
وأذكر مناقشة الحساب فإنه *** لا بدّ يُحصى ما جنيت ويُكتبُ
لم ينسه الملكان حين نسيته *** بل أثبتاه وأنت لاهٍ تلعبُ
والروح فيك وديعة أودعتها *** ستردها بالرغم منك وتُسلبُ
أيها الناس : إنه الموت الذي لا مفر منه ولا مهرب فمن آيس من حياته وتأكد من دنو أجله عليه أن يُكثر من قراءة القرآن ، وأن يكون شاكراً الله بقلبه ولسانه ، ويستحضر في ذهنه أنّ هذا آخر أوقاته من الدنيا . فيجتهد على ختمها بخير ويُكثر من قول لا إله إلاّ الله ، ويُبادر إلى أداء الحقوق إلى أهلها ، وأن يستحضر في ذهنه أنه مخلوق من مخلوقات الله تعالى ، وأن الله تعالى غنيّ عن عذابه وعن طاعته ، وأنه عبدُ لله ، فلا يطلب العفو والإحسان ، ولا الصفح ولا الامتنان ، إلاّ من الله المنّان .

عباد الله : من حضر مُحتضراً فعليه أن يذكره بالشهادة ، حتى يكون آخر كلامه من الدنيا شهادة التوحيد من غير إلزام ولا تشديد ، لأن النطق بالشهادة من علامات حُسن الخاتمة ، نسأل الله من فضله . قال صلى الله عليه وسلم " من كان آخر كلامه لا إله إلاّ الله دخل الجنة " ] حديث صحيح . مشكاة المصابيح 162 [ ، ولا تُشرع قراءة آيات معينة على الميت ولا وضع المصحف على بطنه فإن ذلك من البدع ، وأماّ قراءة القرآن مطلقة فيُستحب ذلك . ويُستحب توجيه المحتضر إلى القبلة ، فيُجعل على جنبه الأيمن ووجهه إلى القبلة ، كما يُوضع في اللحد ، لقوله صلى الله عليه وسلم " البيت الحرام قبلتكم أحياءً وأمواتاً " ] رواه أبو داود [ ، وإذا تيقن الجميع وفاة المُحتضر ، أغلق فمه ، وسجى ، وغطي بلباس يستره ، حتى لا يكون عرضةً للناظرين . ولا بأس بتقبيل الميت بعد موته ، لحديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أنّ أبا بكر قبلّ النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته . ] رواه البخاري والنسائي ] . ثم يُجرد من ثيابه ويُغسل ، وأولى الناس بتغسيله وصيه الذي أوصاه أن يغسله بعد موته ، وإلاّ فيتولىّ ذلك الأمين الجيد الخبير الحاذق الأريب الذي يعرف أحكام التغسيل . ولا بأس بتغسيل الرجل لزوجته ، والزوجة لزوجها ، فقد غسل علي رضي الله عنه فاطمة زوجته رضي الله عنها ، وغسلت أسماء بنت عميس زوجها أبا بكر الصديق رضي الله عنهما . ولا ينبغي للمغسل أن يسأل عن حال الميت ، ما دام أن ظاهره الإسلام ، والذين أحضروه مسلمون ، لكن من عُلم أنه لا يُصلّي فهذا لا يُغسل ولا يُكفن ولا يُصلّى عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين .

أيها الاخوة الفضلاء : على المغسل أن يستر عورة الميت وجوباً ، ويحرم مس عورة من بلغ سبع سنين فأكثر ، وأن يستعمل في تغسيله ماءً وسدراً في سبع غسلات منقيات ، فإن لم تفي السبع بالغرض المطلوب منها زاد عليها . وعلى المغسل أن يستعمل في يديه حائلاً يحول بينه وبين جسد الميت . وللنساء تغسيل الذكور الأقل من سبع سنين ، وللرجال تغسيل الإناث الأقل من سبع سنين ، وأماّ غير الزوجة فلا يجوز للرجال تغسيلها . لا محارمها ، ولا غيرهم ، وكذلك النساء لا يجوز لهن تغسيل الرجل ما لم يكن زوجاً للمرأة فإنها تغسله ، وإلاّ فيتولىّ تغسيله الرجال . ويُستحب للمغسل أن يأخذ من شارب الميت ، ويقصّ أظفاره ، ولا يشرع له حلق عانته وإبطه ، لأنّ ذلك شيءٌ خفي وليس بارزاً . وإذا مات المحرم فإنه يغسل ، ولكن لا يُطيب ولا يُغطى وجهه ولا رأسه ويُكفن في إحرامه ولا يلبس قميصاً ولا عمامة ، لأنه يُبعث يوم القيامة ملبياً ، لحديث الرجل الذي سقط عن راحلته ومات وهو محرم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ، ولا تحنطوه ولا تخمروا وجهه ولا رأسه فإنه يُبعث يوم القيامة ملبياً " [ متفق عليه واللفظ لمسلم ] .

معاشر المسلمين : الشهداء أصناف كثيرة ومن جملتهم شهيد المعركة ، وهو الذي يموت في معركة القتال ، وحكمه أنه لا يُغسل ولا يُكفن ولا يُصلىّ عليه ، بل يُدفن في ثيابه التي قُتل فيها بعد نزع السلاح ، والجلود عنه ، أماّ بقية الشهداء كالمبطون والمطعون والغريق وميت الهدم وغيرهم ، فهؤلاء يُغسلون ويكفنون ويُصلىّ عليهم ويُرجى لهم ثواب الشهيد ، وكذلك الذي يُصاب في المعركة ويبقى حيّاً ، ثم يموت في المستشفى أو في الطريق ، والمقتول ظلماً فأولئك يُغسلون ويكفنون ويُصلىّ عليهم . روى البخاري في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على شهداء أحد ولم يغسلهم .

عباد الله : بعد أن يُغسل الميت وينظف ويطيب ، يبدأ المغسل في تكفينه ، فيكفن الرجل في ثلاثة أثواب بيض ، لقوله صلى الله عليه وسلم " ألبسوا من ثيابكم البياض ، فإنها من خير ثيابكم ، وكفنوا فيها موتاكم .. " ] حديث صحيح ورواه أبو داود ] ، وقالت عائشة رضي الله عنها " كُفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية ليس بها قميص ولا عمامة ، أدرج فيها إدراجاً " ] متفق عليه [ ، وإن كُفن الميت في ثوب واحد واسع يعمه ويستره جاز ذلك ، وإن كُفن في قميص وإزار ولفافة جاز أيضاً . أماّ المرأة فالأفضل أن تُكفن في خمسة أثواب ، إزار ، وخمار ، وقميص ، ولفافتين ، وإن كُفنت في أقل من ذلك فيجوز ذلك . ويُكفن الصغير في ثوب واحد لأنه دون الرجل .

أيها المسلمون : بعد أن يُغسل الميت ويُكفن ، يقدم لجماعة المسلمين للصلاة عليه ، إلاّ أن يكون تاركاً للصلاة ، فهذا محكوم بكفره فلا يجوز لأوليائه أن يغشوا المسلمين أو يخدعوهم بالصلاة على الكافر ، لأن تارك الصلاة كافراً لقوله صلى الله عليه وسلم " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " [ رواه الإمام أحمد وأهل السنن الأربعة بإسناد صحيح ] ، وإذا رأى الناس الجنازة قاموا لها امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا رأيتم الجنازة فقوموا " [ متفق عليه ] ، ولو كانت الجنازة لغير المسلم فإنه يُشرع القيام لها ، لقوله صلى الله عليه وسلم في جنازة اليهودي " أليست نفساً " ، وفي لفظ " إنما قمنا للملائكة " ، وفي لفظ " إنّ للموت لفزعاً " ، والصلاة على الجنازة مشروعة للرجال والنساء ، والسنة أن يقف الإمام عند رأس الرجل ووسط المرأة ، وإذا كانت الجنائز كثيرة يُقدم الرجل ثم الطفل ثم المرأة ثم الطفلة الأنثى ، ويجعل رأس الطفل عند رأس الرجل ، ووسط المرأة والطفلة عند رأس الرجل ، ثم يصليّ عليهم جميعاً . أماّ المنتحر وقاتل نفسه فينبغي للإمام الأعظم ، وأمير البلد أو نائبه وإمام المسجد أن يتركوا الصلاة عليه ، إنكاراً لفعله ، وإلاّ فالصلاة على المنتحر صحيحة ومشروعة ، لأنه مسلم ولا تخرجه كبيرته من دائرة الإسلام ما لم يكن مستحلاً لها . ويُصلى على الغائب إن كان له شأن في الإسلام ، كالنجاشي رحمه الله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلىّ عليه صلاة الغائب لأنه آوى المهاجرين من الصحابة ونصرهم وحماهم وأحسن إليهم ، وكانت لد يد عظيمة في الإسلام ، وكذلك علماء الحق ودعاة الهدى ممن لهم قدم راسخة في الدين فإنه يُصلى عليهم لمكانتهم وعلو شأنهم ، أماّ عامة الناس فلا تُشرع الصلاة عليهم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلّ على كل غائب ، والصلاة على الغائب مثل الصلاة على الحاضر ، ولا حرج في السفر لأجل الصلاة على الميت لِما في ذلك من الأجر العظيم ، قال صلى الله عليه وسلم " من صلىّ على جنازة فله قيراط ، ومن تبعها حتى تُدفن فله قيراطان " ] رواه مسلم [ . والقيراطان مثل الجبلين العظيمين ، وفي لفظ " مثل جبل أحد " .

عباد الله : تصح الصلاة على الميت في المغسلة إذا كانت نظيفة طاهرة ، وفي المقبرة لمن لم يدرك الصلاة عليها مع جماعة المسلمين في المساجد ، لفعله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، والجنين إذا وُلد في الشهر الخامس وما بعده فإنه يُغسل ويُكفن ويُصلىّ عليه ويُدفن في مقابر المسلمين . واستحب العلماء تحري المسجد الذي فيه جماعة كثيرة للصلاة على الميت فيه ، وكلما كان العدد أكثر صار أقرب إلى الخير وأكثر للدعاء وأنفع للميت بإذن الله تعالى ، لما جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلاّ شفعهم الله فيه " . والأصل في الصفوف أن تكون متصلة ، فيكملون الصف الأول فالأول ، أماّ أن تجعل الصفوف ثلاثة ولو لم يتم إتمامها ، فهذا قول ضعيف مخالف للأحاديث الصحيحة . وأماّ كيفية الصلاة على الميت ، فيكبر الإمام التكبيرة الأولى ويقرأ بعدها الإستعاذة والبسملة ويقرأ الفاتحة ويُستحب أن يقرأ بعدها سورة قصيرة أو بعض الآيات لأنه صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلّ على ذلك ، ثم يكبر الثانية ويصليّ على النبي صلى الله عليه وسلم مثلما يصليّ عليه في التشهد الأخير ، ثم يكبر التكبيرة الثالثة ويدعو للميت فيقول " اللهم إغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا ، اللهمّ من أحييته مناّ فأحبه على الإسلام ، ومن توفيته مناّ فتوفه على الإيمان ، اللهمّ إغفر له وإرحمه ، وعافه واعف عنه ، وأكرم نزله ، ووسع مدخله ، واغسله بالماء والثلج البرد ، ونقه من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله ، اللهمّ أدخله الجنة وأعزه من عذاب القبر ومن عذاب النار ، وأفسح له قبره ونوّر له فيه ، اللهمّ لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده " ، وإن كان الميت طفلاً فإنه يقول عند الدعاء " اللهمّ اجعله ذخراً لوالديه وفرطاً وشفيعاً مجاباً ، اللهمّ أعظم به أجورهما وثقل به موازينهما وألحقه بصالح سالف المؤمنين واجعله في كفالة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وقه برحمتك عذاب الجحيم " ، لقوله صلى الله عليه وسلم " الطفل يُصلىّ عليه ويُدعى لوالديه " ] رواه احمد [ . ثم يكبر الرابعة وينتظر قليلاً ثم يسلم تسليمة واحدة عن يمينه ، ومن السنة رفع اليدين مع كل تكبيرة من التكبيرات الأربع . ومن مات ودفن ولم يُصلىّ عليه فإنه يشرع للمسلمين الصلاة على القبر إذا عُرف قبره أو أن تجعل المقبرة بين المصلي وبين القبلة ثم يُصلىّ عليه .

أيها الناس : بعد أن يُصلى على الميت فإنه يُحمل ويُتجه به إلى المقبرة إستعداداً لدفنه وتوديعه ، وعلى المسلم أن يحتسب الأجر في ذلك ، لِما روى البخاري في صحيحه وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً ، وكان معها حتى يصلىّ عليها ويفرغ من دفنها ، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين ، كل قيراط مثل جبل أحد " ، والسنة لمن تبع الجنازة ألاّ يجلس حتى توضع عن أعناق الرجال ، وألاّ ينصرف من المقبرة حتى يفرغ من دفنها ، لِما في ذلك من الأجر العظيم والثواب الجزيل .

معاشر المسلمين : اتباع الجنائز سنة في حق الرجال ، ممنوع في حق النساء ، لِما روت أم عطية رضي الله عنها قالت " نُهينا عن اتباع الجنائز ولم يُعزم علينا " ] متفق عليه [ . وأماّ الصلاة على الميت في قبره من جهة رجلي القبر ثم يسل إلى جهة رأسه على جنبه الأيمن مستقبلاً القبلة ويقول الواضع : بسم الله وعلى ملة رسول الله . ولا يُكشف وجه الميت عند وضعه في قبره إلاّ المحرم ، وهذا في حق الرجل ، أماّ المرأة فإنه يخمر أي يغطى وجهها بكفنها ولو كانت محرمة ، لأنها عورة ، ثم تُحل عقد الكفن ، ثم يُدفن وبهذا قد انتقل الميت من حياة الدنيا إلى حياة البرزخ ، ويبقى بها ما شاء الله له أن يبقى ، فإن كان من أهل الإيمان وأهل الخير والصلاح ، وكان ممن يرغب فيما عند الله تعالى من الفوز بالجنة والنجاة من النار ، فعند ذلك يأتيه من روح الجنة وريحانها ونعيمها ، ويرى ما أعدّ الله له من النعيم ، فيقول : رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة ، حتى يذهب إلى جنة عرضها السموات والأرض ، وإن كان عاصياً مذنباً فتراه خائفاً ذليلاً ، يأتيه من لهب النار وحرها وزمهريرها ، ثم يرى مقعده من النار ، وما أعده الله له من ألوان العذاب ، فيقول : رب لا تقم الساعة ، رب لا تقم الساعة ، ويتمنىّ لو يعود إلى الدنيا ليعمل فيها صالحاً ، ولكن هيهات هيهات . هذه عباد الله هي مسيرة حياة العبد منذ ولادته إلى ريعان شبابه ، ثم شيخوخته ، ثم ينتقل إلى قبره ، فمن الناس من يموت جنيناً وصغيراً ، ومنهم من يموت شاباًّ يافعاً ، ومنهم من يموت رجلاً سليماً ، ومنهم من يردّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : " إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون " ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما سمعتم وأستغفر اله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .

----------

الحمد لله العظيم القادر ، المطلع على السرائر والضمائر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، لا ند له ولا مظاهر ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الآيات والمعجزات والبصائر ، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن على سبيله إلى الله سائر . . . أما بعد :
فيا أيها الناس : الموت لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ، ولا شريفاً ولا وضيعاً ، ولا رئيساً ولا مرؤوساً . دخل ملك الموت على داود عليه السلام قال : من أنت ؟ قال : الذي لا يهاب الملوك ، ولا تُمنع منه القصور ، ولا يقبل الرش ، قال : فإذاً أنت ملك الموت ، ولم أستعد بعد ، قال : يا داود أين جارك فلان ؟ وأين قريبك فلان ؟ قال : مات . قال : أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعدّ للموت .

للموت فاعمل بجد أيها الرجل *** واعلم بأنك من دنياك مرتحلُ
إلى متى أنت في لهو ولعب *** تمسي وتصبح في اللذّات مشتغلُ
كأني بك يا ذا الشيب في كرب *** بين الأحبة قد أودى بك الأجلُ
لماّ رأوك صريعاً بينهم جزعوا *** وودعوك وقالوا قد مضى الرجلُ
فاعمل لنفسك يا مسكين في مهل *** مادام ينفعك التذكار والعملُ
إنّ التقيّ جنّات الخلد مسكنه *** ينال حوراً عليها التاج والحللُ
والمجرمين بنارٍ لا خمود لها *** في كل وقت من الأوقات تشتعلُ

عباد الله : كيف يهنأ صاحب مُلك والموت يطلبه ، وكيف تقرُ عين عاصٍ والموت يرقبه . دُخل على المأمون في مرضه وهو يجود بنفسه ، فإذا هو قد فرش وبسط على الرماد ، وهو يتمرغ عليه ويقول : يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه . فماذا أعددنا للموت ؟ ماذا أعددنا للقبور ؟ فيا ويلاً لمن طال سفره وقلّ زاده ، وطوبى لمن قصر سفره وكثر زاده " وتزودوا فإنّ خير الزّاد التقوى واتقون يا أولي الألباب " ، فاتقوا الله عباد الله، وعظموا أوامر الله تعالى ، واحذروا نواهيه ومعاصيه ، وتدبروا آياته، فكم فيها من موعظة وعبرة زاجرة ، ثم صلوا وسلموا -رحمكم الله- على خير الورى طُرّا، وأفضل الخليقة شرفًا وطُهرًا، صلاةً تكون لكم يوم القيامة ذُخرًا، وسلاماً يكون لكم في الاخرة رفعة وعزاً ، فقد أمركم بذلك ربكم تبارك وتعالى، في تنزيل يُتلى ويُقرا، فقال تعالى قولا كريمًا: " إِنَّ ٱاللَّهَ وَمَلَٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً " ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأيِّد بالحق إمامنا، وولي أمرنا، اللهم وفقه إلى ما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم كن له على الحق مؤيدا ونصيرا، ومُعينا وظهيرا، اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين وكشمير والشيشان ، وفي العراق وأفغانستان ، وفي كل مكان يا ذا الجلال والإكرام. اللهم عليك باليهود المعتدين وسائر أعداء الدين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم اهتك أستارهم وافضح أخبارهم وأدِم عوارهم، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إنا نسألك عيش السعداء ونزل الشهداء والنصر على الأعداء يا سميع الدعاء. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسائر الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله، ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-21-2009, 01:55 PM
 
رد: موضوع خاص بفتاوى الجنائز

أول كتاب الجنائز

الصبر على المرض

السؤال الثاني من الفتوى رقم (11112)
س2: ما حكم المرض الذي يصيب ابن آدم؛ هل هو عقاب من الله، أم امتحان لعبده؟ وهل ورد في هذا الموضوع أحاديث؟
ج2: الله سبحانه حكيم عليم بما يصلح شأن عباده، عليم بهم، لا يخفى عليه شيء، فيبتلي عباده المؤمنين بما يصيبهم من مختلف أنواع المصائب في أنفسهم، وأولادهم، وأحبابهم، وأموالهم؛ ليعلم الله سبحانه -علماً ظاهراً - المؤمن الصابر المحتسب من غيره، فيكون ذلك سبباً لنيله الثواب العظيم من الله جل شأنه، وليعلم غير الصابر من الجزعين الذين لايؤمنون بقضاء الله وقدره، أو لا يصبرون على المصائب، فيكون ذلك سبباً في زيادة غضب الله عليهم، قال تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}(3) ، وقال سبحانه وتعالى: {ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين...} إلى أن قال: {..والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}(4)، وقال سبحانه: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم}5) والعلم الظاهر: الموجود بين الناس، وإلا فهو سبحانه يعلم في الأزل الصابر وغيره.
كما أن المصائب - من الأمراض والعاهات والأحزان- سبب في حط خطايا وتكفير ذنوب المؤمن، فقد ثبت في أحاديث كثيرة أنها تحط الخطايا، فعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: «ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته»(6) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صل الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً، قال: «أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم» قلت أذلك بأن لك أجرين؟ قال: «أجل ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها»(7) أخرجه البخاري ومسلم.
هذا وقد تكون الأمراض ونحوها عقوبة، ومع ذلك تكون كفارة لمن أصابته إذا صبر واحتسب لعموم ما تقدم من النصوص. ولقوله سبحانه: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}(8) .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

الصبر عند المصيبة

السؤال الثامن من الفتوى رقم (6365)س8: أحس بعدم خشوع في قلبي وعدم تذوق حلاوة الإيمان، وقد يأتي هذا عند نزول البلاء والمصائب، فما الحل في ذلك؟ أفيدوني أفادكم الله.
ج: يجب على المسلم الاعتصام بالله والركون إليه في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، فإذا نزل به بلاء أو حلت به مصيبة فليصبر وليحتسب الأجر من الله عليها، وليعلم أنها بقضاء الله وقدره، وليسأل الله كشف ما به من ضر، وأن يخلف عليه خيراً مما أصابه، وليوطن لسانه على ما شرعه الله في قوله تعالى: {وبشر الصابرين r الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}(9) وليكثر من عمل الطاعات وليتجنب المنكرات، وبذلك يجد حلاوة الإيمان إن شاء الله.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

مايقال عند المصيبة

السؤال السادس من الفتوى رقم (8860)س6: أعيش في منزل يضم والدي وإخوتي، ويجمع بيننا والحمد لله الحب والاحترام، وأنا أحب عائلتي كثيراً مما يسبب لي القلق الكثير حينما يصاب أحدهم بالمرض، حيث أنني أجد نفسي لا أستطيع الكلام إلا أحيانا بالدعاء، وأحيانا أسكت، ولذلك أفكر كثيراً حينما يقدر الله لأحدهم بالموت، فأخاف على نفسي من الفتنة وعدم الصبر والعياذ بالله. لذا أرجو من فضيلتكم أن تحدثني وتكتب لي كلاماً يكون في ذاكرتي أبداً.ج6: تقولين عند المصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها. ونوصيك بمراجعة كتاب (الأذكار) للإمام النووي رحمه الله، و(تحفة الأخيار) في الأدعية والأذكار، من مؤلفات عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تلقين الميت

السؤال الثالث من الفتوى رقم (3159)س3: أنا أعرف أن التلقين لا يجوز للميت بعد الموت، ولكن كثير من العلماء يجيزونه عندنا، واحتجوا بالمذهب الشافعي، وقد رجعت إلى نيل الأوطار للشوكاني حيث سكت عن ذلك وقال: أجازه بعض الشافعية. ولا أدري ما الحل في ذلك.
ج3: الصحيح من قولي العلماء في التلقين بعد الموت أنه غير مشروع، بل بدعة، وكل بدعة ضلالة، وما رواه الطبراني في الكبير عن سعيد بن عبدالله الأودي عن أبي أمامة رضي الله عنه في تلقين الميت بعد دفنه ذكره الهيثمي في الجزء الثاني والثالث من مجمع الزوائد، وقال: في إسناده جماعة لم أعرفهم. أه. وعلى هذا لا يحتج به على جواز تلقين الميت، فهو بدعة مردودة بقول رسول اللهصل الله عليه وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد». وليس مذهب إمام من الأئمة الأربعة ونحوهم كالشافعي حجة في إثبات حكم شرعي، بل الحجة في كتاب الله وما صح من سنة النبي r في إجماع الأمة، ولم يثبت في التلقين بعد الموت شيء من ذلك فكان مردودا.
أما تلقين من حضرته الوفاة كلمة: (لا إله إلا الله) ليقولها وراء من لقنه إياها فمشروع؛ ليكون آخر قوله في حياته كلمة التوحيد، وقد فعل ذلك النبي r مع عمه أبي طالب، لكنه لم يستجب له، بل كان آخر ما قال: إنه على دين عبدالمطلب.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

السؤال الأول والثالث والثامن من الفتوى رقم (7408)

س1: يقول كثير من الناس: إن التلقين حرام؛ لأن النبي صل الله عليه وسلم ما فعله. أهذا صحيح؟
ج1: نعم، تلقين الميت بعد الدفن بدعة؛ لأن الرسول صل الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفاءه الراشدون، ولا بقية الصحابة رضي الله عنهم، والأحاديث الواردة في ذلك غير صحيحة. وإنما التلقين المشروع هو تلقين المحتضر قبل موته كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله)؛ لقول النبي صل الله عليه وسلم : «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله»(10) خرجه مسلم في صحيحه ، والمراد بالموتى هنا: المحتضرون، كما أوضح ذلك أهل العلم في شرح هذا الحديث.

س3: هل يجوز تشييع الجنازة بالصوت، كأن يقول المشيعون: وحدوه، أو اذكروا الله، أو نحو ذلك؟
ج3: لا يجوز، بل هو بدعة؛ لعدم ورود مايدل عليه من الكتاب والسنة، ولقوله r: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» أخرجه مسلم في صحيحه.

س8: كثير من الناس حين يمشون لدفن الميت إذا فرغوا من دفنه يقطعون الشجر الذي على القبور، وبعضهم يدوسون على القبور بأرجلهم، وبعضهم يجلسون عليها، هل يجوز، وما حكمهم عندالله؟

ج8: لايجوز وطء القبور، ولا الجلوس عليها؛ لأن الرسولصل الله عليه وسلم نهى عن ذلك، ولما فيه من إهانتها، ويأثم من فعله، وينبغي الإنكار عليه ونصحه، أما قطع الشجر فلا بأس به إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

أكل مال المتوفى

السؤال الثاني من الفتوى رقم (623)

س2: ويتضمن أنهم بادية، وعندما يموت أحدهم وليس عنده إلا واحد مثلا فإنه يطلق النار حتى يحضر من يسمعه فيساعده في تجهيزه والصلاة عليه ودفنه، ويذكر أنهم يأتون من بعيد، ويحتاجون إلى من يطعمهم، ويسأل هل يجوز أن يعمل لهم أكل من تركة المتوفى؟
ج2: إذا كان هؤلاء الذين قدموا للمساعدة في تجهيز المتوفى بعيدة مساكنهم؛ فإن طابت نفوس ورثة المتوفى بإطعام هؤلاء القادمين للمساعدة في تجهيز ميتهم فلا بأس بذلك، أما إذا كانوا أيتاماً أو غائبين فلاينبغي أن يطعموا من التركة؛ لقوله صل الله عليه وسلم : «لايحل مال امرىء مسلم إلا عن طيبة من نفسه»(11) . أما إذا كان المتوفى بين هؤلاء وساكناً معهم في بلد واحد، فإن أهله أولى بإطعامهم؛ لكون وفاة مورثهم أحدثت شاغلاً فكريا في نفوسهم، ويدل على مشروعية إطعام أهل الميت أمره صل الله عليه وسلم بعض أهله أن يصنعوا لآل جعفر بن أبي طالب إثر وفاته طعاماً، وقال r تعليلاً لذلك: «فقد أتاهم ما شغلهم»(12) .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة،
عبدالله بن منيع عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي،

الحقوق اللازمة في مال الميت

الفتوى رقم (48)

س: توفي شقيقي عني وعن زوجتين فقط، وأنا وهو شريكان في عقار ومال وخلافهما، وعلينا ديون، وأرغب تصفية الإرث من بيع وتثمين، لأسدد الديون وأعطي كلا من الزوجتين نصيبها. فما الذي يخص الزوجتين من الإرث، وهل تسدد ديوننا من رأس المال قبل القسمة، وهل يمكن بيع العقار أو تثمينه، وما طريق ذلك؟

ج: تسدد الديون من رأس المال المشترك قبل القسمة، حيث أن المال مشترك، والديون عليكما ، وإن كان هناك وصية لأخيك بشيء غير تسديد الديون أخرجت من نصيبه من التركة قبل القسمة على ورثته بعد الدين، ثم يكون الباقي من نصيب أخيك في العقار والمال وخلافهما، بينك وبين الزوجتين، للزوجتين الربع بينهما، ولك الباقي، إذا كان الواقع كما ذكرت في السؤال.
أما البيع أو التثمين للعقار وخلافه فلا بد أن يكون التراضي بينك وبين الزوجتين إذا كانتا رشيدتين، فإن تنازعتم في شيء فمرجعكما المحكمة فهي التي تفصل فيما بينكم من الخصومة وتعطي كل ذي حق حقه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن منيع عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، إبراهيم بن محمد آل الشيخ

السؤال الأول من الفتوى رقم (2235)

س1: من مات وعليه دين لم يستطع أداءه لفقره هل تبقى روحه مرهونة معلقة؟

ج1: أخرج أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: «نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه» وهذا محمول على من ترك مالاً يقضى منه دينه، أما من لا مال له يقضى منه فيرجى ألا يتناوله هذا الحديث؛ لقوله سبحانه وتعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}(13)، وقوله سبحانه: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة}(14) . كما لا يتناول من بَيَّتَ النية الحسنة بالأداء عند الاستدانة ومات ولم يتمكن من الأداء؛ لما روى البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله».
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تعجيل سداد الدين عن الميت

الفتوى رقم (13230)

س: أفيدكم فيه أن والدي رحمه الله توفي منذ 3 سنوات، وقد قمنا بتسديد جميع ما عليه من مبالغ، ولم يبق إلا البنك العقاري، وقد تعهد أحد أولاده بتسديد جميع الأقساط المتبقية في وقت حلولها، والآن هو مستعد في تسديد الأقساط المستقبلة. والمطلوب:
1 - هل تتعلق ذمة والدي بدين البنك العقاري، ونحن الآن نسدد كل قسط في وقته، أو يلزمنا تسديد جميع مبلغ البنك العقاري؟
2 - يوجد لدينا مزرعة لوالدي لها مردود سنوي، مبلغ يزيد عن قيمة القسط السنوي، وفي حالة بيع المزرعة أو جزء منها سوف نقوم بتسديد جميع ما للبنك العقاري.
ج: لايلزمكم تعجيل التسديد ولا مانع من تأجيل ذلك إلى وقته، ولا يضر والدكم ذلك إن شاء الله؛ لأن المسلمين على شروطهم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

السؤال السادس من الفتوى رقم (6431)
س6: كما تعلمون أن الحكومة أيدها الله تعطي قروضاً لبناء البيوت أو ترميمها، وبذلك يكون هناك دين على الإنسان قد لا يقضيه إلا بعد خمسة وعشرين عاما. وإذا مات الشخص نعلم أن دينه معلق بذمته، فما حكم هذا الدين هل هو كدين شخص آخر أم له حكم خاص؟
ج6: يعتبر مالم يسدد من هذا القرض ديناً يسدد من تركته كسائر الديون في وقته؛ لعموم قوله صل الله عليه وسلم : «نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه»(15) .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز



__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-21-2009, 02:00 PM
 
رد: موضوع خاص بفتاوى الجنائز

السؤال الثالث من الفتوى رقم (829)
س3: هل هناك آثار وردت عن النبي صل الله عليه وسلم في ثواب المرأة التي توفيت وهي حبلى؟


ج3: نعم روى الإمام مالك في الموطأ وأحمد في المسند وأبو داود وابن ماجه والنسائي في سننهم وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك عن جابر بن عتيك قال: قال صل الله عليه وسلم : «الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المقتول في سبيل الله شهيد، والمطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد»(16)، قال النووي: حديث صحيح، ومعنى قوله: «والمرأة تموت بجمع» بضم الجيم وكسرها: التي تموت بالولادة، يعني ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل عنها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة،
عبدالله بن منيع عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي،


تغسيل الميت، وتكفينه، وحمله

تجهيز الميت


السؤال الأول من الفتوى رقم (2634)
س1: إذا مات الميت كيف نجهزه، وهل نشيعه إلى المقبرة بالسكوت أو بالذكر والقراءة؟
ج1: أ - إذا حضرت المسلم الوفاة وجه إلى القبلة حتى إذا تيقنت وفاته غمضت عيناه ودعي له، ولا يذكر عنده إلا الخير؛ لما روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (دخل رسول الله صل الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه، ثم قال: «إن الروح إذا قبض تبعه البصر»، فضج ناس من أهله فقال: «لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون» ثم قال: «اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين المقربين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يارب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه»(17)، ويشد لحْياهُ لئلا يبقى فمه مفتوحاً بعد أن يبرد، وتنزع ثيابه عنه، ويغطى بثوب يستره جميعه، ويستحب الإسراع بتجهيزه لئلا يتغير، ثم يجرد لتغسيله ويستر من سرته إلى ركبته حين تغسيله، ولا يحضر إلا من يعين في غسله، ويشرع الإسراع في قضاء دينه إبراء لذمته، وتنفيذ وصيته لينتفع بثوابها، ويكفن في ثلاثة أثواب بيض ويصلي عليه ويدفن في مقابر المسلمين ويدعى له بالمغفرة بعد دفنه.
ب - أما تشييعه إلى المقبرة فمع السكوت، لا مع ذكر وقراءة قرآن؛ عملاً بسنة رسول الله صل الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين والقرون الأولى التي شهد لها رسول الله صل الله عليه وسلم بالخير .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
السؤال الثالث من الفتوى رقم (7912)
س3: ما رأي العلماء في الأموال التي تصرف على الجنازة ولا سيما جنازة رب البيت؟ فقد سمعت من بعض العلماء أنه حرام النفقة من مال الميت؛ لأنه أصبح للورثة.
ج3: إذا كان قصدك مؤن التجهيز كثمن الكفن وأجرة الغاسل وحافر القبر وحمله ونحو ذلك فلا بأس بذلك، لأنها لازمة في ماله ومقدمة فيه.
وإذا كان قصدك الطعام الذي يصنع للمعزين ونفقات إقامة سرادقات ونحو ذلك، فذلك لايجوز لا من مال الميت ولا من مال غيره، أما بعث الطعام من الجيران أو غيرهم من الأقارب لأهل الميت فهو مستحب؛ لأن النبي r لما جاء خبر موت جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أمر أهله أن يصنعوا لأهله طعاماً وقال: «إنه أتاهم ما يشغلهم».
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تجهيز ودفن الأموات خارج بلاد الإسلام

الفتوى رقم (9024)
س: تعلمون فضيلتكم ما يعانيه المسلمون في بلاد الكفار من مشاكل ومصاعب، وذلك لضبط وتسيير حياتهم وأمور معيشتهم ومماتهم على نهج الإسلام الصحيح، ومن بين الأمور التي يعاني منها المسلمون في بلاد الولايات المتحدة الأمريكية هي: تجهيز ودفن الموتى على الطريقة التي يريدها ويأمر بها الإسلام، وقد رأى بعض الإخوة المسلمين من أهل هذه البلاد محاولة المطالبة لدى السلطات الحاكمة هناك لغرض تسهيلات وإجراءات خاصة بالموتى المسلمين لكي يتم تغسيلهم ودفنهم على نهج الإسلام السليم، ولكي يتم ذلك فإنه لابد من إثبات وفتوى من مرجع معتمد حتى يثبتوا لمن بيدهم السلطة أن هذه المطالب هي أمور تقتضيها شريعة الإسلام، وذلك لأن دستور أمريكا ينص على حرية التدين والأديان، ولهذا فالمطالبة من هذا الباب قد تكون مجدية ومثمرة؛ لذا نرجو من فضيلتكم التكرم بكتابة ما يلزم ويجب في حق المسلم عند الدفن والتجهيز، وأيضاً كتابة ما يستحب في هذا الباب أيضاً، وإن استطعتم ترجمة ذلك كله باللغة الإنجليزية وختمها وتصديقها لكي تكون معتمدة فإن هذا سيكون أفضل كثيراً.
ج: إذا تبين موت المسلم شرع لمن حوله تغميض عينيه، وشد لحيته، وتسجيته، والإسراع في تجهيزه، ابتداء بغسله الغسل الشرعي، فيغسل يديه، ثم ينجيه ثم يوضئه وضوء الصلاة، ثم يغسل رأسه ولحيته بماء وسدر أو نحوه من صابون أو أشنان، ثم يفيض الماء على شقه الأيمن، ثم الأيسر، ثم يغسله كذلك مرة ثانية، وثالثة، وإن لم ينق زاد إلى خمس أو سبع، ويجعل في الأخيرة كافوراً إن تيسر، ويجعل الطيب بعد في مغابنه، ومواضع سجوده، وإن طيبه كله فحسن، وإن اكتفى بغسلة واحدة جاز ذلك، والمرأة يضفر رأسها ثلاثة قرون، وتجعل من ورائها، ثم يكفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة، يدرج فيها إدراجاً، ويجوز أن يكفن في قميص وإزار ولفافة أو لفافة فقط. والمرأة تكفن في خمسة أثواب: في درع ومقنعة وإزار ولفافتين، وإن كفنت في لفافة واحدة جاز. ويصلى عليه الصلاة الشرعية: يكبر ويقرأ الفاتحة، ثم يكبر ويصلي على النبي r، ثم يكبر ويدعو للميت، وإن جاء بنص الدعاء المأثور فهو حسن، ومنه: «اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأُنثانا، اللهم من أحييته فأحيه على الإسلام، ومن توفيته فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنة وقه فتنة القبر وعذاب النار»(18) ، ثم يكبر الرابعة ويسلم تسليمة واحدة عن يمينه، ولا يجوز أن يتبع بأنوار ولا أن ترفع الأصوات معه بدعوات، ولا تهليلات. ويوضع في لحد إن أمكن، وإلا قص شق، وبعد تسوية قبره يستحب أن يقف الحاضرون عليه، ويستغفرون له، ويدعون له بالثبات، ولا يجوز أن يؤخر إلا في حدود حاجة تجهيزه أو انتظار حضور أقاربه، أو جيرانه إذا لم يطل ذلك عرفاً؛ لقول النبي صل الله عليه وسلم : «أسرعوا بالجنازة»(19) الحديث، ولا يجوز أن يقام له مأتم، سرادقات ونحوها، بما يسمى بمراسم العزاء، ويصلي على قبره من لم يحضر الصلاة عليه إذا كان في المدينة التي هو فيها، إلى حدود شهرين، فإن النبي صل الله عليه وسلم صلى على قبر أم سعد وقد مضى على دفنها شهر.
ولا يجوز دفن المسلم في مقابر النصارى ولا غيرهم من الكفرة كاليهود والشيوعيين وعباد الأوثان.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

سن الذهب للمتوفى

السؤال الأول من الفتوى رقم (1136)


س1: ماحكم السنون الذهب بالنسبة للميت إذا راح إلى رحمة الله ويوجد به سنون ذهب، هل عليه إساءة في ذلك أم لا؟

ج1: الميت الذي مات ودفن ويوجد به أسنان ذهب ليس عليه إساءة في ذلك، فإن قُدر على نزعها قبل الدفن ولم يترتب على نزعها ضرر عليه فإنها تنزع، فإن دفن ولم تنزع فلا ينبش لنزعها، قال أحمد في الميت تكون أسنان مربوطة بذهب: إن قدر على نزعه من غير أن تسقط بعض أسنانه نزعه، وإن خاف سقوط بعضها تركه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن منيع عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

السؤال الثاني من الفتوى رقم (3784)

س2: توفي إنسان وبه سن ذهب، فهل تنزع منه أو لا؟

ج2: إذا أمكن خلعها منه دون تأثير على ما حولها نزعت؛ محافظة على المال، وإيثاراً لمنفعة الأحياء، وإلا تركت ولا حرج في تركها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

السؤال الرابع من الفتوى رقم (9844)

س4: من المستحبات في غسل الميت أن يغسل بسدر، فما هي كيفية استعماله؟ وهل هذا السدر عام أو هو خاص بسدر مكة والمدينة لخاصية اختص بها؟
ج4: يسن وضع سدر مع الماء في غسل الميت؛ لما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الرجل الذي وقصته ناقته بعرفة، أن النبي صل الله عليه وسلم قال: «اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا»(20)، وذلك بدق السدر بعد تيبيسه، ومزجه بالماء والمراد بالسدر: ورق شجر معروف، وليس خاصاً بسدر مكة أو المدينة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تغسيل الميت المثلج


السؤال الأول من الفتوى رقم (12125)

س1: توفي رجل مسلم في المستشفى ووضع في الثلاجة لمدة ثلاثة أيام حتى انتهت إجراءات الدفن، وبعد خروجه من الثلاجة فخشب من الثلج ذهبنا به لتغسيله في أحد المدافن، وقام المغسل بتغسيله على ماهو عليه، -وما زال جسمه مخشباً من الثلج- وبذلك لم يتمكن نحنحته (إقعاده) وتحريكه حتى إذا كان شيء في بطنه من أرياح يخرج.. ما الحكم في ذلك، وما هو الصحيح؟ أفيدونا.

ج1: إذا كان الأمر كما ذكرت فالغسل الذي حصل للميت بعد إخراجه من الثلاجة صحيح ومجزئ.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

كيفية تغسيل الميت

السؤال الأول من الفتوى رقم (11071)

س1: هل يجوز أن تغسل الجنازة في الماء، والماء من تحتها لم يتسرب بعد، وهو فيه بعض الدم؟

ج1: ينبغي عند تغسيل الجنازة وضعها على سرير مرتفع عن الأرض قليلا حتى لا يعلق بها شيء من الأذى.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

السؤال الثاني من الفتوى رقم (12651)

س2: إذا مات أحد الأقارب ولم أحسن الغسل والكفن هل يجوز أن أوكل من هو أعرف مني؟

ج2: تغسيل الميت وتكفينه واجب على الكفاية، فإذا وجد من يقوم بتجهيز ميتك من الأقارب أو غيرهم فلا بأس عليك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

السؤال الثاني من الفتوى رقم (5175)

س2: أثناء غسل أحد الأموات طلب الأقارب والأصدقاء الوقوف أثناءه، وحينما سئل شخص عن السماح لهم بالوقوف أشار بألا يقف أحد سوى من سيقوم بعملية الغسل، وكان مستنداً على حديث الرسول r: «بألا يرى الرجل عورة الرجل، وألا ترى المرأة عورة المرأة»، فهل هذا الاستناد صحيح؟ أم يجوز لمن أراد الوقوف السماح له بذلك؟

ج2: لا ينبغي أن يحضر تغسيل الميت إلا من تدعو الحاجة إليه، كمن يعين في صب ماء ونحو ذلك، أما عورته فلا يجوز أن يراها أو يلمسها أحد لا المغسل ولا غيره، إلا عند الضرورة، ولدى تنجيته يضع المغسل خرقة على يده.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تغسيل الميت بالانتحار

السؤال الثاني من الفتوى رقم (8632)

س2: هل يجوز تغسيل المنتحر والصلاة عليه؟
ج2: يشرع تغسيل المسلم المنتحر والصلاة عليه، وهكذا غيره من العصاة مع الدعاء لهم بالعفو والمغفرة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

السؤال الثاني والرابع من الفتوى رقم (2775)

س2: غاسل الميت أعطاه أولياء الميت شيئاً أجرة عمله، أيحل أكل ذلك الشيء، أم لا يحرمه ذلك عن ثواب الله؟

ج2: الأولى أن يقوم بغسل الميت أحد أفراد المسلمين الحاضرين له، وأن يكون الغاسل متبرعاً محتسباً قاصداً بعمله وجه الله تعالى، وإن أعطي بعد ذلك أجرة الغسل من مال الميت أو من أحد أوليائه فلا بأس بذلك، ونرجو ألا يحرم من الثواب إذا كان في الأصل محتسباً، وإن لم يوجد متبرع جاز الاستئجار على غسله.

س4: الجنازة إذا كانت محمولة على السيارة والمشيعون راكبون أيضاً فهل السيارة تكون أمامهم؟

ج4: الأمر في ذلك واسع، فقد دلت السنة على أن المشيعين للميت يكونون أمامه وخلفه، وعن يمينه وشماله، غير أنه من الأفضل أن يكون المشاة أمامه والركبان خلفه، لما ورد في ذلك من الأحاديث.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-21-2009, 02:05 PM
 
رد: موضوع خاص بفتاوى الجنائز

تكفين الميت

السؤال الأول من الفتوى رقم (4141)

س1: لقد فهمنا من كلام العلماء رحمهم الله أن الميت من الرجال يكفن في ثلاثة أثواب، والميت من النساء يكفن في خمسة أثواب، وصار عندنا خلاف في كيفية التكفين، والصيغة الفعلية في اللفة الخمار والقناع. نرجو من الله ثم من سماحتكم الكتابة لنا عن الصيغة الفعلية للرجال والنساء، وكيف وضع الخمار والقناع، وتحديده، وإفهامنا كيف اللفة إذا كان الميت عريضاً، وعرض القماش ضيق، وهل يكشف وجه الميت في القبر، وهل يربط الكفن، وإذا كان هناك ربط فهل يفك في القبر أم لا، وهل يحط عند رأسه من طينة القبر بعد خلطه بالماء أم لا؟

ج1: أولاً: يكفن الرجل في ثلاثة أثواب، يبسط بعضها فوق بعض، ويوضع عليها مستلقياً، ثم ترد أطراف الثوب الذي يليه بعضها على بعض، وهكذا الثوب الثاني والثالث، وإذا كان عرض القماش لا يكفي لتغطية الميت فيوصل بما يكفي ستره، ويربط الكفن ثم تحل العقد إذا وضع في القبر.
والمرأة يبدأ تكفينها بالإزار على العورة وما حولها، ثم قميص على الجسد، ثم القناع على الرأس وما حوله، ثم تلف بلفافتين على النحو المذكور بالنسبة للرجل، وما وصف في شأن تكفين الرجل والمرأة هو الأفضل، وإن كفن كل واحد منهما في ثوب واحد يستره كفى .
ثانياً: لا يكشف وجه الميت في القبر، سواء كان رجلاً أو امرأة؛ لعدم الدليل على ذلك.
ثالثاً: لا نعلم ما يدل على مشروعية وضع شيء من طينة القبر بعد خلطه بالماء عند رأس الميت، بل تحري ذلك بدعة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تغسيل الرجل للمرأة

من الفتوى رقم (1759)


س: هل يجوز للرجل أن يغسل من محارمه غير زوجته؟

ج: لايجوز للرجل أن يغسل غير زوجته من الإناث، سواء كن محارم أم أجنبيات، إلا الطفلة الصغيرة التي ماتت دون سبع سنوات، فله أن يغسلها، وعلى هذا إن ماتت امرأة بين رجال فقط، ليس فيهم زوج لها ولا امرأة يممت بالنية عن الوضوء والغسل جميعا، تغليباً لجانب المحافظة على عورتها ، فإن الغالب على من يباشر تغسيل الميت ولو بصب الماء عليه أن يقع بصره على شيء من عورته، وأن يمسها ويقلبه، ليتمكن من تعميم الماء على جسده، فكان التيمم لمن ماتت وليس معها إلا رجال؛ أحفظ لعورتها، وأحوط لصيانتها. ويلحق بزوجته في جواز تغسيلها جاريته التي ملكها ملكاً شرعياً إذا توفيت وهي مباحة له؛ بأن لا تكن في عصمة زوج حين وفاتها أو في عدتها منه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

السؤال الثاني من الفتوى رقم (3543)

س2: هل يجوز للرجل إذا ماتت زوجته أن يغسلها، وهل يجوز أن يغسل ابنته، وهل يجوز للزوجة أن تغسل زوجها وابنها؟

ج2: الأصل في الرجل إذا مات أن يغسله الرجال، وإذا مات المرأة فإن النساء يغسلنها، ويجوز للرجل أن يغسل زوجته، كما يجوز للزوجة أن تغسل زوجها، والأصل في ذلك قوله صل الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «ما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك»(21) رواه أحمد وابن ماجه.
وأوصى أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس رضي الله عنها، وأوصت فاطمة رضي الله عنها أن يغسلها علي رضي الله عنه. وليس للمرأة أن تغسل من بلغ سبعاً من الذكور سواء كان ابنها أو غيره، وليس للرجل أن يغسل من بلغت سبعاً من الإناث سواء كانت ابنته أو غيرها .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تغسيل الولد لأمه بعد وفاتها

الفتوى رقم (2879)


س: رجل بلغت والدته سن الكبر 80 عاماً تقريباً، وأصابها مرض باطني حتى بلغت عامين وهي مريضة، ثم توفيت، وغسلها، وقصده من تغسيلها مبرة لنفسه، وليس من حاجة إلى من يقوم بذلك، فماذا يجب علي في ذلك جزاك الله خيراً؟

ج: الذي جرى عليه العمل في عهد النبي صل الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم: أن المرأة إذا ماتت غسلها النساء دون الرجال، إلا الزوجة، فلزوجها أن يغسلها وله أن يترك تغسيلها للنساء، وكذا الأمة بالنسبة لسيدها مادامت مباحة له، وإذا مات الرجل غسله الرجال دون النساء إلا الزوج، فلزوجته أن تغسله، ولها أن تترك ذلك إلى الرجال، وعلى ذلك فتغسيلك والدتك مخالف شرعاً؛ لما عرف عن النبي صل الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم، وإن كانت كبيرة السن، فعليك أن تستغفر الله وتتوب إليه، ولا تفعل مثل هذا بعد ذلك مع أي واحدة من محارمك، ولو مع حسن النية وقصد المبرة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز


__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-21-2009, 02:06 PM
 
رد: موضوع خاص بفتاوى الجنائز

تغسيل الزوجة لزوجها

الفتوى رقم (2273)


س: ومضمونه: هل يحل للمرأة أن ترى زوجها إذا مات أو يحرم عليها رؤيته، وهل لها أن تغسله إذا لم يوجد من يغسله؟

ج: يجوز للمرأة أن ترى زوجها إذا مات، وأن تغسله على الصحيح من أقوال العلماء في حكم تغسيل كل من الزوجين الآخر بعد الموت، ولو وجد من يغسله سواهما، لقول عائشة رضي الله عنها: (لو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا ما غسل رسول الله صل الله عليه وسلم إلا نساؤه)(22) رواه أبو داود، ولأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أوصى أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس ففعلت، ولأن أبا موسى غسلته امرأته أم عبدالله، ويجوز أيضاً أن يغسل الرجل زوجته إذا ماتت على الصحيح عند أهل العلم؛ لما رواه ابن المنذر من أن علي بن أبي طالب غسل فاطمة رضي الله عنهما بعد وفاتها، واشتهر ذلك بين الصحابة رضي الله عنهم فلم ينكروا عليه، فكان ذلك إجماعاً.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

إدخال الرجل لزوجته القبر

السؤال الثاني من الفتوى رقم (3340)


س2: حضرت أنا وولدي بعد وفاة زوجتي، إلا أننا حضرنا جنازتها وقمنا بالمساعدة في دفنها، ولقد قمت بإدخالها بالقبر أنا وابني وأحد أولاد عمها، وسمعت من بعض الناس أنه لا يحق لي إدخالها في قبرها. ماصحة هذا القول من عدمه، وإن كان صحيحاً هل هناك كفارة أو شيء أعمله.

ج2: إدخالك إياها في قبرها جائز، ومن قال: لا حق لك في ذلك: فهو مخطىء، ولا تلزمك كفارة، بل أنت مأجور إن شاء الله.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تغسيل الحائض للميت

السؤال الثاني من الفتوى رقم (6193)


س2: هل يجوز للمرأة وهي حائض أن تقوم بتغسيل الميت وتكفينه؟

ج2: يجوز للمرأة وهي حائض أن تغسل النساء وتكفنهن، ولها أن تغسل من الرجال زوجها فقط، ولا يعتبر الحيض مانعاً من تغسيل الجنازة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

ختان الميت

السؤال الخامس من الفتوى رقم (3055)


س5: إذا مات الطفل صغيراً قبل أن يطهر فهل يطهر وهو ميت؟

ج5: لا يطهر لفوات زمان ختانه وهو مدة حياته.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

جواز تقبيل الميت بعد تغسيله

السؤال الثاني من الفتوى رقم (9226)


س2: عند وفاة زوجي حضرت لتكفينه، وبعد أن غسل وكفن رفعت عنه الكفن لاستودع وجهه الطاهر، فقال لي بعض أقاربي: إنه لا يجوز لكِ أن تفتحي الكفن ونحن قد غسلناه وكفناه، وحيث أنه ينقض وضوءه، فهل علي إثم في ذلك؟ وإذا كان الأمر كذلك فماذا أفعل الآن؟ أفيدوني أثابكم الله.

ج2: لا شيء عليك في تقبيل وجه زوجك بعد تغسيله وتكفينه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تغسيل الميت بحادث قَطَّعَ جسمه

السؤال الأول من الفتوى رقم (2177)


س1: إذا كان إنسان في سيارة فتوفي، وكانت وفاة هذا الرجل مؤلمة جداً؛ بحيث كان أكثر عظامه قد تلوث بالدم، فهل يجوز لنا أن نغسله أم لا؟

ج1: إذا تعذر غسله فإنه ييمم لعموم قوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}(23) ، ولأن الله شرع التيمم للطهارة من الحدث الأكبر والأصغر في حالة عدم وجود الماء، أوالعجز عن استعماله، أوالتضرر باستعماله.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز


__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اكثر من 35فكره وحيله في الفوتو شوب بشير العراقي دروس الفوتوشوب - Adobe Photoshop 7 12-25-2008 12:38 AM
مسابقة موقعي ب 1000 موضوع ادخل وشارك>>> لحق حالك hayaty إعلانات تجارية و إشهار مواقع 2 07-27-2008 01:44 AM
للأسف موضوع مسروق ..منقول ..موضوع .. (الأصل والصورة ..والشبه) وشل ختامه مسك 90 03-03-2007 03:44 PM
فئات الدم Blood Group manouella صحة و صيدلة 6 04-02-2006 10:14 AM


الساعة الآن 10:14 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011