|
قصائد منقوله من هنا وهناك قصائد مختاره بعنايه و أعجبتك ,منقوله من شبكة الإنترنت او من خارجها |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
دموع القوافي في عيون المراثي الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم ... أما بعد . كلُّ واحدٍ منّا في هذه الحياة الدنيا قد تجرّع كأس الفراق، وذاق علقم الفقد، ولوعة الوداع، وسكب دموعَ القلوب قبل العيون. وكلّ واحد منا فقدَ أمًّا رؤوماً، أو أباً عطوفًا، أو أخاً شفيقاً، أو زوجاً حنوناً أو صديقاً حميماً مخلصاً. والإنسان عندما يودِّع مسافراً فإنه يعيش على أمل اللقاء به ولو بعد حين. وأمّا عندما يودّع إنساناً تحت أطباق الثرى، فإنه لا أمل له في لقائه بهذه الدنيا، وتراه يكرِّرُ مع الشاعر قولَه: وما الدَّهرُ إلا جامعٌ ومفرِّقٌ وما الناسُ إلا راحلٌ ومودَّعُ فإنْ نحنُ عِشنا يجمع اللهُ شملنا وإن نحن مِتنا فالقيامةُ تجمعُ وأجملُ ما في الشعر في تلك اللحظة رقتُه وعذوبتُه، وصدقه وعاطفته. ونبدأ بالصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فله قصيدة في رثاء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أول من رثاه، يقول فيها: لما رأيتُ نبينا متجندلاً ضاقت علي بعرضهن الدورُ فارتاعَ قلبي عندَ ذاك لموتهِ والعظمُ منّي ما حييتُ كَسيرُ أعتيقُ، ويحَك! إنّ خلّك قد ثوى والصبرُ عندكَ ما بقيتَ يسيرُ يا ليتني مِن قبلِ مهلكِ صاحبِي غُيِّبتُ في لحدٍ عليهِ صخورُ وكذلك الصحابي حسانُ بن ثابت رضي الله عنه، له دالية رائعة في رثاء النبي صلى الله عليه وسلم، يقول في مطلعها: بطيبةَ رسمٌ للرسول ومعهدُ منيرٌ وقدْ تعفُو الرسومُ وتهمدُ وأخرى مطلعها: ما بالُ عينكَ لا تنامُ كأنّما كُحلتْ مآقيهَا بكحلِ الأرمَدِ وممن رثى النبيَّ أيضا: أبو سفيان، وصفية بنت عبد المطلب، وغيرهم. ومن الشعراء من رثى أمَّه، فإنّ فقْدَ الأمّ لا يعوَّض كما هو معلوم، وها هو رهينُ المحبسين أبو العلاء المعريّ، يرثي أمَّه فيقول: مضت وقد اكتهلتُ، فخِلتُ أنّي رضيعٌ ما بلغتُ مدَى الفِطامِ فيا ركْبَ المنُون أمَا رسولٌ يبلّغ روحَها أرجَ السّلامِ سألت: متى اللقاء؟ فقيلَ حتّى يقومَ الهامدُون مِن الرجامِ وأبو العلاء المعري، أول ما قال الشعر قاله في رثاء أبيه، الذي توفي وهو لم يزل فتًى، وعجب سامعوه منه، واندهشوا لتلك المقدرة التي ألقى بها كلماتِه على صغر سنه، ومما يقول في هذه المناسبة مخاطبا والدَه: فليتك في جفني موارًى نزاهةً بتلكَ السجايا عن حشايَ وعن ضِبْنِي ولو حفَروا في درةٍ ما رضيتُها لجسمك إبقاءً عليه مِن الدفنِ ومن جميل ما قرأت، قصيدة للحصري القيرواني يرثي فيها أباه وقد ودَّع قبره، وقت جوازه إلى الأندلس منها: أبي نيّرُ الأيام بعدكَ أظلمَا وبنيانُ مجدِي يومَ متَّ تهدَّما وجسمي الّذي أبلاه فقدُك إنْ أكُن رحلتُ به فالقلبُ عندك خيّما وكما أنّ لكل شيءٍ أمًّا، فإن هناك أمًّا للمراثي، وهي مرثية متمم ِبن ِنُويرة التي رثى فيها أخاه مالكا، وما سميت بأم المراثي، إلا لروعتها، واحتوائها على عظيم المعاني والصفات، وقد ذكرها أبو زيد القرشيُّ في جمهرته في الجزء الأول، وقد اخترت منها هذه الأبيات، بعدما وقعت في حيرة عندما أردت الاختيار: لَعَمْرِي وما دَهْرِي بتأبين هالكٍ ولا جَزعاً مما أَلمّ فَأوْجَعَا لقد غَيَّب اْلمِنْهَالُ تحت رِدَائه فَتىً غَيرَ مبطَانِ العَشِيّات أَرْوعَا وما كان وَقّافا إذا الْخَيْل أحْجَمت ولا طالباً من خَشْية اْلمَوِت مَفْزَعا وأنّي متى ما أدْعُ باسمك لم تُجب وكُنت حَرِيًّا أن تُجيب وتسمعا تَحِيَّتَه منّي وإن كان نائيَاً وأمسى تُراباً فوِقهَ الأرضُ بَلْقَعا فإن تَكُنِ الأيّام فَرقْن بَيْننا فقَد بان مَحْموداً أخِي حِين وَدَّعا وكُنَا كَنَدْمَاًني جَذِيمة حِقْبَةً من الدَهر حتى قِيل لن يَتَصَدًعا فلمّا تَفرقْنا كأنِّي ومالِكاً لِطُول اجتماع لم نَبِت ليلةً معا فهذا أخٌ رثى أخاه. وهناك من الشواعر من رثت أخاها، وتتبادر الخنساء على الفور إلى أذهاننا، وهي التي دبجت في أخيها صخرٍ أروع قصائد الرثاء، منها البائية التي مطلعها: يا عين مالك لا تبكين تسكابا إذ راب دهرٌ وكان الدهر ريَّابا ومنها الرائية المشهورة التي منها: وإن صخراً لَوالينا وسيدُنا وإن صخراً إذا نشتوْ لنحّارُ وإن صخراً لتأتمُّ الهداةُ به كأنه علَمٌ في رأسه نارُ وعندما يودع شاعرٌ ولده، وفلذةَ كبده تحت أطباق الثرى، فإن قلبه يكاد ينفطر، والحزن والكمد يزداد في الفؤاد، فكيف إذا كانت وفاة الولد في يوم عيدٍ؟ فهذا الشاعر مات ولده في يوم العيد، فقال فيه مرثِيَة، تبكي العيون، وتثير الشجون، منها: أيسرُّني عيدٌ ولم أرَ وجهَهُ فيه ألاَ بُعداً لذلكَ عِيدا حزني عليك بقدرِ حبكَ، لا أرى يوماً على هذا وذاكَ مَزيدا ما هدّني مرُّ السنين وإنّما أصبحتُ بعدكَ بالأسى مَهدُودا من ذم جفناً باخلاً بدموعهِ فعليكَ جفنِي لم يزلْ محمُودا فَلأنظمنَّ مراثياً مشهورة تُنسي الأنام كُثيِّراً ولبيدا وجميعُ من نظمَ القريضَ مُفارقٌ ولداً له أو صاحباً مفقودَا فهل تأملت في روعة هذا الكلام؟؟ وكلما ذكر أن شاعراً رثى ولده، تُذكر قصيدة ابنِ الرومي التي يقول فيها: أريحانةَ العينين والأنف والحشا ألا ليتَ شِعري هل تغيرتَ عن عهدي؟؟ أُلامُ لِما أبدي عليك من الأسى وإنّي لأُخفي منك أضعافَ ما أُبدي وقد يرثي الإنسانُ ابنته، فعندما ماتت ابنتي تسنيم، وكانت صغيرة رثيتها بقصيدة منها: تداعب الجفنَ أطيافٌ لتسنيمِ وتُشعل الشوقَ هبَّاتُ التناسيمِ وعَبرتي في حنايا العين قد حُبست ممزوجةً برِضًى مِنّي وتسليمِ وقليلٌ من الشعراء من رثى زوجته، ومع القلة فإن من أفضل القصائد في رثاء الزوجة قصيدة جرير التي قالها في رثاء زوجته أمِّ حزرة، والقصيدة كلها رائعة، ولكنّي أقتطف لك منها: لولا الحياءُ لهاجَني استعبارُ ولزرتُ قبركِ، والحبيبُ يزارُ ولقدْ نظرتُ.. وما تمتعُ نظرةٍ في اللحدِ حيثُ تمكّنَ الحفارُ كانتْ مكرّمةَ العشيرِ ولمْ يكنْ يخشى غوائلَ أمِّ حزرةَ جارُ ولقدْ أراكِ كسيتِ أجملَ منظرٍ ومعَ الجمالِ سكينةٌ ووقارُ والريحُ طيبةٌ إذا استقبلْتها والعرضُ لا دنسٌ ولا خوّارُ صلى الملائكةُ الذينَ تخيروا والصالحونَ عليكِ والأبرارُ وعليكِ منْ صلواتِ ربكِ كلما نصبَ الحجيجُ ملبدين وغاروا لا يلبثُ القرناءَ أنْ يتفرقوا ليلٌ يكرُّ عليهمِ ونهارُ وفي العصر الحديث، رثى الشاعر محمود سامي البارودي زوجته بقصيدة تحمل في طياتها الكثيرَ من المعاني الصادقة، والكلمات الكئيبة، وعبراتِ الوفاء. ورثاها بعدَه الكثير من الشعراء. ومن قصائد الرثاء، ما قيل في رثاء ملكٍ أو زعيمٍ أو ذي مكانةٍ مرموقةٍ، وقد رأينا من الشعراء من أجاد في هذا النوع، وإن كانت المبالغة تطغى على كثير من أمثال هذه القصائد، لكنّ جمالَ التصوير، ورقّة الألفاظ وانسيابيتَها، قد تشفع للشاعر.. فتأمل معي في هذه القصيدة التي قالها أبو الحسن الأنباري في محمد بن بقية وزير عز الدولة بختيار بن معز الدولة ابن بويه، لمّا صلبه عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه عند خلع بختيار، وهي من نوادر المراثي ويقول فيها: علوٌّ في الحياة وفي المماتِ! لحقٌ أنت إحدى [المكْرماتِ] كأن الناسَ حولك حين قاموا وفودُ نَداك أيام الصِّلاتِ كأنّك قائمٌ فيهم خطيباً وكلهُمُ قيامٌ للصلاةِ مدَدتَ يديك نحوَهم احتفاءً كمدِّهما إليهمْ بالهباتِ ولما ضاق بطنُ الأرضِ عن أنْ يضمَّ علاكَ مِن بَعدِ المماتِ أصاروا الجوَّ قبرَكَ واستنابُوا عنِ الأكفانِ ثوبَ السَّافياتِ لعظْمِكَ في النفوسِ بقيتَ تُرعَى بحرّاسٍ وحُفّاظٍ ثِقاتِ وتشعَلُ عندكَ النيرانُ ليلاً .. كذلكَ كنتَ أيامَ الحياةِ ولم أرَ قبلَ جذعكَ قطُّ جذعاً تمكّن من عناقِ المكرُماتِ ومن درر المراثي، مرثيةٌ قيلت في معن بن زائدة، قالها الحسين بن مطير الأسدي، ومنها: هلُمّا إلى مَعْنٍ وقُولا لقبرِهِ سقتكَ الغوادِيْ مَرْبعاً ثم مرْبَعا فيا قبرَ معنٍ كنتَ أولَ حفرةٍ من الأرض خُطّتْ للسماحةِ مضجعا ويا قبر معنٍ كيف واريتَ جودَهُ وقد كان منه البرُّ والبحرُ مُترَعا بلى، قد وسعتَ الجودَ والجودُ ميتٌ ولو كان حياً ضقتَ حتى تصدّعا فتىً عاش في معروفه بعدَ موتهِ أناسٌ لهم بالبرِّ قد كان أوسَعا ولمّا مضى معنٌ مضى الجُودُ كلُّه وأصبحَ عرنينُ المكارمِ أجدَعا فلله در الشاعر! كيف جدع أنف المكارم بموت معن؟! والشاعر سعيد بن جودي يرثي الغالب بن حسن بأبيات أجاد فيها، وخاصة عندما يقول: فيا عجبًا للقبر كيف يضمُّهُ؟! وقد كان سهلُ الأرضِ يَخشاه والوَعْرُ وما مات ذاك الماجدُ القرْمُ وحدَه بلِ الجودُ والإقدامُ والبأسُ والصَّبرُ وقد يرثي الشاعر نفسَه ويبكيها قبل موته، وقد قال ابن قتَيْبة: بلغني أن أوّل مَنْ بكى على نفسه وذكرَ الموت في شِعْره يزيدُ بن خَذّاق، فقال: هَل للفتى من بناتِ الدهر مِن وَاقِي أم هل له من حِمام المَوْتِ من رَاقِ قد رَجَّلونيْ وما بالشَّعر من شَعَثٍ وألبَسوني ثِيَاباً غيرَ أخْلاقِ وطَيَّبوني وقالوِا: أيّما رَجُلٍ! وأدرَجوني كأنّيْ طيّ مخْرَاقِ وأرسَلوا فِتْيَةً من خيْرِهِمْ حَسَباً لِيُسْنِدُوا في ضرَيح القَبر أطباقي وقَسّمُوا المالَ، وارفضّت عوائدُهم، وقال قائلُهُم: ماتَ ابن خَذّاقِ هَوِّن عليك ولا تُولَع بإشفاقِ فإنّما مالُنا للوارثِ الباقِي ومنهم مالك ابن الرَّيْب، الذي رثى نفسه بقصيدةٍ مطلعها: ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً بجنبِ الغضَى أزْجِي القلاصَ النّواجِيا وتبدأ الأبيات المؤثرة بقوله: تقولُ ابنتي، لمّا رأتْ طولَ رحلتي سِفارك هذا تاركي لا أَبا ليا تذكرتُ من يبكِي عليَّ فلمْ أجِد سِوى السَّيف والرُّمح الردينيّ باكِيا فيا صاحبَيْ رحلِي، دَنا الموتُ فانزِلا برابيةٍ، إني مقيمٌ لَياليا أقيما عليَّ اليومَ أو بعضَ ليلةٍ ولا تعجلاني، قد تبيَّنَ شانِيا وقُوما، إذا ما استلَّ روحِي، فهيِّئَا ليَ السِّدرَ والأكفانَ عند فَنائِيا وخُطّا بأطراف الأسنة مضجعي ورُدَّا على عينيَّ فضل ردائيا ولا تحسداني، بارك الله فيكُما، مِن الأرضِ ذاتِ العَرض أنْ تُوْسِعا لِيَا خُذانيْ فجُرَّاني ببُرديْ إليكُما فقدْ كان قبلَ اليوم صعباً قيادِيا وبما أننا نتحدث عن الرثاء، فلا بد أن نتذكر رثاءً من نوع آخر، هو رثاءُ الممالك والمدن الزائلة، وقد كثر هذا اللون من الرثاء في الأندلس، وكلنا يتذكر قصيدة أبي البقاء الرندي في رثاء الأندلس التي منها: لكلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نقصانُ فلا يُغرَّ بطيبِ العيشِ إنسانُ هي الأمورُ كما شاهدتُها دُوَلٌ مَن سرّه زمنٌ ساءته أزمانُ وهذه الدارُ لا تبْقي على أحدٍ ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ فجائعُ الدهرِ أنواعٌ منوَّعةٌ وللزمانِِ مسرّاتٌ وأحزانُ وللحوادثِ سُلوانٌ يسهِّلُها وما لِما حلَّ بالإسلامِ سُلوانُ حتى المحاريبُ تبكي وهْيَ جامدة حتى المنابرُ تَرثي وهيَ عيدانُ لمثل هذا يذوبُ القلبُ مِن كمَدٍ إنْ كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ وهكذا.. كنّا في جولةٍ سريعة، مع أبٍ مفجوعٍ، وأمٍّ ثكلى، وأختٍ نائحةٍ، وولدٍ يبكي، وعينٍ تهمي، ورأينا كيف أنّ الأحزان جعلت قرائح الشعراء تتفجر بأعذب المراثي التي بقت على مرّ الزمان، وسيبقى هناك رثاءٌ مادام هناك فراق ووداع. ونسأل الله أن يجعل احزاننا افراحاً وأن يحسن لنا الخواتيم إنه ولي ذالك والقادر عليه . موقع الألوكة : ( بتصرف )
__________________ قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أم المراثي | بقايا جروح | قصائد منقوله من هنا وهناك | 12 | 04-20-2007 12:26 AM |