|
علم النفس الشخصية، وتكوينها، وتطورها، ووسائل تحليلها, اختبارات نفسيه, مواضيع عن علم النفس, دكتور نفساني. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||
| |||||||||
حالات نفسية وعلاجها
999اولا : الرهاب الاجتماعي الحالة الاولى بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فيمكن تلخيص الأمور التي تعاني منها –حسب الأعراض التي أشرت إلى وجودها– بأمرين اثنين: 1-عدم الثقة بالنفس. 2- الرهبة والخوف من الاجتماع بالآخرين (الرهاب الاجتماعي). والظاهر أن منشأ هذين الأمرين في نفسك، هو طبيعة الحياة التي مررت بها في طفولتك، فأنت كنت تخشي من أن تقع تحت تأثير السحر، أو على الأقل حصول ضرر لك بسبب مقصود من الآخرين، فولد هذا الخوف لديك شعوراً بأنك ضعيف تحتاج إلى الحذر من كل شيء، وبأنك لا تستطيع حماية نفسك. ومن الأمور المترتبة على ذلك هو انعزالك وعدم مشاركتك في المجالس المعتادة مع الناس، نظراً لتأصل هذا المعنى في نفسك، فأدى هذا بصورة تلقائية إلى ميلك للعزلة، وعدم وجود الانطلاق في محادثة الآخرين والاجتماع بهم، وهذه نتيجة طبيعية لانعزالك وتوحدك الذي كان سببه الخوف القديم الذي أشرت إليه. إذن فقد عرف السبب، وإذا عرف السبب بطل العجب، والحل إن شاء الله تعالى في اتباع هذه الخطوات: 1-الاستعانة بالله والتوكل عليه، ودعائه واللجوء إليه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله). 2- النظر والتأمل في حقائق الأمور، والتمييز بينها وبين الأوهام والوساوس، فمثلاً شعورك بأنك أنت الأدنى، وأن الآخرين هم الأفضل والأعلى، لا بد أن تمعن النظر فيه وتحقق الصواب في حقيقته، فمثلاً خذ مثالاً على ذلك بعض من تعلم أنه أدنى منك، ثم اعقد مقارنة بينك وبينه متبعاً أسلوب (الحصر والكتابة) بحيث تحصر ما لديه من قدرات وصفات وتكتبها، وما لديك أنت، فما هي النتيجة في هذه الحال؟ سترى أنك أفضل منه، مثلاً دينياً وعلمياً وخلقياً، فيثبت بذلك أنه لا التفات إلى هذا الشعور بأنك أدنى منه، ثم خذ رجلاً أنت على قناعة أنه يفوقك في هذه الأمور، وقيد بالكتابة صفاته وصفاتك، فستجد أنه يفوقك ويتميز عنك؟ فما هل الحل والموقف السليم؟ الجواب: أن تكتب سأحسن من حالي وأزيد من اجتهادي في طلب معالي الأمور، فبهذا ينتج لديك أن من هم أدنى منك، هم ليسوا بأفضل منك، ومن كان أفضل منك، فسوف تحاول التحسين من صفاتك وقدراتك لتكون أنت الرجل المثابر المجتهد. فهذا كمثال للتخلص من هذا الشعور، وليس المراد بأن تجعل همك وقصدك هو عقد المقارنات بينك وبين الناس، فانتبه وتفطن. 3- وأما الخوف من الخطأ وحصول الارتباك لأجل ذلك، فإن الطريق هي تعويد النفس على أمرين: الأول: الشجاعة وعدم الالتفات إلى التردد، وذلك بأن تقدم على الكلام بطلاقة ودون تحفظ. والثاني: حصول القناعة أنه لا مانع من الخطأ، وإنما العبرة بعدم الاستمرار فيه، وكل هذه المعاني يعينك عليها مرافقة الإخوة الصالحين أصحاب الدين والمروءة والعقل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله). فطريق التخلص من الرهاب الاجتماعي، بل وعلاج كل ما تقدم،، هو اعتماد أسلوب المواجهة، وعدم الخوف من اللقاء، فعود نفسك على كثرة المواجهة، وعلى الكلام دون مراعاة لكيفية النطق أو الحركات، بل تكلم واجعل همك في الكلام دون أن تشرد بذهنك إلى مواضع أخرى، هذا مع ملاحظة الإكثار من النشاط الجماعي، كالمشاركة في حلقات جماعية لتلاوة القرآن، وكحضور صلاة الجماعة في المسجد، بل وحتى في النشاط الرياضي، فالحرص على المخالطة والمواجهة في مثل حالتك يعين كثيراً. وبهذا تعلم أنه لا حاجة لك لحساب المصاريف والأموال لعلاج نفسك، لأن العلاج –إن شاء الله تعالى– قد جعله الله بين يديك، فابذل وسعك واجتهد في تحصيله، ولا تطلب النتائج السريعة، بل اصبر وتمهل وعامل نفسك برفق لتصل إلى ما تريد، وبانتظار رسالتك القادمة، ونسأل الله لك الشفاء والعافية. وبالله التوفيق والسداد. الحالة الثانية : بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإن هذه الأعراض التي تعاني منها جميعًا مرجعها إلى أنك تعاني من الرهبة الاجتماعية ومن الوساوس أيضًا، فهذا الخوف الذي تجده في نفسك من الخروج من منطقتك ومن السفر، بل وشعورك (بالإحباط) و(فقدان الذات) كل ذلك مرجعه أصلاً إلى شعورك بالرهبة والخوف، ومرجعه أيضًا إلى وسوسة تجدها في نفسك من الخوف من المجهول، وهذان الأمران (الرهبة والوسوسة) جعلاك تبدو رجلاً مهزوز الشخصية لا تحسن الثبات على قرار، بل وأثر ذلك في قوة تركيزك أيضًا، والنتيجة هي (قلة ثقتك بنفسك أو انعدامها تمامًا). وبهذا (التحليل) يظهر السببان الرئيسان من جميع ما تعاني منه، ويظهر أيضًا أن عنايتك لا بد أن تتوجه إلى علاج هذين الأمرين، لأنهما هما السبب فيما تجده من سائر الأعراض الأخرى. ومما ينبغي أولاً أن تنتبه له أن علاجك ميسور وليس بالصعب بحمد الله تعالى، ولكن المطلوب هو الالتزام بهذا العلاج الذي يتمثل في أصلين اثنين: الأول: العلاج السلوكي الظاهري. والثاني: العلاج السلوكي الباطني. فالعلاج السلوكي الظاهري والباطني كلاهما يحتاج منك خطوة قوية في إصلاح علاقتك بالله، نعم؛ فلا بد من أن تستمد المعونة من ربك، ولا بد أن تستمد الثقة منه جل جلاله، وأهم شيء محافظتك على الصلاة، فهي أول ما تحاسب عليه يوم القيامة، وعلى قدر توجهك إلى الله على قدر حصولك على الشفاء الكامل، فإذا أردت أن (تبني شخصيتك) فابنها من خلال حسن تعاملك مع الله، قال تعالى:{ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب}. فالمؤمن قوي في عزيمته، عالٍ في همته؛ لأن مصدر القوة هو الذي يمده بالقوة في نفسه وفي قلبه، فتدبر هذا المعنى وأوله عنايتك الكاملة. والخطوة الثانية: وهي العلاج السلوكي الظاهري، فيكون باتباعك (أسلوب المواجهة) فمثلاً المطلوب منك ألا تستسلم لشعورك بالخوف أو التردد سواء عند خروجك من البلدة، أو عند توجهك للعمل مثلاً، فلا بد أن تعود نفسك أن تكون صاحب عزيمة ماضية لا تردد فيها، ومن هذا المعنى تعويد نفسك على لقاء الناس، والمشاركة الجماعية معهم، ويكفيك من ذلك حضور صلاة الجماعة في الصلوات المفروضة، ومشاركتك مثلاً في حلقة لتجويد القرآن، بل وحتى في الأنشطة الرياضية، ويصلح أن تختار الأنشطة الجماعية منها، وبهذا يتلاشى لديك الشعور بالرهبة، حتى ينعدم بإذن الله تعالى. وأما العلاج (بالسلوك الباطني) فنعني به توجهاتك النفسية الداخلية كالتفكير والرضا والغضب والقلق والهدوء، ونحو ذلك..، فالمطلوب منك أن تحاول عدم الانفعال الذي لا داعي له، فمثلاً عندما تشعر بالارتباك وضيق التنفس لأجل رهبتك من موقف من المواقف، حاول أن تسترخي وأن تفكر في أنه لا داعي للقلق أصلاً.. فلماذا الرهبة والقلق من لا شيء؟!! فاعمل على الاسترخاء وعلى ذكر الله تعالى وتسبيحه لكي يكون لك زادًا يطمئنك، قال تعالى:{ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، هذا مع الاعتدال في تناول المواضيع التي تفكر فيها، بحيث أن تتناول الموضوع بحسب درجة أهميته، ولا تقفز من موضوع على آخر حتى تعطيه حاجته المعتدلة وتنتهي منه، ثم تنتقل لموضوع آخر. ويمكن الاستعانة بطريق كتابة المواضيع خطيًّا والنظر فيها واحدًا واحدًا، مع التزام عدم السرحان والتيقظ لتداخل الأفكار في ذلك. ونؤكد عليك في هذا المقام حسن اختيار الصحبة الصالحة التي تفيدك في كلا الأمرين اللذين تعاني منها، فالرفقة الصالحة دواء لا عناء فيه، فاحرص عليها. ونود أن تعيد الكتابة إلينا بعد شهر من الالتزام الكامل بهذه الوصايا، ولو تكرمت بالإشارة إلى رقم الاستشارة في كتابتك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد. وبالله التوفيق. هذا ما عندي والباقي عليكم |
#2
| ||
| ||
رد: حالات نفسية وعلاجها الحالة الثالثة: بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ بنت المدينة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإن هذه الكلمات القليلة التي شرحت فيها مشكلتك ومعاناتك تدل بوضوح على أنك بحمد الله تعالى مدركة لطبيعة المشكلة ومدركة كذلك لأسبابها، فشعورك بعدم الثقة بنفسك، وأنك ناقصة عن الناس، مرد ذلك إلى ما تعرضت له في طفولتك من المعاملة والتربية في محيطك الأسري والاجتماعي، فهذه المواقف التي أشرت إلى أنها أثرت في نفسك وجعلتك تشعرين بالإحباط والتحطم هي التي ولَّدت في نفسك الشعور بعدم الثقة والشعور بالنقص، ومع هذا فإننا نلمس بوضوح بأنك بحمد لله استطعت أن تفلحي في تغيير كثير من هذه المشاعر إلى الأحسن والأفضل، مع أنك إلى هذه اللحظة تعانين من شعور من الرهبة الاجتماعية تؤدي إلى اختلاط كلامك واضطرابك، وربما صاحب ذلك بعض الارتباك الذي قد يظهر على صفحات وجهك، كتغير لونك مثلاً أو شعورك ببرودة الأطراف، أو تسارع دقات القلب، ونحو ذلك من الأعراض التي غالبًا ما تكون صاحبة لمثل هذه الحالة. ونحن نبشرك أنك بحمد الله تعانين من حالة خفيفة أمرها ميسور وعلاجها أنت قادرة عليه بإذن الله تعالى، فدونك هذه الخطوات السهلة الهينة، فاعملي بها واحرصي عليها؛ فإن فيها شفاءك بإذن الله تعالى: 1- عليك بتقوية علاقتك بالله تعالى، فعلى قدر قرب من ربك واستعانتك به والأخذ بطاعته، على قدر شعورك بالقوة والثبات، فقلب المؤمنة القريبة من ربها قلب ثابت رابط الجأش، ونفسها صاحبة عزيمة نافذة؛ لأنها تستمد قوتها من قوة الله تعالى والاستعانة به، فهي ترتكن إلى الركن العظيم، وإلى مدد الله تعالى وتوفيقه؛ فاحرصي على تقوية علاقتك بالله، وعلى قوة اعتماد قلبك عليه، وستجدين السكينة والطمأنينة تغشاك، قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}. 2- الحرص على اتباع أسلوب المواجهة الاجتماعية وذلك بتعويد نفسك على المخالطة الاجتماعية المناسبة، فليس المطلوب هو كثرة الاختلاط الذي يشوش الذهن ويقلق النفس، ولكن المطلوب هو أن تكون لك علاقة اجتماعية تعينك على التعود على المخالطة والاجتماع، فأول ما تبدئين به هو الحرص على مخالطة الأخوات الصالحات، لا سيما من تميل نفسك إليهنَّ، وتفرح وتأنس بهنَّ، مع الحرص على المشاركة الجماعية في الأنشطة الممكنة، سواء كانت دعوية أو دراسية، بل من أنفع ذلك إقامة حلقة جماعية لتجويد القرآن ومطالعة علومه، فإن في هذا شحذ لهمتك، وتقوية لقدراتك الاجتماعية، مع الحرص على عدم التهرب من أي مواجهة اجتماعية تقتضي حضورك، فأسلوب المواجهة الاجتماعية هو الأسلوب الأمثل في علاج هذه الرهبة التي لديك. 3- لا بد من التأمل في حقيقة شعورك بالنقص وأنك دون الناس، فأول ما تدفعين به هذا الشعور هو أن تنظري إلى أنه وهم كاذب، فأنت تدركين إدراكًا ظاهرًا قويًّا أنه مجرد وهم، فهل يصح التشبث بالأوهام! إذن فطريق دفع هذا الشعور معرفة أنه وهم ووسوسة من الشيطان، فعليك بإمعان النظر في هذا المقام وتدبره. وأيضًا فإن تفكيرك الذي تشعرين بسببه أنك لو خطبت فلن توافقي؛ لأنك لن تحسني الكلام أو التصرف، فيكفي في دفعه أن تعزمي عزمًا أكيدًا على اتباع ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، والذي أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو الموافقة على صاحب الدين والخلق، فهذا أمر. والأمر الثاني: أن تتأملي في أن هذا، إنما هو مصيدة وحيدة من الشيطان ليفوت عليك ما يصلح دينك ودنياك. والأمر الثالث: أن العاقل لا يستسلم للخطأ والوهم مع معرفته بهما، فبذلك يحصل لك قوة في نفسك، وثبات على اتباع الرأي الصواب الذي لا نشك أنك سوف تتبعينه إن شاء الله. ونسأل الله عز وجل أن ييسر أمرك وأن يشرح صدرك. وبالله التوفيق. الرابعة : بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ doaa حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإن هذه الحالة التي تعانين منها هي بالفعل حالة جديرةٌ بالاهتمام، وجديرةٌ بأن تبحثي لها عن مخرج يريحك منها لا سيما وأنت - بحمد الله عز وجل - مقبلة على مقابلة أهل الخاطب، ثم بعد ذلك تصيرين زوجة وأماً للأولاد، ولك من العلاقات الاجتماعية مع أهل زوجك وأقاربه ما هو لا بد منه ولا بد من التهيئة له. ونحن نبشرك ببشرى عظيمة وهي أن هذه الحالة ليست حالة صعبة بحمد الله تعالى، وأن إمكان الخروج منها ممكن بإذن الله تعالى. وأما سببها فهو في الغالب راجعٌ إلى طبيعة التربية والتنشئة الأسرية خاصة إذا كان من أهل بيتك من يعاني من شيء قريب من هذا الوضع كالرهبة الاجتماعية أو التلعثم في الكلام ونحو ذلك. ويدخل في هذا - أيضاً - التعرض لمواقف محرجة في طفولتك المبكرة كأن تكوني قد تعرضت لبعض المواقف التي هزت نفسك وأثارت فيها الاضطراب كالتعليق على بعض تصرفاتك، وإحراجك أمام جمعٍ من الناس سواء في المحيط الأسري أو في أثناء الدراسة، خاصة إذا صدر ذلك ممن هو محل تقديرك كالمعلمة، أو بعض كبار الأهل كالوالدين أو الأخوة الكبار ونحوهم ... فكل ذلك قد يزرع في نفسك شيئاً من الاضطراب وعدم الثقة بالنفس. وأما عن الخطوات التي تعالجين بها هذا الأمر، فإننا نبشرك - أيضاً - بأنها خطوات سهلة ميسورة، فأنت لا تعانين من مرض نفسي بحمد الله تعالى، بل المطلوب منك هو عزيمة قوية على تطبيق هذه الخطوات، وهي كالتالي: 1- أول ما يتجه إليه قلبك وعزيمتك هو الاستعانة بالله والتوكل عليه وطلب المعونة منه، فإن أردت أمراً صغيراً فاستعيني بالله، وإن أردت أمراً عظيماً فاستعيني بالله، فاجعلي توكلك على الله أول ما تفزعين إليه في عامة أمورك، فإنك إن فعلت ذلك فقد كفيت كل شيء، قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} أي فهو كافيه، ومن الدعاء الحسن القوي: {رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل العقدة من لساني}، (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين). 2- قد أشرنا إلى أن هذه الحالة قد يكون مرجعها إلى شيء من قلة الشعور بالثقة في النفس، فالمطلوب أن تستمدي ثقتك بنفسك من ثقتك بالله، وطريق ذلك هو تقوية علاقتك بالله، فالعناية والمحافظة على طاعة الله تورثك ثقة في نفسك، وثباتاً في قلبك، وقوة عزيمة ماضية في أفعالك، لأن قلب المؤمنة قلب مطمئنٌ واثقٌ مليءٌ بالسكينة والرحمة، فاحرصي على رعاية حدود الله تعالى والعمل بطاعته، وأنت كذلك إن شاء الله. 3- عليك أن تعيدي النظر وأن تجولي بخاطرك في قدراتك، فمثلاً أنتِ بحاجة إلى تقوية ثقتك بنفسك بأسباب يسيرة، وذلك كأن تنظري إلى إنجازك الذي وصلت به - بحمد الله تعالى - إلى أن تصبحي معلمة للغة العربية التي لا يخفى عليك فضلها وقدرها، وأن المتخصص فيها يحتاج إلى عزيمة ومطالعة ومثابرة. إذن؛ فأنتِ لديك القدرات التي تجعلك قادرة على تنفيذ غاياتك وأهدافك، وأيضاً فأنتِ مرغوبة مطلوبة محبوبة، وما تقدم هذا الخاطب وأهله لطلب يدك إلا ما علموا عنك من خير وفضل فرغبوا فيك، وأيضاً فتأملي في قدرتك على التفكير السليم، وكيف أنك بحمد الله تتجنبين الوقوع في مشاكل يقع فيها الكثير من النساء ويتلطخن بها كالعلاقات المحرمة وخفة العقل وطيش الأفعال، وأنت بحمد الله مصونة بعيدة عن كل ذلك. فبهذا النظر يحصل لك اعتدال في تقييم نفسك وقدراتك فيؤدي ذلك إلى مزيد الثقة في نفسك، وفائدة هذه الخطوة هو أن عدم قدرتك النظر في وجوه من تخاطبينهم - حتى الطالبات اللاتي تدرسينهنَّ - راجع إلى قلة الثقة في النفس، فلا بد أن تعملي على تقوية ثقتك بنفسك. ويدخل في هذا المعنى أن تحددي أهدافاً ممكنة سهلة ثم تنجزينها، فهذا يزيدك قوة وثباتاً وثقة في نفسك، لا سيما إن قمت بعد ذلك بشكر الله تعالى بالصدقة والصلاة والدعاء، ثم كافأتِ نفسك مثلاً بشراء شيء تحبينه من طعام أو تحفة أو منظر جميل لأن كل ذلك يربي في قلبك القوة، ويزرع في نفسك الثقة، فتأملي هذا المقام. 4- وهي من أهم الخطوات: أن تجعلي تفكيرك أثناء الكلام مع الناس منصباً على معنى الكلام وعلى فحواه لأن شعورك بصعوبة النظر في وجه الناس عند الكلام راجعٌ إلى تفكيرك بأن المتكلم معكِ ينظر إليك وإلى تصرفاتك، وأنه يُقيِّم كلامك وأفعالك ومنظرك فيحصل بذلك لك الحرج فتخفضين عينيك حتى أنه ربما فعلتِ ذلك مع الأطفال الصغار، فالمطلوب هو أن تجعلي تركيز قلبك وفكرك على معنى الكلام، وأن تطردي من ذهنك أي تفكير يتعلق بتقييم الناس لمنظرك أو كلامك أو حركات يديك أو ملابسك ونحو هذه المعاني، ولعلك تجدين أن هذا الوصف الذي أشرنا إليه هو بالفعل ما يحصل لك في كثير من الأحيان عند الكلام مع الناس وخاصة الذين تتعرفين عليهم لأول مرة، فانتبهي لهذا المعنى، وجربي أن تضبطي تركيزك وأن تجعليه منصباً لمعنى الكلام، فإذا تكلم المتكلم ففكرك مشغولٌ بمعنى كلامه، وإن تكلمتِ فقصدك إيصال المعنى دون أن تتقيدي بحركات معينة، أو أن تفكري في هيئتك أو طريقة كلامك. 5- حاولي أن تجربي مثل هذه الأمور وهي النظر في وجه المتكلم مع أعز الصاحبات، فتبدئين معهنَّ في الكلام على الوصف الذي أشرنا إليه وتجربين ذلك، وتقاومين رغبتك في أن تصرفي بصرك، فمرة تلو مرة ستجدين أن ذلك خف عليك وإن كان أول الأمر قد يسبب شيئاً من الإحراج والثقل على نفسك، فلا تخافي ولا تقلقي. 6- لا بد من معرفة أن الحياء نعمة من الله ... بل هو من أعظم النعم، فليس المطلوب هو أن تكوني جريئة كثيرة الكلام قوية العين، ولكن المطلوب هو المعاملة العادية التي اعتادها كرام الناس، وأما غض طرفك أحياناً عن المتكلم معها من صاحباتك مثلاً فالقليل من ذلك لا يضر بل هو من أخلاق الناس، حتى قال بعضهم مادحاً هذا المعنى: يغضي حياءً ويغضا من مهابته *** فلا يلكم إلا حين يبتسم ومعنى يغضي أي يخفض بصره عند الكلام مع الناس حياءً وتكرماً، فالمطلوب هو الاعتدال. 7- عليك بالهدوء النفسي وعدم القلق، فمثلاً إذا قابلتِ أهل خاطبك فلا تجزعي وتصرفي على حسب طبيعتك، فسواء خفضت بصرك أم لم تخفضيه فالأمر سهل إن شاء الله لأن الناس العقلاء يقدِّرون حياء الفتاة في هذا الموضع بل ربما رَغَّبَهُم ذلك فيها، غير أن السلام والسؤال عن الحال والرد على الاستفسار مطلوب بكلام لطيف يسير مع النظر أحياناً إلى وجه المخاطب، فلا تقلقي إذن واستعيني بالله، واجعلي من دعائك إذا استصعبت أي أمر (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأن تجعل الحزن إذا شئت سهلاً). ونحن بانتظار رسالة منك بعد أسبوع من تطبيق هذه الخطوات لنتابع حالتك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد. وبالله التوفيق. |
#3
| ||
| ||
رد: حالات نفسية وعلاجها ثانيا : الاكتئاب : الحالة الاولى: بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ MARWAN حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فنسأل الله العظيم أن يذهب همك وأن يغفر ذنبك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا. فإن الهموم والأحزان قد تفشت في هذا الزمان الذي تكالب فيه الناس على الدنيا وركزوا فيه على راحة الجسد وأهملوا جانب الروح، ولا شك أن أهل الإيمان في عافية كبيرة من هذه الأمراض، وإن حصل وأصيبوا بها فإنها سرعان ما تزول لإيمانهم بالله وحرصهم على ذكره وطاعته وتلاوة كتابه، وقد أحسن قائل السلف عندما قال: "عجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله تعالى: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)[الأنبياء:87] فإني وجدت الله يعقبها بقوله: (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)[الأنبياء:88] فهي ليست لنبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولكنها للمؤمنين في كل زمان ومكان إذا ذكروا الله بهذا الذكر المبارك (وكذلك ننجي المؤمنين)، وعجبت لمن ضاق صدره ولم يفزع إلى قول الله تعالى: (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)[الحجر:97 – 99]، ولا عجب فإن التسبيح والذكر يطردان الشيطان والسجود يغيظه فيعتزل ويبكي ويقول: أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فلم أسجد فلي النار، فإن الهموم والأحزان من الشيطان الذي همَّه وشغله (أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون)[المجادلة:10]. أما الأدعية الواردة في السنة فمنها ما يلي: (1) قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدَّين وقهر الرجال". (2) وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي، إلا أذهب الله همَّه وحزنه وأبدله مكانه فرحًا". فإذا اشتدت عليه الهموم فإنه يدعو بدعاء الكرب أيضًا وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم"، ويقول أيضًا: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت". ومما يساعد على إزالة الهموم الإكثار من ذكر الله وتلاوة القرآن والإكثار من الاستغفار والابتعاد عن الذنوب والمعاصي؛ فإن لها آثارا سيئة، ومن تلك الآثار أنها تورث ظلمة الوجه وضيق الصدر، وقلة الرزق (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا)[طه:124] ويقول تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)[الشورى:30]. والمؤمن يرضى بقضاء الله وقدره ولا يندم على ما فات فيسد بذلك الباب على الشيطان، وفي الحديث: "وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان"، "وعجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له". وإذا علم المؤمن أن الدنيا هي جنة الكافر وسجن المؤمن وأنها دار ابتلاء هان عليه ما يلاقي من العنت، وإذا تذكر لذة الثواب نسي ما يجد من آلام، وإذا أصيب المؤمن بمصيبة فإنه يتذكر مصيبة الأمة بالنبي صلى الله عليه وسلم فتهون عنده مصائبه، كما أن النظر إلى أهل البلاء فيه أحسن العزاء، وأنت ولله الحمد ممن يقرأ القرآن، وهذا دليل خير فيك، فلا داعي للانزعاج ولا مانع من البحث عن أسباب هذا الهم، وإذا عرف السبب بطل العجب وسهل إصلاح العطب. والله الموفق. الحالة الثانية : في فترات متقاربة يأتيني إحساس بالإحباط، وأني لا أستطيع أن أحقق أحلامي في الدنيا، ويبدأ إحساس بالفشل، ولا أستطيع القيام بعمل أي شيء ، وأشعر بأني ضعيفة ، وأتمنى الموت، مع أني فتاةٌ متدينة والحمد لله. أود أن أقول أني لا أريد أن أتعالج بالعقاقير؛ لأني خائفةٌ من إدمانها، أريد فقط خطوات أعملها، ومن خلالها أتخلص من الاكتئاب نهائياً، وأواصل مسيرة حياتي بنجاح. وجزاكم الله كل خير. الجواب الأخت الفاضلة/ دى حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، يمكنك أن تقومي بتطبيق ما يُعرف بمبادئ العلاج المعرفي، حيث أن العلاج السلوكي المعرفي في كامل هيئته لا بد أن يكون عن طريق المتابعة مع معالج نفسي. المبادئ الأساسية هي أن تقومي بتحديد كل فكرة سلبية واكتئابية، ثم بعد ذلك تأتين بالفكرة المضادة لها، وتكرري هذه الفكرة عشرات المرات مع نفسك، ثم بعد ذلك تقومي بوضع برامج يومية قائمة على تنفيذ الواجبات الاجتماعية والمنزلية والعملية دون أي مساومة أو تهاون مع النفس . من الضروري أيضاً الانخراط وبصورةٍ جادة في أي أعمال ونشاطات اجتماعية مفيدة . من الأساليب السلوكية أيضاً البحث عن الإيجابيات الموجودة في شخصيتك، ومحاولة تضخيمها وتجسيدها . الثالثة : أرجوكم ساعدوني أنا طالبة عمري 19سنة بالجامعة تمر الأيام والشهور والسنين وأنا على نفس الحال أنا فيني اكتئاب شديد لدرجة كرهي نفسي، ويصير عندي شك بالذي حولي، أصير أحس بأنهم لا يحبونني. والاكتئاب يصيبني 4 أو 5 أيام في الأسبوع، والاكتئاب سبب لي حاله أني مستعدة أن أقول شيئا مما صار لأجل أن البنت التي أقول لها أني مكتئبة تشفق علي، وتهتم فيني، وأنا يزيد اكتئابي عندما أتذكر أنني قاعدة أخدعها وأخدع غيرها بقصص وهمية، وأحس أنهم ضحايا. وعندي مشكلة ثانية أرجوكم ساعدوني! أعلم أن هذا الشيء صار بإرادتي لكن والله ندمانة ندمانة، أنا كانت لي علاقة بشاب ومارسنا الجنس على التلفون، وأنا لا أنام من خوفي من ربي، ولأني خدعت ربي وأهلي، وهل الذي صار زنا؟ أنا تعبانة نفسيا، غير قادرة أن أنسى، وصار عندي خوف من الرجال، وأنهم ذئاب، وأني لا أريد أن أتزوج، أرجوكم ساعدوني، وأنا لا أصلي من 6 سنوات، وكلما أحاول أن أصلي يوما أترك الصلاة اليوم الثاني. أنا لا أنام الليل خائفة لأني ما أصلي، ولأني خنت ربي وأهلي، أرجوكم ساعدوني لأنني عندما أكتئب صرت أصل لفكرة الانتحار، وأنا عندي مشكلة منذ أن صار ما صار مع ذلك الشاب، فلم أعد أقدر على الدراسة، ووصلت لدرجة أني طلبت من أهلي أن أطلع من الجامعة من غير أن أقول لهم الأسباب. أرجوكم ساعدوني. الجواب الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإنك الآن تعيشين وضعاً نفسياً مرهقاً ومتعباً، وقد قاربت أن تصلي إلى حد الانهيار والتحطم النفسي، فأنت تعيشين قلقاً شديداً بسبب شعورك بالذنب، بل شعورك بأنك خائنة ربك ودينك وأهلك، ولديك شعورك كذلك بأنك فتاة تعيسة تبحث عن يد لترحمها وتشفق عليها، فلذلك أنت تستجلبين شفقة صاحباتك ولو بقصص وهمية غير واقعة. إذن أنت تشعرين بالحاجة الشديدة لليد الحنون التي تعطف عليك وتمسح عنك كل هذا العناء، وفوق ذلك كله، أنت تعانين خوفاً من عقاب الله تعالى بسبب معاصيك التي أعظمها ترك الصلاة التي هي عماد هذا الدين. إذن فلا بد من حل عاجل، ولا بد من خطوة جادة لتخرجي من كل هذا البلاء، فهل تريدين هذا الحل؟! وهل تريدين الخروج من هذه الحياة المظلمة؟! إن الحل أمامك واضح وجلي، وليس فيه لبس أو شبهة، إن الحل أن تصلحي شأنك مع الله، إن خروجك من كل هذه الحياة المقلقة هو أن تبدئي صفحة جديدة مع ربك، فإن كنت تريدين الطمأنينة والسكينة، فإن الله تعالى يقول: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}. وإن كنت تريدين الخروج من هذه الحال فإن الله تعالى يقول: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} فلما ابتعدت عن الله وتركت صلاتك، حصل لك وحشة من نفسك، وحصل لك ضيق في صدرك، بل وفي حياتك، فانتبهي –يا أختي– انتبهي واحذري، فإن طريق الشيطان مظلمة، وسبيل الرحمن منورة آمنة، فاسلكي سبيل القرب من الله، والأنس بطاعته، والاعتزاز بالاحتماء به، والركون إليه، فحينئذ ستجدين التوفيق في حياتك، والتوفيق في نفسك وقلبك، بل وفي شعورك أيضا. إن عليك أن تعلمي أن هذه الحادثة التي وقعت لك مع هذا الرجل العابث الفاسد، ليس علاجها هو قتل النفس، ولا علاجها هو كراهية الزواج مطلقاً، بل علاجها هو التوبة الصادقة، التي تغسل الذنب، وتمحو الخطيئة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). فلا بد من أن تصلحي ما بينك وما بين الله تعالى، ليصلح لك الله تعالى عامة أمورك، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ من أمره يسراً} فأول ما تبدئين به، هو الرجوع إلى الصلاة، هذه الصلاة التي هي صلتك بربك، فتبدئين يومك بالقرب من الله بها، وتنهينه بالقرب من الله بها أيضاً، فحافظي عليها، فإن من ضيع صلاته فقد ضيع دينه، وحافظي على الرفقة الصالحة من الأخوات الصالحات، واحذري تماماً رفقة السوء، التي لا تزيدك إلا بعداً عن الله تعالى. ونوصيك أيضاً بدوام مراسلة الشبكة الإسلامية، والاستفادة من توجيه إخوانك فيها، فاعزمي وتوكلي على الله تعالى، وبادري إلى نداء الله تعالى لك: {قل يا عبادي الذنب أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم} فهل سوف تستجيبين لهذا النداء؟. ونسأل الله تعالى لك الاستجابة العاجلة، والتوبة الصادقة، وأن ييسر أمرك في الدنيا والآخرة. الرابعة : السلام عليكم قبل رمضان تعرضت لصدمة فكانت سببا في مرضي وتعرضي للاكتئاب والخوف؛ مما سبب لي اختناقا بالليل، وعدم القدره على التنفس، وأصبحت أحس بآلام في صدري، وآلام في بطني، وأحس أني سأموت في هذه الساعة، والآن أحس بنبضات قلبي سريعة. فهل يوجد علاج لمرض الاكتئاب والخوف وعدم الإحساس بالعالم الخارجي؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا. الجواب الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فواضح أنك بحمد الله مدركة لطبيعة ما تعانين منه ومدركة أيضًا السبب في ذلك، فأنت تعانين من الخوف والرهبة (الخوف) الذي نشأ من هذا الحادث الذي تعرضت له فسبب لك قلقًا وحذرًا نفسيًا أدى إلى شعورك بالخوف، ثم تنوع هذا الخوف حتى صار يتعدى إلى الخوف من الموت والآلام ونحو هذه الأمور. وأما إشارتك إلى الاكتئاب الحاصل فهذا أمر عادة ما يكون مصاحبًا للقلق والخوف، فمن هذين ينشأ الاكتئاب، وكذلك الأعراض التي أشرت إليها، مثل: تزايد عدد ضربات القلب، وربما كذلك وقع لك ضيق في التنفس، أو برودة في الأطراف، أو زيادة في العرق، وكل ذلك أعراض تنشأ من هذا الأمر. وأما عن علاج ما تعانين منه فهو ممكن - بإذن الله - وسهل أيضًا؛ لأن ظاهر حالتك أنها ليست شديدة، بل هي من النوع الذي يمكن تخطيه وتجاوزه بسهولة - إن شاء الله - فإليك هذه الخطوات السهلة الميسورة فاحرصي عليها. 1- الاستعانة بالله تعالى وتفويض الأمور إليه، كما قال الخليل عليه الصلاة والسلام: {وإذا مرضتُ فهو يشفين}، وقال تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير}. وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله). فالمطلوب هو أن تفزعي إلى الله وأن تلهجي بالاستغاثة به حتى تكوني بدعائك مضطرة لرحمته فيأتيك الفرج عاجلاً، قال تعالى: { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}. ومما يشرع لك من هذا المعنى أن تصلي صلاة الحاجة، وهي صلاة ركعتين نافلتين، وبعد السلام تسألين الله الشفاء وثبات القلب، فاحرصي على هذا الموضع وتدبريه فإنه أصل الشفاء، فعلى قدر تعلق قلبك بالله على قدر ما يكون الشفاء عاجلاً نافذًا. 2- أن تراعي حالة الهدوء النفسي، فالمطلوب هو البعد عن الأسباب التي تؤدي إلى زيادة القلق أو إلى زيادة الانفعال نحو الغضب والحزن الشديد، بل حاولي تجنب هذه الأسباب قدر الاستطاعة حتى توفري لنفسك جوًّا هادئًا، مضافًا إلى ذلك العناية بالراحة البدنية مع ممارسة رياضة لطيفة كرياضة المشي مثلاً، أو بعض التمارين السهلة التي يمكن أداءها داخل المنزل، فهذا يقوي من نفسك ويعطيك أيضًا استجمامًا وراحة. 3- لا بد من الانتباه إلى كيفية الخروج من هذا القلق ومن هذا الخوف، فمنشأ الخوف من تزايد القلق، وسبب القلق الذي لديك هو الحادث الذي تعرضت له، فحاولي أن تغيبي هذا المشهد عن خيالك ولا تتفكري فيه، فإذا شعرت برغبة في التفكير فيه فتشاغلي عن هذا التفكير بأي عمل نافع كصلاة ركعتين إن أمكن، أو كقراءة القرآن، أو كالدعاء، أو حتى الاشتغال في الشؤون المنزلية أو الأمور المباحة كزيارة أخت لك في الله، فالمطلوب مراقبة هذه الخطرات وقطعها، وهذا موضع لا بد أن توليه تمام العناية، فإنه على قدر تخلصك من هذه الأفكار على قدر خروجك من هذا القلق بإذن الله تعالى. 4- عليك بمضادة هذا القلق وهذا الخوف، فإذا شعرت بالخوف من الخروج خارج المنزل مثلاً فلا تترددي بل امضي في طريقك، وحتى لو وجدت شيئًا من تزايد التعب النفسي أو البدني فأكملي المشوار، وبالتعود على هذه المواجهة ستخف حدة هذا الخوف وهذه الرهبة. 5- حاولي أن توجدي رفقة صالحة متميزة بالهدوء والأخلاق الحسنة، بحيث تكون مصدر طمأنينة لك، مع تمكينك من اكتساب الخبرة الاجتماعية، ومع اكتساب الشجاعة النفسية بالمخالطة والمعاشرة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله) رواه أبو داود. 6- مما يقتلع أصل الحزن والهم الدعاء، لا سيما الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو: (اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن عظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي)، فهذا الدعاء إن لزمته أزال أصل الهم من قلبك وأبدلك به الله فرحًا وسرورًا، كما قال صلى الله عليه وسلم، والحديث رواه الترمذي في سننه. 7- مراعاة معاملة النفس وملاطفتها بالطعام المرغوب، والملابس التي تبهج النفس، والفسح التي ترسها، فعليك بموادعة نفسك وملاطفتها في هذا الوقت كما تلاطفين أختك الصغيرة حتى تخرجي من حالة الهم والغم، وقد نبه صلوات الله وسلامه عليه على نحو من هذه المعاني في مواضع من كلامه الشريف صلى الله عليه وسلم. ونود لو تكرمت بالكتابة إلينا بعد عشرة أيام من تطبيق هذه الإرشادات لنتابع حالتك، ولو تكرمت بالإشارة إلى رقم الاستشارة، ونسأل الله لك فرجًا قريبًا وزوجًا صالحًا وأن ييسر أمرك في الدنيا والآخرة. وبالله التوفيق. المجيب : أ/ الهنداوي |
#4
| ||
| ||
رد: حالات نفسية وعلاجها ثالثا : القلق الحالة الاولى : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا متزوجة منذ سنتين ولم أنجب إلى الآن، وقبل الزواج تعرضت لمشاكل عديدة أثرت علي كثيرا وعلى نفسيتي، أصبحت كلما تأتيني نوبة القلق أبدأ في البكاء لمدة أيام، وتأتيني كل الأفكار الحزينة، أعاني من وجود كرة صغيرة على مستوى الرقبة من شدة القلق، وآلام حادة في الرأس. وفي هذه الأيام أعاني من آلام في الأذن، لست أدري هل السبب هو القلق أم شيء آخر؟ وبالإضافة إلى هذا أعاني من آلام في القولون، أرجوكم ما هو الحل الذي أستطيع من خلاله التغلب على القلق دون استعمال الأدوية الكيميائية؟ وما هو علاج القولون؟ وجزاكم الله خيرا. الجواب الأخت الفاضلة/ سوسو حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فظاهر جداً أن هذه المشاكل الكثيرة التي تعرضت لها قبل زواجك، قد أثرت فيك تأثيراً بالغاً بحيث إنك قد أصبحت صاحبة نفس (حساسة) و (صاحبة قلق) من وقوع المشاكل قبل وقوعها! فكثرة المشاكل وعنفها ترك في نفسك الشعور، بأن تتخوفي من وقوع المشاكل قبل وقوعها، ومن هذا المعنى، ما تعانينه الآن من تأخر الإنجاب بعد مضي سنتين على زواجك، فهنالك قلق في نفسك من أن تظلي بدون إنجاب ومن أن يؤدى ذلك إلى التأثير على ( زوجك ) وعلى بيت الزوجية كاملاً). مضافاً إلى ذلك شعورك ( بالوحدة ) وبعدم وجود من يساندك في محنتك – إذن فأنت الآن في ( صراع) مع هذه الأفكار التي أصبحت ملازمة لك صباح مساء، فأثر ذلك على صحتك، وانعكس على بعض المظاهر لديك، فقد تجدين في نفسك، عدم إقبال على لقاء الناس، وعدم وجود شهية للطعام، وربما كان العكس أيضاً فقد يزداد وزنك بإقبالك على الطعام، كوسيلة للفرار من الهم والتفكير، فهذا وذاك واقعات في كثير من الحالات. وأما عن سؤالك عن علاج القلق، فهو أولاً بأن تفزعي إلى الله تعالى، وأن تتوكلي عليه، وأن تضطري إليه اضطرار المسلمة التي تعلم أن لا ملجأ لها إلا بربها، وأن لا نجاة لها، إلا بخالقها قال تعالى : { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ }. فلا بد من تضرع ودعاء وإقبال على الله تعالى، فإذا أردت طمأنينة قلبك، فربك الكريم الرحيم يقول: { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فعليك بالتقرب من الله تعالى، لا سيما في رعاية الصلوات المفروضة وأدائها في أوقاتها، فإنها صلة لك بطاعة الله تعالى وبقربه، وهي راحة المؤمن ومفزعه في كل حين، هذا مع إلحاحك على الله تعالى، أن يعيذك من الهم والغم والحزن، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه دعاءً عظيماً لزوال الهم والغم). كما ثبت في سنن الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال : ( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي - إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً، فقيل يا رسول ألا نتعلمها؟ فقال ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. (يمكنك استبدال الكلمة الأولى عند الدعاء، فبدلا من: اللهم إني عبدك....الخ، تقولين: اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك....الخ الدعاء) والخطوة الثانية: هي الحرص على إجراء الفحص الطبي، الذي سوف يوقفك على حقيقة وضعك واستعدادك للإنجاب، خاصة وأن التأخر مع السلامة شائع وكثير – كما لا يخفى عليك. والخطوة الثالثة :- اتخاذ أسلوب تهدئه النفس و( عدم الانفعال) ، وعدم الانفعال الزائد، فحاولي أن تجلسي بأوضاع تكونين فيها هادئة النفس، وأن لا تتكلمي بأسلوب منفعل، مع تجنب أسباب الانفعال قدر استطاعتك. والخطوة الرابعة: تسلية النفس وإشغالها عن التفكير، وذلك بالحرص على عمل نافع يعود عليك بالخير في دينك ودنياك، كحفظ أجزاء من القرآن الكريم، وكسماع المحاضرات الإسلامية، بل وكتعلم بعض الأمور النافعة كتدبير الشؤون المنزلية وكتعلم فن الخياطة ونحو ذلك، فالمطلوب ( شغل النفس بالحق لئلاً تشتغل بالهم والتعب النفسي). ويدخل في هذا المعنى مصاحبة الأخوات والصديقات الصالحات اللاتي لا تسمعين منهن إلا الكلام النافع الطيب، فهذا من أنفع ما يسليك وينفعك في دينك ودنياك. ونود لو أعدت الكتابة إلينا بعد تطبيق هذه الوصايا، وإن أمكن أن يكون ذلك بعد ثلاثة أسابيع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يرزقك الذرية الطيبة الصالحة. الثانية : السلام عليكم انا مريض بمرض القلق النفسي الزائد اتوقع الاشياء وتكون لى اوجاع جسدية اذا توترة الهلع من اي شىء والله حالتى يعني مشكلة وذهب الى دكتور وصفي دوغماتيل في البداية تحسنت ولكن الان عودتني الحالة بالاوجاعه حتى وزني نقص الوسواس افكار غير مرغوبة الحمدالله على كل حال ماذا افعل اذا جاءة الاوجاع المفاجاء هل الحالة النفسية تسبب نقص بالوزن الجواب الأخ الفاضل/ مشاري حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فإن هذه الحالة التي تعاني منها يمكن أن ترجع إلى سبب رئيسي وهذا السبب هو ( القلق )، فأنت لديك توقع وخوف من حصول أي مشكلة أو ضرر يدخل عليك فيحصل بسبب ذلك لك قلق وتفكير كثير يؤدي إلى شعورك بالرهبة والخوف ثم بعد ذلك يحصل لك انفعال زائد قد يؤدي إلى شعورك بأوجاع وآلام نتيجة هذه الاضطرابات النفسية، وأيضًا فإن نقص الوزن قد يعود إلى الحالة النفسية أيضًا، فإن فقدان الشهية هو من الأعراض التي تكون مصاحبة للقلق، وهذا أمر معلوم لا يخفى، ومع هذا فإننا نود أن تقوم بالفحص اللازم عند الطبيب المختص ( الباطنية ) للتأكد من سلامة صحتك؛ فإن ذلك يفيدك ويشحذ همتك ويمنحك الطمأنينة ويدفع عنك القلق من جهة المرض البدني. وأما عن علاج هذا الذي تعاني منه فإن ذلك ممكن بحمد لله بل وميسور أيضًا فاحرص على اتباع هذه الوصايا: 1- التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه، قال تعالى: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }، فعلاج القلق والهم والحزن هو الاستعانة بالله واللجوء إليه ودعاؤه والاستغاثة به ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )، ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن )، ( رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري ). 2- لا بد من تقوية صلتك بالله، فاحرص حرصًا بالغًا على طاعة الله والبعد عن الحرام، فإنك بتقوى الله تقوي نفسك وتقوي من عزيمتك، بل إن تقوى الله هي سبب الفلاح والفرج القريب العاجل، قال تعالى: { ومن يتق الله يجعل له مخرجًا }، وقال تعالى: { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا }. 3- الحرص على الصحبة الصالحة، فلا بد لك من صحبة للأخيار الصالحين الذين يعينونك على طاعة الله والذين تجد في رفقتهم الأنس والإعانة على الخروج من الهم والحزن، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا ) متفق عليه، فاحرص على هذه الصحبة واهتم بها اهتمامًا بالغًا، وتخير الأخوة الصالحين والزم طريقهم. 4- حاول أن توجد من أهلك من تبث إليه همومك وأحزانك والقلق الذي تعاني منه حتى توجد متنفسًا عن همومك وحتى تستطيع أن تبث بعض الأمور التي تضايقك في صدرك ولا تجد لحلها سبيلاً، فاجمع بين التوكل على الله تعالى وبين استشارة الصالحين العقلاء من أهلك. 5- عليك بالهدوء النفسي والبعد عن أسباب القلق لا سيما كثرة التفكير في الأمور المقلقة، فحاول جهدك ألا تسترسل في التفكير في الأمور المقلقة لا سيما التي لا وجود لها أصلاً مع المحافظة على الهدوء النفسي. 6- عليك بالترويح عن نفسك وممارسة الأنشطة التي تبهج قلبك كممارسة بعض الأنشطة الرياضية التي تحبها، وكذلك كتناول بعض الأطعمة التي تميل إليها، بل ويدخل في هذا الملابس التي تبهج القلب وتشرح النفس، فكل ذلك يعينك على التخفيف من شدة الهم والغم الذيْن يقعان لك. ونود أن تكتب إلينا بعد أسبوعين من اتباعك لهذه الخطوات لنتابع حالتك، ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد الثالثة : بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين,,, أعاني من قلق شديد منذ عام تقريبا وخاصة في الفترة الصباحية أكثر من المسائية، ونفسيتي مضطربة جدا، لا أبالي لزوجتي ولا لأطفالي، وأحيانا أفكر في أشياء غريبة فما الحل؟ أفيدوني أثابكم الله وجزاكم عنا كل خير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجواب الأخ الفاضل/ عبدالقادر محمد بن لامة حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإنك قد أشرت إلى مجموعة أعراض تصيبك وهي كالآتي: 1- اضطراب شديد خاصة في وقت الصباح. 2- الإهمال للنفس وللزوجة وللأولاد. 3- التفكير في أشياء غريبة لم تعد عن التفكير فيها. فهذا مجمل ما أشرت إليه من الأعراض، وهذه الأعراض جميعها يمكن أن ترد إلى أمر واحد وهو أنك تعاني من حالة نفسية من القلق الذي طرأ عليك حديثًا، فقد أشرت إلى أن هذا قد وقع لك منذ عام تقريبًا، وهذا يدل على أنك قد تعرضت لبعض الأمور التي أنشأت في نفسك هذا القلق، فإن هذا النوع من القلق الطارئ عليك غالبًا ما يكون ناتجًا عن تعرضك لمواقف أثرت في نفسك وأحدثت في نفسك هذا الاضطراب، فلاحظ مثلاً أن درجة القلق والاضطراب تزداد بوضوح في الصباح أكثر منها في المساء، فهذا يدل على أن هذا الزمن - وهو الصباح – هو الذي تعرضت فيه للحوادث التي أنشأت في نفسك هذا القلق، فقد يكون ذلك راجعًا مثلاً إلى طبيعة وظيفتك؛ لأن الفترة الصباحية هي التي تباشر فيها عملك، فهذا قد يقع كثيرًا خاصة إذا رجعت بذاكرتك إلى التوقيت الذي ظهرت فيه هذه الأعراض. فقد تستطيع أن تربط بين أحداث وقعت لك عند ظهور هذه الحالة فتستخلص بعد ذلك أنها هي السبب في هذه الحالة التي تعاني منها، فإن الاضطراب الذي يكون في توقيت معين كالصباح أو المساء أو في بعض الشهور أو الأيام خاصة يكون ذلك راجعًا في الغالب إلى تعرض المصاب بمواقف في هذا التوقيت، فمجرد أن يدخل في الزمن الذي مرت به تلك الأحداث المقلقة يحصل له أعراض القلق التي أشرت إليها، فهذا تحليل قد يعينك على فهم طبيعة الحاصل لك. ونبشرك بأن هذه الحالة حالة سهلة ميسورة وبإمكانك بإذن الله تعالى أن تخرج منها بيسر ولطف ودون عناء، فعليك باتباع هذه الخطوات التي لن تكلفك جهدًا يُذكر بإذنه تعالى: 1- الاعتصام بالله تعالى واللجوء إليه لجوءًا كلجوء الغريق الذي يعلم ألا نجاة له إلا بربه، فاستغث بالله وأنزل به حاجتك وتضرع إليه، أليس الله هو الذي بيده فرجك! أليس هو القادر على أن يخرجك من كل ضيق ومن كل سوء؟ إذن فلتتوكل عليه ولتفزع إليه؛ قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}، وقال تعالى: {وكفى بالله وكيلاً}. 2- الحرص الكامل على إحسان العلاقة مع الله تعالى والتقرب إليه، وهذه أعظم خطوة تقوم بها؛ فإن مادة القلق إنما تنشأ في القلب من غفلته عن تقوية العلاقة بربه، فلا بد إذن أن تحرص على طاعة الله، فأمامك الحفاظ على الصلوات الخمس لا سيما صلاة الفجر، وخاصة إن أقمتها في الجماعة في المسجد، وهنالك أيضًا رعاية حدود الله من غض البصر وصيانة اللسان وغير ذلك مما أمر الله تعالى به. فانتبه لهذا المقام واحرص عليه! فإنك على قدر تحقيقك للقرب من الله تعالى على قدر شفائك الكامل وخروجك من كل ما تعانيه؛ قال تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}. 3- الحرص على عدم الاسترسال في التفكير في الأمور المقلقة، فمثلاً: إذا كنت متضايقًا من طبيعة المعاملة التي تجدها في وظيفتك – وهذا على سبيل المثال – فلا تسترسل في تذكر المواقف المؤلمة والمحزنة ولا في الضرر الذي أصابك أو الكيد الذي يكاد لك، بل اصرف ذهنك عن الماضي المحزن، واستقبل ما يمكنك أن تصلحه وأن تقوم به من شأنك، وهذا لا يعني عدم التفكير في العواقب والحذر من الناس ولكنه يعني عدم المغالاة والمبالغة في الأمور المقلقة، فأنت تحتاج إلى الهدوء النفسي لتخرج من حالتك، بل لو أمكنك أن تبتعد عن الأسباب المؤذية لنفسك فهذا هو المطلوب. 4- الحرص على التجديد وإيجاد السبل التي تقوي من نفسك وتشرح من صدرك، فمثلاً: هنالك فرصة السفر للعمرة أو القيام برحلة مع الأسرة إلى الأماكن المباحة التي تحبها نفسك وتميل إليها، فلا بد من الترويح عن النفس والعمل على تهدئتها بما أمكن من الأسباب الجائزة المشروعة. 5- الحرص على المخالطة الاجتماعية المنتقاة بعناية، فتجنب اللقاءات التي تثير الهموم والمشاكل، واحرص على اللقاءات التي تحبها نفسك وتميل إليها كصحبة الأخوة الصالحين الذين يعينونك على طاعة الله، وهي الخطوة السادسة: 6- فلا بد لك من صحبة صالحة تجم نفسك بها وتسلِّيها، وتجد منها الإعانة على أمور الدين والدنيا، فاحرص على ذلك واطلبه؛ فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا. 7- محاولة الإصلاح الأسري، وذلك بأن تبدأ خطوات عملية في تبادل المشاعر اللطيفة الرقيقة مع زوجتك وأولادك، بحيث تجالسهم وتتحدث إليهم وتحاول أن تكسر العزلة النفسية التي أقامها القلق في نفسك، فلا بد من جد واجتهاد في هذه الخطوة فاحرص عليها. 8- عدم الاسترسال في التفكير في الأمور المستغربة والخيالات البعيدة التي هي أشبه بأحلام اليقظة، فإذا أحسست بهجوم هذه الأفكار عليك فارفع يديك بالدعاء واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فستجد أنك تخلصت منها بإذن الله تعالى. وختامًا فإننا نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والعافية من كل سوء وأن يشرح صدرك وييسر أمرك، وإن احتجت للكتابة إلينا مرة أخرى فلو تكرمت بالإشارة إلى رقم هذه الاستشارة. ونسأل الله عز وجل أن يفرج كربك. الرابعة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كما نعلم أن ديننا كاملٌ وتام، والحمد لله الذي أعزنا وأكرمنا بالإسلام، وسنة سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم هي المنارة التي نقتدي وبها نهتدي، ونمضي في كل الأمور كما علمنا صلى الله عليه وسلم حتى في قضاء الحاجة. وما أريده منكم هو تسليط الضوء - وبشكل مفصل ودقيق - عن سنته صلى الله عليه وسلم في محاربة القلق والاكتئاب، وأنا أعلم أن الضعف هو الذي يؤدي لذلك، وحاشاه صلوات الله عليه من العيب، ولكن نحن في هذه الأيام نحيا في أزمات وأوضاع سيئة وصعبةٍ طغت فيها الماديات على كل شيء، وقلَّ اللقاء وربما اختفت بعض العلاقات، وأصبح المجتمع متفككاً، والإنسان كالآلة، وعليه كثرت الأمراض النفسية والأوهام والوساوس والخوف من الموت والجلطات وارتفاع الضغط والأمراض المعدية والخطيرة، وأنتم أعلم منا وتعرفون الأوضاع الحالية أكثر مني. وعليه؛ أريد سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في محاربة ذلك، وكيفية القضاء على الغم والهم والقلق والاكتئاب والوساوس، وبالتأكيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدنا وعلمنا، وكان صلى الله عليه وسلم يعلم ويدرك وقتنا وما سيحدث فيه، فما العمل وما السبل؟ أريد حلولاً عملية واقعية ودون مثاليات وصعوبة، أريد أن يغمر الإيمان قلبي فلا يترك مكاناً للضعف وما سينتج عنه، وها أنا مثال على الشباب الملتزم المعتز بدينه والحمد لله ولكن عانيت جدا جدا من القلق والوساوس والاكتئاب وتشنج القولون بسبب ذلك، فكيف أهزم كل هذا وأنتصر وأطبق سنة سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم لأسلم ونفسي في الدنيا والآخرة، ولا حول ولاقوة إلا بالله. الجواب الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإننا أمام شابٍ هو بحمد الله تعالى عظيم الثقة بربه .. عظيم الثقة بكمال دينه .. فإنك معتز بدينك موقن بأن هذا الدين العظيم قد اشتمل على كل ما فيه صلاح العبد في دينه ودنياه، وإن هذه المقدمة التي بدأتَ بها تدل بحمد الله تعالى على إدراكٍ عميق لعظمة هذا الدين، وأن من أخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخذ بأحظ الحظوظ وأعظم المنازل وسلم قلبه من جميع الأمراض، فإن الله جل وعلا قد بيَّن في كتابه العزيز أن الأمراض على قسمين: مرض في الأبدان، ومرض في القلوب، فالأول معلوم ومنصوص عليه في مواضع من كتاب الله العزيز، ومع هذا فقد بيَّن جل وعلا في كتابه العزيز أصول شفاء الأبدان، وأنها ثلاثة أصول: (أ) حفظ الصحة. (ب) استفراغ المادة المؤذية. (ج) الحمية عمَّا يضر الصحة. وهذه الأصول الثلاثة هي أساس طب الأبدان، وقد أشار إليها جل وعلا جميعاً في مواضع من كتابه العزيز، وليس هذا مجال بسطها. وأما طب القلوب ودواء النفوس فإن الله جل وعلا أشار إلى هذا المرض بقوله {فيطمع الذي في قلبه مرض}، وقال جل وعلا: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً}، فالأول مرض الشهوة المحرمة، والثاني مرض الشبهة والشك. وهذه أصل أمراض القلوب، فإن القلق والوساوس والخوف الزائد المنحرف من الأمراض والموت والفزع كل ذلك مرده إلى ضعف اليقين وضعف القرب من الله تعالى. وسبب ذلك إما غلبة الشهوة المحرمة على القلب، وإما ورود الشبهة أو ضعف اليقين. إذا عُلم هذا؛ فإن علاج جميع الأمراض النفسية - كلها وبلا استثناء - لا يتم على الوجه المستقيم الصحيح إلا من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونود أن نسوق في هذا المقام كلاماً عظيماً جليل القدر قرره الإمام أبو عبد الله بن القيم – رحمه الله تعالى – في هذا المعنى، فقال: (فأما طب القلوب فمسلم إلى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، ولا سبيل إلى حصوله إلا من جهتهم وعلى أيديهم، فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربها وفاطرها وبأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه، وأن تكون مؤثرة لمرضاته ومحابه، متجنبة لمناهيه ومساخطه، ولا صحة لها ولا حياة البتة إلا بذلك، ولا سبيل إلى تلقيه إلا من جهة الرسل، وما يظن من حصول صحة القلب بدون اتباعهم فغلط ممن يظن ذلك، وإنما ذلك حياة نفسه البهيمية الشهوانية، وصحتها وقوتها، وحياة قلبه وصحته وقوته عن ذلك بمعزل، ومن لم يميز بين هذا وهذا، فليبكي على حياة قلبه، فإنه من الأموات، وعلى نوره فإنه منغمس في بحر الظلمات) انتهى بلفظه. ثبت بذلك أن علاج الأمراض النفسية إنما يكون من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بيّن علاج جميع أمراض النفوس، بل إن الدين ما جاء إلا لشفاء هذه النفوس من كل ما يعتريها من الأمراض والعوارض التي تضرها، فأصل شفاء النفوس راجع إلى هذه الشريعة الكاملة التي فيها ما يقتلع ويجتث أصل الوساوس والقلق والهم والحزن والكآبة والاكتئاب وضعف الثقة بالنفس والرهبة من العوارض أو الاجتماع وغير ذلك، ولذلك كانت أسلم القلوب هي قلوب الصحابة رضوان الله عليهم ومن سار على طريقهم ممن هداه الله وشرح صدره. واصطلاح الشريعة في سلامة النفس من جميع الأمراض يقع التعبير عنه بانشراح الصدر تارة وبسلامة القلب تارةً أخرى كما قال جل وعلا: {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم}، وقال تعالى: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله}، وقال تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعَّدُ في السماء}. ولذلك كان المنبع الصافي في علاج أمراض النفس جميعها من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما النظريات النفسية التي أصل وضعها في العصر الحديث والقديم من الأمم الغابرة فهذه النظريات منها ما هو حق، ومنها ما هو باطل، وما كان منها من حق ففي الدين وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه، وأما الباطل فكثير لا يحصى، ولذلك تجد الاضطراب البيِّن في تقرير من الظواهر النفسية التي هي من صميم علم النفس كظاهرة الأحلام مثلاً، فإن جميع من تصدى لتفسيرها وبيان حقيقتها من هؤلاء المتكلمين في الأصول النفسية بدون الرجوع إلى أصل الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم قد اضطرب اضطراباً بيِّناً كما وقع لفرويد في تفسيره لظاهرة الأحلام التي هي من أهم مجالات البحث النفسي، حيث صنف فرويد كتاب تفسير الأحلام ووضع نظريته فيها التي جعل فيها أبرز القوى الحافزة للأحلام هي رغبات جنسية طفولية كامنة في النفس، فجعل أكثر اهتمامه إلى القدرات العقلية التي تعمل على تعويض مظاهر الأعضاء الجنسية والنشاطات الجنسية بوجه عام!!. ثم بيَّن تلميذه كارل غوستاف يونج c.ggyng تهافت نظريته، وحاول أن يُوجد نظرية أقرب إلى الواقع وسميت نظريته ب (نظرية ينج في تفسير الأحلام)، ثم بعد ذلك اعترف بالعجز الكامل والإخفاق المطلق في الوصول إلى تفسير ظاهرة الأحلام، فقال مسلِّماً لهذا العجز الكامل: "ليس لدي نظرية عن الأحلام، فلا أعرف كيف تنشأ الأحلام، وإني تماماً لفي شك فيما إذا كانت طريقتي في معالجة الأحلام تستحق حتى تسميتها بطريقة ... إلى آخر كلامه". فهذا من إنصافه ورجوعه إلى الحق، فإن كل من أراد أن يفسر ظواهر نفسية دون الرجوع إلى أصل الدين المعصوم المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا بد له من أن يضطرب ويخلط في كلامه، ولا يصل إلى النتيجة الصواب في أكثر كلامه لأنه يتناول أموراً غيبية أو أموراً تتعلق بشفاء الأنفس الذي لا يمكن أن يكون إلا من جهة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم. والمقصود أن ترى مثالاً للاضطراب في الكلام في حقائق النفس وشفاءها إذا التمس ذلك من غير جهة هذه الشريعة الكاملة التي ما جاءت أصلاً إلا لتخليص النفوس من أدرانها والمواد الفاسدة التي تفسدها والتي أعظمها الشرك بالله ثم بعد ذلك سائر الأمراض النفسية من القلق والهم والرهبة المرضية والوساوس المقلقة وغير ذلك من أدواء النفوس. وأما عن علاج القلق والمخاوف والوساوس فهذا بحمد الله تعالى قد بسطنا الكلام فيه في غير هذا الموضع، فيمكنك الرجوع إلى أرقام الاستشارات التالية والاستفادة منها - مع ملاحظة أنه قد روعي أصل طلبك وهو أن يكون الحل عملياً ممكناً بعيداً عن الفروض والمثالي - فراجع في الوساوس القهرية 262448، وراجع في الاكتئاب 257425 و 262031 و 265003، وراجع في القلق 261371 و 263666 و 264992. ونسأل الله عز وجل أن يجزيك خيراً على هذا السؤال القيم الذي يدل على حسن فهمك وتمام عقلك، وأن يثبتك على دينك، والشبكة الإسلامية تتمنى دوام مراسلاتك ومشاركاتك. انتهى |
#5
| ||
| ||
رد: حالات نفسية وعلاجها دع القلق وابدأالحياة ديلكارنيجى ترجمة عبدالمنعمالزيادى مقدمة : نشأ ديل كارنيجى شابا فقيرا بإحدى القرىالمنتشرة بولاية ميسورى لأبوين فلاحين ، وكان يذهب لمدرسته ممتطيا ظهر دابة بملابسبسيطة وكان ضعيف الجسد هزيلا وترك كل هذا فى نفسه أثرا بالنقص وفى نفس الوقت رغبةملحة فى التفوق والظهورولأنه ضعيف البنية فكان التفوق الرياضى مستحيلا بالنسبة لهفاتجه بدوره إلى فريق المناظرة والخطابة العامة ومن هنا بدأ تفوقه وظهوره الحقيقى . عمل بأكثر من وظيفة ولقى فيها كلها فشلا ذريعا وفى عام 1908 اشتغل ببيعاللحوم المحفوظة وحقق نجاحا باهرا حتى تم تعيينه مديرا لأحد فروع الشركة لكنه علىالرغم من نجاحه استقال وشد رحاله إلى نيويورك يبغى ظفرا أكبر . التحقبالأكاديمية الأمريكية لفنون التمثيل بنيويورك مؤملا أن تزدهر موهبته فى الإلقاءوالخطابة العامة ، وقضى بالأكاديمية تسعة أشهر ولما انقضت تلك الاشهر تركالأكاديمية سئما متبرما وحاول أن يقنع زميلا له بأن يترك الدراسة بدوره وقال له : "لا أحسب أنك ستصبح شيئا مذكورا إذا داومت على هذهالدراسة" ولم يكن زميله هذا سوى "هوارد ليندساى" الكاتب الروائى ومازال كارنيجى يذكر هذه العبارة التى قالها لصديقه لندساى باعتبارها أول محاولة منجانبه للتأثير فى شخص ما . فى 1912 أنشأ "معهد كارنيجى للخطابة المؤثرةوالعلاقات الإنسانية" وقد لقيت برامج معهده نجاحا كبيرا واقبالا عظيما ثم سرعان ماأصبح للمعهد فروع كثيرة أربى عددها على 300 فرع فى مدن شتى بلغ تعدادها 168 مدينةفى أمريكا وكندا وجزر هاواى والنرويج . ويقدر عدد الطلبة الذين يلتحقون بالمعهدسنويا 15 ألف طالب من سائر أنحاء العالم . ومن الطريف أن زوجته "دوروثى" كانت طالبة بالمعهد وكثيرا ما يحلو لها أن تداعبه إذا رأت منه انسياقا وراء غضبه أوتقاعسه عن أخذ الأمور بحكمة فتذكره أنها انفقت على الدراسة فى معهده 60 دولار ثمتطالبه برد هذا المبلغ حيث أنه هو صاحب المبادىء والتعاليم لا يطبقها على نفسه . من أشهر كتبه "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فى الناس" الذى أعيد طبعه 56 مرةوبيع منه ما يقارب 3 ملايين نسخة وترجم إلى 56 لغة . ( إنسر نجاح هذا الكتاب هو أنه لا يقول لك افعل ولا تفعل ، بل يسرد تجارب واقعية فهو لايحكى عن رجل اسمه جون أو سيدة ما بل يسمى لك هذا الكتاب الأشخاص بأسمائهم ويذكرمواطنهم .. المقدمة طويلة ورائعة لكنى اختصرتها وربما أعود لها لاحقا – قوسالمطر) الفصل الأول عش فى حدوديومك فى ربيع 1871 التقط شابا كتابا وقرا فيه 22 كلمة كان لها أبعد الأثر فى تكييف مستقبله ، كانالشاب طالبا يدرس الطب فى مستشفى مونتريال العام بكندا وحين أوشك على دخول الإمتحانالنهائى ساوره القلق على مستقبله ولم يدر ماذا يفعل ، ولا كيف يكتسب خبرة ولا كيفيكسب رزقه فيما لو تخرج . لكنه بفضل هذه الكلمات الإثنتين والعشرين أصبح أشهر طبيبفى جيله فهو الذى أسس مدرسة جون هوبكنز للطب ذات الشهرة العالمية وتربع زمنا علىكرسى الأستاذية فى الطب بجامعة أكسفورد وأنعم عليه ملك انجلترا بلقب سير ، وحيتتوفى نشرت سيرته فى مجلدين كبيرين من 1466 صفحة ، ذلك هو "سير أوسلر" . وهذهالكلمات الإثنتين والعشرون التى قرأها فى ربيع 1871 فى كتاب للأديب الإنجليزىالكبير "توماس كارليل" هى "ليس علينا أن نتطلع إلى هدفيلوح لنا باهتا على البعد ، وإنما علينا أن ننجز ما بين ايدينا من عمل واضحبيّن" وانقضت على تخرج طالب الطب اثنتان واربعون سنة ، وفى ذات يوموقف يخاطب طلبة جامعة بيل وأعزى نجاحه كله إلى ما سماه "الحياة فى حدود اليوم" ،قبل أن يلقى كلمته فى جامعة بيل ببضعة اشهر عبر الأطلنطى على عابرة محيط ضخمة ، حيثشاهد القبطان يقف فوق برج الباخرة ويضغط زرا فتجلجل آلات السفينة ويحجب جانب منهاخلف حاجز حديدى ولا يبقى منها إلا ما يلزم السفينة فى يومها وقد وقف الدكتور أوسلريشرح ذلك لطلبته : "وكل منكم اروع بنيانا من عابرة المحيط الضخمة ، فعليكم انتتعلموا السيطرة على آلاتكم فلا تبقوا منها إلا ما يلزم لرحلة اليوم ، فليتصور كلمنكم نفسه واقفا فوق البرج وليتخيل أنه ضغط زرا فيسمع صوت الابواب الحديدية وهىتغلق على الماضى (الماضى الذى لم يعد له وجود) ثم ليضغط زرا آخر فتسدل ستائر حديديةعلى المستقبل (المستقبل الذى لو يولد بعد) وبذلك يضمن السلامة فى يومه هذا ،عوّدوا أنفسكم العيش فى حدود اليوم " . وقد نصح الدكتور أوسلر أن يبدؤا يومهم بالدعاء الذى كان يتلوه المسيح "خبزنا كفافنا أعطنا اليوم" وذكرهم أن هذا الدعاء كان من أجل خبز اليوم وحسب ، فلاهو يحتج على الخبز الردىء الذى كان بالأمس ولا هو يقول مثلا "يا الهى لقد عم الجفافونخشى ألا نحصل على خبزنا فى الخريف القادم" أو يقول "لو أننى فقدت وظيفتى فكيفأحصل عندئذ على الخبز" . هل كان الدكتور أوسلر يعنى أنه لا ينبغى لنا أننستعد للغد أو نفكر فيه ؟ كلا ! فقد مضى فى خطبته تلك فقال " أن أفضل الطرقللإستعداد للغد ، هى أن نركز كل ذكاءنا وحماسنا فى إنهاء عمل اليوم على أحسن مايكون .. هذا هو الطريق الوحيد الذى نستعد به للغد ! لقد اعترض الكثيرون علىقول السيد المسيح:" فلا تهتموا للغد ، لأن الغد يهتم بما لنفسه . يكفى اليوم شرّه" وقال هؤلاء :" كيف لا نفكر فى الغد ، بل ينبغى أن نفكر فيهونتأهب له وينبغى أن نوفر مالا لأوقا الشيخوخة وأن نعد المشروعات لمستقبلحياتنا" وهذا حق ! نعم يتحتم عليك أن "تفكر" فى الغدوتعد العدة له ولكن لا يجب أن "تهتم" له . والهم مرادفالقلق . حظيت أخيرا بمقابلة "آرثر هيلر سلزبرجر" وهو ناشر جريدة "نيويوركتايمز" إحدى كبريات الصحف فى العالم فقال لى : انه عندما نشأت الحرب العالمية فىأوربا ساوره القلق والإشفاق من المستقبل حتى استحال عليه أن ينام فكان كثيرا مايصحو من نومه ليلا فيتناول قلما وقرطاسا وينظر إلى صورته فى المرآة وينقلها علىالقرطاس ولم يكن يعلم شيئا عن فن الرسم . فقط لكى يبعد القلق عن ذهنه وذكر لى مسترسلزبرجر أنه لم يستطع مع ذلك أن يطرد القلق إلا حين اتخذ شعارا هو هذه الكلماتالثلاث المقتطفة من أحد التراتيل : "خذ بيدى أيها الضوءالكريم ، وثبت قدمى " "إنى لا أطمع فى الأفق البعيد ، خطوة واحدة تكفينى " وفى نفس الوقت كان هناك شاب فى مكان ما فى أوربا يرتدى البزةالعسكرية ويتلقى هذا الدرس ، ذلك هو "تيد بنجرمينو" من أهالى بلتيمور بولايةماريلاند . وقد كتب إلىّ "تيد" يقول : فى أبريل عام 1945 اجتاحنى القلقحتى سبب لى داءا عضالا فى القولون عانيت منه الألم المرير ولو أن الحرب لم تنته يومانتهت لكنت قد أصبت بانهيار تام . فقد كنت أعمل ضابطا فى لجنة سجلات القبورالتابعة لفرقة المشاة الرابعة والتسعين . وكانت مهمتى أن أساهم فى إعداد سجلاتبأسماء الجنود والضباط القتلى والمفقودين والجرحى ، كما كنت أساهم فضلا عن هذا فىاستخراج جثث القتلى من الحلفاء والأعداء على السواء وكان علىّ أن أجمع مخلفات هؤلاءالقتلى وأرسل بها إلى ذويهم الذين يحلّون مثل هذه المخلفات محلا كبيرا فى نفوسهمومن هنا اعترانى القلق خشية ان يوقعنى الإرتباك فى خطأ جسيم وكنت دائم التساؤل : ترى أيمكن أن تتاح لى النجاة بعد هذا كله ؟ ايقدر لى أن أحمل طفلى الأوحد الذىيبلغ من العمر ستة عشر شهرا والذى لم أكن قد رأيته بعد ؟ كنت قلقا مجهدا حتىاننى فقدت من وزنى 34 رطلا فلا أرى غير عظام يكسوها الجلد فيستبد بى الفزع من أنأعود غلى وطنى آدميا محطما وأنفجر باكيا كالطفل وقد حدث عقب إحدى المعرك الكبرى أنانتابتنى نوبة طويلة من البكاء وانتهى بى المطاف إلى مستشفى حربى . وهناك وجه لىالطبيب نصيحة غيرت مجرى حياتى تماما ، فبعد أن فحصنى فحصا دقيقا أنهى إلىّ بأنمشكلتى ليست جسمانية بل عقلية ... قال : "اسمع يا تيد .. إنى أريدك ن تنظر إلى حياتك كأنها ساعة زجاجية كتلك التى استخدمت قديما لتحديدالوقت . أنت تعلم أن هناك آلافا من حبات الرمل توضع فى نصف الساعة الأعلى فتمر ببطءوفى نظام دقيق من خلال الرقبة الضيقة إلى نصفها الأسفل فلا أنت ولا أنا نستطيع أنندفع بأكثر من حبة واحدة إلى عنق الساعة دون أن نصيبها بخلل ، وأنا وأنت والناسجميعا كهذه الساعة الزجاجية ، فعندما نصحو فى الصباح نجد مئات الأعمال فى انتظارنافإذا لم نصف هذه الأعمال كلا بدوره على حدة وفى بطء وانتظام مثل حبات الرمل من عنقالساعة ، فإننا نعرض كياننا الجسمانى والعقلى لخطر التحطيم" . وقدسرت وفق هذه الفلسفة منذ ذلك اليوم التاريخى . وقد أنقذتنى هذه النصيحة جسمانياوعقليا أثناء الحرب وساعدتنى كثيرا فى عملى بعد انهاء الحرب فكنت دائما ما اردد : "حبة واحدة من الرمل فى الوقت الواحد .. عمل واحد فىالوقت الواحد" . وما زلت أكرر ذلك حتى اصبحت وفى وسعى أن أنجز أعمالىبمعزل عن القلق الذى كاد يحطمنى فى ساحةالمعركة" أنت وأنا نقف اللحظة فى ملتقىطريقين أبديين : الماضى الفسيحالذى ولّى بغير رجعة .. والمستقبل المجهولالذى يطارد الزمن ويتربص بكل لحظةحاضرة .. ولسنا بمستطيعين العيش ولو بمقدار جزء من الثانية فى أحد هذين الطريقينالأبديين .. فإذا حاولنا ذلك لم تجدينا المحاولة إلا تحطيم أجسامنا وعقولنا . وإذنفدعنا نرض بالعيش فى الحاضر الذى لا يمكن أن نعيش إلا فيه .. دعنا نعش اليوم إلى أنيحين وقت النوم . لقد كتب الروائى الكبير "روبرت لويس ستيفنسون" يقول : "كل امرىء يستطيع أن يحمل عبئه مهما ثقل ، إلى أن يرخىالليل سدوله . وكل امرىء يستطيع أن ينجز عمل يوم واحد مهما صعب ، وكل امرىء يستطيعأن يعيش قرير العين راضيا صبورا محبا نقيا إلى أن تغرب الشمس ، وهو كل ما تبغيه مناالحياة فى الحقيقة" . نعم ، هذا هو كل ما تتطلبه منا الحياة ، ولكن "مسز أ . ك . شيلد" من أهالى ولاية متشيجان ، تملكها اليأس مرة إلى حد الإشراف علىالإنتحار ، قبل أن تتعلم كيف تعيش إلى أن يحين وقت النوم . روت لى مسز شيلدز قصتهافقالت : "فى عام 1937 فقدت زوجى ، فانتابنى الحزن الشديد فضلا عن الفقرالمدقع الذى وجدت نفسى أكابده . فكتبت إلى مخدومى السابق "مستر ليون روش" صاحب شركةروش كارلر فى مدينة كانساس أطلب عملا واستطعت أن أحصل على عملى السابق ، وهو بيعالكتب إلى المدارس الريفية والداخلية بالعمولة . وكنت قد بعت سيارتى حين انتابالمرض زوجى ولكنى استطعت تدبير شىء من المال دفعته دفعة أولى فى سيارة مستعملة وعدتابيع الكتب من جديد . وكنت أظن أن العودة إلى العمل قد تذهب بعض حزنى ولكن خاب فألى . وفى ربيع 1938 اقتضانى العمل أن أرتحل إلى بلدة "فرساى" بولاية ميسورى . وهناك استشعرت الوحدة والإكتئاب حتى فكرت جديا فى الإنتحار .. فقد لاح لى أناستمرار حياتى على هذا المنوال أمر مستحيل . إذ كنت أخشى أن أستيقظ كل يوم لأواجهالحياة التى أظلمت فى عينى ، وكنت دائمة القلق : أخشى ألا أستطيع تسديد اقساطالسيارة أو دفع إيجار الغرفة ، وأخشى ألا أجد طعاما أقتات به .. وأخشى أن تتدهورصحتى فلا أجد الطبيب . وما منعنى من الإنتحار إلا شيئان : تصورى مدى حزن شقيقتىلموتى ، وعدم توافر ما يكفى من المال لجنازتى . وفى ذات يوم .. قرأت مقالاانتشلنى من هذه الوحدة ووهبنى القدرة على مواجهة الحياة . ولن افتأ أشكر لهذهالجملة التى قرأتها فى ذلك المقال وهى : "ليس اليوم إلاحياة جديدة لقوم يعقلون" وكتبت لفورى هذه الجملة على الآلة الكاتبةوألصقتها على نافذة سيارتى فى مواجهة مقعد القيادة لكى أراها طول الوقت . لقدعلمتنى هذه العبارة أن أعيش كل يوم على حدة ، وأن أنس الأمس وألا أفكر إلا فى الغد" . من تظنه نظم الكلمات التالية : "ما أسعد الرجل .. ما أسعده وحده .. ذلك الذى يسمى اليوم يومه ، والذى يقول وقد أحس الثقة فىنفسه .. يا أيها الغد كن ما شئت .. فقد عشت اليوم لليوم ، لا غده ولاأمسه" إنها تبدو متمشية مع روح العصر الحديث .. أليس كذلك ؟ لكنهاكُتبت قبل ميلاد المسيح بثلاثين عاما ، كتبها الشاعر الرومانى "هوارس" . ومنأفجع الحقائق التى أعرفها عن الطبيعة الإنسانية ، أننا جميعا ميالون إلى نبذ الحياة ! أننا يلذ لنا جميعا أن نحلم بروضة مزهرة عبر الأفق ، بدلا من أن ننعم بالأزاهيرالمتفتحة خارج نوافذنا فى يومنا هذا . كتب "ستيفن ليكوك" يقول : "ماأعجب الحياة ! يقول الطفل : عندما أشب فأصبح غلاما .. ويقول الغلام ، عندما أترعرعفأصبح شابا .. فإذا واتته الشيخوخة ، تطلع إلى المرحلة التى قطعها من عمره ، فإذاهى تلوح كأن ريحا اكتسحتها اكتساحا ، إننا لا نتعلم إلا بعد فوات الأوان ، أن قيمةالحياة فى أن نحياها ، فى أن نحيا كل يوم منها وكل ساعة" . لقد أوشك "ادوارد إيفانزا" من أهالى ديترويت ، أن يقتل نفسه قلقا واكتئابا ، قبل أن يتعلم أنقيمة الحياة فى أن يحياها ، وأن يحيا كل يوم منها وكل ساعة" .. نشأ إيفانزا فقيرامعدما يكتسب رزقه من بيع الجرائد ، فقد اشتغل كاتبا فى محل بقالة ثم التحق بوظيفةمساعد لمدير مكتبه ، كل ذلك وهو يعول سبعة اشخاص ويكدّ ليوفر لهم القوت . ورغم أنأجره عن عمله الأخير كان ضئيلا فإنه كان يخشى الإستقالة منه مخافة أن يتضور هووعائلته جوعا . وانقضت ثمانية أعوام قبل أن يستجمع إيفانزا أطراف شجاعته ،ليبدأ عملا مستقلا . وقد بدأ بدأ عمله المستقلّ برأس مال مقترض قدره خمسة وخمسوندولارا . لكنه اصبح يربح عشرين الف دولار فى العام ! ثم حلّت به نكبة . فقد أمدّصديقا له بمبلغ كبير من المال فما لبث صديقه أن أفلس ! وفى أعقاب هذهالكارثة حلّت كارثة أخرى . فقد أفلس بدوره المصرف الذى يودع فيه إيفانزا أموالهجميعا . وأصبح إيفانزا فإذا هو مفلس لا يملك مليما واحدا بل أصبح مدينا بمبلغ ستةعشر ألف دولار ، ولم تتحمل أعصابه ذلك كله ، قال لى : "لم استطع أن آكل أوأنام وانتابنى المرض .. المرض الذى جرّه علىّ القلق ولا شىء غير القلق وبينما أنااسير ذات يوم أدركنى الإعياء وتهاويت فى عرض الطريق وحملنى الناس إلى بيتى . ولمالبث حتى تفجر جسمى بثورا مؤلمة حتى أن مجرد الرقاد فى الفراش أصبح محنة شديدة ،وكان هزالى يزداد يوما بعد يوم ، وأخيرا أنهى إلىّ الطبيب أننى لنم أمكث حيا أكثرمن اسبوعين ّ وصدقت ذلك وكتبت وصيّتى ولبثت فى الفراش أنتظر النهاية المحتومة . لم يعد يجدى إذ ذاك الخوف ولا القلق ، ومن ثم امتثلت للاقدار واسترخيتورحت فى نوم عميق . ولم يكن مجموع ما قطعته فى النوم خلال الاسابيع الماضية يزيدعلى ساعتين ! ولكنى وقد أوشكت مشكلتى أن تحل بالموت ، استغرقت فى النوم كالطفل ،وبدأت المتاعب التى كنت أحسها تختفى وعادت إلىّ شهيتى وازداد وزنى مرة أخرى لفرطدهشتى !! ومرت أسابيع قليلة ، فاستطعت أن أمشى متوكئا على عصايتين ، ثم مرتستة اسابيع فاستطعت أن أعود مرّة أخرى إلى العمل ! وكنت قبل مرضى أربح عشرين ألفدولار فى السنة ، ولكنى اليوم قانع بعمل يدر علىّ ثلاثين دولار فى الاسبوع . ولقدوعيت الدرس الآن . فمحوت القلق من نفسى وركزت كل وقتى ونشاطى وحماستى فى عملىالجديد . وقد تقدم إيفانزا فى عمله المتواضع ذلك . فلم تمض سنوات قلائل حتىأصبح مديرا للشركة التى يعمل بها .. شركة "إيفانزا للإنتاج" ! وعندما توفى عام 1945 ، كان يعد رجلا من اشد رجال الأعمال فى الولايات المتحدى نجاحا . وإذا قُدر لكأن تطير يوما فوق جرينلاند فقد تهبط فى "مطار إيفانزا" المطار الذى أطلق عليه اسمهتخليدا لذكراه . وإليك مغزى هذه القصة : لم يكنادوارد ايفانزا ليحرز النجاح الذى أحرزه فى ميدان الأعمال وفى الحياة عموما ، لو لميُقدر له أن يعيش فى حدود يومه ، وأن يمحو القلق على الناشى وعلى المستقبل . منذ خمسة آلاف سنة قبل الميلاد ، قال الفيلسوف الإغريقى "هرقليط" : كل شىء يتغير ، إلا قانون التغير .. إنكم لا تهبطون نهرابعينه مرتين فالنهر .. فالنهر يتغير كل ثانية ، وكذلك الرجل الذى يهبطه فالحياة فىتغير لا ينقطع ، والشىء الأكيد فى هذه الحياة هو اللحظة التى نعيش فيها ، فلماذانشوه جمال لحظتنا هذه ويومنا هذا ، بحمل هموم المستقبل الذى يخضع لقانون التغير؟ وفى هذا المعنى نفسه وضع الرومان الأقدمون مثلا من كلمتين(caros diem) "استمتع باليوم" أو "استمسك باليوم" . وكانجون راسكن يضع على مكتبه قطعة من الحجر منقوش عليها كلمة واحدة هى "اليوم" وأنا لا أضع قطعة من الحجر على مكتبى وإنما ألصق على مرآتى قصاصة ورق مكتوبةعليها هذه القصيدة لكى أطالعها كل صباح .. قصيدة كان سير وليم أوسلر يحتفظ بها علىمكتبه ، وهى من نظم الكاتب الهندى الشهير "كاليداسا" : تحية إلى الفجر أنظر إلى هذا اليوم .. إنه الحياة .. جوهر الحياة .. فى ساعاته القليلة .. تكمن حقيقة وجودك .. معجزة النمو .. ومجد العمل .. وروعة الإنتاج .. فالأمس ليس إلا حلما .. والغد ليسإلا خيالا .. أما اليوم إذا عشناه كما ينبغى .. فإنه يحعل من الأمس حلماسعيدا .. ويجعل من الغد خيالا حافلا بالأمل .. هكذا ينبغى أن نحيى الفجر ..... |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اغرب ستة حالات وفاه؟؟؟ | ليان الروح | مواضيع عامة | 3 | 01-29-2009 03:04 PM |
قسوه القلوب اسبابها وعلاجها | sumaiah2006 | أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 | 3 | 10-11-2007 11:15 AM |
مختصون مشهد الذبح والدماء نهار عيد الأضحى يؤثر على نفسية الأطفال دون السادسة | العربية | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 7 | 02-21-2007 08:00 PM |
ضرب المؤخرة (المقعدة) بعصا خيزران أفضل طريقة لمعالجة مشاكل نفسية وجسدية | saad0com | صحة و صيدلة | 22 | 12-27-2006 04:43 PM |