التحصينات النبوية
1-كثرة ذكر الله سبحانه وتعالي:
عن أبي هريرة ا أن رسول الله ﷺ قال: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك» ( ).
وعن عبد الله بن عباس ب قال: كنت خلف رسول الله ﷺ يوما فقال: «يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فأسال الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف» ( ).
وفي رواية: «احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة وإذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله قد جف القلم بما هو كائن فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه وأعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا» ( ).
ومن حديث الحارث الأشعري أن النبي ﷺ قال: «إن الله تعالي أمر يحي بن زكريا ؛ بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها وأنه كاد أن يبطئ بها. فقال عيسي: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم.
فقال يحي ؛: أخشي إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب، فجمع الناس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد فقعدوا على الشرف.
فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن:
أولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشتري عبداً من خالص ماله بذهب أو ورق (فضه) فقال: هذه داري وهذا عملي فاعمل وأدِّ إلى، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يرضي أن يكون عبده كذلك.
وإن الله يأمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإن الله تعالي ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت.
وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة، معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها، فإن ريح الصائم عند الله تعالي أطيب من ريح المسك.
وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدي نفسه منهم.
وآمركم أن تذكروا الله تعالي، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج للعدو في إثره سراعا حتى إذا أتي على حصن حصين، فاحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالي.
قال النبي ﷺ: «وأنا آمركم بخمس الله تعالي أمرني بهن:
السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع رقبة الإسلام من عنقه، إلا أن يرجع، ومن ادعي دعوى الجاهلية، فإنه من حثا جهنم» فقال رجل: يا رسول الله، وإن صام وصلي؟
قال: «وإن صام وصلي، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله» ( ).
قال الحكيم لتلميذه يا بني ماذا تصنع إذا مررت بغنم قوم ونبح عليك كلبها؟
قال: أرد الكلب ما استطعت.
قال: الحكيم وإذا نبح عليك الثانية ماذا تصنع؟
قال: أرد الكلب ما استطعت.
قال الحكيم: هذا أمر يطول استعن بصاحب الغنم يرد عنك كلبها كذلك استعن بالله يرد عنك كيد الشيطان.
عن أبي هريرة ا قال: قال رسول الله ﷺ: «يعقد الشيطان على قافيه رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فرقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلي انحلت عقدة فأصبح نشيطًا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان»( ).
عن خولة بنت حكيم ل قالت: سمعت رسول الله ﷺيقول: «من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك» ( )
عن أنس ا قال: قال رسول الله ﷺ: «ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضعوا ثيابهم أن يقولوا: بسم الله» ( ).
وعن عبد الله بن مسعود ا قال: كان رسول الله ﷺ إذا أمسي قال «أمسينا وأمسي الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له» قال الحسن فحدثني الزبير أنه حفظ عن إبراهيم في هذا له «له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم أسألك خير هذه الليلة وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر».
وفي رواية «وإذا أصبح قال ذلك أيضا أصبحنا وأصبح الملك لله» ( ).
وعن أبي هريرة ا قال: وكلني رسول الله ﷺ بحفظ زكاة رمضان فأتني آت فجعل يحثو من الطعام وذكر الحديث الذي قال في آخره: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح. فقال النبي ﷺ: «أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال ياأبا هريرة قال لا: قال ﷺ ذاك شيطان» ( )
وعن عبد الله بن عباس ب قال: قال رسول الله ﷺ: «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا»( ).
وعن جابر بن عبد الله ب أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء»( ).
قال رسول الله ﷺ: «من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر» ( ).
ويستحب أن يكون التمر العجوة من تمر المدينة فإن لم يستطع الإنسان الحصول عليه فمن أي تمر شاء لأن الله سبحانه لا يكلفك فوق طاقتك ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وَسْعَهَا﴾ ( ).
فهذه التحصينات النبوية المهمة التى لو تمسكنا بها لقهرنا جيوش إبليس كلها ولكنه الكسل والخمول فعلينا أن نتمسك بسنة النبي ﷺ فهذه التحصينات أرجو من كل مريض أو مبتلي أو صحيح أن يقرأها كما علمنا إياها رسول الله ﷺ وهذه نصيحتي والله أعلم.