عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-23-2006, 01:23 AM
 
Post صلاة الفوائت




السؤال : السلام عليكم و رحمةالله و بركاته
هناك سنوات لم اصلي فيها
ماحكم ذالك وهل علي ارجاع هذه الصلواة الفائة .
وجزاك الله خيرالجزاء.


الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :



أصحّ قولي العلماء أن تارك الصلاة عمدا ً، ليس من شروط توبته أن يقضي ماتعمّد تركه من الفرائض، وقد بيّن الإمام ابن القيم رحمه الله ، الأدلة على أن تارك الصلاة عمدا ، لايصح قياس الناسي، والنائم عليه ، في وجوب القضاء عليهما وإجزاءه ، فقياس المتعمّد على المعذور من أفسد أنواع القياس ، وذكر أنّ تارك الصلاة عمدا لايصح منه القضاء ، وهو غير مأمور به ، والمقصود أنه ليس من شروط توبته قضاء الصلاة الفائتة عمـدا ، وإنْ كان الإكثار من النوافل من الحسنات التي تذهب السيئات ، ومن تاب تاب الله عليه ،



وقال حاكيا أدلة من قال من العلماء بهذا القول ـ مع اختصار ـ :



( قالوا : أوامر الرب تبارك وتعالى نوعان نوع مطلق غير مؤقت فهذا يفعل في كل وقت نوع مطلق غير مؤقت بوقت محدود وهو نوعان :


احدهما ما وقته بقدر فعله كالصيام .


ما وقته أوسع من فعله كالصلاة.



وهذا القسم فعله في وقته شرط في كونه عبادة مأمورا بها ، فإنه إنما أمر به على هذه الصفة فلا تكون عبادة على غيرها .


ثم قال:



قالوا : فما أمر الله به في الوقت ، فتركه المأمور حتى فات وقته لم يمكن فعله بعد الوقت شرعا ، وإن أمكن حسا ـ بل لا يمكن حسا أيضا ـ فإن إيتانه بعد الوقت ، أمر غير المشروع.



قالوا ولهذا لا يمكن فعل الجمعة بعد خروج وقتها ، ولا الوقوف بعرفة بعد وقته.


قالوا ولا مشروع إلا ما شرعه الله ، ورسوله ، وهو سبحانه ما شرع فعل الصلاة ، والصيام ،والحج ، إلا في أوقات مختصة به ، فإذا فاتت تلك الأوقات، لم تكن مشروعة ، ولم يشرع الله سبحانه فعل الجمعة يوم السبت ، ولا الوقوف بعرفة في اليوم العاشر ، ولاالحج في غير أشهره.


وأما الصلوات الخمس ، فقد ثبت بالنص ، والإجماع ، أن المعذور بالنوم ، والنسيان ، وغلبة العقل ، يصليها إذا زال عذره ، وكذلك صوم رمضان ، شرع الله سبحانه قضاءه ، بعذر المرض والسفر ، والحيض.



قالوا والله سبحانه قد جعل لكل صلاة وقتا محدود الأول والآخر ، ولم يأذن في فعلها قبل دخول وقتها ،ولا بعد خروج وقتها ، والمفعول قبل الوقت ، وبعده ، أمر غير المشروع ، فلو كان الوقت ليس شرطا في صحتها لكان لا فرق في الصحة بين فعلها قبل الوقت ، وبعده ، لأنّ كلا الصلاتين ، صلاها في غير وقتها ، فكيف قبلت من هذا المفرط بالتفويت ، ولم تقبل من المفرط بالتعجيل.


قالوا والصلاة في الوقت واجبة على كل حال ، حتى أنه يترك جميع الواجبات، والشروط لأجل الوقت ، فإذا عجز عن الوضوء ، والاستقبال ، أو طهارة الثوب ، والبدن ، وستر العورة ، أو قراءة الفاتحة ، أو القيام في الوقت ، وأمكنه أن يصلي بعد الوقت بهذه الأمور ، فصلاته في الوقت بدونها هي التي شرعها الله واوجبها ،



ولم يكن له أن يصلي بعد الوقت مع كمال هذه الشروط والواجبات ، فعلم أن الوقت مقدم عند الله ورسوله على جميع الواجبات ، فإذا لم يكن إلا أحد الأمرين ، وجب أن يصلي في الوقت بدون هذه الشروط ، والواجبات ، ولو كان له سبيل إلى استدراك الصلاة بعد خروج وقتها، لكانت صلاته بعد الوقت مع كمال الشروط والواجبات خيرا من صلاته في الوقت بدونها ، وأحب إلى الله وهذا باطل بالنص ، والإجماع .



ثم قال :



قالوا : وأيضا فنقول لمن قال : إنه يستدركها بالقضاء ، أخبرنا عن هذه الصلاة التي تأمر بفعلها هي التي امر الله بها ، أم هي غيرها؟


فإن قال هي بعينها ، قيل له : فالعامد بتركها حينئذ ليس عاصيا ، لأنه قد فعل ماأمر الله به بعينه ، فلا يلحقه الإثم والملامة ، وهذا باطل قطعا ، وإن قال : ليست هي التي أمر الله بها ، قيل له فهذا من أعظم حججنا عليك ، إذ أقررت أن هذه غير مأمور بها.


ثم نقول أيضا : ما تقولون في من تعمّد تفويتها حتى خرج وقتها ، ثم صلاها ، أطاعه صلاته تلك أم معصية ؟!



فإن قالوا : صلاته طاعة ، وهو مطيع بها خالفوا الإجماع ،والقرآن ، والسنن الثابتة ،



وإن قالوا : هي معصية ، قيل فكيف يتقرب إلى الله بالمعصية؟! وكيف تنوب المعصية عن الطاعة؟!



فإن قلتم : هو مطيع بفعلها عاص بتأخيرها ، وهو أنه إذا تقرب بالفعل الذي هو طاعة ، لا بالتفويت الذي هو معصية ،



قيل لكم : الطاعة هي موافقة الأمر وامتثاله على الوجه الذي أمر به ، فأين طاعة الله ورسوله ممن تعمد تفويت الصلاة بفعلها بعد خروج وقتها ، حتى يكون مطيعا له بذلك فلو ثبت ذلك لكان فاصلا للنزاع في المسألة.



قالوا : وأيضا فغير أوقات العبادة لا تقبل تلك العبادة بوجه ، كما أن الليل لا يقبل الصيام ، وغير أشهر الحج لا يقبل الحج ، وغير وقت الجمعة لاتقبل الجمعة ، فأي فرق بين من قال : إن أفطر النهار ، وأصوم الليل ، أو قال : أنا أفطر رمضان في هذا الحر الشديد ، وأصوم مكانه شهرا في الربيع ، أو قال أنا أؤخر الحج من شهره إلى المحرم ، أو قال : أنا أصلي الجمعة بعد العشاء الآخرة ، أو أصلي العيدين في وسط الشهر ، وبين من قال : أنا أؤخر صلاة النهار إلى الليل ، وصلاة الليل إلى النهار ، فهل يمكن أحدا قط أن يفرق بين ذلك؟!




قالوا : وقد جعل الله سبحانه للعبادات أمكنه ، وأزمنة ، وصفات فلا ينوب مكان عن المكان الذي جعله الله مكانا ميقاتا لها ، كعرفة ، ومزدلفة ، ومنى ، ومواضع الجمار ، والمبيت ،والصفا ، والمروة ،ولا تنوب صفة من صفاتها التي أوجبها الله عليها عن صفة ، فكيف ينوب زمان عن زمانها الذي أوجبها الله فيه عنه.


قالوا : وقد أمر الله سبحانه المسلمين حال مواجهة عدوّهم أن يصلوا صلاة الخوف ، فيقصروا من أركانها ، ويفعلوا فيها الأفعال الكثيرة ، ويستدبروها فيها القبلة ،ويسلمون قبل الأمام، بل يصلون رجالا ، وركبانا ، حتى لو لم يمكنهم إلا الإيماء ، أتوا بها على دوابّهم ، إلى غير القبلة في وقتها ، ولو قبلت منهم في غير وقتها ، وصحت ، لجاز لهم تأخيرها إلى وقت الأمن ، وإمكان الإتيان بها .



وهذا يدل على أنها بعد خروج وقتها لا تكون جائزة ، ولا مقبولة منهم ، مع العذر الذي أصابهم في سبيله ، وجهاد أعدائه ، كيف تقبل من صحيح مقيم لا عذر له البتة ، وهو يسمع داعي الله جهرة فيدعها ، حتى يخرج وقتها ، ثم يصليها في غير الوقت ، وكذلك لم يفسح في تأخيرها عن وقتها للمريض ، بل أمره أن يصلي على جنبه بغير قيام ، ولا ركوع ، ولا سجود ، إذا عجز عن ذلك ، ولو كانت تقبل منه ، وتصح في غير وقتها ، لجاز تأخيرها إلى زمن الصحة
، فأخبرونا أيّ كتاب ، أو سنة ، أو اثر عن صاحب ، نطق بأنّ من أخّر الصلاة ، وفوتها عن وقتها الذي أمر الله بإيقاعها فيه عمدا يقبلها الله منه بعد خروج وقتها ، وتصح منه ، وتبرأ ذمته منها ، ويثاب عليها ثواب من أدى فريضته ؟!!



هذا والله ما لا سبيل لكم إليه البتة حتى تقوم الساعة ) أ.هـ



والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه سلّم تسليما كثيرا .


منقول
  #2  
قديم 08-23-2006, 01:51 AM
 
رد: صلاة الفوائت

جزاك الله خيرا سمسمه على الإفادة
  #3  
قديم 08-23-2006, 01:55 AM
 
رد: صلاة الفوائت

جزاك الله خير على الموضوع المفيد اختي سمسمه
__________________






فوق.......فوق هام السحب
  #4  
قديم 08-23-2006, 10:47 PM
 
رد: صلاة الفوائت

تسلم اخي عثمان ابو الوليد عالمشاركة
  #5  
قديم 08-23-2006, 10:48 PM
 
رد: صلاة الفوائت

تسلم اخي رعش قلبي عالمرور

التعديل الأخير تم بواسطة simsima ; 08-23-2006 الساعة 10:53 PM
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
برنامج لقص ودمج المقاطع moner أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 65 08-02-2007 04:26 AM
عباد الله صلاة الفجر تشكو ,,، ونومة الصبح تمنع الرزق عاشقة فلسطين نور الإسلام - 0 02-09-2007 07:17 PM
صلاة الاستخارة ayman_fa نور الإسلام - 2 01-03-2007 05:03 AM
فضل صلاة الجماعة عثمان أبو الوليد نور الإسلام - 4 08-27-2006 05:25 PM


الساعة الآن 05:29 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011