عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-23-2009, 08:36 AM
 
نحن والآخرون

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن والآخرون



هاشم غرايبة
أب ينجب البنات رغم تعدد الزوجات، فيعلن للمجتمع أن مولودته الأخيرة ذكر، ويجبرها أن تعيش كصبي تلبية لرغبته أن يكون له ولد ذكر.. هذا جوهر رواية ليلة القدر للطاهر بن جلون، الفائزة بجائزة فرنسية رفيعة..
خبر: في الغرب أباء يحبسون بناتهم، ويستغلونهن أبشع استغلال، وينجبون منهن أطفالا! قصة حب بين مسلمة ومسيحي، (أو العكس).. وما تشن عليهما من تهديدات، وما يحيق بهما من مخاطر؛ هو مرتكز حكاية رائجة في الغرب لكاتبة أردنية لم تكتب غيرها!.. تحقيق: في الغرب، تفيد الإحصاءات أن نسبة التحرش الجنسي من رؤساء العمل بمرؤوساتهم عالية، بحيث استدعت تشريعا خاصا في فرنسا! رواية بنات الرياض من أكثر الروايات العربية مبيعا في الغرب.. سيرة: تروي عارضة أزياء من أصل صومالي معاناتها وزميلاتها اللائي يحسدن على أناقتهن، وكيف يعاملن كقطيع غنم من قبل الشركات، وبلا أي احترام من المصممين، وبدون اعتبار لأي خصوصية، أو احتشام أمام الفنيين! إذا كان الأدب والفن مرآة المجتمع، فهل مرآتهم أقل شروخا من مرآتنا المغبرة! القضايا التي تثيرها الروايات المنافقة للغرب، وغيرها من الأبحاث والأعمال الدرامية هل تمثل الوجه الحقيقي لمجتمعاتنا؟ الأدب والفن مرآة المجتمع، فأي الآداب والفنون العربية التي يعتني بها الآخر ويترجمها ويروجها؟.. إنها تلك التي تصور تخلفنا من خلال اقتناص الشوائب المتنحية في حياتنا العامة، والتركيز على الصور الصادمة للقيم الغربية، والحالات المناقضة لنمط الحياة الغربية، ولترسيخ الاستخفاف بطريقة عيشنا يجري التركيز على الدراما، والروايات، والأشعار، والأبحاث التي تساند الصورة النمطية للعرب من المنظار الغربي، مثل: تعدد الزوجات، وتسلط الذكور، وقضايا قتل الشرف، وتعميم الصورة التقليدية عن القبيلة والخيمة والناقة، وتعظيم ظواهر العنف ضد النساء والأطفال.. الخ. لم أجرب العيش في العربية السعودية، ولكنني أراهن أن المجتمع السعودي، والأسرة السعودية أفضل بكثير من الصورة التي تروجها روايات سعودية، ليس بها ميزات إبداعية إلا أنها تضخم ما هو متنحي ومحدود الانتشار في الحياة اليومية للأسرة والمواطن السعودي، على حساب ما هو سائد وعام في أسلوب العيش الذي توافق عليه وارتضاه المجتمع السعودي.. - مثلا، وعلى نحو أقل فجاجة- نعاني نحن في الأردن من سطوة الصورة المضللة عن هويتنا الحضارية، بحيث أن احد المثقفين العرب دهش لما زارني في الأردن، وقال: كنت أتوقع أن تستقبلني على جمل! لكل مجتمع بشري شروره وفضائله.. حتما لا ندافع عن شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، ولكن لا يجوز أن نبدل قيمنا المجتمعية ومعاييرنا الأخلاقية، وما تصالح عليه عامة الناس أسلوب حياة، ونمط عيش وفقا لقيم ومعايير الآخرين! لا يوجد عندنا أطفال يطلقون النار في المدارس على زملائهم ومعلميهم، أو يصطادون المارين في الشارع على غير هدى، ولا يوجد عندنا أباء يسجنون بناتهم عشرات السنوات وينجبون منهن، وليس عندنا عارضات أزياء يعاملن كقطيع غنم، ولا تجارة أطفال، ولا نشرع الشذوذ.. لا نستطيع أن نحيط بكل الشرور في المجتمعات المتحضرة؛ ولكن لماذا نعتبر الظواهر الشاذة عندهم مجرد ظواهر عابرة، ويقيم إعلامهم الدنيا ويقعدها للحديث - على سبيل المثال- عن جرائم الشرف على ندرتها في مجتمعاتنا؟ ولماذا تتوجه تمويلاتهم لتسخير مؤسسات المجتمع المدني لنبش ما يرغبون هم الخوض فيه من مشاكلنا؟ ولماذا يدعمون الأفلام والروايات والدراسات التي تعزز إحساسنا بالنقص وشعورنا بالدونية؟! بينما نحن لا نترجم عن الآخرين إلا ما يحضّ المتلقي على احترامهم، والاقتداء بهم.. رغم ما تنطوي عليه حياتنا من خيبات، وأمراض اجتماعية، وظواهر سلبية، إلا أننا لا نستطيع مواجهتها والتصدي لها بالتمويلات الأجنبية، وتقبل ما يمليه علينا الآخر من حلول دون تمحيص، بل ينبغي الاعتماد على وسائلنا الخاصة النابعة من الجانب المشرق لقيمنا النبيلة، وأخلاقنا الحميدة، ويجب أن نشحذ أدواتنا المستمدة من ينابيع الخير والعطاء الكامنة في تراثنا الشعبي، ومن منطلقات العدالة والسمو والطهارة التي يرسيها ديننا، ومن قيم الحق والجمال في موروثنا الثقافي.. إن الاستناد إلى قدرة ديننا على استيعاب الحضارة والنهوض بالتمدن، وشحذ أدواتنا المصنوعة من طينة مجتمعاتنا، واعتماد وسائلنا المستمدة من ثقافة أمتنا.. هي الأقدر على حل مشاكلنا، ومواجهة تحديات تبدل القيم، واختلال المعايير، وازدواجية النظرة.. وتعطينا القدرة على الانخراط بكفاءة في المجتمع الإنساني، والوصول للحلول الناجعة لمشاكلنا بما يتلاءم مع معطيات العصر الحديث.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-02-2009, 06:25 PM
 
رد: نحن والآخرون

بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-02-2009, 06:59 PM
 
رد: نحن والآخرون

كما انه لا يوجد عندنا ابتزازات بالاموال
و لا يوجد عندنا تعاطي واسع الانتشار في الشوارع للمخدرات

لا يوجد عندنا تفرقة بين الناس و عروقهم و اصولهم

مشكور على الموضوع الذي يمس تحرك واسع لتشويه المجتمعات
العربية عن طريق الروايات و المسلسلات المبالغ فيها

و لو سألنا احد الغربيين ماذا تعرف عن العرب و المسلمين ؟

ستكون اجابته بكل تأكيد ... حملة للسلاح .. السيوف على جنوبهم
لا يعرفون التطور و الرقي ... يعاملون المرآة و الاطفال معاملة قاسية




رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-04-2009, 11:31 AM
 
رد: نحن والآخرون

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 1130 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع.
دمت بود اخي جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-04-2009, 11:32 AM
 
رد: نحن والآخرون

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة the pro man مشاهدة المشاركة
كما انه لا يوجد عندنا ابتزازات بالاموال
و لا يوجد عندنا تعاطي واسع الانتشار في الشوارع للمخدرات

لا يوجد عندنا تفرقة بين الناس و عروقهم و اصولهم

مشكور على الموضوع الذي يمس تحرك واسع لتشويه المجتمعات
العربية عن طريق الروايات و المسلسلات المبالغ فيها

و لو سألنا احد الغربيين ماذا تعرف عن العرب و المسلمين ؟

ستكون اجابته بكل تأكيد ... حملة للسلاح .. السيوف على جنوبهم
لا يعرفون التطور و الرقي ... يعاملون المرآة و الاطفال معاملة قاسية



دمت بود اخي جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:22 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011