عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-04-2015, 02:35 PM
 
مريمُ الصدِّيقة !! عليها السَّلام متجدد 6

المسألة السادسة : قالَ صاحبُ «الكشاف» : «أجاء» منقولٌ مِنْ جاءَ ، إلا أنَّ استعمالهُ قدْ تغيَّرَ بعدَ النقلِ ، إلى معنى الإلجاءِ ، فإنَّكَ لا تقولَ : جئتُ المكان ، وأجاءنيهِ زيد ٌ ، كما تقولَ : بلغنيهِ وأبلغتهُ ، والمعنى : أنَّ طلقها ـــــ ألجأها إلى جذعِ النخلةِ ، ثمَّ يُحتملُ أنَّها إنِّما ذهبتْ ، إلى النخلةِ طلباً لسهولةِ الولادةِ : للتشبثِ بها ، ويُحتملُ للتقويةِ والاستنادِ إليها ، ويُحتملُ : للتسترِ بها ، مِمَّنْ يُخشى منهُ القالةَ إذا رآها ، ولذلك حكى اللهُ عنها : أنَّها تمنتْ الموت .
المسألة السابعة : قالَ في : «الكشاف» قرأَ ابنُ كثيرٍ ، في روايةِ المَخَاضِ :
((( بالكسر ))) يُقالُ : مخِضتْ الحاملُ ومخِاضاً ، وهو تمخِضُ الولدُ في بطنِها .
المسألة الثامنة : قالَ في : «الكشاف» كانَ جذعُ نخلة يابسة ، في الصَّحراءِ : ليسَ لها رأسٌ ولا ثمرٌ ولا خضرةٌ ، وكانَ الوقتُ شتاء ، والتعريف : إمِّا أنْ يكونَ مِنْ تعريفِ الأسماءِ الغالبةِ : كتعريفِ : النجمِ والصعقِ ، كأنَّ تلكَ الصحراءُ ، كانَ فيها جذعُ نخلة مشهور عندَ الناسِ ، فإذا قيلَ : جذعُ النخلةِ ـــــ فهمَ منهُ ذلكَ : دون سائرهِ ، وإمِّا أنْ يكون تعريفُ الجنسِ : أي ــــ إلى جذعِ هذهِ الشَّجرةِ خاصة ، كانَّ اللهَ أرشدها إلى النخلةِ ، ليطعمُها منها الرطب ، الذي هو أشدّ الأشياءِ موافقة للنفساءِ ، ولأنَّ النخلةَ : أقلَّ الأشياءِ صبراً على البردِ ، ولا تثمرُ إلا عندَ اللقاحِ ، وإذا قطعتَ رأسُها لم تثمرْ ، فكأنَّهُ تعالى : قالَ ــــ كما أنَّ الأنثى : لا تلد إلا مع الذكرِ ، فكذا النخلةُ : لا تثمرُ إلا عندَ اللقاحِ ، ثمَّ إنِّي أظهرُ الرطبَ : مِنْ غيرِ اللقاحِ ـــ ليُدلَّ ذلكَ ، على جوازِ ظهورِ الولدِ ، مِنْ غيرِ ذكرٍ .
المسألة التاسعة : لمَ قالتْ : { ياليتنى مِتُّ قَبْلَ هذا } معَ أنَّها : كانتْ تعلمُ أنَّ اللهَ تعالى ، بعثَ جبريلُ إليها، وخلقَ ولدها مِنْ نفخِ جبريل عليهِ السَّلام ، ووعدَها بأنْ يجعلها وابنها آيةً للعالمينً ؟؟؟؟؟؟ .
والجواب مِنْ وجهينِ :
الأول : قالَ وهبٌ : أنساها كربة الغربةِ ، وما سمعتهُ مِنْ الناسِ : ( مِنْ ) بشارةِ الملائكة بعيسى عليهِ السَّلام .
الثاني : أنَّ عادةَ الصالحينَ ، إذا وقعوا في بلاءٍ : أنْ يقولوا ذلكَ .
وروي : عنْ أبي بكرٍ : أنَّهُ نظرَ ، إلى طائرٍ ، على شجرةٍ ، فقالَ : " طوبى لكَ يا طائر : تقعُ على الشجرةِ وتأكلُ مِنْ الثمرِ ! وددتُ : أنَّي ثمرةٌ ينقرها الطائر! ".
وعنْ عمر : " أنَّهُ أخذَ تبنةً مِنْ الأرضِ ، وقالَ : ليتني هذهِ التبنةِ : يا ليتني لم أكُ شيئاً! ".
وقالَ عليٌّ يومَ الجملِ : " يا ليتني متُ قبلَ هذا اليومِ ـ بعشرينَ سنةٍ ".
وعنْ بلالٍ : " ليتَ بلالٌ لم تلدهُ أُمّهُ " .
فثبتَ أنَّ هذا الكلام : يذكرهُ الصَّالحونَ عندَ اشتدادِ الأمرِ عليهم .
الثالث : لعلَّها قالتْ ذلكَ : لكي لا تقع المعصية ، مِمَّنْ يتكلَّمُ فيها ، وإلا فهي راضيةٌ بما بُشَّرت بهِ .
المسألة العاشرة : قالَ صاحبُ «الكشاف» النسي :
ما مِنْ حقِّهِ : أنْ يُطرح ويُنسى ـــ كخرقةِ الطمثِ ونحوِها ـ كالذبحِ : اسمٌ ما مِنْ شأنهِ : أنْ يُذبح ، كقولهِ : { وفديناه بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } ( الصافات : 107 )
تمنَّتْ لو كانتْ شيئاً تافهاً : لا يؤبهُ بهِ ، ومِنْ حقِّهِ أنْ يُنسى في العادةِ.
وقرأَ : " ابنُ وثابٍ و الأعمش و حمزة " :
نَسياً ( بالفتح ) ــــــ والباقونَ : نِسياً ( بالكسر ) ، قالَ الفراءُ : هُما لغتانِ : كالوَتر والوِتر والجَسر والجِسر .
وقرأَ : " محمد بن كعب القرظي " :
نَسيئاً ( بالهمزة ) وهو الحليب المخلوطِ بالماءِ ، ينساهُ أهلّهُ لقلتهِ .
وقرأَ : " الأعمش " :
مِنِسِياً ( بالكسر على الإتباع ) كالمِغِير والمِنِخِر ، واللهُ أعلم .

{ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) }
في الآيةِ مسائل :
المسألة الأولى : فناداها مِنْ تحتِها : القراءة المشهورة ـــ ( فَنَادَاهَا ) .
وقرأَ : زر ، و علقمة : ( فخاطبها ).
وفي : ( الميم ) فيها قراءتانِ : فتحُ الميمِ ( مَنْ ) ، وهو المشهور ، و كسرهِ ( مِنْ ) ، وهو قراءة نافع و حمزة و الكسائي و حفص .
وفي المُنادي ـــــ ثلاثة أوجهٍ :
الأول : أنَّهُ عيسى عليهِ السَّلام .
وهو قول : الحسن و سعيد بن جبير .
والثاني : أنَّهُ جبريلُ عليهِ السَّلام ، وأنَّهُ كانَ كالقابلةِ للولدِ .
والثالث : أنَّ المُنادي على القراءةِ بالكسرِ : ( مِنْ ) : هو المَلكُ ، وعلى القراءةِ بالفتحِ ( مَنْ ) : هو عيسى عليهِ السَّلام .
وهو مرويٌ : عنْ ابنِ عيينة و عاصم.
والأول : أقرب ــــــــ لوجوهٍ :
الأول : أنَّ قولَهُ : { فَنَادَاهَا مَنْ تَحْتِهَا } بفتحِ الميمِ : إنِّما يستعملُ ، إذا كانَ قدْ علمَ قبلَ ذلكَ ، أنَّ تحتَها أحداً ، والذي علمَ كونهُ حاصلاً تحتها : هو عيسى عليهِ السَّلام ، فوجبَ حمل اللفظِ عليهِ .
وأمَّا القراءة بكسرِ الميمِ : { فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا } فهي لا تقتضي ، كون المُنادي جبريلُ عليهِ السَّلام ، فقدْ صحَّ قولنا .
الثاني : أنَّ ذلكَ الموضع : موضع اللوثِ والنظرِ إلى العورةِ ، وذلكَ لا يليقُ بالملائكةِ .
الثالث : أنَّ قولَهُ : فناداها ـــ فعلٌ ، ولا بدَّ وأنْ يكونُ فاعلهُ ، قدْ تقدَّمَ ذكرهُ ، ولقدْ تقدَّمَ قبلَ هذهِ الآيةِ : ذكر جبريل ، وذكر عيسى عليهما السَّلام : إلا أنَّ ذكرَ عيسى : أقربُ لقولهِ تعالى : { فَحَمَلَتْهُ فانتبذت بِهِ } ( مريم : 22 ) والضميرُ ههنا عائدٌ ، إلى المسيحِ ، فكانَ حملهُ عليهِ أولى .
والرابع : وهو دليل : الحسنِ بن عليَّ عليهما السَّلام : أنَّ عيسى عليهِ السَّلام ، لو لم يكنْ كلّمها لمَا علمتْ : أنَّهُ ينطقُ ، فما كانتْ تشيرُ إلى عيسى عليهِ السَّلام : بالكلامِ .
فأمَّا مَنْ قالَ : المُنادي : هو عيسى عليهِ السَّلام ، فالمعنى : أنَّهُ تعالى ــــ أنطقهُ لها ، حينَ وضعتهُ تطييباً لقلبِها ، وإزالةٍ للوحشةِ عنها ، حتى تُشاهدَ في أولِ الأمرِ ، ما بشرَّها بهِ جبريلُ عليهِ السَّلام ، مِنْ علوِ شأنِ ذلكَ الولدِ.
ومَنْ قالَ : المُنادي : جبريلُ عليهِ السَّلام ، قالَ : إنَّهُ أُرسلَ إليها ليُناديها بهذهِ الكلماتِ ، كما أُرسلَ إليها ، في أولِ الأمرِ : ليكونَ ذلكَ تذكيراً لها ، بما تقدَّمَ مِنْ أصنافِ البشاراتِ .
وأمَّا قولهُ : { مِنْ تَحْتِهَا } فإنْ حملناهُ ، على الولدِ ـــــــ فلا سؤالٌ ، وإنْ حملناهُ ، على المَلكِ ــــــ ففيهِ وجهانِ :
الأول : أنْ يكونا معاً ، في مكانٍ مُستوٍ ، ويكون هناكَ : مبدأ معين ـــــــ كتلكَ النخلةِ ههنا ، فكلّ مَنْ كانَ أقربُ منها : كانَ فوق ، وكلّ مَنْ كانَ أبعدُ منها : كانَ تحت .
وفسَّرَ الكلبيُ : قولهُ تعالى : { إِذْ جَاءوكُمْ مّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ } ( الأحزاب : 10 ) ، بذلكَ .
وعلى هذا الوجهِ ، قالَ بعضُهم : إنَّهُ ناداها ، مِنْ أقصى الوادي .
والثاني : أنْ يكونَ موضع أحدهما : أعلى مِنْ موضعِ الآخرِ ، فيكون صاحب العلوِ فوقَ صاحب السَّفلِ .
وعلى هذا الوجهِ : روي عنْ عكرمة : أنَّها كانتْ ، حينَ وُلدتْ على مثلِ رابيةٍ .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-06-2015, 12:29 PM
 
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا، على نقلكم الطيب
ان هذا الموضوع رائع ونال اعجابى
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-07-2015, 04:51 PM
 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاميليا كرم

السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا، على نقلكم الطيب
ان هذا الموضوع رائع ونال اعجابى



السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حياكم الله تعالى
اللهم
اكتب لهم ولي ولجميع المسلمين
سعادة الدارين
آمين
شكرا : لمروركم تقبلوا فائق تقديري
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-12-2015, 07:09 PM
 
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا، على نقلكم الطيب
ان هذا الموضوع رائع ونال اعجابى
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-13-2015, 06:32 PM
 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نيرمين كامل

السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا، على نقلكم الطيب
ان هذا الموضوع رائع ونال اعجابى



السلام عليكم
حياكم الله تعالى
وجزاكم الله بمثله وزادكم من كرمه
تقبلوا فائق احترامي وتقديري
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مريمُ الصدِّيقة !! عليها السَّلام متجدد 5 abdulsattar58 نور الإسلام - 12 01-20-2016 07:00 PM
مريمُ الصدِّيقة !! عليها السَّلام متجدد 4 abdulsattar58 نور الإسلام - 4 09-24-2015 10:16 PM
مريمُ الصدِّيقة !! عليها السَّلام متجدد 3 abdulsattar58 نور الإسلام - 6 09-02-2015 05:43 PM
مريمُ الصدِّيقة !! عليها السَّلام متجدد 1 abdulsattar58 نور الإسلام - 5 08-24-2015 09:36 PM
مريمُ الصدِّيقة !! عليها السَّلام متجدد 2 abdulsattar58 نور الإسلام - 0 08-18-2015 02:15 PM


الساعة الآن 02:20 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011