عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree382Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 11-20-2017, 01:46 AM
 
سنو عاشقة جيمي ستبقين سيدة الردود الروائية
كريستال و أملها ادائم بي و الذي انا جدا ممتنة له
الآنسة كرياوُتيك تدقيقك و اهتمامك بالرواية لشرف لي
دارين المشجعة الأولى ل "لوكريس" < لقب ثنائي مثل ساسوساكو يعني
مُحبة أنرتِ يا جميلة
آكاني يا أهلا بعودتك بعد غياب
ديورين العدو أمامكم و البحر ورائكم فأين المفر
دون أن أنسى القارئة الخفية ملكة الروعة نيان < شو عجبك هيك 😎

كالعادة ردودكم منعشة للروح و باعثة للأمل.
الفصل جاهز تقريبا يحتاج تلوينا للحوارات و أعمل عليها حاليا. مضت فترة لم أسهر عند الحاسوب xD
الكثيرُ من الأمور ستتغير، أصبحت لديّ رؤية مختلفة تماما عن مسار القصة. على الاقل الواحد يلاقي فايدة من البطء و التأخيرات xD
لذا ترقبوا القادم
رد مع اقتباس
  #102  
قديم 11-21-2017, 01:29 AM
 
الذِّكرى التّاسعة ~ خُطَطٌ فاشِلة



[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/19_02_16145590075576574.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.

الذّكرى التّاسعة ~ خُطَطٌ فاشلة

الحذرُ أمانْ، لكنّ لو تماديتَ فيه باتَ قيدًا
ماتي#

ذرعتْ المُراهقةُ الشقراء باتجاهه و قد جلبت القيتار المعلّق على أحد جدران المقهى كقطعة ديكور. أخذه في حجره و نظَم النوتات على النغمةِ المُرادة و الفتاتان ترمقانه بعينين لامعتين مترقبتين، مع أول صوتٍ صدر من الأوتار استدارت جميعُ الرؤوس نحوه
كان قد استسلم أمام إلحاح كاثرين حين طلبت منهُ أن يُقدّمَ عرضًا حيًا لها، هو أمامها الآن لابد أن تستغل ذلك قدر المُستطاع:

"ستُجن الفتيات في الثانوية حينَ أريهم هذا المقطع" و ختمت ضاحكةً بِشَرّ

بقيَ جوابُ كريس عالقًا في المجهول مع انتقال الاهتمام إلى مارتن، برعَ الشاب غُرابيّ الشعر في العزف و أظهر مهاراته في مُداعبةٍ الأوتار و اخضاعها، بدأ اللحن هادئًا مُتقطعًا بعلامات وقفْ ثم تصاعدَ و اتصلّت النوتات في صوتٍ قوي سريع
عكست تلك الموسيقى شخصيته الجامحة و المُتحرّرة و بدا مستمتعًا جدًا في تلك اللحظة حين ختم بابتسامةٍ شقيّة. و توالى تصفيق الفتاتين و صياحهما من كثر الحماس
راقبته لوسي يضحكُ ضحكته الفخورة تلك و يعبثُ بشعره الأسود الكَثّ و كَكُل مرة كانت تبتسم تلقائيًا، حينها فقط أبعد كريس عينيه عن مارتن و عاد باهتمامه إليها ليختطفها من شرودها حين قال:
ــ سألتني، لمَ أتيتُ إلى كاوس؟

فاجأها ذلك نوعًا فلم تتوقع أن يعود للموضوع بعدما تم قطعه بواسطة عزف مارتن، و كم كانت ممتنّة لذلك فقد ندمت فورًا على سؤالها الذي خرج رغمًا أما هو فظنّت أنه ربما قد يجدها فرصة ليتملّص من الإجابة. لكن هاهو ذا و انهارَ منطقها أمام فضولها حين هزّت برأسها.

أجابَ سارحًا في خطوط آجُر المدفئة أمامه: ــ أتيتُ أبحثُ عن ماضيّ..

و كأن شيئًا حادًا اخترق صدرها، جوابٌ فلسفي، يُقاربُ الجنون، لكنّه أقنعها و كأنه أشبع حيرتها رغم أنها شعرت أن السديم حوله يتكاثف أكثر حتى تكادُ لا تلحظُ من كيانه سوى هالةً ضبابية..جارته بنبرة مُخدّرة:
ــ عمَّ تبحثُ تحديدًا..عن شخصٍ ما، أم عن نفسك الماضية؟

حان دوره ليتعجّب عندما نظرها بطرف عينه المُتسّعة ثم استدار نحوها مُؤكدًا:
ــ كِلاهُما..

انزرعت الدهشةُ بينهما و تعلّقَ الزّمنُ لفترة، غاصت عيناهُما ببعضْ و انغمر الجو حولهُما سكونًا
لتعيَ فجأة على نفسها و تنتزعَ عينيها عنه في حركةً سريعة مُرتبكة، اكتسحَ وجهُها خجلًا و لكزت جبينها على رُكبتيها تاركةً شعرها الأسود الطويل ينهمرُ على طول كتفيها، فكرّت و نفسها
ــ ( لقد كُنتُ أحدّق به )

ــ لوسي

ناداها فرفعتْ رأسها بسرعة و غُرّتها تتقافز بفوضوية:
ــ نعم!

لتتفاجأ به قريبًا من وجهها، شعره الهابط على جبهته يلمعُ تحت ضوء اللّهب، تستطيعُ مُلاحظة خطوط حدقته البُنيّة، نظرها ببؤبؤين مُمتلئين و خاطبها:
ــ في المرّة القادمة، دورُكِ لتُخبريني عنكِ

و هي حتمًا لا تُجيدُ السيطرة على ردود فعلها! تراجعت بجذعها للخلف و هزّت رأسها سريعًا.
.
.
ــ فيكتوريا

ندهَ باسمها بهدوء فالتفتَت إليه و استغربت النظرة في عينيه الزرقاوين و انتظرته بصمتٍ حتى أضافْ مُوضّحًا غايته:
ــ رُبما الوضعيةُ ليست مُناسبة، انقطاعُ التّيار لم يكن في الحُسبانْ لكن مع ذلك أنا لن أتراجع..

كان الآن يقف و قد برزت طيّة خفيفة بين حاجبيّ الصهباء غيرَ قادرة على فهمه، و هاهو ذا الآن يلتف حول الطاولة و يهبطَ جاثيًا على رُكبته أمامها
فيكتوريا مُتجمّدة، هي مصدومة أكثر من كونها مُندهشة.. و طوالَ تلك الثواني المعدودة تحسست الصمت المُنسكبَ حولها، لم يسعها أن تلتفتَ نحو أحدْ، ستبدو مُريبة، وجهُ ماتي يُثّبتها ناحيته إنه مُبتهجٌ جدًا و لمحت شفتاهُ تتحركان ببطء شديد و هو يُعلنُ طلبه:
ــ في هذا المقهى التقينا أوّل مرة، لم أتخيّل نفسي أقوم بهذا على ضوء القنديل الكهربائي و التّيار المقطوع و كل هذا..!

صدر عنه صوت ضحكة مكتومة. فاتحًا عُلبةً صغيرة نيلية حوَتْ خاتمًا من الذّهبِ الأبيضْ
صدرت شهقة، لكن ليس من فيكتوريا إنما كاثرين التي ضمت قبضتيها إلى صدرها في تأثر مُردّدة: " كالأفلام تمامًا.. كم هذا رومانسي! "

ــ فيكي، أتكونينَ زوجتي و رفيقتي أمدَ الحياة؟

فكّر مارتن و نفسه: ( لو كانت آنا هُنا لركضت إلى الخارج تفرغ ما بمعدتها )
أما الصّهباء فقد انحرفت رؤيتها عن الوضوح، "لا يُعقل أنه سيغمى عليّ" ، تماسكتْ و تمكنت أخيرًا من امتلاك القدرة على التحرر من سيطرة عينيه، استدارت فورًا إلى عمّها و عمّتها.. كِلاهما يبتسمان، بل زوجة عمّها تُفسح عن ابتسامة عريضة عبّرت عن جمّ السعادة!

تحرّك بصرها باتجاه المدفئة، كريس كان هُناك -أو جايك كما فكّرت- كانَ يميلُ على أُختِ ماتي كأنما يهمسُ لها بشيء أما هي فبدت لها مُرتبكة. و عندما انتبها التفتا فورًا تجاهها كما فعل الجميع، بدا مُتافجأً في البداية لكنها سرعان ما رأته يبتسم.
عادت تنظر إلى الأشقر أمامها، أغمضتْ عينيها و الدم الحارُ انتقل صعودًا إلى خدّيها و قالت: ــ أجل..

كاثرين صفّرتْ! مارتن استدار نحوَ لوسي و نظرت إليه هي الأخرى بقيلة حيلة. و ما كان لها إلّا أن تُشاركالوفدُ الصغير التصفيق بينما يأخذُ الخاتمُ مكانه في إصبعِ فيكتوريا.


*~

استقلت الصهباءُ المقعد الأمامي من السيارة الرياضية فضية اللّون في نفس اللحظة مع ماتي، لم يعمل المحرك على تدفئتها بعد فكان المعدن باردًا كالصقيع و طبقةٌ رقيقةٌ من الجليد تكاثفت على الزجاج الأمامي و النوافذ الجانبية، شغل ماتي ماسحاتِ الزجاج و انتظر ريثما يحضر كريس
كانت فيكتوريا مرخيةً رأسها على مسند المقعد مُغلقةً عينيها و على ثغرها ابتسامةٌ حالمة، رمقها ماتي في هدوء و ابتسم. صدر صوتٌ انفتاح الباب الخلفي مع دخول كريس و تفاجأ بلوسي هي الأخرى تستقل السيارة معهم


ــ ظننتُكِ ستعودين إلى الفيلا


أوضحت باختصار: ــ لن أنتقلَ بدون أغراضي هكذا وحسب

عدّلت معطفها و وضعت حقيبة يدها جانبًا بينها و بين كريس و سدّدت وجهها نحو النافذة و السيارة بدأت تتحرك. أتاهم السيد آدم فخفض ماتي النافذة، كان العم قد ارتدى معطفًا ثخينًا بقلنسوة محاطة بفروٍ صناعي و حشا رأسه في قبعة صوفية قاتمة، خاطبهما بنبرةٍ آمرة:
ــ الطريقُ زلِق فانتبه و قُد بحذَر، و أنتِ اتّصلي بي حالما تَصِلينْ

أجابه ماتي: ــ سأفعل لا تقلق

هزّت فيكتوريا رأسها بضجر: ــ حسنًا حسنًا

و انطلق بالعربة بينما الثلجُ يهبطُ كثيفًا مُعميًا الرؤية. لم يَكُن بمقدور لوسي الالتفاتُ ناحيته، تسمّرت فقراتُ رقبتها إلى اليسار، لم تَكنُ تنظر لشيء ماديّ سواءَ الطريق المُعبّدة الذي بدأ يمتلأ ثلجًا و لا رشقاتُ الضوء السريعة من مصابيح الإنارة على الجانبين. شَعرُها الأسودُ انسدل على جانبِ وجهها الأيمن كستارٍ دفاعي خفضت به احتمال أن تلمحهُ و لو بطرفْ!

لم تَكنْ على ما يُرام، تستمرُ في تذكر كيف اندفع صوبها و قيّدها بالوعد في أن تُخبره عنها. يدُها تتحسسُ التهابَ خدّيها، كانت الحرارةُ تغمرُ وجهها حرجًا و في عينيها حيرةٌ و انشداه، "لمَ يحصُلُ كلُّ هذا؟!" ناجى صوتُها الداخليّ!
أما هو فرُبما لامَ نفسه على انفكاك رباطة جأشه في تلك اللحظة لكنه أبقى على هيئته مُتماسكة. استمرَ هو و ماتي في إلقاء التعليقات حول مواضيع مختلفة، الدوري الأوروبي و الانتخابات المحلية و حتى موضوعه و فيكتوريا حين قال كريس
" أنت وغدٌ بالفعل لقد فاجأتني"
فيضحك ماتي عاليا: " أعلم أنك قلقٌ على نفسك لا تخف سأستمر بالاعتناء بك "

كانت السيارة تعبُر الالتفاف الدوراني و تسلُكُ الطريقَ إلى شرق كاوس مُتجهة نحو الحيّ الذي يقطن به كريسْ، و لم تنتبه لوسي لأمر تغيير المسلك حتى ركنَ شقيقها السيارة و فتح كريس بابه قائلًا:
ــ فيكتوريا، تهانيّ لكِ مرة أخرى، و لوسي دعينا نُكملُ حديثنا ذات يومْ.. تُصبحونَ على خيرْ جميعًا

ردّوا عليه مُتمنين له ليلة سعيدة و مضى هو إلى باب البناية حيث شقته و بينما تستدير السيارة نصف دورة عائدة على نفس الطريق أمالت لوسي رأسها نحو النافذة أكثر لتنظر إلى المبنى الزُجاجي ذي الثلاثين طابقًا و في فكرها "إذن فهو يعيشُ هُنا.."

*~
جلسَ الزوجانِ إلى طاولة الطعام و قد رُتّبت عليها أطعمةٌ شهية و دافئة، و قبلَ أن يبدآ في تناول العشاء استفسر هاري:
ــ أين الأولادْ؟

صارحته: ــ أستغربُ سؤالكَ عنهم

ــ أنا والدهم..لم يمضِ على عودة لوسي إلا أيام قليلة و لا تزال تقضي أغلب وقتها مع عصبة الفاشلينَ تلكْ، سايرتُها استجابةً لطلبكْ لكن لا يبدو أنها تُفكر في انهاء سخافة الغناء و الفرقة هذه. و ذاكَ الصعلوكُ الآخر لا يظن أنه أفلتَ مني البارحة..

ضحكت باستخفافْ: ــ عزيزي هاري أنتَ لا تتغير أبدًا و أنا التي ظننتُكَ قلقٌ بشأنهم، ألم تسرِ جولة القمار البارحة كما يجبْ ؟

كانَ هُناكَ تحدٍ واضحٌ في صوتها لكنه لم يكن يكرهه حدَّ الضيقْ، تبقى هي الوحيدة التي لديها الجُرأة على مُناقشته و بطريقةٍ ما كان يستمتع بذلكْ
اعترف بانزعاج: ــ نوعًا ما..

لم يكد يُضيف حتى دُقَ الجرس و عبرت الخادمة بسرعة كي تفتح الباب، في العادة دخولهما يكون دومًا صاخبًا، ضحكات و نقاشات بصوتٍ عال و حتى صرخاتُ فزع !
لكن لارا لم تسمع شيئًا مما كانت تتوقع من أبنائها فبقيت تنظر بترقب باتجاه المدخل إلى غرفة الطعام حتى ظهر ماتي أخيرًا و خلفه يسحبُ تلك الفتاة من يدها و التي بدت خجلة و هي تُحني برأسها

ــ أهلًا بكُما
بالنسبة لهاري لم يكن ذلك رد فعل طبيعي من لارا و شكه انقلب يقينا حين استدار و رأى ما رأى ثم التفتَ عنهما بظهره عائدًا إلى صحنه. علّق بنبرة غير مُحبّبة:
ــ لم تُخبرنا أنكَ ستجلبُ معكَ ضيفة.

ــ أردتُها أن تكونَ مُفاجأة..
نظّفَ حلقَهُ مُضيفًا: ــ أبي، أمي.. أتينا نطلُبُ مُباركتكُما.. أنا و فيكتوريا سنتزوج.

راقبت لارا وجه زوجها و ذلكَ التعبير الشرس يكسوه تدريجيًا، كبُركانٍ على وشكِ الانفجار فأمسكت بيده بقوة كأنما تنهاهُ و تُحذّره من القيام بأي تصرفٍ طائش و تحدّثت هي:
ــ هذا خبرٌ مُفرح.. رغم أن ماتي لم يُكلّف نفسه عناءَ إعلامي بشيء..

و تلقى نظرةَ العتابِ النابعة من عينيها المُماثلتين لعينيه غير أن نظرته كانت وجلة. فيكتوريا تراجعت لا فطريًا خطوة حتى تغطى نصفها بالجزء الأيمن من جسد ماتي، و حركتها تلك نبّهته فأحكمَ على يدها و أجابْ:
ــ آسفُ لذلك أمي لكن كما قلتُ أردتُ أن أُفاجأكما و..

قاطعه والده حينما وقف و التفتَ نحوه: ــ و قد نجحت لقد فاجأتنا بالفعل! ماذا تظن نفسكَ فاعلًا؟ تدخُلُ بيتي هكذا تجُرُ خلفكَ هاته أيًا من تكون و تُعلنُ أنك ستتزوجْ بها!


تفتحت عينا فيكتوريا في صدمة و تجرّع الأشقر مرارة الصدأ في لسانه.

ــ سمحتُ لكَ بالتسكع معها فقط لأنني أعلمُ أنه سيأتي وقتٌ و تسأمُ منها، لم أنتظر منكَ يومًا أن تصنعَ مثل هكذا فلم هزليّ! سأمنحُكَ فرصةَ واحدة لتُعيدَ حساباتك و تُفكر في الأمر، كِلاكُما فكرا كما يجب قبل أن تتجرآ على اتخاذ أي قرار لا يُرضيني!
و تجلى الوعيدُ في صوته و عينيه مما جعل قلب الصهباء ينبضُ بقوة، جاهدت لاستجماع صوتها و همست خلف ظهر ماتي:
ــ ماتي دعني.

و حاولت تركَ يده و الاختفاء وحسب لكنه لم يرضى أن يفلتها، و قالَ مُخاطبًا أباهُ بجدية:
ــ أنا بالغٌ بما يكفي لأتخذَ هكذا قرارْ.. و نحنُ نُحب بعضنا و واثقين تمامًا مما نُريده

صدرت عنه ضحكة قصيرة و قال: ــ لا تجعلني أضحكْ.. أيها الأبناء السُخفاءْ أنتم فعلًا ناكرونَ لكل ما بذلناه لأجلكم، لقدَ أحسنَ مايكل صنعًا عندما نفى ابنه ربما سينفعُ ذلك معكَ أيضًا..حسنًا إذن.. برهنْ لي، برهن لي أنك بالغٌ بما يكفي.. و لا تعد إلى هذا المنزل إلا و أنتَ رجل بأتم معنى

ذُهلَ مكانه! إنه يطرُده من البيتْ و لأول مرة حدّق بوالدته مُستنجدًا و هي لم تجد سوى أن تُبادله بنظرة خضوع و قلة حيلة، والده في وضعِ القرار الذي لا عودة و لا نقاشَ فيه لا يسعها فعل شيء!
و في تلك اللحظة خفّ امساك ماتي بيد فيكتوريا حتى سقطت منه، لم يكن واعيًا من وقع القرار الصادم حتى انتبه لها و هي تستدير بسرعة و تركض نحو المخرج و شعرها البرونزي يحلق خلفها
ــ فيكتوريا انتظري!

عبرت باب غرفة الطعام و لوسي تتبعها بنظرة جزعة مصدومة و قد تكاثفت الدموع فورًا في محجريها، كانت مُختبئة خلف الجدارْ لم تقوى على الخوض فيما كانت واثقة من ختامه، أدركت أن هذه الليلة لن تنتهي على خير من اللحظة التي انطلقوا فيها من حيّ كريس و أخبرها ماتي أنه سيُفاجئ والديه بإعلان أمر خطبتهما. فيكتوريا رفضت لكنه ألح عليها و حاول طمأنتها لكن لوسي كانت مُدركة في صميمها أن ذلك لن ينفع.
خلفها بلحظات ظهر ماتي منطلقا وراءهاـ لا تدري كيف لكنها جذبته من مرفقه مانعة إياه:
ــ أرجوكَ أخي..لا تذهب أنا

..
و تحشرج صوتها الباكي فلم تقوى على المُواصلة، لم يكن ليجذب ذراعه منها فقال:
ـــ أفلتيني..

بدا لها كأنما تجرّد صوته من دفئه المعتاد و غدا جافًا صلدًا كالجليدْ فلم تجد نفسها سوى تحدق به بهوان و ذراعه تنزلق من بين يديها..
ــ أنا آسفٌ لوسي.

و رحل باتجاه الباب المفتوح على مصرعيه تاركًا البرد يتوغّل إلى أركان البيت، لكنه كان قد نالَ من لوسي منذ زمن، الصقيعُ التّف بكيانها فما عاد لبرودة الطقس مفعولْ.
جمِدتْ مكانها لبرهة بدت كالدّهر. ثمَّ، لا تدري كيف أنّى لها أن تُقرّر فجأة و دونَ أي سابق تخطيط أن تهرعَ إلى غرفة الطّعامْ حيثُ والداها، أمّها تَقف عندَ النافذة وقفة مكسورة و والدها جالسٌ إلى الطاولة يُنهي وجبة عشاءه، تعجّبت برودة أعصابه، مقَتَتْ لا مُبالاته، للحظة وحسبْ كانت مغمورة بالغضب قذفته به و وجهها يرسُم أشدَّ تعبيرٍ قاسٍ قد يكونُ مرّ عليه
ــ يٌعجِبُكَ أن ترانا مُحطَمين أليسَ كذلكْ، تستمتِعُ بجعلِ من حولكَ يُعانونْ، تُؤذيهم كي يلجؤوا إليكَ لتُرطّب جراحهم فقط لتُشبعَ غُروركَ..

أتتها والدتها تمسكُها من ذراعها و تهمس بهدوء: ــ يكفي الآن

لكنّها لم تنصعْ، لم يكن والدها قد رفع رأسه عن طبقه حتى و كأنّه يتجاهَلُها كلّيا، مرّت بذهنها ذكريات كالوميضْ، كلماتْ عبرتْ، رسخَتْ، ثم عادت لتنجرفَ عميقًا في ماضيها "..مُضطربة! ماهرة في العزف! سأقطع أصابعكِ لو لمستِ تلكَ الخردة مُجدّدًا! جلسةٌ علاجية على العاشرة صباحًا، المزيدُ من المسكّنات، "سأنظّم لفرقة غنائية!" "لا!" "حاول منعي..!"
وفقَ ذلك التسلسُلِ استمرّت، "حاول منعي" كانت نهاية الذكرى و انطلاقة اللّحظة! ارتخت قبضتها التي كانت قد كوّرتها في تحفّز غاضب، اِلتأمتْ قِطَعُها المُهشّمة و تحرّرت ذراعها من مسكة والدتها، تعلٌقت عيناها الرّماديتان على تلكُما السّماويتان تبُثان رسالة اعتّذارٍ صامتة، ثم قالت بجفاء:
ــ لن أبقى في هذا المنزل من دونِ ماتي.

حينها فقط رفع هاري روبنسون رأسه ناحيتها مذهولا لكنها كانت بالفعل قد تحرّكت غير آبهةٍ به و مشت تاركة غرفة الطّعامْ، ليست سوى لحظات حتى بلغَ الأبوين صوتُ ارتطام الباب بقوة شديدة خلّفت صوتًا جائرًا جزعت له الخادمة و هي تضعُ يديها على رقبتها.

*~
كان قد انتهى من الاستحمامِ مُنذ فترة، فكرة استمرَّت في الحَومِ داخل رأسه..الفيلا، أغراضها و الانتقال، من الواضح أن أمرًا استجّد في حياتها و يجبُ عليه أن يعرف ما حقيقة المحادثة المتعلقة بالفيلا تلك لذلك عليه أن يجد طريقة غير مشبوهة ليستميلَ ماتي للبوح له كما اعتاد أن يفعل منذ أن أعاد التعّرف عليه. عندما رُنَّ الجرس مرارًا حتى كاد يظن أن الوافد عازمٌ على حرقه، كان قد باشرَ في تبديل ثوب الحمّام ببيجاما قُطنية ذات بنطال رمادي و قميص ازرق سماويّ اللون أنزله على بطنه و هو يبلُغ البابْ .

نِصفُ وجهِها مدفونٌ تحتَ كوفية لفّتها مرارًا حول عنقها بينما تبعثرَ شعرها البُرتُقاليّ حولها بعشوائية، شهقت فتملّكه الذُعر حالما أدركَ أنها تبكي و ارتبكَ و هو يسألُها:
ــ فيكتوريا! مابكِ؟ ماذا جرى؟!

استنجدت به عيناها الغارقتان في دمعٍ تسبّب باحمرارهما فدعاها: ــ ادخلي هيا!

في غُرفة الجلوس حيثُ الأريكتان المُتجاورتان يفصلُ بينهما مصباحٌ بساقٍ و الطاولة الزُّجاجيّة المنخفضة تتوسّط الديكور، جلست فيكتوريا و على الجدار خلفها تتعلّق لوحةٌ ذات إطار برونزي به ثُقبٌ واضح..
بكتْ طويلًا قبل أن تتمكّن من قول شيء. تركها كريس، لم يُحاول تهدئتها فهي لن تستجيب له على كل حالْ فاكتفى بأن جلبَ لها كأس ماءٍ شربت نصفه و أبقت الكأس بين راحتيها. عندما شعرَ أنها خَمَدتْ كرّر سؤاله بهدوء و حذر:
ــ ما الأمر فيكتوريا؟

كانَت لديه تخميناتْ، الكثيرُ منها.. ربما تشاجرت مع ماتي أو مع عمّها أو حتى خالتها التي تعيشُ معها، فالنظر عن كثَب لم يكن لفيكتوريا أشخاصٌ مُقرّبونَ تعتمدُ عليهم حتى من تبقى لها من عائلتها فعلاقتها بهم شابها التّذبذُب و الانشقاقْ. رمى كل ذلكْ جانبًا و هو ينتظر ردّها، رآها تستجمعُ الكلمات و هي تعصرُ عينيها بأن أغلقتهما بقوة ثم فتحتهما و أجابتْ:
ــ ماتي..

سمحَ لنفسه بالتفاجئ و لو أنه توقّع ذلك، أضافتْ بصوتٍ مُختنق:
ــ لقد أخبرَ والديه بما حصل الليلة.. لقد غضبوا و...
فجأة ضحكتْ: ــ والده يراني غيرَ مُناسبة، أنا فقيرة و لستُ مُتعلّمة، و لا أناسبُ مقامَ عائلة روبنسونْ، أنا مُجرّد..!

ــ يكفي!
صاح بها و هو يهُز كتفيها فابتلعت ما كادت تُضيف. مسحةٌ الجنون و التّشتُت انحسرت عن وجهها و امتلأ محجرا عينيها الأحمرين بالدموع مرة أخرى، انخفضَ حاجباها، شفتاها ارتعشتا و هي تقول:
ــ جايك.. لماذا دومًا ما يُساءُ فهمُ الأشخاصِ البُسطاءِ مثلنا..؟

طالعها بنظرة مُشفقة انطبعت على تقاسيمه رغمًا عنه، شخصُ بسيطْ.. استوعبَ جيدًا ما ترمي إليه، شخصٌ بسيطْ يعيشُ بقناعة، يعملُ بدأب، لديه أحلامٌ قد لا تتحقّق أبدًا لكنه يستمر في اقناع نفسه أن لا بأس. تساءل هلُ هو حقًا هكذَا؟ و هل يحّق لفيكتوريا أن تربطَ هذه الصّفة بها..؟ أبدًا..

هو يُريد استعادة ماضيه مهما كان الثّمن و هي تسعى لحياة مُترفة قد تقوم بأي شيء هي الأخرى للحصول عليها
ــ كِلانا لنا أنانِيتنا ألا تعتقدين؟

تحرّكت حدقتاها العسليتان يمينا و يسارًا منتقلتان بين عينيه، ثم خالجه خاطرٌ ما، هي لن تفهمْ لأنها ببساطة ستضعُ لنفسها أسبابًا تُحِلُّ بها ما لا يجوز، و هو كان مِثلها في هذا، وجد نفسه يعترف رغمًا عنه. بقيت صامتة فتركَ كتفيها و التفتَ عنها مُسوّيًا جلسته و قائلًا:
ــ انسِ..
حرّك الحديث سِراعًا: ــ و ماذا عن ماتي؟

ــ ... لا أعلمْ.. تركتُ بيتهم بعد كل ذلك و لم أعلمْ أين أذهب، أنتَ أوّل شخصٍ فكّرتُ به..
سمحَ لـ "آه" خفيفة أن تنزلق عبر فمه، انحنى بجذعه مسندًا مرفقه على فخذيه و لبثَ قليلًا ثم أردف:
ــ أرى أنه لابدُ لكُما أن تتحدّثا عن الموضوع، حاولا أنتِ و ماتي شرحَ وضعكما لهاري إنه أبٌ في النهاية مع الوقت سيتفهّم..

لكنّه فكّر في نفسه و في والده، لا يبدو أن الوقت سيجعله يتفهّم، تكادُ تمُرُّ سنة للآن.
لم يحصلُ منها على جواب فاستدار برأسه ناحيتها، كانت تُنهي نصف كأس الماء المُتبقي، قفز فجأة و وقف مُعتذرًا:
ــ أوه نسيتُ أن أضيّفك كما يجب! ماذا تُريدين أن تشرُبي؟ قهوة؟ شاي؟ أو رُبما أنتِ جائعة؟!

تمكنّت أخيرًا من إظهار تعبيرٍ مُنشرِحْ حينَ همهمت بضحكة خفيفة: ــ لا بأس جايكْ لستُ أرغبُ بشيء.. فقط لو..

صمَتت و ارتخى رأسها للأسفل: ــ هل أستطيعُ المُكوثَ عندكَ اليومْ؟..
رفعت رأسها و أكملت: ــ لا أريد لخالتي أن تعرف و إذا رأتني هكذا لن تكف عن سؤالي حتى أخبرها و أيضًا..

لم يتركها تُنهي عندما قال: ــ لا بأسْ. يُمكنكِ البقاء

أجابَ و تحرّك حول الطاولة ثم اختفى و هو ينعطف إلى الرّواق، شعرت هي بنوعٍ من عدم الرّضا رُبما ما كانَ عليها أن تقول ما قالت و تذهب لتنام عند لورا.. لكن حصل ما حصل لقد وافق على أي حال ليس هناكَ ما تنزعج منه، و فورًا صدّقت نفسها و ابتسمت بينما تطلب رقم لورا.

*~
بحثَ عنها في كُلِّ مكانْ، فبعدما كانت تتجاهلُ اتصالاته المُستمرة بات الآن صوتُ موظفة الاتصالات يستقبله مع كل رنّة مُعلنًا أن الرقم المطلوب مغلق أو خارج نطاق التغطية، فيُخرسه حتى قبل أن يتم.
كان قد خرج للتو من بيتٍ لورا بعدما أخذ عُنوانها من خالة فيكتوريا تلك التي أخبرته أن ابنة أختها ستبيتُ عندَ صديقتها و زميلتها في العمل بالمقهى و ظهر السخط و الوعيدُ على الخالة فحسبما فهم هي لم تُخبرها عن سبب هذا المبيت المُفاجئ، جزءٌ منه امتّن و إلا لكانت حطّمت على رأسه صحنًا ما فور رؤيته.
و لكن فيكتوريا لم تكن عند لورا كما تظن خالتها..

السّاعة الآن تُقاربُ مُنتصف اللّيل، كان في سيارته يبتلعُ أمتارًا من الطريق الرئيسي و عدّاد السرعة يؤشّر على 110 كلم/سا. لم يكُن يذهبُ إلى أي مكانْ، فقط قاد السيارة في ليلةٍ جليدية المُناخ و المشاعرْ.
لوسي استمرّت بالاتصال به، و هو فقط تجاهلها. انتظر حتى توقفت نغمة هاتفه ثم بحث عن اسمٍ مُعيّن و لمسَ زر الاتصالْ.

*~
شاعَ السُّكون في غرفة الجلوس المُظلمة، الأنوار العمومية في الخارج تلألأت فبعثت بعض النور زحفَ على الأرضية لكنه لم يبلغ السّجادْ. على الأريكة المُقابلة للحائط الزُجاجي، حدّق مُطوّلًا بالاسم الظاهر على شاشة هاتفه و هو يئّز فوق الطاولة المُنخفضة. توقّف عن تمسيدِ عُنق القّطة السوداء فتحرّكت مُعلنة خيبتها، حملَ هو الهاتف و فتح الخط عندما أوشك رنينه على التوقف:
ــ آلو.

أتاه الصوت من الجانب الآخرمشوبًا بالقَلَق و مُتصدّعًا يحاولُ تصنّعَ الثّباتْ لكن ليسَ عليه : ــ مرحبًا. جايك أخبرني، ألم تتصّل بك فيكتوريا بعد عودتِكَ للمنزل؟

غاصَ بصره في الأضواء المُعلّقة في الدّجَن و أجابْ بنبرة لم تحمل أي ذرّة تردُد:
ــ لا

تقهقرَ صوتُ ماتي خائبًا: ــ حسنًا.. حسنًا آسف لإيقاظك عُد لسُباتكِ أيها الدُب
ــ هل حصلَ شيءٌ ما؟
أجابَ بسرعة: ــ لا أبدًا! لا شيء. قلت عد للنوم، أراكَ لاحقًا

و جنّبه تأنيبًا مُضاعفًا حين أقفل هو الخط. تعلّقت عينا كريس البُندُقيّتين على المنظر من خلال نافذته الحائطية، انبعث مُواءُ نيس بين ذراعيه حينَ عادت أصابعه تمسحُ على رأسها. و في آخر الروّاق في الغُرفة الأبعد من الشّقة بين طيّاتِ السرير السّوداء، تتدّثر شابةٌ ذاتُ شعرٍ بنيّ مائلٍ للبرتقالي تناثر النمشُ على وجهِها المُفصِحِ عن هُدوءٍ و سكينة.

*~
كان مارتن قد عاد بمُفرده، و قد بلغت مُنتصف اللّيلْ. أدخل سيارة الجيب إلى المرأب و دلفَ إلى الفيلا، وجد كِلا رفيقيه نائمان على الأريكة الحَمراء قُبالة التلفازْ المُتوقف على صورة سوداء أظهرت بعض الاختيارات باللون الأبيض بعدما انتهى الفلم و توقف القُرص. جيمي ساكنٌ كالتمثال رأسه يتأرجح للأمام و ذراعاه مطويتان عند صدره أما شعره الأحمر فقد جُمعَ لأعلى في لفّة، و آنا تتوسّد كتفه و لا تفعل اذ بدا رأسها على وشك أن ينزلق في أي لحظة كما حالُ الطبق المُقعر الذي تمسكه بشكل مائل مما أدى لتساقط الفُشارُ على حجرها و إلى أسفل الأريكة نهايةً بالسَّجاد.

بمُجرّد أن مشى ناحيتهما و صوتُ المفاتيحُ يرّن بين يديه حتى تفعّلت حواسُ جيمي و تحرّك رأسه بشكل آلي سريع و استقرّت عيناه القانيتان مفتوحتان على مارتن، رفع الأخيرُ يديه أمام وجهه و اعتذر هامسًا:
ــ آسف لإيقاظك، لقد عُدتُ للتو.

اكتفى جيمي بهزِّ رأسه تمّ تنبّه على الثّقل المحطوط على كتفه الأيسر، حرّكَ رأسَ آنّا برفق بينما يقف من على الأريكة و سنده بأحد الوسائد الدّائرية و نزع طبقَ الفوشار من بين يديها و وضعه على المنضدة. و كالعادة مارتن لا يستطيع كبح نفسه عن التعليق حينَ صفّر و قال بشكل ساخر:
ــ أنتَ تعتني بها بشكل جيّد


ــ لو كُنتَ مكانها لفعلتُ نفس الشيء لكْ


ضمَّ مارتن ذراعيه بيديه و قد سارت قُشعريرة على طولِ جسده: ــ أتوسّلُ إليكَ ألّا تفعل!


لم يكن جيمي ليقولَ شيئًا على أيّ حالْ، أعادَ جمعَ شعره الذي خفّ التفافه حينَ دُقَّ الجرس و صدَحَ كالطّبل عبرَ ردهة الفيلا مما جعل مارتن يجفل و تسبّب في إيقاظ آنا. حكّت عينيها مُتذمّرة:
ــ علينا أن تُغيّر هذا الجرس اللعينْ


وافقها مارتن و هو يبدو مذعورًا مُشيرًا إليها بسبابته: ــ أنا معكِ في هذا 100%! و من هذا الذي قد يأتينا اليوم بالذات و في مثل هذا الوقتْ ؟!

و عادَ صوتُ الجرس الهادر مُجدّدًا و أفزع معه مارتن للمرة الثانية: ــ أيًا كُنتَ كفَّ عن هذا!

صاح و هو يلتفتُ على عقبيه و يهرولُ إلى الباب الخشبيّ الثّقيلْ، بجانبه كانت هناكَ شاشةٌ صغيرة تُسجّلُ شريطًا لمن وراء الباب، تلك الهيئة مألوفة لديه بل و عرفها فورًا، سارع لفتح الباب و صاح باسمها مذعورًا أكثر من كونه مُندهشًا:
ــ لوسي!

كانت يداها على فمها تكتُم بهما نشيج بُكائها، بشرتها شديدة الشُحوب و شعرها الأسود الطويلُ مُهمل، التصقت غُرّتها على جبينها من العرق و الثلج الذائب، أمسكها فطريًا من ذراعها و جرّها إلى الداخل و حينها فقط شعرَ بمدى برودتها و إلى أي درجة غزت الرجفة جسدها النّحيل. عندما استقرت في حضنه همست اسمه بوَهن و انهارت ساقاها و كانت ستسقط لو لم يكن يمسك بها. نادى عاليا على رفيقاه لكنّهما بالفعل كانا قد وصلا إليه.


تم و الحمد لله







.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

رد مع اقتباس
  #103  
قديم 11-21-2017, 01:32 AM
 

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/19_02_16145590075576574.png');"][cell="filter:;"][align=center].
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/19_02_16145590075576574.png');"][cell="filter:;"][align=center]


السلام عليكم ورحمة الله،،
كيف الحال جميعا إن شاء الله بخير و صامدين في وجه التعاسة cool1

فصل اليوم أحب أسميه "فصل التّحول" أفكاره كلها حديثة، يعني أنها ليست بتخطيط مسبق
و صدقوني اكتشفت أن هذا أجمل شيء بالكتابة أنك تصدم نفسك، صحيح أجيانا يصير الوضع مزعج لكن يبقى ممتع أنك تقرا و تقول وااه متى فكرت بهذا أصلا xDD

و أحبُ التنويه لأمر، قد أقول أن الرواية ستأخذ منحى آخر لكن واقع الأمر أنها تأخذ منحاها الأصليّ. الفكرة الرئيسية التي خطرت لي أوّل الأمر و التي وجدتُ نفسي أُهملُها تحتَ وطأة الضغط.
دارك آنجيلز كفرقة روك، لوسي كمُغنيّة و طبيعة الأغاني و محاورها، ببساطة سأعتمدُ جُرأة الطرح الذي لطالما تجنّبته. و قد تُلاحظون مسحات منه في هذا الفصل


و لهذا.. أنا في غاية الشوق و مُتحمّسة جدًا لأعرف آرائكم و أقرأ ردودكم و كالعادة حول كل شيء

و دُمتم في رعاية الله
[/align][/cell][/tabletext][/align]
Snow. likes this.

التعديل الأخير تم بواسطة SaRay ; 11-21-2017 الساعة 01:53 AM
رد مع اقتباس
  #104  
قديم 11-21-2017, 12:07 PM
 
أول حجز
رد مع اقتباس
  #105  
قديم 11-21-2017, 02:21 PM
 
ثاني حجز
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنغام عزفت قبلة قلم darҚ MooЙ محاولاتك الشعرية 66 12-01-2013 09:51 PM
قصة أنغام الحب قصة انمي روووعة ... مع صور... ... كاتم الحزان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 154 08-25-2013 01:26 AM
أنغام الجنة ^-^ Kairis kingdom نور الإسلام - 9 08-09-2011 04:11 PM
أنغام الجنة ^-6 Kairis kingdom نور الإسلام - 0 07-08-2011 03:46 PM
الراقص في الرياض على أنغام الموت في غزة المشتاق لله مواضيع عامة 4 09-09-2008 03:07 AM


الساعة الآن 04:31 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011