عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree75Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #76  
قديم 08-04-2016, 01:35 PM
 
الفصل الثامن عشر / 1

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]


و هناك في ذلك المنزل الصغير ضحكت لورا بسخرية في وجه ليو و كارو ثم قالت بابتسامة ساخرة : حسناً أياً كنتم ! لقد بدأت بتقبل ما أخبرتموني به و لكن بشأن كريس و من كنتُ لديهم يستحيل أن يكونوا كما قمتم بوصفهم , صحيح أنني لا أستطيع تذكر السنوات التي عشتها قبل شهر و لكن لا يزال بداخلي ما أستطيع تمييزه إن كان صواباً أم لا , و ليكن بعلمكم لست أبعد شكي عن كونكم الذين أفقدوني الذاكرة و لستُ واثقة بكم مهما عاملتموني بلطف

رد صوت ساخر : هه أجل أنتِ تميزين تماماً بين أعدائك و أصدقاءك يا سارقة الأفكار

حوّل الثلاثة بأعينهم نحو من كان يقف عند الباب بجوار جون , و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة ليتابع كايرو : بإمكاننا أن نلقي بكِ في إحدى حجرات المنزل و لا نسمح لكِ بالخروج طالما مازلتِ تتحدثين بحماقة هكذا

رد جوناثان موبخاً : كاي !

تابع كايرو ساخراً متجاهلاً جون و هو يتقدم نحو لورا :
من المؤسف أن طبعكِ العنيد الجاف لم يرحل مع ذاكرتك !

جوناثان موبخاً :
كاي لا تكن قاسياً هكذا !

كان الجميع يقف منصتاً لكايرو الذي لا يزال متجاهلاً جون و يتقدم نحو لورا حتى توقف أمامها و ينظر إليها بعينيها الجادتين الواثقتين فأردف بابتسامة ساخرة : رغم أنني أشعر بالأسف تجاهك و أريدك بالفعل أن تستعيدي ذاكرتك و لكن بصراحة , أشعر بالراحة لأنكِ لا تستطيعين الدخول إلى راسي و قراءة أفكاري كما تفعلين عادة

اتسعت عيني لورا مفكرةُ : قراءة الأفكار

لم يكد أن ينهي كايرو جملته حتى انطلق جون إليه و هو يصرخ : كاي توقف !

ابتعد كايرو مشيحاً بوجهه مردفاً بكبرياء :
ألا يحق لي أن أستعمل اسلوبي لانعش ذاكرتها , يالكم من عديمي الامتنان

شتتت كارولاين تفكير لورا و هي تتحدث إليها على عجل مقطبة حاجبيها بنبرة حزينة : لورا , أرجوكِ تذكري ! نحن لسنا أعداؤك , لقد كنّا نعيش تحت سقف واحد .. و أنا .. أنا شاركتك الغرفة ذاتها , أرجوكِ لورا تذكري , تذكري ! أفعل أي شيء من أن أجل أن تستعيدين ذاكرتك أرجوكِ حاولي أن تتذكرين

كانت لورا تنظر إليها بذهول محدقة بتقاسيم وجهها الحزين و عينيها الصادقتان ,
مما انتابها شعور بالأمان , في حين كان ليو يقف بهدوء و يضع كفه على ذقنه
فرفع سبابته و نطق : إن كان هناك شيء سيعجّل من استعادة ذاكرتها , فلديّ الحل !

اندهش الجميع بما فيهم لورا فأضاف جوناثان : ما هو !
ليو موجهاً كلامه نحو لورا : هل تريدين أن تستعيدي ذاكرتك لورا ؟

لمحت من ذاكرتها صورة كريس و هو يقول لها :
" ربما من الأفضل ألا تتذكري , من الأفضل أن تنسي كل شيء , انسيه يا لورا و عيشي لحظتك فقط "

فأجابت لورا بحزم :
نعم أريد أن أتذكر كل شيء !

ليو بهدوء :
إذاً اتبعيني !

استدار ليو ليخرج من الحجرة فتبعته لورا مقوساً الحاجبين لينطق جون باستغراب : مهلاً إلى أين ؟

ليو بهدوء :
إن كنت لا تريد أن تأتِ فأبق هنا

و هكذا بصمت سار ليو و لورا من بعده ثم كارو و كايرو و جون و تركوا المنزل خالياً ,
فظهر صوت كارولاين من خلف الباب : بالمناسبة أين البقية ؟


------------------------------------------------------------


18

طبق أحدهم شاشة الحاسوب المحمول بلوحة المفاتيح لتختفي أصوات البقية و ينقطع الاتصال بينهم ليحدّث سيرا بابتسامة ثقة : هذا المتنصت يعمل جيداً يا سيدي , و سنقوم بإخبارك بكل المستجدات التي تصلنا

رد الآخر بهدوء : بشأن المتعقب فقد توصلنا لمقرهم , إنه منزل صغير على ..

قاطعه سيرا : كلا ! لا أريد لأحد أن يراقب المنزل , لا نريدهم أن يشكون بالأمر
يجب أن نبقي الأمر سراً بيننا و إن شعرت بخروج هذه المعلومات فإن رقاباً سيتم حصادها

رد الاثنان :
أمرك سيدي

أعتدل كريس في وقفته و سار باتجاه الباب شارداً الذهن
و سيرا يردف كلامه : أنتما تعلمان تماماً عاقبة الخيانة و بالنسبة إلى ..

فتح كريس باب الحجرة و أغلقه خلفه حيث قطع صوت سيرا عنه , لم يكن مهتماً بأحاديث سيرا التي باتت روتينية بالنسبة إليه و التي يعرف خططها جيداً بل كان فكره مشغولاً عما سمعه قبل قليل , فسار مبتعداً متسائلاً في نفسه : لماذا يا لورا ؟ بالرغم من أنني أوصيتك أن تنسيه , بألا تتذكرين , لماذا تريدين أن تتذكرين بدون أن تثقين بكلامي ؟ لماذا تحملين كل هذه الثقة و القوة لمواجهة ماضيكِ الذي مازلتِ تجهلينه بدل أن تثقين بي ؟ و تنفذين ما يريدونه رغم أنني أخبرتكِ بأنهم أعداؤك بدل أن تنفذين ما أردته منكِ أنا , و هو أن تتركين ماضيكِ جانباً ؟ و أنتِ تعلمين , بشهادتهم و قلبك .. أنني أحبكِ .. ؟ لا أريدك أن تتذكرين لورا .. لا أريد أن أفقدك , حتى لو أنكِ استطعتِ حماية نفسك ضد سيرا و الفضائيين و لكنكِ ستكونين خصمي مجدداً , لا أريد أن أفقدكِ لورا ليس بعد أن وجدتك , ليس بعد أن عدنا مجدداً بعد ذلك اليوم ..

بشأن ما حدث بعد ذلك اليوم الذي يقصده كريس فقد استرجع بعضاً لما حدث قبل سنتين , حيث كان يجلس على إحدى كراسي الحديقة الخشبية بجوار لورا التي نطقت بهدوء : لقد التحقت لمنظمة مقاتلة الفضائيين التي حدثتك عنها كريس
فنهض كريس من الكرسي بعنف قائلة باندهاش : ماذا ؟

نهضت لورا و تابعت كلامها محاولة إقناعه : وجود الفضائيين لدينا سيدمر الأرض , و من أجلها و لاستمرارية البشر يجب مقاتلتهم , و طالما لدي هبة فريدة تساعدنا للقضاء عليهم فسأستغلها لمصلحتنا , كما أنني مدربة جيداً لاستعمال السيف و لذلك فسأكون بخير

كريس بقلق : و لكن لورا ! لماذا تريدين أن تنضمين إليهم ؟
ألستِ تكرهين هذا العالم الذي لا يعيرك انتباهاً ؟ لماذا تريدين الحفاظ عليه ؟

لورا بهدوء : صحيح أنني لا أحب أفعال الكثير من البشر و لكن أنا من البشر و لا يمكن أن أكون غير ذلك و لا أريد أن أغيّر ذلك , كريس .. إن الفضائيين يأكلون أرواح البشر ولا أرضى بذلك

كريس بحزم : و لكن أؤلئك الفضائيين سيساهمون بانتشال قذارة عالمنا , الناس الذين لا يستحقون العيش أؤلئك الذين لا يثيرون إلا فساداً على الأرض , أرواح متوحش مرتدية أقنعة البشر إذا تمت إبادتهم سنكون على ما يرام , أنتِ تعلمين بأن والدي سيغير العالم للأفضل باستخدامهم

لورا بحزم : كلا كريس ! إن كان والدك بالتبني يريد أن يستخدم الفضائيين لتأكل أرواح البشر
فأخشى أنني سأكون في الجهة المعارضة , و سأكون مقاتلة من هذه اللحظة

صمت كريس برهة و هو ينظر إلى عينيها الحادتين فأضاف بهدوء : إذاً , أنتِ تريدين أن تكونين خصمي لورا !!
لورا و هي تومئ بالنفي و تتقدم إليه : ليس كذلك كريس , أريدك أن تنظر إلى الأمور من ناحيـ ..

تراجع إلى الخلف خطوة و هو يرفع يده ليستوقفها فاستغربت لورا موقفه ثم قال بتمهل و حزم : واحد من اثنين , تريدين مقاتلة الفضائيين لحماية البشر أم استخدامهم لتغير البشر ؟

لورا مقطبة الحاجبين : كريس ! أنا ..

ظهر فضائي فجأة بالقرب و بدأ بمهاجمة الناس الذين تعالت أصواتهم , حوّل كريس و لورا بأعينهم نحوه , فأعادت لورا نظرها نحو كريس الذي لا يزال ينظر إليها بحزم فنطقت بحزم : كريس , سنكمل حديثنا لاحقاً يجب أن ..
لم تكمل جملتها إلا و هي تستدير باتجاه الفضائي و لكن كريس أوقفها و هو يمسك بذراعها , أدارت رأسها نحوه لتقع عينيها في عينيه الجادتين قائلاً : الآن لورا , إن ذهبتِ فأنتِ تختارين الانضمام إليهم و ..

احتدت عينيه مردفاً :
أن تقفين ضدي

حدقت لورا بعينيه بذهول , و الناس من حولها يصرخون فقبضت على يدها و جرتها نحوها
ليتركها كريس و تنطلق باتجاه الفضائي و هي تخرج سيفها و كريس يراقبها تبتعد ,

عاد كريس للواقع حيث كان يجلس على إحدى الكراسي و يشرب من عبوة بيرة مفكراً : لا أريدك أن تضيعي حياتك في حمايتهم , أؤلئك البشر الذين لا يستحقون منكِ الحماية , لا أريدك أن تتعرضين للخطر , لا أريدك أن تتأذي أكثر من ذلك , لا احتمل رؤيتك و انتِ تتألمين , و كل ما فعلته لأجل أن أفقدك الذاكرة كان من أجل حمايتك حتى لا يقرر سيرا الوقوف ضدك , لم يكن من السهل أن أقاتلك و لكنه كان الحل الوحيد , و لكن لماذا يا لورا ؟ أخبريني , أفهميني لماذا لا يجب أن نكون في جانب واحد , أفهميني ناحيتك ؟ و ما أنا فيه ؟ أفهميني يا لورا , أفهميني !!



دخلت كاسيدي المنزل و هي تفتح الباب بعنف فتتنهد قائلة :
و أخيراً ! نحن هنا لقد كان القتال مجهداً , أريد حماماً ساخناً

توغلت كاسيدي إلى الداخل و هرول ريكاردو إلى الداخل حيث يبدو عليه الغضب قائلاً : إذاً أين ذلك الجبان الذي تركنا وسط المعركة ؟

أبيغال بغيظ و هي تخلع سترتها : لقد تنحى لأنه كان يملك الورقة التي تحتوي على مكونات العقار , و لكنه حقاً يغضبني إنه لا يفكر إلا بتلك الورقة >< ..!

ظهر ريكاردو من الحجرة الداخلية قائلاً :
لطالما أخبرتكم أنه أناني ذاك جامع القمامة

ديفيد باستغراب :
مهلاً , لماذا لا تنفك إلا و أن تصفه بجامع القمامة ؟

ريكاردو رافعاً حاجباً :
لأنه كان يجمع القمامة لدينا أيها الأحمق !


ديفيد ببلاهة : آهااا

جولي بحيرة :
بالحديث عن جامع القمامة و البقية أين ذهبوا ؟ لا أحد في المنزل !!

أبيغال بهدوء :
لابد أنهم يتسكعون هنا و هناك

تحوّلت ملامحها إلى الغضب و هي تجلس على الأريكة :
أتمنى أنه قد ترك الورقة في مكان ما هنا , سأقتله لو انه يحملها معه

جلس ديفيد بجوارها و على وجهه ابتسامة لطيفة ليحدثها :
لا تقلقي بشأنها يا عزيزتي أنتِ متعبة فلا ترهقي نفسك أكثر من ذلك , تحتاجين إلى النوم

أدارت أبيغال رأسها نحوه لتجيب بابتسامة : امممم أجل ..

كانت جولي تراقبهما من المطبخ و هي تخرج عبوة بيرة من الثلاجة , فأغلقت باب الثلاجة و هي لا تزال تحدّق بهم , ثم حوّلت بنظرها نحو ريكاردو الذي كان يفتش بين كتب الأرفف , فتقدّمت إليه جولي بهدوء و سألته : ماذا تفعل ؟

أخرج ريك اسطوانة كانت مخبأة بين الكتب و على وجهه ابتسامة كبيرة فسأل جولي :
أتعرفين ما هذا ؟

اندهشت جولي مجيبة :
ماذا ؟ لا أصدق ! هل هذه اسطوانة لأحد أغنياتي ؟

رفع ريك حاجباً حيث بدا عليه الاندهاش :
ما الذي تقولينه ؟ و لماذا أنا مهتم بأغانيك ؟

ابتسم بسعادة مردفاً :
إنها لعبة سأحطم فيها رقماً قياسياً و سأسهر عليها اليوم

جولي بإحباط :
و لماذا لا تهتم بأغنياتي ؟ أليست جميلة ؟

ريك بثقة مبتعداً :
لستُ مهتماً بشأنها و بالمناسبة لقد أصبح صوتكِ سيئاً موخراً

جولي باندهاش : ماذا ؟

وضعت أطراف أصابعها على عنقها تتحسسه مردفة : أحقاً ؟ ذلك لأنني لم أمرّن صوتي منذ مدة طويلة بسبب ما حدث مؤخراً , كل ذلك بسبب الحفلات التي ألغيتها و التسجيلات التي مضت مدة طويلة عليها , لو أن السيد روبنسـ ..

توقفت حيث لم تكمل جملتها و هي تضع يدها على فمها محولة عينيها نحو ريك بسرعة الذي كان يقف و وجهه في الجهة المعاكسة حيث لم ترَ تقاسيم وجهه فقطبت حاجبيها قائلة بنبرة اعتذار : أنا آسفة , لم أكن .. لم أقصد أن ..

أدار ريك رأسه نحوها و هو يرفع اسطوانة اللعبة و على وجهه ابتسامة
قائلاً : إذاً جولي , ألا تريدين أن تلعبين معي ؟

ردت جولي هامسة : ريك !

مر من خلالهما ديفيد الذي نهض من على الأريكة بعد أن ترك آبي نائمة عليها
متجهاً نحو باب المنزل فسأله ريك : إلى أين أنت ذاهب في هذا الليل ؟ سنتناول العشاء سوياً

أدار ديفيد رأسه نحوهما واضعاً سبابته على فمه ليرد بابتسامة : في وقت لاحق !



و أخيراً كان ليو , لورا , كايرو , كارو , و جون في آخر مكان كانت لورا فيه قبل أن تفقد ذاكرتها , ذلك المصنع القديم الخالي الذي لم يعاد ترميمه و قد كان الظلام مسيطراً في هذا الليل فقال جون : ألا يجدر بنا العودة غداً صباحاً ؟

ليو بهدوء :
كلا ! لقد أردت أن نأتِ في هذا الوقت تماماً كما حدث سابقاً قبل أن تفقد لورا ذاكرتها

أدارت كارو رأسها نحو لورا قائلة :
إذاً لورا , هل تتذكرين شيئاً ؟

كانت لورا تتلفت حولها لتجيب :
كلا ! لا أعرف هذا المكان

ليو بهدوء : حينما كنتِ هنا حدثت معركة كنتِ أحد أطرافها حيث وجدنا بعض دمائكِ منتشرة , نعتقد بأن سبب فقدانك الذاكرة هو بسبب تلك المعركة لأنها كانت آخر آثر لكِ وجدناه بعد اختفاءك و لذلك ربما ستتذكرين شيئاً منها

أضاءت المصابيح و بدأت الآلات بالعمل لتضج بالمكان أصواتها , فتفاجأ الأربعة ليدير جون رأسه نحو كايرو الذي قال : آسف , لقد استخدمت خاصيتي , فالظلام لن يفيدنا بشيء

ليو بغيظ : نعم ! أتمنى أن تكون الكهرباء قد شُغَلت في ذلك الوقت

تقدمت لورا بخطوات هادئة عنهم و البقية ينظرون إليها بصمت , سارت متجولة في المكان و هي تسير هنا و هناك بصمت و صعدت السلالم الحديدية فتوقفت مكانها ممسكة بالسياج و بدا عليها اليأس و لكن لمحة من الماضي جعلت من عينيها أن تتسع , إنها تتذكر حينما كانت ممسكة بهذا السياج و ساقيها تتدليان في الهواء لكن تلك اللمحة السريعة اختفت و بدأ رأسها يؤلمها فوضعت يدها عليه , ثم أسرعت متجاهلة هذا الألم و نزلت عبر السلالم حتى وصلت إلى أسفله فتذكرت حينما كانت تزحف على هذه الأرضية و الدماء تنزف منها ليغزوها هذا الألم مجدداً و ما إن اختفى حتى همست : لقد كنتُ هنا !

تقدّم إليها البقية فسأل جون : هل تتذكرين شيئاً ؟

أدارت برأسها نحو الحائط فلمحت صورة سريعة لذلك الذي يخنقها
و هو يعلقها على الحائط فهمست : كان هناك شاب !

لمحت ابتسامته أيضاً لكنها لم تتذكر ملامح وجهه فوضعت يدها على رأسها
مع ازدياد الألم تتأوه مما أقلق البقية فسألت كارو : لورا ما الأمر ؟

وضعت لورا يدها الأخرى على رأسها و الألم يزداد أكثر فأكثر

فنطق جون :
لورا هل أنتِ بخير ؟

لورا تتأوه :
رأسي ! رأسي ! آه

بدأت لورا بالصراخ و ازداد قلق البقية فصرخ كايرو :
فلنخرجها من هنا بسرعة !



بعد سقوط لورا أثر ألم رأسها الذي ألمّ بها تم نقلها إلى منزل جون حيث البقية , و هي الآن نائمة على أحد الأسرة ..
جوناثان بقلق : أتمنى أن تنام بهدوء الآن بعد المنوّم الذي أعطيناها إياه

كاسيدي باستغراب و هي تضع منشفة تغطي شعرها :
و لكن ! لماذا كانت لورا تصرخ بسبب ألم في رأسها ؟

كارولاين بقلق :
لا نعلم لقد حدث ذلك فجأة بعد أن بدأت تتذكر

جولي باندهاش :
هل استعادت ذاكرتها ؟ هل أخبرتكم أنها تذكرت شيئاً ؟

نطق أحدهم " كان هناك شاب " أدار الجميع برؤوسهم نحوه
فقد كان كايرو الذي نطق جملته بثقة مردفاً :
هكذا قالت حينما دلت ملامحها بأنها بالفعل كانت تتذكر

ريكاردو بحزم و هو يضع كفه على ذقنه :
ذلك الشاب ! هل من الممكن أن يكون .. كريس مثلاً ؟

تفاجأ الجميع من كلمات ريك لكنه ليو نطق بهدوء عاقداً ذراعيه :
هذا مستحيل ! لا يمكن أن يؤذيها !

ريكاردو بحزم : هل أنت متأكد ؟ ذلك الشاب من حلفاء الفضائيين و قد يفعل أي شيء من أجل مصلحته و لابد أنه أفقدها الذاكرة لأنها علمت حقيقة ما

ليو بهدوء : ربما في حالة واحدة , لو أنه يكون هو و لكنه لم يؤذيها
و قد أفقدها الذاكرة من أجل أن يحميها لسبب ما

ريك بغضب : لماذا أنت متأكد هكذا بدون أسباب مقنعة ؟ تحدّث بمنطق يا جامع القمامة

حوّل ليو نظره نحو ريك فلاحظ غضبه ليتجاهله فنطقت كارو بقلق :
ما نريده الآن هو أن تكون لورا بخير أنا قلقة عليها

حوّلت آبي بنظرها نحو ليو و هي تنظر إليه بغيظ , لاحظ ليو نظراتها فسألها : ما الأمر ؟

تحوّلت عينيها لنقطتين صغيرتين فأجابت :
إيـه ! لا شيء !

رفع ليو حاجباً حيث لم يقتنع بإجابتها فحدثت آبي نفسها مغتاظة :
لقد كانت معه و خرج بها رغم أنه وبخني سابقاً !

غمزت آبي بعينها حيث تذكرت أمراً فتلفتت حولها تبحث عن أحدهم
فسألت موجهة كلامها نحو جولي التي تقف بجانبها : أين ديفيد ؟ لستُ أراه

جولي بهدوء :
لا أعلم , لقد خرج بعد أن غطستِ في النوم

آبي مقطبة حاجبيها :
ماذا ؟ ذهب إلى منزله !



لم يكن ديفيد قد وصل إلى منزله بعد فهاهو يقف عند الهواتف العمومية في الشارع ويضع السماعة على أذنه منتظراً الرد من الجهة الأخرى , تبدو على وجهه سمات الجدية حيث قوّس حاجبيه و هو ينظر نحو اللاشيء حتى رد أحدهم و ديفيد يقول : آلو ...

رد الطرف الآخر قائلاً : أهلاً ..

كان صوتاً لإمرأة تبلغ الأربعين من العمر .. ابتسم ديفيد بهدوء :
لا تقولي لي بأنكِ لم تعرفي صوت إبنكِ الوحيد ..

ردت أمه بصوتها الذي اتضح منه مدى سعادتها : أوه عزيزي ! آسفة لذلك لكن لم أتوقع اتصالك في مثلِ هذا الوقت .. على كلٍ هل أنت بخير ؟ و هل تأكل جيداً ؟!! أنت لا تتصل كثيراً هذه الفترة .. لا تقل لي أنك مشغول بدراستك مجدداً !!

حرك بصره ناحية اليمين ليركز نظره على ذلك الزقاق قائلاً بلطف :
آسف .. لكني أبذل جهدي حقاً

عطفت أمه عليه قليلاً لتجيب : عزيزي .. لا ترهق نفسك كثيراً !!
أقسم بأني لن أعرفك عندما أراك فلا شك بأنك فقدت الكثير من الوزن بسبب دراستك ..

ضحك قليلاً ليقول :
لا هذا لم يحدث .. لا داعٍ للقلق

لمح بعض الفضائيين من المستوى الأول الذين بدؤوا بالخروج من الزقاق ببطئ .. التفت أحدهم ناحية ديفيد ليبتسم بخبث بينما يقول ديفيد لوالدته : أوه يجب أن أغلق الخط الآن ! سأتصل بكِ لاحقاً ..

لم يتح لها فرصة الرد و أغلق الخط بقوة , ليخرج من ذلك الباب الزجاجي المحيط بهِ مكوناً بعض الكهرباء حول يده ليقول بنبرة ساخرة : أنتم لا تختارون مواعيدكم بعناية ..




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #77  
قديم 08-04-2016, 01:38 PM
 
الفصل الثامن عشر / 2

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]
<b>


[ مساء اليوم التالي .. الثانية ظهرًا ]




تثاءبت جولي و هي مستلقية على الأريكة , لتقول بتذمرٍ و كسل : ممل .. أنا لا أمانع بقتال بعض الفضائيين ولو تلطخت قليلاً بدمائهم المقرفة ! لكن كل ما أريده هو بعض التسلية بأي شيءٍ كان !!

بالطبع لم تكن جولي تعني ما تقوله , فهي تلقي بجميع ملابسها التي تتلطخ بدمائهم , لكنها قالت ذلك لتكسر حاجز الصمت لا أكثر

كاسيدي بانزعاج :
إذًا لماذا لا تصففين شعرك و تراقبي جمالة الأخاذ كالعادة ؟!

اعتدلت جولي بجلستها قائلة :
فعلت ذلك لمدة ساعتين ! كما أنه سيتساقط على هذه الحال xD

غيرت نبرتها لتقول بجدية أكبر :
بالمناسبة كيف حال لورا الآن ؟

تنهد حوناثان الذي كان بجانب كاسيدي على الأريكة الأخرى ليقول بهدوء :
لم تستيقظ بعد , كما أن كارو لا تزال معها لذلك لا مشكلة ^^

حكت كاسيدي رأسها بانزعاج : كم أحسد لورا ..
فلو فقدت ذاكرتي لكنت سعيدة جدًا لأني سأنسى وجه جولي القبيح !

داعبت جولي شعرها بدلال :أعلم جيدًا بأنكِ تغارين مني عزيزتي , لا أستطيع لومك فأنا مثالية بجمالي على عكسك .. أرأيتِ تسريحة شعرك ؟ أو حتى بشرتكِ ! أُقسم بأن جدتي ستكون أفضل حالٍ منكِ ..

ظهر عرق على جبين كاسيدي و قالت بغيض :
من طلب رأيك بحقِ خالقِ الجحيم ؟!

ابتسمت جولي ساخرة : لا أحد ..
لكني أردت نصحكِ و إرشادك كطيب خاطر مني لا أكثر .. أوه كم أنا لطيفة

تنهد جون و هو يراقب شجارهم التافه و قال لريكي الذي يجلس بجانبه من الناحية الأخرى :
فتيات .. هل تريد اللعب بشيء ما ؟

لم يجبه ريكي فهو كان يراقب جولي و يفكر بأمر ما .. استغرب جون ذلك لكنه لم يقل شيئًا حتى قال ريكي بهدوء : حسنًا .. لا بأس بذلك ..





ركضت حتى صعدت السلالم الحديدية بخفة و ابتعدت عنه لكنها تفاجأت بظهوره من الجانب و هو يقفز إلى الممر الحديدي الذي تقف عليه لم تكن معالم وجهه واضحةً أبدًا لكنه نطق بنبرة غريبة : تهربين لأنني نصف فضائي , أم لأنني مازلت شخصًا تحبينه ترفضين قتاله ؟

لورا بحزم : لا تتفوه بشيء لا تعرفه جيداً
أجاب بثقة : و لكنني , أفهم قلبك جيدًا و لطالما فعلت و أنتِ تدركين ذلك
لورا بحزم : طالما أنك تتحدث بهذا الهراء .. لماذا تهاجمني إذًا ؟
صمت برهة ثم احتدث ابتسامته مجيبًا : لأجلك


فتحت عينيها سريعًا و معالم الدهشة طاغية على وجهها , حركت بصرها ناحية اليمين لترى كارو النائمة بجانبها , اعتدلت لورا بجلستها و وضعت يدها على رأسها لتهمس : ما كان ذلك ؟! ..


وقفت على قدميها لتتوجه ناحية النافذة لتنظر ناحية السماء الزرقاء مخاطبةً نفسها :
صوته مألوف جدًا .. طريقة حديثه .. أيعقل بأنه ..

هزت رأسها نافية : لا لا ذلك مستحيل ..
فكريس لن يهاجمني أبدًا ! ربما كان مجرد حلم تافه لا أكثـ ..

" ربما من الأفضل ألا تتذكري , من الأفضل أن تنسي كل شيء , انسيه يا لورا و عيشي لحظتك فقط "

عادت كلمات كريس لِتردد داخل عقلها, أنزلت برأسها قليلًا و همست لنفسها : أم أنه فعل ذلك فعلًا ؟ ولا يريد مني تذكر ذلك ؟! لكن لماذا ؟!! لماذا هاجمني من الأساس ؟!!!

تكرر صوته الهادئ في عقلها مجيبًا على سؤالها " لأجلك "

بهتت عينيها قليلاً لتقول بحزن :
مالذي تخفيه عني يا كريس ؟!!

التفتت ناحية كارولاين لتقول :
و بمَن أثق ؟



[ الساعة الثانية ليلًا ]


فتحت الباب بهدوء , تفقدت المَمر ثم خرجت مغلقةً الباب ببطئ , كان الظلام حالكًا جدًا مِمَا جعل من الرؤية أمرًا صعبًا ..

تعثرت بشيء ما لتقع أرضًا لتطلق صرخه لم تكملها خشية أيقاظ احدهم , نظرت حولها و لم تجد شخصًا , تنهدت بارتياح , نظرت للشيء الذي تعثرت به لتجد بأنه جهاز تحكم , نهضت على قدميها و توجهت نحو الباب لتخرج من الشقة.

تخطوا خطاها الهادئة الحذرة ، في تلك الشوارع الفارغة ، برودة الليل و طبقات الضباب التي لطالما رافقت مدينة لندن ، ساعدت على توترها مسببة رعشة خفيفة في جسدها ، لكنها كانت تتمالك اعصابها ، لتكمل طريقها و لم تنتبه أنها ضاعت بين أحياء و شوارع لندن ، توقفت عن السير أخيرًا ، نظرت يمينًا و شمالًا لكنها لم تستطع تمييز مكانها جيدًا بسبب كثافة الضباب ، في تلك اللحظة أدركت بأنها تمامًا ضائعة ، زفرت بانزعاج و همست : رائع !

شدت قبضتها على يدها و بدأت بالتفكير عن حل للمأزق الذي و قعت بهِ ،
تنهدت قائلة : سُحقًا لأجواء لندن ! و الآن أنا ضائعة في ..

لمحت جسدًا مترنحًا يمشي نحوها ، أخذت ملامحه بالإتضاح شيئًا فشيئًا ، توقف أخيرًا بعد أن لاحظ وجود لورا ، صحيح أن وجهه لم يكن واضحًا جدًا ، لكنها استطاعت رؤية تلك الإبتسامة القبيحة التي رُسمت على وجهه ، كانت خبيثة جدًا ، استغربتها لورا في البدئ لكنها سرعان ما صُدمت بتلك العروق التي اتضحت على وجهه ، أصبحت عينيه بيضاء تمامًا ، تضخمت عضلاته حتى انفجرت يده لتتحول إلى يدٍ خضراء طويلة بشعة بخطوطٍ برتقالية لولبية ، ثم انفجر باقي جسده سريعًا بطريقة مقززة فيظهر بهيئته الفضائية القبيحة ، اتسعت حدقتاها فهاهي تقابل الفضائي المتحول للمرة الأولى ، و لم تعرف ما تفعل ، هل تحاول الدفاع عن نفسها ، أم تجنب إيذاءه ؟

قاطعها ذلك الهجوم المفاجئ الذي قطع تفكيرها و جعلها تحلق بعيدًا .. وقعت على الأرض بقوة لتتأوه ألمًا ، رفع يده التي تفككت إلى خيوط رقيقة لتتشكل على شكلٍ غريب شابه المطرقة ، أنزل يده بسرعة ليضربها مجددًا لكن لورا استطاعت تفاديها و كان ذلك لحسن حظها ، فشضايا الأرض تطايرت حتى إن أحداها تسبب بجرحٍ بسيط في خدها الأيمن !

رفع يده عن الأرض المحطمة ، أراد مهاجمة لورا لولا أنه تلقا ضربة قوية من الخلف ، تلاه صوتٌ ذكوري : لقد اخترت فريسة خاطئه أيها الفضائي القذر !

التفت ناحية الصوت ، ليرى تلك الكرة النارية التي تطوف فوق يد أحدهم ، لم يستطع لمح شيء منه غير ظل جسده بسبب كثافة الضباب ، لم يأبه لذلك و حاول مهاجمته لكن شظايا باردة اخترقت ظهرة ، تفكك جسده لخيوط لتسقط القطع الثلجية أرضًا ، ثم أعاد تكوين جسده مجددًا ، التفت ليجد لورا مع فتاتين أحدهما بشعر أسود منسدل بنعومة على كتفيها ، ترتدي فستان زهري يصل لأسفل ركبتها , و أخرى بشعر ازرق طويل ترتدي قبعه سوداء ، بنطال جلدي ضيق و قميص بدون أكمام ، ابتسمت جولي بثقة و قالت موجهة كلامها لِلورا : هل ذهب عقلك مع ذاكرتك ؟ تهربين في جو كهذا ! أتعرفين كم كان تتبعكِ أمرًا صعبًا ؟

لم تقل لورا شيئًا ، بل كانت مصدومة من ظهورهم المفاجئ ، أراد الفضائي مهاجمتهم لكن ريكاردو سبقه بكرته النارية ليقول : هل تهاجم النساء يا قليل التهذيب ؟ آآهٍ على تربية أمك التي ضاعت هباءً !!

بدأ الضباب بالتشتت لتتضح الرؤية أخيرًا , فكارو استعملت قواها لتفعل ذلك ، استطاع الفضائي رؤية الفتيات بشكلٍ جيد ، التفت للخلف ليجد ريكاردو مبتسمًا ابتسامة ساخرة ، ضيق من عينيه بغرور قائلًا : إنتبه ! فلربما تُهاجم من الخلف للمرة الألف أيها الضعيف !

شن هجومه على ريكاردو الذي تفادا ضربته , و بدأ بالرد عليه بكراته النارية

اعتدلت لورا بوقفتها و قالت :
مالذي جاء بكم لهُنا ؟

ابتسمت كارو و أجابت :
ما هذا السؤال لورا ؟ نحن فريق واحد منذ زمن لذلك سنظهر فور احتياجك لنا ..

سكتت قليلا :
حتى لو حاولتي الهروب

كونت جولي رمحًا جليديًا و قالت : لندع الأحاديث البطولية السخيفة جانبًا الآن ,
فلدينا مهمة القضاء على فضائي قبيح و مُقزز !

سحبت لورا سيفها و قالت :
لكنه كان بهيئة بشرية .. هل قتلة أمر صائب ؟

فكرت كارو قليلاً : لا أعلم , لم نكن نقتل النصف فضائيين إنما كنا نبحث عن علاج , لكن المنضمة تم تدميرها !! لذلك لا نستطيع سوى الدفاع عن انفسنا حاليًا


سمعن صوت صراخ أحدهم .. التفتن بسرعة ليجدن الفضائي و هو يخنق ريكاردو و يرفعه عاليًا , عضت لورا على شفتيها بقوة و شدت قبضتها على سيفها لتتوجه نحوه بسرعة ثم تقفز لتقطع يد الفضائي بسيفها فيسقط ريكاردو أرضًا ليبدأ بسعال و محاولة استعادة انفاسه ..

جدد الفضائي ذراعة بسرعة ليرفعها كبداية لهجومه , لكن جولي كانت اسرع منه فقد قفزت و استعملت رمحها الجليدي لِتتسبب بجرحِ عميق في كتفه , بينما عاودت لورا الهجوم مُسببةً جرحًا آخر في فخذه الأيسر !

ثم قامت كارولاين بتكوين بعض الرياح الحادة مسببةً عدة جروح في مناطق مختلفة في جسده !!

عادت خلاياه لتكوين نفسها معالجةً تلك الجروح , نهض ريكي ليقوم بمهاجمته لكنه استنكر حركات جسد الفضائي الذي بدأ بهز جسده كما لو أنه يتألم ! بدأ لونه بالتغيير من الأخضر إلى الرمادي , تصلب في مكانه و توقفت حركته ليتحلل إلى تراب وسط دهشة الجميع !!

ريكي بعدم استيعاب :
ما هذا ؟ هل قمنا بأذيته لهذه الدرجة !!

هزت جولي رأسها بنفي :
لا اعتقد ! ثم ألم يعالج نفسه ؟

لم تقل لورا شيئًا لكن كارو قطعت الصمت بقولها :
ليست أول مرة نواجه بها فضائي متحول .. لكن لم يحدث هذا سابقًا !!

فكرت جولي قليلًا :
هل استعملوا مواد رخيصة لصنع هذا الشيء ؟

قال ريكاردو :
لو كانوا حمقى مثلك سيفعلون بلا شك !

نظر ناحية الفضائي و قال :
سُحقًا لهم .. يحولون البشر لفضائيين لينتهي بهم الحال هكذا !!

كارو باستغراب :
هل تقصد بأن هذي نهاية جميع الفضائيين المتحولين أم ..؟

أومأ مجيبًا :
هذا مجرد احتمال .. لستُ أكيدًا فهذه أول مرة يحدث بها شيء كهذا

تنهدت جولي بسخرية و قالت :
و الآن أصبحت عبقريًا !!

نظر ناحيتها و قال بانزعاج :
أنتِ لا تقصدين بأني غبي !

جولي بسخرية : بل أنت كذلك !

تذكرت شيئًا و قالت :
أوه صحيح .. لمَ أيقضتني في ساعة متأخرة من الليل ؟

أعطا ريكي جولي ظهره ليخفي حمرة وجهه , أخذ نفسًا و قال :
كنت أشعر بالملل ! لذلك أردتك أن تلعبي معي لا أكثر ..

تنهدت جولي بخيبة أمل و قالت : غبي ..

تنهد ريكي : أنا كذلك

أكمل في سِره : لا أصدق بأني كنت أفكر بأن أعترف لها !!
لا يزال الوقت مُبكرًا كما أنه غير مناسب .. أحمق

نظرت كارو ناحية لورا و قالت مُعاتبه :
لمَ كنتِ تفكرين بالهروب ؟

شدت لورا على قبضتها و اشاحت بنظرها :
لم أفكر بذلك تمامًا .. فقط فكرت بالعودة للمصنع لَربما أتذكر وجه من هاجمني !!

ابتسمت كارو و قالت بارتياح :
جيد .. لكن في المرة القادمة عليك بإخبارنا فلن نحبسكِ و نرفض ذلك

عادت لورا بنظرها لكارو و قالت :
كيف وجدتموني ؟

ضحكت كارو بلطف :
لم نجدك إنما تتبعناكِ .. كان صعبًا قليلًا بسبب الضباب فقد اشتد فجأة ..

صمتت قليلًا : إما كيف علمنا بأمرك فقد كان صُدفه , كنت في المطبخ اشرب بعض المياه و سمعت صوت وقوعك , إما جولي و ريكي كانا مستقيظين أيضاً ..

اقتربت أكثر من لورا و قالت :
هل نذهب للمصنع ؟

التفتت ناحية ريكي و جولي الذين كانا يراقبان بصمت و تابعت :
فالأحمقان لا يمانعان !!

كادت عيني جولي تخرج من محجريها و صرخت :
هل أصبح للفتاة الخجولة لسانٌ طويل ؟! من الحمقاء !!؟

ضحكت كارو و قالت :
أرأيتِ !

نظرت لساعتها ثم قالت :
الشمس ستشرق قريبًا لورا .. هل تريدين الذهاب ؟

لم تفكر لورا بشيء , فهي تعرف تمامًا ما تريد فعله , فلا يهم من سيكون عدوها سواء كان كريس أم هؤلاء , و لسبب ما تعرف بأنها سبتقى معهم لوقت أطول و أن منضمة الفضائيين تلك قد بالغت فعلا في أفعالها .. فلم يكن منها سوى أن تُومئ برأسها : نعم .. أريد الذهاب !!



توجه كلا من كارولاين , جولي , ريكاردو , و لورا نحو المصنع القديم الذي فقدت لورا فيه ذكرياتهاا بهدف إستعادتها و ما إن وصلوا حتى توقفوا أمام البوابة و هم ينظروا إلى بناء المصنع المتهالك فقال ريكاردو : هاقد وصلنا !

و ما لبث أن انهى جملته حتى انطلق سهم ناري من مكان ما ليستقر على المصنع محدثاً إنفجاراً مدوياً , فصرخ الجميع متفاجئين و هم يندفعون إلى الخلف إثر الانفجار حتى سقطوا أرضاً , فرفعت لورا رأسها لتجد النار الحمراء تشتعل حارقة المصنع بالكامل لتمتد ألسنة النار إلى الأعلى وسط ظلام الليل .. و الجدران تتهاوى , فنهضت جولي واقفة قائلة باندهاش : المصنع ! إنه يحترق !

أدار ريك برأسه نحو كارو قائلاً بحزم :
كارو ! بسرعة !

استعملت كاروا قدرتها لتغيير الطقس فتراكمت الغيوم و بدأت تهطل أمطاراً و البقية يراقبون وسط حمرة النار و هطول الأمطار , فهمست لورا في ذهول : و لكن لماذا ؟

في حين كان أحدهم يقف بالقرب حيث راقب كل شيء , ثم ابتعد



ليوناردو , كايرو , جوناثان ,كاسيدي و آبيغال, كانوا ينامون بعمق في غرف منزل جون حيث استقروا فيه مؤخراً بعد تدمير مبنى المنظمة من قبل الفضائيين, كايروا و جون في حجرة , و كاسيدي و آبيغال في حجرة اخرى بينما كان ليو ينام على أريكة حجرة الجلوس

بدآ على ليو الانزعاج حينما سمع خشخشة أوقظته من نومه , ففتح عينيه بتثاقل , ليتنبه لذلك الذي يقف بمحاذاة رفوف المكتب حيث لم يستطع رؤيته جيداً بسبب نعاسه فرمش بعينيه مراراً , فاختفى من أمام عينيه, استغرب ليو , برهة ثم أغمض عينيه و هو يعدّل وضعية استلقائه مديراً بجسده بحيث يجلس على ظهره, فشعر بأحدهم مجدداً , فتح عينيه بتثاقل ثم اتسعت فجأة ~



و حينما بدأ ضوء النهار بالظهور ..
عاد البقية إلى المنزل , حيث كانوا مكللين بالإحباط
خصوصاً لورا التي لم تتحدث منذ حادثة الانفجار ,

فقالت جولي متذمرة : ماهذا اليوم المشئوم ؟ نحن لم نخسر بقايا ذكريات لورا فحسب
بل إن المطر أفسد مظهري , و تهالك جسدي بسبب قلة النوم , يالهذه الحالة !

ريك بغيظ :
يال غرورك ! لماذا تفكرين بنفسك فحسب ؟

جولي بغيظ :
لستُ مغرورة أنا أتحدث عن حالتي , ألا يحق لي أن أتذمر ؟

ريك بإحباط :
تباً , أنتِ لا تفهمين .. لقد فقدتُ الأمل ! لا يمكنكِ رؤية من حولك

جولي بحيرة :
ما الذي تقصده بهذا ؟ هل تلمّح لأشخاص معينين ؟

حدّقت جولي به حينما كان ينظر إليها , ظلا برهة على هذه الحال عند المدخل حيث تجاوزته كارو و لورا فاحمرّت وجنتي جولي و كذلك ريك و هما لم يبعدا نظر أحدهما عن الآخر .. حتى شتتهما صرخة كاروا القادمة من حجرة الجلوس فانطلقا نحوها حيث كانت الحجرة غارقة في الفوضى .. فقال ريك باندهاش : ما هذا ؟

فنزل جون و آبيغال من الطابق العلوي ,
فسأل جون بحيرة : ماذا هناك ؟ لماذا تصرخون ؟

صرخ حينما رأى الفوضى تعم المكان فقال و هو يصرخ : من فعل هذا ؟

ريك بحيرة :
لا أعلم , لقد جئنا لتوّنا و وجدنا هذه الفوضى

آبيغال بحيرة :
من أين جئتم ؟

بدآ على جولي الإرهاق و هي تجيب : لقد كانت مناوبتنا
كارو بقلق : لقد ذهبنا إلى المصنع من أجل لورا .. و لكن .. المصنع ..

ادارت برأسها نحو لورا التي لا تزال تقف بشرود فقال ريك بحزم : لقد احترق !

شهق جون و آبي مندهشين فأردف ريك بحزم : لقد حدث انفجار حينما وصلنا إليه , تم تبليع الجهات المسئولة فقالوا بأن السبب مواد كيميائية متفاعلة , جيد أننا لم نكن في الداخل و إلا لأصبحنا قطعاً من اللحم !

ارتعش جسد جولي حينما قال ريك جملته الأخيرة حيث كانت بجانبه ..

فقالت آبيغال بحيرة : و لكن المصنع قديم ,
أنّى للمواد الكيميائية أن تتفاعل و لا أحد هناك !

جوناثان يتذاكى : ربما مواد كيميائية مخزّنة !

نزلت كاسيدي من الطابق العلوي و هي تتثاءب واضعة يدها على فمها ,
فقالت بتناعس : ما هذا الازعاج ؟ لم تشرق الشمس بعد !

مطت جولي بذراعيها قائلة : هذا فظيع ! يجب أن أنام الآن حتى لا يُفسد مظهري !
لديّ حفل جامح بعد عدة أيام , يجب أن أحافظ على جمالي على الأقل حتى ذلك الوقت

صعدت درجتان ثم أدارت برأسها نحو البقية قائلة :
و أرجو ألا تزعجوني , لديّ أداء تدريبي هذه الليلة

ريك رافعاً حاجباً : ماذا ؟
ستذهبين وسط هذه الاجواء ! أنتِ أنانية حقاً !

رفعت جولي حاجباً قائلة : أنت من قال بأن صوتي أصبح سيئاً ,
لذلك فكرت بأن أعود إلى وسطي الفني تدريجياً

أدارت بجسدها و أكملت صعود الدرجات بينما بدآ على ريك بعض الانزعاج, و ما إن وصلت إلى الطابق الثاني حتى قابلت كايرو الذي نظر إليها مستغرباً حيث لاحظ انزعاجها فنزل الدرجات ليجد الجميع متجمهرين عنده, فقال ببرود و هو يشير إلى الأعلى : ما خطب تلك الفتاة ؟

قال جون و هو يتفحص الحجرة بنظره : تباً ,
و كأن عاصفة حدثت هنا , من الذي فعل ذلك بحق خالق الاكوان ؟

ريك بحزم : جامع القمامة ! لابد انه فعل ذلك , إنه ليس موجوداً في المنزل !
لابد أنه أفسد الحجرة بطريقة ما و هرب حتى لا تقع الملامة عليه !

رفعت آبي حاجباً فقالت ناكرة : مستحيل !
هذا تصرّف طفوليّ , لا يمكن أن يفعل ليو هذا





كان ليو مصفداً بالأغلال التي عُلقت على الحائط , و قد وُضِع على رأسه كيس قماشي مغطياً وجهه كله
مفكراً : تباً , لابد انهم يعرفون مقدرتي الخاصة و لذلك منعوني من الرؤية !

كان سيرا يراقب ليو من حجرة أخرى حيث كان ظاهراً على شاشة ..
فضحك ممسكاً بورقة بيده قائلاً : لقد ظننا بأننا سنضغط عليهم إن أمسنا واحداً منهم
و لكن من كان يدري بأن هذا الأحمق يخبئ مكونات العقار كلها في ورقة في جيبه

كان يقصد الورقة التي يمسك بها ..
فأردف بابتسامة تعلو وجهه : الآن لم أعد بحاجة لـ تلك الفتاة الحمقاء
لا يهمني إن تذكرت أو ظلت فاقدة ذاكرتها , ستموت في كل الأحوال و اتمنى أن يحدث ذلك بسرعة
حتى تفعّل تلك الرقاقة التي زرعناها في رأسها و تموت حتى لا تخبر أحداً بما جرى معنا ..
و سأخبر كريس بأنهم قتلوها , هع سانهيهم جميعاً

اتسعت عينيه حينما أحس بأحدهم خلفه ..
أدار برأسه ليجد كريس و علامات الذهول ترتسم على وجهه ..

ابتسم سيرآ بارتباك فقال : أوه كريس ! ماذا تفعل هنا ؟ ألا يجدر بك أن تكون نا ..
لم يكمل سيرآ جملته حتى صرخ كريس : أنت ! أنت تخطط لقتلها حقاً !!

سيرا بهدوء : كريس , لا تفهمني خطأ !
قوّس كريس حاجبيه قائلاً : تريد ان تقتلها ! تريد أن تقتلها و انت تعلم بأنني أهتم لأمرها !
سيرآ بهدوء : كريس , اهدأ ! أريدك أن تأتِ إلى مجلسي لنناقش الأمر !

احتدت عينا كريس غضباً فقال : لا لن أهدأ !

شعر كريس بالدم يغلي في جسده و نار الغضب تشتعل بداخله ..
سيرآ أيضاً شعر بثورانه , تقدّم كريس خطوة نحوه فمد سيرا يده إليه
فتوقف كريس مكانه حيث لم يعد قادراً على الحركة سبب هالة أحاطت به ..
تلفت كريس حوله قائلاً بارتباك : ما الذي يجري ؟

سيرا بهدوء : كريس ! اهدأ !
كريس بغضب : دعني ! يجب أن أذهب إليها , يجب ان امنعها من التذكر !
سيرا بهدوء : كريس ! قلتَ لك سابقاً بأن هذه الفتاة خصماً لنا
كريس بغضب : لقد استغللتها .. مهلاً , لقد استغليتني أنا أيضاً
سيرا بهدوء : تعقّل كريس ! لقد فعلتُ ذلك من أجل مصالح العالم

كريس باضطراب : لا يهمني ! لا يهمني أمرهم , دعني ! يجب أن أذهب إليها !
سيرا بغضب : كريس ! توقف !

قبض كريس على يديه بقوة و ضغط بأسنانه و هو يغمض عينيه
حتى اختفت تلك الهالة فاستدار و خرج من الحجرة مسرعاً
فصرخ سيرآ : كريس ! توقف ! أين تذهب ؟



ركض كريس في شوراع لندن الممطرة حيث تبللت ملابسه ..
توقف فجاة مفكراً : ما الذي أفعله ؟ إن ذهبت الآن فقد تراني و تتذكر
لقد تذكرت ما حدث في المصنع , و بالرغم من أنني قمت بتفجيره
و لكنها قد تستعيد ذكرياتها بدونه خصوصاً و أنها حول أصدقائها
و لكن .. كيف أمنعها ؟ كيف ؟ ماذا يجدر بي أن أفعل ؟

و بالقرب خرجت كاسيدي من محل البقالة و هي تحمل مشتريات بين يديها
و بيدها مظلمة تقيها من المطر , فتذمرت قائلة : تباً ! اليوم دوري في الطهي ..
لقد أصبحت الحياة في بيت جون مملة جداً وسط هذه الاجواء !

عبرت الزقاق الضيق كالعادة لكنها فوجئت بأحدهم يضع يده على فمها
و يحيط بذراعه الأخرى على جسدها ليمنعها من التحرك فاتسعت عينيها
فقال بهدوء : لا تخافي , لن أؤذيكِ !

استغربت كاسيدي بالرغم من أنها ظلت ثابتة مكانها ,
لم يكن ذلك الشخص سوى كريس حيث لم تره كاسيدي فأردف بحزم :
سأخبرك بأمر مهم فلا تتحركي و لا تصرخي و إلا فإنني سأرحل و لن أخبرك !

اومأت كاسيدي رأسها بالإيجاب فأردف كريس :
صديقكم ليوناردو لدينا , إنه بخير في الوقت الحالي
و لكن إن لم تفعلي ما اطلبه منك فلن اضمن سلامته

اتسعت عيني كاسيدي فأردف كريس :
يجب ان تمنعوا لورا من التذكر , إن تذكرت حياتها فستموت
هناك رقاقة في رأسها ستفعّل ذاتياً لتنفجر إن إستعادت ذاكرتها
يمكنكم استخدام قدراتكم لتؤكدوا صحة أقوالي ..
ما أريده منكم بالضبط ان تستخدموا أطباء المنظمة لاستخراج تلك الرقاقة
إن نجحتم بذلك فسأعيد صديقكم إليكم و لكن إن ماتت لورا فسأقتله !
و إياكم ان تعلم بأمرها !

أومأت كاسيدي برأسها , فأبعد كريس يده عن فمها و جسدها ..
فقالت بذهول بدون أن تستدير : و لكن .. من أنت ؟


برهة ثم استدارت فلم تجد احداً ..
سوى قطرات الماء المتساقطة !





نهاية الفصل الثامن عشر




</b>
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #78  
قديم 08-05-2016, 01:49 PM
 
الفصل التاسع عشر / 1

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]


أخيراً سقـطت يده البنفسجيـة أرضاً وقل إنتفاخها حتى عادت يداً بشرية طبيعية , إستقر فـي الأرض بلا حركة بينما كان كل شيءٍ في فوضىً حوله , جلست شابة ذات شعرٍ أسودٍ طويل إلى جانبه أمسكت يده وأخذت تبكي قائلة:
-أنا آسفة .. أنا آسفةٌ جداً ديفيد , كنت أتمنى لو أن هناك طريقة أخرى!

تأملت عينيه الحمراوتين اللتان عادت إلى اللون الأزرق مجدداً , نظرت إليه بيأس حيث توقف قلبه عن النبض معلناً موته, سالت الدموع على وجنتيها وأخذت تشهق في مكانها , فوضعت كاسيدي يدها على كتفها قائلة:
-آبي .. علينا الذهاب.

أومأت برأسها متفهمة ثم أغمضت عينا ديفيد بحنان ووقفت.

------------------------------------------------------------


19

قبـل { 53 } سـاعـة

ركضت كاسـيدي إلى منزل جونثان مسرعة
ودخلت إليه موجهاً كلامها للموجودين:
-ليو بحوزتهم!

وقفت جولي متفاجئة:
-ماذا؟ مالذي تعنينه؟

بحثت كاسيدي عن لورا بينهم ثم تسائلت:
-أين لورا؟

أجابتها كارولاين:
-إنها نائمة , ديفيد يراقبها. لماذا؟ كاسيدي .. ماذا حدث؟

أغلقت كاسيدي الباب وهدأت من روعها ثم قالت:
-شخصاُ ما .. أخبرني , لورا .. هناك رقاقة في رأسها ,
سوف تنفجر .. إن!! إن حدث ذلك .. سيموت ليوناردو!

قال كايرو ببرود:
-مالذي تهمهمين به تحديداً؟

تنفست كاسيدي ثم أجابت:
-الرقاقة في رأس لورا ستنفجر إن إستعادت ذاكرتها ..
وسيموت ليوناردو إن حدث ذلك , على لورا أن لا تعلم بها.

أردف جونثان متسائلاً:
-ماذا علينا أن نفعل إذا؟
-أطباء .. من المنظمة ليخرجوها من هناك!

قاطعتهم آبيغال:
-هذا جنون كيف نثق بكلام "شخصاً ما"؟

أخفضت كاسيدي رأسها قائلة:
-لقد قال أن نتأكد بذلك بقدراتنا إن لم نصدقه.

توجهت جميع الأنظار إلى كايرو , فقال:
-حسناً!

إستوقفته كارولاين قلقة:
-أنت متأكدٌ من أنك تستطيع فعل ذلك؟.. أعني ألن تتأذى؟

أجابها مطمئناً:
-سأكون بخير ..
كما أنني سألقي نظرة سريعة فقط , لن يضرني ذلك.

صعدوا جميعاً إلى الطابق الثاني ودخلوا إلى إحدى الغرف حيث كانت لورا نائمة وبجانبها جلس ديفيد على الأريكة , وقف ما إن رآهم وتساءل: مالأمر؟

أمسكت آبيغال بيده وسحبته إلى الخارج ثم شرحت له:
-نعتقد أن هناك رقاقة في رأس لورا وستنفجر إن إستعادت ذاكراتها , كايرو يود التحقق من الأمر.

في الوقت نفسه نظر كايرو للجميع حوله قائلاً:
-إنها هناك حتماً.

نظرت كاسيدي إليه ثم قالت:
-أتظن أنه يمكن إستخراجها؟

أجابها:
-لست متأكداً.

دخل ديفيد إلى الغرفة وحدق في لورا قائلاً:
-لدي فكرة أفضل , لكن علينا التأكد أنها لن تستيقظ.

رفع جونثان حاجبه وقال:
-أنا لا أثق بك!

تدخلت آبيغال:
-أنا أفعل.



إستلقت لورا على سريرها نائمة لا تعلم بما يجري حولها , بينما كان الجميع يقفون في الغرفة , عدا كارو التي جلست بجانبها .. حقنت كارولاين تلك الإبرة في مرفق لوراً , ثم نظرت إلى البقية:
-أنتم متأكدون من هذا؟

أجابها جونثان:
-ديفيد محق , لا نستطيع أن نعلق حياة لورا وليوناردو على الأطباء.

أومأت كارو برأسها:
-لن تستيقظ طوال الساعة القادمة.
-جيد.

قال ديفيد ذلك ثم جثى بجانب سريرها ووضع يده على رأسها مغمضاً عينيه , أكمل:
-الآن أي شيءٍ قابلٌ لإختراق رأسها عدا الرقاقة.

فتح عينيه ونظر إلى آبيغال مردفاً:
-آبي .. حاولي إخراجها الآن.

هزت آبيغال رأسها نافية:
-ماذا إن لم أنجح؟

نظر ديفيد إلى عينيها مباشرة وقال بثقة:
-سنتجحين!

رفعت آبيغال يدها مشيرة بها لوجه لورا مباشرة ركزت قواها على تلك الرقاقة , لترفعها من رأسها حتى تخترق جمجمتها وتخرج منها بسهولة , ما إن فعلت أضاء ضوء أحمر في الرقاقة الصغيرة وتتابع صوت رنات متسارعة ..

صرخ جونثان:
-ستنفجر!

عبست كاسيدي:
-تباً!

وقبل أن يحدث ذلك إستخدمت جولي قواها لتحتوي الرقاقة بالجليد فتنطفأ حالاً , تنفس ريكاردو مرتاحاً:
-أحسنت عملاً جولي.



وقف سيرا وضرب يديه بمكتبه بقوة ثم قال عابساً:
-كيف حدث هذا؟! لا يمكن أن تكون تعطلت! كيف علموا بشأنها؟!
راقب كريس والده بهدوء من بعيد حيث لم يلحظه سيراً , ثم إبتسم وغادر.



مع أبطالنا في منزل جون , بينما كان الجميع في إطمئنان للتلخلص من تلك الرقاقة , ظلت كارولاين في الغرفة بجانب لورا النائمة , بينما ذهبت كاسيدي , ريكاردو , ديفيد وجولي ليأخذوا قيلولة صغيرة.

جلست آبيغال مع جونثان وكايرو في غرفة الجلوس , قالت آبيغال:
-ماذا عن ليو؟ ألم يقل ذلك "الشخص" أنه سيعيده إن أخرجنا الرقاقة؟
-أظن أن علينا إمهاله بعض الوقت , وبالمناسبة قام صديقك ديفيد بعمل جيد.

قال جونثان ذلك , وضع كايرو يده على عينه اليسرى بألم مدركاً أنه لم يجدر به إستخدامها , لكنه أخفى الأمر عن جون وآبي, فاجئهم طرق الباب القوي الذي جعل جونثان يقفز من مكانه ليفتح الباب مسرعاً , كل ماوجده هو ورقة بيضاء ملصقة على الباب كتب عليها عنوان وتحته "هنا ستجدون صديقكم" فقال بحزم:
-يبدو أن "ذلك الشخص" وفى بوعده بعد كل شيء.

وقف كايرو قائلاً:
-لنذهب!

عارضته آبي:
-لا .. لقد رأيتك كايرو , عينك مازالت في حالة حساسة .. إبقى هنا , مع لورا.
-إنسي الأمر!

قال كايرو ذلك لكن جونثان وافق آبيغال:
-إنها محقة كايرو .. سيكون من الأفضل بقائك , علينا التأكد من سلامة لورا.
-لست حارسها!
-إستمع لما يقولون يا هذا , مرافقتك لنا لن تكون مفيدة.

إلتفتوا إلى ديفيد الذي كان واقفاً في السلالم , إحتدت نظرات كايرو ليقول:
-هذا ليس من شأنك! ومن أنت لتلقي الأوامر علي؟

حقنت آبيغال كايرو بمنومٍ من خلفه ليفقد توازنه
لكن جونثان أمسكه قبل أن يسقط ومدده على الأريكة قائلاً:
-ياله من عنيد.



أيقظوا البقية ليرافقوهم بينما قررت كارو البقاء للعناية بكلاً من كايرو ولورا , طار جونثان بينما ركب البقية السيارة , وريكاردو ذهب ركضاً على قدميه بسرعته الخارقة, توقفوا جميعاً أمام ذلك المبنى الكبير كانت بحجم منظمتهم التي تحطمت , نظروا جميعاً إلى بعض حين طرحت جولي السؤال الأهم:
-كيف سندخل؟

وافقتها كاسيدي:
-إن كان ليوناردو في الداخل حقاً فهم لن يتركونه بدون حراسة.

إقترح ريكاردو:
-إذا لنصنع طريقنا إلى الداخل!

حرك جونثان رأسه نافياً:
-لا , سنصنع كثيراً من الضجة .. حتى إن نجحنا في الوصول إلى ليو قد لا نتمكن من الخروج أبداً.

إحتدت عينا آبيغال وقالت:
-أنا أتفق مع ريكاردو , سنصنع طريقنا إلى الداخل .. لكن بدون ضجة.

نظر إليها ديفيد مستغرباً:
-ماذا تقترحين آبي؟

أجابت بثقة:
-سأوجه موجاتي إلى الأرض مباشرة
وسأحرص على أن يحاط هذا المبنى بزلزالٍ قوي , وحين يظن الجميع أنه زلزال ..

أكمل ديفيد عنها:
-ندخل ونحضر صديقكم ثم نخرج دون أن يلحظ أحد.

إعترض ريكاردو:
-لا .. إن كانت هذه المنظمة هي من كانت تقوم بتوظيف الفضائيين
وتنشر الخراب لمصلحتها , فسننهي الأمر الآن واليوم!

-قد لا ننجو .. فليس كل الفريق هنا!

قالت كاسيدي ذلك , فوافقها جون:
-إنها محقة .. نحن لا نعلم كم عدد الفضائيين بالداخل ,
أو مستوياتهم .. لا نملك المعلومات الكافية لننهي الأمر.

لم يرضي ذلك الكلام ريكاردو فقال:
-لست قائدي لتلقي الأوامر علي .. أنتم وحدكم الآن.

ركض بسرعته الفائقة إلى الداخل
ولم يهتم لباقي فريقه الذي حاولوا إيقافه , أعلن ديفيد:
-حسناً .. لنفعل ذلك.

إنحنت آبيغال إلى الأرض وثبتت يديها هناك ثم أطلقت موجتين متتالييتين فإذا بالمبنى كله يهتز , بدأ السقف يتداعى تدريجياً وحين لاحظت آبيغال ذلك توقفت , دخل الجميع بسرعة وتفرقوا للبحث عن ليوناردو , كمدخل للمبنى كانت صالة كبيرة تفرعت منها طرق عدة , تألف المبنى من 3 طوابق وقبو واسع , بينما كان الجميع يبحث قبل أن يلحظ احدٌ دخولهم , حاولت آبيغال إستجماع طاقتها لموجة أخيرة.

حلق جونثان بأجنحته حول في داخل المبنى الكبير , باحثاً عن أي مكان قد يبدو كالزنزانة , وكانت كاسيدي تركض بعشوائية حين دخلت إلى صالة طويلة مليئة بالأسرة في جانبيها التي علاها أناس بدا عليهم المرض , كان أكثرهم متصلين بأجهزة ومنومين , تقشعر جسدها لرؤية ذلك وأخذت تتساءل لم قد توجد مشفىً هنا.

في الوقت ذاته حرصت آبيغال على ألا تهدم المبنى بأكبره ولا تلحق الأذى بأحد , ما إن أطلقت موجتها الأخيرة إنضمت للبقية داخل المبنى.

إخترق جسد ديفيد الأرض ليسقط في القبو , وسط ممر طويل ضيق تراصت الأبواب على جانبيه ,
إبتسم ديفيد بحدة ثم قال:
-وجدتك!



في الطابق الثاني فوق ديفيد تحديداً كان جولي تبحث عن أي شيء ,سارت نحو ممر واسع ونظرت حولها لترى أولئك الفضائيون محبوسين خلف زجاج قوى ,إشمئزت وهي تغادر قائلة:
-لا أظن أن ليوناردو هنا.



في جهة أخرى من المبنى خرج جونثان من إحدى نوافذ الطابق الأرضي وطار يراقب الطابق الثالث , حيث كان يحوطه الزجاج من الخارج , تمكن جونثان من رؤية أناس يعملون في عدة مكاتب , حلق إلى زاوية فارغة من الطابق الثالث ثم حطم النافذة ودخل , أخفض جناحيه وأخذ ينظر في الأرجاء.



سارت كاسيدي بخطوات مترددة بين المرضى وحينما ركزت إلى ما كانو يُحقنون به ,
كان السائل الأخضر ذاته الذي يحول الناس إلى فضائيين , إحتدت عينيها لتقول:
-أولئك الأوغاد.

سمعت ضحكة خبيثة من آخر الصالة فالتفت لتجد رجلاً عجوزاً بزي طبيب لكن ما فاجئها هو أن طبقة بنفسجية غطت عينيه لتعطيه منظراً مخيفاً.

قال بصوته الحاد:
-لابد أنك أحد أعضاء تلك المنظمة المكافحة للفضائيين , هنا نقوم بعكسكم تماماً .. نصنعهم! أربع وستون مريضاً لا يملك أي فرصة للعيش في هذه الغرفة , لكن ما إن نحقنه بذلك السائل يستعيد صحته ويبدأ بالتحول.

تراجعت كاسيدي خطوة للخلف مصممة على المغادرة من هنا , ضحك العجوز مجدداً ثم قال بخبث:
-لا تذهبي! عشر ثوانٍ فقط ليستيقظ أطفالي!

شعرت كاسيدي بالرعب حين بدأ المرضى بالإستيقاظ واحداً تلو الآخر , وبشرتهم تتحول ببطئ إلى اللون الأزرق , تمكنت كاسيدي من ملاحظة أحد المرضى الذي لم يكتمل تحويله بعد حيث بدا غير راضياً وهو يركض نحو العجوز محاولاً مهاجمته , إبتسم الطبيب ثم رفع يده التي حملت مسدساً غريب الشكل , أطلق طلقة واحدة عليه ليصرخ المريض ويتلاشى في ثوانٍ تاركاً رصاصةً مجوفة بها بقاياً سائلٍ أحمر.

أدركت كاسيدي حالاً بأن هذه المنظمة وجدت طريقة لمكافحة الفضائيين الذين يخرجون عن سيطرتهم , تناست كاسيدي الأمر وركزت على موقفها الحرج , حيث حاصرها الفضائيين , كونت كرة جليد كبيرة بيدها مستعدة للقتال.



أخذ سيرا يراقب الشاشات أمامه التي عرضت أجزاء المبنى كله , كان غاضباً ومتضايقاً جداً , عض على شفتيه قائلاً:
-من .. من أرشدهم إلي؟ سيلقى حتفه عاجلاً أم آجلاً .. أولئك الحمقى! يظنون أنني لم أتوقع قدومهم! سأقتلهم .. واحداً تلو الآخر !! جميعهم!

قاطعه صوت من خلف:
-أكل شيء على ما يرام أبي؟

إلتفت سيرا إلى كريس ونظر بحدة إليه ثم قال:
-الفضائيين .. قم بإطلاقهم جميعاً! لا أريد لأحد أن يبقى حياً!
-ماذا عن الموظفين؟

جلس سيرا على كرسيه الجلدي ثم قال بجفاء:
-فالتدبر كل واحدٍ أمره! أريد الفضائيين يدمرون هذا المبنى تماماً.
-هذه مخاطرة كبيرة .. قد يصلون إلينا هنا في القبو!
-أغلق كل المنافذ إلى القبو ..

نظر سيراً إلى ليوناردو المقيد ثم قال ببرود:
-لنرى ماذا ستفعلون a.k.u!




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #79  
قديم 08-05-2016, 01:51 PM
 
الفصل التاسع عشر / 2

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]

ركضت جولي مبتعدة عن تلك الغرفة التي أخذت الجدران الزجاجية فيها الإنخفاض ليخرج خلفها فوجٌ من الفضائيين , نظرت إلى الخلف للحظة لتصطدم بجسد كبير وتسقط , ما إن رفعت رأسها حتى رأت ذلك الفضائي من المستوى الأول بجسده الضخم حيث إبتسم بلهفة قائلاً:
-طعام!

ترددت صرختها في أرجاء الطابق الثاني , لكن جونثان لم يتمكن من سماع شيء بسبب الصرخات التي تعالت في الطابق الثالث كذلك حيث كان الفضائيين يغطون المكان بالكامل , إستاء وجهه ليقول:
-يبدو أننا لم نحدث تلك الضجة في النهاية.



في الطابق الأرضي حيث كان كانت كاسيدي محاطة بالمرضى المتحولين تقاتل القدر الذي إستطاعت وفي الوقت ذاته تبحث عن مخرج , تفاجئت بموجة قوية دفعت كل من حولها إلى ذلك العجوز الذي ركض متفادياً أجساد الفضائيين ,
نظرت آبيغال إلى كاسيدي وقالت:
-هل إستسلمتي بهذه السرعة؟

عاد الفضائيون مجدداً ليفرقوا بينهم , لكن آبيغال إستخدمت قدراتها لترفع كاسيدي عن الأرض , تحضرها إلى جانبها حيث خرجا كلاهما من الصالة ثم بسرعة قامت كاسيدي بتغطية الباب بكومة هائلة من الجليد وهي تقول بقلق:
-لن يصمد هذا كثيراً!

أمسكت آبيغال بكاسيدي قائلة:
-إذا لنذهب من هنا بسرعة!

لم تبتعدا كثيراً حتى سمعتا صوت تحطم الجليد , تحت صدى صرخات الناس العالية وأصوات الفضائيين , تربع سيرا على كرسيه الجلدي أمام مكتبه يشاهد ما يجري من الدمار في منظمته.



بعيداً عنهم وفي منزل جونثان , جلست كارولاين بملل أمام التلفاز تقلب القنوات مفكرة
"كان من الأفضل لي إن ذهبت معهم".

في الطابق الثاني فتحت لورا عينيها تدريجياً ثم نهضت ونزلت السلالم بهدوء , حين رأت كارولاين توقفت لوهلة تحدق بها , وعادت تساؤلاتها مجدداً "هل هم أصدقائي حقاً؟","من هم أعدائي؟","من قام بمحو ذاكرتي؟".

خلال ثوانٍ أصابها ألم شديد وصداع في رأسها لتمسك بها وتغمض عينيها متألمة تصرخ , حالاً إلتفتت كارولاين إليها وأسرعت إليها قائلة بقلق: لورا!

جلست لورا على السلالم وهي تصرخ متألمة ,
بينما جلست كارولاين بجانبها تحاول مساعدتها.



-سيـرا!

صـرخ بإسمه وهو يقف بثقة أمام باب مكتبه , إلتفت سيرا إليه ثم إبتسم قائلاً: لم أتوقع مجيئك إلى هنا , بعد هجرك لنا .. لقد عرضت عليك الحياة المثالية لكنك رفضتها ولا ننسى أنني لبيت طلبك وعالجت شقيقه.

سار ديفيد بخطوات واثقة إليه وهو يقول عابساً:
-عالجته؟ أهذا ما تسميه؟! لقد حولته إلى مسخ يركض خلف أرواح البشر ثم قتلته! والآن حان دورك!

إبتسم سيرا بخبث:
-بل حان دورك أنت.

سحب مسدسه من بنطاله وأطلق طلقة واحدة على ديفيد لتخترقه ببساطة وتستقر في الجدار.

قـال ديفيد ساخراً:
-من المفترض أن تكون أكثر شخص يعلم بأن هذا لن يجدي معي!
كونك أقمت تجاربك التافهة علي!

شعر ديفيد فجأة بألم في صدره ليجثو على الأرض , حينها إقترب سيرا منه قائلاً بجفاء:
-أنت محق! أنا أعلم بقدراتك أكثر من أي شخصٍ آخر على وجه الأرض , لكن لم يكن هدفي قتلك فقط أردت من الرصاصة أن تخترقك ليسقط ما عليها بداخل جسدك.

تأوه ديفيد متألماً وهو يقول:
-مالذي حقنتي به؟
-العلاج ذاته الذي قدمته لشقيقك , ودع إنسانيتك ديف!

إستلقى ديفيد على الأرض مغشياً عليه ليضحك سيرا مردفاً بخبث:
-أخيراً! لنرى الآن ما مفعول هذا السائل على المميزين أمثالك.



-لا!

تعالت صرخاتها وهي تحاول إبعاد الفضائيين عنها , محيطة نفسها بجدار جليدي , تحطم الجدار لتقيم آخر , وهاهو أحد الفضائيين يوجه يده الزرقاء الضخمة إليها ليحطم الجدار مسقطها أرضاً.

حاول آخر أن يضربها لكنها تجنبته وحين تجهز آخر لسحقها صرخت في مكانها مستسلمة , أحيطت جولي بالفضائيين من كل جهة مغلقين عليها أي طريق للهروب , في لحظات بدأت أجسادهم تحترق شيئاً فشيئاً ليجن الفضائييون وهو يصرخون , ركض ريكاردو بسرعة ووقف أمام جولي قائلاً بسخرية:
-استسلمت بهذه السهولة؟

تأملته جولي وهي تتمتم:
-ريكي أنت ..
-لا وقت للكلام لنذهب قبل أن يأتي آخرون.

وقفت جولي وعضت على شفتها قائلة:
-يبدو أننا تأخرنا قليلاً.

إلتفت ريكاردو ليجد فضائيين آخرين من المستوى الثاني يسيرون إليهم ,
وضع ريكاردو يده خلف ظهر جولي ثم حملها وركض بسرعة خارقة بعيداً عنهم.



همست كاسيدي:
-أتظنين أنهم ذهبوا؟

أجابتها آبيغال:
-لن أخرج لأعرف.

كانت كلاهما في مخزن صغير وقفا خلف الباب وهما خائفتان , إقترحت كاسيدي:
-ألا تظنين أن علينا مقاتلتهم؟
-لا إنهم كثيرون جداً سنموت إن فتحنا هذا الباب.
-إذا سنبقى هنا حتى ماذا؟ حتى تهدأ الأمور؟ سيستغرق ذلك سنة هنا إن لم يقاتلهم أحد.

فكرت آبيغال قائلة:
-ربما أنت محقة , لننزل إلى القبو .. أظن أنه سيكون أكثر هدوءاً.
-تعجبني فكرتك , لكن كيف سنفعل ذلك؟
-بالمصعد! سنتسلل إليه وننزل , إحرصي على عدم جذب الإنتباه إلينا.



حلق بجانحيه بعيداً مرتفعاً عن المبنى بينما حاول الفضائيون الإمساك به , هبط خارج المبنى وهو ينظر للفوضى العارمة , خاطب الجميع مستخدماً ساعته:
-أظن أنه وقت الإنسحاب , لنخرج من هذا المبنى.

قام ريكاردو بالرد عليه:
-إنسى الأمر جون! إن كنت جباناً إلى هذه الدرجة فعد إلى المنزل , أنا وجولي سنبقى لنقاتل!

إنزعج جونثان من ردة فعله لكنه تأمل الوضع قليلاً ثم خاطب ريكاردو بحزم:
-أين أنتم؟



صرخت كاسيدي بفزع:
-آبي أغلقي الباب بسرعــة !!

وقفتا في المصعد بينما كان الفضائيون متجهون نحوهم , أغلق الباب لينزل المصعد إلى الأسفل , حين إستقرت حجرة المصعد في القبو لم يفتح الباب.

عبست آبي:
-أتظنين أننا علقنا؟

أجابتها كاسيدي:
-لا أريد أن أعرف , فقط إفتحي الباب بقواك.

إستخدمت آبيغال قدرتها ليفتح باب المصعد تدريجياً إلى ذلك الممر الطويل , إتسعت عينا آبي حينما رأت ديفيد ملقاً على الأرض , ركضت إليه ولحقت كاسيدي بها.

إنحنت آبيغال إليه وقالت قلقة:
-ديفيد ماذا حدث؟

كان يتأوه من الألم وهو يجيبها:
-لقد فات الأوان آبي .. أنا آسف , لكن عليك .. عليك قتلي.

تفاجئتا من طلبه بينما أردفت آبيغال:
-مالذي تتحدث عنه؟

وقف بجهد ثم أغمض عينيه وفتحهما لتصبحا حمراوتين اللون ,
بعد ثوانٍ تحول لون جلده إلى البنفسجي , وبدأ جسده بالإنتفاخ.
في الوقت ذاته وقفت آبي وهي تنظر إليه مرددة:
-لا ..

حدق ديفيد فيها بعينيه الحمراوتين ببرودٍ تام ,
وبينما كان جسده يكمل التحول شدت آبي على قبضتيها وقالت بحدة:
-إصنعي لي وتداً جليدي!

تسائلت كاسيدي:
-أنت متأكدة .. آبي؟
-الآن كاسيدي!

فردت كاسيدي كفها لتتكون المياه فيه وتتشكل على شكل وتدٍ قامت كاسيدي بتجميده, قدمته إلى آبيغال التي قامت برفع يديها جاعلة الوتد يطفو ويتوجه مباشرة إلى ديفيد ليخترق قلبه, أخفضت آبيغال يداها ثم سقطت على ركبتيها و إنهارت باكية.

و ما كانت سوى دقائق معدودة حتى تهالك المبنى بالكامل و وحدة القتال يراقبون , جون , كاسيدي , آبيغال , جولي و ريكاردو و تقاسيم الأسى تظهر على وجوههم, فقال جون مقطباً الحاجبين : ليو ! آسفُ أيها القائد , لقد فعلنا ما بوسعنا

كاسيدي بأسى :
بالرغم من هذا الحُطام , أرجو أن نجده بطريقة ما

جولي بشرود :
فلنأمل ألا يكون هُنا فِعلاً , في النهاية نحن لم نجده

ظّلت آبي صامتة بينما حدّث ريك نفسه بأسى :
أحقاً إذاً ذلك الشخص قد مات .. كما حدثَ مع أبي !!



جلست لورا على الأريكة وأمامها كوب ماءٍ على الطاولة ,
إرتشفت رشفة منه ثم تنهدت بعمق لتسألها كارو:
-كيف تشعرين الآن؟

حدقت لورا فيها بهدوء مردفة:
-أنا أذكر كل شيء.


نهاية الفصل اتاسع عشر





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #80  
قديم 08-17-2016, 12:31 PM
 
الفصل العشرون / 1

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]


حجرة فُتِح بابتها إلكترونياً ببصمة أصابعه, ثم ركض بسرعة فور أن فُتِحَ الباب حيثُ كانت الحجرة مظلمة

رفع ليوناردو رأسه حيث أحسّ بوجود أحدهم في الحجرة وهو مغطّى بكيس قماشيّ على رأسه و مصفّداً يديه بالأغلال خلف ظهره, كان ليوناردو يشعر بتهالك المبنى حيثُ هو فيه لكنّه ظلّ هادئاً حينما شعر بمن يتقّدم إليه بسرعة و بدأ بفكّ أصفاد قدميه و يديه, فكشف عنه الغطاء لتظهر تفاصيل ملامح ليوناردو الجادة حيث قال بحزم : لماذا عدتّ لتنقذني ؟

< فكروا قليلاً.. من تتوقعون أن يكون المنقذ ؟

------------------------------------------------------------


20

و ما كانت سوى دقائق معدودة حتى تهالك المبنى بالكامل و وحدة القتال يراقبون .. جون , كاسيدي , آبيغال , جولي و ريكاردو و تقاسيم الأسى تظهر على وجوههم

فقال جون مقطباً الحاجبين :
ليو ! آسفُ أيها القائد , لقد فعلنا ما بوسعنا

كاسيدي بأسى :
بالرغم من هذا الحُطام , أرجو أن نجده بطريقة ما

جولي بشرود :
فلنأمل ألا يكون هُنا فِعلاً , في النهاية نحن لم نجده

ظّلت آبي صامتة بينما حدّث ريك نفسه بأسى :
أحقاً إذاً ذلك الشخص قد مات .. كما حدثَ مع أبي !!

قال صوت واثق بنبرة كبرياء : أمازلتم لم تفهموا الأمرَ بعد أيها الحمقى ؟ , لقد كان مجرّد فخ نصبوه لنا كي يقتلونا في هذا المكان

أدار الجميع برؤوسهم إلى الخلف حيث كان كايروا طبعاً و معه كارو و لورا ..
فأردَف كايرو : تباً بعد كلّ هذا الحُطام , من الجيّد أنكم ما زلتم أحياءً و لم تدفنوا مع من دُفِن !

جون بغيظ :
و أنتَ الذي كنتَ مصرّاً على أن ترافقنا ..

كاسيدي بحيرة :
إذاً لماذا جئتم جميعاً ؟ هل حدثَ أمرٌ ما ؟

بدا على كارو أنّها تذكّرت شيئاً فقالت بحبور :
نعم ! لقد استعادت لورا ذاكرتها , إنها تتذكّر كل شيء

امتزجت الدهشة بعلامات السعادة في وجوههم فأضافت جولي :
أنا سعيدة من أجلكِ يا عزيزتي

لورا ببرود : لا بأس , لقد جئتُ من أجلِ هذهِ المنظّمة الخبيثة ,لكن يبدو لي بأنّكم قد فهمتم بأنّهم الأشخاص الذين آووني فترة غيابي عنكم , و في كلّ الأحوال فقد مسحوا كلّ ما أريد أن أصل إليهم عن طريقه

دُهش الجميع فأضافت جولي بدهشة :
أتلمّحين بأنّكِ كنتِ عندهم خلال فترة غيابكِ عنّا؟

لورا ببرود : نعم

حدّق بها الجميع بصمت آملين أن تضيف شيئاً بعد كلمتها الباردة حتى فقال ريك :
ألم تخبروها بشأنِ ما جئنا من أجله ؟

كارولاين بارتباك :
كلا في الحقيقة , لورا أتت إلى هنا مباشرة ثم تبعناها بدون ان تخبرنا شيئاً أو نخبرها أيّ شيء

لورا ببرود : لا بأس لقد فهمت التفاصيل فقد كنتما تفكران بذلك طوال الوقت ..
ثمّ حدّثت نفسها مفكرة : و أعتقد بأنّي قد عرفت .. لربما يكون ..

حدّث كايرو نفسه بغيظ و هو ينظر نحو لورا : أعتقد بأنني سأفتقد لورا الفاقدة ذاكرتها
ثم قال بهدوء : لا يهم ستخبرنا لورا بالتفاصيلِ لاحقاً , و لكن أينَ ليو ؟

ارتسم الأسى على وجوههم و هم يقطّبون حواجبهم , فحدّقت لورا بهم و فهمت ما يدور برؤوسهم ثم قطّبت حاجبيها, شتمهم كايرو بالحمق في داخله ثم قال و هي رخى عينيه إلى النصف : نعم .. إنّه لـ فخّ محكم ! رسالة و انهيار المبنى و لم تجدوا , من الواضحِ أنّه فخ !

لحظة صمت مرّت حتى قالت كارو بحيرة :
هاه ! و لكن أين ديفيد ؟ ألم يكن معكم ؟

دُهشت كاسيدي فأدارت برأسها نحو آبي التي كانت تنكس برأسها إلى الأسفل و لم تتحدّث طوال الوقت
و ما إنُ حرّكت شفتيها للتحدث حتى قالت آبي بنبرة هادئة : لا بأس , ديفيد ماتَ بشرف و هو يحمينا

حدّق بها الجميع بصمت فقالت ريك بغضب :
تباً ذلك الشخص ! كان علينا ألاّ نثق به حتّى لو أنّه حاول حماية لورا

" كلا ! لقد كانت الصفقة واضحة منذ البداية لكنّ السيطرة قد فًقِدَت حتى تتمم الأمور بطريقة جيّدة "

أداروا برؤوسهم إلى اليسار حيث كان ليو يقف بإنهاك , فهرولوا إليه مسرعين حيث طغتهم السعادة بينما كانا كايروا و لورا يسيران ببطء , و ريك لا يزال في مكانه واقفاً .. فقال جون بدهشة : كيف نجوت ؟

ليو بإحباط :
أما تتركون التفاصيل لوقتٍ لاحق , حالتي لا يُحسدُ عليها ><

جولي بسعادة :
نعم اذهب إلى بيتك و خذنا معك , فمزل جون فسحته ضيّقة كما تعلم

جون محدّثاُ نفسه بإحباط :
الآن أصبحَ ضيّقاً و كنتِ تطلبين منّي أن استضيفك ؟

ليو بابتسامة :
كلا أعتقدُ بأننا سنجتمع كلّنا في منزل جون فهناك من أريد ان أقدّمه إليكم , الشخص الذي انقذني ..

دُهش الجميع من كلماته فأدار ليو برأسه خلف المنعطف ليظهر بهدوء حيث اتسعت أعينهم و هم يشهقون بذهول
بشعره البني القصير و سيره الواثق , اتسعت عينيّ لورا و هي تفتح فاها بتلقائية , حيث وقف بجانب ليوناردو
الذي قال الأخير بابتسامة : كريس باريت !



هكذا اجتمع الجميع في منزل جون في حجرة الجلوس و قد كان ليو آخرهم حيث كانت قطرات الماء تتساقط من خصلات شعره و هو يمسح وجهه بمنشفة لكنّه فوجئ حينما وجد كريس مقيّداً بكرسيّ في وسط الحجرة و البقيّة حوله, فقالت باندهاش : ما هذا ؟ ما هكذا قلتُ لكم أن تضيّفوه ! ><

جون بحزم :
كان عليكَ أن تأخذهُ لبيتك إن كنتَ تريدُ ضيافته برقيّ أكثر من هذا

ريك بحزم : هذا الشخص من حلفاء الفضائيين الذين نقاتلهم, كيفَ تريدنا أن نتركه من دونِ قيود و قد يهاجمنا في أيّة لحظة إن غفلنا عنه يا جامع القمامة ؟

كايرو بحزم :
و قد يكون فخ آخر ينصبونه لنا , إنّهم لا يتوقفون عن كيد المكائد

جولي بحزم : و فوق كلّ ذلك أنتَ لم تخبرنا شيئاً عن سببِ وجوده بيننا سوى أنّه عاد لإنقاذك, هذا ليس سبباً كافيّاً للثقة به

كاسيدي بحزم : لذلك إن لم يكن لديك ما تضيفه عنه فلن يكونَ بيننا و بينه سوى العداوة ,نحنُ لم نأخذ منه شيئاً حتى الآن لأنّه سيكذب !

أبيغال بحزم : إنّه واحد من الفضائيين , و مجرّد كونه منهم فهو خصمنا فقد يفقد السيطرة في أيّة لحظة, و علاوة على ذلك فلربما قاموا بزراعة شيء ما بداخله ليتنصتوا إلينا كما حدث مع لورا

كايرو : و لذلك , لقد اتفقنا جميعاً على أن يخبرنا عن المنظّمة التي يعمل بها و كلّ أسرارهم و إن لم يفعل ذلك فسنقتله
ليو بحيرة : أقررتم ذلك جميعاً ؟

أدار برأسه نحو لورا التي تنبّهت لنظرات و هي تعقد ذراعيها فأغمضت عينيها قائلة ببرود : بالتأكيد , لم يفيدنا في شيء فهو ليسَ منّا و لايزال تابعاً للجهاتِ المتمردة

حوّل كريس بعينيه نحو لورا حيث فتحت عينيها لتقع على كريس و هي تنظر إليه بحدّة فحدّثها كريس في نفسه : لماذا لورا ؟ بعد كلّ ما تخليتُ عنه من أجلك ,ها أنا ذا قد سلّمت نفسي بين أيديكم و لا أجد منكِ إلا نفوراً

لا تزال لورا تنظر إليه بحدة حيث قرأت أفكاره فردّت عليه في نفسها : بعدِ كلّ ما فعلته ؟ أتقصد التحيّز للفضائيين و الالتحاق بالمنظمات المتمردة ثم قتالي و التعاون عن فقدانِ ذاكرتي ,و جعلي أصدّق بأنّك صديقاً لي و أصدقائي أعدائي ؟ , و الأن تمثّل دورَ الضحيّة بعد كلّ ما فعلته ضدّي .. أيها الخبيث !!

كريس في نفسه :
لورا .. أنتِ لم تفهمي الوضعَ جيداً , أعطني فرصة

لورا في نفسها :
نعم سأعطيكَ الفرصة لتشرح ذلك

ناقلت ببصرها نحو البقيّة قائلة بثقة :
و بالمناسبة .. أعتقد بأنني لم أخبركم ذلك

حوّل الجميع بنظرهم نحوها حيث أردفت بثقة : إن هذا الشخصُ هو الذي هاجمني في المصنع و تسبب في فقداني الذاكرة حتى انتهى بي الامر لأكون بينهم هو و الجهة المتمردة التي ينتمي إليها

أشاح كريس بعينيه بينما ارتسمت على وجوه البقية بين الحيرة و الدهشة كما ارتسم على وجه كارو التي قالت : إذاً فهذا الشخصُ الذي رأيناه في المصنع هو نفسه الذي تسببّ بقتالك فِعلاً !

حوّلت لورا بنظرها نحو كريس قائلة بحدة :
إذاً .. ألديكَ تفسير منطقيّ لهذا ؟

حوّل كريس نظره نحو الأرض فقال بشرود : إنّهم يخططون لكل شيء و يعرفون من أنتم جيّداً ,لقد قاموا بدراستكم و فهم قواكم و مميزاتك , حتى اكتشفوا مقرّكم و قرروا التخلّص منكم , لكنّي لم أستطع ..

حوّل بعينيه نحو لورا قائلاً :
السماح لهم بالقضاء عليكِ

لم تغيّر لورا حدة نظراتها فأردف : بالكاد تم الاتفاق على الإبقاء على حياتك بشرط ألا تعودي للقتال ضدّ الفضائيين ,
لقد حاولتُ أن أعدِل عنكِ فكرة ذلك و لكنّكِ كنتِ عنيدة و لذلك قاموا بمسح ذاكرتك ..

أبعد عينيه عن لورا حيث نظر إلى الأرض قائلاً بحنق : و لكنّي لم أدرك أنّهم فعلوا ذلك لاستغلالك و زرع أدواتِ التنصت و التتبّع بداخلك , و بعد أن اكتشفتُ ذلك تم إخباري بأنّ ذلك من أجلِ المصلحة العامّة ,لم أعلم أنّ ذلك سيصحبه القضاء عليكِ بزرع رقاقة تنفجر إن استعدّتِ ذاكرتك و فور أن علمتُ بذلك أخبرتهم أن يتخلّصوا منها

كان الجميع ينصت إلى كلماته ما بين تصديق و تكذيب , فقالت لورا بحدة : إذا كان الامر كذلك لم يجدر بك قتالي لمجرّد أن رفضت البقاء بجانبك .. إن كانت ما تقوله صحيحاً

كريس بهدوء : بلى , فبجانبِ أن تفقدي ذاكرتك كان ينبغي تجريدك من قواكِ الخاصة ,و بذلك استخدموا عقاراً تجريبيّاً صنعه علماء المختبر في المنظمة لا يعمّلُ إلاً تحت ظروفٍ خاصة كـ إنهاك جسدي و نفسيّ كما حدث معك لذلك قمتُ بذلك , لكن لم يكن لديّ الوقتُ الكافي لتأكيد اختباره على آخرينَ فقد كانوا مصرين على الهجوم و كان عليّ إبعادك .. و كما يبدو بأنّ العقار قد باء بالفشلِ فقد استعدّتِ قدرتك على قراءة الأفكار في النهاية ..


حدّق بـ لورا التي ظلّت تنظر إليه بجفاء و حدة طوال الوقت فأردف :
هل أدركتِ الآن أنني فعلتُ ذلك لأجلك ؟

لم تهتز ملامحها البتة و هي لم تبعد عينيها عن عينيه فحدّثته في نفسها :
مع الأسف لم يعد بإمكاني الثقة بما تقول أو تفعل

ردّ عليها كريس في نفسه حيث لا يزالُ ينظر إليها : آسفُ لكلَ ما فعلت إن كان قد آذاكِ , و لكنّي عدتُ من أجلك , ألا يثبتُ ذلك لكِ كم أنني لا زلتُ أحبّك ؟ أعلم أنكِ تبادلينني المشاعر لا تكابري ! لقد كان ذلك واضحاً خلال الفترة التي عشتها بقربي حينما فقدت ذاكرتك

لورا في نفسها : استغللتَ عدم معرفتي بك في ذلك الوقت , لربما كنتُ قد أحببتُك حقاً و لكنَ الحقيقة .. بحقيقتي الكاملة بكل ذكرياتي و عيي التام بك .. لم أعد أحبّك أبداً و لن أفعل !

بدا على كريس أنّه قد شعرَ بالأسى لوهلة فلاحظه ليو و هو يناقل بنظره بينهما حيثُ شعرَ بحديث داخليّ بينهما ,
فقال كريس في نفسه : الآن و ها قد عدتُ من أجلك لكن يبدو بأنّكِ جمّدتَ مشاعرك لمدة طويلة حتى أصبحتِ جافة هكذا و لن تلينين قليلاً .. لا يُمكنكِ النظر إليَ حتى

ابتسم بإحباط محدثاُ لورا بأفكاره : لربما أننّي قد تأخرتُ كثيراً ..
فردّت عليه في نفسها حيث نظراتها الحادة : نعم .. لربّما

استدارت لورا و اتجهت نحو باب الحجرة لتخرج فقالت كارو بحيرة : لورا إلى أين ؟
أكملت لورا سيرها بدون أن تتوقف و هي تردّ ببرود : سأخرجُ لأتمشّى

كارو بدهشة :
و لكنّ الليل قد قارب على الانتصاف !

كانت قد أخذت لمحة نحو الساعة حيثُ كانت تشير إلى الثانية عشرة إلاّ ربًعاً فتجاهلتها لورا و هي تخرج من الحجرة و تتبعها ليو بنظره , الذي أعاد بنظره نحو كريس حيث نكس الأخير برأسه إلى الأسفل ,فقالت جولي بدهشة : إذاُ .. فهم يحاولون صنع عقارٍ لتجريدنا من قوانا الخاصة

كاسيدي بقلق : إن حدثَ و تمكّنوا من نجاح فعاليته فإنّ اشتباكنا معهم في المرات القادمة يعرّضنا لخسارة قوانا
ريك بحزم و شيء من القلق : ليسَ هذا وحسب .. بل إنّهم قد يحوّلوننا إلى فضائيين بفضلِ جامعِ القمامة الأبله

تنبّه ليو لحديثهم حين شتمه ريك , بينما لحقت آبي بـ لورا بعد أن شردت لوهلة مقطبّة الحاجبين , فقالت كارو بهدوء : بالمناسبة ليو ..

أدار برأسها نحوها حيث أردفت : لقد قلتَ سابقاً بأنّه كان من المفترض أن تسير الخطة على ما يرام لولا ان فُقِدت السيطرة .. ما الذي كنت تعنيه بهذا ؟

ليو بهدوء : أوه بشأنِ ذلك .. فقد كان كريس حريصاً على سلامة لورا بالفعلِ و أراد تسليمي لكم لأنني لن أعني له شيئاً بمقدارها , أم .. أنّ لك إضافة أخرى كريس !

قال جملته الأخيرة و هو يدير برأسه نحو كريس و يرفع صوته حتى يصله , فقال الأخير بحنق : إنّه سيرا .. سيرا الوغد هوَ السبب في كلِّ هذا

ريك بحيرة :
من هوَ سيرا ؟

نظر كريس نحو ريك قائلاً بحدة و حنق :
رئيس فرع منظّمة التحالف مع الفضائيين في لندن

حوّل بعينيه نحو الأرض و كأنّه يوجّه غضبه نحوها من عينيه حيثُ قال : لقد تبنّاني قبل سبع سنوات بسبب علاقتي بلورا ,لقد أخبرني في البداية بأنّه يملِكُ خطة لإبادة العالمِ من الظلم و القسوة بدونِ أن ادركَ بأنّ الأشخاص أمثاله هم من يستحقّون الإبادة

جون بدهشة :
مهلاً .. أتقول بأنّ هناك عدة فروع للمنظمة في مدنٍ أخرى ؟

كريس موثّقاً : نعم .. برستول , كوفتري , مانشيستر , برايتون و هُنا في لندن .. إنّها فروع المنظمة المتحالفة مع الفضائيين , يُعطونهم من البشر أولئك الذين لم تنجح العقاقير عليهم غذاء لهم , و الفضائيون بدورهم بدئوا يستغلون ذلك و يوسعون أفاقهم شيئاً فشيئاً بحكمِ أنّهم لم يجدوا غيرَ الأرضِ مصدراً لغذائهم , و ما إن ينتهي البشر حتى يبدئون بالبحثِ عن كوكب آخر للتغذَي به, و لكن سيرا قال بأنّ خططهم لن تتجاوز تلك الحدود بحكم العقار الذي صنعه مؤخراً حيثُ يقضي عليهم إن تمرّدوا علينا ,الفضائيون أقوى منّا و لديهم قواهم الخاصة .. لقد بدئوا باستعمال قواهم ضدّنا مؤخراً حيثُ لم نستطع التصدي لهم حتى سيرا كاد أن يهلك أمام هجومهم

<يا سلام يا سلام كثرت المشاكل :heee:

كان البقية ينصتون لكلماته ما بين قلق و حيرة و اندهاش
فقال كايرو ساخراً : هل تلمّح بأن نضع أيدينا في ايديكم ؟

كريس بحزم : لا أتعاطفُ مع سيرا و حلفاء الفضائيين من البشر ,
لكنّي انبّهكم بأنّه بهذا المعدّل فسيسحق الفضائيون الأرض بفضلِ أخطائهم




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 08-17-2016 الساعة 01:13 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
◘♣♠♦♥مشــــــــــــــاركتي بمســـابقة أجمـــل توقــــــــــــــــــــيع ♣♦♣♥♣♠•♦☻◘ Prïñcëŝŝ Đe Çrãzy ألغاز 3 10-31-2013 12:21 AM
شفاطات حمامات - شفاطات السقف – شفاط حمام - شفاطات اسقف – مرواح الشفط الصناعيه - مرواح الشفط والتهويه – مرواح شفط سقفيه builtin44 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 02-05-2013 04:00 PM
♣♠♦♥رمــــــــزيات وتوووووووواقيع أنمــــــي من تجــميعي نــادر جدا ♣♦♣♥ Prïñcëŝŝ Đe Çrãzy صور أنمي 13 01-13-2013 07:14 PM
♠قصه عن انمي ناروتو ❤{♣ s+s♣, n+h ♣, i+s♣}❤♠ Ńεω ₥óØòŋ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 80 10-10-2012 07:05 AM
♣♠♣ عندما نعشق من ليس لنا ♣♠♣ ღ« يكفي عتب « ღ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 03-03-2012 05:47 PM


الساعة الآن 10:23 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011