ملكي المــاسي~حِكاية عَرَاقَة: Grünenthal - عيون العرب

**وردة المـودة** · #1 11-16-2016, 11:27 AM

[SIZE=4]

[CENTER]

حِكاية عَرَاقَة: Grünenthal

لكل شيء في عالمنا نصيب من المسمى بال"العراقة"، سواء على المستوى الفردي ٲو الإجتماعي ٲو الإنتاج و الصناعة.....
و هنا مثال على حكاية عراقة اتخذت بعزمها سنين طوال في حكاية عراقة طردية و عكسية في الآن ذاته...!

تلك هي حكاية

عَرَاقَة: Grünenthal " "

شركة غروننثال (Gruenenthal): هي شركة لتصنيع الأدوية
مقرُّها في ستولبيرغ Stolberg)) في ألمانيا
قامَ بتأسيسها هيرمان فيرتز (Hermann Wirtz) سنة 1946 باسم كيمي غروننثال ((Chemie Grünenthal.
وفيما بعد تمّ تغيير اسمها إلى (Grünenthal GmbH) ونقل مقرّها الرئيسي إلى آخِن (Aachen).
الشّركة لها فُروع أخرى في أوروبا، أمريكا اللاتينيّة، الولايات الأمريكيّة المتّحدة والصّين!
وهذه الشركة هي أوّل شركة تسوّق البنسلين في الأسواق الألمانية فترة ما بعد الحرب.
وهيَ في الوقت الحاضر تُحقِّق 50% من أرباحها من بيع مُسكِّنات الألم مثل الترامادول (Tramadol)
الموقع الالكتروني (الرّسمي) للشّركة:www.gruenenthal.com

صور لمبنى الشّركة في كل مقر..

.

**وردة المـودة** · #2 11-16-2016, 11:42 AM

هذه الأدوية عبارة عن جزء بسيط من الأدوية الّتي قامت الشّركة بتصنيعها:
Magnetop l Megacilline l Naprosyne l Paracetamol l Rifinah l Rovamycine
l Tetanol l Tramal l l Fenizolan l Haldol l Influvac Ketonil l Libradin
Clavamox l Desmin l Amoxypen
سنفصِّل عن اثنين من الأدوية الّتي كان لها أثر كبير في تاريخ الشَّركة
وهما الـثاليدومايد (Talidomide) والـترامال (Tramal) وهو نفسه الترامادول Tramadol))

صورة للدواء

.

- التصنيع والتّسويق:

قامت شركة غروننثال بتصنيع هذا الدّواء سنة 1934م ، بينما كانت لا تزال تحت اسم .(chemei Grünenthal) واحتاجت عشرين سنة بعد ذلك للحصول على براءة الاختراع!!!
لهذا الدّواء، وفي 1954م حصلت الشّركة على براءة الاختراع لتبدأ بعدَها بإجراء الدّراسات عليه. وفي 1956م
أي بعد سنتين فقط، تم إنزاله إلى السّوق كعلاج للالتهابات التنفُّسيّة وكان يحمل الاسم التّجاري (Grippex).
كما واكتَشَفَ الباحثون في الشّركة أنّ هذا الدّواء فعّال لمعالجة غثيان الحمل (morning sickness)
لذا بدأت الشّركة في 1957م بتسويقه بكثرة لهذا الغرض تحت المسمّى التّجاري (Contergan) .

يُستخدم هذا الدّواء لـِ..

- الحمامى العقدية: (Erythema nodosum) التهاب للخلايا الدهنية تحت الجلد .
- الورم النخاعي المتعدد (Multiple myeloma): بمزيج مع الديكساميثازون (Dexamethazone).
- بعض أعراض مرض نقص المناعة المكتسبة (AIDS).
- مرض كرون (Crhon's disease)
- السّاركويد أو الغرناويّة (Sarcoidosis)
- مرض الطُّعم حِيالَ الثَّوْي (Graft versus host disease): مرض ينتج عند زراعة الأعضاء.
- التِهاب المفاصل الروماتيدي (rheumatoid arthritis)
- مرض السّل (Tuberculosis)

لوحِظَ أنّ للثاليدومايد هذه التأثيرات السّلبيّة:

- تفقُّم الأطراف (Phocomelia) مهمّة وهي ما سنتحدَّث عنهُ لاحِقاً
- دُوار وصُداع. (Dizziness & headache)
- تجمّع السّوائل (Edema) ونقص ضغط الدّم (Hypotention).
- دم في البول (Haematuria).
- ألم في المفاصل (Arthralgia)
- ألم في العضلات (Myalgia)
- زيادة البيليروبين.
- قلّة الخلايا البيضاء، المُتعادلة والخلايا الليميفيّة (Leukopenia, Neutropenia & lymphopenia)
- إمساك (Constipation)
- خدران (Paresthesia)

- كاارثة الثاليدومايد!

**وردة المـودة** · #3 11-16-2016, 11:56 AM

كما أسلفنا سابقاً فإنَّ الثاليدومايد استُخدِمَ لمُعالجة دوار أو غثيان الحمل..
بعدَ أن بيع الدَّواء في غرب ألمانيا لهذا الغَرض ، وُلِدَ 5,000 – 7,000 طفل
يُعانونَ من تشوُّهاتٍ في الأطراف (العلويّة والسّفليّة على حدّ السّواء)
وقد سُمّيت هذه الحالة Phocomelia ..
وفقط 40% من هذه الحالات بقيت على قيد الحياة.
على مستوى العالم، كانَ هُناك 10,000 حالة تم تسجيلها على أنّها تُعاني من
الفوكوميليا الّتي سببها الثاليدومايد، وفقط 50% من الـ 10,000 بقوا على قيد
الحياة! وهم يُعانون من تشوّهاتِ في الأطراف، إمّا أن تكون غير موجودة نِهائيّاً
أو أن تكون موجودة لكن على شكل براعم صَغيرة.

ومن التّشوّهات الجنينيّة الأخرى الّتي يسبِّبُها: تشوّه في العيون والقلب،
تشوُّهات في الجهاز الهضمي والبولي، عمى وفقدان للسمع في بعض الأحيان.

في تلكَ الفترة استخدام الأدوية أثناء فترة الحمل لم يَكُن يخضع لقيود دقيقة
وواضِحة، أي أنَّ هذه الأدوية لم يَكُن يتم فَحص تأثيرها على الحمل والأجنّة.
وذلك لأنّ العُلماء لم يَعتَقدوا أنّ الأدوية الّتي تأخُذُها الحوامل قد تعبر المشيمة
وتسبِّب الأذى للجَنين!

في نوفمبر 1961 تمّ سَحب الثّاليدومايد من الأسواق بسبب التشوّهات الجنينيّة الّتي
سبّبها، والّتي لم تَكُن مجرّد تشوّهات بالنّسبةِ للأمّهات أو الّذين بقوا منهم على قيد
الحياة.. بل كارِثة!
بعدَ أن كانت هذه السّيدة تأخذ الدّواء لتخفيف دوار (مجرّد دوار)
يولد لها طفل يُعاني من غياب أطرافه أو صِغرها وعلى كِلا الحالتين يُعاني من عجز..
كم من المؤلم أن تَعيش حياتَك بِلا أطراف!!!
الثّاليدومايد استمرّ خمس سنوات وهو يُباع في الأسواق قبل اكتشاف
ما يسبِّبُهُ من تشوُّهات..
فبالنّسبةِ لشركة غروننثال، دواء يأخذ ما يُقارب اثنين وعشرين سنة ما بين تصنيع
وما بين اعتراف السّلطات به، يتم سحبه من السّوق بعد خمس سنوات فقط، هي
خسارة عظيمة
وبالفعل خسرت الشّركة مبالغ هاائلة ، ذلك فضلاً عن الفضيحة الّتي أودت بسمعة
الشّركة في الحَضيض..

صور عن الـ Phocomelia

.

.
.

.

.

لكن.. ما الّذي جَعَل الشّركة تستمر في مسيرتها لتصنيع الأدوية حتّى هذه اللحظة؟!!

**وردة المـودة** · #4 11-16-2016, 12:26 PM

تأثّرت الشّركة بِحادثة الثاليدومايد، لكنّا أبداً لم تستسلم، ولم تَكُن خسارتُها سبباً في
اعتِزالِها مَجال تصنيع الأدوية..
فبعدَ تلك الحادِثة، بَدَأت الشّركة تتخصّص بصناعة مُسكِّنات الألم وذلك في 1962م
وفي 1977م سوّقت الشّركة أحد أهم الأدوية
في الوقت الحاضر على المستوى العالمي وهو الترامادول..
وقد أولت الشّركة في الوقت الحاضر أكبر اهتمامها لمسكِّنات الأمل
وتُحقق حوالي 50% من أرباحها في هذا المجال!
لتعود شركة ()شركة رائدة في عالم الأدوية من جديد.

صورة للدّواء

.

تم تسويق الترامادول في ألمانيا في 1977م لعلاج الآلام المتوسِّطة والحادّة نسبيّاً.
وذلك عندما كانت الشركة تحت اسم (Grünenthal GmbH)،
أي بعد نقل مقرها إلى آخن.
وبعد 20 سنة، بَدَأ تسويقه في دول أخرى مثل المملكة المتّحدة والولايات المتحدة
واستراليا!!
ولا يُصرف هذا الدّواء إلّا بوصفة طبيّة معتَمَدة، وذلك لاحتماليّة الإدمان..
وهذا للأسف ما يَحدُث في الوقت الحالي، وهو إساءة استخدام الدّواء لأغراض
غير الّتي سوِّقَ لأجلِها.. وهذا الخطأ ليسَ للشّركة ضلع فيه !

- مسكِّن للآلام المتوسِّطة والحادّة.

وهذه هي الغاية الّتي خَرَج الدّواء لأجلها

لكن يستخدمه النّاس لأجل:
- في حالة الانسِحاب من المخدِّرات(Opioid withdrawal)
- القذف المُبكِّر (Premature ejaculation)
- آلام الشّقيقة (Migraine headaches)

- تشنُّجات
- قيء وغثيان
- إدمان وتعوّد
- أعراض انسِحابيّة في حالة التّوقّف عن أخذه
- وغيرها..

**وردة المـودة** · #5 11-16-2016, 12:34 PM

إنها حكاية عراقة...
عجيبة المعنى و غريبة في المكانة التي فقدتها تبعا لأرواح الكثير من البشر و تشوه عدد آخر لا يحصى...

إنها حكاية عراقة...
حركتها بعزم حتى تستعيد رونقها بإكسير من أدويتها الصناعية التي تزيل حمل يثقل على المريض بآلامه و،معاناته ....

إنها،حكاية عراقة لا أستطيع الحكم عليها، فمن رحل رحل!
بينما من،بقي ينتفع...!

في نظري:
هي قصة يتوقف العقل عندها عن الحكم منتظرا الرأي الصائب بروية...

لكم القلم لتسهبوا في الرأي علني أخرج من حيرة كسحت ساحة الفكر لدي...

فما المقال في حكاية عراقة :

Grünenthal؟

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
# خُرافةٌ و حِكاية بغياب العلم ~	Patroclus	مواضيع عامة	30	09-22-2016 03:41 PM